غياب فترات الحيض

(انقطاع الحيض)

حسبJoAnn V. Pinkerton, MD, University of Virginia Health System
تمت مراجعته رجب 1444

يُسمَّى عدم وجود فترات الحيض بانقطاع الحيض amenorrhea.

يُعدُّ غياب الحيض أمرًا طبيعيًّا في الحالات التالية:

  • قبل حدوث البلوغ

  • خلال فترة الحمل

  • خلال فترة الرِّضاعة الطبيعية.

  • بعد سنِّ اليأس.

بينما في أوقاتٍ أخرى، قد يكون العَرض الأوَّل لوجود اضطرابٍ خطير.

قد يتزامن انقطاع الطمث مع ظهور أعراضٍ أخرى، وذلك وفقًا لسبب حدوثه.فمثلًا، يمكن أن تظهر ملامح ذكوريَّة (ترجيل) عند المرأة، مثل شعر الجسم الزائد (الشَّعرانيَّة) والصَّوت العميق وزيادة حجم العضلات.يمكن أن يُعانين من الصُّدَاع أو من مشاكل في الرؤية أو من انخفاض الرَّغبة الجنسيَّة.قد يُواجهنَ صعوبةً في حدوث حمل.

لا يقوم المبيضان بتحرير البويضات عند معظم النساء اللواتي يُعانينَ من انقطاع الحيض.يتعذَّر حدوث حملٍ عند هذه المجموعة من النساء.

يمكن أن تحدث مشاكل مشابهة لتلك المرتبطة بسنِّ اليأس عند استمرار انقطاع الحيض لمدَّةٍ طويلة.والتي تشتمل على الشعور بالهبَّات الساخنة وجفاف المهبل وانخفاض كثافة العظام (هشاشة العظام) ووجود خطرٍ متزايدٍ لحدوث اضطرابات في القلب والأوعية الدَّمويَّة.تحدث مثل هذه المشاكل نتيجة انخفاض مستوى الإِسترُوجين عند النساء اللواتي يُعانين من انقطاع الحيض.

أنواع انقطاع الحيض

يوجد نوعان رئيسيَّان من انقطاع الحيض:

  • أوَّلي: لم تبدأ فترات الحيض على الإطلاق.

  • ثانوي: بدأت فترات الحيض ثمَّ توقَّفت.

إذا لم تبدأ فترات الحيض على الإطلاق فإنَّ الفتيات لم يدخُلنَ في مرحلة البلوغ بعد، وبالتالي فإنَّ الملامح الجنسيَّة الثانويَّة مثل الثديين وشعر العانة لم يظهرا بالشَّكل الطبيعي.

أمَّا إذا كانت فترات الحيض قد بدأت عند النساء ثمَّ توقَّفت، فقد يكُنَّ مصاباتٍ بانقطاع الحيضِ الثانوي.يُعدُّ حدوث انقطاع الحيض الثَّانوي أكثرَ شُيُوعًا من انقطاع الحيض الأوَّلي.

الهرمونات والحيض

يجري تنظيم فترات الحيض من خلال نظام هرموني مُعقَّد.يقوم هذا النظام شهريًّا بإنتاج هرمونات في تسلسلٍ مُعيَّن لتحضير الجسم، ولاسيَّما الرَّحم، لحدوث الحمل.عندما يعمل هذا النظام بشكلٍ طبيعي ولا يحدث حمل، ينتهي التَّسلسل بانسلاخ بطانة الرَّحم وحدوث فترة الحيض.يجري إنتاج الهرمونات في هذا النظام من البُنى التَّالية:

  • الوطاء hypothalamus (جزء الدِّماغ الذي يساعد على ضبط الغُدَّة النُّخامِيَّة)

  • الغُدَّة النُّخاميَّة pituitary gland، التي تُنتج الهرمون المُلَوتِن والهُرمون المنشِّط للجُرَيبات

  • المَبيضان اللذان يُنتجان الإِسترُوجين والبروجسترون.

يمكن لهرمونات أخرى مثل هرمونات الغُدَّة الدرقية والبرولاكتين (الذي تنتجه الغُدَّة النُّخامِيَّة)؛ أن تؤثِّر في الدَّورة الشَّهريَّة.

أسباب انقطاع الحيض

تنطوي الحالات التي تسبب انقطاع الحيض على الاضطرابات الهُرمونِيَّة، والعيوب الولادية، والاضطرابات الجينية، والأدوية، والعقاقير غير المشروعة.

السَّبب الأكثر شيوعًا لانقطاع الحيض عند النساء غير الحوامل أو المُرضعات رضاعةً طبيعيَّة هو

الجدول
الجدول
  • حدوث خلل وظيفي في أي جزء من الجهاز الهرموني (الوطاء، والغدة النخامية، والمبيضين)

عند حدوث خلل في هذا النظام، لا تحرر المبايض بويضة.يُسمى نوع انقطاع الحيض الذي ينجم عن ذلك بخلل الوظيفة الإباضية.

يمكن أن ينجم انقطاع الحيض أيضًا عن الحالات التي تؤثِّر في الرَّحم، أو عنق الرَّحم، أو المهبل.

في حالاتٍ أقلُّ شيوعًا، قيام النِّظام الهرموني بوظيفته بشكلٍ طبيعي ولكنَّ مشكلة أخرى تمنع حدوث الحيض.فمثلًا، قد لا يحدث نزف الحيض نتيجة تندب الرَّحم (متلازمة أشرمان)، أو بسبب تضيق عنق الرحم، أو بسبب عيبٍ خِلقي يعيق جريان دم الحيض من المهبل.

تعتمد الأسباب الأكثر شيوعًا على ما إذا كان انقطاع الحيضِ أوَّليًّا أم ثانويًّا.

انقطاع الحيض الأوَّلي

الاضطرابات التي تُسبِّبُ انقطاع الحيض الأوَّلي غيرُ شائعة نسبيًّا، ولكنَّ الأكثر شُيُوعًا منها:

  • الاضطراب الوراثي

  • عيب خِلقي في الأعضاء التناسليَّة يمنع جريان دم الحيض (مثل البكارة الرتقاء)

وتشتمل الاضطرابات الوراثيَّة على:

قد لا تُلاحَظ الاضطرابات الوراثيَّة والعيوب الخِلقيَّة التي تسبب انقطاع الحيض الأوَّلي حتى سنِّ البلوغ.تتسبَّب هذه الاضطرابات حدوث انقطاع الحيض الأوَّلي فقط، وليس الثانوي.

يتأخر سنِّ البلوغ عند الفتيات اللواتي لا يُعانين من اضطرابٍ في بعض الأحيان، وتبدأ فترات الحيض الطبيعيَّة ببساطةٍ في سنٍّ متأخرة.قد يكون البلوغ المتأخر موروثًا في العائلات.

انقطاع الحيض الثانوي

الأَسبَاب الأكثر شيوعًا هي:

  • الحمل

  • الرِّضاعة الطبيعيَّة

  • خلل وظيفي في الوطاء

  • مُتلازمة المبيض المُتعدِّد الكيسات

  • انقطاع الحيض قبل الأوان (قصور المبيض الأوَّلي)

  • خلل وظيفي في الغُدَّة النُّخامِيَّة أو الغُدَّة الدرقية

  • استعمال أدوية معينة، مثل أقراص منع الحمل (موانع الحمل الفمويَّة) أو مضادَّات الاكتئاب أو الأدوية المُضادَّة للذُّهان.

يُعدُّ الحملُ السببَ الأكثر شُيُوعًا لانقطاع الحيض عند النساء في سنِّ الإنجاب.

يمكن أن يحدثَ خللٌ وظيفيٌّ في الوطاء لعدَّة أسباب:

  • الإجهاد أو الإفراط في ممارسة الرياضة (كما يفعل الرياضيون المتنافسون، ولاسيَّما النساء اللواتي يشاركن في الألعاب الرياضية التي تشتمل على المحافظة على وزنٍ منخفضٍ للجسم)

  • سوء التغذية (كما قد يحدث عند النساء اللواتي يُعانين من اضطراب الأكل أو اللواتي فقدنَ الكثير من أوزانِهن)

  • الاضطرابات النَّفسيَّة (مثل الاكتئاب أو الاضطراب الوَسواسي القَهري)

  • العلاج الشعاعي للدماغ أو إصابة الدماغ

يمكن أن يحدث خللٌ وظيفيٌّ في الغدَّة النخاميَّة بسبب:

  • ضرر ناجم عن اضطراب (مثل ورم) أو إصابة في الرأس.

  • ارتفاع مستويات البرولاكتين.

قد يؤدي استعمال مضادَّات الاكتئاب أوالأدوية المضادَّة للذُّهان أو موانع الحمل الفمويَّة (في بعض الأحيان) أو أدوية أخرى مُعيَّنة إلى زيادة مستويات البرولاكتين، كما هيَ الحال عند الإصابة بأورام الغُدَّة النُّخامِيَّة وبعض الاضطرابات الأخرى.

يمكن أن تُسبِّبَ الغُدَّة الدرقية انقطاعَ الحيض إذا كان غير نشيطة (تُسمَّى الحالة قصور الدَّرقيَّة) أو مُفرطة النَّشاط (تُسمَّى الحالة فرط نشاط الغُدَّة الدَّرقيَّة).

وتشتملالأسباب الأقل شيوعًا لانقطاع الحيض الثانوي على الاضطرابات المزمنة (وخصوصًا في الرَّئتين والسَّبيل الهضمي والدَّم والكُلى والكبد) وبعض اضطرابات المناعة الذاتيَّة والسَّرطان وعدوى فيروس العوز المناعي البشري والمُعالجة الشعاعيَّة وإصابات الرأس والرَّحى العُداريَّة (فرط نموِّ الأنسجة من المشيمة) ومُتلازمة كوشينغ وخلل وظيفي في الغدد الكظريَّة.كما قد يؤدي تندُّب الرَّحم (بسبب العدوى أو الجراحة عادةً) والسلائل والأورام الليفيَّة إلى حدوث انقطاع الحيض الثانوي.

قد تؤدي الاضطرابات الوراثيَّة، مثل مُتلازِمةُ الصبغيّ إكس الهشّ إلى توقُّف الدورة الشهريَّة في وقتٍ مبكر (سنُّ يأسٍ قبل الأوان).

تقييم انقطاع الحيض

يُحدِّد الأطبَّاء ما إذا كان انقطاع الحيض أوَّليًّا أو ثانويًّا.حيث يمكن لهذه المعلومة أن تساعدهم على تحديد السَّبب.

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاضِ مصدرًا للقلق عند الفتيات والنساء اللواتي لديهن انقطاع حيض:

  • البلوغ المتأخر

  • ظهور ملامح ذكوريَّة، مثل زيادة شعر الجِّسم والصوت العميق وزيادة حجم العضلات.

  • مشاكل في الرؤية

  • ضَعف الإحساس بالرَّائحة (والذي قد يكون أحد أعراض مُتلازمة كالمان)

  • مفرزات حليبية من الحلمة تحدث بشكل عفوي (بمعنى أن المفرزات تخرج دون ضغط الحلمة أو تعرضها لأي تحفيز)

  • تغيُّر كبير في الوزن

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على الفتيات مراجعة الطّبيب في غضون بضعة أسابيع عندما:

  • لا تظهر أيَّ علاماتٍ للبلوغ (مثل نُموُّ الثدي أو طفرة النُّمو) عندما تصبح أعمارهنَّ 13 عامًا.

  • عدم حدوث الدورات الطمثية بعد 3 سنوات من بدء نمو الثديين.

  • عدم بداية الدَّورة الشهريَّة عند بلوغ سن 15 عامًا عند الفتيات اللواتي ينمون بشكل طبيعي ولديهنَّ خصائص جنسيَّة ثانوية.

يمكن أن يكون عند أولئك الفتيات انقطاع حيض أوَّلي.

إذا توقفت دورات الحيض عند الفتيات أو النِّساء في سنِّ الإنجاب، فيجب عليهنَّ مراجعة الطبيب إذا كان لديهنَّ:

  • انقطاع 3 فترات حيض

  • حدوث أقلَّ من 9 فترات حيض خلال السَّنة.

  • تغيُّر مفاجئ في نمط الفترات.

يمكن أن يكون عند أولئك النِّساء انقطاع حيضٍ ثانوي.يقوم الأطباء دائمًا بإجراء اختبارٍ للحمل عند تقييم النِّساء لانقطاع الحيض الثَّانوي.قد ترغب النِّساء في إجراء اختبار الحمل في المنزل قبلَ زيارة الطبيب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن التاريخ الطبي، بما في ذلك التاريخ الطمثي.ثم يقومون بإجراء الفحص السَّريري.تُشير نتائج دراسة التَّاريخ الصِّحِّي والفحص السَّريري غالبًا إلى سبب حدوث انقطاع الحيض وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح انقطاع الطمث).

بالنسبة إلى التاريخ الطمثي، يُحدِّد الأطباء ما إذا كان انقطاع الحيض أوَّليًّا أو ثانويًّا من خلال الاستفسار من الفتاة أو المرأة عن حدوث الدَّورة الشهريَّة.فإذا كان الحيض قد حدث، فسوف تُسأل عن عمرها عندما بدأت فترات الحيض وموعد حدوث آخر فترة.كما يُطلَب منها وصف فترات الحيض:

  • عدد أيام استمرارها

  • عدد مرَّات حدوثها

  • ما إذا كانت منتظمة في أي فترة سابقة

  • مدى انتظامها في الأشهر 3 إلى 12 الأخيرة

  • مدى غزارتها

  • هل هناك شعور بألم عند جس الثديين أو هل هناك تغيُّرات في المزاج مرتبطة بالدورات الطمثية

كما يستفسر الأطبَّاء ما إذا لم يحدث عند الفتاة أي دورة طمثية

  • ما إذا كان الثديان قد بدءا بالنمو، وإذا كان الأمر كذلك، في أي سن

  • الاستفسار عن حدوث طفرة نمو، وإذا كان الأمر كذلك، في أي سن

  • ظهور الشعر في منطقة العانة وتحت الإبط (علامات البلوغ)، وإذا كان الأمر كذلك، في أي سن

  • ما إذا كانت نساءٍ أُخريات من العائلة حدثت لديهن دورات طمثية غير طبيعيَّة

تُمكِّن هذه المعلوماتُ الأطباءَ من استبعاد بعض الأسباب.يمكن أن تساعد المعلومات المتعلِّقة بتأخُّر البلوغ والاضطرابات الوراثية عند أفراد العائلة الأطباءَ على معرفة ما إذا كان السَّبب هو اضطراب ٌوراثي.

يستفسر الأطباء عن الأَعرَاض الأخرى التي قد تشير إلى السَّبب وعن استعمال الأدوية (بما في ذلك الأدوية الموصوفة والتي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية، والمكملات الغذائية، والأفيونات)، وممارسة الرياضة، وعادات الطعام، وغيرها من الحالات التي يُمكن أن تُسبِّبَ انقطاع الحيض.

يُحدِّد الأطبَّاء خلال الفحص السَّريري ما إذا كانت قد ظهرت الملامح الجِّنسيَّة الثانوية.ويُجرى فحصٌ للثدي.يُجرى فحصٌ للحوض لمعرفة ما إذا كانت الأعضاء التَّناسليَّة قد تطوَّرت بشكلٍ طبيعي وللتَّحرِّي عن وجود شذوذات في الأعضاء التناسليَّة.

كما يتحرَّى الأطباء عن الأَعرَاض التي قد تشير إلى السَّبب مثل:

  • خروج إفرازات حليبيَّة من الحلمتين: تشتمل الأسباب المُحتملة على اضطرابات الغُدَّة النخاميَّة والأدوية التي تزيد من مستويات البرولاكتين (هرمون يُنبِّه إنتاج الحليب).

  • الصُّدَاع، وفقدان السمع، ونقص جزئي للرؤية أو رؤية مزدوجة (شفع): تنطوي الأَسبَاب المحتملة على وجود أورام في الغُدَّة النُّخامِيَّة أو في الوطاء.

  • ظهور الملامح الذكورية، مثل زيادة شعر الجِّسم والصوت العميق وزيادة حجم العضلات: وتنطوي الأَسبَاب المحتملة على مُتلازمة المبيض مُتعدِّد الكيسات، والأورام التي تنتج هرمونات ذكريَّة، واستعمال الأدوية مثل الهرمونات الذكريَّة الاصطناعية (الأندروجينات)، أو مضادَّات الاكتئاب، أو جرعات مرتفعة من هرمونات أنثويَّة اصطناعيَّة تسمى البروجستينات.

  • الهبَّات الساخنة وجفاف المهبل والتَّعرُّق الليلي: تشتمل الأَسبَاب المحتملة على انقطاع الطمث قبل الأوان، وهو اضطرابٌ يُسبِّبُ خللًا في وظيفة المبيضين، والعلاج الشعاعي، والعلاج الكيمائي.

  • الارتعاش (رُعاش) مع نَقص الوَزن أو الخمول مع زيادة الوزن: تشير هذه الأَعرَاض إلى وجود اضطراب في الغُدَّة الدَّرقيَّة.

  • تآكل ميناء الأسنان، وتضخم الغدد اللعابية في الخدين (الغدد النكفية)، والتهاب المريء: تقترح هذه الأعراض وجود اضطراب في الأكل، مثل فقدان الشَّهية العصبي.

الجدول
الجدول

الاختبارات

بالنسبة للفتيات أو النساء في سن الإنجاب، قد تشتمل الاختبارات على

  • فحص الحمل

  • اختبارات الدَّم لقياس مستويات الهرمونات

  • اختبار أو إجراء تصويري لفحص الجهاز التناسلي (مثل تخطيط الصدى أو تنظير الرحم)

  • استخدام الأدوية الهرمونية في بعض الأحيان لتحديد ما إذا كانت تحفز الدورة الطمثية

يُجرى اختبار الحمل في بعض الأحيان حتى عند الفتيات اللواتي لم تحدث لديهن الدورة الطمثية أو لم يُبلغن عن نشاط جنسي.إذا جَرَى استبعاد وجود الحمل، فينبغي إجراء اختباراتٍ أخرى وفقًا لنتائج الفحص والسَّبب المُتوقَّع.

إذا لم تحدث عند الفتيات أيُّ فترة حيض (انقطاع الحيض الأوَّلي) وظهرت عندهنَّ ملامح جنسيَّة ثانويَّة طبيعية، فيبدأ الاختبار بإجراء اختبار دموي هرموني، وفحص سريري، وتصويرٍ بتخطيط الصدى للتَّحرِّي عن وجود عيوب خِلقيَّة قد تمنع دم الحيض من مغادرة الرَّحم.إذا كانت العيوب الخلقية غير مَألوفَة أو يَصعُبُ تحديدها، فقد يُجرى تصويرٌ بالرنين المغناطيسي (MRI).

تُجرى الاختبارات في ترتيبٍ معيَّنٍ عادةً، وتُحدَّد الأَسبَاب أو تُستَبعَد من خلال هذه الإجراءات.إذا كانت الأَعرَاض تشير إلى اضطراب معين، فيمكن في البداية إجراء اختباراتٍ لهذا الاضطراب.فمثلًا، إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل في الصُّدَاع والرؤية، فينبغي إجراء تصويرٍ بالرَّنين المغناطيسي للدِّماغ للتَّحرِّي عن وجود ورمٍ في الغُدَّة النُّخامِيَّة.تعتمد ضرورة إجراء اختباراتٍ إضافيَّة ونوع الاختبارات التي ينبغي إجراؤها على نتائج الاختبارات السَّابقة.تنطوي الاختبارات النموذجية على:

  • اختبارات دمويَّة لقياس مستويات هرمونات محددة بما فيها البرولاكتين (للتَّحرِّي عن مستوياته العالية التي قد تتداخل مع الدورات الطمثية)، وهرمونات الغُدَّة الدرقية (للتَّحرِّي عن اضطرابات الغُدَّة الدرقية) والهُرمون المنبِّه للجُرَيبات (للتحقق من وظيفة الغُدَّة النُّخامِيَّة أو الوطاء) والهرمونات الذكريَّة (للتَّحرِّي عن الاضطرابات التي تُسبِّبُ ظهور الملامح الذُّكوريَّة).

  • اختبارات تصوير البطن والحوض للتَّحرِّي عن ورم في المبيضين أو الغدتين الكظريتين (التصوير بالأمواج فوق الصوتية عادةً، وأحيانًا التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي)

  • فحص الصبغيَّات في عَيِّنة من الأنسجَة (مثل الدَّم) للتَّحرِّي عن الاضطرابات الوراثيَّة

  • إجراء لرؤية الجزء الداخلي من الرحم أو قناتي فالوب (تنظير الرحم أو تصوير الرحم والبوق) والتحقق من وجود انسدادات في هذه الأعضاء وغيرها من التشوهات

  • استعمال الهرمونات (الإِسترُوجين والبروجستين أو البروجسترون) لمحاولة إحداث نزف حيضي وتحريضه.

أما بالنسبة لتنظير الرَّحم، فيقوم الأطباء بإدخال أنبوب استعراضٍ رفيع من خلال المهبل وعنق الرحم لاستعراض الجزء الدَّاخلي من الرَّحم.يمكن القيام بهذا الإجراء في عيادَة الطَّبيب أو في المستشفى كإجراءٍ للمرضى الخارجيين.

بالنسبة لتصوير الرَّحم والبوق، يجري أخذ صورةٍ بالأشعَّة السِّينية بعد استعمال مادة يمكن تمييزها في صورة الأشعَّة السِّينية (عامل تباين ظَليل للأشعَّة) وذلك بحقنها من خلال عنق الرَّحم إلى الرَّحم والبوقين الرَّحميين.يُجرى تصوير الرَّحم والبوق عادةً كإجراءٍ للمرضى الخارجيين في جناح الأشعَّة في المستشفى.

قد تُعطى الهرمونات (البروجستين أو الإِسترُوجين مع البروجستين) لمحاولة تحفيز النزف الطمثي.إذا حرضت الهرمونات حدوث النزف الطمثي، فإنَّ السبب قد يكون خلل وظيفي في النظام الهرموني الذي يتحكم بالدورة الطمثية أو انقطاع الطمث قبل الأوان.إذا لم تُحرض الهرمونات حدوث النزف، فقد يكون السبب اضطرابًا في الرَّحم أو شذوذًا بنيويًّا يمنع جريان دم الحيض.

علاج انقطاع الحيض

عندما ينجم انقطاع الحيض عن اضطراب محدد، فينبغي معالجة ذلك الاضطراب إن أمكن.تؤدِّي هذه المعالجة إلى عودة الدورات الطمثية في بعض الأحيان.على سبيل المثال، إذا كانت المرأة تعاني من اضطراب هرموني يمكن علاجه، مثل قصور الغُدَّة الدرقية، أو شذوذ يمنع جريان دم الحيض ويمكن إصلاحه جراحيًا، فعادة ما يستأنف الطمث.

إذا لم تبدأ فترات الحيض عند الفتاة وكانت نتائج جميع الاختبارات طبيعية، فينبغي أن تراجع ممارس الرعاية الصحية كل 3 إلى 6 أشهر للتَّحرِّي عن تقدُّم البلوغ.ويمكنها استعمال دواء يُسمى البروجستين وفي بعض الأحيان الإستروجين لتبدأ فترات الحيض ولتنشيط ظهور الملامح الجِّنسيَّة الثانويَّة، مثل الثديين.

قد تحتاج المشاكل المرتبطة بانقطاع الحيض إلى معالجة، مثل:

  • صعوبة الحمل (العقم): قد يكون من الضروري تناول أدوية هرمونية لتحفيز إطلاق البويضة (الإباضة) عند الرغبة بالحمل.

  • الأَعرَاض والآثار طويلة الأمد لعوز الإستروجين، مثل نقص كثافة العظام (تخلخل العظام)، والجفاف المهبلي، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية: يمكن أخذ الأدوية الهرمونية في الاعتبار (تسمى المعالجة الهرمونية بعد انقطاع الطمث أو المعالجة بالهرمونات المعيضة).

  • زيادة شعر الجسم: قد تفيد معالجة الاضطراب المُسبِّب لانقطاع الحيض، أو التخلص من الشعر الزائد باستخدام تقنيات إزالة الشعر.

يمكن التقليل من تأثيرات عوز الإستروجين عن طريق استعمال فيتامين D، أو استعمال المزيد من الكالسيوم من خلال النظام الغذائي أو المُكمِّلات، أو استعمال الأدوية بما فيها العلاج الهرموني والأدوية التي تمنع نقص الكثافة العظميَّة مثل البيسفوسفونات أو دينوسوماب.

في حالات نادرة، تعاني الفتيات من اضطراب جيني يسبب مشاكل في الوظيفة الهرمونية.لا يمكن علاج الاضطرابات الجينية، مثل مُتلازمة تيرنر.إذا كان لدى النساء الصبغي Y، يوصي الأطباء بالاستئصال الجراحي لكِلا المبيضين لأنَّ وجود الصبغي Y يزيد من خطر حدوث سرطان الخلايا الجنسيَّة المبيضيَّة.يبدأ سرطان الخلايا الجنسيَّة المبيضيَّة في الخلايا التي تُنتج البويضات (الخلايا الجنسيَّة) في المَبيضين.

النقاط الرئيسية

  • يمكن لحالاتٍ مختلفة تعطيل النِّظام الهرموني المُعَّقد الذي يُنظِّم الدَّورة الشَّهريَّة، ممَّا يُؤدِّي إلى توقُّفها.

  • يُميِّز الأطباء بين انقطاع الحيض الأوَّلي (فترات الحيض التي لم تبدأ بعد) وانقطاع الحيض الثَّانوي (فترات الحيض التي بدأت، ثمَّ توقفت).

  • عادةً ما يكون الاختبار الأول هو اختبار الحمل.

  • فإذا لم تكن المرأة حاملًا، ينبغي إجراء اختباراتٍ آخرى عادةً لتحديد سبب انقطاع الحيض.

  • كما قد تحتاج المشاكل المتعلقة بانقطاع الحيض (مثل انخفاض مستوى هرمون الإستروجين) إلى معالجة لمنع حدوث مشاكل صحيَّة لاحقًة، مثل الكسور الناجمة عن نقص كثافة العظم (تخلخل العظام).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID