الألم الحوضي عند النساء

حسبDavid H. Barad, MD, MS, Center for Human Reproduction
تمت مراجعته ذو القعدة 1445
موارد الموضوعات

يُعدُّ الألم الحوضي عرضاً شائعاً عند النساء.

منطقة الحوض هي المنطقة السفلية من البطن.تحتوي منطقة الحوض على الأمعاء، والحالبين السفليين، والمثانة.تحتوي منطقة الحوض عند الأنثى أيضًا على المبيضين، وقناتي فالوب، والرحم، وعنق الرحم.قد ينجم ألم الحوض عن مشكلة في أيٍّ من هذه الأعضاء أو عن حالة عضليَّة هيكليَّة، أو حالة عصبيَّة، أو حالة صحة نفسية.

قد يبدأ الألم الحوضي بشكل مفاجئ أو تدريجي.ويمكن أن يزدادَ الألم تدريجيًا في شدَّته، ويحدث بشكل تَموُّجاتٍ أحيَانًا.قد يكون مستمرًّا أو قد يظهر ويختفي.قد يكون الألم حادًا أو كليلًا أو ماغصًا (مثل تشنّجات الحيض)، أو قد يكون مزيجًا من ذلك.ويُعَدّ الألم الحوضي مزمنًا إذا استمرَّ لأكثرَ من 6 أشهر.

وقد تشعر المرأةُ بإيلام في منطقة الحوض في حال لمسها.واعتمادًا على السبب، قد يكون لدى المرأة نزف مهبلي أو الحكة التناسلية.وقد يصاحب الألم حُمَّى أو غثيان أو قيء أو دوخة أيضًا.

التشريح التناسلي الأنثوي الداخلي

أسباب ألم الحوض

كثيرًا ما يرتبط الألم الحوضي بالدورة الطمثية أو المشاكل النسائية الشائعة.تكون معظم أسباب ألم الحوض غير سرطانية، ولكن يمكن للأسباب السرطانية أن تحدث.

وتشتمل الاضطراباتُ التي يمكن أن تسبِّب ألم الحوض على:

  • الاضطرابات النسائيَّة - تلك التي تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية (المَهبل وعنق الرحم والرحم وقناتي فالوب والمبيضين)

  • الاضطرابات التي تؤثر في الأعضاء الأخرى في الحوض، مثل المثانة أو الجزء السفلي من الحالبين، أو الإحليل، أو الأمعاء، أو المستقيم، أو الزائدة، أو قاع الحوض (العضلات والأربطة والأنسجة التي تدعم أعضاء الحوض)

  • الاضطرابات التي تصيب البنى القريبة، ولكن خارج الحوض، مثل عضلات جدار البطن والحوض، أو الكلى، أو الجزء العلوي من الحالبين

  • وجود حالات عصبية أو نفسية

في بعض الأحيان، يكون من الصعب على الأطباء تحديد سبب ألم الحوض.

الأمراضُ النسائيَّة

تُسبِّبُ بعض الاضطرابات النسائية ألمًا دوريًا في الحوض (على سبيل المثال يتكرر الألم في نفس المرحلة من كل دورة شهرية).في الاضطرابات النسائية الأخرى، يظهر الألم ويختفي بنمط غير مرتبط بالدورة الشهرية أو يكون ثابتًا.

بشكل عام، تشتمل الأسبابُ النسائية الأكثر شُيُوعًا لألَم الحَوض على:

الأورام الليفية في الرحم هي كتل غير سرطانية تتكوَّن من نسيج عضلي.لا تسبب معظم الأورام الليفية الرحمية الألم الحوضي، ولكنها قد تسبب الألم إذا ضغطت على أعضاء أخرى (مثل المثانة أو الأمعاء) أو تسبب نزفًا طمثيًا حادًا مع تشنجات.

يمكن أن تسبِّب العديدُ من الاضطرابات النسائية الأخرى ألَمَ الحَوض (انظر جدول بعض أسباب ألم الحوض عندَ النساء).

الاضطرابات غير النسائية

تشتمل أسباب ألم الحوض غير المرتبطة بالاضطرابات النسائية على

قد تسهم العَواملُ النفسية، وخاصَّة الشدَّة والاكتئاب، في أيِّ نوع من الألم، بما في ذلك ألمُ الحوض، ولكنَّها نادرًا ما تسبِّب ألمَ الحوض في حدِّ ذاتها.قد تصاب النساء أو الفتيات اللواتي تعرضن لاعتداء جنسي بألم حوضي مزمن.

تقييم ألم الحوض

تكون معظم أسباب ألم الحوض من الحالات غير الطارئة، ولكن بعضها يتطلب رعاية طبية عاجلة.إذا كانت المرأة تعاني من ألم شديد في أسفل البطن أو الحوض ويتميز بكونه جديدًا ويبدأ بشكل مفاجئ أو تزداد شدته مع مرور الوقت إلى أن يصبح شديدًا، فينبغي طلب الرعاية الطبية في أقرب وقت ممكن.بالنسبة لبعض الحالات الطبية، قد تكون الجراحة الطارئة مطلوبة.وتشتمل الاضطراباتُ التي تتطلَّب جراحة طارئة عادةً على

العَلاماتُ التحذيريَّة

في النِّساء المصابات بألم الحوض، تكون بعضُ الأَعرَاض مدعاةً للقلق:

  • خفة الرأس أو فقدان الوعي المفاجئ (الإغماء)

  • انخفاض ضغط الدَّم بشكل خطير مع تسرع ضربات القلب (قد يكون ذلك علامة على الصدمة)

  • ألم شَديد مُفاجئ، ولاسيَّما عندما يرافقه غثيان أو تقيؤ أو تعرُّق مفرط أو تَهيُّج

  • حمَّى أو قشعريرة

  • نزف مهبلي بعد سن اليأس

متى ينبغي زيارةُ الطَّبيب

يجب على النساء اللواتي يحملن معظمَ العلامات التحذيريَّة أن يشاهدن الطبيبَ فورًا.

ينبغي على النساء الاتصال بالطبيب وقد يتطلب الأمر معاينتهن في نفس اليوم أو في غضون بضعة أيام إذا كان لديهن

  • نزف مهبلي بعد سن اليأس

  • ألم مستمر أو يتفاقم بوتيرة ثابتة

ينبغي على النساء اللاتي يعانين من آلام غير شديدة أو غير مصحوبة بعلامات تحذيرية تحديد موعد للزيارة عندما يكون ذلك متاحًا، ولكن التأخير لعدة أيام لا يكون ضارًا عادةً.

تعاني الكثير من النساء من تشنجات طمثية مؤلمة.ولا تتطلب تشنّجات الحيض التقييمَ إلاَّ إذا كانت مؤلمة بشدة.

ما الذي يفعله الطبيب

يسأل الأطباءُ أسئلة للمرأة عن أعراضها وتاريخها الطبِّي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.غالبًا ما تشير المعلومات المستمدة من التاريخ والفحص السريري إلى السبب كما تساعد على تحديد الاختبارات الإضافية التي قد تكون ضرورية (انظر الجدول بعض أسباب ألم الحوض عند النساء).

يسأل الأطباءُ عن الألم:

  • متى بدأ حدوث الألم

  • ما مدى شدّته

  • هل هو حادّ، أم كليل، أو تشنجي

  • هل يظهر بشكلٍ تدريجي أو مفاجئ

  • هل هو مستمر أو أنه يظهر ويختفي

  • هل يرتبط بدورة الطمث، أو تناول الطعام، أو النوم، أو الجِماع، أو النشاط البدني، أو التبوّل، أو التغوّط

  • هل هناك عوامل أخرى تزيد الألم سوءًا أو تخفِّفه

وتُسأل النساء عن الأعراض الأخرى، مثل النزف المهبلي، والمفرزات، والدوخة.

كما يُطلَب من النساء وصف حالات الحمل السابقة والدورات الشهرية.ويسأل الأطباءُ أيضًا عن أيّ اضطرابات يمكن أن تسبِّب ألمًا في الحوض، وأي عمليات جراحية سابقة في البطن أو الحوض.

ويسألون عن التوتّر والاكتئاب والعوامل النفسية الأخرى، بما في ذلك العنف المنزلي، لتحديد ما إذا كانت هذه العوامل قد تسهم في الألم، وخاصَّة إذا كان الألم مزمنًا.

وتشير بعضُ مجموعات الأَعرَاض التي ترافق الألم الحوضي إلى نوع ما من الحالات الطبية.مثل:

يبدأ الفحص البدني بتحري العلامات الحيوية، مثل درجة الحرارة، وضغط الدم، والنبض.يركز الأطباء على البطن والحوض.حيث يقوم الأطباء بتحسس البطن.في أثناء الفحص، قد يبدو البطن أو مناطق أخرى من الجسم مؤلمًة عند جسها.يُجري الأطباء فحصًا حوضيًا للمساعدة على تحديد الأعضاء المُصابَة، وما إذا كان هناك عدوى.وفي كثيرٍ من الأحيان، يلجأ الأطباءُ إلى فحص المستقيم أيضًا بحثًا عن أيّ شُذوذات.

الجدول
الجدول

الاختبارات

ينبغي إجراء اختبار حمل لجميع الفتيات والنساء في سنَّ الإنجاب اللواتي يعانين من ألم حوضيعادةً ما يُجرى اختبارٌ بولي للتحقق من الحمل في البداية.وأمَّا إذا كان الحملُ في وقت مبكِّر جدًّا ممكن، وكان اختبار البول سلبيًا، عندئذ يُجرى اختبارُ الدَّم لتحرِّي الحمل.ويعدُّ اختبارُ الدَّم أكثرَ دقة من اختبار البول عندما يكون الحملُ بعمر أقلّ من 5 أسابيع.

أمَّا الاختبارات الأخرى فتعتمد على الاضطرابات المشتبه بها.وقد تشتمل هذه الاختباراتُ على

  • تعدادُ الدَّم الكامِل (CBC)

  • اختبارات البول أو فحص عينات من المهبل أو عنق الرحم للتحقق من وجود عدوى يمكن أن تسبب ألمًا في الحوض

  • تصوير الحوض بالأمواج فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن والحوض لتحري الكتل

  • إذا لم تكشف الاختباراتُ الأخرى عن سببَ الألم الشديد أو المستمرّ، وجرى الاشتباه بسبب خطير (مثل تمزُّق الحمل خارج الرحم)، فيمكن في بعض الأحيان إجراء جراحة (تنظير البطن أو فتح البطن)

تحليل البول هو اختبار بسيط وسريع يعد الخطوة الأولى لتحري العديد من الأَسبَاب الشائعة لاضطرابات الحوض، مثل عدوى المثانة أو معظم حصيات الكلى.يجرى زرع للبول عند الاشتباه بعدوى في السبيل البولي.

للتصوير بالأمواج فوق الصوتية، يستخدم الأطباءُ جهاز الموجات فوق الصوتية المحمول الذي يَجرِي وضعُه على البطن أو داخل المَهبِل (التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل).إذا كانت نتائج التصوير بالأمواج فوق الصوتية غير واضحة، تُجرى اختبارات أخرى، مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، للتحري عن كتلة أو شذوذ آخر.

لتنظير البطن، يقوم الأطباء بإجراء شق صغير تحت السرَّة مباشرة وإدخال أنبوب رؤية (منظار) مباشرة للبحث مباشرة عن الحمل خارج الرحم أو الأسباب الأخرى لألم الحوض.إذا لم يكن من الممكن إجراء تنظير البطن أو لم يتمكن الأطباء من تشخيص أو علاج حالة طبية باستخدام تنظير البطن، فقد تجرى عملية فتح البطن (شق كبير في البطن يمكّن الأطباء من رؤية الأعضاء مباشرة).

علاج ألم الحوض

عند تحديد سبب الألم الحوضي، فينبغي علاجه مباشرةً، إن أمكن ذلك.

يمكن علاج الألم المرتبط بالدورة الشهرية (مثل التشنجات أو الانتباذ البطاني الرحمي) باستعمال حبوب منع الحمل أو غيرها من موانع الحمل الهرمونية.

كما قد تكون هناك حاجة إلى مسكنات الألم أيضًا.في البداية، يَجرِي التعاملُ مع الألم بالعقاقير المُضادَّة للالتهاب (المسكنات)، مثل ايبوبروفين.والنساءُ اللواتي لا يستجبنَ بشكل جيِّد لأحد مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيدية قد يستجبنَ لآخر.أمَّا إذا كانت مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيروئيدية غيرَ فعَّالة، يمكن تجريبُ مسكِّنات الألم الأخرى أو التنويم.

بالنسبة لبعض النساء اللواتي يعانين من ألم مزمن في الحوض، قد يُوصَى باستعمال مثبطات استرداد السيروتونين-نورإيبينفرين وأدوية ألم الأعصاب، مثل غابابنتين أو بريغابالين.لا يُنصح باستعمال المسكنات الأفيونية في علاج الألم المزمن في الحوض إلا عند النساء المصابات بسرطان نشط أو للرعاية التلطيفية في نهاية الحياة.

وإذا كان الألم يشمل العضلات، فالراحة أو تطبيق الحرارة أو العلاج الطبيعي قد يفيد.

بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بالعلاج الفيزيائي لقاع الحوض، أو العلاج بالجنس، أو العلاج السلُوكي المعرفي وذلك عند النساء اللواتي يعانين من ألم اللفافة العضلية الحوضي أو الألم المرتبط بحالات الصحة النفسية.

في حالات نادرة، عندما يستمر الألم الشديد لدى النساء على الرغم من العلاج بالأدوية، فيمكن إجراء الجراحة، مثل تنظير البطن لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي أو الكيسة المبيضية أو استئصال الرحم، أو غير ذلك من الإجراءات.

بعض الأمور الأساسية التي تخص النساء المسنات: الألم الحوضي

في النِّساء كبيرات السنّ، قد تكون الأسبابُ الشائعة لألم الحَوض أو الانزعاج مُختلفةً، لأنَّ بعضَ الاضطرابات التي تسبِّب ألم الحوض هذا تصبح أكثرَ شُيُوعًا مع تقدّم النساء في السن، وخاصَّة بعدَ انقطاع الطمث.

وتشتمل الاضطراباتُ الشائعة عندَ النساء الأكبر سنًا على ما يلي:

وبعدَ سن اليأس، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين مما يؤدِّي إلى إضعاف العَديد من الأنسجة، بما في ذلك العظامُ والعضلات (مثل العضلات التي تدعم المثانة) والأنسجة حولَ المهبل والإحليل.ونتيجةً لذلك، تصبح حالات عدوى المثانة أكثرَ شُيُوعًا.

تُسمَّى الأَعرَاض التي تؤثِّر في المهبل والسبيل البولي بعد انقطاع الطمث بالمتلازمة البولية التناسلية لسن اليأس (التي كانت تُسمَّى سابقًا الضمور المهبلية أو التهاب المهبل الضموري).وتنطوي هذه الأَعرَاض على جفاف المهبل والألم في أثناء الجماع والإلحاح البوليّ وحالات عدوى السبيل البولي.يمكن لهذه الحالة أن تجعل الجماع مؤلمًا، وقد تصف النساء أو يشعرن بهذا الألم على أنَّه ألم في الحوض.

التقييم

يكون التقييمُ مشابهًا لذلك الخاص بالنساء الأصغر سنًا، باستثناء إيلاء الأطباء اهتمامًا خاصًا لأعراض اضطرابات المسالك البولية والجهاز الهضمي التي تكون شائعة عند النساء الأكبر سنًا.ويجب على النساء المسنَّات زيارَة الطَّبيب فورًا في الحالات التالية:

  • الشكوى من نزف مهبلي

  • نَقص الوَزن أو الشَّهية فجأة

  • عُسر الهضم الذي يبدأ فجأة

  • الشعور بنفخة

  • حدوث تغيير مفاجئ في حركات الأمعاء (عادات التغوّط)

ثم يقوم الطبيبُ بإجراء فحص سريري وغير ذلك من الاختبارات للتأكّد من أنَّ السببَ ليس سرطان المبيض أو بطانة الرحم.

إذا بدا أن بطانة المهبل الرقيقة هي سبب ألم الحوض، فقد يقترح الأطباء مُستحضرات ترطيب المهبل أو العلاج بالهرمونات المهبلية (الإستروجين أو ديهيدرو إيبي أندروستيرون).

نقاط رئيسيَّة

  • يُعدُّ الألم الحوضي عرضاً شائعاً عند النساء.

  • ويمكن أن تسبِّب العديد من الاضطرابات (المتعلِّقة بالأعضاء التناسلية أو الأعضاء المجاورة الأخرى) ألمًا في الحوض.

  • ويستطيع الأطباءُ تحديد الأسباب المحتملة استنادًا إلى وصف الألم، وعلاقته مع الدورة الطمثيَّة، ونتائج الفَحص السَّريري.

  • إذا كانت النساءُ في سنّ الإنجاب، يُجرَى اختبار الحمل دائمًا.

  • كما تُجرَى اختباراتُ البول، واختبارات أخرى عادة، مثل الاختبارات الدَّمويَّة والتصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة للحوض، لتأكيد التَّشخيص المشتَبه به.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID