الهربس التناسُلي Genital herpes

حسبKenneth M. Kaye, MD, Harvard Medical School
تمت مراجعته جمادى الأولى 1445

الهربس التناسلي Genital herpes هو عدوى منتقلة بالجنس، تنجم عن فيروس الهربس البسيط ، الذي يُسبب عوارض متكررة من البثور الصغيرة المؤلمة والمليئة بالسائل على الأعضاء التناسلية وحولها.

  • تنتشر هذه العدوى الفيروسية المُعدية بشدَّة من خلال التعرض المباشر للقرحات أو في بعض الأحيان ملامسة المنطقة المصابة عندما لا توجد قرحات.

  • يسبّب الهربس التناسلي بثورًا أو تقرّحات على الأعضاء التناسلية أو حولها، وحمّى وشعورًا عامًا بالمرض مع العدوى الأولى غالبًا.

  • يُصيب الفيروسُ بالعدوى أجزاءً أخرى من الجسم في بعض الأحيان بما في ذلك الفم والمريء و العين والدماغ.

  • يُميِّز الأطباء بسهولة عادةً القرحات التي يُسبِّبُها الهربس، ولكن يكون من الضروري في بعض الأحيان تحليل موادٍ مأخوذةٍ من الالتهاب أو إجراء اختباراتٍ دمويَّة.

  • لا يوجد دواء يمكنه التخلص من العدوى، ولكن يُمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تُساعد على تخفيف شدَّة الأعراض وزوالها في وقت ٍمُبكِّر.

الهربس البسيط هو أحد عدة أنواع من فيروسات الهربس.هناك نوعان من فيروس الهربس البسيط:

  • فيروسُ الهربس البسيط من النوع الأول HSV-1، وهو السببُ المعتاد لحدوث قرحات الزكام على الشفاه (هربس الشفَّة herpes labialis) والقرحات في قرنية العين (التِهاب القَرنِيَّةِ النَّاجم عن الهربس البسيط)

  • فيروسُ الهربس البسيط من النوع الثاني HSV-2 هو السبب المعتاد للإصابة بالهربس التناسلي (على الرغم من أن فيروس HSV-1 يمكن أن يسبب الهربس التناسلي أيضًا)

بعدَ حدوث العدوى الأولى (الأوَّليَّة)، يبقى فيروسُ الهربس البسيط (HSV)، شأنه في ذلك شأن فيروسات الهربس الأخرى، مُتنحيًا (كامنًا) في الجسم طوالَ الحياة.وقد لا تؤدي العدوى الهاجعة إلى ظهور أعراضٍ مرَّةً أخرى على الإطلاق، أو يمكن أن يعود إلى النشاط بشكل دوري ويسبّب الأعراض بعد سنوات.

ينجم عن الإصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط الأوَّليَّة ظهور طفحٍ جلدي تعلوه بثور صغيرة.بعدَ زوال الطفح الجلدي ذو البثور، يبقى الفيروس في حالة كامنة داخل مجموعة من الخلايا العصبيّة (العقد) بالقرب من الحبل الشوكي، والتي تعصِّب المنطقة المصابة بالعدوى بالألياف العصبيَّة.بشكل دوري ، ينشط الفيروس ويبدأ في التكاثر مرة أخرى، وينتقل عبر الألياف العصبية في طريق عودته إلى الجلد - ممَّا يتسبَّب في حدوث تهيُّجٍ للبثور في نفس المنطقة من الجلد مثل الإصابة السابقة بالعدوى.يكون الفيروسُ موجودًا على الجلد أو الأغشية المخاطية في بعض الأحيان حتى في حالة عدم مشاهدة أيَّة بثور.

قد تحدث إعادة تنشيط الفيروس عدة مرات.

أعراض الهربس التناسُلي

يمكن أن تكونَ عدوى الأعضاء التناسليَّة الأولى بفيروس الهربس البسيط (الهربس التناسلي) شديدة وطويلة الأمد، مع ظهور الكثير من البثور المؤلمة في منطقة الأعضاء التناسليَّة أو الشرج.وعند النساء، قد تحدث بثور داخلية في المهبل أو على عنق الرَّحم.وتكون البثور الداخلية أقلَّ إيلامًا وغير مرئية.تظهر الفقاعاتُ من 4 إلى 7 أيَّام من بعد إصابة الأشخاص بالعدوى.عادةً ما تكون البثورُ الناجمة عن العدوى التناسلية الأولى أكثر إيلامًا وتستمرّ فترةً أطول، وهي أكثر انتشارًا من تلك الناجمة عن عدوى متكرّرة.

تُعدُّ الحُمَّى والشعور العام بالمرض (التَّوعُّك) عَرَضين شائعين، ويشعر بعض الأشخاص بالحرقة في أثناء التَّبوُّل أو بصعوبة التَّبوُّل أو الإمساك.ولكن، لا تظهر أعراض عند بعض الأشخاص.

تبدأ معاودة الإصابة بالهربس التناسلي غالبًا بظهور الأعراض (بما في ذلك النَّخز، الانزعاج، الحكّة، أو الشعور بالوجع في أعلى الفخذ)، التي تسبق ظهورَ البثور بعدّة ساعات إلى يومين أو ثلاثة أيام.تظهر بثور مؤلمة محاطة بحواف حمراء على الجلد أو الأغشية المخاطية للأعضاء التناسليَّة.وتنفتح البثورُ بسرعة مؤدِّيةً إلى حدوث القرحات.كما قد تظهر البثور على الفخذين أو الأرداف أو حول الشرج.وعندَ النساء، قد تظهر البثور على الفرج (المنطقة حول فتحة المهبل).عادةً ما تكون هذه البثور واضحةً ومؤلمة جدًأ.تستمرُّ العارضة النموذجية للهربس التناسلي المُعاود مدةَ أسبوع.

تحدث عدوى جرثوميَّة في القرحات التناسليَّة النَّاجمة عن عدوى فيروس الهربس في بعض الأحيان.ويمكن أن تبدو مثل هذه القروح أكثرَ تهيُّجًا، أو تُنتجُ مفرزاتٍ سميكة أو كريهة الرائحة.

صور الهربس التناسُلي
الهربس التناسلي على الفرج
الهربس التناسلي على الفرج

    تُظهر هذه الصورة احمرارًا وتوسعًا في الشعيرات على وجنتي امرأة تعاني من العد الوردي الوعائي.

© Springer Science+Business Media

الهربس التناسلي الذي يسبب القروح المفتوحة
الهربس التناسلي الذي يسبب القروح المفتوحة

    تُظهر هذه الصورة قرحات في فم شخص يعاني من الذُباح الهربسي.

© Springer Science+Business Media

الهربس التناسلي على القضيب
الهربس التناسلي على القضيب

    تُظهر هذه الصورة احمرارًا وتوسعًا في الشعيرات على وجنتي امرأة تعاني من العد الوردي الوعائي.

© Springer Science+Business Media

تشخيص الهربس التناسُلي

  • فحص عيِّنةٍ مأخوذةٍ من القرحة

يكون من السهل على الأطبّاء تمييز الإصابة بفيروس الهربس البسيط عادةً.وعندما يكونون غير متأكدين من التشخيص، يمكن أن يستعمل الأطباء مسحةً لأخذ عيِّنةٍ من المادة من القرحة وإرسال المسحة إلى المختبر لزرعها، والتعرُّف إلى الفيروس.

كما يمكن أيضًا اختبار مادة القرحة باستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل polymerase chain reaction (PCR) لتحديد الحمض النووي الدّناوي للهربس البسيط.يُعدُّ تفاعلُ البوليميراز التسلسلي (PCR) اختبارًا أكثر حساسية من الزرع الفيروسي، ممَّا يعني أن تفاعل البلمرة التسلسلي لن يُغفل عددًا أقل من حالات الفيروس.

يقوم الأطباءُ بفحص المادّة المكشوطة من البثور تحت المجهر.رغم تعذُّر مشاهدة الفيروس في حدِّ ذاته، إلا أنَّ بقايا الكشط تحتوي في بعض الأحيان على خلايا مُتضخمة (خلايا عملاقة) مصابة بالعدوى ومميِّزة لعدوى فيروس الهربس.

كما يمكن للاختبارات الدَّموية للأجسام المُضادَّة لفيروس الهربس البسيط أن تكون مفيدةً أيضًا.(الأجسام المُضادَّة يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد أيِّ عامل غاز، مثل فيروس الهربس البسيط).

يمكن لبعض الاختبارات الدَّمويَّة أن تُميِّز بين عدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الأول HSV-1 وعدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الثاني HSV-2.

علاج الهربس التناسُلي

الأدوية المضادة للفيروسات

تُعالج حالاتُ عدوى الهربس البسيط الأوّلية بدواء مضاد للفيروسات مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير أو فامسيكلوفير (انظر جدول بعض الأدوية المُضادَّة لحالات عدوى فيروس الهربس).يمكن أن تساعد جميعُ الأدوية الثلاثة المضادة للفيروسات على تحسين الأعراض وتقصير مدّة المرض.لا يمكن للمُعالجَات المُضادَّة للفيروسات الحالية أن تقضيَ على عدوى فيروس الهربس البسيط، ولا تؤدي معالجة العدوى الفمويَّة أو التناسليَّة الأولى إلى الوقاية من إصابة الأعصاب بعدوى مزمنة.

يمكن علاج العدوى المتكررة بمضادات الفيروسات، مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير أو فامسيكلوفير، التي قد تخفّف الانزعاج قليلًا، وتساعد على صرف الأعراض قبل يوم أو يومين (انظر جدول بعض الأدوية المضادة لعدوى فيروس الهربس).تكون المعالجة أكثرَ فعالية إذا بدأت مبكرةً، وذلك في غضون ساعات قليلة من بدء الأعراض عادةً؛ ويفضّل أن يكون ذلك عند ظهور أول علامة على الشعور بالوخز أو الانزعاج قبل ظهور البثور أو النفطات.بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من نوباتٍ أو عوارض متكرّرة ومؤلمة، يمكن الحَدُّ من عدد الفاشيات من خلال استعمال الأدوية المضادة للفيروسات بشكلٍ يومي إلى أجلٍ غير مُسمَّى (هذا ما يسمّى بالعلاج الكابت أو المثبِّط).لكنَّ استعمال الأدوية المضادة للفيروسات لا يمنع الأشخاص المصابين بالعدوى من نقلها.لا يمكن الحصولُ على هذه المضادات الفيروسية إلَّا بوصفةٍ طبيَّة.

تجري معالجة حالات العدوى الشديدة لفيروس الهربس البسيط، مثلما يحدث في الأفراد المثبّطي المناعة، من خلال الاستعمال الوريدي لأسيكلوفير acyclovir.

المُعالجَاتُ الأخرى

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انزعاج بسيط، تكون المعالجة الوحيدة الضرورية للهربس التناسلي الناكس هو الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة بالعدوى من خلال الغسل اللطيف بالصابون والماء.

ويمكن استعمال مُسكِّنات الألم لتدبير الألم.

الوقاية من الهربس التناسُلي

وبما أنّ عدوى الهربس البسيط سارية، يجب على الأشخاص المصابين بالهربس التناسلي استخدام الواقي الذكري في جميع الأوقات.وحتى في حالة عدم ظهور بثورٍ واضحة أو أعراض، قد يكون الفيروس موجودًا على الأعضاء التناسلية، ويمكن أن ينتشر إلى شركاء الجنس.وبما أنّ الواقي الذكري يحمي فقط القضيب والمناطق التي يلمسها، فإن المناطق الأخرى على الأعضاء التناسلية تبقى في خطر حتى عند استخدام الواقي الذكري؛فعلى سبيل المثال، قد تؤدِّي قرحة الهربس على الشفرين الصغيرين إلى إصابة الجلد بالعدوى بالقرب من القضيب.

ينبغي على النساء الحوامل إخبار الطبيب ما إذا كانت لديهن عدوى سابقة بالهربس التناسلي أو حدثت لديهن عدوى جديدة في أثناء الحمل.ينبغي علاج النساء اللواتي عانين من الهربس التناسلي في أي وقت من الحمل بالمُضادات الفيروسية ابتداءً من الأسبوع 36 من الحمل للتقليل من خطر الفاشية في وقت الولادة.إذا تعرضت المرأة لفاشية هربس تناسلي في وقت الولادة، فتجرى ولادة قيصرية لمنع انتقال العدوى إلى المولود الجديد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID