الفَحص السريري لحديثي الولادة

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته صفر 1445

عادةً ما يخضع المولود الجديد لفحص بدني شامل من قبل اختصاصي الرعاية الصحية خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من حياته.

ويبدأ الفحصُ بسلسلة من القياسات، بما في ذلك الوزن والطول ومحيط الرأس.يبلغ متوسط الوزن عند الولادة حوالى 7 أرطال (3.2 كجم) ، ومتوسط الطول 20 إنش (51 سم)، رغم وجود مجال واسع يُعدُّ طبيعيًّا.ثم يقوم الطبيبُ بتفحص جلد الوليد والرأس والعنق والقلب والرئتين والبطن والأعضاء التناسلية، ويُقيِّم الجهاز العصبي والمنعكسات لديه،كما يقوم الأطباءُ أيضًا باختبارات تحري رويتينة للكشف عن المشاكل التي لا يمكن ملاحظتها خلال الفَحص السَّريري.

الجلد

يتفحص الأطباءُ الجلد ويسجِّلون لونه،ويكون لونُ الجلد مُحمرًّا عادةً، ولكنَّ من الشائع أن تكون هناك مسحة من اللون الأزرق على أصابع اليدين والقدمين وذلك بسبب ضَعف الدورة الدَّموية خلال الساعات القليلة الأولى.وفي بعض الأحيان، توجد بقع صغيرة بلون أرجوانيّ محمرّ (تسمى الحَبَرات petechiae) على أجزاء الجسم التي تعرَّضت لضغط شديدٍ في أثناء الولادة،ولكن من المُحتمل أن يكون وجود الحبرات على جميع أجزاء الجسم علامةً لاضطرابٍ ما وهِيَ تحتاجُ إلى تقييمها من قِبَل الطبيب.يحدث جفاف وتقشر في الجلد خلال أيامٍ غالبًا، خُصوصًا في المعصم وطيَّات الكاحل.

يحدث عندَ الكثير من حديثي الولادة طفحٌ جلديٌّ بعد نحو 24 ساعة من الولادة،ويتكون هذا الطفح الجلدي الذي يُسمَّى الحُمَّى السمية الوليدية erythema toxicum، من لطخات حمراء مسطحة، وعادةً مع وجود نتوء أبيض يشبه البثرة في منتصفها عادةً،وهِيَ غير ضارة وتختفي خلال 7 إلى 14 يومًا.

الرأس والرقبة

(انظر أيضًا العيوب الخلقية في الوجه والعظام والمفاصل والعضلات).

فحص رأس الوليد، ووجهه، ورقبته من قبل اختصاصيي الرعاية الصحية للتحري عن أية شذوذات.حيث تحدث بعضُ التشوهات في أثناء الولادةوقد تنجُم التشوهات الأخرى عن عيبٍ خِلقي.

بعد الولادة الطبيعية بوضعة الرأس أولًا، قد يتغير شكل رأس الطفل لعدة أيام (قد يبدو مخروطيًا أو مُسطَّحًا على بعض الجوانب).حيثُ تتراكب العظامُ التي تُشكِّل الجمجمة، ممَّا يسمح بانضغاط الرأس من أجل الولادة،ويكون بعض التورُّم والتكدُّم في فروة الرأس أمرًا طبيعيًّا.في بعض الأحيان، يُسبِّبُ حدوث نزفٌ من أحد عظام الجمجمة والغطاء الخارجي لها نتوءًا صغيرًا على الرأس يزول في غضون أشهرٍ قليلة (يسمى الورم الدموي الرأسي cephalhematoma).

عندما تكون (الولادة مقعديةً)، أي يخرج الردفان أو الأعضاء التناسلية أو القدمان أولًا، لا يحدث تشوه في الرأس عادةً،ولكن، قد يحدث تورم أو تكدُّم في الردفين أو الأعضاء التناسلية أو القدمين،عندما يكون الصغير في الوضعية المقعدية، يوصي الأطباء عادة بالولادة القيصرية (ولادة جراحية للصغير عن طريق شق في بطن المرأة والرحم)، عوضًا عن الولادة المهبلية لتقليل خطر إصابة الطفل أثناء الولادة.

قد يتكدَّم وجه الوليد بسبب الضغط في أثناء الولادة الطبيعيَّة،وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الانضغاط عبر قناة الولادة إلى جعل الوجه يظهر في البداية غير متناظر،ينجم عدم التناظر هذا في حالات نادرة عن تضرر أحد اعصاب الوجه في أثناء الولادة.ويكُون التَّعافي تدريجيًّا خلال الأسابيع القليلة التالية.

كما قد تؤدي عملية الولادة إلى تشكُّل نزوف تحت الملتحمة (تمزُّق الأوعية الدموية على سطح العين) في عيني المولود أيضًا،وتكون هذه النزوفُ شائعة ولا تحتاج إلى معالجة، وتختفي تمامًا خلال أسبوعين عادةً.

يتفحص الأطباء الأذنين لملاحظة ما إذا كان شكلهما طبيعيًا وفي المكان الصحيح؛فعلى سبيل المثال، قد يعني وجود الأذنين في مكان منخفض أو تشكلهما على نحوٍ غير صحيح أنَّ المولود لديه اضطراب وراثيّ أو ضعف في السمع.

كما يتفحص الأطباء الفم للتَّحرِّي عن أيَّة مشاكل أيضًا.في حالاتٍ نادرةٍ، يُولد الصغار مع أسنان، ممَّا قد يحتاجُ إلى إزالتها، أو لديهم الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق.كما يتحرَّى الأطبَّاء عن وجود ورم لثوي (نمو غير سرطاني على اللثة)، لأن هذ الأورام يُمكن أن تسبب مشاكل في التغذية وقد تُسبِّبُ انسدادًا في المسالك الهوائيَّة.

يتفحصُ الأطباءُ العُنقَ للتحري عن ورمٍ أو زوائد والتواءات أو تشنجات.

القلبُ والرئتان

(انظر أيضًا العيوب الخِلقية في القلب).

تُستخدم السماعة الطبية لتفحص القلب والرئتين والكشف عن أيَّة مشاكل.قد تكون أصوات القلب أو الرئة غير الطبيعية عبارة عن نفخة قلبية أو احتقان في الرئة.

يجري فحص لون جلد المولود الجديد.وقد يكون اللونُ الأزرق للوجه والجذع علامة على وجود عيوب خلقية في القلب أو مرض في الرئة.

يجري التحقق من معدَّل وقوة النبض،يُراقب تنفس المولود الجديد، ويُحسب عدد الأنفاس في الدقيقة الواحدة.ويمكن للشخير أو توسُّع المنخرين مع التنفُّس، والتنفُّس بشكل سريع جدًّا أو بطيء جدًّا، أن تكون علاماتٍ على وجود مشاكل.

البطنُ والأعضاء التناسليَّة

(انظر أيضًا العيوب الخِلقية في السبيل الهضمي والعيوب الخِلقية في السبيل البولي والأعضاء التناسلية).

يجري تفحّص الشكل العام للبطن، والتحقق من حجم، وشكل، ووضعية الأعضاء الداخلية، مثل الكلى والكبد والطحال.حيثُ قد تشير ضخامة الكلى إلى وجود انسِداد في مجرى البول.

تُفحص الأعضاء التناسلية للتأكد من أن الإحليل (الأنبوب الذي يمر البول عبره من المثانة في أثناء التبول) مفتوح وفي الموقع الصحيح.يجري فحص الأعضاء التناسلية لمعرفة ما إذا كان المولود ذكرًا أم أنثى بشكل واضح.عند الذكور، ينبغي أن تكون الخُصيَتان موجودتين في كيس الصَّفَن،وعند الإناث، تكون الأشفار بارزةً بسبب التعرض لهرمونات الأم، وتبقى متورِّمة خلال الأسابيع القليلة الأولى.تكون المُفرَزات من مهبل الصغيرة والتي تحتوي على الدم والمخاط طبيعيةً.في حالات نادرة، يكون لدى المولود الجديد أعضاء تناسلية ليست ذكرية أو أنثوية بشكل واضح (أعضاء تناسلية مبهمة) ويلزم إجراء مزيد من التقييم.

يجري تفحص فتحة الشرج والتأكد من كونها في الموضع الصحيح وليست مغلقة.

الجهاز العصبي

(انظر أيضًا العيوب الخِلقية للدِّماغ والحبل الشوكي).

تجري مراقبة مستوى اليقظة عند حديثي الولادة، وتوتر العضلات، والقُدرة على تحريك الذراعين و الساقين بشكل متساوٍ.يمكن أن تكون الحركة غير المتكافئة علامةً على وجود خلل في الأعصاب (مثل شلل العصب).

يجري اختبار المنعكسات عند المولود الجديد باستخدام مناورات مختلفة.تكون أهم المنعكسات عند المولود هي منعكس مورو ومنعكس التجذير ومنعكس المصّ.

المنعكساتُ الثلاثة الشائعة عندَ حديثي الولادة

بالنسبة إلى منعكس مورو، عندَ إجفال المولود، يبدأ في البكاء ويفتح ذراعيه للخارج مع أصابع اليدين ممطوطةً ويرفع ساقيه نحو صدره.

بالنسبة إلى منعكس التجذير، عندَ النقر على أحد جانبي فم المولود أو شفته، يحول رأسه إلى هذا الجانب ويفتح فمه،ويُمكِّن هذا المنعكس المولود من إيجاد حلمة الثدي.

بالنسبة إلى منعكس المصّ، عندما يوضع جسمٌ (مثل اللهاية) في فم المولود، يبدأ بالمصِّ مباشرة.

العَضلات والعظام

(انظر أيضًا العيوب الخلقية في الوجه والعظام والمفاصل والعضلات).

يتم فحص مرونة الوليد وحركة الذراعين، والساقين، والوركين لمعرفة ما إذا كان الوليد قد تعرض لخلع في الورك أو كسر في أي من العظام في أثناء الولادة (عظم الترقوة هو العظم الذي ينكسر على نحو أكثر شيوعًا في أثناء الولادة وعادةً ما يُشفى تمامًا خلال بضعة أسابيع).يجري فحص جميع الأطراف والمفاصل للتحري عن أية أطراف مشوَّهة أو مفقودة.

يجري تفحص العمود الفقري للكشف عن أيَّة عيوب أو تشوُّهات (مثل السنسنة المشقوقة spina bifida).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID