المجيء الجنيني، ووضعية الجنين، واستلقاء الجنين (بما في ذلك المجيء المقعدي)

حسبJulie S. Moldenhauer, MD, Children's Hospital of Philadelphia
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1445

خلال فترة الحمل، يمكن للجنين أن يتوضع بعدة طرق مختلفة داخل رحم الأم.قد يكون الجنين متجهًا نحو الأعلى أو الأسفل أو مواجهًا لظهر الأم أو بطنها.في البداية، يمكن للجنين التحرك بسهولة أو تغيير وضعيته مع حركة الأم.ولكن مع اقتراب نهاية الحمل يصبح الجنين أكبر حجمًا، ويقل حجم المساحة التي يمتلك فيها حرية الحركة، ويبقى في وضعية واحدة.تؤثر الكيفية التي يتوضع فيها الجنين بشكل كبير على الولادة، وبالنسبة لبعض الوضعيات، تكون الولادة القيصرية أمرًا ضروريًا.هناك مصطلحات طبية تصف بشكل دقيق الكيفية التي يتوضع فيها الجنين، ويساعد تحديد وضع الجنين الأطباءَ على توقع الصعوبات المحتملة في أثناء المخاض والولادة.

يُشيرالمجيء إلى جزء جسم الجنين الذي يقود خروجه من خلال قناة الولادة (يُسمَّى جزء المجيء).عادة ما يقود الرأس الطريق، ولكن في بعض الأحيان تكون الأرداف هي من تقود (الولادة المقعدية)، أو الكتف، أو الوجه.

الوضعية يشير إلى ما إذا كان الجنين يتجه نحو الخلف (وضعية قذالية أمامية) أو إلى الأمام (وضعية قذالية خلفية).القَذال (occiput) هو عظم في مؤخرة رأس الطفل.ولذلك، تُسمَّى الوضعية المواجهة للخلف بالقذالية الأمامية (يواجه الجنين ظهر الأمّ ويتجه نحو الأسفل عندما تستلقي الأم على ظهرها).تُسمى وضعية التوجه نحو الأمام بالوضعية القذالية الخلفية (يواجه الجنين عظم عانة الأم ويتجه نحو الأعلى عندما تستلقي الأم على ظهرها).

تشير وضعية الاستلقاء إلى زاوية الجنين بالنسبة إلى الأم والرحم.قد يكون الاستلقاء العلوي السلفي طبيعيًا (عندما يكون العمود الفقري للطفل موازيًا للعمود للأم، تُسمى طولية)، ولكن في بعض الأحيان يكون الاستلقاء جانبيًا (مستعرضًا) أو بزاوية (مائلة).

بالنسبة إلى هذه الجوانب من وضعية الجنين، تكون الوضعيات الأكثر شيوعًا، وأمانًا، والأسهل بالنسبة للولادة هي التالية:

  • الرأس أوَّلًا (تُدعى وضعية المجيء الرأسي أو القِمِّي)

  • المواجهة للخلف (الوضعية الأمامية القذالية)

  • موازاة العمود الفقري للجنين للعمود الفقري للأم (كذبة طولية)

  • الرقبة تنحني نحو الأمام مع إمالة الذقن

  • الذراعان مطويَّتان على الصدر

إذا كان الجنين في وضعيَّة أو هيئة مجيء مختلفة، فقد يكون المخاض أكثر صعوبة، وقد تكون الولادة المهبلية الطبيعية غير ممكنًةً.

قد تحدث تباينات في مجيء الجنين، أو الوضعية، أو الاستلقاء عند حدوث أي منها

  • الجنين كبير الحجم بالنسبة لحوض الأم (عدم تناسق حجم الجنين والحوض).

  • شكل الرحم غير طبيعي أو يحتوي على ناميات مثل الأورام الليفيَّة.

  • وجود عيب خِلقي عند الجنين.

  • هناك أكثر من جنين واحد (حمل متعدِّد)

وضعيَّة وهيئة مجيء الجنين

يأخذ الجنين وضعيَّة الولادة مع اقتراب تمام الحمل.بشكل اعتيادي، يكون مجيء الجنين رأسيًا (الرأس أولاً)، وتكون الوضعية قذالية أمامية (الجنين يواجه العمود الفقري للأم الحامل) مع انحراف الوجه والجسم بزاوية على جانب واحد وانثناء الرقبة.

تتضمن التباينات في وضعية مجيء الجنين تقدم الوجه، أو الجبين، أو المِقعدة، أو الكتف.تكون الوضعية القذالية الخلفية (الجنين مواجه للأمام، باتجاه عظم العانة عند الأم) أقلَّ شُيُوعًا من الوضعية الأمامية القذالية (الجنين مواجه للخلف، باتجاه العمود الفقري للأم).

التباينات في وضعية الجنين والمجيء

تحدث من حين لآخر بعض التباينات في الوضعية والمجيء، وهو ما يجعل الولادة صعبة.

الوضعية القَذالِية الخَلفِية

في الوضعية القَذالِية الخَلفية(تُسمى أحيانًا الوجه المشرق للأعلى sunny-side up)، يكون مجيء الرأس أوَّلًا (مجيء عمودي) ولكنَّ الوجه يكون نحو الأمام (نحو عظم العانة للأم—أي أن الوجه يكون نحو الأعلى عندما تستلقي الأم على ظهرها).تُعدُّ هذه الوضعيَّة شائعة جدًّا، وهي ليست شاذة، ولكنها تجعل الولادة أكثر صعوبة عندما يكون الجنين في وضعية أمامية قذالية (مواجهًا للعمود الفقري للأم— يكون الجنين متجهًا نحو الأسفل عندما تستلقي الأم على ظهرها).

عندما يكون وجه الجنين متَّجهًا إلى الأعلى، تكون الرقبة مستقيمة غالبًا بدلًا من أن تكون منحنية، مما يتطلب مساحة أكبر للرأس للمرور عبر قناة الولادة.قد يكون من الضروري إجراء الولادة بمساعدة جهاز تخلية أو ملقط أو الولادة القيصرية.

المَجيء المَقعَدِي

في المجيء المقعدي، تكون إليتا الطفل أو في بعض الأحيان قدماه متوضعتان بحيث تأتيان أولًا (قبل الرأس).

عندما تكون الولادة عن طريق المهبل، يواجه الأطفال الذين تبرز إليتيهم أولًا خطرًا أعلى للإصابة أو حتى الوفاة بالمقارنة مع أولئك الذين تبرز رؤسهم أولاً.

والسبب في المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في المجيء المقعدي هو أن الوركين والأرداف عند الطفل ليسا بعرض الرأس.ولذلك عندما يمر الوركان والأرداف من خلال عنق الرحم أولاً، فقد لا يكون الممر عريضًا بما فيه الكفاية ليعبر الرأس من خلاله.وبالإضافة إلى ذلك، عندما يتبع الرأس الأرداف، قد تنثني الرقبة قليلا إلى الخلف.يزيد ثني الرقبة للخلف من العرض المطلوب للولادة بالمقارنة مع حني الرأس إلى الأمام ودس الذقن في الرقبة، وهي الوضعية الأسهل عند الولادة.وبالتالي، قد يخرج جسم الطفل ثم يعلق الرأس فلا يتمكن من المرور عبر قناة الولادة.عندما ينحشر رأس الطفل، فإنَّه يضغط على الحبل السري في قناة الولادة بحيث يمكن أن تصل كمية قليلة من الأكسجين إلى الجنين.يُعدُّ تضرُّر الدماغ النَّاجم عن نقص الأكسجين أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تبرز مقعدتهم أولًا مقارنةً بأولئك الذين تبرز رؤوسهم أولاً.

يمكن أن تحدث هذه المشاكل بشكلٍ أكثرَ تكرارًا في الولادة الأولى لأنَّ أنسجة المرأة لم تتمطَّط في الولادات السابقة.ونتيجةً لخطر الإصابة أو حتى الوفاة عند الطفل، فإن الولادة القيصرية تكون مفضلة عندما يكون الجنين في المجيء المقعدي إلَّا إذا كان الطبيب يتمتَّع بخبرةٍ ومهارةٍ مميَّزة في توليد الأطفال الذين يكونون في هذه الوضعيَّة، أو في حالة عدم وجود منشأة أو معدات كافية لإجراء عملية الولادة القيصرية بأمان.

تزداد فرصة حدوث المجيء المقعدي في الظروف التالية:

  • بدء المخاض في وقتٍ مُبكِّرٍ جدًّا (الولادة المُبكِّرة).

  • هناك أكثر من جنين واحد (حمل متعدِّد)

  • شكل الرحم غير طبيعي أو احتوائه على نسج غير طبيعية مثل الأورام الليفيَّة.

  • وجود عيب خِلقي عند الجنين.

يمكن للطبيب في بعض الأحيان أن يدير الجنين ليكون رأسه أولاً قبل أن يبدأ المخاض من خلال القيام بإجراء ينطوي على الضغط على بطن المرأة الحامل ومحاولة قلب الطفل.تُسمَّى محاولة قلب الطفل بالإمالة الرأسية الخارجية وعادة ما تُجرى في الأسبوع 37 أو 38 من الحمل.في بعض الأحيان تُعطى النساء دواء (مثل تيربوتالين) في أثناء الإجراء لمنع الانقباضات.

حالات مجيء أخرى

في المَجيء الوَجهِيّ تتقوَّس رقبة الطفل إلى الخلف بحيث يتقدَّم الوجه أولًا وليس الجزء العلوي من الرأس.

في المجيء الجبهي، تتقوَّس الرقبة باعتدال بحيث يتقدَّم الجبين أوَّلاً.

لا تبقى الأجنة في حالة المجيء الوجهي أو الجبهي عادة.غالبًا ما تتغير وضعيات المجيء هذه إلى وضعية مجيء قمّية (vertex presentation) قبل أو في أثناء المخاض.إذا لم يحدث ذلك، فمن المستحسن عادة إجراء ولادة قيصرية.

في وِضعَية المجيء المُستَعرِضَة يكون الجنين في وضعٍية أفقية عبر قناة الولادة ويظهر كتفه أولاً.تُجرى عملية قيصرية ما لم يكن الجنين هو الثاني في مجموعة من التوائم.ففي مثل هذه الحالة، قد يجري تعديل وضعية الجنين لتجري ولادته من خلال المهبل.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID