الاضطراب ثنائي القطب

(اضطراب هوسيّ اكتئابيّ)

حسبWilliam Coryell, MD, University of Iowa Carver College of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1442

بالنسبة إلى الاضطراب ثُنائيّ القُطب (كان يُسمَّى سابقًا الاضطراب الهوسيّ الاكتئابيّ)، تتعاقب نوبات من الاكتئاب مع نوبات من الهوس أو شكل أقلّ شدَّة من الهوَس يُسمَّى الهَوس الخفيف،ويتَّسم الهوَس بنشاط بدنيّ مفرِط ومشاعر من البهجة لا تتناسب مع الموقف بشكلٍ كبيرٍ.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات المزاج).

  • من المُحتَمل أن تُمارس الوراثة دورًا في الاضطراب ثُنائيّ القُطب،

  • وقد تحدث نوبات الاكتئاب والهوس بشكلٍ مُنفصل أو مع بعضها بعضاً.

  • يمرُّ المرضى بفترةٍ أو أكثر من الحزن الشديد ويفقدون الاهتمام في الحياة ويمرُّون بفترةٍ أو أكثر من البهجة والطاقة المفرِطة والهياج عادةً، ويتخلَّل ذلك فتراتٍ من المزاج الطبيعيّ نسبياً.

  • يستنِدُ الاطباءُ عند وضع التَّشخيص إلى الأَعرَاض.

  • يُمكن أن تُفيدَ الأدوية التي تُثبِّتُ المزاج، مثل الليثيوم ومُضادَّات مُعيَّنة للاختلاجات، وفي بعض الأحيان، المُعالَجة النفسية.

جاءت تسمية الاضطراب ثُنائيّ القطب على هذا الشكل لأنَّه ينطوي على النقيضين أو القطبين من اضطرابات المزاج، أي الاكتئاب والهوس،ويُعاني منه حَوالى 4% من سكَّان الوِلايات المتَّحدة بدرجةٍ ما.يُصيبُ الاضطراب ثنائي القطب الرجالَ والنساء على حد سواء،وهو يبدأ في سنوات المراهقة أوالعقد الثاني أو الثالث من العُمر عادةً،ومن النادر أن يحدُث الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال.

يمكن تصنيف معظم الاضطرابات ثنائية القطب على الشكل التالي:

  • الاضطراب ثُنائيّ القطب من النوع الأول: عندما يتعرَّض المرضى على الأقلّ إلى نوبةٍ هوسية كاملة (أي نوبة تمنع المريض من الأداء بشكلٍ طبيعيّ أو نوبة تنطوي على توهُّمَاتٍ)، وإلى نوبات اكتئابية عادةً.

  • الاضطراب ثُنائيّ القطب من النوع الثاني: عندما يتعرَّض المرضى إلى نوبات اكتئاب رئيسيّ، وعلى الأقلّ لنوبةٍ من الهوس الخفيف، ولكن ليس إلى نوبات هوس كاملةٍ،

ومع ذلك ، يعاني بعض الأشخاص من نوبات تشبه الاضطراب ثنائي القطب ولكنها أكثر اعتدالًا ولا تلبي المعايير المحددة للاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني.يمكن تصنيف هذه الحلقات على أنها اضطراب ثنائي القطب غير محدد أو اضطراب دَورويَّة المَزاج.

هل تعلم...

  • يُمكن أن تُؤدِّي اضطرابات بدنية وأدوية مُعيَّنة إلى أعراض الاضطراب ثُنائيّ القُطب.

  • يعتقد المصابين بالهوس أنَّهم في أحسن حالٍ غالبًا.

أسباب الاضطراب ثنائي القطب

لا يُعرَف السبب الدَّقيق للاضطراب ثُنائيّ القُطب،ويرى الأطباءُ أنَّ الوراثة تُمارِسُ دورًا في حدوث هذا الاضطراب،كما أنَّ موادَّ مُعيَّنة يُنتجها الجسم، مثل النواقل العصبية نورإيبينفرين أو السيراتونين، قد لا يجري تنظيمها بشكلٍ طبيعيٍّ أيضًا.(النواقل العصبية هي موادّ تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل بين بعضها بعضاً).

يبدأ الاضطراب ثنائي القطب بعد حدث يُسبب الشدَّة أحيانًا، أو أنَّ مثل هذا الحدث يُحرِّضُ نوبة أخرى،ولكن لا يُوجَد دليل على علاقة سببٍ ونتيجة بينهما.

يمكن أن تظهر الأعراض الهَوسيَّة في الاضطراب ثنائي القطب في اضطرابات مُعيَّنة أخرى، مثل ارتفاع مستويات هرمون الدرقيَّة (فرط نشاط الغُدَّة الدرقية)،كما يُمكن أيضًا أن تنجُم أو تُحرَّض النوبات الهَوسيَّة عن طريق أدويَة مثل الكوكايين والأمفيتامينات.

الجدول

أعراض الاضطراب ثنائي القطب

بالنسبة إلى الاضطراب ثنائي القطب، تتناوب نوبات من الأَعرَاض مع فترات من دُون أعرَاض فعلياً (فتراتٍ من الهدأة remissions)،وتستمرُّ النوبات لأيَّة فترةٍ تتراوح بين بضعة أسابيع إلى 3 ولغاية 6 أشهر.ويختلف الزمن بين بداية نوبة واحدة إلى النوبة الثانية من ناحية الطول.تكُون النوبات عند بعض الأشخاص غير مُنتظَمة، وربما يكون عددها قليلًا خلال فترة الحياة، بينما يُعاني آخرون من 4 نوباتٍ أو أكثر كل عام (تُسمَّى دورة نوبات سريعة rapid cycling)؛وعلى الرغم من هذا الاختلاف الكبير، يبقى زمن الدورة لكل شخص ثابتاً نسبياً.

تتكون النوبات من الاكتئاب أو الهوس أو الهوس الخفيف،ويُعاني عدد قليل من الأشخاص فقط من تناوُب بين الهوس والاكتئاب في أثناء كل دورة للنوبات،وبالنسبة إلى مُعظم المرضَى، يسود الهوس أو الاكتئاب إلى حدٍّ ما.

قد يُحاوِلُ المصابين بالاضطراب ثُنائيّ القطب الانتحارَ أو ينتحرون بالفِعل.وعلى مدى حياتهم، يكونون أكثر ميلًا للإقدام على الانتحار بخمسة عشرة مرة على الأقل بالمقارنة مع بقية شرائح المجتمع.

الاكتئاب

يُشبهُ الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب الاكتئابَ الذي يحدُث من دون أن يترافق مع اضطرابات أخرى،ويشعر المرضى بحزنٍ شديدٍ ويفقدون الاهتمام في نشاطاتهم،ويُعانون من بطءٍ في التفكير والحرَكة وقد ينامون لفتراتٍ أكثر من المعتاد.قد تزداد شهيتهم للطعام أو تقلّ، وقد يكتسبون وزناً زائداً أو ينقص وزنهم،وقد تطغى عليهم مشاعر اليأس والذنب،وقد لا يتمكَّنون من التركيز أو اتخاذ القرارات.

تُعدُّ الأعراض الذُّهانية (مثل الهلوسَات والتوهُّمات) أكثر شُيُوعًا في الاكتئاب الذي يحدث في الاضطراب ثنائي القطب بالمُقارنة مع الاكتئاب الذي يحدُث من دون أن يترافق مع اضطرابات أخرى.

الهَوَس

تنتهي نوبات الهوس بشكلٍ مُفاجئ أكثر من الاكتئاب، وتكون أقصر عادةً وتستمرُّ لأسبُوعٍ أو أكثر.

يشعُر الأشخاص بطاقةٍ فائضةٍ، ونشاط ملحوظ، وابتهاج أو هياج،وقد يشعرون أيضًا بثقة زائدة ويُبالغون في تصرُّفاتهم أو طريقة ارتداء ملابسهم وينامون لفتراتٍ قليلة ويتحدَّثون أكثر من المألوف،وتتسارع الأفكار لديهم.من السهل أن تتشتَّت أذهان المرضى ويقومون بشكلٍ مستمرّ بالانتقال من موضوع أو مسعى إلى آخر.يقوم المرضى بمُتابعة نشاطٍ (مثل المساعي المتعلِّقة بالأعمال الخطيرة أو المُقامرة أو السلوك الجنسي الخطير) تلوَ الآخر، وذلك من دُون التفكير حول العواقب (مثل خسارة النقود أو الإصابة)،ولكنَّهم يعتقدون أنَّهم في أفضل حالاتهم النفسية غالبًا.

لا يُدرِك المرضى حقيقة حالاتهم بشكلٍ واضح،ويُمكن أن يجعلهم عدم الإدراك هذا بالإضافة إلى قدراتهم الكبيرة على النشاط ضجرينَ وفضوليين ومُتطفلين وانفعاليين بشكلٍ عدوانيّ عندما يتعرَّضون إلى الخداع؛ونتيجة لذلك، قد يُواجهون مشاكل في العلاقات الاجتماعية وقد يشعرون بأنهم يتعرَّضون إلى الظلم أو الاضطهاد.

يُعاني بعض الأشخاص من الهلوَسات ويسمعون ويرون أشياءَ غير حقيقية.

الذهان الهوسيّ هو شكل شديد من أشكال الهَوَس،ويُعاني المرضى من أعرَاض نفسية تُشبه الأعراض التي تظهر في الفُصَام،وقد تكون لديهم توهُّمَات مبالغ فيها بشكلٍ كبيرٍ، مثل أن يخالوا أنفسهم أحد الأنبياء،وقد يشعر آخرون بالاضطهاد، مثل كونهم مُلاحقين من قبل مكتب التحقيقات الفيدراليّ.يزدَاد مستوى النشاط بشكلٍ واضحٍ،وقَد يكُون المرضى مُندفعين ويصرخون أو يقومون بالغناء.قد يكون النشاط الذهنيّ والنشاط البدنيّ محمومين إلى درجةٍ يفقد فيها المرضى التفكير والسلوك المترابطين بشكلٍ كاملٍ (هوس هذياني)، ممَّا يُؤدِّي إلى إرهاقٍ شديدٍيحتاج المرضى الذين لديهم هذا المستوى الشديد من الإصابة إلى مُعالَجةٍ فوريَّة.

الهَوس الخفيف

الهوَس الخفيف Hypomania ليس شَديدًا مثل الهوَس،حيثُ يشعر المرضى بالبهجة ويحتاجون إلى القليل من النوم ويكونون نشيطين من الناحية الذهنية والبدنية.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يكون الهوس الخفيف من الفترات المُنتِجة في الحياة،حيث يكون لديهم الكثير من الطاقة ويشعرون بقدرةٍ على الإبداع وبالثقة ويكون الأداء جيداً في المواقف الاجتماعية غالبًا،ولذلك قد لا يرغبون في الخروج من هذه الحالة من السرور،ولكن يُعاني أشخاص آخرون من سهولة تشتت الذهن والهيجان، ممَّا يُؤدِّي إلى نوباتٍ من الغضب الشديد أحيانًا.يقوم المرضى بالتزاماتٍ لا يستطيعون الوفاء بها غالبًا أو يبدؤون مشاريع لا يُكملونها،ويتغيَّر المزاج لديهم بشكلٍ سريعٍ،ويُمكن أن يُدركوا مثل هذه التأثيرات وينزعجون منها، وذلك مثلما يحدث مع الأشخاص من حولهم.

النوبات المختلطة

عندما يحدُث الاكتئاب والهوَس أو الهوِس الخفيف في نوبةٍ واحدةٍ، قد يبدأ الأشخاص بالبكاء لِلَحظةٍ في خِضمّ جو من البهجة، أو تبدأ الأفكار لديهم بالتسارع في خضمّ جو من الاكتئاب؛وغالبًا ما يخلدون إلى النوم مكتئبين ويستيقظون في الصباح الباكر مع شعور بالبهجة والحيوية.

يزداد خطر الانتحار في أثناء النوبات المختلَطة بشكلٍ كبيرٍ.

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات الدَّم والبول لاستبعاد الاضطرابات الأخرى أحيَانًا

يستنِد تشخيص الاضطراب ثنائي القطب إلى قوائم محددة من الأعراض (معايير).ولكن قد لا يُفيد المصابين بالهوس عن الأعراض لديهم بشكلٍ دقيقٍ وذلك لأنَّهم لا يعتقدون أنَّ لديهم أيَّة مشكلة،ولذلك غالبًا ما يحتاج الأطباء إلى الحُصول على معلوماتٍ من أفراد عائلات المرضى.يستطيع المرضى وأفراد عائلاتهم استخدام استبيانٍ قصيرٍ لمُساعدتهم على تقييم خطر الاضطراب ثُنائيّ القطب (انظُر استبيان اضطراب المزاج Mood Disorder Questionnaire).

كما يسأل الأطباءُ الأشخاص حول ما إذا كانت لديهم أيَّة أفكار تتعلَّق بالانتحار أيضًا.

يقوم الأطباء بالتحقُّق من الأدوية التي يتناولها المرضى وذلك للتحرِّي عن إمكانية أن تُسهم في الأَعرَاض.كما قد يقوم الأطباء أيضًا بالتحرِّي عن علاماتٍ لاضطرابات أخرى قد تُسهِمُ في الأَعرَاض،فعلى سبيل المثال، قد يُجرون اختباراتٍ للدم للتحري فرط نشاط الغُدَّة الدرقية واختبارات الدم أو البول للتحقق من استخدام المخدرات.

يقوم الأطباء بتحديد ما إذا كان الأشخاص يُعانون من نوبات الهوَس أو الاكتئاب وذلك حتى يُمكن إعطاء المُعالَجة الصحيحة.

علاج الاضطراب ثنائي القطب

  • الأدوية

  • المُعالجة النفسيَّة

  • التعليم والدعم

بالنسبة إلى الهوس الشديد أو الاكتئاب الشديد، يحتاج المرضى إلى دخول المستشفى غالبًا،وحتى إذا كان الهوس أقل شدَّة، قد يحتاج الأشخاص إلى دخول المستشفى إذا كانت لديهم أفكار انتحارية، أو يحاولون إيذاء أنفسهم أو الآخرين، أو لا يستطيعون رعاية أنفسهم، أو لديهم مشاكل خطيرة أخرى (مثل مُعاقرة الخمرة أو غير هذا من اضطرابات تعاطي المَوادّ).يُمكن مُعالَجة مُعظم المصابين بالهَوس الخفيف على أنَّهم المصابين بعيادات خارجيَّة،بينما تصعُب مُعالجة المرضى الذين لديهم دورات سريعة،ومن دون مُعالَجة، يعود الاضطراب ثنائيّ القطب عند جميع الأشخاص تقريبًا.

قد تنطوي المُعالجة على:

  • الأدوية لتثبيت المزاج (مثبتات المزاج)، مثل الليثيوم وبعض الأدوية المُضادَّة للاختلاجات

  • الأدوية المُضادَّة للذهان

  • أنواع مُعيَّنة من مضادَّات الاكتئاب

  • المُعالجة النفسيَّة

  • التعليم والدعم

  • المُعالجة بالتخليج الكهربيّ والتي تُستخَدم أحيانًا عندما لا تُخفِّفُ مُثبِّتات المزاج من الاكتئاب

  • العلاج بالضوء، ويُمكن أن يكُون مُفيداً في مُعالَجَة الاضطراب ثنائيّ القُطب الموسميّ (الذي لديه بعض السِّمات المُشتَركة مع الاضطراب العاطفيّ الموسميّ).

الليثيوم

يمكن أن يُقلِّل الليثيوم من أعراض الهوس والاكتئاب،وهوَ يُساعد على الوِقاية من تقلُّبَات المزاج عند العديد من المصابين بالاضطراب ثُنائيّ القطب.نظرًا إلى أن الليثيوم يستغرق من 4 إلى 10 أيام حتى يعطي مفعوله، فإن الدواء الذي يعمل بسرعة أكبر، مثل مضاد الاختلاج أو دواء أحدث (الجيل الثاني) من مضادات الذهان، غالبًا ما يُعطى لضبط الأفكار الانفعالية والنشاط.يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأشكال النموذجية من اضطراب ثنائي القطب أكثر احتمالًا للاستجابة للليثيوم.

يُمكن أن يُؤدِّي استخدام الليثيوم إلى تأثيراتٍ جانبيّة،يمكن أن يسبب النعاس والتخليط الذهني والارتعاش اللاإرادي (الرعاش) ونفضان العضلات والغثيان والتقيؤ الإسهال والعطش والتبول المفرط وزيادة الوزن.يُؤدِّي الليثيوم إلى تفاقُم حبّ الشباب أو الصدفيَّة غالبًا،ولكن تكون هذه التأثيرات الجانبية مُؤقَّتة عادةً وتخفّ غالبًا عندما يقوم الأطباء بتعديل الجرعة.ينبغي التوقُّف عن استخدام الليثيوم أحيانًا بسبب تأثيراته الجانبيَّة والتي تزول حينها.

يقومُ الأطباء بمراقبة مستوى الليثيوم في الدَّم عن طريق اختبارات الدَّم المنتَظمة، وذلك لأنَّه إذا كانت مستوياته مرتفعة جدًّا، تصبح التأثيرات الجانبية أكثر ميلًا للحدوث.يُمكن أن يُؤدِّي استخدَام الليثيوم لفترةٍ طويلةٍ إلى انخفاض مُستويات هرمون الدَّرقية (قصور الغُدَّة الدرقية)، ويُمكن أن يُضعِف وظائف الكلى.ولذلك ينبغي مراقبة وظائف الغُدَّة الدرقية والكُلَى عن طريق اختبارات منتظمة للدم، وتُستخدَم أدنى جُرعة فعَّالة.

تحدُث سمية الليثيوم عندما يكون مستوى الليثيوم في الدَّم مرتفعاً جدًّا،وهُو يسبب الصُّدَاع المستمر والتَّخليط الذهنِي والنعاس والاختِلاجَات واضطرابات نظم القلب.تكُون السميَّة أكثر ميلًا للحدوث عندَ الشرائح الآتية من المرضى:

  • المُسِنُّون

  • من لديهم ضَعف في وظائف الكِلى

  • الأشخاص الذين فقدوا الكثير من الصوديوم بسبب التقيؤ أو الإسهال أو استخدام مُدرَّات البول (التي تجعل الكلى تطرح المزيد من الصوديوم والماء في البول)

ينبغي على النساء اللواتي يُحاولن الحمل التوقُّف عن تناول الليثيوم لأنه وفي حالاتٍ نادرةٍ يُمكن أن يُؤدِّي إلى عيوبٍ في القلب عند الأجنَّة المُتخلِّقَة.

الأدوية المضادة للاختلاجات

تعمل الأدوية المضادة للاختلاجات فالبروات وكاربامازيبين كمثبِّتات للمزاج،وقد يجري استخدامهما لمُعالَجة الهوَس عند بداية حدوثه أو لمُعالَجة الهوَس والاكتئاب عندما يحدُثان معًا (نوبة مُختَلَطة)،وعلى عكس الليثيوم، لا يؤدِّي هذان الدواءان إلى ضررٍ في الكُلَى،ولكن يمكن أن يُخفِّض كاربامازيبين من عدد الكريات البيض والحمر بشكلٍ كبيرٍ.في حالاتٍ نادرةٍ، يُسبب دواء فالبروات الضرر للكبد (عند الأطفال بشكلٍ رئيسيٍّ)، أو الضرر الشديد للبنكرياس،ويُمكن التعرُّف إلى هذه المشاكل في الوقت المناسب عند مُراقبة المريض عن قُرب.لا يَصِفُ الأطباءُ عادةً دواء فالبروات للنساء اللواتي يُعانين من الاضطراب ثُنائيّ القُطب إذا كُنَّ حوامل أو في سنّ الإنجَاب، وذلك لأنَّ هذا الدواء يبدو أنَّه يزيد من خطر العيوب الخلقية في الدماغ أو الحبل الشوكيّ (عيوب الأنبوب العصبي) واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وطيف اضطراب التوحُّد عند الأجنَّة.يُمكن أن يُفيد دواء فالبروات وكاربامازيبين، خُصوصًا عندما لا يستجيب الأشخاص للمُعالَجات الأخرى.

يجري استخدام دواء لاموتريجين أحيانًا للمُستعدة على ضبط تقلُّبات المزَاج ولمُعالجة الاكتئاب،ويمكن أن يُؤدِّي إلى طفحٍ خطيرٍ،وفي حالاتٍ نادرةٍ يُصبِح الطفح مُتلازمة ستيفنز جونسون التي تُشكِّل تهديدًا لحياة المريض.ينبغي على المرضى الذين يأخذون دواء لاموتريجين الانتباه عند حدوث أيّ طفح جديد (خُصوصًا في المنطقة حول المستقيم والأعضاء التناسلية) أو حُمَّى أو تورذُم في الغدد أو قرحات مع فقاعات في الفم أو على العينين، وتورُّم في الشفتين أو اللسان؛وينبغي عليهم إفادة الطبيب عن هذه الأعراض.للتقليل من خطر حُدوث هذه الأَعرَاض، يقوم الأطباء باتِّبَاع الجدول الموصى فيه لزيادة الجرعة بشكلٍ دقيقٍ.يجري البدء باستخدام الدواء في جرعاتٍ منخفضةٍ نسبياً، ثمَّ تجري زيادة هذه الجرعات ببطٍ شديدٍ (خلال فترةٍ تصل إلى أسابيع) للوصول إلى الجرعة المستمرَّة المُوصى فيها.إذا جرى التوقُّف عن استخدام الجرعات لثلاثة أيام أو أكثر، ينبغي البدء من جديد في زيادة الجرعات تدريجيًا.

مضادَّات الذهان

تجري مُعالَجة النوبات الهوسية المُفاجئة بمُضادَّات الذهان من الجيل الثاني وبشكلٍ متزايدٍ، وذلك لأنَّ مفعولها سريع ولأنَّ خطر تأثيراتها الجانبية أقلّ من الأدوية الأخرى المُستخدمة في مُعالَجة الاضطراب ثُنائيّ القُطب؛وتنطوي هذه الأدوية على أريبيبرازول aripiprazole ولوراسيدون lurasidone ,أولانزابين olanzapine ,كويتيابين quetiapine وريسبيريدون risperidone , زيبراسيدون ziprasidone ، وكاريبرازين cariprazine .

بالنسبة إلى الاضطراب ثنائي القطب، قد تكُون مُضادَّات مُعيَّنة للذهان هي الخيار الأفضل،ويجري استخدام بعضها مع مُضادّ للاكتئاب.

يُمكن أن تنطوي التأثيرات الجانبية لمُضادَّات الذهان على المدى الطويل على اكتساب الوزن والمُتلازمة الاستقلابيَّة؛والمُتلازمة الاستقلابية هي دُهون زائدة في البطن مع ضعف في الحساسية لتأثيرات الأنسولين (مُقاوَمة الأنسولين)، وارتفاع مستوى سكَّر الدَّم ومُستويات غير طبيعية للكولسترول وارتفاع ضغط الدَّم.قد يقل خطر هذه المُتلازمة مع استخدَام دواء أريبيبرازول وزيبراسيدون.

مضادَّات الاكتئاب

يجري استخدام بعض مضادَّات الاكتئاب أحيانًا لمُعالَجة الاكتئاب الشديد عند المصابين بالاضطراب ثُنائيّ القُطب، ولكن يبقى استخدامها محلّ خِلاف،ولذلك، يَجرِي استخدام هذه الأدوية لفتراتٍ قصيرةٍ فقط وغالبًا مع دواء مُثبِّت للمزَاج أو مُضاد للذهان لا نموذجي.

المُعالجَات الأخرى

يُستَعملُ العلاج بالتخليج الكهربيّ أحيانًا (ECT - الذي يُعرَف في بعض الأحيان باسم "العلاج بالصدمة") في علاج الاكتئاب المعند على الأدوية والهوس.

يمكن للعلاج الضوئيّ، الذي ينظر فيه الأشخاص إلى الأضواء الساطعة التي تحاكي ضوء الشمس، أن يكون مفيدًا في علاج اضطراب ثنائي القطب الموسمي (الذي يترافق مع اكتئاب الخريف والشتاء والهوس الخفيف في الربيع والصيف) أو الاضطراب ثنائي القطب غير الموسمي من النوع الأول أو اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.وقد يحقق أفضل فائدة عند استخدامه لتكميل المُعالجَات الأخرى.

كما أثبت التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، الذي يطبق فيه مجال مغناطيسي غير ضار على الرأس بواسطة جهاز خاص ويُستخدم في علاج الاكتئاب الشديد والمُعند، فعاليةً في علاج الاكتئاب ثنائي القطب.

المُعالجة النفسيَّة

ينصح الأطباء بالمُعالَجة النفسية للأشخاص الذين يأخذون أدويةً مُثبِّتة للمزاج غالبًا، ويعود هذا في جانبٍ كبير إلى مُساعدتهم على تلقِّي المُعالَجة وفقًا للتوجيهات.

تُساعدُ المُعالَجة ضمن مجموعة الأشخاص وشركائهم أو أقربائهم على فهم الاضطراب ثُنائيّ القُطب وتأثيراته غالبًا.

قَد تُساعدُ المُعالجة النفسية الفردية الأشخاص على تعلُّم التعايش مع مشاكل الحياة اليومية بشكلٍ افضل.

التعليم والدَّعم

يُمكن أن يُساعد التعلُّم حول تأثيرات الأدوية المُستخدَمة في مُعالجة الاضطراب الأشخاص على أخذها وفقًا للتوجيهات،وقد يرفض المرضى أخذ الأدويَة لأنهم يعتقدون أنها تجعلهم أقل يقظةً وإبداعاً،ولكن يُعدُّ تراجع النشاط غيرَ شائع نسبيًا وذلك لأنَّ مُثبِّتات المزاج تُمكِّن الأشخاص عادةً من الأداء بشكلٍ أفضل في العمل والمدرسة وفي العلاقات والأنشطة الفنيَّة.

ينبغي أن يتعلم المرضى كيف يتعرَّفون إلى الأعراض حالما تبدأ، بالإضافة إلى تعلُّم طُرق للمُساعدة على الوِقاية من الأَعرَاض،فعلى سبيل المثال، يُمكن أن يفيدهم تجنب المنبِّهَات (مثل الكافيين والنيكوتين) والكحول، وذلك لأنَّهم يستطيعون النوم لفتراتٍ كافيةٍ.

قَد يقومُ الأطباء أو المعالجون بالتحدُّث مع الأشخاص حولَ عواقب أفعالهم،فعلى سبيل المثال، إذا كانت لدى الأشخاص ميول إلى الإفراط في الجنس، تُقدَّم إليهم معلومات حول كيف يُمكن أن تُؤثر أفعالهم في مسألة الزواج وحول الأخطار الصحية للفوضى الجنسية، خُصوصًا مرض الإيدز.إذا كانت لدى الأشخاص ميول إلى الإسراف الماليّ، قد ينصحهم الأطباء أن يُسلِّموا زمام أمورهم المالية إلى أحد أفراد العائلة المُؤتَمين.

من المهم لأفراد الأسرة فهم الاضطراب ثنائي القطب ، والمشاركة في العلاج ، وتقديم الدعم.

يُمكن أن تُساعد مجموعات الدعم عن طريق عقد ندوات للمُشاركة في التجارب والمشاعر.

للمزيد من المعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Depression and Bipolar Support Alliance (DBSA), Bipolar Disorder: معلومات عامة عن الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك الوصول إلى خطوط الأزمات ومجموعات الدعم

  2. Mental Health America (MHA), Bipolar Disorder: معلومات عامة عن الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك تفسير التشخيص والمصطلحات الأخرى المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب

  3. National Alliance on Mental Illness (NAMI), Bipolar Disorder: معلومات عامة عن الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك أسبابه وأعراضه وتشخيصه وعلاجه

  4. National Institutes of Mental Health (NIMH), Bipolar Disorder: معلومات عامة عن جوانب عديدة للاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك المُعالجة وطرائق العلاج والمواد التعليمية ومعلومات عن الأبحاث والتجارب السريرية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID