ألم الحوض خلال المراحل المُبكِّرة من الحمل

حسبEmily E. Bunce, MD, Wake Forest School of Medicine;
Robert P. Heine, MD, Wake Forest School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

تُعاني الكثير من النساء في المراحل المبكِّرة من الحمل من ألم الحوض.يشير مصطلح ألم الحوض إلى الألم الذي يحدث في الجزء السفلي من البطن (الحوض).في حين يشير مصطلح ألم البطن إلى الألم الذي يحدث في الجزء الأوسط أو العلوي من البطن، في منطقة المعدة والأمعاء.إلَّا أنَّ النساء يجدنَ صعوبةً في بعض الأحيان في التمييز بين ما إذا كان مصدر الألم الرئيسي من البطن أو الحوض.يمكن لأسباب ألم البطن في أثناء الحمل أن تكون مرتبطة أو غير مرتبطة بالحمل.

يمكن للألم الحوضي في أثناء الحمل أن يكون مرتبطًا بالتغيرات الطبيعية في الحمل أو قد يكون علامة على وجود مشكلة.حيث يمكن أن يحدث بشكلٍ طبيعي عادةً عند حدوث تغيُّر في العظام والأربطة وتمطُّطها لاستيعاب الجنين.قد يكون الألم الطبيعي حادًّا أو ماغصًا (مثل التشنجات الحيضية) وقد يأتي ويذهب.في العادة، لا يكون ألم الحوض غير الشديد أو غير المستمر مدعاة للقلق.

يمكن لألم الحوض الناجم عن أحد مضاعفات الحمل أن يترافق بأعراضٍ أخرى، بما في ذلك النزف المهبلي.بنبغي على النساء الاتصال بطبيبهن إذا كان لديهن أي نزف في أثناء الحمل.ففي بعض الاضطرابات، مثل النَّزف الذي قد يكون شديدًا، قد يحدث هبوطٌ خطير في ضغط الدَّم (صدمة) في بعض الأحيان.يمكن للألم الشديد، أو المستمر، أو الذي يتوضع في منتصف أو أعلى البطن أن يكون ناجمًا عن أحد مضاعفات الحمل أو اضطراب آخر ويكون أيضًا سببًا للاتصال بالطبيب.

أسباب ألم الحوض في بدايات الحمل

في أثناء الحمل الحمل، قد ينجم ألم الحوض عن الاضطرابات المرتبطة بـ

  • الحمل

  • الجهاز التناسلي الأنثوي ولكن ليس الحمل

  • أعضاء أخرى، وخصوصًا السبيل الهضمي والسبيل البولي

في بعض الأحيان لا يمكن العثور على سبب معين.

الأَسبَاب المرتبطة بالحمل الأكثر شيوعًا لألم الحوض في بدايات الحمل هي

  • التغيرات الطبيعية للحمل

  • إسقاط (إجهاض عفوي)

  • يُعد الحمل المنتبذ (الحمل الذي ينغرس خارج الرحم، كأن ينغرس في قناة فالوب) السبب الأكثر خطورة لألم الحوض في بدايات الحمل

يُعد الحمل المنتبذ حالة مهددة للحياة.لن يتطور الحمل المنغرس خارج الرحم على نحو طبيعي.مع نمو الحمل في قناة فالوب أو جزء آخر من الجسم (مثل المبيض، أو عنق الرحم، أو البطن)، فقد يسبب انفجار هذا الجزء.يُؤدِّي هذا إلى ألم شديد ونزف غزير، وهو هما قد يفضي إلى إلحاق ضررٍ شديد بالمرأة الحامل أو حتى وفاتها.عندما يُشخص وجود حمل خارج الرحم، فيكون العلاج هو إنهاء الحمل بالأدوية أو استئصاله بالجراحة.

كما يمكن أن تحدث آلام الحوض عندما يلتفُّ المبيض حول الأربطة والأنسجة الداعمة له، قاطعًا تغذيته بالدَّم.لا يرتبط هذا الاضطراب، والمُسمَّى انفتال الملحقات adnexal torsion، بالحمل ولكنه يكون أكثر شُيُوعًا خلال فترة الحمل.يتضخَّم المبيضان خلال فترة الحمل، ممَّا يجعل المبيض أكثر عرضةً للإلتواء.

الأَسبَاب الشائعة لألم الحوض بشكلٍ عام، والتي هي أسبَاب شائعة خلال فترة الحمل أيضًا، هي اضطرابات الجهاز الهضمي والبولي، بما في ذلك ما يلي:

تحدث عدوى المسالك البولية بشكل أكثر تكرارًا خلال فترة الحمل، ويكون هناك خطر متزايد من انتشار العدوى من المثانة إلى الكلية لتصبح بذلك عدوى أكثر خطورة.

عوامل الخطر

تزيد الخصائص المختلفة (عوامل الخطر) من خطر بعض الاضطرابات المرتبطة بالحمل التي تُسبِّبُ الألم الحوضي.

تنطوي عوامل خطر الإسقاط على ما يلي:

تنطوي عوامل خطر الحمل خارج الرَّحم (المنتبذ) على ما يلي:

  • حدوث حمل سابق خارج الرَّحم (منتبذ) (أهم عوامل الخطر)

  • جراحة سابقة في البطن، وخاصة جراحة للتعقيم (منع الإنجاب) الدائم (ربط البوق)

  • شذوذات في قناة فالوب (على سبيل المثال، تورُّم قناة فالوب، والذي يُسمَّى مَوَه البوق [hydrosalpinx])

  • الاستعمال الحالي لوسيلة منع حمل داخل الرحم (IUD)

  • استعمال التقنيَّات المساعدة على الإنجاب (مثل الإخصاب في المختبر (طفل الأنبوب) لحدوث الحمل الحالي

تشتمل عوامل الخطر الإضافية للحمل خارج الرحم على تاريخ للإصابة بعدوى منتقلة بالجنس أو الدَّاء الالتهابي الحَوضيّ، أو الاستعمال الحالي لموانع الحمل الفموية الإِسترُوجينية/البروجستينية، أو تدخين السجائر، أو العُقم، والإسقاط السابق أو الإنهاء المُتعمَّد للحمل (الإجهاض المحرض).

تقييم ألم الحوض في بدايات الحمل

إذا كانت المرأة الحامل تعاني من ألم في الحوض أو في البطن، فسوف يقيّم الطبيب ما إذا كان ذلك ناجمًا عن التغيرات الطبيعية في الحمل أو إذا كانت هناك ثمة مشكلة.إذا حدث ألم مفاجئ وشديد جدًا في أسفل البطن أو الحوض، فيجب على الأطباء أن يحاولوا بسرعة تحديد ما إذا كانت الجراحة الفورية مطلوبة—كما هيَ الحال عندما يكون السبب هو تمزق الحمل خارج الرحم (المنتبذ) أو التهاب الزائدة.

العَلامات التحذيريَّة

عند النساء الحوامل اللواتي يُعانين من آلام الحوض، تكون الأَعرَاض التالية مدعاةً للقلق:

  • نزف مهبلي

  • الحمَّى و القشعريرة، لا سيَّما إذا كانت مصحوبة بألم عند التبول، أو ألم في أعلى الظهر (الخاصرة)، أو مُفرَزات مهبليَّة تحتوي على القيح

  • ألم شديد يتفاقم مع الحركة

  • الإغماء، أو الشعور بخفَّة في الرأس، أو تسرع معدل ضربات القلب— الأَعرَاض التي تشير إلى وجود انخفاضٍ شديدٍ في ضغط الدم.

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على النساء اللواتي تظهر لديهن علامات تحذيرية أن يراجعنَ الطبيب مباشرةً.

وينبغي على النساء اللواتي لا تظهر لديهن علامات تحذيرية أن يحاولن مراجعة الطبيب خلال يوم أو نحوه إذا كنَّ يشعرنَ بألمٍ أو بحرقةٍ أثناء التبوُّل أو كان الألم مؤثِّرًا في أدائهنَّ لأنشطتهنَّ اليوميَّة.ويجب على النساء اللواتي يكون انزعاجهنَّ محدودًا وخفيفًا دون ظهور أيَّة أعراض أخرى أن يتَّصلنَ بالطبيب.حيث يمكن للطبيب مساعدتهنَّ على تحديد مدى الحاجة لمراجعته وما إذا كان الأمر مستعجلاً أو يحتمل الانتظار.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

لتحديد ما إذا كانت توجد ضرورة إلى إجراء جراحة عاجلة، يفحص الطبيب أولًا ضغط دم ودرجة حرارة المرأة ويسأل عن الأعراض الرئيسية، مثل النزف المهبلي.ثم يسأل الطبيب عن الأعراض الأخرى والتاريخ الطبي.كما يقوم بإجراء الفَحص السَّريري.غالبًا ما تُشير نتائج دراسة التاريخ الطبي والفحص السريري إلى السبب وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح آلام الحوض في أثناء المرحلة المبكرة من الحمل).

يسأل الطبيب عن الألم:

  • ما إذا كان يبدأ فجأةً أو تدريجيًّا

  • ما إذا كان يحدث في بقعةٍ مُحدَّدةٍ أو أنَّه أوسع انتشارًا

  • ما إذا كانت الحركة أو تغيير الوضعيَّات يُفاقم الألم

  • ما إذا كان ماغصًا وما إذا كان مستمرًا أو يأتي ويذهب

كما يستفسر الأطباء أيضاً عمَّا يلي:

  • أعراض أخرى، مثل النزف المهبلي، والمفرزات المهبليَّة، والحاجة المُتكررة أو المُلحَّة للتَّبوُّل، والقيء، والإسهال، والإمساك

  • الأحداث السابقة المتعلِّقة بالحمل (التاريخ التوليدي)، بما فيها حالات الحمل السابقة، وحالات الإسقاط، والإنهاء المتعمَّد للحمل (الإجهاض المُحرَّض) لأسبابٍ طبيَّة أو لأسبابٍ أخرى

  • عوامل الخطورة للإسقاط والحمل المُنتَبَذ

سوف يركز الفَحص السَّريري على فحص الحوض (فحص الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية وفي بعض الأحيان المستقيم)يضغط الطبيب أيضًا بلطفٍ على البطن لمعرفة ما إذا كان الضغط يُسبِّبُ أيَّ ألم.

الجدول
الجدول

الاختبارات

عادةً ما يُجرى اختبار الحمل باستخدام عينة من البول.إذا كان اختبار الحمل إيجابيًا، فإنَّه يُجرى تصويرٌ بتخطيط الصدى للحوض للتأكد من أنَّ الحمل يتوضَّع في الرحم بشكلٍ طبيعي ― بدلًا من مكان آخر (حمل منتبذ).ولإجراء هذا الاختبار، يُوضَع جهاز التصوير بتخطيط الصدى المحمول على البطن أو في داخل المهبل أو في كِلا الموضعين.إذا كان الحمل مبكرًا جدًّا، فقد لا يكون من الممكن أحيانًا تأكيد ما إذا كان الحمل في الرحم.

تُجرى اختباراتٌ دمويَّة عادةً.إذا كانت المرأة تعاني من نزفٍ مهبلي ، فسوف يشتمل الاختبار عادةً على تحرِّي عدد خلايا الدَّم الكامل وفصيلة الدَّم مع تحري إيجابية أو سلية العامل الريصي، في حالة كانت المرأة بحاجة إلى نقل دم.كما تساعد معرفة وضع العامل الريصي الأطباءَ على منع حدوث مشاكل في حالات الحمل اللاحقة.

إذا اشتبه الأطباء في حدوث حملٍ خارج الرحم، فإنَّ الاختبار يتضمن أيضًا اختبارًا للدَّم لقياس هرمون تنتجه المشيمة مبكرًا خلال فترة الحمل (مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة).وإذا كانت الأعراض تُشير إلى حدوث تمزُّق في الحمل خارج الرحم (مثل الانخفاض الشديد في ضغط الدَّم أو تسرع ضربات القلب)، فتجرى اختباراتٍ دمويَّة لتحديد ما إذا كان دم المرأة يمكنه أن يتجلَّط بشكلٍ طبيعي.

يُجري الطبيب اختبارات أخرى بالاعتماد أي الاضطرابات المُشتبه بها.التصوير بتخطيط الصدى الدوبلري، الذي يُظهِر اتجاه وسرعة جريان الدَّم، ويساعد الأطباء على تحديد المبيض الملتوي، والذي يمكنه أن يقطع إمدادات الدَّم إلى المبيض.ويمكن أن تشتمل اختبارات أخرى على إجراء زرعٍ للدَّم أو البول أو مُفرَزات المهبل واختبارات البول (تحليل البول) للتَّحري عن حالات العدوى.

إذا كان الألم مزعجًا باستمرار وبقي السبب مجهولًا، يقوم الأطباء بإجراء شقٍّ صغير ٍأسفل السرة مباشرة وإدخال أنبوب عرض (منظار البطن) لمشاهدة الرحم، والبوقين الرحميين (قناتا فالوب)، والمبيضين وبالتالي تقييم سبب الألم.ومن الضروري في حالاتٍ نادرة إجراء شقٍّ أكبر (يُسمَّى الإجراء فتح البطن)

علاج ألم الحوض في بدايات الحمل

تجري معالجة اضطراباتٍ مُعيَّنة، كما في الأمثلة التالية:

  • الحمل المنتبذ: دواء لإيقاف نمو الحمل خارج الرحم أو تجرى جراحة لإزالته

  • الإسقاط: مسكنات الألم، ودواء يساعد على خروج الحمل، أو التوسيع والتجريف لإزالة أنسجة الحمل

  • الإجهاض الإنتاني (عدوى في محتويات الرحم قبل، أو في أثناء، أو بعد الإسقاط): تُعطى المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد مع التوسيع والتجريف لإزالة محتويات الرحم في أقرب وقت ممكن

  • انفتال المُلحقات [adnexal torsion](انفتال المبيض أو بوق فالوب): الجراحة لفك الانفتال (إن أمكن) أو لإزالة المبيض أو الأنبوب

إذا كان من الضروري استعمال مسكنات الألم، فإنَّ الأسيتامينوفين هو الأكثر أمانا للنساء الحوامل، ولكن إذا كان غيرَ فعال، فقد يكون من الضروري استعمال المُسكِّنات الأفيونية.

الألم النَّاجم عن التغيُّرات الطبيعية خلال فترة الحمل

للمساعدة على تجنُّب أو تخفيف بعض أنواع الألم في أثناء الحمل، قد تُنصح النساء بـ

  • اتباع نظام لياقة بدنية مع تمارين آمنة في أثناء فترة الحمل

  • تجنُّب رفع أو دفع الأشياء الثقيلة

  • الحفاظ على وضعيَّة جيدة

  • النوم مع وجود وسادة بين الركبتين

  • الراحة عند الحاجة

  • ينبغي ارتداء ملابس مزودة بعناصر مرنة تدعم الظهر أو البطن

  • زيارة المعالج الفيزيائي الذي لديه خبرة في الحمل

  • من الممكن تجريب الوخز بالإبر

النقاط الرئيسيَّة

  • ينجم ألم الحوض خلال فترة الحمل المبكِّر عادةً عن التغيَّرات التي تحدث بشكلٍ طبيعيٍّ خلال فترة الحمل.

  • ينجم أحيانًا عن اضطراباتٍ مرتبطة بالحمل، أو مرتبطة بالأعضاء التناسلية الأنثوية دون أن تكون مرتبطة بالحمل، أو مرتبطة بأعضاءٍ أخرى.

  • تكون الأولوية لتحديد الاضطرابات التي تتطلَّب جراحة طارئة، مثل الحمل مثل خارج الرحم أو التهاب الزائدة.

  • يَجرِي التصوير بتخطيط الصدى عادةً.

  • يمكن أن تساعد التدابير العامة (مثل الراحة وتطبيق الحرارة) على تخفيف الألم الناجم عن التغيُّرات الطبيعية خلال فترة الحمل.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID