مقدّمة عن التهاب السَّحايا

يمكن أن يؤدّي اختلافُ أنواع التهاب السحايا إلى ظهور أعراض مختلفة.كما تختلف الأعراضُ في شدتها وسرعة تفاقمها.ولكنَّ جميع الأنواع تتسبَّبُ في حدوث ما يلي:

• حدوث تيبُّس وشعور بالألم في الرقبة، ممَّا يجعل من انحناء أو خفض الذقن إلى الصدر أمرًا صعبًا أو مستحيلًا

• الصُّداع

• الحُمَّى

ولكن غالبًا ما تكون هذه الأَعرَاض غائبة أو يتعذَّر تمييزها عند الرُّضَّع.كما قد لا تظهر الحُمَّى وتيبُّس الرقبة عند كبار السن، أو عند الأشخاص المصابين بحالات تثبط المناعة أو يستخدمون أدوية مثبطة للمناعة.

وقد يبدو المرضى خاملين أو غير مستجيبين.

• البزل الشوكي وتحليل السَّائِل النخاعي

يشتبهُ الأطباءُ بالتهاب السَّحايا بناءً على الأعراض غالبًا.ولكن، تُجرى الاختباراتُ لأنَّ التهاب السحايا يمكن أن يكون خطيرًا.

وإذا اشتبه الأطباءُ بالتهاب السَّحايا البكتيري، فإنَّهم يقومون بسحب عينة من الدّم أولًا لاختبارها وزرعها (لإنماء الأحياء الدقيقة) وتحديد ما إذا كانت البكتيريا موجودة، وإذا كان الأمر كذلك، تحديد نوعها.ولكن، لا يمكن تشخيصُ التهاب السحايا الجرثومي من خلال الاختبارات الدَّمويَّة.

بالنسبة لجميع أنواع التهاب السحايا، يقومُ الأطباءُ بإجراء البَزل النخاعي (البزل القطني) لتأكيد التَّشخيص وتحديد السبب،حيث يجري سحب عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي وإرسالها إلى المختبر ليجري فحصها وتحليلها وزرعها.

في أثناء إجراء البزل الشوكي، يَجرِي إدخالُ إبرة رفيعةٍ بين عظمتين (فقرتين) في العمود الفقري السفلي لسحب السَّائِل النخاعي؛

ثم يُجرى ما يلي:

• معاينة السائل النخاعي: يكون السَّائِلُ شفافًا عادة، ولكن قد يكون عَكِرًا عند الأشخاص المُصابين بالتهاب السحايا.

• قياس الضغط في الحيّز تحت العنكبوتية (الذي يحتوي على السَّائِل النخاعي) قبل سحب السَّائِل النخاعي: يكون الضغط ُمرتفعًا في التهاب السحايا عادة.

• تحليل السَّائِل النخاعي في المختبر: يَجرِي تحديدُ مستويات السكر والبروتين وعدد ونوع الكريَّات البيض في السائل.تساعد هذه المعلوماتُ الأطباءَ على تشخيص التهاب السحايا، والتمييز بين التهاب السحايا الجرثومي والفيروسي.

• فحص السَّائِل النخاعي تحت المجهر للتَّحرِّي عن الجراثيم وتحديد نوعها.يستخدم ملوِّنٌ خاص (يسمى مُلَوِّنُ غرام Gram stain) لإظهار الجراثيم بشكلٍ أكثر وضوحًا، وللمساعدة على التعرُّف إليها.

• الاختباراتُ الأخرى

ولكن، إذا كانوا يشتبهون في أنَّ الضغط داخل الجمجمة مرتفع بشكلٍ كبيرٍ (مثلًا، بسبب خُراج أو ورم أو كتلة أخرى في الدماغ)، فيمكن إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أولًا للتَّحرِّي عن هذه الكُتل؛فقد يكون إجراءُ البزل الشوكي عند زيادة الضغط داخل الجمجمة خطيرًا.وقد تنزاح أجزاء من الدماغ إلى الأسفل.وإذا جَرَى الضغط على هذه الأجزاء من خلال فتحات صغيرة في الأنسجة التي تفصل الدماغ إلى أحياز، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث اضطرابٍ يُهدِّدُ الحياة يُسمَّى انفتاق الدماغ.

إذا تعذَّر إجراءُ البزل الشوكي مباشرةً، ويشتبه الأطباء في وجود التهاب السحايا الجرثومي، يبدأون بالمُعالَجة بالمضادَّات الحيوية دون انتظار نتائج الاختبار.بعدَ انخفاض الضغط داخل الجمجمة أو في حال عدم اكتشاف وجود كتلة، يقوم الأطباءُ بإجراء البزل النخاعي، وتعديل العلاج عندَ الضرورة بعد الحصول على النتائج.

• إذا كان التهابُ السحايا ناجمًا عن عدوى فإنَّه يجري استعمال الأدوية المُضادَّة للمِكْروبات

• التدابير العامة والأدوية لتخفيف شدَّة الأَعرَاض

تختلف معالجةُ التهاب السحايا باختلاف السبب.إذا كان التهابُ السحايا ناجمًا عن عدوى، يجري استعمال الأدوية المناسبة المُضادَّة للمِكْروبات (مثل المضادَّات الحيويَّة أو الأدوية المُضادَّة للفيروسات أو الأدوية المُضادَّة للفطريات).

وإذا اشتبه الأطباءُ في أنَّ التهاب السحايا ناجمٌ عن الجراثيم، أو إذا بدا أنَّ الأشخاص يُعانون من مرضٍ شديد، فإنَّهم يقومون بمعالجة الشخص بالمضادَّات الحيويَّة مباشرةً - دون انتظار نتائج الاختبار - لأنَّ التهاب السحايا الجرثومي يتفاقم بسرعة ويُهدِّد الحياة.كما يمكن استعمالُ الستيرويدات القشريَّة لخفض التَّورُّم في الدماغ.

قد تساعد التدابيرُ العامَّة على تخفيف شدَّة الأَعرَاض عندما يكون التهاب السحايا ناجمًا عن حالات مثل التهاب السَّحايا الفيروسي أو التهاب السحايا النَّاجم عن تفاعلات دوائيَّة.عندما يكون التهابُ السحايا خفيفًا، يمكن أن يُساعد شرب الكثير من السوائل وأخذ قسط من الراحة واستخدام الأدوية التي تُعطى من دون وصفة طبية على تخفيف شِدَّة الحُمَّى والألم.

وإذا كان التهابُ السحايا شديدًا، يَجرِي إدخال الأشخاص إلى المستشفى لتلقي العلاج.