يمكن أن تحدث مشاكل عند حديثي الولادة
قبل الولادة خلال نموِّ الجنين
خلال المخاض والولادة
بعدَ الولادة
يحتاج نَحو 9٪ من حديثي الولادة إلى رعاية خاصة بعد الولادة بسبب الخِداج (الولادة المبكرة) أو مشاكل في الانتقال من الحياة الجنينيَّة إلى حياة الوليد أو انخفاض مستوى السُّكَّر في الدَّم أو صعوبة التنفُّس أو حالات العدوى أو غيرها من الشذوذات.يجري تقديم رعاية خاصَّة في وَحدَة الرِّعَايَةِ المُرَكَّزَةِ لحديثي الولادة (NICU) غالبًا.
العمر الحملي
يُشير عمر الحمل إلى طول المدَّة الجنينيَّة.ترتبط الكثير من المشاكل التي تؤثر في حديثي الولادة بعمر الحمل لأنَّها تعكس درجة النضج الجسدي عند الولادة.العمر الحملي هو عدد الأسابيع بين اليوم الأول من آخر فترة حيض للأم ويوم الولادة.يجري تعديل هذا الإطار الزمني غالبًا وفقًا للمعلومات الأخرى التي يتلقاها الأطباء، بما في ذلك نتائج التصوير المبكر بتخطيط الصَّدى، والتي تعطي معلومات إضافيَّة تتعلق بعمر الحمل.يكون العمر الحملي المتوقع لولادة الطفل هو 40 أسبوعًا.
يُصنف حديثي الولادة بحسب عمر الحمل على أنه:
خديج: الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل.
الفترة الكاملة: الولادة بدًءا من الأسبوع 37 وقبل الأسبوع 41 من الحمل.
في وقت متأخر من فترة الحمل: الولادة بدًا من الأسبوع 41 وقبل الأسبوع 42 من الحمل.
بعد الأوان: الولادة بَدءًا من الأسبوع 42 من الحمل
كما يستخدم الأطباء نتائج الفَحص السَّريري والملامح الجَّسديَّة لحديثي الولادة ( انظر الملامح الجسديَّة لحديث الولادة الخَديج) لتأكيد العمر الحملي.
مشاكل قبل الولادة
يمكن أن تكون مشاكل حديثي الولادة قد بدأت قبل الوِلادة.
قد تكون المشاكل التي تحدث قبل الولادة مرتبطة بحالاتٍ عند الأم كانت موجودة قبل الحمل أو حدثت خلال الحمل أو بحالاتٍ عند الجنين.يمكن للرعاية الطبية المناسبة خلال فترة الحمل أن تساعد على الوقاية من الكثير من المشاكل عند الجنين وتشخيصها.
مشاكل صحيَّة عند الأم
يمكن للمشاكل الصِّحيَّة خلال فترة الحمل عند الأم أن تؤثِّر في نمو الجنين وتؤثِّر سلبًا في صحة المولود الجديد.ورغم أنَّ الأمهات يشعرن بقلق حقيقي حول تأثيرات الأدوية في نموِّ الجنين، إلا أنه يجب أن يُدركنَ أيضًا أنَّ الفشل في استعمال المعالجات الضرورية يمكن أن يُتيح لاضطراباتهنَّ الصِّحيَّة إلحاق الضَّرر بالجنين.يجب أن تناقش النساء مع أطبَّائهنَّ مخاطر وفوائد العلاجات المختلفة لحالاتهن الخاصة.
يمكن للقهم (نقص الشَّهيَّة) والنُّهام أن يتسبَّبَا في عدم حصول الجنين على التغذية الكافية، كما هي الحال في أيِّ حالة أخرى لا تأكل فيها الأم بشكلٍ كافٍ أو لا تستعمل الفيتامينات المناسبة.
لا يؤثِّرالرَّبو في الجنين عادةً طالما كانت حالة الأم مضبوطةً بشكلٍ جيِّد.ولكن، تعاني بعض النساء من مشاكل كبيرة في الربو خلال فترة الحمل، وعليهنَّ استعمال العلاج المناسب لحماية الجنين.
لا يُؤثِّر السَّرَطان بحدِّ ذاته في الجنين عادةً، ولكن قد يكون للأدوية المستعملة في علاج السرطان تأثيرات جانبية قد تؤثِّر في الجنين.
يمكن أن يؤدي داء السُُّكَّري إلى زيادة خطر العيوب الخِلقيَّة أو ولادة طفل صغير أو طفل كبير.المشكلة الأكثر شيوعًا عند حديثي الولادة هي انخفاض نسبة السكر في الدَّم (نقص سكر الدَّم).
يزيد الصَّرع (اضطراب اختلاجي) من خطر العيوب الخِلقيَّة.تنجم بعض المخاطر المتزايدة عن الأدوية المُضادَّة للاختلاجات التي قد تكون ضرورية لضبط النَّوبات.إلَّا أنَّ اختِلاجَات الأم تكون خطيرةً على الجنين أيضًا.يجب أن تناقش النِّساء مع أطبَّائهنَّ مخاطر وفوائد العلاج الدوائي قبل التوقف عن استعمال الأدوية المضادة للاختلاجات.
يمكن لارتفاع ضغط الدَّم وأمراض القلب وأمراض الكلى أن تحُدَّ من نموِّ الجنين وتُسبِّبَ مضاعفاتٍ أخرى.
تزيد الذئبة (الذئبة الحمامية المجموعيَّة) من خطر حدوث الإسقاط والخداج ويمكن أن تُسبِّبَ بطء معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي عند الجنين.
يمكن لمقدمات الارتعاج أن تُسبب مشاكل شديدة للأم والجنين.يمكن لهذا المرض أن يُسبب ارتفاعًا كبيرًا في ضغط دم الأم، وقد يؤثر في كليتي الأم وكبدها ودماغها وغيرها من الأعضاء.كما تتأثَّر المشيمة، وقد يؤثِّر المرض في تغذية الجنين أو يؤدي إلى انفصال المشيمة عن جدار الرَّحم.قد يوصي الأطباء بالولادة المبكرة لتفادي حدوث هذه المضاعفات أو لضبطها.أحد المضاعفات الشديدة لمقدِّمات الانسمام الحملي (preeclampsia) هو الانسمام الحملي (eclampsia) وهو اختلاجات عندَ امرأةٍ مصابة بمقدمات الانسمام الحملي (مقدمات الارتعاج).
يمكن أن تزداد نوبات الكريَّات المنجليَّة خلال فترات الحمل عند النساء المصابات بداء الكُريَّات المنجليَّة.إذا كان الأب يحمل جينة الخلية المنجلية أو كان مصابًا بداء الخلية المنجلية، فإنَّه يوجد خطرٌ لانتقال الإصابة بهذا المرض إلى نسله.يمكن أن يُحدِّد فحص الوالدين قبل الحمل خطر إنجاب طفل مصاب بداء الخليَّة المنجليَّة.يمكن التحرِّي عن الجينات التي تُسبِّب داء الخليَّة المِنجليَّة عند الجنين خلال فترة الحمل، ولكن لا يبدأ المرض إلا بعد مرور عدة أشهر على الولادة.
قد يُلحقُ مرض الغُدَّة الدرقية الذي يؤدي إلى حدوث انخفاضٍ في مستوى هرمون الغُدَّة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) ضررًا في الدماغ عند الجنين، ويؤدي إلى مشاكل عصبية طويلة الأمد إذا لم يتم تشخيصها مباشرة بعد الولادة.يمكن أن يؤدي داء الغُدَّة الدرقية مع ارتفاع مستوى هرمون الغُدَّة الدرقية (فرط نشاط الغُدَّة الدرقية) إلى حدوث فرط نشاط في الغدة الدرقية عند الجنين والمولود الجديد.في الولايات المتحدة، تتطلب معظم الولايات تحري الداء الدرقي عند حديثي الولادة.
استعمال الأمِّ للأدوية والعقاقير
تكون معظم الأدوية الموصوفة طبيًا آمنة خلال فترة الحمل، ولكن يجب على النساء مراجعة جميع أدويتهن مع الطبيب عند حدوث حمل أو عند التخطيط لحدوثه.إلَّا أنَّه قد يكون من الضَّروري استمرار النساء في استعمال بعض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيَّة وتنطوي على بعض الخطر.كما قد تكون المشاكل الطبية غير المضبوطة عند الأم خطرة على الجنين.
تنطوي بعض الأدوية الشائعة التي تستلزم وصفة طبية والتي يمكن أن تسبب مشاكل للجنين على:
الأنسولين عند عدم استعماله على النحو الموصوف
مضادَّات الاكتئاب، ولاسيَّما مثبطات استرداد السِّيروتونين الانتقائية
الأدوية المضادة للاختلاج (الأدوية التي تضبط الاختلاجات)
يؤدِّي التَّدخين أو التَّعرُّض للتَّدخين السلبي خلال فترة الحمل إلى الحدِّ من نموِّ الجنين.يجب على النساء الحوامل عدم التدخين وتجنب التَّعرُّض للمصادر الأخرى للتبغ قدر المستطاع.
يكون الكحول خطيرًا على الجنين بشكلٍ خاص لأنَّه عامل مشوه (مادة يمكن أن تسبب عيوبًا خِلقية).يزيد الكحول من مخاطر الإسقاط والإملاص وضَعف نُموِّ الجنين والخِداج والعيوب الخِلقيَّة.يوجد تأثير مدمِّر للكحول بشكل خاص مُتلازمة الكحول الجنينية، والذي يُسبب إعاقات ذهنيَّة ونمائيَّة وسلوكيَّة مدى الحياة.لا توجد كمية آمنة من الكحول يمكن تناولها خلال فترة الحمل.
تؤثِّر الأدوية الأفيونية، مثل الهيروين، والمورفين، والأفيون، وأوكسيكودون، وكوديين، وهيدروكودون، وفنتانيل، وهيدرومورفون، وميبيريدين، وبوبرينورفين، وميثادون في نموِّ الجنين، ويمكن أن تُسبِّبَ أعراض الانسحاب عند حديثي الولادة والتي تبدأ بعد ساعات إلى عدَّة أيام من الولادة.يجب أن تكون الأمهات على معرفةٍ بمكوِّنات أيِّ مسكِّنٍ للألم يقومون باستعماله.الأدوية الأفيونية، مثل ميثادون ووبوبرينورفين التي تستخدم أحيانًا في علاج إدمان الأم على الأفيون كما قد تؤدِّي إلى ظهور أعراض الانسحاب عند حديثي الولادة.قد يحتاج حديثو الولادة الذين يجري سحب ميثادون منهم إلى مُعالجة أطول من المواليد الذين يجري سحب مواد أفيونيَّة أخرى منهم.
يزيد الكوكايين من خطر ضَعف نموِّ الجنين والخداج.الانفصال المُبكر للمشيمة عن جدار الرَّحم (انفصال مشيمي) أكثر شُيُوعًا بين متعاطي الكوكايين، ويمكن أن يُسبِّبَ الإملاص أو الحرمان من الأكسجين وضرر الدِّماغ عند الجنين.وبما أنَّ الكوكايين يُضيِّق الأوعية الدَّمويَّة، فقد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغيَّة أو ضرر في أعضاء أخرى عند الجنين.
نمط حياة الأمَّهات
يمكن للأمَّهات الحوامل تحسين فُرص إنجاب طفل سليم من خلال استعمالهنَّ فيتامينات قبل الولادة بالإضافة إلى تجنُّب المواد الضارة والحصول على الرِّعاية المُبكِّرة السابقة للولادة والحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي (انظر أيضًا الرِّعاية الذَّاتيَّة خلال الحمل).
مشاكل جنينيَّة
يمكن للعيوب الخِلقية أن تُصيبَ أيَّ عضوٍ تقريبًا.يُستَعملُ تخطيط الصدى قبل الولادة لتشخيص الكثير من هذه العيوب قبل الولادة.
مشاكل بعد الولادة
يُعاني بعض حديثي الولادة، لاسيَّما الخُدَّج منهم من مشاكل تحدث أو يجري اكتشافها بعد الولادة.قد تصيبُ الاضطرابات أجهزة أعضاءٍ مختلفة في الجسم.
تنطوي بعض الاضطرابات التي تُصيب الرئتين والتنفس على:
تشتمل بعض الاضطرابات التي تصيب الدَّم على:
تنطوي بعض الاضطرابات التي تؤثِّر في الهرمونات على:
تشتمل بعض الاضطرابات التي تُصيب السَّبيل الهضمي والكبد على:
كما توجد أمراض تُصيب أجهزةً أخرى في جسم الوليد، مثل: اعتلال الشَّبكيَّة عند الخُدَّج والذي يُصيب عيني بعض الخُدَّج.
التشخيص
قبل الولادة، التصوير بتخطيط الصدى
بعد الولادة، اختبارات متنوعة
قد يجري تشخيص بعض المشاكل عند حديثي الولادة قبل الولادة إذا كانت الأم تتلقَّى رعاية منتظمة قبل الولادة.يجري تشخيص مشاكل أخرى بعد الولادة.
يكون تشخيص المشاكل قبل الولادة مفيدًا بشكلٍ خاص للأجنة الذين يعانون من عيوب خِلقيَّة مُعيَّنة.يمكن للأمهات والطبيب بعد ذلك التخطيط لتوليد مثل هؤلاء الرُّضَّع في المستشفى القادر على توفير مستوى أعلى من رعاية حديثي الولادة، بما في ذلك وجود وحدة الرعاية المركزة للولدان (NICU).
الاختبارات التَّشخيصية قبل الولادة (الرِّعاية قبل الولادة)
يُستَعمل التَّصوير بتخطيط الصدى قبل الولادة للكشف عن الكثير من المشاكل ومراقبة نموِّ وتطوُّر الجنين.يساعد التصوير بتخطيط الصدى الأطباء على تحديد جنس الجنين والكشف عن الشذوذات في الرَّحم وعن بعض العيوب الخِلقيَّة وتحديد العمر الحملي للجنين.تساعد معرفة العمر الحملي للجنين والعيوب الخلقية الأطباء على توقُّع المشاكل التي يمكن أن تحدث عند الولادة.إلَّا أنَّ التصوير بتخطيط الصدى ليس دقيقًا بنسبة 100٪.يُولَد بعض الأطفال بعيوب خِلقيَّة لم يجرِ اكتشافها بالتصوير بتخطيط الصدى.
التَّحرِّي الثلاثي أو التَّحرِّي الرُّباعيَّ هو اختبارٌ يُجرى لدم الأم بهدف قياس مستويات هرمونات معينة وبروتين يُسمَّى البروتين الجنيني ألفا.قد تكون نتائج الاختبار غير طبيعية إذا كان لدى الجنين شذوذ وراثي مثل: مُتلازمة داون (تثلث الصبغي 21) أو تثلُّث الصبغي 18 أو السَّنسنة المشقوقة spina bifida أو بعض الشذوذات الأخرى.يُجرى اختبار الدَّم في الثلث الأول من الحمل ويجري دمجه غالبًا مع التصوير بتخطيط الصدى لقياس ثخانة طيَّات الجِّلد في عنق الجنين.قد تتكرَّر بعضُ اختبارات الدَّم في الثلث الثاني من الحمل، ويُشار إلى هذه التوليفة من الاختبارات باسم: التَّحرِّي المتتابع.
إذا أشارت نتائج اختبارات التحري إلى ارتفاع خطر حدوث شذوذات عند الجنين، فينبغي على الأم إجراء المزيد من الاختبارات، وغالبًا ما يكون اختبارًا يُسمى اختبار التحري غير الباضع السابق للولادة (NIPS) أو اختبار الحمض النووي الجنيني الخالي من الخلايا cell-free fetal DNA.تنطوي الاختبارات السابقة للولادة غير الباضعة NIPS على إجراء اختبارات جينيَّة لكميَّات صغيرة من الحمض النووي الجنيني الذي يتسرب من الدورة الدموية للجنين إلى دم الأم.يقوم الأطباء في بعض الحالات بإجراء اختباراتٍ على خلايا الجنين باستعمال عيِّناتٍ مأخوذةٍ بواسطة إبرة من السائل الأمنيوسي (بزل السَّلى) أو من المشيمة استئصال عيِّناتٍ من الزُّغابات المشيمائية) أو من الحبل السُّرِّي (بزل الحبل السُّريِّ).
تَحِلُّ الاختبارات السَّابقة للولادة غير الباضعة NIPS مع اختبار دموي واحد لمستوى البروتين الجنيني ألفا بشكلٍ متزايدٍ مَحِلَّ التَّحرِّيات الثلاثية والرُّباعيَّة والمتتابعة.وقد أدى هذا الأسلوب في الاختبارات إلى زيادة الدِّقَّة بتكلفةٍ أقل بشكلٍ عام.
تخطيط صدى القلب الجنيني يمكن إجراء فحصٍ مفصَّل للقلب باستخدام جهاز متخصص بتخطيط الصدى للكشف عن عيوبٍ معيَّنة في القلب.
يُستَعملُالتصوير بالرنين المغناطيسي حاليًّا لتقييم بعض التشوهات في الجنين التي تمَّ الكشف عنها لأوَّل مرَّة بواسطة التَّصوير بتخطيط الصَّدى.قد يُعطي التصوير بالرنين المغناطيسي معلوماتٍ إضافيَّة عن الشذوذ الحاصل ويمكن أن يكون مفيدًا في تقييم خيارات العلاج.
تنظير الجنين هو اختبار باضعٌ يقوم فيه الأطباء بإدخال منظار مشاهدة صغير (منظار داخلي) في الرَّحم.يمكن إدخال المنظار من خلال عنق الرَّحم عند الأم في مرحلة مبكِّرة من الحمل.وفي وقت لاحق من الحمل، يَجرِي إدخالُ المنظار من خلال شقٍّ صغيرٍ في بطن الأم، ومن ثَم من خلال شقٍّ آخر في الرَّحم.يُتيح المنظار للأطباء إلقاء نظرة مباشرة على المشيمة والجنين لتحديد (وعلاج) الاضطرابات عند الجنين في بعض الأحيان.
التَّشخيص بعد الولادة
تقوم الممرِّضات والأطباء بعد الولادة بإجراء فحصٍ سريريٍّ روتيني وقياس مستويات الأكسجين في الدَّم والقيام باختبارات تحرِّي روتينيَّة.قد تُجرى اختبارات إضافيَّة، بما في ذلك اختبارات الدَّم والتصوير بالأشعة السِّينيَّة والتصوير بتخطيط الصَّدى وغيرها، وذلك عندما يُعاني الأطفال مشاكل مُعيَّنة أو يكون لديهم نتائج غير طبيعية في الاختبارات الرُّوتينيَّة.
واعتمادًا على العمر الحملي، يُصنَّف المواليد الجدد على أنهم: خدّج، أو أتمُّوا فترة الحمل، أو في مرحلة متأخِّرة من اكتمال الحمل، أو تجاوزوا اكتمال الحمل.
كما يُصنَّف حديثو الولادة إلى ثلاث مجموعات بحسب وزنهم بالمقارنة مع المواليد الجدد الآخرين من نفس العمر الحملي.المجموعات الثلاث هي:
صغير الحجم بالنسبة لعُمر الحمل (SGA): أقل من النِّسبة المئويَّة العاشرة للوزن، أي أنَّه من بين 9 أطفال منخفضي الوزن من أصل 100 مولود في عمر الحمل المُحدَّد.
كبير الحجم بالنسبة لعُمر الحمل (LGA): أكثر من 90 في المائة من الوزن، وهذا يعني أنَّه من بين 9 أطفال أكثر وزنًا من أصل 100 مولود في عمر حمل معين.
مناسب لعمر الحمل (AGA): بدءًا من الشريحة المئوية العاشرة إلى 90 في المائة من الوزن ، وهذا يعني أنَّه من بين 82 طفلاً في المجال المتوسط للوزن.
تساعد تصنيفات العمر الحملي والوزن الأطباءَ على تحديد خطر المُضَاعَفات المختلفة.فعلى سبيل المثال، يواجه المواليد الجدد الخُدَّج خطرًا متزايدًا للإصابة بمشاكل في التنفُّس، لأنَّ رئتيهم قد لا تكون مكتملة النُّمو.قد يعاني الأطفال حديثو الولادة الذين يكون حجمهم كبيرًا بالنسبة لعمرهم الحملي من صعوبةٍ أكبر عند ولادتهم ويكونون في خطرٍ متزايد لانخفاض سكَّر الدَّم (الغلوكوز).
العلاج
تجري مناقشة العلاج الطبي لاضطراباتٍ معيَّنة في مكانٍ آخر.تتمُّ رعاية حديثي الولادة الأكثر حاجةً للرِّعاية في وَحدَة الرِّعَايَةِ المُرَكَّزَةِ لحديثي الولادة عندما يكون ذلك ممكنًا.
وَحدَةُ الرِّعَايَةِ المُرَكَّزَةِ لحديثي الولادة
وَحدَةُ الرِّعَايَةِ المُرَكَّزَةِ لحديثي الولادة هي منشأة مُتخصِّصة تجمع بين الفريق الطبي والتكنولوجيا اللازمة لرعاية الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من اضطراباتٍ مختلفة.قد يحتاج حديثو الولادة إلى مثل هذه الرِّعاية المُتخصِّصة بسبب:
اضطرابات تنفُّسيَّة
انخفاض سكر الدَّم (غلُوكُوز)
حالات العدوى الشديدة (على سبيل المثال، الإنتان)
عيوب خِلقية والتي قد تحتاج إلى جراحة
يقوم فريق حديثي الولادة عادةً بتوجيه فريق وحدة الرعاية المُرَكزة لحديثي الولادة (أطباء أطفال تم تدريبهم بشكل خاص على معالجة مشاكل الأطفال حديثي الولادة).يجري تقديم رعاية فائقة من قِبَل ممرضات مُتخصِّصات برعاية حديثي الولادة.قد يشمل أعضاء الفريق الآخرون أطباء الأطفال وممرضات مُتخصِّصات برعاية حديثي الولادة (الممرضات من الدرجة المتقدمة الذين تم تدريبهم خصيصًا على تدبير حديثي الولادة) ومساعدي أطباء حديثي الولادة وتقنيُّو المعالجة التَّنفُّسيَّة والعاملين الاجتماعيين والصَّيادلة والمعالجين الفيزيائيين والمهنيين واختصاصيي أمراض النطق واللغة وغيرهم من الموظفين المُتخصصين.كما يوجد في الكثير من وحدات الرِّعاية المُركَّزة لحديثي الولادة أطبَّاءٌ وطلابٌ تحت التدريب.ووفقًا للرِّعاية التي يحتاجها الطفل، يشارك أطباءٌ اختصاصيون في الجراحة واختصاصاتٍ أخرى أيضًا.
في وحدة الرِّعاية المُركَّزة لحديثي الولادة NICU، تجري رعاية الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات أو أجهزة التدفئة المشعة، والتي تحافظ على دفئهم مع السماح لموظفيها بمراقبتهم ومعالجتهم.يجري توصيل الأطفال عادةً بأجهزة مراقبة تقيس باستمرار مُعدَّل ضربات القلب والتَّنفس وضغط الدَّم ومستويات الأكسجين في الدَّم.ويمكن أن توجد لديهم قثاطر تُوضَع داخل الشريان أو في الوريد تعمل داخل الحبل السري للسماح بمراقبةٍ مستمرَّة لضغط الدَّم، وتُتيح القيام بسحبٍ مُتكرِّرٍ لعيِّناتٍ من الدَّم، وإعطاء السوائل والأدوية.
تتباين مرافق وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة بشكل كبير.تحتوي بعض وحدات الرِّعاية المُركَّزة على عنابر يشترك فيها الكثير من الأطفال في مساحةٍ كبيرة، ويحتوي بعضها على وحداتٍ تحتوي على عدد قليل من الأطفال في المكان ، وبعضها يحتوي على غرف خاصة للعائلة وطفلها.بغضِّ النظر عن التصميم، يُركِّز موظفو وحدة الرِّعاية المُرَكَّزة بحديثي الولادة على حاجة الوالدين للوقت والخصوصية ليتعرفوا على مولودهم الجديد، واستكشاف شخصيَّته، ومعرفة ما يُحِبُّ وما يكره؛ وفي النهاية تعلُّم الرعاية الخاصة التي سوف يُقدِّمونها له في المنزل.تختلف ساعات الزيارة ولكنَّها تكون مرنة عادةً بحيث يمكن للأسر قضاء الكثير من الوقت مع المواليد الجدد كما يحلو لهم.تتوفر في بعض المستشفيات مرافق للنوم للآباء في الموقع أو في مكان قريب.تتوفر كاميرات في العديد من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، مما يسمح للآباء برؤية أطفالهم حتى عندما لا يمكن أن يكونوا موجودين في وحدة العناية المركزة.
يشعر الآباء في بعض الأحيان أنَّه لا يمكنهم تقديم سوى القليل لمولودهم الجديد في وحدة الرِّعاية المُركَّزة؛إلَّا أنَّ وجودهم، بما ينطوي عليه من مُداعبة وتحدُّث وغناء لمولودهم الجديد، يُعدُّ شديدَ الأهمِّيَّة.يسمع حديثو الولادة أصوات والديهم حتى قبل الولادة ويعتادونَ عليها، ويستجيبون بشكل أفضل غالبًا للمحاولات التي يقوم بها والداهم لتهدئتهم.تؤدي ملامسة الجلد للجلد (وتسمى أيضًا رعاية الكنغر)، التي يُسمَح فيها للمواليد بالاستلقاء مباشرة على صدر الأم أو الأب، إلى توفير الرَّاحة للمولود وتُعزِّز التَّرابط.
يُقلِّلُ حليب الثدي بشكلٍ كبير من مخاطر الالتهاب المعوي القولوني الناخر (اضطراب خطير في الأمعاء يمكن أن يحدث عند الخُدَّج) وحالات العدوى عند الخُدَّج، وله مجموعة واسعة من الفوائد الصحية لجميع الرُّضَّع (انظر فوائد الرِّضاعة الطَّبيعيَّة).يُشجِّع فريق وحدة الرِّعاية المُرَكَّزة لحديثي الولادة الأمهات بقوَّة على الرضاعة الطبيعية بشكل مباشر أو بوضع الحليب الطبيعي ضمن زجاجة عندما تسمح حالة أطفالهنَّ بذلك.بالاعتماد على العمر الحملي والمشاكل الصِّحيَّة، قد لا يتمكن الرضع في وحدة الرِّعاية المُرَكَّزة من الرِّضاعة الطبيعية أو شرب حليب الثدي من الزجاجة، ولكن في معظم الحالات، لا يزال بوسعهم الحصول على حليب الثدي من خلال أنبوب تغذية يوضع في الأنف ويتجه إلى المعدة.يتعذَّر على الأطفال الخُدَّج القيام بالمصِّ بشكلٍ كافٍ، ويكونوا غير قادرين على تنسيق المصِّ والبلع والتنفس.قد يُعاني الرضَّع الذين أتمُّوا فترة حملهم في وحدة الرِّعاية المُرَكَّزة NICU من مشاكل في الجهاز التنفسي أو أمراض أخرى تجعل الرضاعة الطبيعية مستحيلة.ولكن، بما أنَّ حليب الثدي هو أفضل غذاءٍ واضحٍ لحديثي الولادة، فإنَّه يَجرِي تشجيع الأمَّهات على ضخِّ حليب الثدي بحيث يمكن إعطاؤه لأطفالهم من خلال أنبوب التغذية أو حفظه لاستعماله لاحقًا.
يدرك فريق وحدة الرِّعاية المُرَكَّزة لحديثي الولادة مدى حاجة الأهل إلى أن يكونوا على اطلاعٍ دائمٍ على حالة طفلهم وعلى المسار المُتوقَّع وخطة الرِّعاية والوقت المُقدَّر للخروج.ومن المفيد إجراء مناقشاتٍ منتظمة مع المُمرِّضات والفريق الطبي.كما يوجد في الكثير من وحدات الرِّعاية المُرَكَّزة عاملين اجتماعيين يساعدون على التواصل مع الوالدين وترتيب الخدمات العائليَّة والطِّبِّيَّة.