ألم أسفل الظهر

حسبPeter J. Moley, MD, Hospital for Special Surgery
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

يُعَدُّ ألمُ أسفل الظهر وألم الرَّقبة من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لزيارات مراكز الرعاية الصحية.ينجم الألم عادةً عن وجود مشاكل في الجهاز العضلي الهيكلي -وخصوصًا العمود الفقري، بما في ذلك عظام العمود الفقري (عظام الظهر أو الفقرات) والأقراص والعضلات والأربطة التي تدعمها.ينجم ألم أسفل الظهر في بعض الأحيان عن اضطرابٍ لا يشمل الجهاز العضلي الهيكلي.

يُصبح ألم أسفل الظهر أكثر شيوعًا مع تقدم الأشخاص في العمر، حيث يُصيبُ أكثر من نصف الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا.وهو من الحالات المرتفعة التكلفة من حيث مدفوعات الرعاية الصحية، ومدفوعات العجز وإضاعة وقت العمل.

يتكوَّن العمود الفقري من عظام الظهر (الفقرات).توجد أقراص بين كلِّ فقرتين لامتصاص الصدمة.تحتوي الأقراص على طبقة خارجيَّة صلبة من الغضروف الليفي وطبقة داخليَّة ناعمة تشبه الهلام تسمَّى النواة.وتحتوي كلَّ فقرة على مفصلين خلف الأقراص.تُسمَّى المَفاصِل بمفاصل الوُجيهة facet joints.ترتكز وجيهات أحد الأجسام الفقريَّة على وُجيهات الجسم الموجود تحته، وتشكل مفصلًا.يجري تثبيت مفاصل الوجيهة ومن ثمّ العمود الفقري بواسطة الأربطة والعضلات والتي تشمل على ما يلي:

  • عضلتان اقَطَنِيَّان تمتدّان على جانبي العمود الفقري

  • عضلتان من العضلات الناصِبَةِ للفَقار، تمتدان على طول العمود الفقري من الخلف

  • عدد من العضلات القصيرة المُحِيطَةٌ بالنُّخاع، تمتد بين الفقرات

كما تُساعد عضلاتُ البطن التي تمتد من أسفل القفص الصدري إلى الحوض على تثبيت العمود الفقري من خلال دعم محتويات البطن.كما تساعد عضلات الأرداف على تثبيت العمود الفقري.يُشار إلى جميع هذه العضلات باسم العضلات المحوريَّة أو الجذعية core muscles.

ويُطوِّقُ العمودُ الفقري بالحبل النُّخاعِيّ.وعلى امتداد الحبل الشوكي، تتفرَّع الأَعصابُ النُّخَاعِيَّة من الجانبين من خلال الفراغات أو الأحياز بين الفقرات للاتِّصال بالاعصاب في جميع أنحاء الجسم.ويُسمَّى جزء العصب النُّخَاعِيّ القريب من الحبل الشوكي جذرَ العصب النُّخاعِيّ.وبسبب موقعها، يمكن أن تنحشرَ جذور الأعصاب النخاعية (تنضغط) عند إصابة العمود الفقري، ممَّا يؤدي إلى حدوث الألم.

يتَّصل الجزء السفلي من العمود الفقري (العمود الفقري القطني) بالعمود الفقري في الجزء العلوي من الظهر (العمود الفقري الصدري) فوق الحوض وبه من خلال عظم العجز في الأسفل.العجز (sarcrum) هو العظم المثلثي الكبير في قاعدة العمود الفقري، والذي يشكل عظم العصعص (tailbone) الجزء السفلي منه.تُتيح مرونة العمود الفقري القطني القيامَ بالالتفاف والالتواء والانحناء، ويوفِّر القوَّة - للوقوف والمشي والرَّفع.وبذلك يُسهم أسفل الظهر في جميع نشاطات الحياة اليومية تقريبًا.يمكن لألم أسفل الظهر أن يَحُدَّ من القيام بالكثير من الأنشطة، ويُقلِّل من جودة الحياة.

أنواع ألم الظهر

تنطوي الأنواعُ الشائعة من آلام الظهر على الألم الموضعي والألم المتشعِّع والأَلَمِ الرَّجيع referred.

يحدث الألم الموضعي في منطقة معينة من أسفل الظهر.وهو النوعُ الأكثر شُيُوعًا لألَم الظَّهر.ويكون السَّبب عادةً هو حدوث إصابةٍ صغيرة في القرص، والتهاب في المَفاصِل، والالتواءات والوثي في العضلات.وقد يكونُ الألمُ مستمرًا وموجعًا أو يكون في بعض الأحيان متقطِّعًا وحادًّا.كما يمكن الشعور بالألم فجأةً عندما يكون السَّبب هو الإصابة.قد يتفاقم الألم الموضعي أو يزول بحسب تغيير الوضعيَّة.وقد يحدُث ألمٌ عند لمس أسفل الظهر.ويمكن أن تحدث تشنُّجات في العضلات.

الألم المُتشعِّع أو المنتشر هو أَلَمٌ ينتقل من أسفل الظهر إلى الساق.يمكن أن يكون الألم وجعًا كليلًا أو حادًّا وشديدًا.يقتصر الألم عادةً على جانب أو مؤخرة الساق، وقد ينتشر على طول المسار إلى القدم أو الرُّكبة.يشير الألم المُتشعِّع عادةً إلى انضغاط جذر العصب الناجم عن اضطرابات مثل القرص المنفتق أو التهاب العصب الوركي أو خشونة المفاصل أو التضيُّق الشوكي.يمكن أن يؤدي السعال أو العطس أو الإجهاد أو الانحناء مع إبقاء الساقين مستقيمتين إلى الشعور بالألم.قد يؤدي وجود ضغط على جذر العصب إلى ألم مصحوب بضعف عضليٍّ في الساق أو إحساس بالوخز أو حتى نقصٍ في الإحساس.وفي حالاتٍ نادرةٍ، يفقد الأشخاص القدرة علىضبط المثانة (سلس البول) أو ضبط الأمعاء (سلس البراز).

يُشعَرُ بالأَلَمِ الرَّجيع في موضعٍ مختلف عن المكان الحقيقي الذي سبَّبَ الألم؛فمثلًا، يشعر بعض الذين يعانون من أزمة قلبية بالألم في ذراعهم اليسرى.يميل الألم النَّاجم عن الأعضاء الداخلية في أسفل الظهر إلى أن يكون عميقًا وموجعًا، ويصعُب تحديد موضعه بدقَّة.ولكن، لا تؤدِّي الحركة إلى تفاقم هذا الألم عادةً، خلافًا للألم الذي يحدُث نتيجة الاضطراب العضلي الهيكلي.

أسباب آلام أسفل الظهر

تنجم معظمُ آلام الظهر عن اضطرابات في العمود الفقري والمفاصل والعضلات والأربطة والجذور العصبية المحيطة به أو بالأقراص بينَ الفقرات.يتعذَّر تحديد سببٍ واحدٍ غالبًا.قد يؤدي أيِّ اضطراب مؤلمٍ في العمود الفقري إلى حدوث شدٍّ انعكاسيٍّ (تشنج) في العضلات المُحيطة بالعمود الفقري.يمكن أن يؤدي هذا التشنج إلى تفاقم الألم الموجود.وقد يُفاقم الإجهاد آلام أسفل الظهر، ولكن طريقة تسبُّبه في حدوث الألم ما زالت غير معروفة.

ينجم ألم الظهر في بعض الأحيان عن اضطراباتٍ خارج العمود الفقري، مثل السَّرطان والاضطرابات النِّسائيَّة (مثل المُتلازمة السابقة للحيض) واضطرابات الكلى (مثل حصيات الكلى) والبول (مثل حالات عدوى الكلى والمثانة و غدة البروستات) والسبيل الهضمي (مثل التهاب الرُّتوج) واضطرابات الشَّرايين الرَّئيسية القريبة من العمود الفقري.

الأسبابُ الشائعة

تنطوي الأَسبَاب الشائعة لألم أسفل الظهر على:

يمكن أن تحدث الإصابات خلال ممارسة الأنشطة الروتينية (مثل الرَّفع أو ممارسة الرياضة أو التحرك بطريقة غير متوقعة)، أو قد تنجم عن صدمة مثل السقوط أو حوادث السيارات.لا يمكن في كثير من الأحيان كشف بُنى مُصابة محددة من خلال اختبارات التَّصوير، ولكن يفترض الأطباء أنَّ بعض العضلات أو الأربطة قد أُصيبت.

تُسبِّبُ خشونة المفاصل (التِهابُ المَفصِلِ التَّنَكُّسِيّ) تآكل المفصل الموجود بين المفاصل الوُجيهة وتكوين نتوءات عظمية.ينجم هذا الاضطرابُ بشكلٍ جزئيٍّ عن الاهتراء بسبب الاستعمال لسنوات.يكون الأشخاصُ الذين يضغطونَ بشكلٍ متكرِّرٍٍ على مفصل واحد أو مجموعة من المَفاصِل أكثرَ عرضة للإصابة بخشونة المفاصل في تلك المنطقة.تتخرَّب الأقراصُ بين الفقرات، وتضيق المسافات بينها، ممَّا يزيد الضغط على المَفاصِل الأمامية التي تصبح ملتهبة (التهاب المفاصل) وتتشَّكل نتوءات عظمية في فتحات جذور الأعصاب.في حالة التنكُّس الشديد ونقص ارتفاع القرص، يمكن للنتوء العظمي في الفتحة أن يضغط على جذور الأعصاب الشوكية.يمكن لجميع هذه التغيُّرات أن تُسبب آلام أسفل الظهر وكذلك تيبُّسه.

تحدث الكسور الانضغاطيَّة (الهَرس) الفقريَّة (كسور فقرات العمود الفقري) عادةً عندما تنقص كثافة العظام بسبب هشاشة العظام التي تحدث مع تقدّم الأشخاص في العمر عادةً.تكون الفقرات عُرضة بشكلٍ خاص لتأثيرات هشاشة العظام.ويمكن أن تكونَ الكسور الانضغاطيَّة الفقارية (التي قد تتسبَّبُ بآلام الظهر المفاجئة والشديدة) مصحوبةً بانضغاط جذور الأعصاب الشوكية (التي قد تُسبِّبُ ألم الظَّهر المزمن).ولكنَّ معظم الكسور الناجمة عن هشاشة العظام تحدث في الجزء العلوي والمتوسِّط من الظهر، وتسبب ألمًا فيهما، وليس في الجزء السفلي من الظهر.

يُمكن أن يُسبِّبَ تمزق أو انفتاق القرص ألمًا أسفل الظهر.يحتوي القرصُ على طبقة خارجية صلبة، ويكون الجزء الدَّاخلي منه رخوًا ويُشبه الهُلام.قد يؤدي التحميل الزائد المتكرر على القرص بواسطة الفقرات الموجودة فوقه وأسفله (كما يحدث عند الانحناء للأمام، لاسيَّما عند رفع جسم ثقيل) إلى تمزُّق الطبقة الخارجية ممَّا يُسبِّبُ الألم.يمكن للجزء الداخلي من القرص أن ينحشرَ من خلال موضع التمزّق، بحيث يبرز جزء من الداخل إلى الخارج (يَنفَتِق).ويمكن لهذا البروز أن يضغطَ ويُهيِّجَ وحتى يُلحق الضَّرر بجذر العصب الشوكي أو النخاعي المجاور له، ممَّا يُسبِّبُ المزيد من الألم والأعراض التي يُشعرُ بها في إحدى الساقين أو كلتيهما.يُسبِّبُ تمزُّق أو انفتاق القرص في أسفل الظهر، الذي يؤثِّر في الأعصاب، ألمًا في العصب الوركي.ولكن غالبًا ما تُظهِر دراسات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، وجود أقراص بارزة عند الذين ليست لديهم أعراض أو مشاكل.

التَضَيُّق الشوكي القَطَنِيّ هو تضيُّق القناة الشوكية التي تمر عبر مركز العمود الفقري وتحتوي على الحبل الشوكي وحزمة الأعصاب التي تمتد إلى الأسفل من أسفل الحبل الشوكي في أسفل الظهر.وهو سببٌ شائع لألم أسفل الظهر عند كبار السن.كما يحدُث التَضَيُّقُ الشَّوكي عند الأشخاص متوسطي العمر الذين وُلِدوا بقناة شوكية ضيقة.ينجم التضيق الشوكي عن اضطراباتٍ مثل خشونة المفاصل وانزلاق الفقار والتهاب الفَقار المُقسِط وداء باجيت العظمي.

يمكن أن يُسبِّب التضيق الشوكي ألمًا في العصب الوركي وكذلك ألمًا في أسفل الظهر.

الانزلاق الفقاري هو انزياحٌ جزئي لفقرة في أسفل الظهر.يحدث نوعٌ واحدٌ من الإصابة عادةًً خلال فترة المراهقة أو بداية سنِّ البلوغ (غالبًا عند الرياضيين) بسبب إصابة تكسر جزءًا من الفقرة.يمكن أن يؤدي تضرُّر جانبي الفقرة إلى انزلاقها نحو الأمام فوق الفقرة الموجودة أسفلها.كما يمكن أن يحدُث الانزلاق الفقاري عند كبار السن نتيجة حدوث حالة تنكُّسيَّة بشكل رئيسي.يكون المُصابون بالانزلاق الفقاري معرَّضين لخطر الإصابة بالتضيُّق الشوكي القطني.

يُعدُّ الألم العضلي الليفي سببًا شائعًا للألم الذي يحدث في أجزاء كثيرة من الجسم، بما في ذلك أسفل الظهر في بعض الأحيان.يُسبِّبُ هذا الاضطرابُ ألمًا مزمنًا واسع الانتشار (منتشرًا) في العضلات والأنسجة الرخوة الأخرى في المناطق الواقعة بعيدةً عن أسفل الظهر.كما يتميز الألم العضلي الليفي أيضًا بحدوث نقصٍ النوم والشُّعور بالتعب.

هل تعلم...

  • تساعد تقوية عضلات البطن وكذلك عضلات الظهر على دعم العمود الفقري والوقاية من الشُّعور بآلام أسفل الظهر.

الأَسبَابُ الأقلّ شيوعًا

تشتمل الأَسبَاب الأقل شيوعًا لألم أسفل الظهر على:

تقييم آلام أسفل الظهر

يهدف الطبيبُ إلى تحديد الاضطرابات الخطيرة.ونظرًا لأن ألم أسفل الظهر تحدث بسبب عددٍ من المشاكل غالبًا، فقد يتعذَّر تشخيصُ سببٍ واحد.يمكن أن تقتصرَ قدرة الأطبَّاء على معرفة أنَّ السبب هو اضطرابٌ عَضَلِيٌّ هَيكلِيّ ومدى خطورة ذلك .

العَلاماتُ التحذيريَّة

تكونُ بعضُ الأَعرَاض والملامح عند الذين يُعانون من ألمٍ في أسفل الظهر مدعاةً للقلق.وهي تتضمَّن ما يلي:

متى ينبغي مراجعَة الطبيب

يجب أن يُراجعُ المرضى الطبيب فورًا إذا كانوا يُعانون من حُمَّى أو أيٍّ من العلامات التحذيريَّة التي تشير إلى تضرُّر الأعصاب أو أُمَّهات الدَّم في الأبهر البطني أو اضطراب في الجهاز الهضمي أو اضطراب في السَّبيل البولي.كما يجب على الذين ظهرت عندهم معظم العلامات التحذيريَّة الأخرى أن يراجعوا الطبيب في غضون يومٍ واحد.وإذا لم يكن الألمُ شديدًا، ولم يكن لدى الأشخاص أيُّ علامات تحذيرية بخلاف الألم لأكثر من 6 أسابيع، فإنَّ حاجتهم إلى زيارة الطبيب ليست مُلِحَّة.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقومُ الأطباءُ في البداية بتوجيه بضع أسئلة للاستفسار عن أعراض الشخص وتاريخه الطبي؛ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.وغالبًا ما يشير ما يكتشفه الأطباء من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري إلى السبب ويساعد على تحديد الفحوصات التي قد يحتاج إليها المريضُ (انظر جدول بعضُ أسباب وسمات ألم أسفل الظهر).

يطرح الأطباء أسئلة عن الألم:

  • ما هي طبيعة هذا الألم وماذا يشبه؟

  • متى وكيف بدأ الألم؟

  • ما مدى شدته؟

  • موضع الشعور به والى أين ينتشر؟

  • العوامل التي تزيد أو تحدُّ من شدَّته (مثل، تغييرات الوضعيَّة أو رفع الأوزان)؟

  • هل توجد أعراض أخرى (مثل الاخدرار أو الضُّعف أو احتباس البول أو السَّلَس)؟

يمكن لبعض ملامح الألم توفير أدلة على الأَسبَاب المحتملة:

  • يكون الألمُ الذي يحدث عند لمس منطقة، والذي يتفاقم عند تغيير الوضعية أو حمل وزن، ألمًا موضعيًّا عادةً.

  • الألم الذي يَنتشر نحو الساق، مثل ألم العصب الوركي، ينجم عن انضغاط جذر أحد الأعصاب الشوكية عادةً.

  • قد يكون الألم الذي لا يتأثَّر بالتغيرات في وضعية الظهر وغير المتزامن مع الشعور به عند لمس المنطقة، ألمًا رجيعًا.

  • يمكن أن يشير الألم الذي يكون مستمرًّا وشديدًا ومتفاقمًا بشكلٍ تدريجي ولا يزول مع الراحة، لاسيَّما إذا أجبر الشخص على البقاء مستيقظًا طوال الليل؛ إلى وجود إصابة بفتق القرص ولكن قد يشير إلى وجود السرطان أو عدوى.

يركز الفحص السَّريري على العمود الفقري وتقييم أعصاب الفخذ والساقين للبحث عن علامات انضغاط جذر العصب.تختلف علاماتُ انضغاط جذر العصب باختلاف جذور الأعصاب المضغوطة وتشتمل على ضُعف إحدى مجموعات العضلات في الساق والمُنعَكَسات غير الطبيعية (تُفحَص من خلال نقر الأوتار التي تقع تحت الركبة وخلف الكاحل)، ونقص الإحساس في منطقة السَّاق، وفي حالاتٍ نادرة جدًّا، حدوث احتباسٍ في البول وسلسٍ بولي أو سلس برازي.

قد يطلبُ الأطباءُ من الشخص أن يتحرك بطرائق معينة لتحديد نوع الألم؛يطلب الأطباء من الشخص الانحناء نحو الأمام والخلف عادةًً.يمكن أن يطلبوا من الشخص الاستلقاء ثم رفع الساق دون ثني الركبة لتحري ما إذا كان ذلك يُسبب الألم، والذي يقترح الإصابة بانفتاق القرص.كما قد يقوم الأطباء بفحص بطن الشخص للتَّحرِّي عن شعوره بالألم عند الجّسِّ أو وجود كتلة ونبضات، لاسيَّما عند الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا، الذين قد يكون لديهم أم دم أبهريَّة.وقد يقومون بفحص البروستات عند الرجال من خلال إجراء المسِّ الشَّرجي، وفحص الأعضاء التناسليَّة الداخليَّة عند النساء من خلال إجراء فحص الحوض (المسّ المهبلي).

قد يتمكَّن الأطباء من تحديد السبب المحتمل من خلال استعمال معلومات عن الألم والتاريخ الطبي للشخص ونتائج الفحص السريري.

الجدول
الجدول

الاختبارات

لا توجد حاجةٌ لإجراء اختباراتٍ عادةً لأنَّ معظم آلام الظهر ناتجة عن الفصال العظمي أو الإجهاد والالتواءات أو غيرها من الاضطرابات العضلية الهيكلية البسيطة التي تزول في غضون 6 أسابيع.من الضروري إجراء اختبارات التصوير غالبًا في الحالات التالية:

كما قد يخضع المرضى، الذين لم يستجيبوا للعلاج الأولي أو أولئك الذين تفاقمت أعراضهم أو تغيرت، إلى اختبارات.

عندما تُظهِر الصورة بالأشعَّة السِّينية لأسفل الظهر العظام فقط.يمكن أن تساعد في الكشف عن التغيرات التنكسية بسبب الفصال العظمي والكسور الانضغاطيَّة الفقريَّة والانزلاق الفقاري والتهاب الفقار المُقسط؛إلأَّ أنَّ التصويرَ بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المُحوسب (CT) يُوفِّر صورًا أشدّ وضوحًا للعظام، حيث يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي بشكلٍ خاص إظهار الأنسجة الرَّخوة (بما في ذلك الأقراص وبعض الأعصاب).يكون التصويرُ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب ضروريًا عادةً عندما يقوم الأطباء بالتَّحرِّي عن الاضطرابات التي تسبب تغيُّرات دقيقة في العظام، واضطرابات الأنسجة الرخوة؛فمثلًا، يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب تأكيد أو استبعاد تشخيص انفتاق القرص، والتضيُّق الشوكي، والسرطان، والعدوى عادةً.كما يمكن أن تُظهِر هذه الاختبارات ما إذا كان يوجد انضغاط للأعصاب.

وعندَ الاشتباه في انضغاط الحبل الشوكي، يَجرِي التصوير بالرنين المغناطيسي على الفور.ولكن، في حالات نادرة، عندما تكون نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي غير واضحة، يكون من الضروري تصوير النخاع باستخدام التصوير المقطعي المُحوسَب.وفي حالاتٍ نادرة أيضًا، عند الاشتباه في وجود إصابة بالسرطان أو عدوى، من الضروري استئصال قطعة من النسيج (خزعة).ويجري في بعض الأحيان تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ العَضَل ودراسات التوصيل العصبي لتأكيد وجود وموضع انضغاط جذر العصب، ومدّته وشدّته أحيانًا.

الوقاية من آلام أسفل الظهر

يمكن الحدّ من خطر الشعور بآلام أسفل الظهر عن طريق القيام بما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية

  • ممارسة تمارين تقوية وتمطيط العضلات

  • الحفاظ على وزن صحّي

  • الحفاظ على وضعيَّة جيّدة.

  • استعمال طرائق الرَّفع المناسبة

الطريقة الأكثر فعَّالية للوقاية من حدوث آلام أسفل الظهر هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.يمكن للتمارين الهوائية وتمارين تقوية وتمطيط العضلات أن تكونَ مفيدة.

تعمل التمارين الهوائية، مثل السباحة والمشي، على تحسين اللياقة العامة وتقوية العضلات.

يمكن للتمارين النَّوعيَّة المتعلقة بتمطيط وتقوية عضلات البطن والأرداف والظهر (العضلات المركزيَّة) أن تُساعد على توازن العمود الفقري وتقليل الضغط عن الأقراص التي تُوسِّدُ العمود الفقري والأربطة التي تُثبته في مكانه.

تنطوي تمارينُ تقوية العضلات على إمالة الحوض وشدِّ البطن.وتنطوي تمارين التّمطيط على تمرين ثني الركبة نحو الصدر.ولكن، قد تزيدُ تمارين التمطيط من شدَّة ألم الظهر عندَ بعض الأشخاص، لذلك ينبغي تأديتها برفق.وكقاعدة عامة، ينبغي إيقاف أيِّ تمارين تُسبب أو تزيد من شدَّة ألم الظهر.ويجب تكرارُ التمارين حتى الشعور بتعبٍ بسيط، وليس شديدًا، في العضلات.ومن الضروري التَّنفُّس في أثناء أداء كلِّ تمرين.ينبغي على الذين يعانون من ألم الظهر استشارة الطبيب قبل البَدء في ممارسة الرياضة.

تمارين رياضيَّة للوقاية من ألم أسفل الظهر

تمرين إمالة الحوض

الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين، ووضع الكعبين على الأرض بحيث يكون الوزن على الكعبين.المحافظة على جزء صغير من الظهر على الأرض، وتقليص الأرداف (رفعها حوالى نصف إنش [1 سم] عن الأرض) وتقليص عضلات البطن.ينبغي الثبات على هذه الوضعية والعد إلى 10،يُكرَّر هذا 20 مرّة.

تمرين لوي البطن

الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين وجعل القدمين على الأرض.وضع اليدين أمام الصدر.تقليص عضلات البطن ورفع الكتفين ببطء حَوالى 10 إنش [25 سم] عن الأرض، مع إبقاء الرأس على الأرض (يجب ألَّا تلمس الذقن الصدر).ثمَّ إرخاء عضلات البطن مع خفض الكتفين ببطء.ينبغي القيام بثلاث مجموعات، وكل مجموعة 10 عدّات.

تمارين تمطيط الركبة إلى الصدر

الاستلقاء بشكلٍ مستقيم على الظهر.تُوضّع اليدان خلف إحدى الركبتين، وتُسحَبُ أو تُشدّ الركبة نحوَ الصدر.تثبيت هذه الوضعيَّة والعدّ إلى 10.خفض تلك الساق ببطء، وتكرار الإجراء مع الساق الأخرى.ينبغي القيام بهذا التمرين 10 مرّات.

كما يمكن للتمارين أن تُساعد الأشخاصَ على الحفاظ على الوزن المرغوب به.تساعد تمارين رفع الأوزان الأشخاصَ على المحافظة على كثافة العظام.وبذلك، يمكن أن تَحُدَّ التمارين الرياضيَّة من خطر حدوث حالتين قد تؤدِّيان إلى ألم أسفل الظهر ـــ السّمنة وهشاشة العظام.

تؤدي المحافظة على وضعيَّةٍ جيدة في أثناء الوقوف والجلوس إلى خفض الإجهاد عن الظهر.وينبغي تجنّب التراخي.يمكن تعديل ارتفاع مقاعد الكرسي لارتفاع يسمح للأقدام بأن تكون مُسطَّحةً على الأرض، مع ثني الركبتين قليلًا وجزء الظهر السفلي مُستندًا إلى ظهر الكرسي.وإذا كان الكرسي لا يدعم أسفل الظهر، يمكن استعمال وسادة ووضعها خلف أسفل الظهر.يُنصح بالجلوس مع وضع القدمين على الأرض بدلًا من جعل الساقين متصالبتين.ينبغي أن يتجنَّب الأشخاص الوقوفَ أو الجلوس لفترات طويلة.وإذا كان تجنُّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة مُتعذِّرًا، فقد يؤدي تغيير الوضعيَّة بشكلٍ متكرِّر إلى تقليل الضغط على الظهر.

يُساعد تعلُم رفع الأوزان بشكلٍ صحيح على الوقاية من إصابة الظهر.يجب أن يكونَ الوركان متراصفين مع الكتفين (أي لا يكونان منحرفين نحو أحد الجانبين دون الآخر).ويجب ألَّا يقومَ الأشخاص بالانحناء مع جعل ساقيهم مستقيمتين تقريبًا والتقاط شيءٍ بمدِّ أذرعهم.وبدلًا من ذلك، ينبغي أن يقوموا بثني الوركين والركبتين.يحافظ الانحناء بهذه الطريقة على استقامة الظهر، ويجعل الذراعين أقرب إلى الشيء المقصود والمرفقين على الجانب.بعد ذلك، ينبغي تقريبُ الشيء من الجسم والقيام بحمله باستقامة الساقين.وبهذه الطريقة، تقوم الساقان وليس الظهر برفع الشيء.يؤدي رفع الشيء فوق الرأس أو الالتفاف في أثناء الرفع إلى زيادة خطر إصابة الظهر.

علاج ألم أسفل الظهر

إذا كان من الممكن تشخيص سبب معين، فينبغي معالجة ذلك الاضطراب؛فعلى سبيل المثال، تُستعملُ المضادَّات الحيوية لعلاج عدوى البروستات.ولكن، لا توجد مُعالَجَة محددة لآلام العضلات والعظام النَّاجمة عن الالتواءات والإجهاد، ولا عن عددٍ من الأَسبَاب العضلية الهيكلية الأخرى.ولكن، يُمكن للكثير من التدابير العامة أن تكون مفيدة.كما يَجرِي استخدام هذه التدابير العامة عادةً عند انضغاط جذر أحد الأعصاب الشوكية.

التَّدابيرُ العامَّة لألم الظهر

تنطوي التدابير على:

  • تعديل الأنشطة

  • استعمال الأدوية التي تُخفف شدَّة الألم

  • تطبيق الحرارة أو البرودة على المنطقة المؤلمة

  • ممارسة التمارين الرياضيَّة الخفيفة إلى الحدِّ الذي يمكن تحمُّله.

بالنسبة لألم أسفل الظهر الذي حدث مؤخرًا، تبدأ المعالجة بتجنُّب القيام بالأنشطة التي تضغط على العمود الفقري وتٌسبِّبُ الألم - مثل رفع الأشياء الثقيلة والانحناء.لا تؤدِّي الراحة في السرير إلى تسريع زوال الألم، ويوصي معظم الخبراء بمواصلة النشاط الخفيف؛فالراحة في السرير، إذا كانت مطلوبة لتخفيف شدَّة الألم الشديد، يجب ألَّا تستمرَّ لأكثر من يوم أو يومين؛حيثُ تُضعف طول مدّة الراحة في السرير العضلات الرئيسيَّة وتزيد من التَّيبّس، وبذلك تُفاقِم آلام الظهر وتُطيلُ فترة الشفاء.ولا يكون استعمالُ المشدّات الفقرية والجرُّ مفيدًا؛حيث إنَّ الجرَّ قد يُؤخِّر الشفاء.

يُوصى باستخدام دواء الأسيتامينوفين Acetaminophen عادةً لتخفيف شدَّة الآلام، ما لم توجد حالة التهابيَّة؛يمكن للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية التي تُصرف بوصفة طبية (NSAIDS) أن تُخفَّضَ شدَّة الألم وتُنقصَ شدَّة الالتهاب.إذا لم يؤدِ الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلى خفض شدَّة الألم بشكلٍ كافٍ، فقد تُوصف المسكنات الأفيونية أحيانًا، ولكن ينبغي أن تُستعمل لفترةٍ قصيرة فقط، لأنَّ الاستخدام طويل الأمد للمسكنات الأفيونية يمكن أن يزيد فعليًا من الحساسية للألم ويُسبِّبَ آثارًا جانبيَّة، ويُعرِّض الشخص لخطر اضطراب تعاطي المواد.

وتُستخدم في بعض الأحيان المُرخياتُ العضليَّة، مثل كاريزوبرودول carisoprodol أو سيكلوبنزابرين cyclobenzaprine أو ديازيبام diazepam أو ميتاكسالون metaxalone أو ميثوكاربامول methocarbamol، لتخفيف تشنّجات العضلات، ولكن يوجد خلافٌ حول فائدتها.يُنصَحُ بتجنّب هذه الأدوية عند كبار السن الذين هم أكثرُ عرضةً للآثار الجانبيَّة، مثل النُّعاس والتَّخليط الذهني.يحاول الأطباء عدم وصف مرخيات العضلات ما لم يُعانِ الأشخاص من تشنُّجات عضليَّة واضحة وملموسة.إذا جرى وصفها، فينبغي عدم استخدام المرخيات العضلية لأكثر من 72 ساعة، باستثناء بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ينشأ فيها الألم في الدماغ أو النخاع الشوكي (متلازمة الألم المركزي).على سبيل المثال، قد يحسن سيكلوبنزابرين من جودة النوم ويقلل من الألم عند الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي.يُوصي الأطباء الأشخاص في بعض الأحيان بأن يقتصروا على استعمالها وقتَ النوم.

قد يساعد تطبيق الحرارة أو البرودة (أنظر أيضًا علاج الألم والالتهاب)يُفَضَّل تطبيق البرودة عن الحرارة عادةً خلال أول يومين من الإصابة.ولكن، يجب عدمُ تطبيق كمَّادات الثلج والكمادات الباردة على الجلد مباشرةً؛ينبغي وضع الثلج في كيس (بلاستيكي على سبيل المثال) ووضع الكيس فوق منشفة أو قطعة قماش.يجري رفع الثلجُ بعد 20 دقيقة، ثمَّ يُعاد تطبيقه لمدة 20 دقيقة على مدى 60 إلى 90 دقيقة.ويمكن تكرار هذه العملية عدّة مرَّات خلال أوَّل 24 ساعة.ويمكن تطبيقُ الحرارة، وذلك باستخدام كمادة دافئة، بنفس الفترات الزمنية.ونظرًا لأنَّ جلد الظهر قد يكون غيرَ حسَّاسٍ للحرارة، فينبغي استخدام الكمادات الدَّفئة بحذرٍ لتفادي حدوث الحروق.ويجب على الأشخاص عدم تطبيق الكمَّادات الساخنة وقت النوم لتجنُّب خطر النوم مع إبقاء الكمادة على ظهورهم.

قد يُوفِّر التدليك بعض الرَّاحة المؤقتة لألم أسفل الظهر.تشير بعضُ الدراسات إلى أنَّ الوَخز الإبرِيّ قد تكون له فوائد مماثلة، ولكنَّ البعض الآخر يشير إلى ضآلة فائدته أو انعدامها.وقد يؤدي التَّدبير اليدوي للعمود الفقري، الذي يُجريه أختصاصيُّو تقويم العمود الفقري أو بعض الأطباء الآخرين (مثل أطباء تقويم العظام)، إلى توفير الرَّاحة عند إجرائه بالتَّزامن مع برنامج للتمارين الرياضيَّة.ولكنَّ التَّدبير اليدوي للعمود الفقري قد يزيد من خطر حدوث المزيد من الإصابة، وينبغي تجنّبه عند المصابين التهاب المَفاصِل الالتهابي، ومشاكل الرقبة التي تسبب عدم استقرار فقرات الرقبة أو حدوث انفتاق القرص.

وبعد أن يزول الألم، يمكن للنشاط الخفيف، حسب ما يوصي به الطبيب أو المعالج الفيزيائي، أن يُسرِّع الشفاء والتَّعافي.وفي بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء إلى العلاج الطبيعي.يُنصح بإجراء تمارين نوعيَّة عادةً لتقوية وتمطيط الظهر وتقوية العضلات الأساسية للمساعدة على منع ألم الظهر من أن تُصبح مزمنة أو متكرّرة.

يُنصَح بالنوم في وضعٍ مريحٍ على فراشٍ متوسط القساوة.ويمكن للأشخاص الذين ينامون على ظهرهم وضع وسادة تحت ركبهم.ويجب على الذين ينامون على جانبهم استعمال وسادة لدعم رأسهم في وضعيَّة معتدلة (بحيث لا يميل نحو السرير أو نحو السقف).كما يجب أن يضعوا وسادة أخرى بين ركبهم مع جعل الوركين والركبتين مثنيتين قليلاً إذا كان ذلك يخفف من شدَّة آلام الظهر.يمكن للأشخاص الاستمرار في النوم على بطونهم إذا كانوا يشعرون بالراحة عند القيام بذلك.

وينبغي البَدء باتِّخاذ تدابير وقائية أخرى (الحفاظ على وضعيَّة جيدة، الرَّفع بشكل صحيح) أو الاستمرار في تنفيذها.يؤدي القيام بهذه التَّدابير إلى زوال معظم عوارض ألم الظهر خلال عدّة أيام إلى أسبوعين.وبغضِّ النظر عن المعالجة، تشفى 80-90٪ من هذه العوارض في غضون 6 أسابيع.

معالجة آلام الظهر المُزمنة

لابدَّ من القيام بتدابير إضافيَّة لمعالجة آلام أسفل الظهر المزمنة.يمكن أن تكون ممارسة التمارين الهوائية مفيدة، ويُنصَح بتخفيض الوزن إذا لزم الأمر.يمكن استعمالُ المُعالجات الأخرى إذا كانت المُسكِّنات غير فعَّالة.

كما يمكن استخدام التنبيه الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS).يُولِّدُ جهاز التنبيه الكهربائي للعصب عبر الجلد إحساسًا خفيفًا بالوخز، من خلال توليد تيار متذبذب منخفض.يمكن لهذا التيار منع نقل جزءٍ من إحساس الألم من الحبل الشوكي إلى الدماغ.ويمكن تطبيقُ التيار على المنطقة المؤلمة عدّة مرات في اليوم لمدة 20 دقيقة، عدّة ساعات في كل مرة، وهذا يتوقف على شدة الألم.

وفي بعض الأحيان، يمكن حقن الستيرويدات القشريَّة (مثل ديكساميثازون dexamethasone أو ميثيلبريدنيزولون methylprednisolone)، بالإضافة إلى مخدر موضعي (مثل الليدوكائين lidocaine) بشكلٍ دوري في مفاصل الواجهة في العمود الفقري أو في الحيِّز فوق الجافية - بين العمود الفقري والطبقة الخارجية من الأنسجة التي تُغطي الحبلَ الشوكي.قد تكون الحقن فوق الجافية أكثرَ فاعلية في علاج التهاب العصب الوركي النَّاجم عن القرص المنفتق منه في حالة التضيق الشوكي القطني؛إلَّا أنَّه ليس من الواضح ما إذا كانت تؤدِّي إلى الحصول على فائدة طويلة الأجل.تقتصر فعاليَّتها عادةً على عدَّة أيام إلى عدّة أسابيع.يكون الهدفُ الرئيسي من استعماها هو تخفيف الألم إلى الدرجة الكافية التي تُمكِّن من البدء بتطبيق برنامج للتمارين الرياضية، الذي قد يؤدي إلى تخفيف الألم لمدّة زمنيَّةٍ طويلة.

المعالجة الجراحيَّة لألَم الظَّهر

إذا تسبّب القرص المنفتق في حدوث التهاب مزمن أو شديد في العصب الوركي أو شعور بالضَّعف أو نقص في الإحساس أو فقد ضبط المثانة والأمعاء، فقد يكون من الضروري استئصال الجزء البارز من القرص (استئصال القرص) وأحيانًا جزء من الفقرة (استئصال الصفيحة الفقرية).

في حالة التَّضيُّق الشوكي الشديد، يمكن استئصال جزء كبير من الجزء الخلفي من الفقرة (الصفيحة) جراحيًّا لتوسيع القناة الشوكية (استئصال الصفيحة الفقريَّة القَطنيَّة).ومن الضروري استعمال التخدير العام عادةً.وتتراوح مدّة الإقامة في المستشفى بين 4-5 أيام عادةً.يمكن أن يحتاج المرضى من 3-4 أشهر قبل أن يتمكّنوا من استئناف جميع نشاطاتهم.يستردُّ حَوالى 65% من الأشخاص عافيتهم بشكلٍ جيدٍ أو بالكامل.أمَّا بالنسبة لمعظم بقيَّة المرضى، فقد تقي هذه الجراحة من الشُّعور بالألم وتمنع تفاقم الأعراض الأخرى.

عندما يكون العمود الفقري غير مستقرّ (كما هي الحال عند حدوثه نتيجة انفتاق شديد في القرص أو انزلاق الفقار أو بعد استئصال الصفيحة الفقرية لعلاج التضيق الشوكي)؛ يمكن إجراء الجراحة لدمج الفقرات (تسمى الدمج الفقري القطني)؛إلَّا أنَّ الدَّمج يَحُدُّ من الحركة، وقد يؤدي إلى المزيد من الضغط على باقي العمود الفقري، ويُسبِّب مشاكل أخرى.

ألم أسفل الظهر: الجراحة
استئصال القرص Diskectomy
استئصال القرص Diskectomy

    تشتمل عملية استئصال القرص diskectomy على إزالة أحد الأقراص الغضروفية التي تفصل بين فقرات العمود الفقري وتشكل وسادة بينها.يمكن إجراء هذه العملية عندما يُسبب تمزق القرص ألمًا شديدًا أو مزمنًا في عرق النسا، أو ضعفًأ أو فقدانًا في الإحساس، أو سلسًا بوليًا أو برازيًا.في بعض الأحيان يكون من الضروري استئصال الفقرة أيضًا.يُعرف هذا الإجراء باسم استئصال الصفيحة الفقرية laminectomy.

... قراءة المزيد
استئصال الصفيحة الفقرية القطنية
استئصال الصفيحة الفقرية القطنية
يتكون العمود الفقري للشخص من 33 فقرة تؤوي الحبل الشوكي وتحميه.تكون هذه الفقرات مفصولة عن بعضها بواسطة الأقراص المَفصِلي... قراءة المزيد
الدمج الفقري القَطَني
الدمج الفقري القَطَني
تُشكِّل الأقراص بين الفقرات ربع العمود الفقري وتعمل كنظام امتصاص الصدمات في العمود الفقري، وتحمي الفقرات، والحبل الشوكي... قراءة المزيد

الكسورُ الفِقريَّة الانضغاطيَّة

تُعدُّ الكسور الفِقريَّة الانضغاطيَّة من الحالات الشائعة كثيرًا بين النساء اللواتي تجاوزت أعمارهنَّ 50 عامًا. ويمكن مُعالجتها بشكلٍ متحفظ بخيارات غير جراحية مثل السنَّادات ومُسكِّنات الألم وربَّما رذاذ الكالسيتونين الأنفي، حيث لا يُساعد ذلك على شفاء العظام ولكنَّه قد يُخفِّض شدَّة الألم.

يتوفر خياران جراحيان عند تعذُّر ضبط الألم بشكلٍ كافٍ:

  • رأب الفقرات Vertebroplasty: يجري حقن خليط من الاسمنت في العظم المكسور.

  • رأب الحدبة Kyphoplasty: يُدخَل البالون في العظم المكسور لتكوين حيِّز؛ثم يُملأ البالون بالاسمنت.

ولكن، أظهرت الدراسات الحديثة أنَّ هذه الإجراءات الجراحيَّة ليست أشدّ فعالية من الخيارات غير الجراحيَّة على المدى الطويل.

نقاط رئيسيَّة

  • يعدُّ ألم أسفل الظهر من الحالات الشَّائعة بكثرة، وهو ينجم عادةً عن اضطرابٍ عضليٍّ هيكليٍّ في العمود الفقري، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل التعب والسمنة وعدم ممارسة الرياضة.

  • ومن النَّادر أن يكون ألم أسفل الظهر خطيرًا عند الشباب، ومن غير الضروري عادةً إجراء اختبارٍ ما لم تستمرُّ الأعراض لأسابيع.

  • يجب على الأشخاص الذين ظهرت عندهم علامات تحذيرية أو الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا زيارة الطبيب دون تأخير.

  • يمكن أن تُساعد تقوية عضلات البطن والظهر مع تمارين رياضيَّة محددة على الوقاية من الإصابة بالأنواع الأكثر شيوعًا من ألم أسفل الظهر.

  • بالنسبة لمعظم حالات ألم أسفل الظهر، يُعدُّ تجنب الأنشطة التي تضغط على الظهر واستعمال مُسكِّنات الألم وأحيانًا تطبيق الثلج أو الحرارة علاجًا كافيًا.

  • يمكن للراحة طويلة الأمد في السرير والشدّ أن يؤخِّرا الشفاء.

  • قد توجد ضرورةٌ إلى العلاج الجراحي في الحالات الشديدة عندما يكون لدى الأشخاص إحساسٌ غير طبيعي وضعف في الساقين على سبيل المثال.

  • يمكن معالجة الكسور الانضغاطية الفقريَّة بشكلٍ متحفظ (استعمال السناد ومسكنات الألم ورذاذ الأنف بالكالسيتونين) أو في بعض الأحيان بشكل أكثر شِدَّةً بالعلاج الجراحي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID