اعتِلالُ الأَعصابِ المُتعدِّد Polyneuropathy

حسبMichael Rubin, MDCM, New York Presbyterian Hospital-Cornell Medical Center
تمت مراجعته رمضان 1443

اعتلالُ الأعصاب المتعدِّدة polyneuropathy هو خللٌ وظيفيٌّ متزامنٌ في الكثير من الأعصاب المُحيطية في أنحاء الجسم.

  • يُمكن أن تُسبِّبَ حالاتُ العدوى، والسموم، والأدوية، والسرطانات، وحالات نقص التغذية، والسكري، وأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات الأخرى حدوث خللٍ وظيفيٍّ في الكثير من الأعصاب المُحيطية.

  • حيث يمكن أن يحدثَ ضُعفٌ في الإحساس أو القوة أو في كليهما، غالبًا في القدمين أو اليدين قبل الذراعين أو الساقين أو الجذع.

  • يعتمد الأطباءُ في وضع التشخيص على نتائج تخطيط كهربية العضل ودراسات التوصيل العصبي والاختبارات الدَّمويَّة والبوليَّة.

  • إذا لم تؤدِّ معالجةُ الاضطراب الكامن إلى تخفيف شدَّة الأعراض، فقد تُفيد المعالجة الفيزيائيَّة واستعمال الأدوية وغيرها من التدابير.

(انظر أيضًأ لمحة عامة عن الجهاز العصبي المحيطي)

يمكن أن يكونَ اعتِلاَلُ الأَعصاب المتعدِّد:

  • حادًّا (يبدأ فجأة)

  • مزمنًا (يتقدَّم تدريجيًا، غالبًا على مدى أشهر أو سنوات)

أسباب اعتلال الأعصاب المُتعدِّد

ينجم اعتلالُ الأعصاب المُتعدِّد الحاد عن عددٍ من الأسباب:

يكون سببُ اعتلال الأعصاب المُتعدِّد المزمن غير معروف غالبًا.وتنطوي الأَسبَابُ المعروفة على ما يلي:

ينجم الشكلُ الأكثر شيوعًا من اعتلال الأعصاب المُتعدِّد المزمن عن ضعف التحكم في مستويات السكّر في الدَّم عندَ المصابين بالسكّري، ولكنَّه قد ينجم عن التناول المفرط للكحول.

يُشيرُ الاعتِلالُ العَصَبِي السُكَّرِيّ إلى أشكالٍ عدّة من اعتلال الأعصاب المُتعدد، والتي يُمكن أن يُسبِّبها داء السكَّري.(كما يُمكن لداء السُّكَّري أن يُسبِّبَ اعتلالًا عصبيًا أحاديًا أو اعتلالًا عصبيًا أحاديًا متعددًا، ممَّا يؤدي إلى الشُّعور بالضُّعف، وذلك في عضلات العين أو الفخذ عادةً).

يُصاب بعضُ الأشخاص بشكلٍ وراثيٍّ من اعتلال الأعصاب المُتعدِّد.

يمكن أن تحدثَ حالات اعتلال عصبيَّة متعدِّدة وفقًا للسبب، وذلك كما يلي:

  • الأعصاب الحَرَكيَّة (التي تتحكَّم في حركة العضلات)

  • الأعصاب الحِسِّيَّة (التي تنقل المعلومات الحِسِّيَّة)

  • الأعصاب القِحفيَّة (التي تصل الرأس، والوجه، والعينين، والأنف، وعضلات محددة، والأذنين بالدماغ)

  • الأعصاب اللاإرادية (التي تتحكم بالوظائف اللاإرادية مثل ضغط الدم ونبض القلب)

  • مجموعة أو توليفة ممَّا ذُكر سابقًا

قد ينجم اعتلالُ الأعصاب المُتعدِّد عن ضررٍ في أيٍّ مما يلي:

  • غمد الميالين (الأغشية المحيطة بالمحوار التي تُشبه وظيفتها إلى حدٍ كبيرٍ العزل المُغلِّفَ للأسلاك الكهربائية، وهي تمكّن الإشارات العصبية من الانتقال بسرعة)، مثلما يحصل في متلازمة غيلان-باريه

  • إمدادات الدَّم إلى العصب، مثلما يمكن أن يحدث في التهاب الأوعية الدموية

  • المحور العصبي أو المحوار (الفرع الطويل من العصب الذي يرسل الرسائل)، مثلما يمكن أن يحدث في مرض السكّري أو الفشل الكلوي

أعراض اعتلال الأعصاب المُتعدِّد

قد تظهر أعراض اعتلال الأعصاب المتعدد بشكل مفاجئ (حاد، يحدث على مدى بضعة أيام إلى بضعة أسابيع) أو تظهر ببطء وتحدث على مدى فترة من الزمن (مزمنة، تحدث على مدى أشهر إلى سنوات) وذلك بحسب السبب.

كثيرًا ما يبدأ اعتلالُ الأعصاب المتعدد الحاد (مثلما يحدث في مُتلازمة غيلان باريه أو في حال التسمم) فجأة في كلا الساقين، ويتقدَّم بسرعة نحو الأعلى إلى الذراعين.تشتمل الأعراضُ على الشُّعور بالضّعف والإحساس بوخزٍ يشبه وخز الدبابيس والإبر أو فقدان الإحساس.قد تُصاب العضلاتُ التي تتحَّكم في التنفس، ممَّا يؤدي إلى حدوث فشلٍ في الجهاز التنفسي.

تؤثر الكثير من حالات اعتلال الأعصاب المتعدد المزمن في الإحساس بشكلٍ رئيسي.تُصابُ القدمان في البداية عادةً، ولكن تُصابُ اليدان أولًا في بعض الأحيان.وتكون الأعراضُ البارزة هي الإحساس بوخزٍ يشبه وخز الدبابيس والإبر والاخدرار والألم الحارق وفقدان الإحساس بالاهتزاز والوضعية (معرفة مكان الذراعين والساقين).ونتيجةً لفقدان الشعور بالوضعية، يُصبح المشي وحتى الوقوف غير مستقر.وبذلك، قد لا تُستخدَم العضلات؛وفي نهاية المطاف، قد تضعُف وتضمحل.بعدَ ذلك، قد تصبح العضلات مُتيبِّسة وقصيرة بشكلٍ دائم (تسمى الحالة بالتقفُّعات contractures).

من الشَّائع أن يُسبِّب الاعتِلال العَصَبِيُّ السُكَّرِيّ نخزًا مؤلمًا أو إحساسًا بالحُرقة في اليدين والقدمين - وهي حالة تسمّى اعتلال الأعصاب المتعدِّد القاصي distal polyneuropathy.يتفاقم الألمُ خلال الليل غالبًا، ويمكن أن تزداد شدَّته باللمس أو تغيّر درجة الحرارة.قد يفقد المرضى الإحساسَ بالحرارة والألم، لذلك غالبًا ما يحرقون أنفسهم، وقد يكون لديهم تقرّحات مفتوحة ناجمة عن الضغط المُطوّل أو إصاباتٍ أُخرى.ومن دون وجود الألم، كتحذيرٍ بأنَّ الإجهاد أصبح أكثر من اللازم، تكون المَفاصِل عُرضةً للإصابات.يسمَّى هذا النوعُ من إصابة المَفاصِل بالاعتِلال المَفصِلِيِّ العَصَبِيِّ المَنشَأ (مفاصل شاركو Charcot joints).

يُصيبُ اعتلالُ الأعصاب المتعدِّد أعصاب الجهاز العصبي اللاإرادي غالبًا، والتي تتحكَّم في الوظائف اللاإرادية في الجسم (مثل ضغط الدَّم ومعدَّل ضربات القلب والهضم واللعاب والتَّبوُّل).تنطوي الأعراضُ النموذجيّة على الإمساك والضُّعف الجنسي وتقلُّب ضغط الدَّم - وأبرزها الهبوط المفاجئ في ضغط الدَّم عند نهوض الشخص (انخفاض ضغط الدَّم الانتصابي orthostatic hypotension).قد يُصبح الجلدُ شاحبًا وجافًا، ويمكن أن يقلّ التَّعرُّق.يمكن في بعض الأحيان أن يُفقَدَ التَّحكُّم في التَّبرُّز أو التَّبوُّل، مما يؤدي إلى حدوث سلسٍ للبراز أو البول.

قد يكون لدى المُصابين بالشكل الوراثي من اعتلال الأعصاب المتعدد (مثل داء شاركو-ماري-توث) أصابعُ قدمٍ تشبه المطرقة وأقواس قدم مرتفعة وتقوُّس في العمود الفقري (الجَنف).ويمكن أن يكونَ الإحساس غيرَ الطبيعي وضُعف العضلات خفيفًا.قد لا يلاحظ الأشخاص المُصابونَ بأعراضٍ خفيفة هذه الأعراضَ، أو قد يعدّونها غير مهمَّة.بينما يمكن أن تكون إصابة الأشخاص الآخرين شديدة.

تختلف درجةُ شفاء الأشخاص بشكلٍ كامل باختلاف سبب اعتلال الأعصاب المتعدِّد.

تشخيص اعتلال الأعصاب المُتعدِّد

  • تقييم الطبيب

  • تخطيط كهربية العضل ودراسات التَّوْصيل العصبي

  • اختبارات الدَّم والبول لتحديد السبب

يُميِّز الأطباءُ اعتلال الأعصاب المُتعدِّد من خلال الأعراض عادةً.يُساعد الفَحصُ السَّريري الأطباءَ على وضع تشخيص اعتلال الأعصاب المتعدِّد وتحديد السبب.

يُجرى تخطيطُ كهربية العضل ودراسات التوصيل العصبي عادةً، لاسيَّما في الساقين والقدمين.ويمكن استخدامُ هذه الاختبارات للقيام بما يلي:

  • التأكُّد من وجود الإصابة باعتلال الأعصاب المُتعدِّد

  • تحديد مدى شدتها

  • تحديد ما إذا كانت الإصابة في الأعصاب الحركيَّة أو الحِسيَّة أو في كليهما

  • تحديد نوع الضَّرر الذي يُسبِّبُ المشكلة - مثل، تحرِّي حدوث ضرر في غمد الميالين المُحيط بالأعصاب (يُسمّى ذلك زوال الميالين demyelination)

بعدَ تشخيص اعتلال الأعصاب المُتعدِّد، يجب تحديد السبب الذي قد يكون قابلًا للعلاج.يستفسر الأطباءُ عن وجود أعراض أخرى وعن سرعة تقدُّمها؛قد تُشيرُ هذه المعلوماتُ إلى الأَسبَاب المحتملة.

قد تكشف اختباراتُ الدَّم والبول اضطرابًا يُسبِّبُ اعتلال الأعصاب المُتعدِّد، مثل داء السكَّري أو الفشل الكلوي أو نقص نشاط الغُدَّة الدَّرقية.

وقد يكون من الضروري استئصال خزعةٍ من العضلة أو العصب في بعض الأحيان.

يكون اعتلالُ الأعصاب المتعدّد الذي يُصيب اليدين والقدمين هو أول مؤشر على الإصابة بداء السُّكّري في بعض الأحيان.

عندما لا تكتشف الاختباراتُ المكثَّفة أيَّ سببٍ واضحٍ في بعض الأحيان، فإن السبب يكون اعتلالًا عصبيًا وراثيًا يُصيبُ أفراد الأسرة الآخرين بشكلٍ خفيف لدرجة أنَّ هذا الاضطراب لا يُشتبه به على الإطلاق.

إذا كان الضعفُ واسعًا وسريع التَّفاقم، فإنَّ الأطباء يُجرون اختباراتٍ أخرى مثل:

  • البَزل النخاعي (البزل القطني) للحصول على عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي.إذا كان مستوى البروتين في السَّائِل مرتفعًا، ولا توجد خلايا دم بيض أو يوجد القليل منها، فقد يكون السبب اضطرابًا مناعيًا ذاتيًا يسبِّب زوال الميالين مثل مُتلازمة غيلان-باريه.

  • يُجرى قياسُ التنفُّس للتَّحرِّي عن وجود إصابةٍ في العضلات التي تتحكَّم في التنفُّس.كما يُستخدم قياس التنفس لتحديد كمية الهواء التي يمكن للرئتين الاحتفاظ بها، وكذلك كميَّة وسرعة الهواء الذي يمكن زفيره.

علاج اعتلال الأعصاب المتعدد

  • معالجة السبب

  • تخفيف شدَّة الألم

  • المُعالجة الجسديَّة والمهنيَّة في بعض الأحيان

تختلف المعالجةُ النوعية لاعتلال الأعصاب المتعدِّد باختلاف السبب كما يلي:

  • داء السكَّري: يمكن أن يؤدّي التَّحكُّم الدقيق في مستويات السكر في الدَّم إلى إبطاء تقدّم الاضطراب، ويُخفِّفَ شدَّة الأعراض في بعض الأحيان.قد يلجأ أحيانًا إلى زرع الخَلاَيا الجَزِيرِيَّة islet cells (الخلايا التي تُنتج الأنسولين)، الموجودة في البنكرياس، وتؤدّي إلى شفاء داء السكري، والتخفيف من الاعتلال العصبي.

  • الورم النِّقوي المتعدِّد أو فشل الكبد أو الفشل الكلوي: يمكن أن تؤدي مُعالَجَة هذه الاضطرابات إلى حدوث شفاءٍ بطيء.

  • السرطان: قد يؤدِّي الاستئصالُ الجراحي للسرطان إلى تخفيف الاعتلال العصبي.

  • نقص نشاط الغُدَّة الدرقية: يُعطى الهرمون الدرقي.

  • اضطرابات المناعة الذاتية:: تشتمل المعالجاتُ على الستيرويدات القشرية، والأدوية التي تثبط الجهاز المناعي (كابتات المناعة)، وتبادل البلازما (ترشيح المواد السامة، بما في ذلك الأضداد الشَّاذَّة من الدَّم) واستعمال الغلوبُولين المناعي (محلول يحتوي على الكثير من الأضداد المختلفة التي تمَّ جمعها من مجموعة من المتبرعين) عن طريق الوريد.

  • الأدوية والسموم: قد يؤدي إيقافُ استعمال الأدوية أو تفادي التَّعرُّض للسموم إلى شفاء اعتلال الأعصاب في بعض الأحيان.تتوفَّر ترياقاتٌ لبعض الأدوية والسموم يمكنها إصلاحُ بعض التأثيرات السامة.

  • الكمّيات المفرطة من الفيتامين B6: إذا جرى إيقاف استعمال الفيتامين، قد يشفى اعتلال الأعصاب؛

فإذا تعذَّر إصلاح السبب، تُركِّز المعالجة على تخفيف شدَّة الألم والمشاكل المتعلقة بضُعف العضلات.يَحُدُّ العلاج الفيزيائي في بعض الأحيان من تيبُّس العضلات، ويمكنه منع حدوث التقفُّعات.يمكن أن يوصي المعالجون الفيزيائيون والمهنيون باستعمال أجهزة مساعدة مفيدة.

يمكن لبعض الأدوية التي لا تُعَدُّ من مسكنات الألم عادةً أن تُخفِّض شدَّة الألم الذي ينجمُ عن تضرُّر الأعصاب؛وهي تشمل الأميتريبتيلين المضاد للاكتئاب والعقارين المضادين للاختلاجات: غابابنتين وبريغابالين، والميكسيليتين (الذي يُستخدَم لعلاج اضطرابات نظم القلب).كما قد يفيد الليدوكائين Lidocaine من خلال تطبيقه على شكل غَسول أو مرهم أو لُصاقة جلديَّة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID