التَّعَب

لا يوجد حدٌّ فاصل ثابت بين الأَسبَاب استِنادًا إلى مدَّة التَّعب،ولكن، يجد الأطباء أن أسبابًا معينة تميل إلى أن تكون أكثر شُيُوعًا استِنادًا إلى المدَّة التي عانى الأشخاص فيها من التعب قبل أن يطلبوا رعاية طبيةً.

توجد أسبابٌ كثيرةٌ للتَّعب الذي حدث مؤخرًا (يستمر لأقلّ من شهر واحد)، ولكن تنطوي الأسباب الأكثر شُيُوعًا على الآتي:

• التأثيرات الضارَّة للأدوية

• فَقر الدَّم

• الشدَّة أو الاكتِئاب

بالنسبة إلى التَّعب الذي يستمر لفترةٍ طويلةٍ (من 1 إلى 6 أشهر)، تنطوي الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا على الآتي:

• دَاء السُّكَّري

• قُصور الغُدَّة الدرقية

• اضطرابات النوم (مثل انقطاع النَّفَس في أثناء النوم)

• السَّرطان

بالنسبة إلى التعب المزمن (الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر)، تنطوي الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا على الآتي:

• مُتلازمة التعب المزمن (يُسميها الأطباء حاليًا وفي بعض الأحيان التِهابُ الدِّماغِ والنُّخاع المُؤلم للعضل myalgic encephalomyelitis أو عدم تحمُّل الجهد الجهازي)

• متلازِمة التعب التالي للعدوى الفيروسية

• اضطراب في الصحة النفسية (مثل الاكتئاب)

• التأثيرات الضارة للأدوية

مُتلازمة التعب المزمن هيَ اضطراب ينجم عن سبب غير معروف ويؤدي إلى التعب وأعراض مُعيَّنة أخرى.ولا يُعدُّ كل من يُعاني من التعب من دُون سببٍ ظاهرٍ مُصابًا بمُتلازمة التعب المزمن.قد يكون لدى الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19 أعراضًا تستمر لأسابيع أو حتى أشهر، والتي تُعرف باسم "كوفيد طويل الأمد" أو "كوفيد الممتد"، وتشبه متلازمة التعب المزمن.

يُمكن أن يُؤدِّي التوقُّف عن استخدَام الكوكايين إلى تعبٍ شديدٍ.تنطوي الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا للتعب المُزمن على قُصورَ الغُدَّة الكظرية وقُصورالغُدَّة النُّخامِيَّة.

بالنسبة إلى من يُعانون من التَّعب، تكونً أعراضٌ وسِمَات مُعيَّنة سبباً يدعُو للقلق،وهيَ تَنطوي على:

• نَقص لاإرادي في الوَزن ومُستمر

• حُمَّى مزمنة أو تعرُّق ليلي

• تورُّم العُقَد اللِّمفيَّة في جميع أنحاء الجسم

• ضَعفٍ أو ألمٍ في العَضلات

• أعراض خطيرة مترافقة (مثل السعال المدمَّى أو التقيُّؤ المدمَّى أو البراز المدمَّى أو الأسوَد أو ضيق النفس أو تورُّم في البطن أو التخليط الذهنيّ أو الأفكار الانتحارية)

• تأثُّر أكثر من جهاز في الجسم (مثل الطفح الجلديّ، بالإضافة إلى ألمٍ وتيبُّس في المَفاصِل)

• الصُّدَاع أو ضعف الرؤية، خُصوصًا في آلام العضلات عند البالغين الأكبر سنًا

يشعر جميعُ الأشخاص بالتعب أحيانًا، ولا تحتاج كل حالة تعبٍ إلى تقييمٍ من قِبَل الطبيب، خُصوصًا الحالات التي تترافق مع مرضٍ حادّ (مثل عدوى حادَّة) أو الحالات التي تزول من بعد أسبوع أو نحو ذلك.ولكن، ينبغي تَقييم التعب الذي يبدو أنه يستمر لفترة أطول أو لا يوجد تفسيرٌ واضح لحدوثه.

ينبغي على كبار السن الذين يُعانون من صداعٍ جديدٍ أو مختلفٍ أو ضَعفٍ في الرؤية، والأشخاص الذين لديهم أعراضٌ مترافقة خطيرة، مراجعة الطبيب مباشرةًً.وحتى إذا لم تكن لديهم أية أعراض أخرى، ينبغي على كبار السن الذين يعانون من التعب زيارة الطبيب في أقرَب وقت ممكن.وينبغي على الأشخاص الآخرين الذين لديهم علامات تحذيرية أخرى زيارة الطبيب خلال بضعة أيام.ينبغي على المَرضى الذين ليست لديهم علامات تَحذيرية الاتصال بالطبيب،حيث يمكن أن يُقرر الطبيب متى ينبغي عليهم مراجعته.ولا يُعدُّ التأخير لأسبوعٍ أو نحوه ضارًّا عادةً.

سوف يقوم الأطباءُ في البداية بطرح أسئلة حولَ الأعراض عندَ الشخص وتاريخه الطبي.ثم يقومون بإجراء فحص بدنيّ.يُشيرُ ما يجده الأطباءُ في أثناء التاريخ الطبي والفَحص السَّريري إلى سبب التعب غالبًا، وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض الأسباب والسمات الشائعة للتعب المُطوَّل أو المُزمن).

سيطلبُ الأطباءُ من الشخص:

• وَصف ما يعنيه بالتّعب بشكلٍ دقيقٍ قَدر الإمكان

• كم من الوقت استمرَّ التعب

• متى يحدُث التّعب بالنسبة إلى الراحة والنشاط

• ما هي الأعراض الأخرى التي تحدث (مثل الحُمَّى أو التَّعرُّق الليلي أو ضيق النَّفس)

• ما هي التدابير التي تُخفف من التعب أو تفاقمه

• كيف يؤثر التعبُ في عمل الشخص ونشاطاته الاجتماعية

يسأل الأطباءُ النساءَ حول التاريخ الطمثي لديهنَّ.ويسألون جميع الأشخاص حولَ النظام الغذائي والقلق والاكتئاب وتعاطي الكحول والعقاقير (بما في ذلك الأدوية التي تُباع من دُون وصفةٍ طبيةٍ والعقاقير الترويحية)؛

ثم يقومون بإجراء فحص بدنيّ.نظرًا إلى أنَّ عدد من الاضطرابات يمكن أن تُسبِّبَ التعب، يكون الفحص السريري شامًلا جدًّا، خُصوصًا عند الأشخاص الذين يُعانون من التعب المُزمن،وبشكلٍ خاص، يقوم الأطباء أيضًاً بإجراء فحصٍ عصبيٍّ لتقييم قوَّة العضلات وتوتّرها والمُنعَكسات والمشية gait والمزاج والحالة النفسية عند الشخص.يكون التاريخ الطبِّي والفَحص البدنيّ أكثر ميلًا للكشف عن سبب التعب الذي كانت بدايته أحدث زمنيًّا.كما يكُون السبب أكثر ميلًا لأن يَجرِي اكتشافه عندما يكُون التعب واحدًا من أعراض كثيرة، وذلك بالمُقارنة مع كونه العَرَض الوحيد.يُشيرُ التَّعب الذي يتفاقَم مع النشاط ويقل مع الراحة إلى وجود اضطرابٍ بَدنيٍّ.

تختلف الحاجةُ إلى إجراء اختباراتٍ استنادًا إلى ما يجده الطبيب في أثناء التاريخ الصحِّي والفحص السريري؛فعلى سبيل المثال، يقوم الأطبَّاء بإجراء اختبارٍ عَدوى فيروس العوز المناعي البشري والسل إذا كان لدى الأشخاص عوامل خطر.تُجرى اختباراتٌ لحالات أخرى من العَدوى أو السرطان عادةً فقط عندما تُشير النتائج عند الأشخاص إلى هذه الأسبَاب.بشكل عام، يكُون الأشخاص الذين عَانوا من التعب لفترة طويلة والأشخاص الذين لديهم علامات تحذيرية أكثر ميلًا لأن يحتاجوا إلى الاختبارات.

يقوم العديد من الأطبَّاء بإجراء بضعة اختباراتٍ دمويَّة شائعة إذا لم يكن لدى الأشخاص أيَّة نتائج أخرى بالإضافة إلى التَّعب.فمثلًا، قد يقومون بإجراء اختبار تعداد الدَّم الكامِل واختباراتٍ دمويَّة لقياس وظائف الكبد والغُدَّة الدرقية والكُلى، واختبار دمويّ يُسمَّى معدل سرعة تثفُّل الكريات الحمر والذي يُشيرُ إلى وجود التهاب؛إلَّا أنَّ مثل هذه الاختبارات الدَّمويَّة لا تكشف السببَ غالبًا.