الحمَّى في البالغين

حسبLarry M. Bush, MD, FACP, Charles E. Schmidt College of Medicine, Florida Atlantic University
تمت مراجعته محرّم 1444 | المعدل جمادى الأولى 1444

الحمى هي ارتفاع درجة حرارة الجسم التي تحدث عندما يُعاد ضبط منظم الحرارة في الجسم (الموجود في منطقة الوطاء (تحت المهاد) في الدِّماغ) عند درجة حرارة أعلى، وذلك كاستجابة لعدوى بشكل رئيسي.يُسمَّى ارتفاع درجة حرارة الجسم غير الناجم عن إعادة ضبط نقطة درجة الحرارة فرط الحرارة.

على الرغم من أنَّ الدرجة 98.6° F (37° C) تعدُّ درجة حرارة طبيعيَّة، لكن تختلف درجةُ حرارة الجسم على مدار اليوم؛حيث تكون في أدنى مستوىً في الصباح الباكر وأعلى في وقت متأخِّر من بعد الظهر - في بعض الأحيان تصل إلى 99.9° F (37.7° C).وبالمثل، لا تبقى الحُمَّى بدرجة حرارة ثابتة.وفي بعض الأحيان، تبلغ درجاتُ الحرارة ذروتَها كلَّ يوم، ومن ثم تعود إلى وضعها الطبيعي،وهي عمليةٌ تسمَّى الحمَّى المتقطِّعة intermittent fever.وبدلاً من ذلك، تختلف درجة الحرارة، ولكنها لا تعود إلى طبيعتها؛وهي عملية تسمى الحمَّى المتكرِّرة أو الناكسة remittent.لم يعد الأطباءُ يعتقدون أنَّ نمط صعود وهبوط الحُمَّى مهم جدًّا في تشخيص بعض الاضطرابات.

يمكن قياس درجة حرارة الجسم في عدة مناطق من الجسم.المواقع الأكثر شيوعًا هي الفم والمستقيم.تنطوي المواقع الأخرى على الأذن، والجبهة، وبشكل أقل تفضيلًا بكثير الإبط.تُقاس درجة الحرارة عادةً باستخدام مقياس حرارة رقمي.لم يَعد يُوصى باستعمال موازين الحرارة الزجاجيَّة المحتوية على الزئبق لأنَّها يمكن أن تُكسَر وتُعرِّضَ الأشخاص للزئبق.

تُعَدّ درجة الحرارة الفمويَّة مرتفعة عندما

  • تكون أعلى من 99° درجة فهرنهايت (37° درجة مئوية) في الصباح الباكر.

  • تكون أعلى من 10°0.4 درجة فهرنهايت (38° درجة مئوية) في أي وقت بعد الصباح الباكر.

  • تكون أعلى من درجة الحرارة اليومية الطبيعية المعلومة للشخص.

تكون درجة الحرارة المسجلة من المستقيم والأذن أعلى بحوالى 1.0° درجة فهرنهايت (0.6° درجة مئوية) بالمقارنة مع درجات الحرارة الفموية.

تكون درجات حرارة الجلد (على سبيل المثال، في الجبين) أدنى بحوالى 1.0° درجة فهرنهايت (0.6° درجة مئويَّة) بالمقارنة مع درجات الحرارة الفموية.

يستخدم كثيرٌ من الأشخاص مصطلح "الحمَّى" بشكلٍ فضفاض، وغالبًا ما يعني أنَّهم يشعرون بالحرارة أو الدفء الشديد، أو البرودة الشديدة، أو تفوح منهم رائحة العرق، لكن من دون قياس درجة الحرارة فعلاً.

تتراجع القدرة على توليد الحمى عند بعض الأشخاص (على سبيل المثال، الأشخاص الطاعنين في السن، أو الصغار جدًا، أو الذين يعانون من اضطراب استعمال الكحول).

(انظر أيضًا {لمحَة عن الأمراض المُعْدية والحمَّى عند الرُّضَّع والأطفال).

عَواقِبُ الحمَّى

تُعزَى الأَعرَاضُ التي يعاني منها الأشخاص إلى الحالة المسبِّبة للحمَّى بشكلٍ رئيس، بدلاً من الحُمَّى نفسها.

على الرغم من أنَّ العديدَ من الأشخاص يشعرون بالقلق من أن الحُمَّى يمكن أن تسبِّب ضررًا، لكنَّ الارتفاعَ المؤقَّت النمطي في درجة حرارة الجسم الذي يتراوح بين 100.4° إلى 104° درجة فهرنهايت (38° إلى 40° درجة مئوية) والذي ينجم عن معظم حالات العدوى قصيرة الأجل (الحادَّة) يتحمَّله البالغون الأصحاء بشكلٍ جيِّد.ولكن، قد تشكِّل الحمَّى المعتدلة خطرًا قليلًا بالنسبة للبالغين الذين يعانون من اضطراب في القلب أو الرئة، لأن الحُمَّى تسبِّب زيادة سرعة ضربات القلب ومعدل التنفُّس.كما يمكن أن تفاقمَ الحمَّى أيضًا الحالةَ النفسية في الأشخاص الذين يعانون من الخرف.

قد يكون ارتفاعُ درجة الحرارة الشديد (أكثر من 105.8 درجة فهرنهايت، أو 41 درجة مئوية عادة) ضارًا؛ودرجة حرارة الجسم العالية هذه يمكن أن تسبِّبَ خللًا، وفشل معظم الأعضاء في نهاية المطاف.ينتج هذا الارتفاعُ المتطرِّف في بعض الأحيان عن عدوى شديدة جدًّا (مثل الإنتان أو المَلاريا أو التهاب السحايا)، ولكنه ينجم عن ضربة حرارة أو استخدام بعض الأدوية عادة.

يمكن للحمَّى عند الأطفال الأصحاء أن تسبب الاختلاجات الحموية.

أسباب الحُمَّى عندَ البالغين

تسمَّى الموادُ التي تسبّب الحُمَّى البيروجينات أو المسخِّنات pyrogens.ويمكن أن تأتي البيروجينات من داخل أو خارج الجسم.والكائناتُ الدقيقة والمواد التي تنتجها (مثل السموم) هي أمثلة على البيروجينات التي تشكَّلت خارج الجسم.وتُنتَج البيروجينات (مُوَلِّدات الحمَّى) التي تتشكَّل داخل الجسم من قبل الخلايا الوَحيدَة والبَلاعِم (نوعان من خلايا الدَّم البيض) عادة.يمكن أن تسبِّبَ البيروجينات من خارج الجسم الحُمَّى عن طريق تحفيز الجسم لإطلاق البيروجينات الخاصة به، أو عن طريق التأثير بشكل مباشر في المنطقة الدماغية التي تتحكَّم في درجة الحرارة.

العدوى ليست السبب الوحيد للحمَّى؛فقد تنجم الحُمَّى أيضًا عن الالتهاب، أو رد فعل على دواء، أو رد فعل تحسُّسي، أو اضطرابات المناعة الذاتية (عندما ينتج الجسمُ أجسامًا مضادة غير طبيعية تهاجم أنسجة خاصة به)، وسرطان غير معروف (لاسيَّما ابيِضَاض الدَّم ، سرطان العُقَد اللِّمفِية "اللمفومة"، أو سرطان الكلى).

ويمكن أن يسبِّب العديدُ من الاضطرابات الحمَّى؛وهي تُصنَّف على نطاق واسع كما يلي:

  • حالات العدوى (الأكثر شيوعًا)

  • الحالات الورميَّة (السَّرطان)

  • الالتِهاب

ومن المرجح جدًّا أن يكونَ السببُ هو العدوى لدى البالغين الذين يعانون من حمى تستمرّ 4 أيام أو أقلّ.أمَّا السببُ غير المعدي فهو أكثر ميلًا للتسبُّب في حُمَّى تستمرّ فترةً طويلة أو تعود.

ويمكن أن يسبِّب العديدُ من الاضطرابات الحمَّى؛

وتشتمل الاضطراباتُ الالتهابية التي تسبّب الحمّى على اضطرابات المفاصل أو النسيج الضام أو اضطرابات الأوعية الدموية، مثل التهاب المفاصل الرُّوماتويدي والذئبة الحمامية الجهازية (الذئبة) والتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة.

وكذلك فإنَّ الحُمَّى المعزولة، قصيرة الأجل (الحادَّة) لدى الأشخاص المصابين بالسرطان أو الاضطرابات الالتهابية المعروفة، هي الأكثر احتمالاً لأن تكون ناجمةً عن الإصابة بالعدوى.في الأشخاص الأصحاء، من غير المحتمل أن تكونَ الحُمَّى الحادة أول علامة على مرض مزمن.

كما تسبِّب الأدويةُ الحمَّى أحيانًا.المضادَّات الحيوية من نوع بيتا لاكتام (مثل البنسلين)تشتمل الأدويةُ التي يمكن أن تسبِّب درجة حرارة عالية جدًّا على بعض الأدوية غير القانونيَّة (مثل الكوكايين، أو الأمفيتامينات، أو فينسكليدين)، وأدوية التخدير، والأدوية المُضادَّة للذُّهان antipsychotic.

الأسبابُ الأكثر شيوعًا

كلّ الاضطرابات المُعْدِية تقريبًا يمكن أن تسبِّب الحمَّى.ولكن، عمومًا، فإنّ الأسباب العدوائية الأكثر احتمالًا هي

معظم حالات عدوى الجهاز التنفُّسي الحادّة والجهاز الهضمي فيروسية.

عواملُ الخطر

تجعل بعضُ الحالات (عوامل الخطر) الأشخاص أكثرَ عرضة للإصابة بالحمَّى.وتشمل هذه العواملُ ما يلي:

  • الحالة الصحّية للشخص

  • عمر الشخص

  • بعض المِهَن

  • استخدام بعض الإجراءات الطبية والأدوِيَة

  • التعرُّض للعدوى (على سبيل المثال، من خلال السفر أو مخالطة المصابين من البشر، أو الحيوانات، أو الحشرات)

الجدول
الجدول

تقييم الحمى عند البالغين

يمكن للطبيب عادة أن يحدِّدَ أنَّ العدوى موجودة على أساس التاريخ الوجيز، والفَحص السَّريري، وبضع اختبارات بسيطة أحيَانًا، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية واختبارات البول.ولكن، في بعضِ الأحيان، لا يَجرِي تحديدُ سبب الحُمَّى بسهولة.

عندما يقوم الأطباءُ في البداية بتقييم الأشخاص المصابين بحمَّى حادة، يركِّزون على قضيتين عامتين:

  • تحديد الأعراض الأخرى، مثل الصداع أو السُّعال: تساعد هذه الأَعرَاضُ على تضييق نطاق الأسباب المحتملة.

  • تحديد ما إذا كان الشخصُ مصابًا بمرض خطير أو مزمن: العديد من الإصابات الفيروسية الحادَّة المحتملة تتعافى من تلقاء نفسها ويصعب على الأطباء تشخيصها بشكل نوعي (أي تحديد الفيروس الذي يسبِّب العدوى بالضبط).الحدّ من الاختبارات للأشخاص الذين يعانون من مرض خطير أو مزمن يمكن أن يساعد على تجنُّب العديد من عمليات البحث المكلفة وغير الضرورية، وغير المثمرة في كثير من الأحيان.

العَلاماتُ التحذيريَّة

في الأشخاص الذين يعانون من حمَّى حادة، تكون بعضُ العلامات والخصائص مدعاة للقلق.وتشتمِل على

  • تغيُّر في الوظيفة الذهنية، مثل التَّخليط الذهنِي

  • صداع، تيبُّس الرقبة، أو كليهما

  • بقع حمراء أرجوانية مسطَّحة، وصغيرة، على الجلد (نمشات)، وهي تشير إلى نزف تحت الجلد

  • انخفاض ضغط الدَّم

  • معدَّل ضربات القلب سريع أو تنفُّس سَريع

  • ضيق التنفُّس (عسر التنفُّس)

  • درجة حرارة أعلى من 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية) أو أقلّ من 95 درجة فهرنهايت (35 درجة مئوية)

  • سفر حديث إلى منطقة حيث الأمراض المعدية الخطيرة، مثل المَلاريا شائعة (متوطِّنة)

  • استخدام حديث لأدوية تثبِّط الجِهاز المَناعيّ (كابتات المناعة)

متى ينبغي زيارة الطَّبيب

يجب على الأشخاص الذين لديهم أية علامات إنذار أن يراجعوا الطبيب على الفور.يحتاج هؤلاء الأشخاص عادةً إلى اختبارات فوريَّة، وغالبًا ما يحتاجون إلى دخول المستشفى.

يجب على الأشخاص الذين ليس لديهم علامات إنذار أن يتَّصلوا بالطبيب إذا استمرَّت الحُمَّى أكثر من 24 إلى 48 ساعة.واعتمادًا على عمر الشخص، وأعراض أخرى، والحالات الطبِّية المعروفة، قد يطلب الطبيبُ من الشخص أن يأتي للتقييم أو يوصي بالعِلاج في المنزل.يجب أن يرى الأشخاص الطبيبَ عادة إذا استمرَّت الحُمَّى أكثر من 3 أو 4 أيام، بغضِّ النظر عن الأَعرَاض الأخرى.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الطبيبُ في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي؛ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.وما يجده خلال أخذ التاريخ والفَحص السَّريري غالبًا ما يشير إلى سبب الحُمَّى وإلى الاختبارات التي قد يحتاج الأمرُ إلى القيام بها.

يبدأ الطبيبُ من خلال سؤال الشخص عن الأَعرَاض والاضطرابات الحالية والسابقة، والأدوية التي يجري أخذُها حاليًا، والتعرُّض للعدوى، والسفر مؤخرًا، واللقاحات، فضلًا على دخول المستشفى حديثًا أو إجراء جراحة ما أو غير ذلك من الإجراءات الطبِّية.ونادرًا ما يساعد نمطُ الحُمَّى الطبيبَ على التَّشخيص،إلا أنَّ الحُمَّى التي تتكرر كل يوم أو كل يوم ثالث هي نموذجيَّة للملاريا.ولا يَرى الأطباءُ أنَّ المَلاريا سببٌ محتمل إلاَّ إذا سافر الأشخاص إلى منطقة تشيع فيها المَلاريا؛

فالسفرُ الحديث قد يعطي الطبيبَ أدلّة على سبب الحُمَّى، لأن بعضَ حالات العدوى تحدث في مناطق معيَّنة فقط؛فعلى سَبيل المثال، يحدث داء الفُطار البرعمي coccidioidomycosis (عدوى فطرية) بشكل حصري تقريبًا في جنوب غربي الولايات المتحدة.

كما إن التعرض الذي حدث مؤخرًا مهم أيضًا.فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعملون في مصنع تعبئة اللحوم هم أكثر عرضة للإصابة بداء البروسيلات brucellosis (عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق الاتصال مع الحيوانات الأليفة).وتشتمل الأمثلة الأخرى على المياه غير المأمونة أو الطعام (مثل الحليب غير المبستر، ومنتجات الألبان، واللحوم والأسماك والمحار غير المطهوة بشكل جيد أو النيئة)، والحشرات (مثل البعوض) ولدغات القراد، والجنس غير الآمن، والتعرُّض المهني أو الترفيهي (كما هي حال في أثناء الصيد، والمشي، والرياضات المائية).

والألمُ هو دليلٌ مهم على مصدر ممكن للحمَّى، لذلك يسأل الطبيب عن أي ألم في الأذنين والرأس والرقبة والأسنان والحلق والصدر والبطن والخاصرة والمستقيم والعضلات والمفاصل.

وتشتمل الأَعرَاضُ الأخرى، التي تساعد على تحديد سبب الحُمَّى، على الاحتقان أو المفرزات الأنفية والسُّعال والإسهال والأَعرَاض البولية (التردُّد والإلحاح والألم في أثناء التبوُّل).وقد تساعد معرفةُ ما إذا كان لدى الشخص تضخُّم في العُقَد اللِّمفِية أو طفح جلدي (بما في ذلك كيف يبدو، وأين هو، ومتى ظهر فيما يتعلَّق بالأعراض الأخرى) الطبيبَ على تحديد السَّبب؛فالأشخاصُ الذين يعانون من الحُمَّى المتكرِّرة، والتعرُّق الليلي، ونَقص الوَزن قد يكون لديهم عدوى مزمنة مثل السلّ أو التهاب الشَّغاف (عدوى بطانة القلب، وصمامات القلب عادة).

كما قد يسأل الطبيبُ أيضًا عمَّا يلي:

  • مخالطة أيّ شخص لديه عدوى

  • أي حالات معروفة تؤهِّب للعدوى، مثل عدوى فيروس العوز المناعي البشري، أو السكَّري، أو السرطان، أو زرع الأعضاء، أو داء الخلية المنجلية، والناظمة القلبية، أو اضطرابات صمامات القلب، وخاصَّة إذا كان هناك صمام اصطناعي

  • أيّ اضطرابات معروفة تؤهِّب للحمَّى دون عدوى، مثل الذئبة أو النقرس أو السَّاركويد أو فرط نشاط الغدَّة الدرقية (فرط الدرقية) أو السرطان

  • استخدام أيّ من العقاقير التي تؤهِّب للعدوى، مثل عقاقير المُعالجة الكِيميائيَّة للسرطان، أو الستيرويدات القشرية، أو غيرهما من العقاقير التي تثبِّط الجِهازَ المَناعيّ

  • استخدام الأدوية غير المشروعة التي يَجرِي حقنها

يبدأ الفَحصُ السَّريري بتأكيد الحمَّى.ويجري تحديدُ الحمَّى بشكل أكثر دقة عن طريق قياس درجة الحرارة الشرجية، ولكن غالبًا ما تؤخذ درجة الحرارة الفموية أو من الأذن.لا تكون درجة حرارة الجبين دقيقة مثل المستقيم، ولكن بسبب وباء كوفيد-19، فقد يقيس الأطباء درجة حرارة الجبين لتحرِّي المصابين بالحُمَّى.تعد درجة حرارة الإبط الأقل دقة، لذلك نادرًا ما يستخدمها الأطباء لتأكيد الحمى.ثم يقوم الأطباء بفحص دقيق من الرأس إلى أخمص القدمين، للتحقُّق من وجود مصدر للعدوى أو دليل على المرض.

الاختبارات

تعتمد الحاجةُ إلى الاختبارات على ما يراه الطبيبُ خلال أخذ التاريخ الطبّي وإجراء الفَحص السَّريري؛

وإلاَّ فإنَّ الأشخاصَ الأصحاء، الذين يعانون من حمَّى حادّة وأعراض عامة غامضة فقط (على سبيل المثال، يشعرون بأنهم شخصون أو متوعِّكون بشكل عام)، ربَّما يكون لديهم مرض فيروسي يزول دون علاج؛ولذلك، فإنَّها لا تتطلب إجراء اختبارات عادةً.وتشتمل الاستثناءاتُ على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تنتشر فيها عدوى كوفيد-19، والأشخاص الذين تعرَّضوا لحيوان أو حشرة تحمل وتنقل مَرضًا محدَّدًا (تدعى الناقلات)، مثل الأشخاص الذين يعانون من لدغة القراد، والأشخاص الذين كانوا في الآونة الأخيرة في منطقة حيث يكون اضطراب معيَّن (مثل المَلاريا ) أمرًا شائعًا.

إذا كان الأشخاص الأصحاء نوعًا ما لديهم نتائج تشير إلى اضطراب معيَّن، قد تكون هناك حاجة إلى الاختبارات.ويقوم الأطباءُ باختيار الاختبارات بناءً على تلك النتائج؛فعلى سَبيل المثال، إذا كان لدى الأشخاص صداع وتيبُّس في الرقبة، يَجرِي البزل النخاعي (البزل القطني) للبحث عن التهاب السَّحايا.أمَّا إذا كان لدى الأشخاص سعالٌ واحتقان في الرئة، فتُجرَى صورة للصدر بالأشعَّة السينية للتحرِّي عن الالتهاب الرئوي.بالنسبة لبعض أمراض الجهاز التنفسي، مثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا، تتوفر اختبارات جزيئية سريعة يمكن أن تعطي نتائج في غضون دقائق أو بضع ساعات.يمكن إجراء بعض الاختبارات السريعة في المنزل أو في عيادة الطبيب باستخدام عَيِّنَة جرى تؤخذ بمسحة قطنية.في حين تتطلب اختبارات سريعة أخرى لتحديد السبب النوعي للعدوى إرسال عينة من الدم إلى المختبر.

وبالنسبة إلى الناس الذين هم في خطر متزايد من العدوى، والناس الذين يظهرون أشخاص بشدَّة، وكبار السن، غالبًا ما يحتاج الأمرُ إلى اختبارات حتى عندما لا تشير النتائجُ إلى اضطراب معيَّن.بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، غالبًا ما يقوم الأطباء بما يلي:

  • تعداد الدَّم الكامل (بما في ذلك عدد ونسبة الأنواع المختلفة لخلايا الدَّم البيضاء)

  • استنبات البول والدَّم

  • صورة الصدر بالأشعة السينية

  • تَحليل البول

تشير زيادةُ عدد الكريَّات البيض إلى العدوى عادة.وتعطي نسبة الأنواع المختلفة من الكريَّات البيض (التعداد التفريقي) المزيدَ من القرائن؛فعلى سَبيل المثال، الزيادة في العَدِلات تشير إلى عدوى بكتيرية جديدة نسبيًا.أمَّا الزيادةُ في الحَمِضات (ليُوزينيّات) فتشير إلى وجود الطفيليات، مثل الديدان الشَّريطِيَّة أو الديدان المستديرة.كما يمكن إرسالُ الدَّم، والبول، و سوائل الجسم الأخرى أيضًا إلى المختبر في محاولة للحضِّ على نموِّ الكائنات الحية الدقيقة في المستنبَت أو المزرعة.ويمكن استخدامُ اختبارات الدَّم الأخرى للكشف عن الأجسام المُضادَّة لبعض الكائنات الحيَّة الدقيقة.

الحمَّى المجهولة المنشأ Fever of unknown origin (FUO)

يمكن تشخيصُ الحمَّى المجهولة المنشأ عندما

  • يعاني المرضى من حمّى لا تقلّ عن 101° درجة فهرنهايت (38.3° درجة مئوية) لعدة أسابيع

  • لا تكشف الاستقصاءاتُ الموسّعة عن السبب.

وفي مثل هذه الحالات، قد يكون السببُ عدوى مزمنة غير مَألوفَة (مثل السل أو العدوى البكتيرية في القلب أو عدوى فيروس الإيدز HIV أو الفيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus أو فيروس إبشتاين-بار Epstein-Barr virus) أو غير ذلك من الحالات غير المُعْدية كاضطراب النسيج الضام (مثل الذئبة أو التهاب المَفاصِل الروماتويدي) أو السرطان (مثل اللمفومة، أو سرطان المبيض، أو ابيضاض الدم).وتشمل الأسباب الأخرى كلاً من التفاعلات الدوائية والجلطات الدموية (خُثار الوريد العميق) ، والتهاب أنسجة الأعضاء (السَّاركويد)) وداء الأمعاء الالتهابي.بالنسبة إلى كبار السن، تكون الأَسبَابُ الأكثر شُيُوعًا للحمَّى المجهولة المنشأ هي: التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة والأورام اللمفاوية والخراجات والسل.

ويقوم الأطباءُ باختبارات للدم عادة، بما في ذلك تعداد الدَّم الكامل، وزرع الدم، والاختبارات الدموية للكبد، واختبارات التحري عن اضطرابات النَّسيج الضام.ويمكن إجراءُ اختباراتٍ أخرى، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية وتحليل البول وزَرع البَول.

وقد يساعد التصويرُ بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وخاصَّة للمَناطق التي تسبِّب الانِزعَاج، الطبيبَ على تشخيص السَّبب.ويمكن استخدامُ المسح بالنوكليدات المشعَّة، الذي يَجرِي بعد حقن الكريَّات البيض الموسومة بواسمة مشعَّة في الوريد، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لتحديد مناطق العدوى أو الالتهاب.

إذا كانت نتائجُ هذا الاختبار سلبية، قد يحتاج الأطباءُ إلى أخذ عَيِّنَة من الأنسجة من الكبد، أو نِقي العَظم، أو موقع آخر يشتبه في إصابته للخزعة؛ثم يَجرِي فحصُ العيِّنة تحت المجهر، وزرعها، وتحليلها.

تُركِّز معالجة الحمَّى المجهولة المنشأ على مُعالَجَة الاضطراب المُسبِّب للحمَّى إذا كانت معروفة.وقد يقوم الأطباءُ بإعطاء أدوية لخفض درجة حرارة الجسم (انظر مُعالَجة الحُمَّى).

علاج الحمى عند البالغين

إن أفضل معالجة للحمى هي بمعالجة السبب.

بما أنَّ الحُمَّى تساعد الجسمَ على الدفاع ضد العدوى، ولأن الحُمَّى نفسها ليست خطيرة (إلا إذا كانت أعلى من نَحو 106° درجة فهرنهايت [41° درجة مئوية])، فهناك بعض الجدل حول ما إذا كان ينبغي مُعالَجَة الحُمَّى بشكلٍ روتيني.ولكن، يشعر الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة بأنَّهم أفضل بكثير عادةً عندما تُعالج الحمَّى.بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الأشخاصَ الذين يعانون من اضطراب في القلب أو الرئة، والذين يعانون من الخرف، يُعدُّون على وجه الخصوص عرضة لمُضَاعَفات خطيرة، لذلك عندما يكون لديهم حمَّى، ينبغي أن يُعالجوا.

وتسمَّى الأدوية المستخدَمة لخفض درجة حرارة الجسم خافضات الحرارة.

إنَّ خافضات الحرارة الأكثر فعّالية والتي تُستخدم على نطاق واسع هي أسيتامينوفين والأدوية المُضادَّة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين وإيبوبروفين ونابروكسين.تؤخذ هذه الأدوية وفقًا للتعليمات الموضحة على العبوة.

وبما أنَّ العديدَ من مستحضَرات نزلات البرد أو الأنفلونزا المعطاة دون وصفة طبية تحتوي على الأسيتامينوفين، يجب على الأشخاص الحرص على عدم تناول الأسيتامينوفين وواحد أو أكثر من هذه المستحضَرات في الوقت نفسه.

وهناك حاجة إلى تدابير تبريد أخرى (مثل التبريد بضباب الماء الفاتر واستخدام بطانيات التبريد) فقط إذا كانت درجة الحرارة نَحو 106 درجة فهرنهايت (41.1° درجة) أو أعلى.ويتم تجنّبُ التجفيف بالإسفنج الممزوج بالكحول، لأن الكحول يمكن أن يُمتصّ من خلال الجلد، وربما يكون له تأثيرات ضارَّة.

ويجري إدخالُ الأشخاص الذين لديهم عدوى في الدَّم أو لديهم علامات حيوية غير طبيعية (مثل انخفاض ضغط الدَّم والنبض السريع وزيادة معدَّل التنفُّس) إلى المستشفى.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: الحمَّى

يمكن أن تكونَ الحمَّى مخاتلة في كبار السن، لأنَّ الجسم قد لا يستجيب بالطريقة التي يستجيب بها في الشباب؛فعلى سَبيل المثال، في كبار السن الضعفاء، تكون العدوى أقلّ ميلاً للتسبُّب بالحمَّى.وحتى عندما تكون درجةُ الحرارة مرتفعة بسبب العدوى، قد تكون أقلّ من التعريف القياسي للحمَّى، وقد لا تتطابق درجة الحُمَّى مع شدَّة المرض.وبالمثل، قد تكون الأَعرَاضُ الأخرى، مثل الألم، أقلّ وضوحًا.في كثيرٍ من الأحيان، يعدُّ التغيُّر في الوظيفة الذهنية أو انخفاض الأداء اليومي العلامة الأوَّلية الأخرى الوحيدة للـ الالتهاب الرئوي أو التهاب المسالك البولية.

ولكنَّ كبارَ السنّ الذين يعانون من الحمى هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية خطيرة من البالغين الأصغر سنًا الذين يعانون من الحمى.وكما هي الحالُ في البالغين الأصغر سنًا، يكون السببُ هو عدوى في الجهاز التنفُّسي أو المسالك البولية عادة.وتعدُّ عدوى الجلد والنسيج الرخو من الأسباب الشائعة لدى كبار السن أيضًا.يكون كبار السن أكثر عرضةً للأعراض الخطيرة من حالات العدوى الفيروسية التنفسية مثل: الأنفلونزا و كوفيد-19، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

ويكون تشخيصُ الحمّى لدى كبار السن مشابهًا لذلك بالنسبة للبالغين الأصغر سنًا؛ إلا أنه بالنسبة لكبار السن، ينصح الأطباءُ عادة بفحص البول (بما في ذلك الزرع) والصورة الشعاعيَّة للصدر.ويجري زرعُ عيِّنات من الدَّم لاستبعاد عدوى الدَّم ( تجرثم الدم bacteremia).

نقاط رئيسيَّة

  • تكون معظمُ حالات الحُمَّى في الأشخاص الأصحاء ناجمةً عن عدوى الجهاز التنفُّسي أو الجهاز الهضمي بسبب أحد الفيروسات.

  • وإذا كان لدى الأشخاص المصابين بالحمى أيّ علامات تحذيرية ، ينبغي أن يشاهدوا الطبيبَ على الفور.

  • ويمكن للأطبّاء عادة تحديد العدوى على أساس التاريخ المَرَضي الوجيز، والفَحص السَّريري، وبضع اختبارات بسيطة أحيَانًا؛ ومن ثم يلجأ الأطباءُ إلى استخدام هذه النتائج، وخاصَّة الأَعرَاض، لتحديد أي اختبارات أخرى مطلوبة.

  • يعدّ الأطباءُ الاضطرابات المزمنة الكامنة، وخاصَّة تلك التي تعيق الجِهاز المَناعيّ، سببًا محتملًا للحمَّى التي تستمرّ فترةً طويلة.

  • أخذ الأسيتامينوفين أو مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيدية عادة ما يخفض الحُمَّى، ويجعل الأشخاص يشعرون على نحو أفضل أيضًا، على الرغم من أنَّ العلاج ليس حاسمًا بالنسبة لمعظم الأشخاص.

  • في كبار السن، تكون العدوى أقلّ ميلاً للتسبُّب بالحمَّى، وقد تكون الأعراض الأخرى أقلّ وضوحًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID