نوباتُ الهلع (الذُّعر) واضطراب الهَلَع

حسبJohn W. Barnhill, MD, New York-Presbyterian Hospital
تمت مراجعته محرّم 1445

ا نوبة الهَلَع panic attack هي فترة وجيزة من الضيق الشديد، والقلق، أو الخوف الذي يبدأ فجأة ويرافقه أعراض جسدية و/أو عاطفية.ينطوي اضطرابُ الهلع panic disorder على هجمات ذعر عفويَّة تحدث بشكلٍ متكرِّر وتؤدي إلى قلق مفرط من الهجمات في المستقبل، وتغيُّرات في السُّلُوك لتجنُّب المواقف التي ترتبط بالهجمة.

  • ويمكن أن تسبِّب نوباتُ الهلع أعراضًا مثل ألم الصدر، والشعور بالاختناق، والدوخة، والغثيان، وضيق النفُّس.

  • ويبني الأطباء التَّشخيصَ على وصف الشخص للهجمات والمخاوف من الهجمات المستقبليَّة.

  • قد يشتمل العلاجُ على مضادَّات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، والعلاج بالتعرُّض، والعلاج النفسي.

تعدُّ نوباتُ أو هجمات الهَلَع شائعة، حيث تحدث فيما لا يقلُّ عن 11٪ من البالغين كلَّ عام.ويَتَعافَى معظمُ الأشخاص من نوباتِ الهلع دون علاج، ولكنَّ عددًا قليلاًَ يُصاب باضطراب الهلع.

قد تحدث نوبات الهلع كجزء من أي اضطراب قلق.كما قد تحدث نوبات الهلع عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات صحة نفسية أخرى (مثل الاكتئاب).تحدث بعضُ نوبات الهلع استجابة لظرف محدّد.فعلى سَبيل المثال، الشخصُ المصاب برهاب الثعابين قد يُصاب بالذعر عندما يواجه ثعبانًا.ولكن تحدث هجماتُ أخرى دون أيِّ مثير واضح.

يحدث اضطراب الهلع هو عندما يشعر الأشخاص بالقلق من أن يكون لديهم المزيد من نوبات الهلع أو من تغيير سلوكهم في محاولة لتجنب الهجمات.يُصيب اضطرابُ الهلع حوالى 2 إلى 3٪ من السكان سنويًا.وتكون النساءُ أكثرَ عرضة من الرجال للإصابة باضطراب الهلع بنسبة الضعفين تقريبًا.تبدأ اضطراباتُ الهلع في أواخر مرحلة المراهقة او بعدَ البلوغ عادة (انظر اضطرابات الهلع في الأطفال والمراهقة).

أعراض نوباتُ الهلع واضطراب الهَلَع

تتضمن نوبةُ الهلع الظهورَ المفاجئ لخوفٍ شَديد أو انِزعَاج، بالإضافة إلى 4 على الأقلّ من الأَعرَاض الجسدية والعاطفية التالية:

  • ألم في الصدر أو انِزعَاج

  • الإحساس بالاختناق أو الغصَّة

  • الدوخة، اضطرب التوازن، أو الغشي

  • الخوف من الموت

  • الخوف من الجنون أو فقدان السيطرة

  • مشاعر من عدم الواقعية، أو الغرابة، أو الانفصال عن البيئة أو المحيط

  • التعرًّق أو القشعريرة

  • الغثيان، أو ألم المعدة، أو الإسهال

  • أحاسيس الخدر أو الوخز

  • الخفقان أو تسرُّع ضربات القلب

  • ضيق النفُّس أو الشعور بالاختناق

  • التعرُّق

  • الارتجاف أو الارتعاش

هل تعلم...

  • على الرغم من أن نوبات الهلع تسبب أعراضًا مثل ضيق التنفس أو الألم الصدري، إلا أنها ليست خطيرة.

تشمل أعراض نوبات الهلع أنواعًا عديدة من الأعراض الجسدية، وغالبًا ما يشعر الأشخاص بالقلق من إصابتهم بمشكلة طبية خطيرة تتعلق بالقلب، أو الرئتين، أو الدماغ.على سبيل المثال، قد يحدث ألم في الصدر في أثناء نوبة الهلع، وقد يشعر الأشخاص بالقلق من إصابتهم بنوبة قلبية.ينبغي تقييم الأعراض الشديدة أو المستمرة من قبل الطبيب.ولكن قد يزور الشخصُ الطبيبَ أو قسم الطوارئ في المستشفى عدة مرات قبل أن يتم تشخيص اضطراب الهلع على نحو صحيح.

على الرغم من أنَّ نوبات الهلع مزعجة - في بعض الأحيان للغاية - فهي ليست خطيرة.تصل الأعراض عادةً إلى ذروتها خلال 10 دقائق وتختفي خلال دقائق، وبالتالي قد لا يتمكن الطبيب من مراقبة الأعراض بشكل مباشر.

وبما أنَّ سبب نوبة الهلع غالبًا ما لا يكون واضحًا، فإن الأشخاص المصابون بها يتوقَّعون هجمةً أخرى عادة ويُصابون بالقلق في كثير من الأحيان—وهي حالةٌ تُسمَّى القلقَ الاستباقي (anticipatory anxiety)—ويحاولون تجنُّب الظروفَ التي ترتبط بنوبات الهلع السَّابقة.

ويمكن أن تختلف وتيرةُ الهجمات اختلافًا كبيرًا؛فبعضُ الأشخاص يكون لديهم هجماتٌ أسبوعية أو حتى يوميَّة تحدث لعدة أشهر، في حين أنَّ البعضَ الآخر يكون لديه عدَّة هجمات يومية تليها أسابيع أو أشهر من دون هجمات.

غالبًا ما يكون اضطراب الهلع مصحوبًا بحالة أخرى واحدة على الأقل.تُعد اضطرابات القلق الأخرى، والاكتئاب الكبير، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب استعمال الكحول الخفيف من اضطرابات الصحة النفسية المرافقة الأكثر شيوعًا.تتضمن الحالات الطبية الشائعة كلًا من اضطراب نظم القلب، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والربو، وداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

تشخيص نوباتُ الهلع واضطراب الهَلَع

  • تَقيِيم الطَّبيب، وذلك استنادًا إلى معايير التشخيص النفسية القياسية

بما أنَّ اضطراباتٍ جسديةً خطيرة غالبًا ما تسبِّب بعضًا من نفس الأَعرَاض الجسدية والنفسية التي تسبِّبها نوباتُ الهلع، لذلك يتأكَّد الأطباء أولاً من أنَّ الأشخاص ليس لديهم اضطرابٌ جسدي.يجمع الطبيبُ معلوماتٍ حول تجربة الشخص في أثناء النوبات، وقد يُجري اختباراتٍ للتحري عن مشاكل أخرى.

يُوضَع تشخيصُ اضطراب الهلع عندَما تحدث لدى الأشخاص نوباتُ هلع غير محرَّضة وغير متوقَّعة، متكرِّرَة، بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن واحدٍ ممَّا يلي لمدَّة شهر على الأقلّ:

  • قلق مستمرّ من حدوث المزيد من هجمات الهَلَع أو القلق بشأن عواقب الهجمة (على سبيل المثال، فقدان السيطرة أو الجنون)

  • تغيُّرات في السُّلوك بسبب هجمات الهَلَع (على سبيل المثال، تجنُّب المواقف التي قد تسبِّب الهجمة)

عندما يصبح الأطباء واثقين من أنَّ أعراضَ الشخص سببها اضطراب الهلع، يُحاولون تجنُّبَ القيام باختباراتٍ واسعة النطاق عندما تحدث نوبات هلع في المستقبل، ما لم تُشِر أعراض الشخص أو نتائج الفَحص السَّريري إلى مشكلةٍ جديدة.

علاج نوباتُ الهلع واضطراب الهَلَع

  • مضادَّات الاكتئاب أو الأدوية المضادَّة للقلق

  • العلاج النفسي، بما في ذلك العلاج بالتعرض، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي بين الأشخاص

من دون معالجة رسمية، يتعافى بعض الأشخاص، وخاصةً إذا استمروا في مواجهة المواقف التي حدثت فيها النوبات.أمَّا بالنسبة للآخرين، فتتأرجح الأعراض على مرِّ السنين.

ولكن، إذا كان الأشخاص قد تعرَّضوا لهجماتٍ متكرِّرة وتغيَّر سلوكُهم لتجنُّب الهجمات في المستقبل، فالعلاجُ بالأدوية أو/و العلاج النفسي ضروريَّان عادة.يعدُّ الأشخاصُ الذين يعانون من اضطراب الهلع أكثرَ تقبُّلاً للعلاج اذا كانوا يفهمون أنَّ الاضطرابَ يشمل كلاً من العمليات الفيزيائية والنفسانيَّة، ويمكن للعلاج ضبط الأَعرَاض عادة.

الأدوية

وتشتمل الأدويةُ التي تُستخدَم لعلاج اضطراب الهلع على:

  • مضادَّات الاكتئاب

  • الأدوية المضادَّة للقلق، مثل البنزوديازيبينات

تعدُّ معظمُ أنواع مضادَّات الاكتئاب فعَّالة ـــ مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، مثبِّطات أوكسيداز أحاديَّة الأمين (MAOIs)، مثبِّطات استرداد السِّيروتونين الانتقائية، ومعدِّلات السيروتونين، ومثبِّطات استرداد السِّيروتونين والنورإبينفرين (انظر جدول الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب).

تعمل البنزوديازيبينات بشكلٍ أسرع من مضادَّات الاكتئاب، ولكن يمكن أن تسبِّب الاعتماد الدَّوائي، وهي على الأرجح أكثر ميلاً للتسبُّب بالنعاس وضعف التناسُق ومشاكل الذاكرة وبطء وقت ردّ الفعل أو الاستجابة.

تعدُّ مثبِّطاتُ استرداد السِّيروتونين الانتقائية أو مثبِّطات استرداد السِّيروتونين والنورإبينفرين هي الأدوية المفضَّلة، لأنَّها فعَّالة مثل الأدوية الأخرى، ولكن لها تأثيرات جانبية أقلّ عادة؛فعَلى سَبيل المِثال، هي أقلّ ميلًا بكثير لأن تُسبِّب النُّعَاس، ولا تسبِّب الاعتياد الدَّوائي؛ ولكن إذا توقفت فجأة، فإنَّ معظمَ هذه الأدوية يمكن أن تسبِّب أعراضَ انسحاب مزعجة (مثل الدوخة، والإرهاق، والصداع، والغثيان).

في البداية، يمكن إعطاء الأشخاص أحد البنزوديازيبينات مع مضادّ للاكتئاب.وعندما يبدأ مُضادّ الاكتئاب تأثيرَه، عادة ما تنخفض جرعة البنزوديازيبين ، ثم تتوقف.ولكن، بالنسبة لبعض الأشخاص، يعدُّ البنزوديازيبين هو العلاج الوحيد الفعَّال على المدى الطويل.

يمكن أن تمنع المعالجة الدوائية أو تقلِّل بشكلٍ كبير من عدد من نوبات الهلع.ولكن، يمكن ألا تساعدَ الأدوية، من دون معالجة نفسية، الأشخاص على الحدِّ من القلق بشأن الهجمات في المستقبل، وعلى التوقُّف عن تجنُّب المواقف أو الظروف التي تسبِّب نوبات الهلع.

وقد يكون من الضروري استعمالُ الدواء لفترةٍ طويلة، لأنَّ نوباتِ الهلع غالبًا ما تعود من جديد عندما يَجرِي التوقف عن استعماله.

المُعالجة النفسيَّة

تركز معظم المعالجات النفسية التي تستهدف اضطرابات القلق—بما في ذلك اضطراب الهلع—على تعليم التقنيات التي تعزز الاسترخاء.تشتمل استراتيجيات الاسترخاء على الوعي باللحظة، والتأمل، والتنويم المغناطيسي، وممارسة الرياضة، والتنفس البطيء والثابت.تُعد هذه الاستراتيجيات جزءًا مهمًا من العلاج لأنها تُقلل من القلق وتسمح أيضًا بمواصلة العلاج النفسي الذي قد يُثير القلق.

ولقد تبيَّن أنَّ العلاج السُّلُوكي المعرفي فعال في علاج اضطراب الهلع.العلاج المعرفي السلوكي هو مصطلح يستخدم لوصف مختلف علاجات الكلام التي تركز على أنماط التفكير الخاطئة و/أو السلوك الخاطئ.

قد يكون لدى الأشخاص نمط التفكير المميز الخاص بهم، ولكنه يكون مضطربًا بحيث قد يحفز القلق و/أو الهلع.على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بقلق أساسي خوفًا من الإصابة بنوبة قلبية ويقضي وقتًا طويلاً في فحص جسمه تحريًا عن علامات النوبة القلبية.وإذا شعر بوخزة في صدره، فقد يدخل في حلقة تفكير تؤدي بسرعة إلى الذعر والاعتقاد الخاطئ بأنه على وشك الموت.ينطوي العلاج السلوكي المعرفي على توضيح هذه الحلقات من التفكير، ومن ثم تعليم الشخص كيفية التعرف على نمط التفكير المشوه والمعتقدات الزائفة والسيطرة عليها.وبذلك يكون الشخص أكثر قدرة على تعديل سلوكه وزيادة قابليته للتكيف.بالإضافة إلى ذلك، يشجع العلاج على تعريض الشخص لنفسه تدريجيًا لحالات يحتمل أنها تسبب الهلع له، وبالتالي إزالة الحساسية تجاه الارتباط المفترض بين الظرف المعيّن والأعراض.

قد يجري تعليم المرضى ما يلي:

  • عدم تجنُّب المواقف التي تسبِّب نوبات الهَلَع

  • تمييز الحالات التي لا يمكن فيها لمخاوفهم أن تفضي إلى عواقب سيئة.

  • والردّ على ذلك من خلال التنفُّس البطيء والمضبوط أو غيره من التقنيات التي تعزِّز الاسترخاء

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. المعهد الوطني للصحة النفسية واضطرابات الهلع National Institute of Mental Health, Panic Disorders: معلومات عامة عن جوانب عديدة من اضطرابات الهلع، بما في ذلك خطوط الأزمات والبرامج التعليمية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID