داء السُّكَّري

حسبErika F. Brutsaert, MD, New York Medical College
تمت مراجعته ربيع الأول 1445

داءُ السُّكَّري هو اضطراب ينجم عن عدم قيام الجسم بإنتاج ما يكفي من الأنسولين أو الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) بشكل غير طبيعي.

  • قد تتضمن أعراض السكري زيادة التَّبوُّل والعطش، وقد يفقد الأشخاص الوزنَ حتى لو لم يحاولوا ذلك.

  • قد يُلحق السُّكَّري الضَّرر بالأعصاب، ويتسبب بحدوث مشاكلَ في حاسة اللمس.

  • كما يمكن للسُّكَّري أن يلحق الضّرر بالأوعية الدَّمويَّة، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسَّكتة الدماغيَّة والدَّاء الكُلوي المزمن ونقص الرُّؤية.

  • يُشخِّص الأطبَّاءُ داء السُّكَّري من خلال قياس مستويات السُّكَّر في الدَّم.

  • يحتاج المصابين بالسُّكَّري إلى اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحّي فقيرٍ بالكربوهيدرات المكرَّرة (بما فيها السُّكَّر) والدُّهون المُشبعة والأطعمة الجاهزة.كما يحتاجون إلى ممارسة الرياضة، والحفاظ بشكل رئيسي على وزن صحي، مع استعمالهم لأدويةٍ تُخفِّض مستويات سكَّر الدَّم عادةً وأن يخفضوا أوزانهم إذا كانت فوق المستوى الصحي.

داء السكّري هو اضطراب ترتفع فيه كمية السكر في الدَّم.يستعمل الأطباءُ غالبًا الاسمَ الكامل لداء السُّكَّري، بدلاً من مصطلح السكري منفردًا، وذلك لتمييز هذا الاضطراب عن عوز الأرجينين فازوبريسين، والذي شاعت تسميته بالبُوالَة التَّفِهَة.عوز الأرجينينفازوبريسين هو اضطراب نادر نسبيًّا، لا يؤثِّر في مستويات الغلوكوز في الدَّم ، ولكنَّه يُسبِّبُ زيادةً في التَّبوُّل مثل داء السُّكَّري.

(انظر أيضًا داء السكُّري عندَ الأطفال والمراهقين).

سكَّر الدَّم

العناصر الغذائيَّة الرئيسيَّة الثلاثة التي تُشكِّلُ معظم المواد الغذائيَّة هي الكربوهيدرات والبروتينات والدُّهون.وتُعدُّ السُّكريَّات إحدى الأنواع الثلاثة للكربوهيدرات، بالإضافة إلى النِّشاء والألياف.

توجد أنواعٌ كثيرة للسُّكر.ويكون بعض السُّكريَّات بسيطًا وبعضها معقَّدًا.يتكوَّن سكَّر المائدة (السَّكروز) من سكّرين بسيطين، هما الغلوكوز والفركتوز.ويتكوَّن سكَّر اللبن (اللاكتوز) من الغلوكوز وسكَّر بسيط يسمى الغلاكتوز.وتتكوَّن الكربوهيدرات الموجودة في النَّشويات، مثل الخبز والمعكرونة والأرز والأطعمة المماثلة، من سلاسل طويلة من جزيئات السكر البسيطة المختلفة.وينبغي أن يتفكَّك السكروز واللاكتوز والكربوهيدرات والسكريات المعقّدة الأخرى إلى سكريات بسيطة، عن طريق الإنزيمات في السَّبيل الهضمي، قبل أن يتمكَّن الجسمُ من امتصاصها.

وبمجرَّد امتصاص الجِّسم للسُّكريَّات البسيطة، فإنَّه يُحوِّلها إلى غلوكوز عادةً، وهو مصدرٌ مهمّ للوقود في الجسم.الغلُوكُوز هو السكّر الذي يَجرِي نقله من خلال مجرى الدَّم، وتستهلكه الخلايا.كما يمكن للجسم تصنيع الغلُوكُوز من الدُّهون والبروتينات."سكَّر" الدَّم يعني في الواقع غلوكوز الدَّم.

هل تعلم...

  • هناك عدة أنواع من سكر الدم بواسطة اختبار دموي للتحري عن الغلوكوز.

الأنسولين

الأنسولين هو هرمون يتحرَّر من البنكرياس (وهو عضو يتوضَّع خلف المعدة، ويقوم بإنتاج إنزيمات الجهاز الهضمي أيضًا)، ويعمل على ضبط كمية الغلوكوز في الدَّم.يؤدي وجودُ الغلُوكُوز في مجرى الدَّم إلى تنشيط إنتاج الأنسولين من البنكرياس.ويقوم الأنسولين بمساعدة الغلُوكُوز على الانتقال من الدَّم إلى الخلايا؛حيث يجري تحويله إلى طاقة بمجرَّد دخوله إلى الخلايا؛ فهو إمَّا يُستَعمل مباشرةً أو يجري تخزينه على شكل دهون أو نشاء الغليكوجين إلى أن يحين موعد استعماله.

وتختلف مستوياتُ الغلُوكُوز في الدَّم بشكل طبيعي على مدار اليوم؛حيث ترتفع بعدَ وجبة الطعام، وتعود إلى مستوياتها قبلَ تناول الوجبة خلال حوالى ساعتين من تناولها؛ثمَّ يتراجع إنتاج الأنسولين بمجرَّد عودة مستويات الغلوكوز في الدَّم إلى مستوياتها التي كانت عليها قبلَ تناول الوجبة.يكون التفاوتُ في مستويات الغلوكوز في الدَّم ضمن نطاقٍ ضيِّقٍ عادةً، حيث يتراوح بين حوالى 70 إلى 110 ميليغرام لكل ديسيلتر (ملغ/ 100 مل) أو 3.9 إلى 6.1 ملي مول في ليتر الدَّم عندَ الأشخاص الأصحَّاء.وإذا تناول الأشخاصُ كمية كبيرة من الكربوهيدرات، فقد تزداد المستوياتُ بشكلٍ أكبر.تميل هذه المستوياتُ إلى أن تكون أعلى بقليل عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، لاسيَّما بعدَ تناول الطَّعام.

وإذا لم يُنتِج الجسمُ كمية كافية من الأنسولين لتحريك الغلوكوز إلى الخلايا، أو توقفت الخلايا عن الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين (تسمَّى مقاومة الأنسولين)، فإنَّ المستويات المرتفعة الحاصلة للغلوكوز في الدَّم والكمية غير الكافية من الغلوكوز داخل الخلايا يؤدِّيان إلى ظهور أعراض داء السُّكَّري ومضاعفاته.

أنواع داء السُّكَّري

مُقدمات السكري prediabetes

مُقدِّماتُ السُّكَّري هي الحالة التي تكون فيها مستوياتُ الغلوكوز في الدَّم مرتفعة أكثر من اعتبارها طبيعيَّة، ولكنَّها ليست مرتفعة بما يكفي لتصنيفها على أنَّها داء السُّكَّري.يكون الأشخاصُ مصابين بمقدِّمات السُّكَّري إذا كان مستوى الغلوكوز في الدَّم خلال الصيام يتراوح بين 100 ملغ/ديسيلتر (5.6 ميلي مول/ليتر) و 125 ملغ/ديسيلتر (6.9 ميلي مول/ليتر)، أو إذا كان مستوى الغلوكوز في الدَّم بعدَ ساعتين من اختبار تحمُّل الغلوكوز glucose tolerance test يتراوح بين 140 ملغ/ديسيلتر (7.8 ميلي مول/ليتر) و199 ملغ/ديسيليتر (11 ميلي مول/ليتر).يكون خطرُ الإصابة بداء السكري ومرض القلب أعلى لدى المصابين بمقدِّمات السُّكَّري.وقد يؤدي خفضُ وزن الجسم بنسبةٍ تتراوح بين 5 إلى 10٪، من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية، إلى الحدِّ بشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بداء السُّكَّري.

النَّمطُ الأوَّل من داء السُّكَّري

عند الإصابة بالنمط الأوَّل من داء السُّكَّري (الذي كان يُسمَّى سابقًا "السُّكَّري المعتمد على الأنسولين) " أو داء السُّكَّري عند اليافعين)، يقوم الجهازُ المناعي في الجسم بمهاجمة الخلايا المُنتجة للأنسولين في البنكرياس، حيث يجري تخريبٌ دائم لأكثر من 90% منها.لذلك، يقوم البنكرياس بإنتاج القليل من الأنسولين أو يتوقَّف عن الإنتاج.تبلغ نسبة المصابين بالسكَّري المصابين بالنمط الأوَّل من داء السُّكَّري أقل من 10% من إجمالي المصابين بالسكَّري.وفي معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النَّمط الأوَّل، تحدث هذه الحالة قبلَ بلوغهم سنَّ الثلاثين، رغم أنَّها قد تحدث في وقتٍ لاحق.

ويعتقد العلماءُ بوجود عامل بيئي - قد يكون عدوى فيروسيَّة أو عاملاً تغذويًا خلال مرحلة الطفولة أو مرحلة ما بعدَ البلوغ المبكِّرة - يؤدي إلى قيام الجهاز المناعي بتخريب خلايا البنكرياس المُنتجة للأنسولين.يؤدي الاستعدادُ الوراثي إلى جعل بعض الأشخاص أكثرَ عُرضةً لتأثير العامل البيئي.

عندما يهاجم الجهاز المناعي للبالغين خلايا البنكرياس، فإن داء السكري يتطور على نحو أبطأ مما يحدث عندما يقوم الجهاز المناعي للطفل بالهجوم.لا يحتاج بعض البالغين إلى استعمال الأنسولين عند حدوث السكري لأول مرة.يُعد هذا الشكل من داء السكري، الذي يسمى داء السكَّري المناعي الذاتي الكامن في سن البلوغ (LADA)، نادر الحدوث وقد يجري الخلط بينه وبين النوع الثاني من داء السكري في البداية.

النَّمطُ الثاني من داء السُّكَّري

في النَّمطِ الثاني من داء السُّكَّري (الذي كان يُسمى سابقًا داء السُّكَّري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السُّكَّري عندَ البالغين)، يستمرُّ البنكرياس في إنتاج الأنسولين غالبًا، حتى إلى مستوياتٍ أعلى من المُعدَّل الطبيعي في بعض الأحيان، وخصوصًا في المرحلة المُبكِّرة من المرض؛إلَّا أنَّه تحدث في الجسم مقاومة لتأثيرات الأنسولين، لذلك لا يوجد ما يكفي من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم.ومع تقدُّم داء السُّكَّري من النَّمط الثاني، تتراجع قدرةُ البنكرياس على إنتاج الأنسولين.

كان حدوث الإصابة بالنمط الثاني من داء السُّكَّري من الحالات النَّادرة عند الأطفال والمراهقين، ولكنَّه أصبح أكثرَ شُيُوعًا.ولكنَّه يبدأ عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 30 عامًا عادةً، ويصبح أكثرَ شيوعًا مع التَّقدُّم في العمر.يُعاني حوالى 30٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا من داء السُّكري من النمط الثاني.

وتُعدُّ البدانة عاملَ الخطر الرَّئيسي لحدوث داء السُّكَّري من النوع الثاني، حيث يعاني ما بين 80-90٪ من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني من زيادة الوزن أو البدانة.ونظرًا لأن البدانة تسبب مقاومة الأنسولين، فقد يحتاج الأشخاص المصابون بالبدانة إلى كميات كبيرة من الأنسولين للمحافظة على مستويات الغلوكوز الطبيعيَّة في الدَّم.

يُواجه الأشخاص من أصولٍ أفريقيَّة، والأمريكيين الآسيويين، والأمريكيين الهنود، والأمريكيين من ألاسكا، والإسبانيين أو من أصول أمريكية لاتينية زيادةً في خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.يميل داءُ السُّكَّري من النوع الثاني إلى الانتقال في العائلات.

يمكن أن تؤثِّر بعضُ الاضطرابات والأدوية في طريقة استعمال الجسم للأنسولين؛ وقد تؤدِّي إلى الإصابة بالنمط الثاني من داء السُّكَّري.

أمثلة عن الحالات الشَّائعة التي تؤدي إلى حدوث خلل في استعمال الأنسولين:

كما قد يحدث داءُ السُّكَّري عندَ الأشخاص الذين يُعانون من فرط إنتاج هرمون النُّمو (ضخامة النهايات acromegaly)، وعند الأشخاص المصابين بأورام مُعيَّنة مُنتِجة للهرمون.يمكن أن يؤدي التهابُ البنكرياس الشديد أو المُتكرِّر، وغيره من الاضطرابات التي تُلحقً الضَّررَ بالبنكرياس بشكلٍ مباشر، إلى الإصابة بداء السُّكَّري.

أعراض داء السكري

قد لا يشتكي العديد من مرضى السكري من أية أعراض، وخاصةً في المرحلة المبكرة من المرض.ولكن، يمكن أن يكونَ لنوعَي داء السُّكّري أعراضٌ شَديدة التشابه إذا ارتفع مستوى غلوكوز الدَّم بشكلٍ ملحوظ.

تنطوي أعراضُ ارتفاع مستويات غلوكوز الدَّم على ما يلي:

  • العطش الشديد

  • ازدياد التَّبوُّل

  • ازدياد الجوع

يتسرَّب الغلُوكُوز إلى البول عندما يرتفع مستوى السُّكَّر في الدَّم فوق 160- 180 ملغ/ديسيلتر (8.9 إلى 10 مليمول / لتر) .ولكن، عندما يرتفع مستوى الغلوكوز في البول بشكلٍ أكبر، تقوم الكُلى بطرح كميَّةٍ إضافيَّةٍ من الماء لتمديد أو تخفيف الكمِّية الكبيرة من الغلوكوز.ونتيجةً لحدوث فرط في إنتاج الكُلى للبول، يقوم الأشخاص المصابون بداء السُّكَّري بالتَّبوُّل بكميَّات كبيرة ومُتكرِّرة (البُوال).ويؤدي التَّبوُّل المفرط إلى الشُّعور بعطشٍ غير معتاد (عُطاش polydipsia).وقد يحدث نقصٌ في الوزن نتيجة الخسارة المُفرطة للسُّعرات الحراريَّة في البول.وللتعويض، يشعر الأشخاصُ بالجُّوع الشديد على الأغلب.

تنطوي الأعراضُ الأخرى لداء السُّكَّري على ما يلي:

  • تغيم الرؤية

  • النُّعاس

  • الغثيان

  • انخفاض القدرة على التَّحمُّل خلال ممارسة الرياضة

داء السُّكَّري من النمط الأوَّل

تبدأ الأعراضُ فجأة وبشكلٍ ملحوظٍ غالبًا عندَ الأشخاص المصابين بالنََّّمط الأول من داء السُّكَّري.ويمكن أن تحدثَ بسرعةٍ حالةٌ خطيرةٌ تُسمَّى الحُماض الكيتوني السُّكَّري،، وهو اختلاطٌ يقوم فيه الجِّسمُ بإنتاج كميةٍ زائدةٍ من الحمض.بالإضافة إلى أعراض داء السُّكَّري المعتادة، المنطوية على العطش والتَّبوُّل المفرطين، فإنَّ الأعراضَ الأوَّلية للحُماض الكيتوني السكّري تشتمل على الغثيان والقيء والإرهاق أيضًا، وألم البطن، خصوصًا عندَ الأطفال.يميل التَّنفُّس إلى أن يصبح عميقًا وسريعًا بينما يحاول الجسم تصحيح حموضة الدَّم (انظر الحُماض)، وتنبعث عند التَّنفُّس رائحة فواكه أو رائحة تشبه مزيل طلاء الأظافر.قد يؤدي إهمالُ معالجة الحُماض الكيتوني السُّكري إلى الغيبوبة والوفاة، وبسرعة كبيرة في بعض الأحيان.

يتفاقم النوع الأول من داء السكري على مراحل:

  • المرحلة 1: وجود اثنين أو أكثر من الأجسام المُضادة الخاصة بمرض السكري في الدم (المواد أو الواسمات التي تشير إلى وجود التهاب أو ضرر في خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين) عند الأشخاص الذين تكون مستويات السكر في الدم لديهم طبيعية ولا تظهر لديهم أية أعراض لداء السكري

  • المرحلة 2: ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم عن الحدود الطبيعية عند الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض

  • المرحلة 3: أعرَاض السكَّري

قد يمرُّ بعضُ الأشخاص بعد إصابتهم بداء السُّكري من النَّمط الأول بمرحلة مؤقَّتة من مستويات الغلوكوز شبه الطبيعية (مرحلة شهر العسل) بسبب الاستعادة الجزئية لإفراز الأنسولين.

داءُ السُّكَّري من النَّمط الثاني

قد لا يكون لدى الأشخاص المصابين بالنَّمط الثاني من داء السكري أيّة أعراضٍ لسنواتٍ أو عقود قبلَ تشخيصه.كما يمكن أن تكونَ الأَعرَاض خفيَّة؛حيث تكون زيادة التَّبوُّل والعطش خفيفة في البداية، وتتفاقم بشكلٍ تدريجيٍّ على مدى أسابيع أو أشهر.ويشعر الأشخاصُ في نهاية المطاف بالتَّعب الشديد، مع وجود فرصة كبيرة لحدوث تغيم في الرؤية واحتمال حدوث التجفاف.

ونتيجةً لإنتاج الأشخاص المصابين بالنَّمط الثاني من داء السكري لبعض الأنسولين، فإنَّهم لا يُصابون بالحُماض الكيتوني عادةً، حتى عند إهمال معالجة النمط الثاني من داء السُّكَّري لفترة طويلة.وفي حالاتٍ نادرة، تصبح مستويات الغلُوكُوز في الدَّم شديدة الارتفاع (حتى إنَّها تتجاوز 1000 مجم / ديسيلتر [55.5 ملي مول / لتر]).يحدث هذا الارتفاع في المستويات غالبًا نتيجة لبعض الإجهاد المتراكم، مثل العدوى أو استعمال الأدوية.ويمكن أن يؤدي الارتفاعُ الشديد في مستويات الغلوكوز في الدَّم إلى حدوث تجفاف شديد، ممَّا قد يؤدي إلى تخليط ذهنِي وشعور بالنعاس وحدوث اختِلاجَات، وهي حالةٌ تسمَّى حالة فرط سُكر الدَّم مُفرِط الأسموليَّة.يجري تشخيصُ الكثير من الأشخاص بالسكري من النوع الثاني من خلال اختبار فحص الدَّم الروتيني، قبلَ حدوث ارتفاع شديد في مستويات الغلوكوز في الدَّم.

مُضَاعَفاتُ داء السُّكَّري

يؤدي داء السُّكَّري إلى إلحاق الضَّرر بالأوعية الدَّموية، ممَّا يؤدي إلى تضيُّقها، ومن ثمَّ إعاقة جريان الدَّم.وقد يُعاني الأشخاص من الكثير من مضاعفات داء السُّكَّري نتيجة تضرُّر الأوعية الدَّمويَّة في أنحاء الجسم.ويمكن أن تُصابَ الكثير من الأعضاء، وخصوصًا الأعضاء التالية:

كما يتسبَّب ارتفاعُ مستويات الغلُوكُوز في الدَّم في حدوث اضطرابات في الجهاز المناعي للجسم، لذلك يكون الأشخاصُ المصابون بداء السُّكَّري مُعرِّضين بشكل خاص لحالات عدوى جرثوميَّة وفطريَّة.

تشخيص داء السكري

  • قياس مستوى الغلوكوز في الدَّم

يُوضَع تشخيصُ الدَّاء السُّكَّري عندما يكون لدى الأشخاص مستوياتٍ مرتفعة بشكل غير طبيعي من الغلوكوز في الدَّم.يقوم الأطباء بإجراء فحوصات تحرٍّ لدى الأشخاص المُعرَّضين لخطر الإصابة بداء السُّكَّري دون أن تظهر عندهم أيّة أعراض.

هل تعلم...

  • قد يكون الأشخاص مصابين بالنوع الثاني من السكري ولا تظهر لديهم أيَّة أعرَاض، لذلك من المهم توصية الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر بإجراء اختبارات التحري.

قياسُ غلوكوز الدَّم

يقوم الأطباءُ بفحص مستويات غلوكوز الدَّم عند الأشخاص الذين يُعانون من أعراض داء السُّكَّري، مثل زيادة العطش، أو التَّبوُّل، أو الجُّوع.وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطباء التَّحرَّي عن مستويات الغلوكوز في الدَّم عندَ الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ يمكن أن تكون اختلاطاتٍ لداء السُّكَّري، مثل حالات العدوى المُتكرِّرة وقرحة القدمين وحالات العدوى بالخميرة.

لتقييم مستويات غلوكوز الدم بصورة دقيقة، عادةً ما يأخذ الأطباء عيِّنةٍ دموية من الأشخاص بعد صيام يستمر طوالَ الليل.يمكن تشخيص داء السكري إذا كانت مستوياتُ غلوكوز الدَّم الصيامية 126 ملغ/ديسيليتر (7.0 ميلي مول/ليتر) أو أكثر.ولكن، من الممكن استعمال عيِّنات دموية بعدَ أن يتناول الأشخاص طعامهم.يُعَدُّ حدوثُ ارتفاعٍ طفيفٍ في مستويات الغلوكوز في الدَّم أمرًا طبيعيًّا بعد تناول الطعام، ولكن ينبغي ألَّا تكونَ المستويات شديدة الارتفاع حتَّى بعد تناول وجبة الطعام.يمكن تشخيصُ داء السكَّري إذا كان مستوى غلوكوز الدَّم العشوائي (الذي لا يُجرى بعد الصيام) أعلى من 200 ملغ/ديسيليتر (11.1 ميلي مول/ليتر).

الهيمُوغلُوبين السُّكَّري A1C

يمكن للأطباء قياس مستوى البروتين والهيموغلوبين السكَّري A1C (والذي يُسمَّى الهيمُوغلُوبين المُرتَبِطٌ بالغليكوزيل أو المُرتبط بالغليكول أيضًا)، في الدَّم أيضًا، والذي يعكس اتجاهات مستويات غلوكوز الدم لدى الشخص على المدى البعيد أكثر من التغيرات السريعة.

الهيمُوغلُوبين هو مادَّة حمراء تحمل الأكسجين في خلايا الدَّم الحمراء.يؤدي وجودُ مستويات مرتفعة من الغلوكوز في الدَّم لفترة زمنيَّة إلى ارتباط الغلوكوز بالهيموغلوبين وتشكيل الهيموغلوبين المرتبط بالغليكوزيل.تُكتب نتيجة اختبار مستوى الهيموغلوبين A1C في الدم كنسبة مئوية للهيموغلوبين A1C.

يمكن استعمالُ قياسات الهيمُوغلُوبين A1C لتشخيص داء السُّكَّري عندَ إجراء الاختبار من قِبَلِ مختبر معتمد (وليس من خلال الأدوات المُستعملة في المنزل أو في عيادَة الطَّبيب).ويكون الأشخاصُ، الذين بلغ مستوى الهيمُوغلُوبين A1C عندهم 6.5٪ أو أكثر مصابين، بداء السُّكَّري.أمَّا إذا تراوحَ المستوى بين 5.7-6.4%، فتكون لديهم مقدمات السكري ويواجهون خطر الإصابة بالسكري.

اختبار مختبري

اختبارُ تحمُّل الغلوكوز عن طريق الفم

يمكن إجراءُ اختبارٍ دمويٍّ آخر، وهو اختبار تحمُّل الغلوكوز عن طريق الفم، وذلك في حالاتٍ معيَّنة، مثل التَّحرِّي عن إصابة النساء الحوامل بالسُّكري الحملي أو إجراء اختبار للبالغين الأكبر سنًا الذين يعانون من أعراض داء السُّكَّري مع استمرار مستويات الغلوكوز ضمن حدودها الطبيعيَّة عند الصيام.إلَّا أنَّه يتعذَّر استعمالُه بشكلٍ روتيني للتَّحرِّي عن داء السُّكَّري، لأنَّ الاختبار قد يكون شديد الإزعاج.

ولإجراء هذا الاختبار، تُسحَبُ عيِّنة دمٍ بعد الصيام لتحديد مستوى الغلوكوز في دم الصائم، ثمَّ يشرب الشخص محلولًا خاصًّا يحتوي على كميَّةٍ كبيرةٍ معيارية من الغلوكوز؛ثمَّ يجري سحبُ المزيد من عيِّنات الدَّم خلال الساعتين والثلاث ساعات التالية واختبارها للتَّحرِّي عن حدوث ارتفاع غير طبيعي في مستويات الغلوكوز في الدَّم.

التحري عن داء السكري

تُفحصُ مستويات الغلوكوز في الدَّم خلال الفحص السَّريري الروتيني غالبًا.يُعدُّ الفحصُ المنتظم لمستويات الغلوكوز في الدَّم مهمًا عندَ البالغين الأكبر سنًا بشكل خاص، لأنَّ حدوثَ داء السُّكَّري شائعٌ بشكلٍ كبيرٍ مع التَّقدُّم بالعمر.حيث يمكن أن توجد إصابةٌ بداء السُّكَّري، وخصوصًا بالنمط الثاني منه، دون أن يشعروا بذلك.

التحري عن السكري من النوع الأول

لا يُوصى بإجراء اختبار التحري عن السكري من النوع الأول عند جميع الأطفال أو البالغين.يُجري الأطباء في بعض الأحيان اختباراتٌ للتحري عن داء السُّكُّري من النوع الأول عند الأشخاص المُعرَّضين لخطر الإصابة به بشكلٍ كبيرٍ (مثل الأشقاء أو أطفال الأشخاص المُصابين به).تسمح اختبارات التحري عن الأجسام المضادة للأنسولين للأطباء بتحديدَ الأشخاص المصابين بمرحلة مبكرة من داء السكري من النوع الأول والبدء بالتدابير الوقائية.

التحري عن السكري من النوع الثاني

من الضروري إجراء اختبارات التَّحرِّي عند الأشخاص المُعرَّضين لخطر الإصابة بالنمط 2 من داء السُّكَّري، بمن فيهم:

ينبغي فحصُ الأشخاص الذين لديهم عوامل الخطر هذه لحدوث داء السُّكَّري مرَّةً واحدة كلّ ثلاث سنوات على الأقل.

كما يمكن تقدير خطر داء السكري باستخدام حاسبات الخطر المقدمة من الرابطة الأمريكية للسكري.كما يمكن للأطباء قياس مستويات الغلوكوز في الدَّم خلال الصِّيام ومستوى خضاب الدَّم السكَّري A1C أو إجراء اختبار تحمّل الغلوكوز عن طريق الفم.إذا كانت نتائجُ الاختبار على الحدِّ بين المستوى الطبيعي وغير الطبيعي، ينبغي على الأطباء تكرار اختبارات التَّحرِّي، ولو مرّة واحدة على الأقل سنويًّا.

علاج داء السكري

  • النظام الغذائي

  • ممارسة الرياضة

  • نقص الوَزن

  • التثقيف

  • استعمال حقن الأنسولين عندَ الأشخاص المصابين بالنَّمط الأوَّل من داء السُّكَّري

  • استعمال الأدوية عن طريق الفم، وفي بعض الأحيان حقن الأنسولين عند مرضى النَّمط الثاني من داء السُّكَّري

يُعدُّ النظامُ الغذائي، وممارسة الرياضة، والتثقيف حجر الزاوية في معالجة داء السكري.ومن الضَّروري إنقاص وزن الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن.يمكن لبعض المصابين بالسكري من النوع 2 والأشخاص الذين لديهم ارتفاع بسيط في مستويات غلوكوز الدم أن يبدأوا باتباع نظام غذائي، وممارسة الرياضة، وخسارة الوزن فقط.ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من شذوذات شديدة في الغلوكوز، أو الذين يكون تعديل نمط حياتهم غير كافٍ لضبط مستويات الغلوكوز، فيكون من الضروري استعمال أدوية السكري.يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى الدواء عند تشخيصهم لأول مرة (بغض النظر عن مستويات الغلوكوز في الدم) .

ونتيجةً لانخفاض فرص حدوث مضاعفاتٍ عند الأشخاص المصابين بداء السُّكَّري الذي جرى ضبط مستويات الغلوكوز في الدَّم فيه جيدًا، يكون الهدف من معالجة داء السُّكَّري هو المحافظة على مستويات الغلوكوز في الدَّم قريبةًً من المجال الطبيعي قدرَ الإمكان.

ومن المفيد للأشخاص المصابين بداء السُّكَّري حملُ أو ارتداء بطاقة تعريف طبيَّة (مثل سوار أو بطاقة) لتنبيه اختصاصيي الرِّعاية الصِّحيَّة إلى وجود إصابة بداء السُّكَّري.حيث تسمح هذه المعلوماتُ لاختصاصيي الرِّعاية الصِّحيَّة البَدء بالمعالجة المُنقذة للحياة بسرعة، وخصوصًا في حالة الإصابات أو تغيُّر الحالة الذُّهنيَّة.

ويُعدُّ الحُماضُ الكيتوني السُّكَّري وحالة فرط سكر الدَّم فرط الأسموليَّة من الحالات الطبيَّة الإسعافيَّة، لأنهما قد يسبِّبا الغيبوبة والوفاة.وتكون المعالجةُ متشابهةً لكلتا الحالتين، حيث تُركِّز على إعطاء السوائل الوريديَّة والأنسولين.

المعالجةُ العامَّة لداء السُّكَّري

يستفيد الأشخاصُ المُصابون بداء السُّكَّري بشكلٍ كبيرٍ من معرفة معلوماتٍ عن هذا الاضطراب، وفهم طريقة تأثير النظام الغذائي وممارسة الرياضة في مستويات الغلوكوز في الدَّم، ومعرفة كيفيَّة تجنُّب المُضاعفات.ويمكن للممرِّضة المُدرَّبة على التثقيف حولَ داء السُّكَّري تقديم معلومات حول النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضيَّة ومراقبة مستويات الغلوكوز في الدَّم واستعمال الأدوية.

كما يجب على المصابين بالسُّكَّري التوقف عن التدخين، واستهلاك كميات متوسطة فقط من الكحول (كأس واحدة يوميًا للنساء وكأسين للرجال كحدٍّ أقصى).

النِّظامُ الغذائي لأشخاص السُّكَّري

يعدُّ ضبطُ النظام الغذائي من الأمور الشديدة الأهميَّة عندَ الأشخاص المصابين بأي من نوعي داء السكري.حيث يُوصي الأطباءُ باتِّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ متوازن، والحرص على المحافظة على الوزن الصحِّي.يمكن للأشخاص المصابين بداء السُّكَّري الاستفادة من مقابلة اختصاصي التغذية أو اختصاصي التثقيف الصِّحي حولَ داء السُّكري، لوضع خطَّة غذائيَّة مُثلى.وتنطوي مثل هذه الخطة على

  • تجنب السكريات البسيطة والأطعمة المعالجة

  • زيادة الألياف الغذائية

  • الحد من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون (وخاصة الدهون المشبعة)

كما يجب على الأشخاص الذين يستعملون الأنسولين تجنُّب إطالة الفترات الفاصلة بين الوجبات لمنع هبوط سكر الدم.ورغم مساهمة البروتين والدُّهون الموجودة في النظام الغذائي في عدد السُّعرات الحراريَّة التي يحصل عليها الشخص، إلَّا أنَّ لعدد الكربوهيدرات تأثيرًا مباشرًا في مستويات الغلوكوز في الدَّم.تقدم جمعية السكري الأمريكية الكثير من النصائح المفيدة حول النظام الغذائي، بما في ذلك الأطباقُ الصِّحية.حتى وإن اتبع الأشخاصُ نظامًا غذائيًّا مناسبًا، فمن الضروري استعمال أدويةٍ خافضة للكولسترول للحدِّ من خطر الإصابة بمرض القلب.

يمكن للأشخاص المصابين بالنمط الأول من داء السكري، وبعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني، استعمال حاسبة الكربوهيدرات أو نظام تبديل الكربوهيدرات carbohydrate exchange system لملاءمة جرعة الأنسولين مع ما تحتويه وجبتهم منها.يُستَعمل "عدُّ" كمية الكربوهيدرات في الوجبة لحساب كمية الأنسولين التي ينبغي أن يستعملها الشخصُ قبلَ تناول وجبة الطعام؛إلَّا أنَّه يوجد اختلافٌ في نسبة الكربوهيدرات إلى الأنسولين (كمية الأنسولين التي تُستَعمل لكلِّ غرامٍ من الكربوهيدرات في الوجبة) من شخصٍ لآخر؛ ولذلك، يحتاج المصابين بالسُّكَّري إلى العمل بجِدٍّ مع اختصاصي التغذية الذي لديه خبرة في التَّعامل مع المصابين بالسُّكَّري لإتقان هذه الطريقة.وقد ينصح بعضُ الخبراء باستعمال مؤشِّر سُكَّر الدم glycemic index (مقياس لتأثير الطعام المُتناوَل المحتوي على الكربوهيدرات في مستوى الغلوكوز في الدَّم)، للتَّمييز بين الكربوهيدرات ذات الاستقلاب السريع وذات الاستقلاب البطيء، رغم توفُّر القليل من الأدلَّة التي تدعم هذه الطريقة.

ممارسَة التمارين عندَ المصابين بالسُّكَّري

يمكن أن تساعدَ الممارسة المضبوطة للتمارين الرياضية (150 دقيقة على الأقل في الأسبوع موزعة على 3 أيام على الأقل) أيضًا على ضبط أوزان المصابين بالسُّكَّري، وتحسين مستويات الغلوكوز في الدَّم. ونظرًا لانخفاض مستويات الغلوكوز في الدَّم خلال ممارسة التمارين، يجب أن يراقب المصابين بظهورَ أعراض نقص السكَّر في الدَّم .ولذلك، يحتاج بعضُ الأشخاص إلى تناول وجبةٍ خفيفةٍ في أثناء أدائهم للتَّمارين لفترة طويلة، أو إلى خفض جرعة الأنسولين، أو إلى كليهما.

إنقاصُ الوزن عندَ المصابين بالسُّكَّري

يعاني الكثيرُ من الأشخاص، لاسيَّما أولئك المصابين بداء السُّكَّري من النمط الثاني، من زيادة الوزن أو البدانة.ولذلك، قد يكون باستطاعة بعض الأشخاص المصابين بالنَّمط الثاني من داء السُّكري تجنُّب أو تأخير استعمال الأدوية، من خلال وصولهم إلى الوزن الصحِّي والمحافظة عليه.كما أنَّه من الضَّروري إنقاص وزن أولئك الأشخاص، لأنَّ زيادةَ الوزن تُسهمُ في حدوث مضاعفات داء السُّكَّري.عندما يعاني الأشخاصُ المصابون بالبدانة وداء السكري من صعوبةٍ في إنقاص الوزن بمجرَّد الاقتصار على اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ وممارسة التمارين الرياضية، فقد يوصي الأطباء باستعمالهم أدويةً لإنقاص الوزن أو بإجراءجراحة لمعالجة البدانة (جراحة إنقاص الوَزن).يمكن لبعض أدوية السكري أن تحفز نقص الوَزن، خُصوصًا الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاغون (GLP-1) ومثبِّطات الناقل المشترك 2 للصوديوم والغلوكوز (SGLT-2).

هل تعلم...

علاجات الوِقاية من مُضاعَفات السكري

ونظرًا إلى أن السكري يؤثر في نهاية المطاف في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، فمن المرجح أن يعانى المصابون بالسكري من مضَاعفات مرتبطة بمشاكل في الأوعية الدموية.يؤدي ارتفاع مستوى الغلوكوز لفتراتٍ طويلة إلى تراكم مواد على جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها ثخينة ومسرّبة ويزيد من خطر تصلُّب الشرايين، والسكتة الدماغية، ومشاكل العين، ومشاكل أخرى.

نظرًا إلى أن خطر حدوث المضاعفات مرتفع جدًّا لدى المصابين بالسكري، فمن المهم لهؤلاء الأشخاص أن يقوموا بضبط مستويات الغلوكوز في الدم لديهم بعناية.ويوصي الأطباء أيضًا بأن يخضع الأشخاص لمراقبة منتظمة لمنع حدوث مضاعفات.

المعالجةُ الدَّوائيَّة لداء السُّكَّري

توجد الكثيرمن الأدوية التي تُستَعملُ في معالجة داء السُّكَّري.يحتاج الأشخاصُ المصابون بالنَّمط الأوَّل من داء السُّكَّري إلى استعمال حقن الأنسولين لخفض مستويات الغلوكوز في الدَّم؛بينما يحتاج معظمُ المصابين بالنَّمط الثاني من داء السُّكَّري إلى استعمال الأدوية الفمويَّة لخفض مستويات الغلوكوز في الدَّم، ولكنَّ بعضَهم يحتاجُ كذلك إلى استعمال الأنسولين أو غيره من الأدوية القابلة للحقن.

زرع البنكرياس

يخضع الأشخاصُ المصابون بالنَّمط الأول من داء السكري في بعض الأحيان إلى زراعةٍ كاملةٍ للبنكرياس، أو إلى زراعةٍ مقتصرةٍ على الخلايا المُنتجة للأنسولين من بنكرياس أحد المتبرِّعين.قد يُتيحُ هذا الإجراءُ محافظةَ الأشخاصِ المصابين بالنَّمط الأول من داء السُّكَّري على مستوياتٍ طبيعيَّةٍ للغلوكوز؛إلَّا أنَّه، ونتيجةً لضرورة استعمال الأدوية المُثبِّطة للمناعة لمنع الجسم من رفض الخلايا المزروعة، فإنَّه يقتصر إجراء زراعة البنكرياس عادةً على الأشخاص الذين يعانون من مُضَاعَفات خطيرة بسبب داء السُّكَّري أو الذين خضعوا لزراعة عضوٍ آخر (مثل الكلية)، وسوف يحتاجون إلى استعمال الأدوية المُثبِّطة للمناعة على أيِّ حال.

الأشخاص الضعفاء أو الذين لديهم مشاكل طبية

يحتاج البالغون الأكبر سنًا والأشخاص المصابين بمشاكل طبية متعددة، وخاصة المشاكل الخطيرة، إلى اتباع نفس المبادئ العامة لتدبير داء السكري — التثقيف والنظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية — كما هي الحال عند الأشخاص الأصغر سنًّا.إلَّا أنَّ المخاطرة بحدوث نقصٍ في سكَّر الدَّم (انخفاض مستوى غلوكوز الدَّم)، من خلال محاولة الضَّبط الصارم لمستويات الغلوكوز في الدَّم، قد تكون مؤذيةً للأشخاص الضعفاء الذين يعانون من أية مشاكل صحيَّة.

يمكن أن يؤدي ضَعف البصر إلى جعل قراءة مقاييس الغلوكوز ودرجات الجرعات في محاقن الأنسولين صعبًا على الأشخاص.قد يواجه المصابون بالتهاب المَفاصِل أو داء باركنسون أو الذين أُصيبوا بسكتة دماغية مشاكل في التعامل مع المحقنة.

التَّثقيف

قد يتعيّن على الأشخاص الذين لديهم أية مشاكل طبية بالإضافة إلى التّثقيف حولَ داء السكري بحدِّ ذاته، أن يتعلّموا طريقة التَّعامل مع داء السُّكَّري بالتزامن مع تدبير الحالات الأخرى.تُعدُّ معرفة طريقة تجنُّب حدوث المضاعفات، مثل التَّجفاف ومشاكل الجلد ومشاكل الدَّورة الدَّموية وتدبير العوامل التي يمكن أن تُسهِم في حدوث مضاعفات داء السُّكَّري، مثل ارتفاع ضغط الدَّم وارتفاع مستويات الكوليسترول، من الأمور الشديدة الأهميَّة؛حيث تصبح مثل هذه المشاكل أكثرَ شيوعًا مع التَّقدُّم بالسِّن، سواءٌ أكان الأشخاص مصابين بداء السُّكَّري أم غيرَ مصابين به.

النِّظامُ الغذائي

يجد الكثير من البالغين الأكبر سنًا صعوبةً في اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ صِحيٍّ ومتوازن يمكنه ضبط الوزن ومستويات الغلوكوز في الدَّم؛فقد يكون من الصَّعب تغيير التفضيلات الغذائيَّة والعادات الغذائيََّّة المُعتادة منذ فترة طويلة.ويُعاني بعضُ الأشخاص من اضطراباتٍ أخرى يمكن أن تتأثَّر بالنظام الغذائي، وقد لا يُدركون طريقة دمج التوصيات الغذائية لمختلف الاضطرابات لديهم.

كما يتعذَّر على بعض الأشخاص التَّحكُّم في الطعام الذي يتناولونه نتيجة قيام شخصٍ آخر بإعداد الطعام لهم - في المنزل أو في دار رعاية المسنين أو في أيِّ مؤسسة أخرى.ولذلك، عندما لا يقوم المصابين بالسكري بإعداد طعامهم، ينبغي على الأشخاص الذين يقومون بالتَّسوُّق وإعداد وجبات الطعام الخاصَّة بهم أن يُدركوا النظام الغذائيَّ المطلوب أيضًا.يستفيد هؤلاء الأشخاص والقائمون على رعايتهم عادةً من الاجتماع مع اختصاصي التغذية لوضع خطة غذائيَّة صحيَّة وملائمة.

التمارينُ الرِّياضيَّة

قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في إضافة تمارين رياضيَّة إلى حياتهم اليوميَّة، لاسيَّما إذا لم يكونوا نشيطين في الماضي أو إذا كانوا يُعانون من اضطرابٍ يحدُّ من حركتهم، مثل التهاب المفاصل.ولكن، قد يكون بإمكانهم إضافة التمارين الرياضيَّة إلى برنامجهم اليومي المعتاد؛فمثلًا، يمكن للأشخاص المشي بدلًا من القيادة، أو صعود الدرج بدلًا من استعمال المصعد.

الدواء

قد يكون استعمالُ أدوية معالجة داء السُّكَّري، لاسيَّما الأنسولين، صعبًا عند بعض كبار السِّن.ولكن، يمكن لمُقدِّم الرِّعاية الصحيَّة إعداد المحاقن مسبقًا وتخزينها في الثلاجة حتى يستعملها المرضى الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، أو غيرها من المشاكل التي تجعل من ملء المحاقن أمرًا صعبًا.قد يلجأ الأشخاص الذين تكون جرعة الأنسولين التي يستعملونها ثابتة إلى شراء الحقن المُعبَّأة مُسبقًا.ويمكن أن يكون استعمال أجهزة قلم الأنسولين أكثر سهولةً بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من معوِّقات جسديَّة.تحتوي بعض هذه الأجهزة على أرقامٍ كبيرة وتدريجات سهلة القراءة.

مراقبة مستويات غلوكوز الدَّم

قد يؤدي ضَعفُ الرؤية أو المهارة اليدوية المحدودة النَّاجمة عن التهاب المفاصل أو الرُّعاش أو السكتة الدِّماغية أو غيرها من المُعوِّقات الجسديَّة، إلى جعل مراقبة مستويات الغلوكوز في الدَّم أشدّ صعوبة عندَ بعض الأشخاص.ولكن، تتوفَّر أجهزة مراقبة خاصَّة؛حيث يحتوي بعضها على شاشات رقميَّة كبيرة يًسهُل قراءتها.ويمكن لبعضها توفير تعليمات ونتائج مسموعة.كما يمكن لبعض أجهزة المراقبة قراءة مستويات غلوكوز الدَّم من خلال الجلد دون الحاجة إلى الحصول على عيِّنة دم.ويمكن للأشخاص استشارة اختصاصي السُّكَّري لتحديد جهاز المراقبة المناسب.

نَقصُ سُكَّرِ الدَّم

يُعدُّ انخفاضُ مستويات الغلوكوز في الدَّم (نقص سكَّر الدَّم) من أكثر المضاعفات شيوعًا في معالجة مستويات الغلوكوز المرتفعة في الدَّم.وتزداد شدَّةُ الخطر عند الأشخاص الضعفاء الذين تستدعي شدَّة مرضهم تكرُّر دخولهم إلى المستشفى، أو الذين يستعملون الكثيرَ من الأدوية.ومن المرجَّح أن تتسبَّبَ أدوية سلفونيل يوريا المديدة التأثير أو الأنسولين، من بين جميع الأدوية المتاحة لمعالجة داء السُّكَّري، في انخفاض مستويات غلوكوز الدَّم عندَ الأشخاص المصابين بحالات طبية شديدة أو متعددة وخاصة البالغين الأكبر سنًا.حيث يؤدي استعمال هؤلاء الأشخاص لهذه الأدوية إلى جعل هؤلاء الأشخاص أكثرَ عُرضة لظهور أعراضٍ خطيرة أيضًا، مثل الإغماء والسُّقوط، وصعوبة التفكير أو استعمال أجزاء الجسم بسبب انخفاض مستويات الغلوكوز في الدَّم.

قد تكون أعراضُ نقص سكر الدَّم أقلَّ وضوحًا عند البالغين الأكبر سنًا بالمقارنة مع الأشخاص الأصغر سنًا.حيث يمكن اعتبار التخليط الذهني النَّاجم عن نقص سكر الدَّم بالخطأ ناجمًا عن الخرف أو عن التأثير المُهدِّئ للأدوية.كما قد يتعذَّر على الأشخاصُ، الذين يجدون صعوبةً في التواصل (كما هي الحال بعد السَّكتة الدِّماغيَّة أو نتيجة الخرف)، إبلاغ أيِّ شخصٍ عن الأعراض التي يُعانون منها.

الأشخاص الذين لديهم صعوبة في المحافظة على مستويات غلوكوز الدَّم

قد يعاني الأشخاصُ المصابون بالنمط الأول من داء السكري من تقلُّبات أكثر تواترًا في مستويات الغلوكوز في الدَّم، لأنَّ إنتاجَ الأنسولين متوقِّفٌ بشكلٍ كامل.كما يمكن أن تُسهمَ العدوى وتأخُّر حركة الطعام عبر المعدة والاضطرابات الهرمونيَّة الأخرى في تقلُّبات الغلُوكُوز في الدَّم.

يتحرَّى الأطبَّاءُ، عند الأشخاص الذين يجدون صعوبةً في ضبط مستوى الغلوكوز في الدَّم عن اضطراباتٍ أخرى قد تكون سببَ المشكلة؛ كما أنَّهم يُقدِّمون معلوماتٍ إضافيَّة حول طريقة مراقبة داء السُّكَّري واستعمال أدويته.

مراقبةُ مُعالَجَة داء السُّكَّري

تُعدُّ مراقبةُ مستويات الغلوكوز في الدَّم جزءًا أساسيًّا من رعايةِ مرضى السُّكَّري.توفِّر مراقبة غلوكوز الدم الروتينية المعلومات الضروريَّة لإجراء التَّعديلات اللازمة في الأدوية والنِّظام الغذائي، والتمارين الرياضيَّة.قد يكون من المُضرّ الانتظار حتى تظهر أعراض انخفاض أو ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم لفحص مستوى الغلوكوز في الدم.

أهدافُ مُعالَجَة داء السُّكَّري

يُوصي الخبراءُ الأشخاصَ بالمحافظة على مستويات السُّكَّر في الدَّم

  • حيث ينبغي أن تتراوح النسبة بين 80-130 ملغ/ديسيلتر (4.4-7.2 ملي مول/ل) بعدَ الصيام (قبل وجبات الطعام).

  • وأن تكون أقلّ من 180 ملغ/ديسيلتر (10 ملي مول/ل) بعدَ تناول وجبات الطعام بساعتين

كما يجب أن تكونَ مستويات الهيمُوغلُوبين A1C أقلَّ من 7٪.

يستخدم بعض الأشخاص جهاز المراقبة المستمرة للغلوكوز (CGM)، وهو جهاز خارجي يتصل بالجسم ويسجل مستويات الغلوكوز في الدم بشكل مستمر.عند استخدام هذا النوع من الأجهزة، يستخدم الأطباء قياسًا مختلفًا لتحديد مدى السيطرة على مستويات الغلوكوز في الدم.حيث يستخدمون قيمة تسمى النطاق الزمني للمستوى المناسب (time in range).النطاق الزمني للمستوى المناسب هو النسبة المئوية للوقت ضمن فترة زمنية محددة يكون فيها مستوى الغلوكوز في الدَّم عند المستوى المطلوب للشخص.ويتراوح النطاق الاعتيادي بين 70 إلى 180 ملغ/ميلي ليتر (3.9 إلى 9.9 ميلي مول/ليتر).

وبما أنَّ المعالجةَ المكثَّفة للوصول إلى هذه الأهداف تزيد من خطر حدوث هبوطٍ في مستوى الغلوكوز في الدَّم (نقص سكر الدَّم)، فإنَّه يجري تعديل هذه الأهداف بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يُعدُّ حدوث نقص في سكر الدَّم غير مرغوبٍ فيه بشكلٍ خاص، كما هي الحال عندَ البالغين الأكبر سنًا.

ومن الأهداف الأخرى نجد المحافظة على مستوى ضغط الدَّم الانقباضي أقل من 140 ملم زئبق، وضغط الدَّم الانبساطي أقلّ من 90 ملم زئبق.بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالسكري ولديهم مرض قلبي أو يواجهون خطرًا مرتفعًا للإصابة بمرض قلبي، يكون المستوى المطلوب من ضغط الدم أقلّ من 130/80 ملم زئبقي.

تتسبَّب أشياءٌ كثيرة في تغيُّر مستويات الغلوكوز في الدَّم، مثل:

  • النظام الغذائي

  • مُمارسه الرياضة

  • الشدَّة النفسيَّة أو التوتُّر Stress

  • المرض

  • الأدوية

  • الوقت من اليوم

قد تقفز مستوياتُ الغلوكوز في الدم بعدَ تناول الأشخاص لأطعمةٍ غنية بالكربوهيدرات.كما تميل حالاتُ الشِّدَّة النفسيَّة والعدوى واستعمال الكثير من الأدوية إلى زيادة مستويات الغلوكوز في الدَّم.تزداد مستوياتُ الغلوكوز في الدَّم عندَ الكثير من الأشخاص في ساعات الصباح الباكر نتيجة التَّحرُّر الطبيعي للهرمونات (هرمون النُّمو والكورتيزول)، وتُسمَّى ردَّة الفعل هذه بظاهرة الفجر (dawn phenomenon).وقد يرتفع مستوى الغلوكوز في الدَّم بشكلٍ كبيرٍ إذا أطلقَ الجسم هرموناتٍ مُعيَّنة كردَّة فعلٍ على انخفاض مستويات الغلوكوز في الدَّم (أثر سوموجي Somogyi effect).قد تؤدي ممارسة التمارين الرياضيَّة إلى حدوث انخفاضٍ في مستويات الغلوكوز في الدَّم.

مراقبة مستويات غلوكوز الدَّم

يمكن قياسُ مستويات الغلُوكُوز في الدَّم بسهولة في المنزل أو في أيِّ مكان.

يُستَعملُ اختبار الغلُوكُوز بوخز الإصبع غالبًا لمراقبة مستوى الغلوكوز في الدَّم.وتستعمل معظم أجهزة مراقبة نسبة الغلوكوز في الدَّم (مقاييس الغلوكوز) قطرةٌ من الدَّم يجري الحصول عليها من خلال وخز طرف الأصبع بواخزة صغيرة.تحمل الواخزةُ إبرة دقيقة يمكن وخز الإصبع بها أو وضعها في جهازٍ يحتوي على نابضٍ لوخز الجلد بسهولة وسرعة.يجد معظمُ الأشخاص أنَّ الإزعاجَ الذي يتسبَّب به الوخز يكون طفيفًا؛ثمَّ يَجرِي وضع قطرةٍ من الدَّم على شريطٍ كاشف.يحتوي الشريطُ على مواد كيميائية تخضع لتغيُّرات تعتمد على مستوى الغلوكوز.ويقرأ مقياسُ الغلوكوز التغيُّراتَ في شريط الاختبار، ويُسجِّل النتيجةَ على شاشةٍ رقميَّة.تتيح بعضُ الأجهزة الحصولَ على عيِّنة الدَّم من مواضع أخرى، مثل الكف أو الساعد أو أعلى الذراع أو الفخذ أو الرَّبلة (بطَّة الساق).ويكون حجم أجهزة قياس السُّكَّر المنزليَّة أصغر من رزمةٍ من البطاقات.

تستعمل أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة مِجسًّا صغيرًا للغلوكوز يُوضَع تحت الجلد.ويقوم المِجسُّ بقياسِ مستويات الغلوكوز في الدَّم كلَّ بضع دقائق.يوجد نوعان من أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة، وذلك باختلاف الهدف من استعمالها:

  • اختصاصيَّة

  • شخصيَّة

تقوم أنظمةُ مراقبة الغلوكوز المستمرَّة الاختصاصيَّة بجمعٍ مستمرٍّ لمعلومات غلوكوز الدَّم خلال مدَّةٍ زمنيَّة (تتراوح بين 72 ساعة وحتَّى 14 يومًا).ويستعمل السريريون هذه المعلومات لوضع توصيات العلاج.لا تقوم أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة الاختصاصيَّة بتقديم البيانات إلى المصاب بداء السُّكَّري.

بينما يجري استعمالُ أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة الشخصية من قِبَل الشخص، وهي توفِّر بيانات غلوكوز الدَّم بشكلٍ فوريٍّ على شاشةٍ صغيرةٍ محمولةٍ أو على الهواتف الذكية المتَّصلة.يمكن ضبط نظام قياس الغلوكوز المستمر بحيث يُصدر صوتًا تحذيريًّا عندما ينخفض مستوى الغلوكوز أو يرتفع بشكلٍ كبير، وهو ما يُساعد الأشخاص على التنبُّه بسرعة للتَّبدُّلات الخطرة في مستوى غلوكوز الدَّم.

يمكن ارتداء أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز لمدة تصل إلى 14 يومًا ولا تحتاج إلى معايرة غالبًا، ويمكن استعمالها من أجل إعطاء جرعات الأنسولين من دون معرفة كمية الغلوكوز من خلال وخز الإصبع.تتوفَّر أيضًا أنظمةٌ تتَّصل فيها أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة بمضخَّات الأنسولين، وذلك إمَّا لإيقاف إنتاج الأنسولين عند انخفاض الغلُوكُوز في الدَّم (مرتبط بمستوى العتبة) أو للاستعمال اليومي للأنسولين (نظام هجين مغلق الدائرة).

يكون استعمالُ أنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة مفيدًا بشكل خاص في حالاتٍ معيَّنة، كما هي الحالُ عند الأشخاص المصابين بالنَّمط الأول من داء السكري والذين يُعانون من تغيُّراتٍ مُتكرِّرة وسريعة في غلوكوز الدَّم (لاسيَّما عندما تكون مستوياتُ الغلوكوز شديدة الانخفاض في بعض الأحيان)، والتي يَصعُبُ تحديدها باختبارات وخز الأصابع.تسمح أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز للأشخاص بقياس الفترة الزمنية التي يبقى فيها غلوكوز الدَّم لديهم ضمن نطاق معيَّن، ويستخدم الأطباء هذا القياس لوضع الأهداف للعلاج وتعديل جرعة الأنسولين.حتى عند الأشخاص الذين لا يستخدمون الأنسولين، يمكن لأنظمة مراقبة الغلوكوز المستمرَّة أن توفر معلومات قيمة حول كيفية تأثير الأطعمة والأنشطة المختلفة في مستوى السكر في الدم.

ينبغي على الأشخاص الاحتفاظ بسجلٍّ لمستويات الغلوكوز في الدم، وإبلاغ الأطباء أو الممرضين عنها، أو إحضار جهاز قياس السكر معهم في أثناء الزيارة لمساعدة الأطباء أو الممرضين على تقديم النصيحة لتعديل جرعة الأنسولين أو الدَّواء الفموي الخافض لفرط سكّر الدَّم.يمكن أن يتعلَّم الكثير من الأشخاص ضبط جرعة الأنسولين من تلقاء أنفسهم عندَ الضرورة.قد يكونَ بعضُ الأشخاص المصابين بحالة خفيفة أو مبكِّرة من النمط الثاني من داء السُّكَّري، والمَضبوطة جيِّدًا باستعمال دواءٍ أو دواءين، قادرين على مراقبة مستويات الغلوكوز بوخز الأصابع بشكل متباعد نسبيًّا.

الهيمُوغلُوبين السُّكَّري A1C

يمكن للأطباء مراقبة المعالجة من خلال استعمال اختبارٍ دمويٍّ يُسمَّى الهيمُوغلُوبين السكَّري A1C؛حيث يؤدي ارتفاعُ مستويات الغلوكوز في الدَّم إلى حدوث تغيُّرات في الهيمُوغلُوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدَّم.وتتناسب هذه التغيُّراتُ بشكلٍ مباشرٍ مع مستويات الغلوكوز في الدَّم على المدى الطويل؛فكلَّما ارتفع مستوى الهيمُوغلُوبين السكَّري A1C كانت مستوياتُ الغلوكوز لدى الشخص مرتفعةً أيضًا.وبالتالي، وخلافًا لقياس الغلوكوز في الدَّم، والذي يكشف عن المستوى في لحظة معينة، فإنَّ قياسَ الهيموغلوبين السكَّري A1C يُوضِّح ما إذا كان قد جَرَى ضبط مستويات الغلوكوز في الدَّم خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويهدفُ المصابين بالسُّكَّري إلى أن يكونَ مستوى الهيمُوغلُوبين A1C أقلّ من 7٪.ومن الصَّعب أحيانًا تحقيق هذا المستوى، ولكنَّ انخفاض مستوى الهيمُوغلُوبين A1C يؤدي إلى انخفاض فرصة حدوث مُضَاعَفات.وقد يوصي الأطباءُ بتحقيق مستوى أعلى أو أدنى قليلاً عند بعض الأشخاص وفقًا لحالتهم الصحيَّة.ومع ذلك، فإنَّ المستويات التي تكون أعلى من 9٪ تُظهِرُ ضبطًا ضعيفًا، والمستويات الأعلى من 12٪ تُظهر ضبطًا شديدَ الضَّعف .ويوصي معظمُ الأطباء المتخصصين في رعاية مرضى السُّكَّري بقياس مستوى الهيمُوغلُوبين A1C كلَّ 3-6 أشهر.

الفركتوزامين Fructosamine

الفركتوزامين حمض أميني مرتبط بالغلُوكُوز، يُفيد كذلك في معرفة مستوى ضبط غلوكوز الدَّم خلال بضعة أسابيع، ويستعمل عادةً عندما تكون نتائج الهيمُوغلُوبين A1C غير موثوقٍ بها، كما هي الحالُ عندَ الأشخاص الذين لديهم فقر دم ناجم عن عوز الحديد، أو الفولات، أو الفيتامين B12، أو المستويات غير الطبيعية من الهيموغلوبين كما عند أولئك المصابين بداء الخلية المنجلية أو الثلاسيميا.

غلُوكُوز البول

ورغم إمكانية إجراء اختبار للبول للتَّحرِّي عن وجود الغلوكوز، إلَّا أنَّ فحصَ البول لا يُعدُّ طريقةً جيدة لمراقبة أو ضبط المعالجة.وقد يكون اختبار البول مُضلِّلاً، لأنَّ كمية الغلوكوز في البول قد لا تعكس المستوى الحالي له في الدَّم.يمكن أن تكونَ مستوياتُ الغلُوكُوز في الدَّم شديدةَ الانخفاض أو مرتفعة بشكلٍ منطقي دون حدوث أيِّ تغيير في مستويات الغلُوكُوز في البول.

الوقاية من داء السكري

النمطُ الأوَّل من داء السُّكَّري

لا توجد مُعالجَات يمكن أن تقي بشكل كامل من الإصابة السُّكَّري من النوع الأول.ولكن، قد يُجري أفراد عائلة المصاب بالسكري من النوع الأول اختبارات تحري، وإذا أظهرت الاختبارات أن لديهم أجسامًا مضادة للأنسولين دون أن تظهر لديهم أعراض السكري (المرحلة 1)، فقد يستفيدون من الأدوية (تيبليزوماب).قد يؤدي هذا الدواء إلى إطالة الفترة التي يستطيع فيها البنكرياس إنتاج الأنسولين وتأخير ظهور أعراض داء السكري من النوع الأول.

النَّمطُ الثاني من داء السُّكَّري

يمكن الوقاية من الإصابة بالنَّمط الثاني من داء السُّكَّري من خلال تغيير أسلوب الحياة.يمكن للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، ويخسرون ما يصل إلى 7٪ من وزن الجسم ويزيدوا نشاطهم البدني (مثل المشي 30 دقيقة يوميًّا)، أن يَحُدُّوا من خطر الإصابة بداء السُّكَّري بنسبة تزيد عن 50٪.يمكن لدواء ميتفورمين، الذي يُستعمل في معالجة داء السُّكَّري، أن يؤدي إلى الحدِّ من خطر داء السكري عند الأشخاص الذين يعانون من اضَطراب تنظيم الغلوكوز.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى المصادر.

  1. الجمعية الأمريكية لداء السكري: معلومات شاملة عن مرض السكّري، بما في ذلك مصادر حول كيفية التعايش مع السكَّري

  2. JDRF (كانت تُسمَّى سابقًا مؤسسة أبحاث السكري للأطفال): معلومات عامة عن السكري من النوع الأول

  3. المعهد الوطني للسكري والأمراض الكلوية والهضمية: معلومات عامة عن السكري، بما في ذلك آخر الأبحاث وبرامج التوعية المجتمعية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID