تسكين الألم في المخاض والولادة

حسبRaul Artal-Mittelmark, MD, Saint Louis University School of Medicine
تمت مراجعته شعبان 1445

    مع نصيحة الطبيب أو القابلة، تُخطِّطُ المرأة عادةً لطريقة تهدف إلى تخفيف الألم قبل بَدء المخاض بفترةٍ طويلة،وقد تختارُ واحدةً من الطرائق الآتية:

    • الولادة الطبيعية، والتي تعتمد على الاسترخاء وتقنيَّات التنفس للتعامل مع الألم

    • مسكنات الألم التي تُحقن في المهبل أو بالقرب منه

    • الأدوية المسكنة للألم التي تُعطى عن طريق الوريد

    • مسكنات الألم التي تُعطى من خلال الحقن بالقرب من الحبل الشوكي (الحقنة الشوكية أو فوق الجافية)، وتسمى التخدير الناحي

    بعد بدء المخاض، قد يجري تعديل خطة تسكين الألم، وذلك استنادًا إلى مضي المخاض قدمًا، وكيف تشعر المرأة، وما الذي تفضله، وما الذي يُوصي به الطبيب أو القابلة.

    تختلف حاجة المرأة لتخفيف الألم في أثناء المخاض بشكلٍ كبيرٍ وذلك استنادًا إلى العديد من العوامل.يساعد حضور فصول التحضير للولادة على أن تكون المرأة مستعدةً للمخاض والولادة،يمكن للتحضير المناسب والدعم العاطفي من اختصاصيي الرعاية الصحية والأشخاص المختارين في دعم المخاض للنساء على معرفة ما يمكن توقعه، واتخاذ الخيارات حول كيفية التعامل مع الألم في أثناء المخاض والولادة.

    عادةً ما يُخدر التخدير الناحي منطقة كبيرة من البطن إلى الساقين والقدمين.يُستعمل مع النساء اللواتي يرغبن في المزيد من تخفيف الألم.يمكن استعمال الإجراءات التالية:

    • التخدير فوق الجافية هُو نوع شائع من السيطرة على الألم يُستخدَم في أثناء المخاض.يجري حقن مخدر في أسفل الظهر، أي في الحيِّز بين العمود الفقري والطبقة الخارجية من النسيج الذي يُغطِّي الحبل الشوكي (الحيِّز فوق الجافية).عادةً ما يجري وضع قثطار في الحيِّز فوق الجافية، ويجري تسريب مخدر موضعي (مثل بوبيفاكايين bupivacaine) بشكل مستمر وببطء من خلال القثطار.كما يجري غالبًا حقن مسكن أفيونيّ (مثل الفنتانيل fentanyl أو السوفينتانيل sufentanil) أيضًا.لا تحول الحقنة فوق الجافية للمخاض والولادة دون أن تدفع المرأة، ولا تجعلها أكثر ميلًا لأن تحتاج إلى ولادةٍ قيصريَّةٍ.كما يمكن استعمال الحقنة فوق الجافية في الولادات القيصرية أيضًا.

    • ينطوي التخدير الشوكي على حقن مخدر في الحيِّز بين الطبقتين الوسطى والداخلية من النسيج الذي يغطي الحبل الشوكي (الحيِّز تحت العنكبوتية).عادةً ما تُستعمل الحقن الشوكية عند الحاجة إلى بداية سريعة للسيطرة على الألم، ولكن التأثير يستمر لمدة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين فقط.وغالبًا ما يستخدم التخدير الشوكي للولادات القيصرية عندما لا يكون لدى المرأة قثطار فوق الجافية مثبت مسبقًا في مكانه.

    يؤدي استعمال الحقنة فوق الجافية أو الحقنة الشوكية إلى حدوث هبوط في ضغط الدَّم عند المرأة في بعض الأحيان.ولذلك، إذا جرى استعمال أحد هذين الإجراءين، يقوم الطبيب بقياس ضغط دم المرأة بشكل مُتكرِّر.

    يعملالتخدير الموضعي على تخدير المهبل والنسج المُحيطة بفتحته.يمكن تخدير هذه المنطقة من خلال حقن مخدر موضعي عبر جدار المهبل في المنطقة المحيطة بالعصب الذي ينقل الإحساس إلى المنطقة التناسلية السفلى (العصب الفرجي pudendal).يُستخدَمُ هذا الإجراء والذي يُطلق عليه تسمية إِحصارُ العَصَبِ الفَرجِيّ، فقط في أواخر المرحلة الثانية من المخاض، وذلك عندما يكون رأس الطفل على وشك الخروج من المهبل؛هناك إجراءٌ أقلُّ فعالية وينطوي على حقن مخدِّرٍ موضعيٍّ عند فتحة المهبل.يُستخدم هذا الإجراء في ظروف محددة، على سبيل المثال، عندما يكون لدى المرأة ألم حتى مع تخدير المنطقة الفرجية.ومع هذين الإجراءين، تستطيعُ المرأة أن تبقى مستيقظةً وأن تدفع، دون أن تتأثر وظائف الجنين.هذان الإجراءان مفيدان للولادات التي ليست لها أيَّة مُضَاعَفات.

    تتضمن مسكنات الألم كلًا من الأفيونات (مثل الفنتانيل أو المورفين) والتي يمكن إعطاؤها عن طريق الوريد أو الحقن.لا تُعطى عادةً إلا إذا كان التخدير الناحي غير متوفر.ولكن، قد يوفر بعض الممارسين السريريين هذه المُسكنات كخيار خلال المرحلة الأولى من المخاض.بما أن بعض هذه الأدوية قد تُبطئ (تثبط) التنفس ووظائف أخرى عند حديث الولادة، فإنَّ الجُرعة المُقَدَّمة تكون صغيرة قدر الإمكان.وإذا أعطِيَت في قريب جدًا من الولادة، قد يكون المولود الحديث تعرَّض إلى فرط التسكين، ممَّا يزيد من صعوبة تكيف المولود مع الحياة.عند الضرورة، ولمواجهة التأثيرات المُسكِّنة لهذه الأدوية عند المولود الحديث، يمكن للطبيب إعطاء المولود الحديث ترياق النالوكسون بعد الولادة مباشرة.

    يؤدي استعمال التخدير العام إلى جعل المرأة فاقدةً للوعي بشكلٍ مؤقَّت،ومن النَّادر أن يكون ضروريًّا ولا يُستَعمل بشكلٍ مُتكرِّر لأنَّه قد يُبطئ وظائف القلب والرئتين والدِّماغ عند الجنين.رغم أنَّ هذا التأثير يكون مؤقتًا عادًة، إلا أنه يمكن أن يُؤثِّر في تكيُّف الوليد مع الحياة.يُستَعمل التخدير العام عادةً في الولادات القيصرية الطارئة فقط عند النساء اللواتي ليس لديهن قثطار فوق الجافية مثبت في مكانه، لأن التخدير العام هو أسرع طريقة لتوفير التخدير الضروري للجراحة.

    الولادة الطبيعيَّة

    تُستَعملُ في الولادة الطبيعية تقنيات الاسترخاء والتنفس لضبط الألم في أثناء الولادة.

    للتحضير للولادة الطبيعية، تحصل المرأة الحامل (مع أو بدون شريكها) على جلساتٍ تثقيفيَّة عن الولادة تتراوح بين 6 إلى 8 جلسات على مدى عدة أسابيع، وذلك لتعلُّم ما الذي يحدث في أثناء المراحل المختلفة من المخاض والولادة، والتدرب على تقنيات الاسترخاء والتنفس.

    تنطوي تقنية الاسترخاء على التوتير الواعي لجزءٍ من الجسم من ثمَّ إرخاء هذا الجزء،وتساعد هذه التقنيَّة المرأة على إرخاء بقية جسمها بينما يكون الرحم مُنقبضًا في أثناء المخاض، وإرخاء كامل جسمها في الفترات الفاصلة بين الانقباضات.

    تنطوي تقنية التنفُّس على أنماط عديدة من التنفُّس، وهي تُستَعمل في أوقات مختلفة في أثناء المخاض.في أثناء المرحلة الأولى من المخاض وقبل أن تبدأ المرأة بالدفعِ، قد تساعد أنماط التنفس التالية على:

    • التنفُّس العميق مع زفير بطيء لمساعدة المرأة على الاسترخاء في بداية ونهاية الانقباض

    • تنفس سريع وضحل (لُهاث) في أعلى الصدر في ذروة الانقباض

    • نمط من اللُّهاث والنفخ لمساعدة المرأة على الامتناع عن الدفع عندما يكون لديها حاجة ملحَّة إلى الدفع قبل أن ينفتح عنق الرحم بشكلٍ كامل (توسُّع) وينسحب (إمِّحاء)

    ربَّما تكون الطريقة الأكثر شهرة في الولادة الطبيعية هي طريقة لاماز Lamaze method،وتوجد طريقة أخرى، وهي طريقة ليبوير (Leboyer)، حيث تنطوي على الولادة في غرفة مظلمة وغمر الطفل في الماء الفاتر مباشرةً بعد الولادة.

    quizzes_lightbulb_red
    Test your KnowledgeTake a Quiz!
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID