الاضطراب ثنائي القطب عِندَ الأطفال والمراهقين

(مرض هوسيّ اكتئابيّ)

حسبJosephine Elia, MD, Sidney Kimmel Medical College of Thomas Jefferson University
تمت مراجعته شوّال 1444

بالنسبة إلى الاضطراب ثنائيّ القطب bipolar disorder، تحدث فترات من النشوة elation والإثارة الشديدة بالتناوب مع فتراتٍ من الاكتئاب والإحبَاط،وقَد يكون المزاج طبيعيًا بين تلك الفترات.

  • قد ينتقل الأطفال بسرعة من كونهم في حالة إثارة وفرح ونشاط إلى كونهم في حالة اكتئاب وانسحاب وكسل أو غضب وعنف كامِلَين.

  • يضعُ الأطباءُ التَّشخيص استِنادًا إلى الأعراض ونتائج الاختبارات النفسيَّة.

  • يُعدُّ تشخيص الاضطراب ثنائيّ القطب عندَ الصِّغَار أمراً مثيراً للجدل بشكلٍ كبيرٍ،

  • وقَد تنطوي المُعالَجة على الأدويَة المُثبِّتَة للمزاج لمُعالَجة الهوَس، ومُضادَّات الاكتئاب لمُعالَجة الاكتئاب، والعلاج النفسيّ.

يُعاني الأطفال بشكلٍ طبيعيّ من تقلُّبات سريعةٍ بعض الشيء في المزَاج، أي الانتقال من حالة فرحٍ ونشاط إلى حالة كآبة وانسحاب،ومن النادر أن تُشير هذه التقلُّبات إلى اضطرابٍ في الصحَّة النفسيَّة.يكُون الاضطراب ثنائي القطب أكثر شدَّةً بدرجةٍ كبيرةٍ من هذه التغييرات الطبيعية في المزاج، ويستمر المزاج لفتراتٍ أطول بكثير، تصل إلى أسابيع أو أشهر غالبًا.

يُعدُّ الاضطراب ثنائيّ القطب نادرًا عندَ الأطفال،وفي الماضي، كان يَجرِي تشخيص هذا الاضطرب غالبًا عندما يُصبِح الأطفال (الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 11 عامًا) مهتاجين بشكلٍ شديدٍ لمراتٍ عديدة في اليوم؛ويرى الأطباءُ حاليًا أنَّ هؤلاء الأطفال لديهم اضطراب اختلال المزاج التخريبيّ disruptive mood dysregulation disorder بدلًا من ذلك.

يبدأ الاضطراب ثنائي القطب في أثناء منتصف المراهقة أو بِداية البلوغ عادةً،ويُشبه هذا الاضطراب عند المراهقين الاضطراب ثنائي القطب عندَ البالغين.

لا يُعرف سبب الاضطراب ثنائيّ القطب، ولكن يُمكن أن تجري وراثة ميلٍ نحو الإصابة به،وقد تُمارس التشوُّهات الكيميائية والتشريحية في الدِّماغ دوراً.بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، قد تُحرِّضُ الشدَّة نوبةً،كما أنَّ اضطرابات أخرى مُعيَّنة، مثل فرط نشاط الغُدَّة الدرقية أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يُمكن أن تُسبب أعراضًا مشابهةً أيضًا أو تفاقم الحالة.يمكن لبعض الأدوية (على سبيل المثال، الكوكايين، والأمفيتامينات، والفينسيكليدينز، و أنواع معينة من مضادَّات الاكتئاب) والسموم في البيئة (مثل الرصاص) أن تسبِّبا أعراضًا مشابهة أو تفاقم الحالة.

كما تشير الأبحاث أيضًا إلى أن هناك زيادة في خطر الإصابة باضطرابات نفسية معينة (الاضطراب ثنائي القطب والفصام تحديدًا) عندَ المراهقين الذين يستخدمون منتجات القنب.ولا تُفسَّرُ هذه الزيادة في الخطر من خلال العَوامِل الوراثيَّة.هناك قلقٌ من أنَّ تشريع الماريجوانا في الآونة الأخيرة قد يعطي المراهقين (وآبائهم) إحساسًا زائفًا بالأمان حول استخدام هذا المُخدّر.

الأعراض

بالنسبة إلى العديد من الأطفال، يكون العرَض الأوَّل للاضطراب ثنائيّ القطب نوبة أو أكثر من الاكتئاب،

وتكُون الأَعرَاض الرئيسية هي نوبات من الشعور بالنشوة والإثارة بدرجات مختلفة ([هوس] شديد و[هوس خفيف] أقل شدة) يتبعها نوباتٍ من الاكتئاب التي قد تحدث في معظم الأحيان.قد تحدث تغيُّرات شديدة في المزاج عندَ الأطفال،

وفي أثناء نوبة هوسيَّة، تحدث عرقلة في النوم وقد يُصبِح الأطفال عدوانيين،وقد يكون المزاج لديهم إيجابياً جدًا أو يكونون مهتاجين بشكلٍ كبيرٍ.قد يتحدث الأطفال بسرعة،وقد تُصبح أفكارهم متسارعةً،وقد تكون لديهم أفكار مُبالغ فيها بدرجةٍ كبيرةٍ،فعلى سبيل المثال، قد يشعر الأطفال أنَّ لديهم بعض المواهب العظيمة أو أنَّهم قاموا باكتشافٍ مهمّ.قَد يضعف الحكم عندَ الأطفال وقد يتصرف المراهقون على نحو غير مسؤول، كأن يُصبحوا إباحيين من الناحية الجنسية أو يقُودوا السيارات بتهوُّر.قد يكون المزاج درامياً عند الأطفال الأصغر سناً، ولكن يستمر هذا المزاج لبضعة لحظات فقط غالبًا،ويتدهور الأداء المدرسيّ غالبًا.

في أثناء نوبة الاكتئاب، يشعر الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب، مثل أولئك الذين يعانون من الاكتئاب وحده، بالحزن الشديد وفقدان الاهتمام في النشاطات المعتادة.قَد يُفكِّرون ويتحركون ببطءٍ وينامون لوقتٍ أطول من المعتاد،وقد تطغى عليهم مشاعر اليأس والذنب.

يبدُو الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب طبيعيين بين النوبات، وذلك على النقيض من الأطفال الذين يُعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والذين يكونون في حالة ثابتة من النشاط الزائد.

تبدأ الأَعرَاض بشكلٍ تدريجيٍّ غالبًا،ولكن قبل الإصابة بالاضطراب، يكون الأطفال في حالة مزاجية شديدة غالبًا ويصعب ضبطهم.

التشخيص

  • زيارة عيادة طبيب أو اختصاصي الصحة السلُوكية

  • في بعض الأحيان، الإجابة عن استبيان حول الأعراض

  • اختبارات للتحرِّي عن أسبَاب أخرى للأعراض

يقُوم الأطباء بتشخيص الاضطراب ثنائيّ القطب استِنادًا إلى توصيف النوبات النموذجيَّة من قبل الأطفال والآباء،ويحاول الأطباءُ تحديد ما إذا جرى تحريض النوبة عن طريق شيءٍ ما، مثل حالة من الكرب الشديد.

من المهمّ تمييز الاضطراب ثنائيّ القطب عن الاضطرابات الأخرى،فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي كل من الاضطراب ثنائيّ القطب (في نوبةٍ هوسيَّة) واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، إلى أن يُصبح الأطفال نشيطين جدًّا، ولكن يستطيع الأطباء التمييز بين الاضطرابين عادةً وذلك لأنَّ مُعظم الأطفال الذين لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لا يُعانون من تغيرات شديدة في المزاج، على العكس من الذين لديهم الاضطراب ثنائيّ القطب.

يُحدِّدُ الأطباء ما إذا كان الأطفال يأخذون أية أدوية يمكن أن تُسهِمَ في ظهور الأَعرَاض.كما قد یقوم الأطباء أیضا بالتحرِّي عن علامات لاضطرابات أخرى قد تسھم في الأَعرَاض أو تسببھا،فعلى سبيل المثال، قد يقومون باختبارات الدَّم للتحري عن فرط نشاط الغُدَّة الدرقية.

المُعالَجة

  • مضادات الذهان من الجيل الثاني

  • أدوية تثبيت المزاج

  • مضادَّات الاكتئاب في بعض الأحيان

  • المُعالجة النفسيَّة

بالنسبة إلى الاضطراب ثنائي القطب، تُعالج نوبات الهوس والهياج بمضادات الذهان من الجيل الثاني والأدوية المثبِّتة للمزاج.

  • وتنطوي مضادات الذهان من الجيل الثاني على أريبيبرازول، ولوراسيدون، وأولانزابين، وكويتيابين، وريسبيريدون، وزيبراسيدون.

  • تشتمل مثبتات المزاج على الليثيوم وبعض الأدوية المُضادَّة للاختلاج (ديفالبروكس، لاموتريجين، كاربامازيبين).

تَجري مُعالَجَة نوبات الاكتئاب عن طريق

  • مضادات الذهان من الجيل الثاني مع مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

  • ليثيُوم Lithium

لا تُستخدم مضادَّات الاكتئاب بمفردها، ولكن بالاشتراك مع مضادَّات الذهان أو الليثيوم.

يُساعِدُ العلاج النفسي الفردي والعائلي الأطفالَ وعائلاتهم على التعايش مع عواقب الاضطراب،ويُمكن أن يُساعد العلاج النفسي المراهقينَ الذين يكونون عرضة لعدم اتباع سير العلاج الدوائيّ، على الاستمرار في متابعته.إذا كانت الأعراض عند المراهقين تتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة ويلتزمون بسير العلاج الدوائيّ، تتحسن حالاتهم عادةً.

هل تعلم...

  • تُعدُّ الأدوية المضادة للذهان العلاجَ المفضل للأطفال والمراهقين المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.

  • يمكن للمعالجة بواسطة الليثيوم أن تحد من الأفكار والسلوكيات الانتحارية.

المَآل

بالنسبة للمراهقين الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب، يتفاقم المآل مع كل نكس،و لذلك فإن العلاج الكامل والشامل مهم جدًا.تشتمل العَوامِل التي تزيد من خطر النكس على ظهور المرض في سن مبكرة، وشدة الأعراض، والتاريخ العائلي للاضطراب ثنائي القطب، ونقص العلاج أو عدم الالتزام بالعلاج.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID