اضطراب العَرَض الجسدي

حسبJoel E. Dimsdale, MD, University of California, San Diego
تمت مراجعته ذو الحجة 1445

يتميز اضطراب العَرَض الجسدي بظهور واحد أو أكثر من الأَعرَاض الجسدية المزمنة مصحوبة بمستويات كبيرة ومتنامية من الشدة النفسية، والقلق، وصعوبة في إنجاز المهام اليومية المرتبطة بهذه الأعراض.

  • ينشغل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب العرض الجسدي بأعراضهم، ويهدرون أوقاتًا طويلة وجهودًا في مراقبة هذه الأَعرَاض والتخوف منها.

  • يشخص الأطباء هذا الاضطراب عندما يستمر الشخص بالانهماك في الأعراض والقلق منها حتى بعد استبعاد الاضطرابات الجسدية أو عندما تكون ردة فعله على تشخيص اضطراب بدني حقيقي شديدة بشكل غير عادي.

  • يمكن للعلاج النفسي، لا سيما العلاج المعرفي السُّلُوكي، أن يكون مفيدًا، كما إنه من المفيد تأسيس علاقة قائمة على الثقة والدعم مع الطبيب.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطراب العَرَض الجسدي والاضطرابات ذات الصلة).

وقد حل توصيف "اضطراب العَرَض الجسدي" محل عدة توصيفات مرضية سابقة: اضطراب الجسدنة (somatization)، والاضطراب الجسدي الشكل غير المتمايز (undifferentiated somatoform disorder)، واضطراب الألم.تنطوي كل الاضطرابات سالفة الذكر على الجسدنة (somatization) والتي تعني تمثل المشاكل النفسية على هيئة أعراض جسدي.في هذا الاضطراب، يكون مصدر القلق الرئيسي للشخص هو الأعراض الجسدية، مثل الألم، أو الضعف، أو التعب، أو الغثيان، أو غيرها من الأحاسيس الجسدية.قد يكون الشخص مصابًا أو لا يكون مصابًا بحالة جسدية تُسبب أو تُساهم في تلك الأَعرَاض.ولكن في حال وجود حالة جسدية بالفعل، فإن الشخص المصاب باضطراب العرض الجسدي يستجيب لها بشكل مفرط.

استخدم الأطباء هذا التوصيف للإشارة إلى حالات الصحة النفسية (التي تسمى أحيانًا الاضطرابات النفسية الجسدية أو جسدية الشكل) عندما يشكو الشخص من أعراض جسدية لا تشير إلى وجود اضطراب واضح.ولكن تم تغيير التعريف للتركيز على كيفية استجابة الأشخاص لأعراضهم أو مخاوفهم الصحية.يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب النفسي من أفكار، أو مشاعر، أو مخاوف مفرطة حول الأعراض الجسدية.يمكن أن يحدث هذا بغض النظر عما إذا كان لدى الشخص اضطراب جسدي.على سبيل المثال، قد يتعافى الأشخاص المصابون باضطراب العرض الجسدي من الناحية الجسدية بشكل كامل بعد الإصابة بنوبة قلبية، ولكنهم قد يستمرون في الشعور بأنهم لا يستطيعون العودة إلى الأنشطة الطبيعية أو يقلقون بشدة بشأن الإصابة بنوبة قلبية أخرى لدرجة أنهم يشعرون بضائقة أو لا يستطيعون إدارة المهام اليومية.

يكون المعيار التشخيصي النفسي الرئيسي لتشخيص اضطراب العرض الجسدي هو ما يلي:

  • يقضي الأشخاص الكثير من الوقت والجهد وغالبًا ما تراودهم أفكار أو قلق بشأن أعراضهم الجسدية، وهذا يسبب ضائقة كبيرة ويؤثر سلبًا في الأداء اليومي.

قد تعكس شدة واستمرارية الأَعرَاض رغبة قوية في الحصول على الرعاية.قد تساعد الأَعرَاض الأشخاص على تجنب المسؤوليات ولكن قد تمنعهم أيضًا من الاستمتاع بنشاطات الحياة وتصبح مثل عقوبة، مما يشير إلى أنهم قد تكون لديهم مشاعر دفينة بعدم الجدارة والذنب.

كثير من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يدركون أنهم مصابون بحالة نفسية، ويكونون مقتنعين بأن أعراضهم لها سبب جسدي يتطلب الرعاية الطبية.وبالتالي، فإنهم عادة ما يزورون الأطباء عدة مرات ويطلبون منهم إجراء اختبارات إضافية أو متكررة ووصف مُعالجَات دوائية حتى بعد عدم عثور التقييم الشامل على سبب الأعراض.

أعراض اضطراب العَرَض الجسدي

ينهمك المصابين بالعَرَض الجسدي بأعراضهم الجسدية، وخاصة مدى خطورتها.بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، غالبًا ما ينصب تركيزهم على المخاوف الصحية بشكل رئيسي، وفي بعض الأحيان على الحياة بشكل عام.

تبدأ الأَعرَاض الجسدية عادةً قبل سن الثلاثين، وأحيَانًا في أثناء مرحلة الطفولة.يشتكي معظم الأشخاص من العديد من الأَعرَاض، ويكون لدى البعض عرض واحد مزعج فقط، عادة ما يكون الألم.قد تكون الأَعرَاض محددة (مثل الألم في البطن) أو غامضة (مثل التعب).قد يتمحور قلق المريض حول أي جزء من الجسم.

يشعر المصابين بالعَرَض الجسدي بقلق مفرط حول أَعرَاضهم الجسدية وعواقبها الكارثية المحتملة.لا يتناسب ذلك القلق مع خطورة الأعراض.وقد يعزو الأشخاص الإحساسات العادية أو الانزعاج، مثل التلبك المعوي، إلى مرض جسدي خطير.ويميل إلى التفكير في أسوأ الاحتمالات حول أية أعراض يعاني منها.وقد تؤدي الأَعرَاض نفسها أو القلق المفرط تجاهها إلى تعطيل حياة المريض بجميع جوانبها.وقد يُصاب بعض الأشخاص بالاكتئاب.

قد يصبح المرضى معتمدين على الآخرين، ويطلبون المساعدة والدعم العاطفي، ويشعرون بالغضب عند عدم تحقيق رغبتهم.وقد يهددون بالانتحار أو يُقدمون عليه.وعندما يحاول طبيبهم طمأنتهم، فغالبًا ما يعتقدون أن الطبيب لا يأخذ شكواهم على محمل الجد.ويكون هؤلاء المرضى في كثير من الأحيان غير راضين عن الرعاية الطبية المقدمة لهم، وعادة ما يتنقلون بين طبيب وآخر، أو يلتمسون العلاج عند عدة أطباء في نفس الوقت.لا يستجيب العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب العَرَض الجسدي عند إعطاء العلاج الطبي كمحاولة لعلاج الأعراض، وقد تتفاقم الأعراض أكثر.يُبدي بعض المرضى حساسية غير اعتيادية للآثار الجانبية للأدوية.

قد تتحسن الأَعرَاض أو تزداد سوءًا، ولكن الأَعرَاض تستمر ونادرًا ما تتعافى بشكل كامل لفترة طويلة.

تشخيص اضطراب العَرَض الجسدي

  • تَقيِيم الطَّبيب، وذلك استنادًا إلى معايير التشخيص النفسية القياسية

  • الفحص السريري وأحيانًا اختبارات طبية لتقييم الاضطرابات الجسدية

يُشخص الطبيب اضطراب العَرَض الجسدي عند تحقق المعايير التالية:

  • تراود الشخص أفكار ثابتة وغير متناسبة حول مدى خطورة الأعراض التي يعاني منها

  • إظهار المريض قلقًا كبيرًا للغاية حول صحته أو الأَعرَاض التي يشكو منها

  • إهدار وقت طويل وجهد كبير على مراقبة الأَعرَاض أو التفكير بالمخاوف الصحية

لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن اضطراب جسدي، يُجري الأطباء تقصيًا واسعًا للتاريخ الطبي (والذي قد يتضمن إجراء مقابلات مع أفراد الأسرة الآخرين)، وفحصًا بدنيًا شاملًا، وقد يجرون فحوصًا مخبرية أو دراسات تصويرية.إذا لم يُظهر التقييم اضطرابًا جسديًا، يُجري الطبيب أحيانًا المزيد من الاختبارات في وقت لاحق.إذا استمرت الأَعرَاض أو ظهرت أعراض جديدة، فقد يكون من المناسب التحقق ما إذا كان الشخص المصاب باضطراب العَرَض الجسدي يعاني من اضطراب جسدي لم يُشخص سابقًا أو لم يكن موجودًا في وقت التقييم الأولي.

هل تعلم...

  • تكون لدى الأشخاص المصابين باضطراب العَرَض الجسدي أفكار، أو مشاعر، أو مخاوف مفرطة بشأن الأعراض الجسدية.يمكن أن يحدث هذا بغض النظر عما إذا كان لدى الشخص اضطراب جسدي.

يمكن تمييز اضطراب العَرَض الجسدي عن حالات الصحة النفسية المماثلة عن طريق الأعراض المستمرة والأفكار الوسواسية والقلق المفرط المصاحب للأعراض.

قد يبقى هذا الاضطراب غير مشخصًا عند كبار السن، وذلك لأن أعراضًا معينة، مثل التعب أو الألم، تُعد جزءًا من الشيخوخة، أو لأن القلق بشأن الأعراض يُعد أمرًا مفهومًا لدى كبار السن، وخاصةً أولئك الذين لديهم العديد من المشاكل الطبية ويتناولون العديد من الأدوية.

علاج اضطراب العَرَض الجسدي

  • العلاج السُّلُوكي المعرفي

حتى عندما يتمتع الشخص المصاب باضطراب العَرض الجسدي بعلاقة جيدة مع طبيب الرعاية الأولية، فغالبًا ما تجري إحالته إلى طبيب نفسي.يكون العلاج النفسي، وخاصة العلاج المعرفي السُّلُوكي، علاجًا فعالًا.

يستفيد المرضى الذين يعانون من اضطراب العَرَض الجسدي من تأسيس علاقة قائمة على الدعم والثقة مع الطبيب.يمكن للطبيب تنسيق الرعاية الصحية للمريض، وتقديم المُعالجَات لتخفيف الأَعرَاض، ورؤية المريض بانتظام، وحمايته من الاختبارات والمُعالجَات التي لا لزوم لها.ولكن، يجب على الطبيب أن يبقى متنبهًا لاحتمال تطور اضطراب جسدي جديد ومنفصل يتطلب التقييم والعلاج عند الشخص.عند ظهور أَعرَاض جديدة ومختلفة، فينبغي عدم الافتراض تلقائيًا أنها ناجمة عن اضطراب العَرَض الجسدي.

يُعالج الاكتئاب، إذا كان موجودًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID