النَّزف المهبلي خلال المراحل المبكِّرة من الحمل

حسبEmily E. Bunce, MD, Wake Forest School of Medicine;
Robert P. Heine, MD, Wake Forest School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، تُعاني 20 - 30٪ من النساء من النزف المهبلي.بالنسبة للكثير من هؤلاء النساء، تكون هناك مشكلة في الحمل، ولكن يكون لدى بعض النساء نزف خفيف أو تبقيع مع وجود حمل طبيعي وصحي.ينتهي الحمل بالإسقاط عند حوالى نصف النساء اللواتي لديهن نزف.وإذا لم يحدث الإسقاط مباشرةً، فمن المحتمل حدوث مشاكل في وقت لاحق من الحمل.على سبيل المثال، قد يكون وزن الطفل عند الولادة منخفضًا، أو قد ينتهي الحمل بولادة جنين ميت (وفاة الجنين بعد 20 أسبوعًا من الحمل)، أو قد يولد الطفل مبكرًا (ولادة مبكرة) أو يموت المولود في أثناء أو بعد الولادة بوقت قصير.في حال وجود نزف حاد، فقد ينخفض ضغط الدم بشكل خطير، مما يؤدي إلى صدمة.ولكنَّ العديدَ من النساء اللواتي يُعانين من نزفٍ خفيفٍ في وقتٍ مبكِّرٍ من الحمل يستمرّ الحمل لديهن على نحو صحي حتى الولادة.

يمكن أن تتراوح كمية النزف بين مجرد بقعٍ من الدَّم وحتى النزف الغزير.يُعدُّ نزف كمياتٍ كبيرةٍ من الدَّم مصدرًا للقلق دائمًا، ولكنَّ التبقيع أو حدوث نزف خفيف قد يُشير أيضًا إلى وجود اضطراب خطير.يجب على النساء اللواتي يعانين من أي نزف مهبلي الاتصال بالطبيب.

أسباب النَّزف المهبلي في بدايات الحمل

يمكن أن يحدث نزفٌ مهبليٌّ مبكِّرٌ خلال الحمل نتيجة وجود اضطرابات مرتبطة بالحمل (توليديَّة) أو غير مرتبطة به (انظر جدول بعض أسباب وملامح النزف المهبلي في أثناء المرحلة المبكرة من الحمل).

السبب الأكثر شيوعًا للنزف المهبلي في المرحلة المبكرة من الحمل هو

  • إسقاط (يُسمَّى أيضًا الإجهاض العفوي).

قد يعني النَّزف المهبلي أنَّه من الممكن حدوث إسقاط، ولكن النزف يتوقف في بعض الأحيان ويستمر الحمل دون أي مشاكل.عندما يحدث الإسقاط، فإنه يحدث على بضع مراحل عادةً.في البداية، يكون النزف.ثم تحدث تشنجات، والتي قد تكون شديدة وقد يصبح النزف غزيرًا.ثم تطرح المرأة الحمل، وقد ترى أنسجة الحمل وهي تخرج من المهبل.

في بعض الأحيان، لا يُسبِّب الإسقاط أيَّة أعراض، ويَجرِي اكتشافه عندَ تقييم الجنين في أثناء زيارة طبية منتظمة (يُسمَّى الإسقاط الفائت).إذا اشتبهت المرأة بحدوث إسقاط، فينبغي عليها الاتصال بطبيبها.قد يحدث الإسقاط لدى المرأة أحيانًا في أثناء تواجدها في المنزل، ولكن إذا كان الألم أو النَّزف شديدًا، أو إذا لم يخرج نسيج الحمل بشكلٍ كامل، فسوف تحتاج إلى العلاج بالأدوية أو إلى الخضوع لإجراء للتأكد من أنَّ حالتها آمنة وأنَّ الحمل قد تم طرحه بشكل كامل.

وقد تكون محتويات الرحم مصابةً بالعدوى قبل، أو في أثناء، أو بعد الإسقاط (الإسقاط الإنتاني).

السبب الأشدُّ خطورة للنزف المهبلي في المرحلة المبكرة من الحمل هو

  • تمزُّق الحمل المُتوضِّع بشكل غير طبيعي (الحمل المنتبذ) -عندما لا يكون في مكانه الطبيعي في الرحم -كأن يكون في أنبوب فالوب (البوق الرَّحمي) على سبيل المثال

يُعد الحمل المنتبذ حالة مهددة للحياة.لن يتطور الحمل المنغرس خارج الرحم على نحو طبيعي.مع نمو الحمل في قناة فالوب أو جزء آخر من الجسم (مثل المبيض، أو عنق الرحم، أو في ندبة سابقة في الرحم ناجمة عن عملية قيصرية، أو في البطن)، فقد يسبب انفجار هذا الجزء.يُؤدِّي هذا إلى ألم شديد ونزف غزير، وهو هما قد يفضي إلى إلحاق ضررٍ شديد بالمرأة الحامل أو حتى وفاتها.عندما يُشخص وجود حمل خارج الرحم، فيكون العلاج هو إنهاء الحمل بالأدوية أو استئصاله بالجراحة.

ويوجد سببٌ محتملٌ خطيرٌ آخر ولكنَّه أقلُّ شيوعًا وهو تمزُّق كيسة الجسم الأصفر.بعد تحرُّر البويضة من المبيض، قد تمتلئ البنية التي حرَّرتها (الجسم الأصفر) بالسائل أو بالدَّم بدلًا من التَّفكُّك والاختفاء كما يحدث عادةً.

عوامل الخطر

تنطوي عوامل خطر الإسقاط على ما يلي:

  • العمر فوق خمسٍ وثلاثين عامًا

  • حدوث حالة إسقاط أو أكثر في حالات الحمل السابقة

  • تدخين السجائر

  • استخدام العقاقير غير المشروعة، مثل: الكوكايين، أو ربما مواد أخرى، مثل الكحول

  • الشذوذات في الرحم (مثل الأورام الليفيَّة)، أو التندب، أو شكل الرحم غير الطبيعي.

تنطوي عوامل خطر حدوث حمل خارج الرَّحم (منتبذ) على ما يلي:

  • حدوث حمل سابق خارج الرَّحم (منتبذ) (أهم عوامل الخطر)

  • جراحة سابقة في البطن، وخاصة جراحة التعقيم (منع الإنجاب) الدائم (ربط البوق)

  • شذوذات قناة فالوب

  • الاستعمال الحالي لوسيلة منع حمل داخل الرحم (IUD)

  • الإخصاب في المختبر بالنسبة للحمل الحالي

تشتمل عوامل الخطر الإضافية للحمل خارج الرحم على تاريخ للعدوى المنتقلة بالجنس، أو الدَّاء الالتهابي الحَوضيّ، أو الاستعمال الحالي لموانع الحمل الفموية الإِسترُوجينية/البروجستينية، أو تدخين السجائر، أو العُقم، والإسقاط السابق أو الإجهاض.

تقييم النَّزف المهبلي في بدايات الحمل

يقوم الأطباء أولًا بتحديد ما إذا كان سبب النزف المهبلي هو الحمل المنتبذ.

العَلامات التحذيريَّة

تكون الأعراض التالية عند النساء الحوامل اللواتي يعانين من نزفٍ مهبليٍّ خلال مراحل الحمل المُبكِّرة مدعاةً للقلق:

  • الإغماء، أو الشعور بخفَّة في الرأس، أو تسرع معدل ضربات القلب— الأَعرَاض التي تشير إلى وجود انخفاضٍ شديدٍ في ضغط الدم.

  • فقدان كميات كبيرة من الدَّم أو الدَّم الذي يحتوي على أنسجة أو جلطات كبيرة

  • ألم شديد في البطن والذي يتفاقم عندما تتحرك المرأة أو تُغيِّر وضعياتها

  • الحمَّى والقشعريرة والمُفرَزات المهبليَّة المحتوية على قيح ممزوج بالدَّم

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على النساء اللواتي يحملن علامات تحذير مراجعة الطبيب فورًا.

ينبغي على النساء اللواتي لا تظهر لديهنَّ علامات تحذيرية زيارة الطبيب في غضون 48 إلى 72 ساعة.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطباء عن الأَعرَاض والتاريخ الطبي (بما في ذلك الحالات السابقة من الحمل، والإسقاط، والإجهاض، وعوامل خطر الحمل خارج الرحم والإسقاط).ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.غالبًا ما تُشير نتائج دراسة التاريخ الطبي والفحص السريري إلى السبب وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح النزف المهبلي في أثناء المرحلة المبكرة من الحمل).

يستفسر الأطباءُ عن النزف:

  • مدى غزارته (مثل، عدد الوسائد الماصَّة المُستَعمَلة أو المُغرقة بالدَّم خلال ساعة)

  • ما إذا قد ظهرت جلطات أو أنسجة في الدم

  • ما إذا كان الألم متزامنًا مع النَّزف

إذا كانت المرأة تعاني من الألم بالإضافة إلى النزف المهبلي، فسوف يستفسر الأطباء عن موعد وطريقة بدايته، ومكان الشعور به، ومدة استمراره، وما إذا كان حادًّا أو كليلًا، وما إذا كان مستمرًا أو يأتي ويذهب.

يتحرَّى الأطباء أوَّلًا خلال الفَحص السَّريري عن وجود حمى وعلامات فقد كميات كبيرة من الدَّم، مثل تسرع ضربات القلب وانخفاض ضغط الدَّم.ثم يقومون بفحص الحوض، للتحري ومعرفة ما إذا كان عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم) قد بدأ ينفتح (يتوسَّع)، والذي قد يسمح للحمل من الخروج.فإذا جَرَى اكتشاف أيِّ نوع من الأنسجة (ربما من الإسقاط)، فإنَّه يَجرِي استئصالها وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.

كما يقوم الأطباء بالضغط بلطفٍ على البطن لمعرفة ما إذا كان يحدث ألم عند لمسها.

الجدول
الجدول

الاختبارات

قد يستعمل الأطبَّاء أثناء الفحص السريري جهاز تخطيط الصدى الدوبلري المحمول والذي يُوضَع على بطن المرأة للتَّحرِّي عن ضربات قلب الجنين.

إذا أشار الاختبار المنزلي إلى وجود حمل، ولم يَجرِ تأكيد هذا الحمل عن طريق طبيب الرعاية الصحية، فيُجري الأطباء اختبار الحمل باستعمال عَيِّنَة البول.

وبمجرَّد تأكيد الحمل، تُجرى الكثير من الاختبارات:

  • فصيلة الدَّم وحالة العامل الريصي (إيجابية أو سلبية)

  • التصوير بتخطيط الصدى عادةً

  • تُجرى عادةً اختباراتٌ دمويَّة لقياس مستوى هرمون (مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة) الذي تنتجه المشيمة خلال مراحل الحمل المُبكِّرة

يجري تحديد حالة العامل الريصي نظرًا لأنه يجب معالجة المرأة الحامل التي يكون دمها خاليًا من العامل الريصي بالغلوبيولين المناعي Rho(D) عند حدوث أيِّ نزف مهبلي.تُعد المعالجة ضرورية لمنع جسم المرأة من إنتاج الأضداد التي قد تهاجم خلايا الدَّم الحمراء للجنين في حالات الحمل اللاحقة (انظر عدم توافق العامل الريصي)

فإذا كان النزف غزيرًا (أكثر من نَحو كوب)، فإنَّ الأطباء يوصون أيضًا بإجراء اختبار تعداد خلايا الدَّم الكامل (CBC) أو اختبارات أخرى للتحري عن مشكلة تمنع الدم من التخثر بصورة طبيعية أو عند الحاجة إلى نقل دم).

عادةً ما يُجرى تخطيط الصَّدى باستخدام جهاز يجري إدخاله في المهبل.يمكن للتصوير بتخطيط الصدى أن يكتشف وجود الحمل في الرحم ويمكنه كشف ضربات القلب بعد نَحو 6 أسابيع من الحمل.إذا لم تُكتَشَف ضربات القلب بعد هذه المدَّة فتشخص الحالة على أنها إسقاط.أمَّا إذا جَرَى تسجيل ضربات القلب، فيتراجع احتمال الإسقاط كثيرًا، ولكن يبقى قائمًأ.

كما يمكن للتصوير بتخطيط الصدى أن يساعد على الكشف عما يلي:

  • أيَّة أجزاء من المشيمة أو أيَّة أنسجةٍ أخرى مرتبطة بالحمل تبقى في الرحم حتى بعد الإسقاط.

  • في بعض الأحيان الحمل المنتبذ، وفقًا لمكان وجوده وحجمه.

  • الحمل غير الطبيعي، مثل الحمل الرحوي

يساعد قياس مستويات مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التّناسُلِيَّة المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة الأطباء على تفسير نتائج التصوير بتخطيط الصدى وتمييز الحمل الطبيعي عن الحمل خارج الرحم.في حال وجود مخاوف من أن يكون لدى المرأة حمل منتبذ، يجري قياس مستويات مُوَجِّهَةُ الغُدَدِالتّناسُلِيَّة المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة بشكل متكرر، ويكرر التصوير بتخطيط الصدى بحسب الحاجة.

يُعد الحمل المنتبذ المتمزق حالة طارئة.إذا كان احتمال تمزق الحمل المنتبذ متوسطًا أو مرتفعًا، فقد يحتاج الأطباء إلى إجراء عمل جراحي.في الحالات المهددة للحياة، قد يحتاجون إلى القيام بعمل جراحي حتى قبل إجراء اختبارات الدَّم أو تخطيط الصدى.عادةً ما يقوم الأطباء بإجراء شقٍّ صغيرٍ أسفل السرة مباشرةً وإدخال أنبوب مشاهدة (منظار البطن) لمعاينة الرحم والبُنى المحيطة به مباشرة (تنظير البطن) وبالتالي تحديد مكان وجود الحمل (داخل أو خارج الرحم).ويقومون في بعض الأحيان بإجراء شق كبير في الجزء السفلي من البطن (فتح البطن).

علاج النَّزف المهبلي في بدايات الحمل

رغم توصية الأطبَّاء عادةً بضرورة الراحة في السرير عندما يبدو أنَّ حدوث الإسقاط ممكنًا، إلَّا أنَّه لا يوجد أيُّ دليل على أنَّ الراحة في الفراش تساعد على منع الإسقاط.يُنصَح بالامتناع عن الاتصال الجنسي، رغم عدم وجود ارتباط مؤكَّد بين الجماع والإسقاط.

إذا كان النزف غزيرًا، أو إذا حدثت صدمة، أو إذا كان من المرجح حدوث تمزُّق للحمل خارج الرحم، فإنَّ أحد الإجراءات الأوَّليَّة التي يجب على الأطباء القيام بها هو وضع قَثطَرة كبيرة في الوريد بحيث يمكن تسريب الدَّم عن طريق الوريد بسرعة.تُجرى جراحة فورية عند تمزُّق الحمل المنتبذ.

عندما يكون النزف ناجمًا عن اضطراب معين، فتجرِي معالجة هذا الاضطراب إذا كان ذلك ممكنًا.

النقاط الرئيسية

  • السبب الأكثر شُيُوعًا لحدوث النزف خلال مراحل الحمل المُبكِّرة هو الإسقاط.

  • السبب الأكثر خطورة للنزف المهبلي هو الحمل خارج الرحم.

  • يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب مباشرةً عند شعورها بتسرع القلب، أو حدوث إغماء، أو الشعور بقرب حدوث إغماء.

  • ينبغي إجراء اختبارات دمويَّة لمعرفة ما إذا كان الدَّم يحتوي أو لا يحتوي على العامل الريصي وذلك لأنَّه إذا حدث نزفٌ مهبلي عند المرأة التي لا يحتوي دمها على العامل الريصي فينبغي إعطاؤها غلوبولين مناعي RHo(D) لمنعها من إنتاج الأجسام المُضادَّة التي قد تهاجم خلايا الدَّم الحمراء للجنين في حالات الحمل اللاحقة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID