مراحل تَطور ونمو الجنين

حسبJessian L. Muñoz, MD, PhD, MPH, Baylor College of Medicine
تمت مراجعته ربيع الأول 1446

موارد الموضوعات

يمرُّ الطفل بعدَّة مراحل من التخلّق.تتطوَّر البويضة المخصبة إلى كيسة أريمية، ثم مُضغة، ثم جنين.

الإخصاب

في كل دورة حيضية طبيعية، تتحرر بويضة واحدة من أحد المبيضين، ويكون ذلك بعد حوالى 14 يومًا من آخر دورة شهرية.يُسمَّى تحرير البويضة بالإباضة ovulation.تدخل البويضة بعدها في النهاية القمعية لإحدى القناتين الرحميتين.

عند الإباضة، يصبح المخاط في عنق الرحم (الجزء الأسفل من الرحم) أكثر سيولةً ومرونة، ممَّا يسمح بدخول النطاف إلى الرحم بسرعة.وفي غضون 5 دقائق، يمكن أن تنتقل النطاف من المهبل عبر عنق الرحم إلى الرحم، وإلى قناة فالوب—الموضع الطبيعي للإخصاب.

إذا لم يحدث الإخصاب، تتحرك البويضة باتجاه الأسفل عبر قناة فالوب إلى الرحم، وتخرج من الرحم مع الدورة الشهرية التالية.

ينجم عن اختراق النطفة (الحيوان المنوي) للبويضة حدوثَ الإخصاب.يكون للخلايا المبطنة لأنبوب فالوب بنىٌ شبيهة بالشعر، تُسمَّى الأهداب، وهي تساعد على تمرير البويضة المُخصبة (الملقحة) عبر الأنبوب إلى داخل تجويف الرحم.تنقسم خلايا البويضة الملقَّحة (كل خلية إلى خليتين) بشكلٍ مُتكرِّر في أثناء حركتها أسفل القناة الرحمية باتجاه الرحم.تدخل البويضة الملقَّحة الرحم في غضون 3- 5 أيَّام.

وفي الرحم، تستمر الخلايا في الانقسام لتصبح على شكل كرة مجوَّفة من الخلايا تُسمَّى الكيسة الأُرَيميَّة blastocyst.تنغرس الكيسة الأُريمية في جدار الرحم بعد 6 أيام تقريبًا من تلقيح البويضة.

قد يحدث الحمل بتوأمين بطريقتين مختلفتين: حقيقي أو غير حقيقي.ينجم التوأمان الحقيقيان (المتطابقان) عن انقسام البويضة المُخَصَّبة إلى مضغتين بعد أن تبدأ بالانقسام.ولأنَّ البويضة الواحدة قد جرى تخصيبها بواسطة نطفة واحدة، تكون المادة الوراثية في المضغتين متماثلة.إذا جرى إطلاق أكثر من بويضة واحدة وتخصيبه كلها، فإن التوائم الناتجة تكون غير حقيقية بدلًا من أن تكون حقيقية، وذلك لأن المادة الوراثية في كل بويضة وفي كل نطفة تكون مختلفة بعض الشيء.

في الحمل الثلاثي، قد تتخصب 3 بويضات بشكل منفصل، أو في بعض الأحيان، يكون اثنان من الأجنة توأمان حقيقيان (نتيجة انقسام بويضة مخصبة واحدة إلى بويضتين)، ويكون الجنين الثالث غير متطابق.كما قد تحدث حالات تنطوي على أجنة متطابقة وغير متطابقة في حالات الحمل التي تحتوي على أكثر من 3 أجنة.

من البويضة إلى المضغة

يَجرِي تحرير بويضة واحدة من المبيض إلى قناة الرحم مرة واحدة شهريًّا.بعد الجماع، تنتقل الحيوانات المنوية (النطاف) من المهبل عبر عنق الرحم إلى الرحم ثم إلى قناتي فالوب، حيث يقوم حيوان منوي واحد بتخصيب البويضة.تنقسم البويضة المخصبة بشكل متكررأثناء انحدارها من القناة الرحمية إلى الرحم.في البداية، تصبح البويضة الملقحة كرة صلبة من الخلايا.ثم تصبح كرة مُجوَّفة من الخلايا تسمى الكيسة الأُرَيميَّة.

وفي داخل الرحم، تنغرس الكيسة الأُريمية في جداره، حيث تتطور إلى مُضغة embryo ملتصقة بالمشيمة ومُحاطة بأغشية مليئة بالسائل.

تطوُّر الكيسة الأريميَّة

تلتصق الكيسة الأريمية بجدار تجويف الرحم قريبًا من جزئه العلوي عادةً، وذلك بعد 6 أيام تقريبًا من حدوث الإخصاب.تكتمل هذه العملية، والتي تسمى عملية الزرع implantation بحلول اليوم التاسع أو العاشر.

يكون جدار الكيسة الأريمية بثخانة خلية واحدة، ما عدا منطقة واحدة تكون سماكته فيها بحدود 3-4 خلايا.تتطوَّر الخلايا الداخلية في المنطقة السميكة إلى المضغة، في حين تنغرس الخلايا الخارجية في جدار الرحم وتتطور إلى المشيمة.تُنتِج المشيمة عدة هرمونات تساعد على الحفاظ على الحمل.فمثلًا، تُنتج المشيمة مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة، وهي هرمون يمنع المَبيضين من تحرير البيويضات ويحفزهما على إنتاج هرمون الإِسترُوجين والبروجسترون بشكلٍ متواصل.كما تحمل المشيمة الأكسجين والمواد المغذية من الأم إلى الجنين والفضلات من الجنين إلى الأم.

تتطور بعض الخلايا من المشيمة إلى طبقة خارجية من الأغشية (المَشيماء chorion) تحيط بالكيسة الأُريمية النامية.تتطور خلايا أخرى إلى طبقة داخلية من الأغشية (السَّلَى amnion)، والتي تُشكِّل الكيس السَّلوي.عندما يتشكل الكيس السلوي (خلال الفترة الممتدَّة بين الأيام 10-12 تقريبًا)، فيمكن عندها اعتبار الكيسة الأريمية مُضغةً.يمتلأ الكيس السلوي بسائلٍ صافٍ (السائل الأمنيوسي amniotic fluid) ويتوسَّع ليُغلِّف المضغة النامية التي تطفو بداخله.

تطور الجنين والمشيمة

المرحلة التالية في التخلّق هي المضغة التي تتطوَّر داخل الكيس السلوي تحت بطانة الرحم على جهة واحدة.تتميَّز هذه المرحلة بتشكيل معظم الأعضاء الداخلية وبُنى الجسم الخارجية.يبدأ القلب والأوعية الدَّموية الرئيسيَّة بالنماء في وقت مُبكِّر، وذلك بعد حوالى 16 يومًا من الإخصاب.يبدأ القلب بضخ السوائل ثم الدم من خلال الأوعية الدموية في عمر 5 أسابيع تقريبًا (3 أسابيع بعد التخصيب).تبدأ معظم الأعضاء الأخرى بالتكون في الأسبوع الخامس من الحمل تقريبًا.

يكتمل تشكيل جميع الأعضاء تقريبًا بعد حوالى 12 أسبوعًا من الحمل.يُستثنى من ذلك الدماغ والحبل النخاعي—إذ يستمران في التَّشكُّل والتطور طيلة فترة الحمل.

تحدث معظم الشذوذات الخلقية (العيوب الولادية) خلال الفترة التي تتشكَّل فيها الأعضاء.خلال هذه الفترة، تكون المضغة عُرضةً للتَّأثُّر بشكلٍ كبيرٍ بالأدوية، والعقاقير غير المشروعة، والعدوى الفيروسية، والإشعاع.ولذلك، ينبغي تجنب إعطاء النساء الحوامل أية لقاحات حية.ينبغي على النساء الحوامل تناول الأدوية الأساسية فقط لصحتهن والمعروفة بأنها آمنة في أثناء الحمل (انظر سلامة الأدوية خلال فترة الحمل).

مع تطور المشيمة، تتشكَّل بروزاتٌ صغيرة شبيهة بالأصابع (زغابات) وتمتدُّ في جدار الرحم.تتفرَّع البروزات أكثر من مرة في ترتيب يشبه الشجرة.يزيد ذلك بشكلٍ كبيرٍ من منطقة التلامس المتوفرة للسائل، والأكسجين، والمواد المغذية التي تمرُّ من الأوعية الدموية لدى الأم إلى الجنين، وعبور ثاني أكسيد الكربون والفضلات من الجنين إلى الأم.

المشيمة والمُضغة بحدود 8 أسابيع من عمر الحمل

يبدأ تطور معظم الأعضاء الرئيسية في الجنين في عمر 8 أسابيع من الحمل (6 أسابيع بعد الإخصاب).تكون المشيمة قد تطورت أيضًا وشكّلت نتوءات صغيرة تشبه الأصابع (زغابات villi) تمتد إلى جدار الرحم.

تُعد الزُّغابات جزءًا من الجهاز الدوراني للجنين.تنقل الأوعية الدموية الدم من الجنين عبر الحبل السري والزغابات المشيمية.ثم يعود الدم إلى الجنين.تمر الأوعية الدموية من الأم بجوار الزغابات المشيمية، ويملأ دم الأمهات الحيِّز حول الزغابات.يفصل غشاء رقيق بين الأوعية الدموية للأم والأوعية الدموية للجنين.لا يجري الدم مباشرة من الأم إلى الجنين.

تمر السوائل، والأكسجين، والمواد المغذية عبر الغشاء من الأم إلى الجنين، وينتقل ثاني أكسيد الكربون والفضلات من الجنين إلى الأم.

تتطور خلايا من المشيمة أيضًا لتشكل الكيس السلوي.تتشكل طبقتان من الأغشية حول الجنين: السَّلَى (الغشاء الداخلي) والمشيمة (الغشاء الخارجي).يشكل السلى والمشيمة كيسًا حول الجنين (الكيس الأمنيوسي).يمتلئ الكيس بالسائل (السائل الأمنيوسي) ويطفو الجنين في السائل.

يوفر السائل الأمنيوسي حيِّزًا يمكن للجنين أن ينمو فيه بحرية ويساعد على حماية الجنين من الإصابة.يتمتع الكيس الأمنيوسي بالقوة والمرونة.

تتكون المشيمة بالكامل خلال الفترة من الأسبوع الثامن عشر إلى الأسبوع العشرين ولكنَّها تستمر في النُّمو طوال فترة الحمل.عند الولادة، يكون وزن المشميمة حوالى نصف كيلوغرام.

تخلُّق الجنين

في نهاية الأسبوع العاشر من الحمل (8 أسابيع بعد الإخصاب)، تبدأ المرحلة الجنينية.خلال هذه المرحلة، يحدث نموٌّ وتطوُّرٌ في الأعضاء والأجهزة التي تكون قد تشكَّلت مسبقًا وذلك على النحو التالي:

  • بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل: يملأ الجنينُ تجويف الرحمَ بأكمله.مع استمرار الحمل، يتضخم الرحم مع نمو الجنين.

  • بحلول الأسبوع الرابع عشر من الحمل تقريبًا: يمكن التعرف على جنس الجنين بواسطة التصوير بالأمواج فوق الصوتية.

  • في الفترة بين الأسبوع 16 - 20 تقريبًا: يمكن أن تشعر المرأة الحامل بحركة الجنين عادةً.عادةً ما يمكن للنساء اللواتي سبق لهن الحمل الشعور بحركة الجنين في وقتٍ أبكر بحوالي أسبوعين من النساء اللواتي يحملن للمرَّة الأولى.

تتجمَّع في الدماغ خلايا جديدة طيلة فترة الحمل وخلال السنة الأولى من حياة الطفل.تستمر الرئتان بالنضج حتى اقتراب وقت الولادة.

الجدول
quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID