المخاض

حسبRaul Artal-Mittelmark, MD, Saint Louis University School of Medicine
تمت مراجعته شعبان 1445

المخاض هو سلسلة من التقلُّصات النَّظميَّة المُتدرِّجة للرحم والتي تُحَرِّك الجنين بشكلٍ تدريجي عبر الجزء السفلي من الرحم (عنق الرحم) وقناة الولادة (المهبل).

    (انظر أيضًا لمحة عامة عن المخاض والولادة).

    يحدث المخاض في ثلاث مراحل رئيسية:

    • المرحلة الأولى: عادةً ما تكون هذه المرحلة أطول المراحل (تتكوَّن من طورين: الأوَّلي والنشط).يبدأ المخاض رسميًا عندما تحدث تقلصات قوية ومنتظمة في الرحم تُؤدِّي إلى انفتاح عنق الرحم بشكلٍ تدريجيٍ (توسع) وترققه وانسحابه نحو الخلف (انمحاء) إلى أن يتوسَّع بشكلٍ كامل، ويكون الطفل قادرًا على المرور إلى المهبل.

    • المرحلة الثانية: تدفع الأم ويُولَد الطفل.

    • المرحلة الثالثة: إنزال المشيمة (العضو الذي يتخلَّق داخل الرحم لتوفير الأكسجين والمواد المغذِّية للطفل).تُسمى هذه المرحلة أيضًا "الخلاص afterbirth".

    يبدأ المخاض عادةً في غضون أسبوعين (قبل أو بعد) من التاريخ المُقَدَّر للولادة.من غير المعروف السبب الدَّقيق لبدءِ المخاض.يقوم الطبيب في وقتٍ قريبٍ من موعد نهاية الحمل (بعد 37 أسبوعًا) بتفحص عنق الرحم في محاولةٍ للتنبؤ بموعد بَدء المخاض.

    وفي المتوسِّط، يستمر المخاض من 12 إلى 18 ساعة في أوَّل حمل للمرأة ويميل إلى أن يصبح أقصر في حالات الحمل اللاحقة، حيث يتراوح في المتوسط بين 6 إلى 8 ساعات.يمكن للوقوف والمشي في أثناء المرحلة الأولى من المخاض أن يساعد في تدبير الألم ويقصر من زمن المخاض بأكثر من ساعة واحدة.

    مراحل المخاض

    المرحلة الأولى

    منذ بداية المخاض إلى التوسُّع الكامل لعنق الرحم، إلى حوالى 10 سنتمترات.

    الطور الأوَّلي (الخافي)

    1. تكون التقلُّصات غير منتظمة في البداية لكنَّها تصبح أقوى بشكلٍ تدريجي وأكثر انتظامًا.

    2. يكون الانِزعَاج طفيفًا ولكنه قد يزداد بمرور الوقت.

    3. يبدأ عنق الرحم بالترقق والتوسع إلى حوالى 4 إلى 5 سنتمترات.

    4. يستمرُّ هذا الطور الأولي إلى 8 ساعات في المتوسط (لا يتجاوز 20 ساعةً عادةً) في أوَّل حمل، وإلى 5 ساعات (لا يتجاوز 14 ساعةً عادةً) في حالات الحمل اللاحقة.

    الطُّور النَّشِط

    1. يتوسَّع عنق الرحم من حوالى 4 سنتمترات إلى 10 سنتمترات.ويصبح رقيقًا وينسحب إلى الخلف (يُمحى) إلى أن يندمج مع بقية الرحم.

    2. يبدأ الجزء المتقدم من الطفل (الجزء من الطفل الذي سيخرج أولاً)، وعادةً ما يكون الرأس، بالنزول إلى حوض المرأة.

    3. وتبدأ الأم بالشعور بحاجة مُلحَّة للدفع عندما ينزل الطفل، ولكن عليها مقاومة هذا الشعور إلى أن يتوسع عنق الرحم بشكل كامل.يمكن للدفع في وقت مبكر جدًّا أن يكون متعبًا بشكل غير ضروري وقد يؤدي إلى تمزُّق عنق الرحم.

    4. تتراوح مدَّة هذا الطور بين نحو 5 إلى 7 ساعات في الحمل الأول وبين 2 إلى 4 ساعات في حالات الحمل اللاحقة.

    المرحلة الثانية

    من الفتح الكامل لعنق الرحم وحتى ولادة الطفل: تستمر هذه المرحلة نحو ساعتين عادةً في الحمل الأول ونحو ساعة واحدة في حالات الحمل اللاحقة.قد تستمرُّ ساعةً أخرى أو أكثر إذا جرى إعطاء المرأة حقنةً فوق الجافية لتخفيف الألم.تقوم المرأة بالدَّفع في أثناء هذه المرحلة.

    المرحلة الثالثة

    من ولادة الطفل إلى خروج المشيمة: تستغرق هذه المرحلة بضع دقائق فقط ولكنها قد تستمرُّ حتى 30 دقيقة.

    بَدء المخاض

    عادةً ما يبدأ المخاض بـ

    • تقلُّصات في أسفل البطن بفواصل زمنيَّة منتظمة

    • الشُّعور بألَم في الظَّهر في بعض الأحيان

    ينبغي على المرأة التي حدثت عندها ولادات سريعة في حالات الحمل السابقة أن تتواصل مع طبيبها حالما تعتقد أنَّها ستدخل المخاض.عندما تبدأ التقلصات في أسفل البطن للمرَّة الأولى، قد تكون ضعيفة وغير منتظمة ومتباعدة.قد تشعر الحامل بهذه التقلصات كما لو أنَّها معص الطمث؛ومع مرور الوقت، تصبح تقلُّصات الرحم أطول وأقوى ومع فارق زمني بسيط.يمكن أن تكون التَّقلُّصات وآلام الظهر مسبوقةً أو مصحوبةً بعلامات أخرى على المخاض، مثل:

    • علامة دموية: تخرج مُفرزات قليلة من الدَّم الممزوج بالمخاط (تمرير "السدادة المخاطية") من المهبل عادةً وقد يكون ذلك علامة مبكرة على أنَّ المخاض على وشك البَدء.ومع ذلك، قد يحدث أيضًا نزول دم نتيجة للجماع.يمكن أن تظهر العلامة الدَّمويَّة في وقتٍ مُبكِّرٍ وذلك قبل 72 ساعة من بَدء التقلصات.يجب على النساء الحوامل الاتصال باختصاصي الرعاية الصحية في حال حدوث أي نزفٍ مهبلي، لأنَّه قد يكون من الضروري إجراء تقييمٍ في عيادة الطبيب أو المستشفى.

    • تمزُّق الأغشية: تتمزَّق الأغشية المملوءة بالسائل والتي تحتوي على الجنين (الكيس السَّلوي) في أثناء المخاض، ويخرُج السائل السَّلَوي من خلال المهبل.يُوصَفُ هذا الحدث باسم "خروج السائل الأمنيوسي the water breaks" عادةً، وتتمزَّق الأغشية قبل بَدء المخاض في بعض الأحيان.يُسمَّى تمزُّق الأغشية قبل بَدء المخاض بتَمَزق الأَغشِيَّةِ قبل المخاض.تشعر بعض النساء بتدفُّق للسائل من المهبل، يتبعه تسريبٌ ثابت.قد يكون من الصعب في بعض الأحيان معرفة ما إذا كان السائل المتسرب هو سائل أمنيوسي، أو بول، أو مفرزات مهبلية.

    إذا تمزَّقت أغشية المرأة، فينبغي عليها الاتصال بالطبيب أو القابلة مباشرةً.يحدث المخاض بشكل تلقائي خلال 24 ساعة عند نسبة تتراوح بين نحو 80 إلى 90 % من النساء اللواتي تمزقت أغشيتهنَّ في موعد ولادتهنّ أو بالقرب منه.إذا لم يبدأ المخاض بعد عدة ساعات وحان موعد الولادة، يجري إدخال النساء إلى المستشفى عادةً، حيث يجري البدء بالمخاض بشكلٍ اصطناعيّ (يُحرَّض) للتقليل من خطر العدوى.بعد تمزُّق الأغشية، يمكن أن تدخل بكتيريا من المهبل إلى الرحم بسهولة أكثر وتتسبَّبَ في حدوث عدوى عند المرأة أو الجنين أو كليهما.

    بعد قبول المرأة التي حدث لديها تمزق غشائي قبل المخاض في مركز الولادة، يُستَعملُ الأوكسيتوسين (الذي يتسبَّبُ في تقلُّص الرحم) أو دواءٍ مشابه، مثل أحد البروستاغلاندينات، لتحريض المخاض.ولكن، إذا تمزَّقت الأغشية قبل أكثر من 6 أسابيع من موعد الولادة (قبل الأوان أو قبل الأسبوع الرابع والثلاثين)، فإنَّ الأطباء لايقومون بتحريض المخاض عادةً حتى يصبح الجنين أكثرَ نُضجًا.

    الدخول إلى المستشفى أو مركز الولادة

    ينبغي على المرأة الذهاب إلى مستشفى أو إلى مركز للولادة عند حدوث إحدى الحالات التالية:

    • تمزُّق الأغشية ("خروج ماء الرحم").

    • لمدة ساعة، تستمرُّ التقلصات لمدة 30 ثانية على الأقل، وتحدث بانتظام بفواصل زمنية لنحو 6 دقائق أو أقل.

    في المرفق الصحي، سيقوم اختصاصي الرعاية الصحية بتقييم الأم والجنين.إذا كانت المرأة الحامل في مخاض نشط أو تمزَّقت الأغشية، يجري إدخال المرأة إلى وحدة المخاض والولادة.إذا كان الطبيب أو القابلة غير متأكدين من أنَّ المخاض قد بدأ، تجري مراقبة المرأة والجنين لمدة ساعة أو نحو ذلك عادةً.وإذا لم يتأكد المخاض خلال تلك الفترة، فقد تُرسَل المرأة إلى المنزل.

    عندما يجري إدخال المرأة إلى وحدة المخاض والولادة، تُقاس علاماتها الحيوية وتؤخذ عينة من الدم لتحليلها.

    يجري تسجيل وجود أصوات قلب الجنين ومعدلها، ويُجرى الفَحص السَّريري.ويُفحَصُ بطن المرأة لتقدير حجم الجنين، وما إذا كان وجه الجنين إلى الخلف أو الأمام (الوضعيَّة)، وما إذا كان ما يخرج من الجنين أولًا هُوَ الرأس أو الوجه أو الإليتين أو الكتف (المجيء).يُجرى تصوير بالأمواج فوق الصوتية في بعض الأحيان.

    تؤثِّروضعيَّة ومجيء الجنين في طريقة مرور الجنين من خلال المهبل.تتكوَّن التَّوليفة الأكثر شيوعًا وأمانًا ممَّا يلي:

    • الرأس أوَّلًا

    • الوجه نحو الخلف (الوجه نحو الأسفل عندما تكون المرأة مستلقية على ظهرها)

    • انحناء العُنق نحو الأمام

    • انطواء الذقن نحو الدَّاخل

    يُسمَّى خروج الرأس أوَّلًا بالمجيء الرأسي cephalic أو القِمِّي vertex.في أثناء الأسبوع أو الأسبوعين السابقين للولادة، يستديرُ معظم الأجنة بحيث يخرج الجزء الخلفي من الرأس أوَّلًا.تؤدي الوضعيَّة أو المجيء غير الطبيعي- مثل الأليتين أوَّلًا (المجيء المقعديّ) أو الكتف أولًا أو وجه الجنين إلى الأمام، إلى جعل الولادة أكثر صعوبة بشكلٍ ملحوظٍ بالنسبة للمرأة والجنين والطبيب،ويُوصي الأطباءُ بالولادة القيصرية.

    قد يُجرى فحص مهبلي باستخدام موسّع لتحديد ما إذا كانت الأغشية قد تمزقت بالفعل.يستخدمُ الأطباءُ موسعًا (أداة معدنية أو بلاستيكية) لتبعيد جدران المهبل عن بعضها بعضًا.يجري تسجيل لون السائل الأمنيوسي،وينبغي أن يكون السَّائِل رائقًا وليست له رائحة ملحُوظة.إذا تمزَّقت الأغشية وكان لون السائل الأمنيوسي أخضر، فإن تغير اللون يكون ناجمًا عن البراز الأول للجنين (العقي الجنيني fetal meconium).

    ثمَّ يقوم الطبيب أو القابلة بفحص عنق الرحم بالأصابع لتحديد مدى اتساع عنق الرحم (يُقاس بالسنتيمتر) ومدى انسحابه نحو الخلف (يُقاس كنسبة مئوية أو بالسنتيمتر).قد يتم تجاوز هذا الفحص إذا كانت المرأة تنزف أو إذا تمزَّقت الأغشية من تلقاء نفسها.

    في حال وجود مخاوف من حدوث مُضَاعَفات بعدَ الفحص الأوَّلي، ومراقبة الجنين، والفحوصات المخبرية، تُجرى اختبارات أو مراقبة إضافية.

    يجري إدخال خط ٍّوريديٍّ في ذراع المرأة عادةً في أثناء المخاض في المستشفى.يُستَعملُ هذا الخط لتزويد المرأة بالسوائل لوقايتها من التجفاف ولاستعمال الأدوية، إن لزم الأمر.

    عندما يجري تسريب السوائل عن طريق الوريد، لا ينبغي على المرأة أن تأكل أو تشرب في أثناء المخاض، على الرغم من أنَّها قد تختارُ شرب بعض السوائل وتناول بعض الطعام الخفيف في بداية المخاض؛فالمعدة الفارغة في أثناء الولادة تجعل المرأة أقلَّ ميلًا للتقيُّؤ.وفي حالاتٍ نادرة جدًّا، يَجرِي استنشاق القيء، وذلك بعد التخدير العام عادةً، والذي قد يُسبب التهابًا رئويًا شديدًا.

    الوضعيَّة الطبيعيَّة والمجيء الطبيعي للجنين

    يأخذ الجنين وضعيَّة الولادة مع اقتراب تمام الحمل.تكون وضعيَّة الجنين مواجهةً للخلف عادةً (باتِّجاه ظهر المرأة) مع اتجاه وجهه وجسمه بزاوية نحو جانبٍ واحدٍ وتكون عنقه منحنية ويكون المجيء بالرأس أولًا.

    quizzes_lightbulb_red
    Test your KnowledgeTake a Quiz!
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID