الحَصبَة Measles هي عدوى فيروسيَّة شديدة العدوى تُسبِّبُ أعراضًا مختلفة شبيهة بالزُّكام وطَفحًا جلديًّا مُميَّزًا.
تنجم الإصابة بالحصبة عن عدوى بفيروس.
تشتمل الأعراض على حدوث حُمَّى وسيلان من الأنف وسُعالٌ سَطحِيٌّ مُتَقَطِّع واحمرار العينين وطفح جلدي أحمر مُسبِّب للحِكَّة.
يعتمد التَّشخيص على الأعراض النَّموذجيَّة والطََّفح الجِّلدي المُميَّز.
تهدف المُعالَجَة إلى تخفيف شدَّة الأَعرَاض.
ورغم تعافي معظم الأطفال، إلَّا أنَّه يمكن للحصبة أن تكون مميتة أو تؤدي إلى تضرُّر الدِّماغ.
يمكن أن يؤدي التَّطعيم الروتيني إلى الوقايَة من الإصابة بالعَدوَى.
قبل توفُّر وانتشار التَّطعيم ضد الحصبة على نطاقٍ واسعٍ، تكرَّر حدوث أوبئة الحصبة كلَّ 2 أو 3 سنوات، لا سيَّما عند الأطفال في سنِّ ما قبل المدرسة والأطفال في سِنِّ الدِّراسة.وقد حدثت فاشياتٌ صغيرةٌ محليَّةٌ عند الأطفال من أعمارٍ أخرى.
لا تزال الحصبة شائعةً في بعض البلدان.تُصيب عدوى الحصبة حول العالم حوالى 10 مليون شخص سنويًّا وتُسبِّبُ حوالى 134,000 حالة وفاة، بشكل رئيسي لدى الأطفال.
تُعدُّ الحصبة من الحالات غير الشائعة في الولايات المُتَّحدة بسبب التَّطعيم الروتيني خلال مرحلة الطفولة.وفي الفترة من عام 2000 إلى عام 2017، أُبلِغَ في المتوسِّط عن 63 حالة فقط سنويًّا في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.ولكن، جرى إبلاغ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عن 1,274 حالة حصبة في العام 2019.يُعد هذا الرقم هو الأعلى المبلغ عنه منذ عام 1992.وقد نجمت هذه الزيادة في معظمها عن الأشخاص غير المطعمين الذين أصيبوا بالعدوى في البلدان التي تكون فيها الحصبة أكثر شُيُوعًا ثم سافروا إلى الولايات المتحدة.
في العام 2020، جرى الإبلاغ عن 13 حالة حصبة فقط في الولايات المتحدة في خضم جائحة كوفيد-19 العالمية.وفي العام 2022، جرى الإبلاغ عن 121 حالة جديدة.
تكون عدوى الحصبة أكثر قابلية للانتشار في المجتمعات التي يعيش فيها العديد من الأشخاص ويخالطون بعضهم البعض على نحو وثيق، مثل الحرم الجامعي أو غيره من المجتمعات ذات التقارب الوثيق بين أفرادها.كما يمكن لعدم وجود تطعيم روتيني في مرحلة الطفولة أن يسهم أيضًا في زيادة الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق اللقاحات.
تقوم المرأة التي أُصيبَت بالحصبة أو جَرَى تطعيمها بتمرير الحصانة (على شكل أضداد) إلى طفلها.تستمرُّ هذه الحصانة معظم السنة الأولى من حياة الطفل.ولكن بعد ذلك، تكون القابليَّة للإصابة بعدوى الحصبة مرتفعةً ما لم يَجرِ إعطاء اللُّقاح.حيث تحدث مناعةٌ عند الشخص الذي أُصيب بالحصبة ولا يُصاب بعدوى الحصبة مرة أخرى عادةً.
يُصاب الأشخاص بعدوى الحصبة عن طريق استنشاق قطيرات الرطوبة الصغيرة المحمولة في الجو والتي قام بسعالها شخصٌ مصابٌ بالعدوى.يُصاب معظم الأشخاص غير المُحصَّنين ضد الحصبة بالعدوى بعد مخالطتهم لشخصٍ مصابٍ بالحصبة.تكون الحصبة مُعديةً قبل بدء ظهور الطَّفح الجلدي بأربعة أيَّام وحتى أربعة بأيام بعد ظهوره.
أعراض الحَصبَة
تبدأ أعراض الحصبة بالظُّهور بعد انقضاء حوالى 7 - 14 يومًا من التقاط العدوى.يُعاني الطفل المصاب بالعدوى في البداية من الحُمَّى وسيلان الأنف وسُعالٌ سَطحِيٌّ مُتَقَطِّع واحمرارُ العينين.تكون العيون حسَّاسةً للضَّوء السَّاطع في بعض الأحيان.قبل بدء الطَّفح الجِّلدي، قد تظهر بقعٌ حمراء صغيرةٌ ومشرقة ذات مراكز بيضاء أو بيضاء مُزرقَّة (بقع كوبليك Koplik spots) داخل الفم.يمكن لهذه المراكز البيضاء أو المائلة للزرقة أن تشبه حبَّات الرمال.ثمَّ يحدث عند الطفل التهابٌ في الحلق.
يظهر طفحٌ جلديٌّ مُسبِّبٌ لحكَّةٍ خفيفةٍ بعد مرور 3-5 أيَّام على بداية الأعراض.يبدأ الطفح الجلدي على الوجه أمام الأذنين وأسفلهما وعلى جانب الرقبة ويبدو كمناطق غير منتظمة ومُسطَّحة وحمراء لا تلبث أن تصبح بارزةً.ينتشر الطَّفح الجِّلديُّ في غضون يومٍ أو يومين إلى الجِّذع والذراعين وراحتي اليد والساقين وأخمص الأقدام وثمَّ يبدأ لونه بالزَّوال عن الوجه.
وفي ذروة المرض، يشعر الطفل بالمرض الشديد ويحدث التهابٌ في العين (التهاب الملتحمة) ويمتدُّ الطفح الجلدي وقد تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئويَّة.في غضون 3 - 5 أيام، تنخفض درجة الحرارة ويبدأ الطفل في الشُّعور بالتَّحسُّن ويزول لون أيِّ طفحٍ جلديٍّ بسرعة .يتحوَّل الطفحُ إلى لونٍ بنيّ، ثم يتقشَّر الجلد.
مُضَاعَفات الحَصبَة
تحدث عدوى الدِّماغ (انظر التهاب الدِّماغ) عند حوالى طفلٍ واحدٍ من كل 1,000 طفل مصابٍ بالحصبة.إذا حدث التهابٌ دماغي، فإنَّه يبدأ غالبًا بحُمَّى شديدة وصداعٍ واختلاجاتٍ وغيبوبة، وذلك خلال فترةٍ تتراوح من يومين إلى أسبوعين بعد ظهور الطَّفح الجِّلدي عادةً.قد تكون فترة المرض قصيرةً بحيث يحدث الشفاء خلال أسبوعٍ واحدٍ تقريبًا، أو قد تكون مديدةً، ممَّا يؤدي إلى تضرُّر الدِّماغ أو الوفاة.
يحدث الالتهاب الرِّئوي النَّاجم عن عدوى الحصبة في الرِّئتين عند نَحو 5٪ من الأشخاص.غالبًا ما يكون الالتهاب الرئوي هو سبب الوفاة في الحالات المميتة من الحصبة عند الرضع.
يمكن أن يحدث نزفٌ شديدٌ بعد الشِّفاء من عدوى الحصبة لأن مستويات الصُّفَيحات الدَّمويَّة عند الشخص تصبح منخفضةً (قِلَّةُ الصُّفَيحات).حيث تظهر كدماتٌ في الجلد ويحدث نزفٌ خفيفٌ عادةً، إلَّا أنَّ النَّزف يكون شديدًا في بعض الأحيان.
يمكن أن يحدث التهابٌ مؤقَّت في الكبد وإسهال خلال العدوى.
يُعدُّ التِهابُ الدِّماغِ الشَّامِلُ المُصَلِّبُ تحت الحادّ من المضاعفات النَّادرة للحصبة والذي يُسبِّبُ تضرُّر الدِّماغ والوفاة غالبًا خلال سنواتٍ من التَّدهور التَّدريجي للدِّماغ.
تشخيص الحصبة
تقييم الطبيب
يعتمد وضع تشخيص الحَصبَة على الأَعرَاض النَّموذجيَّة المشابهة للزكام، وبقع كوبليك، والطَّفح الجلدي المُميَّز.
يتمُّ إجراء فحوصاتٍ دمويَّةٍ لتحديد الفيروس بشكلٍ رئيسيٍّ وذلك لتوثيق الحالات لأغراض الصحَّة العامَّة حتى يمكن لمسؤولي الصحَّة محاولة احتواء الفاشيات والحدُّ من انتشارها.
علاج الحصبة
فيتامين A
الأدوية الخافضة للحُمَّى
ينبغي وضع المصابين الذين أُدخلوا المستشفى في غرف خاصة في المستشفى وعزلهم عن الآخرين في أثناء المرض.يجب على الأشخاص المصابين بالعدوى الذين لم يدخلوا المستشفى أن يُقللوا من مخالطتهم للآخرين في أثناء المرض.
يُوصي الأطباء باستعمال فيتامين A عند الأطفال المُصابين بالحصبة، وذلك لأنَّ فيتامين A قد أظهر انخفاضًا في عدد الوفيَّات والأمراض الخطيرة النَّاجمة عن الحصبة في البلدان التي يكون فيها عوز الفيتامين A شائعًا عند سكَّانها.
توفير الدِّفء والرَّاحة للأطفال المصابين بالحصبة.
يمكن استعمال الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين لتخفيف الحُمَّى.
مَآل الحصبة
تُعدُّ الإصابة بالحصبة غير خطيرةً عادةً عند الأطفال الأصحَّاء الذين يحصلون على تغذيةٍ جيِّدة.ولكن، يتوفى في الولايات المتحدة نَحو 1 إلى 2 من كل 1,000 طفلٍ مصابٍ بالحصبة.يكون الرقم عند الأطفال أعلى في البلدان غير المُخدّمة طبيًا بشكل جيد.قد يزيد نقص التَّغذية ونقص فيتامين A من خطر الوفاة بين المصابين بالحصبة.
في جميع أنحاء العالم، يتوفَّى ما يقارب من 134,000 شخص سنويًّا بسبب الحصبة، عادةً بسبب مُضَاعَفات الالتهاب الرئوي أو التهاب الدماغ.
الوقاية من الحصبة
لقاح الحصبة والنّكاف والحصبة الألمانية MMR vaccine
الوقاية قبل التعرض
يُعطى لقاح الحصبة بشكل لقاح ثلاثي مشترك ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية (MMR)، والذي يحتوي على فيروسات حية ولكنها ضعيفة للحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.يُعد اللقاح الثلاثي (MMR) أحد التطعيمات الروتينية في مرحلة الطفولة ويُعطى للأطفال في معظم الدول التي لديها نظام رعاية صحية متين.كما يتوفر اللقاح الثلاثي (MMR) ولقاح الحُماق (جدري الماء) أيضًا على شكل لقاح مركب (MMRV).
بشكل عام، يوفر اللقاح الثلاثي (MMR) مناعة دائمة، وقد انخفض عدد حالات الحصبة في الولايات المتحدة بنسبة 99٪.
يُوصى بشكل روتيني بإعطاء جرعتين من اللقاح الثلاثي (MMR).تُعطى الجرعة الأولى بين عمر 12 و 15 شَهرًا ولكن يمكن إعطاؤه للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 6 أشهر خلال تفشي الحصبة أو قبل السفر إلى دولةٍ أخرى.وتعطى الجرعة الثانية عندما يتراوح عمر الطفل بين 4 و 6 سنوات.
ومن الضَّروري أن يحصل الأطفال الذين كانت أعمارهم أقلُّ من سنة واحدة عند تلقيحهم على جرعتين إضافيتين بعد إتمامهم عامهم الأوَّل.
يتسبَّب اللُّقاح في حدوث حمَّى خفيفة وطفح جلدي عند بعض الأشخاص، ولكنَّهم ليسوا ناقلين للعدوى.لا يتسبب اللقاح الثلاثي (MMR) بالإصابة بالتَّوحُّد (انظر اللقاح الثلاثي والمخاوف بخصوص التوحد).
يُعدُّ اللقاح الثلاثي (MMR) من اللقاحات الحية ولا يُعطى في أثناء الحمل.
للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول من يجب أن يحصل على اللقاح الثلاثي (MMR)، انظر إعطاء اللقاح الثلاثي (MMR).انظر أيضًا التأثيرات الجانبية للّقاح الثلاثي (MMR).
العلاج الوقائي بعد التعرض للعدوى
قد يُعطى الأطفال (والبالغين) المُعرَّضين للعدوى بالحصبة وليست لديهم مناعة اللقاح في غضون 3 أيام من التعرض وبعدها يكونون محميين.
يمكن حماية الأشخاص الذين لا ينبغي أن يتلقوا اللقاح الثلاثي (MMR)، مثل النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في الجهاز المناعي، إذا تلقوا حقنةً من الغلوبولين المناعي في غضون 6 أيام من التعرض.يمكن إعطاء الأشخاص الذين يتلقون الغلُوبُولينات المناعية اللقاح الثلاثي (MMR) بعد 5 إلى 6 أشهر إن أمكن.