أمان الأدوية في أثناء الحمل

حسبRavindu Gunatilake, MD, Valley Perinatal Services;
Avinash S. Patil, MD, University of Arizona College of Medicine
تمت مراجعته ربيع الثاني 1445

في أثناء فترة الحمل، قد تحتاج النساء إلى تناول أدوية لعلاج الحالات الصحية الجديدة أو الموجودة مسبقًا.كما يُوصى باستعمال فيتامينات محددة في أثناء الحمل.يجب على المرأة الحامل وقبل استعمال أيِّ دواء (بما فيها الأدوية غير الموصوفة) أو مكمّل غذائي (بما فيها الأعشاب الطبية)، أن تستشيرَ الطبيب.ينبغي على النساء اللواتي يتناولن الأدوية حاليًا ويخطِّطن للحمل استشارة الطبيب قبل الحمل، إن أمكن، لمعرفة ما إذا كان من الضروري إيقاف هذه الأدوية أو تغييرها.(أنظر أيضًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: الأدوية والحمل.)

قد تصل الأدوية أو المواد الأخرى التي تستعملها المرأة الحامل إلى الجنين من خلال عبور المشيمة، وهو الطريق نفسه الذي يمرُّ من خلاله الأكسجين والمواد المغذية اللازمة لنمو الجنين وتخلّقه.ولكن، حتى تلك التي لا تعبر المشيمة قد تلحق الضرر بالجنين من خلال التأثير في الرحم أو المشيمة.

يمكن أن تؤثر الأدوية أو المواد الأخرى التي تستعملها المرأة الحامل خلال الحمل في الجنين بعدة طرائق:

  • عدم وجود تأثير على الجنين وتطوره

  • التأثير مباشرة في الجنين، ممَّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجنين أو إلى تخلّقه بشكل غير طبيعي (ممّا يؤدي إلى عيوب خِلقية) أو إلى وفاته.

  • إحداثُ تغييرٍ في وظيفة المشيمة عادةً من خلال التَّسبُّب في تضيُّق الأوعية الدَّموية، ومن ثَمّ خفض إمدادات الأُكسِجين والمواد المغذية إلى الجنين من الأم (تكون النتيجة أحيَانًا طفلًا ناقص الوزن وغير مكتمل النمو)

  • يمكن أن تتسبَّبَ في تقلص عضلات الرحم بقوة، ممَّا يؤدي إلى إصابة الجنين بطريقة غير مباشرة من خلال خفض إمدادات الدَّم أو تحريض المخاض وحدوث الولادة قبلَ أوانها

  • التأثير في الجنين بشكل مباشر (تحدُّ الأدوية التي تُخفِّضُ ضغط الدَّم عند الأم من جريان الدَّم إلى المشيمة، وبذلك تُخفِّض إمدادات الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين)

تبقى بعض الأدوية وقد تحدث تأثيراتٌ بعدَ التوقُّف عن استعمالها.فمثلًا، يجري تخزين إيزوتريتينوين، وهو دواءٌ يُستَعملُ في معالجة اضطرابات الجلد، في الدُّهون تحت الجلد ويجري تحريرُه ببطء على مدى أسابيع.يمكن أن يتسبَّبَ إيزوتريتينوين في حدوث تشوُّهاتٍ خِلقيَّة إذا أصبحت المرأة حاملًا في غضون أسبوعين من التوقُّف عن استعماله.لذلك، تُنصَحُ النساء بالانتظار مدةً تتراوح بين 3 - 4 أسابيع على الأقلّ بعد التوقف عن استعمال الدواء وقبل حدوث الحمل.

كيف تعبر الأدويةُ المشيمةَ

تكون بعضُ أوعية الجنين الدَّموية مُحتواة ضمن نتوءات دقيقة تشبه الشعر (زغابات) في المشيمة التي تمتد إلى جدار الرحم.يمرُّ دم الأم عبر الحيِّز المحيط بالزغابات (الحيِّز بين الزغابات).يقتصر الفاصل بين دم الأمِّ في الحيِّز بين الزغابات ودم الجنين في الزغابات على غشاء رقيق (الغشاء المشيمي).يمكن للأدوية الموجودة في دم الأم عبور هذا الغشاء إلى الأوعية الدموية في الزغابات والمرور من خلال الحبل السري إلى الجنين.

تستنِدُ طريقة تأثير الدواء في الجنين إلى

  • مراحل تَطور ونمو الجنين

  • قوة وجرعة الدواء

  • نفوذية المشيمة (مدى سهولة مرور المواد عبرها)

  • عوامل جينية لدى المرأة الحامل، وهو ما يؤثر على كمية الدواء الفعالة والمتوفرة

  • صحة المرأة الحامل (على سبيل المثال، يمكن للغثيان والقيء أن يؤديا إلى تقليل امتصاص الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم)

الجدول

قد تقوم الوكالات الحكومية التي تشرف على سلامة الأدوية بتصنيف الأدوية استنادًا إلى المعارف المتوافرة حاليًا حول سلامة تلك الأدوية في أثناء الحمل.في الولايات المتحدة الأميركية، توفر هيئة الغذاء والدواء (FDA) معلومات حول سلامة الأدوية أثناء الحمل (انظر هيئة الغذاء والدواء (FDS): الأدوية والحمل).تستند المعارف حول سلامة الأدوية في أثناء الحمل إلى الأبحاث المُجراة على البشر والحيوانات، وإلى التأثيرات الجانبية التي أبلغ عنها الأشخاص الذين تناولوا الدواء.بشكل عام، يقدم الأطباء نصائحهم للنساء الحوامل فيما يتعلق تناول الأدوية استنادًا إلى الأبحاث المتاحة، وأهمية الدواء لصحة المرأة الحامل، وما إذا كانت هناك معالجات أخرى ذات خطر أقل على المرأة الحامل أو الجنين.تُعطى الأدوية في أثناء الحمل إذا كانت فوائدها تفوق مخاطرها.

الجدول

اللقاحات في أثناء الحمل

يكون التمنيع فعَّالًا عندَ النساء الحوامل كما هي الحال في غير الحوامل.انظر أيضًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): الحمل واللقاحات.)

لا تُعطَى اللقاحات المصنوعة من فيروسٍ حي (مثل لقاحات الحصبة الألمانية و لقاح جدري الماء) للنساء الحوامل أو اللواتي يمكن أن يَكُنَّ حوامل.

يقتصر إعطاء اللقاحات الأخرى (مثل اللقاحات المُضادَّة للكوليرا، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، والطاعون، والكَلَب، والكزاز، والتيفوئيد) للحوامل إذا كُنَّ مُعرَّضاتٍ لخطرٍ كبيرٍ للإصابة بإحدى حالات العدوى السابقة بشكلٍ خاص وإذا كان خطر التأثيرات الجانبية المرتبط باللقاحات منخفضًا.

تشتمل بعض اللقاحات التي تُعدُّ آمنة عند النساء الحوامل والموصى بها خلال فترة الحمل على

تتزايد الأدلة حول سلامة وفعالية تطعيم كوفيد-19 خلال فترة الحمل.تُشيرُ هذه البيانات إلى أنَّ فوائد الحصول على لقاح كوفيد-19 تفوق أيَّ مخاطر معروفة أو محتملة للتطعيم في أثناء الحمل.(انظر أيضًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC: لقاحات كوفيد-19 في أثناء الحمل أو الإرضاع.)

في آب 2023، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام لقاح الفيروس المخلوي التنفُّسي (RSV) عند الحوامل خلال الفترة بين الأسبوع 32 إلى 36 من الحمل، مع تحذير لتجنب استخدامه قبل الأسبوع 32 (انظر هيئة الغذاء والدواء (FDA) توافق على أول لقاح للحوامل للوقاية من فيروس RSV عند الرضع).

أدوية تُستَعمَل لمعالجة اضطرابات القلب والأوعية خلال الحمل

قد يكون من الضروري استعمال أدويةٍ لخفض ضغط الدَّم المرتفع (الأدوية الخافضة للضغط) عندَ النساء الحوامل اللواتي يُعانين من ارتفاع ضغط الدَّم قبلَ حدوث الحمل أو اللواتي أُصبنَ به خلال الحمل.تزيد الإصابة بأيِّ نوعٍ من أنواع ارتفاع ضغط الدَّم من خطر حدوث مشاكل للمرأة (مثل مُقدمات الانسمام الحملي) والجنين (انظر صفحة ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل).ولكن، يمكن لخافضات ضغط الدَّم أن تَحد من جريان الدَّم إلى المشيمة إذا ما انخفض ضغطُ الدَّم بسرعةٍ كبيرةٍ عندَ النساء الحوامل.لذلك تجري مراقبةُ النساء الحوامل اللواتي عليهِنَّ استعمال هذه الأدوية بشكلٍ دقيق.

هناك عدة أنواع من خافضات ضغط الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) ومدرّات البول الثيازيدية، لا تُعطى للنساء الحوامل عادة.يمكن أن تُسبِّبَ هذه الأدوية مشاكلَ خطيرة عندَ الجنين، مثل تضرُّر الكلى ونقص النُّمو قبل الولادة (تعوُّق النمو) وحدوث عيوب خِلقيَّة.كما ينبغي تجنّب استعمال سبيرونولاكتون عندَ النساء الحوامل أيضًا.قد يُسبب هذا الدواءُ ظهور الخصائص الأنثوية (التأنيث) في الجنين الذكري.

يعبر الديجوكسين Digoxin، الذي يُستَعملُ في معالجة فشل القلب وبعض اضطرابات نظم القلب، المشيمةَ بسهولة.ولكن عندَ استعمال الجرعات المعتادة، يكون الديجوكسين له تأثيرٌ طفيفٌ عادةً في الجنين قبل أو بعدَ الولادة.

مضادَّاتُ الاكتئاب في أثناء الحمل

يُعد الاكتئاب السريري شائعًا في أثناء الحمل، وبالتالي من الشائع استعمالُ مضادَّات الاكتئاب Antidepressants، لاسيّما أنواع محددة من مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل الباروكستين، خلال الحمل عادةً.بالنسبة للنساء الحوامل، تفوقُ مَنَافِعُ مُعالَجَة الاكتئاب مخاطرَه عادةً.

يبدو أنَّ الباروكستين يزيد من خطر عيوب القلب الخِلقيَّة.لذلك إذا ما استعملت المرأة الحامل الباروكستين، فيجب إجراء تخطيط صدى القلب لتقييم قلب الجنين.ولكن لا تزيد كل أنواع مثبِّطات استِرداد السَّيروتونين الانتقائية من هذا الخطر؛

إذا كانت المرأةُ الحامل تستعمل مضادَّات الاكتئاب، فقد يُعاني المولود من أعراض انسحابٍ بعدَ الولادة (مثل التهيّج والارتعاش).ولمنع ظهور هذه الأعراض، قد يُخفِّض الأطباء جرعة مضادات الاكتئاب بشكلٍ تدريجي خلال الثلث الثالث من الحمل، ويوقفون استعمالها قبل ولادة الطفل.ولكن، إذا كانت المرأة تعاني من علامات خطيرةٍ للاكتئاب أو إذا تفاقمت الأعراض مع إنقاص الجرعة، يجب أن يستمرَّ استعمال مضادات الاكتئاب.يمكن أن يؤدي الاكتئاب خلال الحمل إلى اكتئاب ما بعد الولادة، الذي ينطوي على تغيرٍ خطيرٍ في المزاج يحتاج إلى معالجة.

المضادات الفيروسية في أثناء الحمل

جرى استخدام بعض الأدوية المُضادَّة للفيروسات (مثل زيدوفودين وريتونافير في علاج عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري HIV) بأمان في أثناء الحمل لسنوات عديدة.ولكن، يمكن لأدوية محددة مضادة للفيروسات أن تسبب مشاكل لدى الجنين.على سبيل المثال، تشير بعض الأدلة إلى أن إعطاء بعض أدوية فيروس العوز المناعي البشري HIV مع مشاركة من الأدوية المضادة للفيروسات في أثناء الثلث الأول من الحمل، فقد يترافق ذلك مع زيادة خطر الشفة المشقوقة والحنك.

بالنسبة للنساء الحوامل المصابات بحالات خفيفة إلى متوسطة من كوفيد-19 في وقت مبكر، قد يناقش الفريق العلاجي المخاطر والفوائد، ويقرر ما إذا كان نيرماتريلفير-ريتونافير أو ريمديسيفير مناسبًا.كما قد يؤخذ بعين الاعتبار استعمال باريسيتينيب أو توسيليزوماب عند المريضات الحوامل المنومات في المستشفى بسبب كوفيد-19.بشكلٍ عام، يوصي الخبراء بأن المخاوف النظرية حول سلامة الأدوية المضادة للفيروسات في أثناء فترة الحمل لا ينبغي أن تمنع استخدامها عند النساء الحوامل.

إذا أُصيبت المرأة الحامل بالأنفلونزا، فينبغي عليها طلب العلاج بأسرع وقت ممكن، لأن علاج الأنفلونزا في غضون 48 ساعة من بدء الأعراض يكون أكثر فعالية.ومع ذلك، فإن العلاج في أي مرحلة من العدوى يقلل من خطر حدوث مضاعفات شديدة.لم تُجر دراسات مصممة بشكل جيد على كل من زاناميفير وأوسيلتاميفير عند النساء الحوامل.ولكن، تشير العديد من الدراسات التي تعتمد على المراقبة إلى أن علاج النساء الحوامل باستخدام زاناميفير أو أوسكيلاميفير لا يزيد من خطر التأثيرات الضارة.لا تتوفر سوى معلومات قليلة أو معدومة حول استخدام أدوية الأنفلونزا الأخرى في أثناء الحمل.

يبدو أن أسيكلوفير، الذي يؤخذ عن طريق الفم أو يطبق على الجلد، لمعالجة فيروس الهربس البسيط عادةً، آمن في أثناء الحمل.

الأدوية المُستَعملة في أثناء المخاض والولادة

تعبرُ الأدوية المستعملة لتخفيف الألأم خلال الحمل (مثل المخدّرات الموضعية والمواد الأفيونيَّة) المشيمةَ عادةً، ويمكن أن تؤثر في المولود الجديد؛فمثلًا، يمكنها أن تضعف محاولة المولود التنفُّس.لذلك، عندَ الحاجة إلى هذه الأدوية في أثناء المخاض، فإنَّها تُستَعملُ بأصغر جرعاتٍ فعَّالة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID