الرِّعاية الطبية خلال فترة الحمل

حسبJessian L. Muñoz, MD, PhD, MPH, Baylor College of Medicine
تمت مراجعته ربيع الأول 1446

موارد الموضوعات

من الناحية المثالية، ينبغي على النساء اللواتي يخططن للحمل وشركائهن زيارة الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الصحية قبل الحمل.في أثناء الزيارة، يجري استعراض التاريخ الطبي، والتوليدي، والعائلي لكل من المرأة والشريك.يقدم الطبيب المشورة حول كيفية التعامل مع الأمراض المزمنة، أو استعمال الأدوية، أو تلقي اللقاحات قبل الحمل.قد يُحال الزوجان لإجراء استشارة جينية، إذا تطلب الأمر ذلك.

فيما يخص الوقاية، ينبغي على جميع النساء الحوامل والنساء اللواتي يخططن للحمل أو يُحتمل أن يصبحن حوامل تناول مُكمِّل يحتوي على 400 إلى 800 ميكروغرام من الفولات (حمض الفوليك) يوميًا.تتوفر مثل هذه الجرعات في الفيتامينات المتعددة أو فيتامينات ما قبل الولادة التي لا يستلزم صرفها وصفة طبية.إذا كان مستوى حمض الفوليك في دم المرأة منخفضًا جدًا، فسوف يزداد خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي في الدماغ أو الحبل النخاعي (عيب الأنبوب العصبي)، مثل السنسنة المشقوقة.ينبغي على النساء اللواتي يتناولن أدويةً تُقلِّل من مستويات حمض الفوليك (مثل بعض أدوية الصرع) أو أنجبنَ طفلاً مصابًا بعيبٍ في الأنبوب العصبي أن يأخذن 4,000 ميكروغرام من حمض الفوليك، وذلك بدءًا من الشهر الثالث قبل الحمل والاستمرار به حتى الأسبوع 12 من الحمل - وهي جرعة أكبر بكثير من الموصى بها عادة.

هل تعلم...

  • يجب على النساء اللواتي يُخططن للحمل أن يبدأنَ باستعمال الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك (التي تساعد على منع بعض العيوب الخلقية) وليس الانتظار حتى حدوث الحمل.

إذا قرر الزوجان محاولة إنجاب طفل فعليهما مناقشة الطبيب في طرق جعل الحمل صحيًّا قدر الإمكان.يجب على المرأة أن تسأل الطبيب عن العَوامِل التي يمكن أن تُضعِفَ صحتها أو صحة الجنين.

تنطوي العَوامِل أو الحالات التي ينبغي تجنُّبها على ما يلي:

  • استعمال التبغ، أو الكحول، أو القنب، أو العقاقير غير المشروعة

  • التعرّض إلى دخان السجائر الثانوي

  • مخالطة فضلات أو براز القطط، إلَّا إذا كانت القطط محصورة بشكلٍ صارمٍ في المنزل وغير مُختلِطة مع قطط أخرى، لأنه يمكن لمثل هذه المخالطة أن تنقل داء المُقَوَّسَات، وهي عدوى قد تلحق الضرر بدماغ الجنين)

  • التعرض لدرجة الحرارة العالية لفترة طويلة (على سبيل المثال، في حوض استحمام ساخن أو ساونا)

  • التعرُّض للمواد الكيميائية أو أبخرة الدهانات

  • يمكن لمخالطة أشخاص يعانون من عدوى فيروسية أن تلحق الضرر بالجنين (مثل الحصبة الألمانيَّة، أو جدري الماء، أو الهربس النطاقي)، ما لم يتم تطعيم المرأة ضد أنواع العدوى هذه وإجراء اختبار دموي للتأكد من أنها ممنعة ضدها

قد تساعد معرفة ومعالجة مثل هذه العَوامِل قبل الحمل على الحدِّ من خطر حدوث مشاكل خلال فترة الحمل (انظر عوامل خطر مضاعفات الحمل).بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرأة مناقشة نظامها الغذائي ومخاوفها الاجتماعيَّة، والعاطفيَّة، والصحية مع الطبيب.

وعندما تراجع المرأة طبيبًا أو اختصاصي رعاية صحية آخر قبل أن تصبح حاملا، يمكنها الحصول على أيَّةٍ لقاحات ضرورية، مثل لقاح الحصبة الألمانية.إذا لم تكن المرأة تستخدم حمض الفوليك بالفعل، فيمكن للأطباء وصف الفيتامينات المتعددة السابقة للولادة التي تحتوي على الكمية الموصى بها من حمض الفوليك، أو كمية أكبر من حمض الفوليك، إذا لزم الأمر.

الزيارة الأولى للطبيب قبل الولادة

تُعد الرعاية قبل الولادة هامة لصحة المرأة الحامل والطفل.

في الزيارة الأولى قبل الولادة، والتي تُجرى عادةً بين الأسبوع 8 إلى 12 من الحمل، قد يُجري الطبيب اختبارًا للحمل أو تصويرًا بالأمواج فوق الصوتية لتأكيد الحمل.

يستفسر الأطباء عن التاريخ الطبي للمرأة، والأدوية التي تتناولها، وتفاصيل عن حالات الحمل السابقة، بما في ذلك المشاكل التي حدثت مثل السكري الحملي، والإجهاض، والعيوب الخلقية.يسأل الأطباء عن المرض النفسي الحالي أو الماضي أو الأعراض الحالية للاكتئاب أو القلق.ويوجهون أسئلة بشكلٍ روتيني للنساء حول عنف الشريك الحميم—ما إذا تعرَّضت المرأة لاعتداءٍ نفسي، أو جسدي، أو جنسي من قبل شريكها أو من قبل شخصٍ آخر تعيش معه.

يكون الفَحص السَّريري الأول خلال فترة الحمل شاملاً.ويشتمل على ما يلي:

  • قياس الوزن وضغط الدَّم

  • الفحص السريري العام للقلب، والرئتين، والبطن، والساقين

  • الفحص الحوضي لملاحظة حجم ووضعيَّة الرحم

  • التحري عن سرطان عنق الرحم بواسطة اختبار بابانيكولاو (Pap) و/أو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري على عينات مأخوذة من عنق الرحم

  • اختبارات للعدوى المنقولة بالجنس: مسحات من عنق الرحم أو المهبل أو عينة بول تُختبر لتحري السيلان والمتدثرة (الكلاميديا)؛ واختبارات دموية للكشف عن مرض الزهري، والتهاب الكبد، وفيروس العوز المناعي البشري (HIV)

  • اختبارات دم إضافية: تعداد كامل لخلايا الدم، دليل على التمنيع ضد الحصبة الألمانية وجدري الماء (الحماق varicella)، وفصيلة الدم، بما في ذلك حالة العامل الريصي (إيجابي أو سلبي)

  • اختبارات إضافية للبول: تحليل البول للتحري عن العدوى والبروتين في البول

من المستحسن إجراء اختباراتٍ جلديَّة للسل لجميع النساء.

ويمكن إجراء اختبارات أخرى، تبعًا لحالة المرأة.على سبيل المثال، تُجرى فحوصات دموية للتحري عن اضطرابات الغدة الدرقية أو مراقبتها لدى النساء اللواتي يعانين من واحدة أو أكثر من المشاكل التالية:

  • أعراض أو أسباب أخرى تجعل الطبيب يشتبه باضطراب درقي

  • اضطراب درقي أو تاريخ عائلي للإصابة بمرض درقي

  • النَّمطُ الأوَّل من داء السُّكَّري

إذا كان دم المرأة خاليًا من العامل الريصي، فيُجرى لها اختبارٌ دموي للتَّحرِّي عن وجود أضداد لهذا العامل (انظر عدم توافق العامل الريصي).ينتج الجهاز المناعي للمرأة هذه الأضداد إذا حدث تماس بين دمها غير المحتوي على العامل الريصي مع دمٍ يحتوي هذا العامل—كما يحدث عند الحمل السابق بجنين يحتوي دمه على العامل الريصي.يمكن للأضدَّاد (تسمى أضدَّاد العامل الريصي Rh antibodies) أن تُخرِّب خلايا الدَّم عند الجنين الذي يحتوي دمه على هذا العامل، ممَّا يَتسبَّب في حدوث مشاكل خطيرة للجنين (بما فيها الوفاة).إذا جَرَى الكشف عن الأضدَّاد في دم المرأة الحامل في وقتٍ مُبكِّر، يمكن للطبيب اتخاذ تدابير لحماية الجنين.

تُعطى جميع النساء اللواتي لا تحتوي دماءهنَّ على العامل الريصي الغلوبولين المناعي Rh(D) والذي يُحقَنُ في العضل في الأسبوع الثامن والعشرين (أو في الأسبوعين 28 و34) من الحمل.كما يَجرِي إعطاءهنَّ الحقن بعد أي إتِّصالٍ ممكن بين دمهنَّ ودم الجنين- على سبيل المثال، بعد نوبةٍ من النزف المهبلي، وبعد بزل السلى، وبعد الولادة.يَحُدُّ الغلُوبُولين المناعي Rh(D) من خطر تخرُّب خلايا دم الجنين.

يُجرى اختبار للنساء ذوات الأصول الأفريقية للتَّحرِّي عن السمة الوراثية لداء الخلية المِنجَلِيَّة أو عن المرض نفسه إذا لم يتم فحصهنَّ سابقًا.

إذا كان أحد الوالدين المحتملين لديه شذوذ جيني معروف أو مشتبه به، فيجب إحالة الزوجين إلى الاستشارة والاختبارات الجينية.

هل تعلم...

  • تشتمل الأشياء التي يجب تجنبها خلال فترة الحمل على التدخين، والتدخين السلبي، والكحول، والقنب، والعقاقير غير المشروعة، وفضلات وبراز القطط، ومخالطة أشخاصٍ قد يكونوا مصابين بجدري الماء أو الهربس النُطاقي.

  • ينبغي إعطاء النساء الحوامل اللقاحات ضد كوفيد-19 والأنفلونزا.

زيارات المتابعة قبل الولادة

بعد الزيارة الأولى قبل الولادة، ينبغي على المرأة الحامل أن تراجع طبيبها على النحو الآتي:

  • كل أربعة أسابيع حتى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل

  • ثمَّ كلُّ أسبوعين حتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل

  • بشكل أسبوعي اعتبارًا من الأسبوع 36 وحتى الولادة

في كلِّ زيارة قبل الولادة، يَجرِي تسجيل وزن المرأة وضغط الدم، وفحص عينة من البول للتحري عن البروتين.قد يشير وجود البروتين في البول إلى حدوث مقدمات الانسمام الحملي preeclampsia (وهو نوع من ارتفاع ضغط الدَّم يحدث خلال فترة الحمل).

يُسجل حجم الرحم لتحديد ما إذا كان الجنين ينمو بشكل طبيعي.يتحقق الأطباء من ضربات القلب عند الجنين.يمكن تسجيل ضربات القلب عادةً في الفترة بين الأسبوعين العاشر والحادي عشر من الحمل باستعمال جهاز تخطيط الصدى المحمول الدوبلري.وبمجرَّد اكتشاف ضربات القلب، يقوم الأطباء بفحصها في كلِّ زيارة لتحديد ما إذا كانت طبيعية.

يقوم الأطبَّاء بإجراء اختبار للتحري عن نوع السكري الذي يحدث خلال فترة الحمل (السكّري الحملي).يُجرى هذا الاختبار الدَّموي في الفترة بين الأسبوعين 24 إلى 28 من الحمل.حيث يُقاس مستوى السكر (الغلوكوز) في الدَّم بعد ساعة واحدة من شرب المرأة للسائل الذي يحتوي على كمية معينة من الغلوكوز - يسمى اختبار تحمُّل الغلوكوز glucose tolerance test.إذا كان لدى النساء عَواِمل خطر للإصابة بالسكّري الحملي، فينبغي إجراء هذا الاختبار في وقتٍ مُبكِّرٍ من الحمل، ويُفضَّل قبل الأسبوع الثاني عشر.

تنطوي عواملُ خطر الإصابة بالسكري الحملي على مزيج من السمنة وواحد أو أكثر مما يلي:

  • انعدام النشاط الجسدي

  • إصابة الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الأمهات أو الأخوات) بداء السكّري

  • خطورة مرتفعة بسبب العرق أو الإثنية (مثل الأمريكيين من أصول أفريقية، أو اللاتينيين، أو الأمريكيين الأصليين، أو الأمريكيين الآسيويين، أو سكان جزر المحيط الهادئ)

  • الإصابة السابقة بالسكّري الحملي أو ولادة سابقة لطفل كبير الحجم (يزن 10 باوند [4,000 غرام] أو أكثر)

  • ارتفاع ضغط الدم

  • ارتِفاعُ مستوى الكوليسترول

  • حالات أخرى مرتبطة بمقاومة الأنسولين

  • تاريخ للإصابة بمرض قلبي وعائي

  • تاريخ من وجود السكر في البول على مدى فترة طويلة من الزمن

  • الإصابة بمتلازمة المَبيضِ المُتَعَدِّدِ الكيسات مع وجود مقاومة للأنسولين

إذا كانت نتائج الاختبار الأوَّلي طبيعية، يُعاد الاختبار عند النساء المُعرَّضات للخطر خلال الفترة بين الأسبوعين 24 إلى 28 من الحمل.

الأمواج فوق الصوتية

يوصي معظم الأطباء بإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية مرة واحدة على الأقل في كل حمل، ويكون ذلك من الناحية المثالية في الفترة بين الأسبوع 16 و 20 من الحمل.يمكن إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية في وقت أبكر إذا كان هناك عدم يقين حول الموعد التقريبي للولادة أو إذا كانت المرأة تعاني من أعراض (مثل النزف المهبلي أو الألم الحوضي).

وللقيام بهذا الإجراء، يُوضَع جهاز يُصدِر موجاتٍ صوتية (تِرجام transducer) على بطن المرأة.تتمُّ معالجة الموجات الصوتيَّة لتشكيل صورة تُعرض على شاشة.يستعمل الطبيب في بعض الأحيان وخصوصًا خلال المرحل المُبكِّرة من الحمل؛ جهاز للتصوير بتخطيط الصدى يمكن إدخاله في المهبل.يُوفِّر التصوير بالأمواج فوق الصوتية صورًا عالية الجودة، بما في ذلك الصور الحية التي تُظهِرُ حركة الجنين.تُوفِّر هذه الصور للطبيب معلوماتٍ مفيدةٍ يمكن من خلالها الاطمئنان على سلامة المرأة الحامل.

كما يمكن استعمال التصوير بالأمواج فوق الصوتية للقيام بما يلي:

  • تأكيد الحمل والتحقق من نبضات قلب الجنين في وقت مبكر من الحمل، أي بعد 5 أسابيع من الحمل

  • تحديد جنس الجنين في وقتٍ مُبَكِّرٍ من الحمل، كما في الأسبوع الرابع عشر منه

  • معرفة ما إذا كانت المرأة تحمل أكثر من جنين واحد (كما في حالة التوائم الثنائية أو الثلاثية)

  • تحديد الشذوذات، مثل المشيمة المُتوضِّعة بعيدًا عن مكانها الطبيعي (المشيمة المنزاحة)، أو وجود كمية كبيرة من السائل في الكيس الذي يحتوي الجنين (مَوه السلى)، أو التَوضُّع غير الطبيعي للجنين

  • اكتشاف العيوب الخِلقيَّة (في بعض الأحيان)

  • التَّحرِّي عن دليل على الإصابة بمتلازمة داون down syndrome (وبعض الاضطرابات الأخرى) من خلال قياس الحيِّز المملوء بالسائل القريب من الجزء الخلفي من رقبة الجنين (تسمى الشفوفيَّة القفويَّة nuchal translucency)

  • توجيه وضع الأدوات في أثناء القيام بإجراءات معينة، مثل الاختبار التشخيصي قبل الولادي prenatal diagnostic testing

ومع اقتراب نهاية الحمل، يمكن استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتأكيد وضعية الجنين (الرأس للأسفل أو مجيء مقعدي) أو لتقييم الجنين حول ما إذا كان هناك مخاوف بخصوص نمو الجنين أو غير ذلك من مضاعفات الحمل.

التَّطعيمات

يكون التطعيم أثناء الحمل فعَّالًا عندَ النساء الحوامل كما هي الحال عند غير الحوامل.

ينبغي عدم استعمال لقاحات الفيروس الحي، مثل لقاحات الحصبة الألمانيَّة أو جدري الماء، في أثناء فترة الحمل.

ينبغي على النساء الحوامل الحصول على التطعيمات التالية إذا لم يكنّ قد حصلن عليها بالفعل (انظر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها [CDC]: الحمل والتطعيم):

يساعد إعطاء لقاح RSV في أثناء الحمل على وِقاية المولود الجديد من الفيروس المخلوي التنفسي لمدة 6 أشهر بعد الولادة، لأن الأجسام المضادة الواقية تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة.ينبغي إعطاء اللقاح بغض النظر عن عدوى الفيروس المخلوي التنفسي السابقة.

ينبغي ترك اللقاحات الأخرى للحالات التي تكون فيها المرأة أو الجنين معرَّضين بشكلٍ كبيرٍ لعدوى خطيرة ويكون خطر التأثيرات الضائرة للقاح منخفضًا.على سبيل المثال، يُوصى بلقاح المكورات الرئوية للحوامل اللواتي يواجهن زيادة في خطر المرض الرئوي الشديد.قد تُعطى لقاحات للكوليرا، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، والحصبة، والنكاف، وشلل الأطفال، وداء الكلب، والتيفوئيد، و الحمى الصفراء في أثناء الحمل إذا كان خطر العدوى كبيرًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID