الهِربِس النُطاقِي shingles هو طفح جلدي مؤلم بسبب عدوى فيروسية ناجمة عن إعادة تنشيط الفَيروس النُّطَاقِي الحُماقِي varicella-zoster، وهو الفيروس الذي يُسبِّب الحُماق.
ما زالت أسبابُ إعادة تنشيط الفيروس غير معروفة، إلَّا أنَّ إعادة التنشيط تحدث في بعض الأحيان عندما يؤدي حدوث اضطراب أو استعمال دواء إلى إضعاف جهاز المناعة.
يُسبِّبُ الهِربِس النُطاقِي حدوثَ طفحٍ جلديٍّ مؤلم من البثور الممتلئة بالسوائل، ويؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث ألمٍ مزمنٍ في المنطقة المصابة بالعدوى.
يُشخِّص الأطباء الهِربِس النُطاقِي عندما تظهر بثورٌ نموذجيَّةٌ على شكل شريطٍ على الجلد.
كما يمكن أن يُساعد استعمال الأدوية المضادَّة للفيروسات، إذا بدأ استعمالها قبل ظهور البثور، على تخفيف شدَّة الأعراض وعلى اختفائها في وقت مبكر، إلَّا أنَّه من الضروري استعمال مُسكِّنات الألم بما فيها المواد الأفيونيَّة التأثير على الأغلب.
بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وأكثر، يمكن للقاح الهِربِسٌ النُطاقِيّ أن يساعد على الوقاية من عدوى الهِربِس النُطاقِي.
تنجم الإصابة بالحماق (جدري الماء) والهِربِس النُطاقِي عن العدوى بالفَيروس النُّطَاقِي الحُماقِي:
يكون الحُماقُ هو العدوى الأوَّليَّة.
وتحدث الإصابة بالهِربِس النُطاقِي نتيجة إعادة تنشيط الفيروس بعد سنواتٍ عادةً.
الفيروسُ الحماقي النطاقي هو أحد أعضاء عائلة فيروسات الهربس (فيروس الهربس من النوع 3).في الإنجليزية يُطلق على الهربس النطاقي shingles و herpes zoster.
خلال فترة الإصابة بالحُماق، يصيب الفيروس مجموعاتٍ من الخلايا العصبية (العُقَد ganglia) في الأعصاب النخاعية والقحفية بالعدوى.يبقى الفيروسُ في العقد في حالة غير نشطة (نائمة أو كامنة).وقد لا يؤدي الفيروس إلى ظهور أعراضٍ مرَّةً أخرى على الإطلاق، أو يمكن أن يعود إلى النشاط بعد سنوات.ينتقل الفيروسُ عندما يعود إلى نشاطه نحو الألياف العصبيَّة للجلد، حيث يُشكِّل قرحاتٍ مولمة تشبه قرحات جدري الماء.يظهر تفشِّي القرحات (الهِربِسٌ النُطاقِيّ) دائمًا على شكل شريط على الجلد فوق الألياف العصبية المصابة بالعدوى، وعلى أحد جانبي الجسم.ويسمى هذا الشريط الجلدي، الذي تَشكَّل في المنطقة المُعصَّبة بالألياف العصبية الواردة من منطقة عصبية شوكية واحدة، القَطَّاع الجِلدِي.كما قد تظهر القرحاتُ على القطاعات الجلدية المجاورة للجلد المصاب.
وخلافًا لحالات العدوى الفيروسيَّة بالهربس البسيط، والتي يمكن أن تُعاود عددًا من المرَّات، يكون حدوث فاشية الهربس النطاقي مقتصرًا على مرَّةٍ واحدةٍ خلال حياة الشخص؛تحدث أكثر من نوبةٍ واحدة عند أقل من 6% من الأشخاص.
هل تعلم...
|
قد يحدث الهربس النطاقي في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا بعد عمر 50 سنة.يزداد خطر الإصابة بالهربس النطاقي مع التقدم في العمر.
وما زال سبب إعادة التنشيط غيرَ معروفٍ في أغلب الأحيان؛إلَّا أنَّ إعادة التنشيط تحدث عندما يضعُفُ جهاز المناعة بسبب اضطراب آخر في بعض الأحيان، مثل الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المُكتَسب أونتيجة استعمال الأدوية المُثبِّطة لجهاز المناعة (لمنع رفض الجسم للعضو المزروع مثلًا).ولا تعني الإصابة بالهِربِس النُطاقِي أنَّ الشخص مصابٌ بمرضٍ خطيرٍ آخر عادةً.
أعراض ومضاعفات الهربس النطاقي
يُعاني معظمُ الأشخاص خلال اليومين أو الثلاثة أيام السابقة لحدوث الهِربِس النُطاقِيّ من ألمٍ أو من شعورٍ بالنخز أو من حِكَّةٍ في شريط من الجلد (قَطَّاع جِلدِيّ) على أحد جانبي الجسم؛ثم تظهر مجموعاتٌ من بثورٍ صغيرة مليئة بالسائل مُحاطةٌ بمنطقة حمراء صغيرة على شريطٍ جلدي.يقتصر حدوثُ البثور عادةً على منطقة محدودة من الجلد يتمُّ تعصيبها بألياف عصبيَّة مُصابة بالعدوى.وتظهر بثورٌ على الجذع في أحد جانبي الجسم في معظم الأحيان؛إلَّا أنَّه قد تظهر بعض البثور في أماكن أخرى من الجسم أيضًا.تستمرُّ البثور في التكوِّن لمدة تتراوح بين 3-5 أيام عادةً.وتكون المنطقة المصابة بالعدوى حساسة لأيِّ مُنبِّه عادةً، بما في ذلك اللمس الخفيف، وقد تُسبِّبُ ألمًا كبيرًا.
BIOPHOTO ASSOCIATES/SCIENCE PHOTO LIBRARY
تكون أعراضُ الهِربِس النُطاقِيّ أقلَّ شِدَّة عند الأطفال منها عند البالغين عادةً.
تبدأ البثورُ في الجفاف وتشكل جُلبَة scab بعدَ خمسة أيام من ظهورها.وإلى أن تظهر الجُلبَة، تكون البثور معدية و محتويةً على الفَيروس النُّطَاقِيّ الحُماقِيّ، الذي يؤدي انتشاره إلى الأشخاص المُعرَّضين له إلى إصابتهم بالحُماق.يُشير وجود العديد من البثور خارج القطاعات الجلدية المصابة أو استمرارها لأكثر من أسبوعين إلى أنَّ الجهاز المناعي لا يعمل بشكل طبيعي عادة؛
وفي حالاتٍ نادرة، تظهر في الجلد المُصاب بالعدوى بكتيريا.ويزيدُ خدش البثور من هذا الخطر.تزيد حالات العدوى الجرثوميَّة من خطر التندُّب.
إذا أصاب الهربس النطاقي العصب الذي يؤدي إلى العين، فقد تُصاب بالعدوى.وتكون عدوى العين أكثر شُيُوعًا عندما تحدث القرحات على الجبين وقرب العين، وخاصةً على ذروة الأنف.يمكن أن تكونَ هذه العدوى خطيرة (تُسمى الهِربِس النُطاقِي العَينِي herpes zoster ophthalmicus).إذا لم يُعالج هذا الاضطراب بشكل كافٍ، فقد تتأثر الرؤية.
كما قد يتأثر جزء العصب الوجهي المؤدّي إلى الأذن.يمكن لهذه العدوى (تُسمى الهِربِس النُطاقِي الأُذُنِي، أو مُتَلاَزِمَةُ رامسي-هانت Ramsay Hunt syndrome) أن تُسبِّبَ ألمًا وشللًا جزئيًا في الوجه ونقص السمع وطنينًا في الأذن، ودُوارًا في بعض الأحيان.
يمكن أن يحدثَ التندُّب أو فرط تصبغ الجلد، إلَّا أنَّ معظمَ الأشخاص يتعافون دون أن تترك الحالة آثارًا دائمة.يمكن لبعض الأشخاص، وخاصة البالغين الأكبر سنًا، أن يستمر لديهم الشعور بألمٍ مزمنٍ في المنطقة (ألم عصبي تالٍ للهربس).
يحدُث الأَلَم العَصَبِي التالي للهِربِس عند نَحو 10٪ من الأشخاص المُصابينَ بالهِربِس النُطاقِي.ويكون أكثرَ شُيُوعًا عند البالغين الأكبر سنًأ.عندَ حدوث الأَلَم العَصَبِي التالي للهِربِس، تستمرُّ معاناة الأشخاص المُصابين بالهربس النطاقي من الألم بعدَ فترة طويلة من زوال الطفح الجلدي.يحدث الألم في مناطق الجلد المُعَصَّبة بالأعصاب المصابة بعدوى الهربس النطاقي.يمكن للألم العصبي التالي للهربس أن يكون شديدًا جدًّا، وقد يؤدي إلى تعطيل نشاط المريض.
تشخيص الهربس النطاقي
تقييم الطبيب
في حالاتٍ نادرة، يتمُّ تحليلُ أو اختزاع عينة مأخوذة من البثور
يجب على المرضى الذين يُشتبه بإصابتهم بالهربس النطاقي مراجعة الطبيب مباشرةً، لأنَّ الحصولَ على فائدة من المعالجة يستدعي البدءَ باستعمالها مُبكِّرًا.يطلب الأطباء من المرضى تحديدًا دقيقًا لموضع الألم.يُشير الشعورُ بالألم في شريط مبهم على أحد جانبي الجسم إلى وجود إصابة بالهربس النطاقي.وإذا ظهرت بثور مميزة من النمط النموذجي (على شريط من الجلد يمثل قَطَّاعًا جِلدِيّا)، فإنَّ التشخيصَ يكون واضحًا.
في حالاتٍ نادرة، يأخذ الأطباء عينة من البثور لتحليلها أو يستأصلون خزعةٍ من الجلد لتأكيد التشخيص.
علاج الهربس النطاقي
الأدوية المضادة للفيروسات
مسكنات الألم
تنطوي مُعالجَات الهِربِس النُطاقِي على عدة أنواع من الأدوية المُضادَّة للفيروسات.يجري استعمال المضادات الفيروسية غالبًا مثل فامسيكلوفير أو فالاسيكلوفير التي تُستعمل عن طريق الفم، وخصوصًا عندَ البالغين الأكبر سنًا والأشخاص الذين يعانون من ضُعفٍ في جهاز المناعة (انظر جدول بعض الأدوية المضادة لعدوى فيروس الهربس).بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة، ينصح الأطباء باستخدام الأسيكلوفير عن طريق الوريد.تستعمَل المضادات الفيروسية هذه عن طريق الفم.
ينبغي البدءُ باستعمال الأدوية بمجرَّد الاشتباه بالهربس النطاقي قبل ظهور البثور إن أمكن.يُرجَّح عدمُ الحصول على فائدة من استعمال المضادات الفيروسية إذا بدأ استعمالها بعد أكثر من 3 أيام من ظهور البثور.لا تقوم هذه الأدوية بمعالجة المرض، لكنَّها قد تساعد على تخفيف شدَّة أعراض الهربس النطاقي وتختصر فترة الإصابة.
في حالة إصابة العين أو الأذن، يجب استشارة الطبيب المختص (اختصاصي العيون أو اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة).
تعمل الكمادَّات الرطبة على تهدئة الحالة ولكنَّ استعمال الأدوية المُسكِّنة للألم يكون مطلوبًا غالبًا.يمكن تجريب استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة أو الأسيتامينوفين acetaminophen، إلَّا أنَّه من الضروري أحيانًا استعمال المسكِّنات الأفيونيَّة المفعول عن طريق الفم.
وللوقاية من حدوث حالات عدوى جرثوميَّة، يجب على الأشخاص المُصابين بالهربس النطاقي أن يُحافظوا على نظافة وجفاف البشرة المصابة بالعدوى وعدم خدش البثور.
الوقاية من الهربس النطاقي
يُوصى بالوقاية من الحماق chickenpox عن طريق تطعيم الأطفال والبالغين الذين ليس لديهم مناعة بلقاح الحماق varicella vaccine.
وهناك نوعان من لقاحات الهِربِس النُطاقِيّ: لقاح جديد مأشوب، ولقاح فيروسي حي مُضْعَف قديم.لا يتوفَّر اللقاح الأقدم، لقاح الفيروس الحي، في الولايات المتحدة، ولكنه يتوفر في العديد من دول العالم الأخرى.تحتوي اللقاحاتُ المأشوبة الأحدث على قطعٍ من الفيروس فقط.يُفضَّل استعمالُ اللقاح المأشوب، ويُوصَى به للأشخاص الأصحاء في عُمر 50 عامًا أو أكثر، بغضِّ النظر عمَّا إذا كانوا يتذكَّرون أنَّهم أُصِيبوا بجدري الماء (الحُماق) أو الهربس النطاقي، وبغضّ النظر عمَّا إذا كانوا قد جرى تطعيمهم بلقاح الهربس النطاقي الأقدم.كما يُوصى باللقاح المأشوب أيضًا للبالغين الذين يبلغون من العمر 19 عامًا وأكثر والذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي أو يُتوقع إصابتهم بضعف في الجهاز المناعي بسبب مرض أو علاج لمرض.
يُعطى لقاح الحلأ أو الهربس النطاقي المأشوب بجرعتين حقنًا في العضل.يجري إعطاء الجرعات بفاصل شهرين إلى ستة أشهر، وبعدَ شهرين على الأقل من اللقاح القديم (فيروس حي مُضْعَف) للأشخاص الذين أخذوا هذا اللقاح.
يساعد أخذ اللقاح المأسوب على تقليل خطر الهربس النطاقي والألم العصبي التالي له.
عندَ حدوث الهربس النطاقي، استعمال الأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن أن تحُدُّ من خطر حدوث الأَلَم العَصَبِي التالي للهِربِس.
