سَرطانُ المريء

(سرطان المريء)

حسبMinhhuyen Nguyen, MD, Fox Chase Cancer Center, Temple University
تمت مراجعته ربيع الأول 1445
  • يحدُث سرطانُ المريء في الخلايا التي تُبطِّنُ جِدارالمريء (الأنبوب الذي يصِلُ الحلقَ بالمعدةِ).

  • يُعد استعمال التبغ والكحول، والارتجاع المعدي المريئي، والبدانة من عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء.

  • تنطوي الأعراضُ النَّموذجيَّة على صُعوبة البلع ونقص وزن الجسم، ومن ثمَّ الألم.

  • يستنِدُ التشخيصُ إلى التنظير الدَّاخلي والخزعة.

  • ويُمكن أن تُساعد الجراحة والمُعالجة الكيميائيَّة والعديد من طرائق المُعالجة الأخرى على التخفيفِ من الأعراض.

  • وتُشكِّل مُعظم حالات سرطان المريء تقريبًا خطرًا على حياة الشخص، إلّا إذا جرى اكتشافها مُبكِّرًا.

في العام 2018، أشارت الإحصائيات العالمية إلى أن سرطان المريء كان النوع السابع من السرطانات الأكثر تشخيصًا، والسبب السادس لوفيات السرطان مع حوالي 572,000 حالة جديدة و 508,000 حالة وفاة.

لا يبلغ سرطان المريء نفس الدرجة من الشيوع في الولايات المتحدة.في العام 2023، من المتوقع أن يكون سرطان المريء مسؤولًا عن نحو 21,560 حالة إصابة جديدة، و 16,120 حالة وفاة.

تحدث الأنواع الأكثر شيوعًا من سرطان المريء في الخلايا التي تبطن جدار المريء وتتضمن

  • السَّرطانة حرشفيَّة الخلايا، التي تكون أكثر شُيوعاً في الجزء العلويّ من المريء

  • السَّرطانة الغدِّية، التي في الجزء السفليّ منه

قد تظهر السَّرطانة الحرشفيَّة الخلايا والسَّرطانة الغدِّية على شكل تضيُّقٍ stricture في المريء أو كتلة lump أو منطقة مسطَّحة غير طبيعيَّة (لُويحة plaque) أو وصلة غير طبيعيَّة (ناسُور fistula) بين المريء والمسالك الهوائية المتَّجهة إلى الرِّئتين.

يعد سرطان الخلايا الحرشفية أكثر سرطانات المريء شيوعًا في جميع أنحاء العالم، أما في الولايات المتحدة، فيكون السرطان الغدي أكثر شيوعًا.في الولايات المتحدة، تكون كارسينومة الخلايا الحرشفية أكثر شُيُوعًا لدى الرجال مقارنة مع النساء، وأكثر شُيُوعًا بين الأشخاص من ذوي البشرة السوداء مقارنة مع ذوي البشرة البيضاء.

تنطوي الأنواعً الأقل شُيوعًا لسرطان المريء على سرطانات العضلات الملساء في المريء leiomyosarcomas، والسَّرطان النَّقيليّ metastatic (السَّرطان الذي انتقلَ من مكانٍ آخر في الجسم).

عواملُ خَطر سرطان المريء

إن عوامل الخطر الرئيسية لسرطان المريء هي

  • الكُحول

  • استعمال التبغ (بأي شكل من الأشكال)

  • داء الارتجاع المِعَدي المَريئي (وخاصة بالنسبة للسرطان الغدي)

  • البدانة (خُصوصًا بالنسبة للكارسينومة الغدِّية)

  • كبار السّن

  • جنس المريض الذكر

  • مريء باريت

  • المتلازمات الجينية (مثل متلازمة بلوم وفقر الدم بحسب فانكوني)

تتضمن عوامل الخطر الأخرى كلًا من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والمُعالجة الشعاعيَّة للمريء لعلاج السرطانات القريبة الأخرى، وتعذُّر الارتخاء، والشبكات المريئية (مُتلازمة بلامر-فينسون)، أو التضيُّق بسبب ابتلاع مادة تسبب التآكل (مثل إحدى المواد القلوية).

تحدُث معظمُ حالات السرطانة الغديِّة عند الأشخاص الذين يُعانون من حالة مُحتملة التسرطن تُسمَّى مريء باريت Barrett esophagus،وهي حالةٌ تنجُم عن التهيُّج المُطوَّل للمريء بسبب الارتجاع المتكرِّر لأحماض المعِدة (الارتجاع المعديّ المريئي).كما يُواجه الأشخاصُ المصابين بالبدانة زيادةً في خطر السرطانة الغدِّية بسبب الزيادة في خطر الارتجاع المعديّ المريئي أيضًا.

مريء باريت
إخفاء التفاصيل
يمكن للتدفق المتكرر للحمض المعدي (الارتجاع أو الجزر) أن يُسبب تغيرات في خلايا المريء لتصبح خلايا قبل سرطانية.في هذه الصورة، تُعد المناطق الحمراء أمثلة على هذه التغيرات.
Image provided by Thomas Habif, MD.

أعراض سرطان المريء

قد تحدُث المرحلةُ المبكِّرة من سرطان المريء من دون أن تسبب أية أعراض.

ومع تسبب السرطان المتنامي في تضييق المريء، عادةً ما يكون العرض الأول لسرطان المريء هو صعوبة بلع الأطعمة الصلبة.وبعدَ مرور عدَّة أسابيع، يُصبِحُ بلع الأطعمة الليِّنة ومن ثم السائلة واللعاب صعبًا،

ويشيعُ نقصُ وزن الجسم حتى إن استمرَّ الشخص في تناوُل الطعام بشكلٍ جيِّدٍ.قد يُعاني المرضى من ألمٍ في الصَّدر يبدو كما لو أنَّه ينتقِلُ إلى الظهر.

ومع استفحال السَّرطان، يقوم بغزو أعصابٍ مُختلفة ونُسج وأعضاء أخرى عادةً،وقد يضغط الورمُ على العصبِ الذي يضبطُ الحبلين الصوتيين، ويُمكن أن يُؤدِّي هذا إلى بحَّة الصوت.وقد يُؤدِّي الضغط على الأعصاب المُحيطة إلى ألم في العمود الفقريّ وشلل الحِجاب الحاجز وإلى الفُواق أو الفهقة (الحَذقة) hiccups.

ينتقل السرطانُ إلى الرِّئتينِ عادةً، حيث قد يُسبِّبُ ضِيق النَّفس؛ وإلى الكبِد، حيث قد يُسبِّبُ الحُمَّى وانتفاخ البطن.وقد يُسبِّبُ انتقال السرطان إلى العظام الألمَ،ويمكن أن يُسبِّبَ انتقاله إلى الدِّماغ الصداعَ والتخليط الذِّهنيّ ونوبات الصَّرع.وقد يُسبِّب انتقال السرطان إلى الأمعاءِ التقيُّؤ والبراز المدمَّى وفقر الدَّم بعوز الحديد.ولكن، لا يُؤدِّي انتقال السرطان إلى الكليتينِ إلى أيَّة أعراض عادةً.

وفي المراحل المتأخِّرة، قد يُؤدِّي السرطانُ إلى انسِداد المريء بشكلٍ كاملٍ،ويُصبِحُ البلعُ مُستحيلاً، ممَّا يُؤدِّي إلى تراكم المفرزات في الفمِ، وهو أمر يُمكن أن يُسبِّب انزعاجًا شديدًا للشخص.

تشخيص سرطان المريء

  • التنظير الدَّاخلي والخزعة

  • الصورة الشعاعيَّة بعد ابتلاع الباريوم barium swallow

  • التصوير المقطعي المحوسَب

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET-CT والتصوير بالأمواج فوق الصوتية

يُعدُّ التنظيرُ الدَّاخلي، الذي ينطوي على إدخال أنبوب مُعايَنة مرنٍ (منظار داخلي) عبر الفم لرؤية المريء، من أفضل طرق التشخيص عند الاشتباه بسرطان المريء.كما يُساعد التنظيرُ الداخلي الطبيبَ على أخذ عيِّنةٍ من النسيج (خزعة) والخلايا المُخلخلة (أخذ الخلايا من بطانة المريء بالفرشاة brush cytology) لتفحُّصها تحت المجهر.

ويُمكن أن يُساعد إجراءٌ يُسمَّى الصورة الشعاعيَّة بعد ابتلاع الباريوم (ينطوي على ابتلاع الشخص لمادَّة الباريوم التي تظهر عند التصوير الإشعاعي) على إظهار الانسداد في المريء.

حالما يجري اكتشاف سرطان المريء، يجري الأطباء تصويرًا مقطعيًا محوسبًا (CT) للصدر، والبطن، والحوض بالإضافة إلى تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT) للجسم كله لتحديد مدى انتشار الورم.يُجرى تخطيط الصدى للصَّدر والبطن باستخدام منظارٍ (انظر التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة) يجري إدخاله في المريء، وذلك للحصول على المزيد من تقييم الدرجة التي وصل إليها السرطان.

تُجرى الاختباراتٌ الدمويَّة الأساسية.

علاج سرطان المريء

  • الاستئصال الجراحي

  • توليفة من المُعالجة الكِيميائيَّة والشعاعيَّة (العلاج الكيميائي الشعاعي)

  • العلاج المناعي بالمشاركة مع العلاج الكيميائي في حالة السرطان المتقدم

  • التخفيف من الأَعرَاض

يقوم الأطباء أحيانًا بمعالجة السرطانات الغدِّية السطحية عن طريق القطع بالتنظير الداخلي، والذي يعني استئصال السرطانات الغدِّية في أثناء التنظير الداخلي.يكون القطع بالتنظير الداخلي أقل بضعًا وبالتالي أقل خطورة من إجراء عملية جراحية لاستئصال السرطان.قد لا يحتاج الأشخاص الذين استُئصل السرطان لديهم في مرحلة مبكرة إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.ولكن تجري معالجة معظم سرطانات المريء عن طريق العلاج الشعاعي الكيميائي قبل إجراء الجراحة (انظر المُعالَجَةُ المشتركة للسَّرَطان).يمكن للعلاج الكيميائي الذي يُجرى قبل الجراحة أن يزيد أحيانًا من فرص البقاء على قيد الحياة.

يشتمل العلاج المناعي على إعطاء الأدوية التي تُحفز الجهاز المناعي للجسم على مكافحة السرطان.تستهدف هذه المعالجات الخصائص الجينية المحددة للخلايا الورمية. يُعطى العلاج المناعي في بعض الأحيان بعد استئصال الورم.يُوصى بالعلاج المناعي بالمشاركة مع العلاج الكيميائي في حالة كارسينومة الخلايا الحرشفية المتقدمة في المريء وقد يُوصى به لعلاج الكارسينومة الغدِّية في المريء.

وتهدُف الإجراءاتُ الأخرى إلى التخفيف من الأعراض، خُصوصًا صُعوبة البلع،وهي تنطوي على تمطيط المنطقة المتضيِّقة من المريء وفتحها، ومن ثمَّ إدخال شبكةٍ من الأنابيب المعدنيَّة المرِنة (دعامة stent) لإبقاء المريء مفتوحًا، ثُمَّ حرق السرطان بالليزر لتوسيع الفتحة، واستخدام المُعالجة الشعاعيَّة للقضاء على نسيج السرطان الذي يسدُّ المريء.

تتعافى الكارسينومات الغدية الضحلة (السطحية) أحيانًا عند حرقها بالأمواج الراديوية (الاجتثاث بالترددات الراديوية).

وهناك طريقة أخرى تُستخدم للتخفيف من الأعراض، تُسمَّى العلاج الضوئيّ الدِّيناميكيّ photodynamic therapy، وهي تنطوي على حقن صبغٍ حساس للضوء (عامل ظليل contrast agent) عبرالوريد قبل 48 ساعةً من المُعالجة.تقوم خلايا السرطان بامتصاص الصِّبغ بدرجةٍ أكبر بكثيرٍ ممَّا تقوم به الخلايا السليمة في نسيج المريء المحيط.وعند تنشيط الصبغ من خلال تعريضه إلى ضوء الليزر عبر منظار يجري إدخاله إلى المريء، يقوم بتدمير نسيج السرطان، وبذلك يفتح المريء.يُساعد العلاجُ الضوئيّ الدِّيناميكيّ على تدميرالآفات التي تُؤدِّي إلى انسداد المريء بشكلٍ أسرع من المُعالجة الشعاعيَّة أو الكيميائيَّة عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل الجراحة، بسبب تردِّي صحَّتهم.

تُساعد التغذية المُناسِبة على جعلِ أي نوع من العلاج مُيسَّرًا أكثر، ويُمكن تحمُّله.وقد يُقدَّم إلى المرضى الذين يُمكنهم البلع مُكمِّلات غذائيَّة سائلة مُركَّزة،بينما قد يحتاج المرضى الذين لا يُمكنهم البلع إلى التغذية من خلال أنبوب يجري وضعه عبر جدار البطن إلى داخل المعِدة (أنبوب فغرالمعِدة gastrostomy tube).

مآل سرطان المريء

تُعدُّ معدَّلاتُ الوفاة عاليةً، نظرًا إلى أنَّه لا يجري تشخيص سرطان المريء إلّا من بعد انتشاره عادةً،حيث تقلّ نسبة الأشخاص الذين يتمكَّنون من النجاة لأكثر من 5 سنوات عن 5%.ويقضي العديدُ من المرضى نحبَهم خلال عامٍ من ملاحظة الأعراض الأولى،وتنطوي الاستثناءات على حالات السرطانة الغدِّية في المريء والتي جرى تشخيصها فيما لا تزال سطحيَّة جدًّا superficial.

نظراً إلى أنَّ حوالى مُعظم حالات سرطان المريء مُميتة، يبقى الهدف الرئيسي للطبيب هُو ضبط الأعراض، خُصوصًا الألم وصعوبة البلع، وهي أعراض يُمكن أن تُسبِّب الخوف الشديد للشخص ومن هم مُقربون منه.

وينبغي على المصاب بسرطان المريء أن يضعَ في اعتباره جميع طرائق المُعالجة المتاحة أمامه، وذلك لأنَّ احتمال الوفاة يبقى قائمًا،وينطوي هذا على مُناقشة الطبيب وبشكلٍ صريحٍ حول ما يتمنَّاه بالنسبة إلى الرعاية الطبيَّة (انظر التوجيهات المُسبَقة)، والحاجة إلى الرعاية لفترة نهاية الحياة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID