صعوبة البلع

(عُسر البلع)

حسبJonathan Gotfried, MD, Lewis Katz School of Medicine at Temple University
تمت مراجعته جمادى الآخرة 1443

يُعاني بعض الأشخاص من صعوبة في البلع (عُسر البلع).ذلك أنَّه لا يكون مرور الأطعمة أو السوائل من الحلق (البلعوم) إلى المَعدة طبيعيًّا عند الإصابة بعُسر البلع.حيث يشعر الأشخاص كما لو أنَّ الأطعمة أو السوائل قد أصبحت محشورةً على الطريق في أسفل الأنبوب الذي يصل بين الحلق والمعدة (المريء).وينبغي التمييز بين عُسر البلع وبين وجود كتلةٍ في الحلق (إحساس بوجود كرة)، حيث يشعر الأشخاص بوجود كتلةٍ في الحلق مع عدم وجود صعوبة في البلع.

المُضَاعَفات

قد يؤدي عُسر البلع إلى استنشاق (شفط) مُفرَزات الفم أو الطعام أو الشراب.يمكن أن يؤدي الشفط إلى الإصابة بالتهابٍ رئويٍّ حاد.وقد يُسبِّبُ استمرار الشَّفط لفترةٍ زمنيَّةٍ طويلة إصابةً بمرضٍ رئويٍّ مزمن.تكون تغذية الأشخاص الذين طالت معاناتهم من عُسر البلع غير كافية على الأغلب، ممَّا يؤدي إلى حدوث نقصٍ في أوزانهم.

أسباب صعوبة البلع

يُعدُّ البلع من الإجراءات المُعقَّدة رغم اعتقاد معظم الأشخاص بأنَّه أمرٌ مفروغٌ منه.وحتَّى يحدث البلع بشكلٍ طبيعي، ينبغي أن يعمل الدِّماغ على إجراء تنسيقٍ لا إرادي لعمل الكثير من العضلات الصغيرة في الحلق والمريء.حيث يجب أن تتقلَّص هذه العضلات بشدَّةٍ وفي تسلسلٍ صحيحٍ لدفع الطعام من الفم إلى الجزء الخلفي من الحلق ثم نحو الأسفل إلى المريء.وأخيرًا، يجب أن يسترخيَ الجزء السفلي من المريء مُتيحًا دخول الطعام إلى المعدة.وبالتَّالي، يمكن أن تنجم صعوبة البلع عمَّا يلي:

  • اضطرابات في الدماغ أو في الجهاز العصبي

  • اضطرابات في العضلات بشكلٍ عام

  • اضطرابات في المريء (انسداد فيزيائي أو اضطراب في الحركات [حركي]).

وتشتمل اضطرابات الدِّماغ والجهاز العصبي التي تُسبِّب صعوبة البلع على السكتة الدماغيَّة وداء باركينسون والتصلُّب المُتعدِّد والتصلُّب الجانبي الضُّموري.ويكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات أعراضٌ أخرى بالإضافة إلى صعوبة البلع عادةً.وقد جَرَى بالفعل تشخيص الكثير منها مع هذه الاضطرابات.

وتنطوي الاضطرابات العضليَّة العامة التي تُسبِّبُ صعوبة البلع على الوهن العضلي الوبيل والتهاب الجلد والعضلات والحَثل العضلي .

ويمكن أن يحدث انسداد فيزيائي نتيجة الإصابة بـ سرطان المريء أو حلقات أو شبكات الأنسجة عبر لمعة المريء، وتندُّب المريء النَّاجم عن الارتجاع الحمضي المزمن أو عن ابتلاع سائل كاوي.قد يقوم عضوٌ أو بنيةٌ قريبةٌ بالضَّغط على المريء في بعض الأحيان مثل غدَّة درقيَّة مُتضخِّمة أو بروز في الشريان الكبير في الصدر (أم دم أبهريَّة) أو ورم في منتصف الصَّدر.

وتشتمل الاضطرابات الحركيَّة للمريء على تعذُّر الارتخاء (حيث تنخفض التقلصات المنتظمة للمريء بشكل كبير ولا ترتخي عضلة المريء السفلية بشكل طبيعي للسماح بمرور الطعام إلى المعدة) والتشنُّج المريئي.كما قد يتسبَّب التصلُّب المجموعي (تصلُّب الجلد) في حدوث اضطراب الحركة.

تقييم صعوبة البلع

ليس من الضروري إجراء تقييمٍ طبِّيٍّ فوريٍّ لكلِّ نوبةٍ من نوبات عُسر البلع.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى ضرورة مراجعة الطبيب واستشارته وتوقُّع ما سيحصل خلال عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاض والملامح مدعاةً للقلق إن حدثت عند الأشخاص الذين يعانون من عُسر البلع.وهي تتضمَّن ما يلي:

  • أعراض حدوث انسداد فيزيائي كامل (مثل الترويل (سيلان اللُّعاب) عدم القدرة على ابتلاع أيِّ شيءٍ على الإطلاق)

  • عسر البلع المؤدِّي إلى حدوث نَقصٍ في الوَزن

  • البلع المؤلم (البلع المؤلم)

  • مشكلة جديدة في وظيفة العصب أو الحبل الشوكي أو الدِّماغ، وخصوصًا حدوث أيَّ ضَعف

  • الالتهاب الرئوي الشفطيّ الناكس (عَدوى في الرئتين تنجُم عن استنشاق مُفرَزات الفم أو محتويات المعدة، أو كليهما)

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على المرضى الذين ظهرت عندهم علامات التحذيرمراجعة الطبيب مباشرةً ما لم تكن علامة التحذير الوحيدة هي نَقص الوَزن.حيث يمكن في مثل هذه الحالات، تأخير مراجعة الطبيب لمدة أسبوع تقريبًا دون أن يتسبَّبَ ذلك بالضَّرر.

بينما يمكن للمرضى الذين يعانون من عُسر البلع دون ظهور علامات التحذير مراجعة الطبيب في غضون أسبوع تقريبًا.إلَّا أنَّه ينبغي إجراء تقييمٍ فوريٍّ للأشخاص الذين يُعانون من السُّعال أو الغصَّة (الشَّرَق) عند تناول الطعام أو الشراب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يبدأ الأطبَّاء بالاستفسار عن الأعراض التي يُعاني منها الشخص وعن تاريخه الصحِّي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.وتُشير المعلومات التي حصلوا عليها من معرفتهم لتاريخ المريض الصِّحي وفحصه السَّريري غالبًا إلى سبب حدوث عُسر البلع والاختبارات التي قد يكون من الضَّروري إجراؤها. ( انظر جدول: بعض أسباب وسمات صعوبة البلع).

يسأل الأطبَّاء أثناء استفسارهم عن تاريخ المريض الصِّحي عمَّا يلي:

  • صعوبة ابتلاع المواد الصَّلبة أو السائلة أو كليهما

  • خروج الطَّعام من الأنف

  • التَّرويل أو تسرُّب الطَّعام من الفم

  • السُّعال أو الشُّعور بغصَّة خلال تناول الطعام

ويكون المرضى الذين تتساوى عندهم المعاناة من صعوبة بلع السوائل والمواد الصلبة أكثرَ عُرضةً للإصابة باضطراب الحركة.وقد يكون لدى المرضى الذين يُعانون من صعوبةٍ متزايدةٍ تدريجيًّا لبلع المواد الصلبة أوَّلًا ثم السائلة حالة انسدادٍ فيزيائيٍّ متفاقمة، مثل الورم.ويشير الخروج غير المقصود للطعام من الأنف أو الفم إلى وجود مشكلة عصبية أو عضلية بدلًا من وجود مشكلة في المريء.

ويتحرَّى الأطباء عن الأَعرَاض التي تشير إلى وجود اضطراباتٍ عصبيَّة عضليَّة وهضميَّة وفي النَّسيج الضَّام.وتنطوي الأَعرَاض العصبيَّة العضليَّة الرئيسية على الشُّعور بالضَّعف، فإمَّا أن يكون الضَّعف مستمرًّا في أحد أجزاء الجسم (مثل الذراع أو الساق) أو مُتقطِّعًا يحدث أثناء النشاط ويزول عند الرَّاحة؛ المشي (طريقة المشي) أو اضطراب التوازن؛ وحركات لاإراديَّة ومنتظمة وراجفة (رُعاش)؛ والتَّلعثم أثناء الكلام.كما يحتاج الأطبَّاء إلى معرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بمرضٍ معروفٌ بتسبُّبه بحدوث عُسر البلع ( انظر جدول: بعض أسباب وسمات صعوبة البلع).

ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.يُركِّز الفَحص السَّريري على الفحص العصبي، إلَّا أنَّ الأطبَّاء يُراعون حالة الشخص الغذائيَّة أيضًا ووجود أيَّة تشوُّهات في الجلد أو العضلات.يتحرَّى الأطبَّاء خلال الفَحص السَّريري ما يلي:

  • حدوث الرُّعاش خلال فترة راحة الشخص

  • قوَّة العضلات (بما فيها عضلات العين والفم والوجه)

  • قيام الأشخاص الذين يَضعُفون عند نشاطهم بأداء عمل مُتكرِّر (مثل ترميش العين أو العدُّ بصوتٍ مرتفع) وذلك لمعرفة مدى تراجع سرعة أدائهم.

  • طريقة مشي الأشخاص وتوازنهم

  • الجلد للتحرِّي عن الطَّفح الجلدي والسماكة أو التغيُّرات النَّسيجيَّة، وخصوصًا على أطراف الأصابع

  • العضلات، لمعرفة حدوث أيِّ هزال أو نَفضَان واضح تحت الجلد (تقلصات حزميَّة) أو شعور بالإيلام

  • الرقبة للتَّحرِّي عن وجود تضخُّم في الغدَّة الدَّرقيَّة أو كتلة أخرى

الجدول
الجدول

الاختبارات

تنطوي الاختبارات المحتملة على ما يلي:

  • التنظير الدَّاخلي العلوي

  • ابتلاع الباريوم

يقوم الأطبَّاء بإجراء تنظيرٍ مريئيٍّ فوريٍّ مُستعملين أنبوبًا مرنًا (التَّنظير الدَّاخلي العلوي) للأشخاص الذين يُعانون من أعراض انسدادٍ كاملٍ أو شبه كامل.في أثناء التنظير، يأخذ الأطباء خزعات للتَّحرِّي عن التهاب المريء اليُوزيني (التهاب المريء الناجم عن كريات الدَّم البيضاء).

أمَّا بالنسبة للأشخاص الذين لا تشير أعراضهم إلى وجود انسداد كامل، فيقوم الأطبَّاء عادةً بإجراء صورةٍ بالأشعَّة السِّينية بعد ابتلاع الشخص لسائل الباريوم (الذي يظهر في صورة الأشعَّة السينيَّة).حيث يبدأ الأشخاص عادةً بابتلاع سائلٍ يقتصر محتواه على الباريوم يتبعه ابتلاع سائلٍ مختلط يحتوي على مزيجٍ من الباريوم مع بعض المواد مثل الخِطمِيَّة (جنس نبات من فصيلة الخبازيَّات) أو البسكويت الهش غير المُحلَّى.فإذا كانت صورة الأشعَّة السينيَّة التالية لابتلاع الباريوم تُشير إلى وجود انسداد، يقوم الأطباء عادةً بإجراء تنظيرٍ علوي للتَّحرِّي عن السبب (خصوصًا لاستبعاد السرطان).أمَّا إذا كان اختبار الباريوم سلبيًّا أو يشير إلى وجود اضطراب حركي، فيلجأ الأطبَّاء إلى إجراء اختبارات لحركة المريء.حيث يقوم الشخص بتمرير أنبوبٍ رفيعٍ يحتوي على الكثير من أجهزة استشعار الضغط.تُظهِرُ أجهزة استشعار الضغط خلال البلع ما إذا كان المريء يتقلَّصُ بشكلٍ طبيعيٍّ وما إذا كان الجزءُ السفليُّ من المريء يسترخي بشكلٍ طبيعي.

اختبار المعاوقة هو تقنية حديثة يقوم فيها مسبار بنفخ بالون داخل المريء، ويقيس مقدار الضغط المطلوب لتوسيعه إلى درجة محددة.تساعد قياسات وبيانات الضغط الأطباء على تقييم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البلع.

علاج صعوبة البلع

تُعدُّ معالجة السَّبب المُحدَّد أفضل طريقة لعلاج عُسر البلع.

يُوصي الأطبَّاء الأشخاص لمساعدتهم على تخفيف شدَّة أَعرَاض عُسر البلع عادةً بتناول الطَّعام في أطباق صغيرة ومضغ الطعام جيِّدًا.

قد يستفيد الأشخاص المُصابون بعُسر البلع النَّاجم عن السَّكتة الدِّماغيَّة من علاجهم من قِبَل أختصاصي إعادة التأهيل.يمكن أن تشتمل تدابير إعادة التأهيل على تغيير وضعيَّة الرأس خلال تناول الطعام أو إعادة تدريب عضلات البلع أو إجراء التمارين التي تُحسِّن القدرة على استيعاب كتلةٍ من الطَّعام في الفم أو لزيادة قوة اللسان وتنسيقه.

قد يحتاج الأشخاص الذين لا يستطيعون الابتلاع دون وجود خطر كبير لحدوث الغصَّة (الشَّرَق) إلى التَّوقف عن تناول الطعام وأن يحصلوا على غذائهم عن طريق أنبوب تغذيةٍ يُوضَع من خلال جدار البطن في المَعدة أو الأمعاء الدقيقة.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن

يحتاج المضغ والبلع والتذوُّق والتَّواصل إلى سلامة تنسيق الوظيفة العصبيَّة والعضليَّة في الفم والوجه والرقبة.حيث تتراجع الوظيفة الحركيَّة الفمويَّة خصوصًا بشكلٍ ملموس مع التقدُّم في السِّن، حتَّى عند الأشخاص الأصِحَّاء.يمكن أن يحدث تراجع الوظيفة بالكثير من الطُّرق:

  • تنقص قوَّة وتنسيق العضلات المسؤولة عن المضغ مع التقدُّم بالعمر، وخصوصًا عند الأشخاص الذين يستعملون بدلات أسنان جزئيَّة أو كاملة.قد يؤدي هذا التَّراجع إلى الميل إلى ابتلاع جزيئاتٍ كبيرةٍ من الطعام، الأمر الذي قد يزيد من خطر حدوث الغصَّة أو الاستنشاق.

  • كما يحتاج مرور الطعام من الفم إلى الحلق إلى فترةً أطول مع التَّقدُّم بالعمر، ممَّا يزيد من احتمال حدوث الاستنشاق.

وتُعدُّ الاضطرابات العصبيَّة والعضليَّة (مثل الاعتلال العصبي القِحفي النَّاجم عن داء السكَّري أو السكتة الدِّماغيَّة أو داء باركنسون أو التصلُّب الجانبي الضُّموري أو التَّصلُّب المتعدد) هي الأَسبَاب الأكثر شيوعًا للاضطرابات الحركيَّة الفمويَّة بعد التغيُّرات المرتبطة بالعمر.ويمكن للمُعالجَات أن تُسهِمَ في حدوث الاضطرابات الفمويَّة الحركيَّة في بعض الأحيان.مثل، الأدوية (مثل مضادَّات الكولين أو مُدرَّات البول) والمُعالجة الشعاعيَّة للرأس والرقبة والمُعالجة الكِيميائيَّة التي يمكنها خفض إنتاج اللعاب بشكلٍ كبير.ويُعدُّ انخفاض إنتاج اللعاب (نقص اللُّعاب) سببًا رئيسيًّا لتباطؤ وضَعف البلع.

كما يُشرفُ على علاج الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات حركيَّة فمويَّة أو خلل وظيفي بالإضافة إلى أطبِّائهم العاديين اختصاصيُّون في طبِّ الأسنان التَّعويضي وفي طبِّ إعادة التأهيل وعلم أمراض الكلام وطبِّ الأنف والأذن والحنجرة وأمراض الجِّهاز الهضمي.

النُّقاط الرَّئيسيَّة

  • يحتاج الأشخاص الذين يُعانون من عُسر البلع إلى الخضوع للتَّنظيرالدَّاخلي العلوي أو إلى اختبار ابتلاع الباريوم عادةً.

  • يُوصي الأطبَّاء بإجراء اختبارات لحركة المريء إذا كان اختبار التنظير والباريوم طبيعيًّا أو إذا كان يشير إلى وجود اضطرابٍ في الحركة.

  • يهدف العلاج إلى معالجة السبب.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID