لَمحَةٌ عامَّة عن حالات العدوى بالرِّيكتِسِيَّات

حسبWilliam A. Petri, Jr, MD, PhD, University of Virginia School of Medicine
تمت مراجعته شعبان 1443

تنجم حالاتُ العدوى بالرِّيكتِسِيَّات والعوامل ذات الصلة (مثل داء الأنابلازميَّات anaplasmosis، وداء الإيرليخِيَّات ehrlichiosis، وحمَّى Q) عن نوع غير مألوف من البكتيريا التي يمكن أن تعيش داخل خلايا كائن حيّ آخر فقط.

  • وتنتشر معظمُ هذه الحالات بالعدوى من خلال القراد أو السُّوس أو البراغيث أو القمل.

  • عادة ما تحدث الحمى، والصداع الشديد، والطفح الجلدي، ويشعر الأشخاص بالتوعك عمومًا.

  • تشير الأَعرَاضُ إلى التَّشخيص؛ ولكن، للتأكُّد من ذلك، يقوم الأطباءُ بإجراء اختبارات خاصَّة تستخدم عَيِّنَة من الطفح الجلدي أو الدم.

  • يَجرِي إِعطاءُ المضادَّات الحيوية بمجرَّد أن يشكَّ الأطباءُ بإحدى هذه الحالات من العدوى.

وتعدُّ الريكتسيَّات والبكتيريا ذات الصلة (الشبيهة بالريكتسيَّات) (مثل بكتيريا الإيرليخيَّة Ehrlichia, والأنابلازميَّة Anaplasma والكُوكسِيلَّةُ البُورنيتِيَّة Coxiella burnetii) نوعًا غير مألوف من البكتيريا التي تسبِّب العديدَ من الأمراض المتماثلة، بما في ذلك ما يلي:

تختلف هذه البكتيريا أو الجراثيم عن معظم البكتيريا الأخرى في أنها يمكن أن تعيشَ وتتكاثر داخل خلايا كائن حيّ آخر (المضيف) فقط، ولا يمكنها البقاء على قيد الحياة من تلقاء نفسِها في البيئة.

وبالنسبة لكثير من أنواع هذه البكتيريا، تعدُّ الحيواناتُ الصغيرة (مثل الفئران والجرذان) المضيفَ المعتاد لها.أمَّا الأبقارُ أو الأغنام أو الماعز فهي مُضيف الكُوكسِيلَّة البُورنيتِيَّة Coxiella burnetii، التي تسبِّب حمَّى كيو Q.وأمَّا البشرُ فهم المضيف المعتاد للرِّيكِتسِيَّة البرُوفاتسيكِيَّة Rickettsia prowazekii، التي تسبِّب التيفوس الوبائيَّة.وقد تكون الحيواناتُ المضيفة أو لا تكون مريضة بالعدوى.

تنتقل الريكتسيَّاتُ والبكتيريا الشَّبيهة بالريكتسيَّات إلى الأشخاص عادة من خلال لدغات القراد أو السُّوس أو البراغيث أو القمل الذي يتغذَّى على حيوان مصاب.ويُسمَّى القرادُ والسُّوس والبراغيث والقمل النَّواقِلَ vectors، لأنَّها تنقل (تحمل) الكائنات التي تسبِّب المرض.يمكن أن تنتشرَ حمَّى Q، التي تسبِّبها الكُوكسِيلَّةُ البُورنيتِيَّة Coxiella burnetii، عن طريق الهواء أو في الطعام والمياه الملوثة، ولا تتطلَّب النواقل.

ولكلّ نوع من أنواع الريكتسيَّات والبكتيريا الشَّبيهة بالريكتسيَّات مضيفها الخاص وناقله عادة.

وبعضُ هذه البكتيريا (والأمراض التي تسبِّبها) تحدث في جميع أنحاء العالم؛بينما توجد الأخرى في مناطق جغرافية معيَّنة فقط.

تصيب بعضُ هذه البكتيريا بالعدوى الخَلايا المبطِّنة الأوعية الدموية الصغيرة، ممَّا يَتسبَّب في أن تصبحَ هذه الأوعيةُ الدموية ملتهبة أو مسدودة، أو أن تنزف في الأنسجة المحيطة بها؛بينما تدخل البكتيريا الأخرى (الإيرليخيَّة Ehrlichia والكشميَّة "الأنابلازميَّة" Anaplasma) خلايا الدَّم البيض؛

حيث يحدث الضرر، وتحدِّد كيفيةُ استجابة الجسم الأَعرَاضَ التي تظهر.

الجدول
الجدول

أعراض العدوى بالركتسيات

تميل حالاتُ العدوى المختلفة بالريكيتسيَّات إلى أن تسبِّبَ أعراضًا متماثلة:

  • حُمَّى

  • صداع شَديد

  • طفح مميَّز

  • الشعور العام بالمرض (الشعور بالتوعُّك)

قد تتشكَّل قرحة مغطَّاة بقشرة سوداء (خُشَارَة eschar) في موقع اللدغة.وبما أنَّ الطفحَ الجلدي لا يظهر قبل عدّة أيام في كثير من الأحيان، لذلك تلتبس العدوى المبكِّرة بالرِيكِتسِيَّات بعدوى فيروسية شائعة غالبًا، مثل الأنفلونزا.وقد يكون لدى المرضى تضخُّم في العُقَد اللِّمفِية.

ولكن، مع تقدُّم العدوى، يُعاني الأشخاص عادة من التَّخليط الذهنِي والضعف الشَّديد ــ مع السعال وصعوبة التنفُّس في كثير من الأحيان، والتقيؤ في بعض الأحيان.

وعندما تتقدَّم العدوى، قد تحدث غَنغَرينة، ويمكن أن يتضخَّم الكبد أو الطحال، وتضطرب وظيفةُ الكلى، وقد ينخفض ضغطُ الدَّم بشكل خطير (ممّا يسبِّب الصدمة).ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى الموت.

تشخيص العدوى بالركتسيات

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات الدَّم وخزعة من الطفح

وبما أنَّ الريكتسيَّات والبكتيريا الشَّبيهة بالريكتسيَّات تنتقل عن طريق القراد والسُّوس والبراغيث والقمل، لذلك يستفسر الأطبَّاء من الأشخاص عن:

  • ما إذا كانوا قد تعرَّضوا للدغة من قبل القراد أو النواقِل الأخرى

  • أو ما إذا كانوا قد سافروا إلى منطقة تكون فيها هذه الإصاباتُ بالعدوى شائعة

ويعدُّ التعرُّض للدغة مؤشِّرًا مفيدًا - لاسيّما في المناطق الجغرافية التي تكون فيها الإصابة بالريكتسيَّات أو العدوى ذات الصلة بها شائعة.ولكنَّ كثيرًا من الأشخاص لا يتذكّرون مثل هذه اللدغة.

عندما يشتبه الأطباء بحمَّى Q، قد يسألون أيضًا عمَّا إذا كان الأشخاص في مزرعة أو بالقرب منها (لأنَّ الأبقار والأغنام والماعز هي المضيفة للبكتيريا التي تسبِّب هذا المرض).

كما تساعد الأَعرَاضُ الأطباء أيضًا على تشخيص هذه الحالات.يسأل الأطباءُ الأشخاص:

  • كم من الوقت استغرق الطفحُ الجلدي ليظهرَ بعدَ اللدغة (إذا كانت معروفة)

  • وما إذا كان لديهم أعراضٌ أخرى.

يُجرَى الفحصُ البدني لتحديد الأجزاء المصابة من الجسم، وكيف يبدو الطفح الجلدي.كما يبحث الأطباءُ أيضًا عن الخُشارَة التي قد تكون لدى الأشخاص ولم يلاحظوها، وعن تضخُّم العُقَد اللِّمفِية.

الاختبارات

لابدَّ من إجراء اختبارات للتأكُّد من التَّشخيص عادة.في كثير من الأحيان، لا يمكن للأطباء تأكيد العدوى بالريكيتسيات أو البكتيريا الشَّبيهة بها بسرعة، لأن هذه البكتيريا لا يمكن تحديدُها باستخدام الفحوصات المخبرية المتاحة عادة.لا تكون اختباراتُ الدَّم الخاصة بهذه البكتيريا متاحة بشكلٍ روتيني، كما تستغرق وقتًا طويلًا بحيث يحتاج الأشخاص عادة إلى المعالجة قبل ظهور نتائج الاختبار.ولذلك، يعتمد قرارُ الأطبَّاء في العِلاج على الأعراض لدى الشخص، وعلى احتمال التعرُّض.

وتشتمل الاختباراتُ المفيدة على:

  • اختبارات الدَّم التي تكشف الأجسامَ المُضادَّة للريكتسيَّات أو البكتيريا الشبيهة بها

  • إذا كان لدى الأشخاص طفحٌ جلدي، تُؤخَذ عَيِّنَة صغيرة من الجلد المصاب للاختبار (خزعة)

يستخدم الأطباءُ اثنين من التقنيات لجعل البكتيريا أسهل في الكشف والتحديد:

  • في المُقايَسات المناعية التألُّقية immunofluorescence assays، تُوسَم الموادّ الأجنبية التي تنتجها البكتيريا (المستضدَّات) بصبغة تألُّقية.

  • تُستخدَم تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل polymerase chain reaction (PCR) لزيادة كمِّية الحمض النووي الوراثي للبكتيريا، لذلك يمكن كشفُ البكتيريا بسرعة أكبر.

علاج العدوى بالركتسيات

  • المضادَّات الحيوية

يُبدأ بالمضادَّات الحيوية دون انتظار للحصول على نتائج الاختبارات عادةً.يمكن للعلاج المُبكِّر للعدوى بالريكيتسيَّة أن يمنع حدوثَ المضاعفات ، ويُقلِّل من خطر الوفاة، ويُقلِّل من فترة التعافي.

تستجيب عدوى الريكتسيَّة فورًا للعلاج المبكِّر بدواء دوكسيسيكلين doxycycline (الخيار المفضَّل).يَجرِي إِعطاءُ هذه المضادَّات الحيوية عن طريق الفم، إلّا إذا كان الأشخاص متوعِّكين جدًّا.وفي مثل هذه الحالات، تُعطَى المضادَّاتُ الحيوية عن طريق الوريد.

يبدي معظمُ الأشخاص تحسُّنًا ملحوظًا خلال يوم أو يومين، وتختفي الحمَّى في 2-3 أيام عادة.يأخذ المرضى المضادَّات الحيوية لمدَّة لا تقلُّ عن أسبوع؛ ولوقت أطول إذا استمرَّت الحمى.ولكن، عندما يبدأ العلاجُ في وقت متأخِّر، يكون التحسُّن أبطأً، وتدوم الحمَّى لفترة أطول.إذا لم تُعالج العدوى أو إذا بدأ العلاج متأخرًا جدًّا، قد يموت الأشخاص، خاصَّة إذا كان لديهم التيفوس الوبائيَّة epidemic typhus أو التَّيفوس الأُكاليَّة scrub typhus أو حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة Rocky Mountain spotted fever.

يمكن استخدامُ سيبروفلوكساسين Ciprofloxacin والمضادَّات الحيوية الأخرى المماثلة في عِلاج حُمَّى الجِبالِ الصَّخرِيَّةِ المُبَقَّعَة، ولكنَّها لا تستخدم لعِلاج حالات العدوى الأخرى بالرِّيكتِسِيَّات والعوامل ذات الصلة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID