البلوغ المتأخر

حسبAndrew Calabria, MD, The Children's Hospital of Philadelphia
تمت مراجعته شوّال 1445

يُعرف تأخر النضج الجنسي (البلوغ المتأخر) بأنه عدم ابتداء النضج الجنسي في الوقت المتوقع لذلك.

موارد الموضوعات

  • وفي هذه الحالات، غالبًا ما يبدأ النضج الجنسي لدى الطفل في وقت متأخر عن أقرانه، ولكنه يكتمل بشكل طبيعي لاحقًا.

  • قد ينجم تأخر النضج الجنسي أحيانًا عن المشاكل الطبية مزمنة، أو الاضطرابات الهرمونية، أو المعالجة الشعاعية، أو اضطرابات الأكل، أو فرط ممارسة التمارين الرياضية، أو الاضطرابات الجينية، أو الأورام، أو حالات عدوى محددة.

  • تتضمن الأعراض النموذجية كلاً من عدم ازدياد حجم الخصى عند الذكور، وعدم ازدياد حجم الثديين وعدم بدء الطمث عند الإناث.

  • يستند التشخيص إلى نتائج الفَحص السَّريري، والفحوصات المخبرية المختلفة، وتصوير العظام بالأشعة السينية، ويمكن إجراء اختبار جيني، واختبارات التصوير الأخرى.

  • تختلف المعالجة بحسب السبب، وقد تتضمن المعالجة المُعيضة بالهرمونات.

(انظر أيضًا البلوغ عند الأولاد والبلوغ عند الفتيات.)

تبدأ مرحلة النضج الجنسي (البلوغ) عندما تبدأ المنطقة تحت المهاد hypothalamus بإفراز مادة كيميائية تسمى الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية gonadotropin-releasing hormone.تستجيب الغدة النخامية لهذه المادة بإفراز هرمونات تُسمى موجهات الغدد التناسلية gonadotropins والتي تحفز بدورها نمو الغدد الجنسية (الخصيتين عند الذكر والمبيضين عند الأنثى).تفرز الغدد الجنسية النامية الهرمونات الجنسية هرمون التستوستيرون عند الذكور، وهرمون الإستروجين عند الإناث.تؤدي هذه الهرمونات إلى تطور السمات الجنسية الثانوية، بما في ذلك شعر الوجه والكتلة العضلية عند الذكور، والأثداء عند الإناث، وشعر العانة والإبطين والرغبة الجنسية عند كلا الجنسين.

قد لا يبدأ النضوج الجنسي عند بعض المراهقين في وقته الاعتيادي.

يكون تأخر البلوغ أكثر شيوعًا عند الذكور، ويُحدد بما يلي:

  • عدم زيادة حجم الخصيتين مع بلوغ عمر 13 أو 14 سنة

  • انقضاء أكثر من 4 سنوات بين بداية نمو الأعضاء التناسلية واكتمال نموها

أما عند الإناث فيُحدد تأخر البلوغ بما يلي:

  • عدم زيادة حجم الثديين مع بلوغ عمر 12 أو 13 سنة

  • انقضاء أكثر من 3 سنوات بين بداية نمو الثديين وحدوث أول دورة طمثية

  • عدم حدوث الطمث مع بلوغ عمر 15 سنة

بالنسبة إلى الفتيات، يتأثر توقيت البلوغ أيضًا بالعرق والإثنية.يبدأ البلوغ في وقتٍ سابق عند الفتيات من ذوات البشرة السوداء والهسبانيات بالمقارنة مع الفتيات من ذوات البشرة البيضاء (انظر البلوغ المبكر).

المعالم الرئيسية في التطور الجنسي للذكور والإناث

في أثناء سنّ البُلوغ، يحدُث النموّ أو النضج الجنسيّ في تَسلسُلٍ مُحدَّد،ولكن يختلِف زمن البدء بحدوث التغيُّرات وسرعتها من شَخصٍ إلى آخر؛

بالنسبة للإناث، يبدأ البلوغ عادةً بعمر يترواح بين 8-13 سنة، ويستمر لحوالى 4 سنوات.

أما بالنسبة للذكور، فيبدأ البلوغ عادةً بعمر يترواح بين 9 إلى 14 سنة، ويستمر لحوالي 4 إلى 6 سنوات.

يُبيِّنُ الرسم البياني تسلسُلاً نموذجيًا ومجَالاً طبيعيًّا لظُهور معالم النمو الجنسيّ.

أسباب البلوغ المتأخر

في معظم الحالات، يكون تأخر البلوغ مجرد تباين طبيعي قد يكون ذو منشأ وراثي (يُسمى تأخر البلوغ البنيوي).ويكون معدل النمو لدى هؤلاء المراهقين، طبيعيًا ويتمتعون بصحة جيدة.وعلى الرغم من تأخر طفرة النمو والبلوغ، إلا أنهما يحدثان لاحقًا بصورة طبيعية.

يمكن للاضطرابات المختلفة، مثل داء السكرى غير المضبوط بشكل جيد، وداء المعي الالتهابية، وأمراض الكلى، وداء التليف الكيسي، وفقر الدم، أن تؤخر أو تعيق التطور الجنسي.قد يتأخر النمو أو يتوقف نهائيًا عند المراهقين الذين يتلقون علاجًا شعاعيًا أو كيميائيًا من السرطان.وقد يتأخر البلوغ أيضًا بسبب اضطرابات المناعة الذاتية (مثل التهاب الغدة الدرقية بحسب هاشيموتو، وداء أديسون، وبعض الاضطرابات التي تؤثر بشكل مباشر في المبيضين).يمكن للورم الذي يُلحق الضرر بالغدة النخامية pituitary gland أو المنطقة تحت المهاد hypothalamus أن يُقلل من مستويات موجهات الغدد التناسلية gonadotropins أو أن يُوقف إنتاج الهرمونات بشكل كلي.

قد يحدث تأخر البلوغ عند الأولاد بسبب انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون، أو النطاف، أو كليهما (قصور الغدد التناسلية).

غالبًا ما يتأخر البلوغ عند المراهقات اللواتي يُصبحن نحيفات جدًّا بسبب نقص التغذية أو اضطراب الأكل.قد يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة إلى تأخر البلوغ، خُصوصًا عند الفتيات اللواتي قد لا يحدث لديهنَّ الطمث (انقطاع الحيض).

يمكن للشذوذات الصبغية، مثل متلازمة تيرنر عند الإناث، ومتلازمة كلاينفلتر عند الذكور، وغيرها من الاضطرابات الجينية أن تؤثر في إنتاج الهرمونات الجنسية.يؤثر أحد هذه الاضطرابات الجينية، متلازمة كالمان، في إنتاج موجهات الغدد التناسلية فقط دون التأثير على إنتاج الهرمونات الأخرى.

تأخر البلوغ البنيوي

قد يتأخر البلوغ عند بعض الأطفال دون أن تكون لديهم أية حالات غير طبيعية، وهي ظاهرة تُدعى بتأخر البلوغ البنيوي constitutional delay of puberty.يكون تأخر البلوغ البنيوي عند الأطفال أكثر شيوعًا بين الذكور، كما إن العديد من الأطفال يكون لديهم تاريخ عائلي من تأخر البلوغ أيضًا عند الأبوين أو الأشقاء.

يكون قصر القامة من الأمور الشائعة في أثناء طفولة ومراهقة الأطفال الذين لديهم تأخر بلوغ بنيوي، حيث إنه في عمر البلوغ المتوقع، غالبًا ما يتباطئ معدل النمو لديهم بسبب تأخر طفرة النمو التي تتزامن أساسًا مع حدوث البلوغ.ونتيجة لذلك، يكون هناك فرق واضح في الطول بين الأطفال الذين لديهم تأخر بلوغ بنيوي وأقرانهم خلال سنوات المراهقة الباكرة.عادةً ما تظهر لدى هؤلاء الأطفال علامات البلوغ في عمر 18 سنة، ويصلون في النهاية إلى الأطوال الطبيعية وتتطور أجسادهم على نحو اعتيادي.ولكن تأخر النمو قد يكون مثيرًا للقلق.

لا ينجم تأخر البلوغ البنيوي عن مشاكل جينية أو هرمونية أو مشاكل مستبطنة (مثل داء المعي الالتهابية أو اضطرابات الأكل)، ولكن قد يعمد الطبيب إلى فحص الطفل لنفي الأسباب الأخرى المحتملة لقصر القامة وتأخر البلوغ.

أعراض البلوغ المتأخر

عند الفتيات، لا يحدث نمو الثديين، أو نمو شعر العانة، أو الدورة الطمثية الأولى، أو مزيج من ذلك.

عند الفتيان، لا يحدث نمو الأعضاء التناسلية أو نمو شعر العانة أو كليهما.

قد يشير قصر القامة، أو ضعف سرعة النمو، أو كلاهما إلى تأخر البلوغ عند أي من الجنسين.

قد يكون المراهقون الذين يتأخر بلوغهم أقصر بشكل ملحوظ من أقرانهم، وهو ما قد يجعلهم عرضة للتنمر أو السخرية، وغالبًا ما يحتاجون إلى المساعدة للتعامل مع المخاوف الاجتماعية ومواجهتها.يكون الأولاد أكثر ميلًا من البنات للشعور بالضغط النفسي والحرج بسبب قصر القامة وتأخر البلوغ، أما الأداء المدرسي والاجتماعي فقد يتأثر عند الأولاد والبنات على حد سواء.

تشخيص البلوغ المتأخر

  • الفحص السريري

  • التصوير بالأشعة السينية لتحديد العمر العظمي

  • الاختبارات الدموية

  • التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض الأحيان

  • الاختباراتُ الجينية

  • تصوير الحوض بتخطيط الصدى (للفتيات)

ينبغي أن يشتمل التقييم الأولي لتأخر البلوغ على أخذ التاريخ الطبي الكامل للمراهق، وإجراء فحص سريري شامل بهدف تقييم علامات البلوغ، وحالة التغذية، والنمو.وسوف يتحرى الطبيب ما إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي لتأخر البلوغ.

غّالبًا ما يطلب الطبيب إجراء صورة بالأشعة السينية ليد الطفل اليسرى بهدف تحري النضج العظمي (تُسمى الأشعة السينية للعمر العظمي).قد تُظهر صور الأشعة السينية للعمر العظمي بأن عظام الطفل تبدو أقل نضجًا مما هو مُفترض لطفل في نفس عمره.

ويمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود ورم في الدماغ أو شذوذ تشريحي في الغدة النخامية.

قد يأخذ الطبيب عينة دموية لإجراء اختبارات مخبرية أساسية وتحري أية علامات على اضطرابات مزمنة وتحديد مستويات الهرمونات.قد تُستخدَم عينات الدم للاختبارات الجينية عند بعض الأطفال.

عادةً ما يقوم الطبيب بتقييم الفتى الذي لم يُظهر أية علامات على البلوغ الجنسي مع وصوله إلى عمر 13 أو 14 سنة.عادةً ما يقوم الطبيب بتقييم الفتيات اللواتي لم يظهرن أية علامات على البلوغ الجنسي مع وصولهن إلى عمر 12 أو 13 سنة أو الفتيات اللواتي لم يطمثن مع وصولهن إلى عمر 15 سنة.إذا كان هؤلاء المراهقين يتمتعون بصحة جيدة، فغالبًا أن ذلك التأخر في البلوغ هو تأخر بنيوي.قد يُقرر الطبيب إعادة فحص هؤلاء المراهقين بشكل متكرر وبفاصل 6 أشهر بين الزيارة والأخرى للتأكد من أن علامات البلوغ قد بدأت بالظهور بشكل طبيعي.

ينبغي تحري انقطاع الطمث الرئيسي primary amenorrhea عند الفتيات اللواتي تأخر بلوغهنّ بشكل كبير.يشتمل هذا التقييم على التصوير بتخطيط الصدى للحوض واختبارات دموية وجينية أخرى.

علاج البلوغ المتأخر

  • معالجة السبب

  • المعالجة الهرمونية

يعتمد علاج تأخر البلوغ على سببه.في حال وجود مشكلة مستبطنة وراء تأخر البلوغ، فعادةً ما يعود البلوغ إلى نهجه الطبيعي بعد علاج المرض.

لا يحتاج المراهق الذي تأخر بلوغه بصورة طبيعية لأي علاج، ولكن إذا تأثرت الحالة النفسية للمراهق بشدة بسبب ذلك، فقد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الهرمونات الجنسية المكملة لتسريع عملية البلوغ.يشيع استخدام هذا العلاج بشكل أكبر عند الذكور.غالبًا ما يحتاج الأطفال الذين يعانون من البلوغ المتأخر إلى دعم إضافي من الأبوين، وأفراد الأسرة، والأصدقاء للتأكد من أن لديهم انطباع صحي عن أجسامهم واحترام للذات.

إذا لم يُظهر الفتى أية علامات على البلوغ بعمر 13 أو 14 سنة، فقد يُعطى علاجًا بحقن التستوستيرون بمعدل حقنة واحدة في الشهر لمدة 4-6 أشهر.يساعد هرمون التستوستيرون بجرعات منخفضة على بدء حدوث البلوغ، ويساعد على تطور بعض السمات الذكورية (ترجيل)، ولا يعيق وصول المراهقين إلى أكبر طول ممكن لهم.

قد يبدأ الطبيب بإعطاء الفتاة جرعات منخفضة من الإستروجين، سواءً بشكل حبوب عن طريق الفم أو لصاقات جلدية.يمكن استخدام هذا العلاج بهرمون الإستروجين للحث على البلوغ، أو قد يكون من الضروري أحيانًا استخدام العلاج الهرموني المعيض على المدى الطويل، كما هي الحال عند الفتيات المصابات بمُتلازمة تيرنر.

قد يكون من غير الممكن معالجة الاضطرابات الجينية، ولكن يمكن للمعالجة الهرمونية أن تساعد على تطور السمات الجنسية.

قد تُستطب الجراحة لاستئصال أورام الغدة النخامية، وقد يواجه هؤلاء الأطفال خطر الإصابة بقصور الغدة النخامية hypopituitarism (عوز واحد أو أكثر من الهرمونات النخامية).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID