اختبارات ما قبل الولادة للاضطرابات الجينية والعيوب الخلقية

حسبJeffrey S. Dungan, MD, Northwestern University, Feinberg School of Medicine
تمت مراجعته رجب 1445

تتضمن اختبارات ما قبل الولادة للكشف عن الاضطرابات الجينية والعيوب الخلقية اختبار المرأة الحامل أو الجنين قبل ولادته لتحديد ما إذا كان يعاني من شذوذات معينة، بما في ذلك بعض الاضطرابات الجينية الموروثة أو التي حدثت بشكل عفوي.غالبًا ما تُجرى اختبارات التحري غير الباضعة أولًا (مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو اختبارات الدم)، وإذا كانت النتائج غير طبيعية فيمكن للمرأة الحامل أن تقرر ما إذا كانت ترغب بإجراء اختبار باضع.تستخدم الاختبارات الباضعة، مثل أخذ عينات من الزغابات المشيمائية، وبزل السلى، وأخذ عينات من دم الحبل السري عن طريق الجلد، عَيِّنَة من الحمض النووي للجنين DNA وتكون أكثر دقة.ولكن هذه الاختبارات قد تنطوي على خطر منخفض لخسارة الحمل أو الضرر للجنين.

غالبًا ما يكون التصوير بالأمواج فوق الصوتية جزءًا من الرعاية الروتينية قبل الولادة.بالنسبة للاختبارات الأخرى الباضعة أو غير الباضعة للكشف عن الشذوذات الجينية للجنين أو العيوب الخلقية، ينبغي على الآباء المستقبليين مناقشة دقة الاختبار وأي مخاطر ينطوي عليها مع اختصاصي الرعاية الصحية.لا تنطوي الاختبارات غير الباضعة، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية، على مخاطر مباشرة عادةً، ولكن إذا كانت النتيجة إيجابية كاذبة (نتيجة الاختبار غير طبيعية مع عدم وجود شذوذ لدى الطفل)، فقد يؤدي ذلك إلى قيام أحد الوالدين بإجراء اختبارات باضعة، والتي تنطوي على بعض المخاطر.

ينبغي على الآباء الموازنة بين مخاطر الاختبار من جهة، وفوائد إجرائه من جهة ومعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من شذوذ.على سبيل المثال، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان عدم معرفة نتائج الاختبار قد يُسبب القلق للزوجين.ينبغي عليهم التفكير في كيفية استخدام المعلومات إذا اكتشفوا أن طفلهم يعاني من خلل.وينبغي على الزوجين التفكير فيما إذا كانا سيلجآن إلى الإجهاض.فإذا لم يكن الإجهاض واردًا بالنسبة لهما، فينبغي إعادة النظر بإجراء الاختبار، والتأكد ما إذا كان اكتشاف شذوذ جيني عند الجنين سيُحضّر الزوجين من الناحية النفسية قبل الولادة، أم أنه لن يفيد إلا في زيادة مستويات القلق والشدة النفسية لديهما.بالنسبة لبعض الآباء والأمهات، إذا كانت مخاطر الاختبار تفوق فوائد معرفة أن الجنين يعاني من شذوذات صبغية، فالأفضل عدم إجرائه.

الجدول
الجدول

اختبارات ما قبل الولادة غير الباضعة للتحري عن الشذوذات الجينية

جرى تطوير عدة أنواع من الاختبارات غير الباضعة في محاولة للكشف عن شذوذات معينة عند الجنين.يمكن للاختبارات الحالية أو توليفات من الاختبارات أن تتحرى عن

في بعض الأحيان، قد يكون من الضروري إجراء أكثر من نوع واحد من الاختبارات، لأنَّه لا يمكن لجميع الاختبارات الكشف عن الشذوذات الصبغية وعيوب الأنبوب العصبي.

الاختبارات غير الباضعة السابقة للولادة هي اختبارات تحري (screening tests)، مما يعني أن نتائجها غير الطبيعية سوف تثير القلق من احتمال أن يكون لدى الجنين تشوهات، ولكنها في الوقت ذاته غير حاسمة.إذا كانت نتيجة الاختبار غير طبيعية، فقد يختار الآباء المستقبليين إجراء اختبار باضع قبل الولادة للتحقق من وجود تشوه في الجنين.لا تشكل الاختبارات غير الباضعة أي خطر على الجنين أو الحمل وتتكون من واحد أو أكثر مما يلي:

  • اختبار دموي (باستخدام عينة من دم الأم) للتحري عن الحمض النووي DNA للجنين

  • اختبارات دموية (باستخدام عينة من دم الأم) لبعض المواد (تُسمى الواسمات المصلية)، مثل البروتين الجنيني ألفا أو موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية

  • التصوير بتخطيط الصدى لقياس جزء جيني محدد (مثل المسافة المملوءة بسائل بالقرب من مؤخرة رقبة الجنين، التي تُسمى الشفوفية القفوية الجنينية fetal nuchal translucency)

خلال فترة الحمل، تعبر بعض المواد من الجنين إلى الأم ويمكن اختبارها عن طريق إجراء اختبارات على عينات دموية من الأم.ينطوي ذلك على بعض الحمض النووي الجنيني DNA.كما أنَّه بالنسبة لبعض الشذوذات الجنينية، يُنتج الجنين مستويات غير طبيعية لبعض الواسمات المصلية.

عادةً ما يعرض الأطباء إجراء اختبارات دموية للتحري عن الشذوذات الجينية كجزء من إجراءات الرعاية الصحية الروتينية قبل الولادة.ولكن، بعض الآباء والأمهات المستقبليين يُفضلون عدم إجراء أية اختبارات من هذا النوع.

في بعض الأحيان، يُقرر الآباء المستقبليون تخطي هذه الاختبارات غير الباضعة وإجراء اختبارات جينية باضعة قبل ولادية (مثل أخذ عينات من الزغابات المشيمائية أو بزل السلى)، وخاصةً إذا كان الزوجان يواجهان زيادة في خطر إنجاب طفل مُصاب بشذوذ وراثي.

في حال أن الحمل سيتم من خلال التخصيب في الأنابيب، فقد يكون من الممكن أحيانًا تشخيص الاضطرابات الجينية قبل نقل البويضة الملقحة من وعاء التلقيح إلى رحم الأم (التَّشخيص الجيني قبل الزرع أو التعشيش).(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات الصبغيّات والجينات) ولمحة عن العيوب الولادية.

ينبغي على الآباء والأمهات المستقبليين تذكر بأن اختبارات التحري لا تكون دقيقة دائمًا.يمكن لاختبارات التحري ألا تكشف عن بعض الشذوذات، وقد تُشير إلى وجود شذوذات في حين أنها غير موجودة.

اختبار تحري الحمض النووي DNA الخالي من الخلايا

إحدى الطرق الشائعة للتحري عن الشذوذات الصبغية عند الجنين، بما في ذلك مُتلازمة داون، وتثلث الصبغي 18، وتثلث الصبغي 13، هي تحليل الحمض النووي DNA الخالي من الخلايا (cfDNA) وذلك في وقت مبكر من الحمل، اعتبارًا من عمر 10 أسابيع.في هذا الاختبار، يجري تحليل أجزاء صغيرة من الحمض النووي DNA للجنين، والذي يكون موجودًا في دم المرأة بمستويات ضئيلة.تكون معدلات الكشف باستخدام هذه التقنية أعلى من معظم الطرق غير الباضعة الأخرى.

اختبار تحري الواسمات المصلية

يمكن إجراء اختبار تحري الواسمات المصلية في دم الأم للكشف عن الشذوذات الصبغية، أو عيوب الأنبوب العصبي، أو كليهما.

قد يعتمد اختيارُ اختبار الواسمة المصلية على التوقيت (الحصول على نتائج الاختبار في وقت مبكر من الحمل)، أو تفضيلات أخرى للوالدين المستقبليين، أو على الاختبار الذي تستخدمه العيادة أو المستشفى عادة.تتضمن الواسمات الهامة كلاً من:

  • البروتين الجنيني ألفا: وهو بروتين يُنتجه جسم الجنين

  • بروتين البلازما A المرتبط بالحمل (PAPP-A): بروتين تنتجه المشيمة

  • الإسترول: وهو هرمون يتشكل من المواد التي يُنتجها جسم الجنين

  • موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية: وهو هرمون تُنتجه المشيمة

  • الإنهيبين A: وهو هرمون تُنتجه المشيمة

يمكن لتحري الواسمات المصلية أن يتكون من توليفات مختلفة من الاختبارات.عادةً ما يجري قياس مستويات الواسمات في الأسابيع 10-13 من الحمل (في الثلث الأول من الحمل).يجري قياس مستويات الواسمات الأخرى في الأسابيع 16-18 من الحمل (اختبارات التحري في الثلث الثاني من الحمل).

يُجرى اختبارُ المصل في بعض الأحيان مع اختبار يقيس الشفوفية القفوية الجنينية.في هذا الاختبار يستخدم الأطباء التصوير بالأمواج فوق الصوتية لمعاينة الحيز الممتلئ بالسائل بالقرب من مؤخرة رقبة الجنين.

اختبارات عيوب الأنبوب العصبي

عادةً ما يجري قياس المستويات الدموية للبروتين الجنيني ألفا لدى جميع النساء الحوامل إذا كانت الاختبارات الأخرى لا تتضمن هذه الواسمة (مثل بعض خيارات واسمة مصل الثلث الأول من الحمل، أو أخذ عينات من الزغابات المشيمائية، أو بزل السلى).يشير ارتفاع مستويات هذا البروتين إلى زيادة خطر

كما قد يرتفع مستوى البروتين الجنيني ألفا لأسباب أخرى، بما في ذلك

يُجرى التصوير بتخطيط الصدى إذا كشفت الاختبارات الدموية عن مستويات غير طبيعية من البروتين الجنيني ألفا عند الأم الحامل.

بزل السلى هو اختبار باضع يُجرى عند الحاجة للمزيد من الاختبارات.يُساعد الأطباء على قياس مستويات البروتين الجنيني- ألفا في السوائل المحيطة بالجنين (السائل الأمنيوسي)، وذلك بهدف تحليل صبغيات الجنين، وتحديد ما إذا كان السائل الأمنيوسي يحتوي على إنزيم يُدعى أسيتيل كولينستيراز.من شأن تحديد مستويات الهرمون الجنيني-ألفا وإنزيم أسيتيل كولينستيراز أن يساعد الأطباء على تقييم خطر عيوب الأنبوب العصبي أو غيره من الشذوذات بشكل أفضل.

يُشير ارتفاع مستوى البروتين الجنيني ألفا أو وجود إنزيم أسيتيل كولينستيراز في السائل الأمينيوسي إلى:

  • شذوذ في الأنبوب العصبي

  • شذوذ في بنية تشريحية أخرى، مثل المريء، أو الكلى، أو جدار البطن

يُشير ارتفاع مستوى البروتين الجنيني-ألفا بالإضافة إلى ارتفاع مستويات إنزيم أسيتيل كولينيستيراز في السائل الأمنيوسي إلى زيادة خطر:

التصوير بتخطيط الصدى

من الشائع إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية كاختبار روتيني في أثناء الحمل.لا توجد مخاطر معروفة للتصوير بالأمواج فوق الصوتية، سواءً على الأم أو الجنين.يمكن للتصوير بتخطيط الصدى أن يساعد على ما يلي:

  • تحديد ما إذا كان الجنين على قيد الحياة

  • تحديد ما إذا كان هناك أكثر من جنين واحد في رحم الأم

  • تأكيد عمر الجنين (العمر الحملي)

  • تحديد موضع المشيمة

  • الكشف عن عيوب تشريحية ولادية محددة واضحة في الثلث الثاني من الحمل، مثل العيوب التشريحية في الدماغ، والحبل الشوكي، والقلب، والكلى، والمعدة، وجدار البطن، والعظام، والتي قد يشير بعضها إلى زيادة خطر حدوث خلل في الكروموسومات لدى الجنين

إذا ظهرت نتائج غير طبيعية في اختبارات الدم للأم الحامل، أو عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بعيوب ولادية (مثل عيوب القلب الولادية أو شق الشفة وقبة الحنك)، فقد يُجرى التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتقييم الجنين.ومع ذلك، فإن النتائج الطبيعية لا تضمن عدم وجود أي تشوهات في الجنين، لأنه ليس من الممكن الكشف عن جميع التشوهات.إلا أن احتمال بعض العيوب الخلقية، مثل عيوب الأنبوب العصبي، يبقى قائمًا.يمكن لنتائج التصوير بتخطيط الصدى أن تقترح وجود شذوذات صبغية عند الجنين، ولكنها لا تُحدد ماهية المشكلة بالتحديد.في مثل هذه الحالات، قد يُوصي الطبيب بإجراء بزل السلى.

يمكن إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية المستهدفة باستخدام معدات عالية الدقة في بعض المراكز المتخصصة.يساعد هذا التصوير على توفير تفاصيل أكثر دقة من التصوير التقليدي بالأمواج فوق الصوتية، وخاصةً بالنسبة للعيوب الولادية الصغيرة.يُساعد التصوير الموجه بتخطيط الصدى في الثلث الثاني من الحمل على تقدير خطر بعض الشذوذات الصبغية.يهدف التصوير الموجه بتخطيط الصدى إلى اكتشاف عيوب تشريحية ولادية محددة تُشير إلى زيادة خطر الشذوذات الصبغية.يمكن لهذا الاختبار أيضًا الكشف عن تغيرات محددة في الأعضاء لا تؤثر في وظائفها، ولكنها قد تزيد من خطر الشذوذات الصبغية.ولكن، وجود نتائج طبيعية قد لا يعني بالضرورة انعدام خطر وجود الشذوذات الصبغية.

الاختبارات الباضعة للتشخيص السابق للولادة

يمكن اللجوء إلى العديد من الإجراءات لاختبار المادة الجينية للجنين بشكل مباشر للتحري عن التشوهات الجينية والكروموسومية.تُعد هذه الاختبارات إجراءات باضعة (بمعنى أنها تتطلب إدخال أدوات إلى الجسم) وقد تُعرض الجنين لخطر بسيط للإسقاط أو الأذى.

بزل السلى

يُعد بزل السلى amniocentesis أحد أكثر الاختبارات شيوعًا للكشف عن الشذوذات قبل الولادة.كثيرًا ما يُوصى بإجراء هذا الاختبار للأمهات الحوامل اللواتي تزيد أعمارهنّ عن 35 عامًا لأنهن يواجهن خطرًا أعلى لإنجاب طفل مُصاب بتشوهات صبغية، بشكل أكبر من النساء الأصغر سنًا.ولكن، يوصي العديد من الأطباء بإجراء هذا الاختبار لجميع النساء الحوامل بغض النظر عن أعمارهنّ، كما يمكن لأي امرأة حامل طلب إجراء هذا الاختبار حتى وإن كانت مخاطره أعلى من المستوى الطبيعي.

في هذا الإجراء، تؤخذ عينة من السائل المُحيط بالجنين (السائل الأمنيوسي amniotic fluid) وتُرسل لتحليلها في المختبر.عادةً ما يُجرى اختبار بزل السلى في الأسبوع الخامس عشر من الحمل أو بعد ذلك.يحتوي السائل الأمنيوسي على خلايا يطرحها الجنين.تُنمّى هذه الخلايا في المختبر بحيث يمكن تحليل الصبغيات الموجودة فيها.يُساعد بزل السلى الأطباء على قياس مستويات البروتين الجنيني-ألفا (بروتين يُصنع من قبل الجنين) في السائل الأمنيوسي.يشير هذا الإجراء بدقة أكبر إلى احتمال إصابة الجنين بتشوهات في الدماغ أو الحبل الشوكي، وذلك بالمقارنة مع قياس مستويات البروتين في دم الأم الحامل.

اكتشاف الشذوذات قبل الولادة

يُستخدم اختبار أخذ عينات من الزغابات المشيمائية واختبار بزل السلى للكشف عن الشذوذات الجينية عند الجنين.في أثناء هذه الإجراءات، يُستخدم التصوير بتخطيط الصدى لإرشاد الطبيب.

في اختبار أخذ عينات الزغابات المشيمائية، تُؤخذ العينات من المشيمة بإحدى طريقتين:عن طريق عنق الرحم، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن ورفيع (قثطار) عبر المهبل وعنق الرحم باتجاه المشيمة.عن طريق البطن، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر جدار البطن إلى المشيمة مباشرةً.في كلتا الطريقتين يجري سحب عينة من المشيمة بواسطة محقن، ومن ثم يجري تحليلها.

في اختبار بزل السلى، يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر جدار البطن إلى السائل الأمنيوسي مباشرةً.يجري سحب عينة من هذا السائل بهدف تحليلها.

قبل الإجراء، يُستخدم التصوير بتخطيط الصدى لتقييم حالة قلب الجنين، وتأكيد عمر الحمل، وتحديد موضع المشيمة والسائل الأمنيوسي، ولتحديد عدد الأجنة داخل الرحم.

يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر جدار البطن إلى السائل الأمنيوسي مباشرةً.قد يُستخدم في البداية مخدر موضعي لتخدير موضع الحقن.وفي أثناء الإجراء، يُستخدم التصوير بتخطيط الصدى أيضًا لمراقبة الجنين وتوجيه الإبرة نحو المكان المناسب.يجري سحب عينة من السائل، وتُخرج الإبرة.

قد يحتوي السائل الأمنيوسي على آثار من دم الجنين.يمكن لهذه الكميات من الدم أن ترفع من مستوى البروتين الجنيني-ألفا، مما يجعل تفسير نتائج الاختبار صعبًا.

إذا كانت زمرة دم الأم الحامل سلبية العامل الريصي، فتُعطى الغلوبولين المناعي الريصي Rho(D) بعد الإجراء، وذلك لمنع تشكل أجسام مضادة للعامل الريصي.عندما تكون المرأة ذات زمرة دموية سلبية العامل الريصي حاملًا بجنين ذو زمرة دموية إيجابية العامل الريصي (يسمى ذلك عدم توافق العامل الريصي)، فقد تنتج هذه الأجسام المضادة إذا تماس دم الجنين مع دمها، كما قد يحدث في أثناء بزل السلى.قد تُسبب هذه الأجسام المضادة مشاكل عند الجنين الذي تكون زمرة دمه إيجابية العامل الريصي.ولكن إذا كانت زمرة دم الأب سلبية العامل الريصي أيضًا، فلا داعٍ لهذه الحقنة، لأنه في هذه الحالة ستكون زمرة دم الجنين سلبية العامل الريصي دائمًا.

يمكن لاختبار بزل السلى أن يُسبب في حالات نادرة مشاكل للأم الحامل أو جنينها.قد يحدث ما يلي:

  • ألم: تشعر بعض النساء بألم بسيط في غضون ساعة أو ساعتين من الإجراء.

  • تسرب بقع من الدم أو كميات من السائل الأمنيوسي من المهبل: يحدث هذا الاختلاط بنسبة 1-2%، ولكن المشكلة لا تستمر لفترة طويلة، وعادةً ما تتعافى بدون علاج.

  • الإسقاط: تبلغ نسبة حدوث الإسقاط بسبب بزل السلى حوالى حالة واحدة لكل 500-1,000 حالة.

  • أذية الجنين بسبب الإبرة المُستخدمة: تكون هذه الإصابات نادرة جدًا.

عادةً ما يمكن إجراء اختبار بزل السلى عندما تكون الأم حاملًا بتوأمين أو حتى أكثر من ذلك.

أخذ عينات من الزغابات المشيمائية

في أخذ العينات من الزغابات المشيمائية Chorionic Villus Sampling يقوم الطبيب بأخذ عينات صغيرة من الزغابات المشيمائية، وهي امتدادات صغيرة تُشكل جزءًا من المشيمة.يُستخدم هذا الإجراء لتشخيص بعض الاضطرابات عند الجنين، وعادةً في الفترة بين الأسبوعين 10-12 من الحمل.

وخلافًا لبزل السلى، فإن أخذ عينات من الزغابات المشيمائية لا يُمكّن الطبيب من أخذ عينات من السائل الأمنيوسي.وبالتالي، فلا يمكن للطبيب قياس مستويات البروتين الجنيني-ألفا في السائل الأمنيوسي للتحري عن تشوهات الحبل الشوكي والدماغ (عيوب الأنبوب العصبي).قد يقترح الطبيب إجراء بزل السلى أو اختبارات دموية لقياس مستويات البروتين الجنيني-ألفا في مرحلة لاحقة من الحمل لتحري هذه العيوب.

الميزة الرئيسية لاختبار أخذ عينات الزغابات المشيمائية هو أنه يمكن إجراؤها وظهور نتائجها في وقت أبكر من الحمل بالمقارنة مع بزل السلى.وبالتالي، في حال اكتشاف شذوذ، يمكن التعامل مع قلق الزوجين في وقت أبكر.ففي هذه الحالة، قد يُقرر الزوجان إنهاء الحمل، وإذا جرى اتخاذ هذا القرار في وقت مبكر، فإن الإجهاض يكون أسهل وأكثر أمانًا.بالإضافة إلى ذلك، فإن الاكتشاف المبكر للشذوذات عند الجنين قد يمنح الزوجين وقتًا أطول للاستعداد للولادة التي قد تتطلب إجراءات طبية خاصة.

قبل أخذ عينات من الزغابات المشيمائية، يُجرى تصوير بتخطيط الصدى لتحديد ما إذا كان الجنين على قيد الحياة أم لا، ولتأكيد عمر الحمل، والتحقق من وجود شذوذات واضحة، وتحديد موقع المشيمة.

يمكن أخذ العينة من الزغابات المشيمائية من خلال عنق الرحم أو من خلال جدار البطن.

  • من خلال عنق الرحم: تستلقي المرأة على ظهرها مع ثني الوركين والركبتين، وغالبًا ما يُستخدم رُكبان خاص لدعم الركبتين أو الكعبين، كالذي يُستخدم في سياق الفحص الحوضي.يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن (قثطار) من خلال المهبل وعنق الرحم باتجاه المشيمة.بالنسبة لمعظم النساء، يكون الإجراء مشابهًا جدًا لإجراء لطاخة بابانيكولاو Pap test، إلا أن عددًا قليلًا من النساء يجدنه مزعجًا أكثر.لا يمكن استخدام هذه الطريقة عند النساء اللواتي يعانين من عدوى تناسلية نشطة (مثل الهربس التناسلي أو السيلان).

  • من خلال جدار البطن: يقوم الطبيب بتخدير منطقة من الجلد عبر البطن ويقوم بإدخال إبرة من خلال جدار البطن إلى المشيمة.مُعظم النساء لا يجدن هذا الإجراء مؤلمًا.ولكن قد تشعر بعض النساء بألم خفيف في المنطقة فوق البطن لمدة ساعة أو ساعتين بعد الإجراء.

في كلا الإجراءين، يستخدم الطبيب تخطيط الصدى لإرشاده في أثناء إدخال القثطار أو الإبرة وشفط عينة الأنسجة باستخدام محقن.بعد ذلك تُرسل العينة للتحليل في المختبر.تعاني الكثير من النساء من مشاهدة بقع ضوئية لمدة يوم أو يومين بعد أي من هذين الإجراءين.

بعد أخذ العينة من الزغابات المشيمائية، تُعطى المرأة التي تكون زمرة دمها سلبية العامل الريصي حقنة من الغلوبولين المناعي الريصي 0(D)، وذلك للوقاية من إنتاج أجسام مضادة للعامل الريصي.عندما تكون المرأة ذات زمرة دموية سلبية العامل الريصي حاملًا بجنين ذو زمرة دموية إيجابية العامل الريصي (يسمى ذلك عدم توافق العامل الريصي)، فقد تنتج هذه الأجسام المضادة إذا تماس دم الجنين مع دمها، كما قد يحدث في أثناء أخذ عينات من الزغابات المشيمائية.يمكن لهذه الأجسام المضادة أن تُسبب مشكلة لدى الجنين.ولكن إذا كانت زمرة دم الأب سلبية العامل الريصي أيضًا، فلا داعٍ لهذه الحقنة، لأنه في هذه الحالة ستكون زمرة دم الجنين سلبية العامل الريصي دائمًا.

تكون مخاطر أخذ عينات من الزغابات المشيمائية مشابهةً تقريبًا لمخاطر بزل السلى.وإن الخطر الأكثر شيوعًا هو الإسقاط، والذي يحدث بنسبة 1 لكل 500 حالة تقريبًا.

يمكن في حالات نادرة أن يكون التشخيص الجيني غير دقيق بعد أخذ عينات من الزغابات المشيمائية، وبالتالي قد يكون من الضروري إجراء بزل السلى.في العموم، تكون دقة كلا الاختبارين متشابهة.

أخذ عينات من دم الحبل السري عن طريق الجلد

عند أخذ عينات من دم الحبل السري عن طريق الجلد يقوم الطبيب أولًا بتخدير منطقة الجلد فوق البطن.يستخدم الطبيب التصوير بتخطيط الصدى للاسترشاد، وبعد ذلك يقوم بإدخال إبرة عبر جدار البطن والرحم وصولاً إلى الحبل السري.تُسحب عينة من دم الجنين وتُرسل إلى المختبر لتحليلها، وتُسحب الإبرة من مكانها.يُعد أخذ عينة من دم الحبل السري للجنين عن طريق الجلد إجراءًا باضعًا.يمكن لهذا الإجراء أن يُسبب الإسقاط في حوالى 1% من الحالات.

في الماضي، كان أخذ عينة من دم الحبل السري للجنين عن طريق الجلد يُستخدم عند الحاجة لتحليل صبغيات الجنين على وجه السرعة، وخاصةً قرب انتهاء الحمل عندما يكشف التصوير بتخطيط الصدى عن شذوذات في الجنين.ولكن هذا الإجراء أصبح نادرًا اليوم لنفس الهدف.وعوضًا عن ذلك، يقوم الطبيب بتحليل الجينات في خلايا السائل الأمنيوسي (التي يجري أخذها في أثناء بزل السلى)، أو قد يقوم الطبيب بتحليل جزء من المشيمة (في أثناء أخذ عينات من الزغابات المشيمائية).عادةً ما تكون هذه الاختبارات أقل خطورة وتوفر نتائج بسرعة أكبر.

حاليًا، تؤخذ عينة من دم الحبل السري للجنين عن طريق الجلد من حين لآخر، وذلك عندما يشتبه الطبيب بأن الجنين يُعاني من فقر الدم .إذا كان الجنين يشتكي من فقر دم شديد، فقد يُنقل له الدم عن طريق الإبرة التي لا تزال مغروسة في الحبل السري للجنين.

الاختبار الجيني قبل الزرع

إذا كان الحمل سيتم من خلال التخصيب داخل الأنبوب، فيمكن للطبيب أحيانًا تشخيص الاضطرابات الجينية عند المُضغة قبل نقلها إلى رحم الأم.يتطلب هذا الاختبار الجيني قبل الزرع خبرة تقنية ويكون مكلفًا.تُستخدم هذه التقنية بشكل رئيسي للآباء والأمهات المستقبليين الذين يواجهون خطرًا مرتفعًا لإنجاب طفل مصاب باضطرابات جينية (مثل التليف الكيسي) أو شذوذات صبغية.ولكن، التقنيات الأحدث قد تقلل من تكلفة هذا الاختبار وتجعله متوفرًا على نطاق أوسع.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد: الاضطرابات الجينية: يقدم هذا الموقع تعريفات للجينات والصبغيات ومعلومات أساسية عن الوراثة، وخطر إنجاب طفل مصاب بعيب ولادي، واختبارات التشوهات الجينية والصبغية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID