الحُمَّى عند الرُّضَّع والأطفال

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444 | المعدل جمادى الأولى 1444

تختلف درجة حرارة الجسم الطبيعيَّة من شخصٍ لآخر وتختلف خلال ساعات اليوم (تكون أكثر ارتفاعًا خلال فترة ما بعد الظهر عادةً).تكون درجة حرارة الجسم الطبيعية أعلى عند الأطفال في سنِّ ما قبل المدرسة كما تكون أعلى عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 24 شهرًا.ولكن، رغم هذه الفوارق، يُعرِّف معظم الأطباء الحُمَّى على أنَّها درجة حرارة 38 درجة مئوية أو أعلى عند قياسها بميزان الحرارة المستقيمي (انظر طريقة قياس درجة حرارة الطفل).

ورغم أنَّ القلق يُساور الآباء غالبًا من ارتفاع درجة الحرارة، إلَّا أنَّ ارتفاع درجة الحرارة لا يُشير بالضرورة إلى مدى خطورة السبب.حيث تُسبِّبُ بعض الأمراض البسيطة حدوث ارتفاعٍ كبير في درجة الحرارة، بينما لا تتسبَّب بعض الأمراض الخطيرة إلَّا في حدوث حمَّى خفيفة.بينما تُشير أعراضٌ أخرى (مثل صعوبة التنفُّس والتَّخليط الذهنِي وعدم الشرب) إلى شِدَّة المرض بشكلٍ أفضلَ بكثير من درجة الحرارة.ولكن، يمكن أن تكون درجة الحرارة الأعلى من 41° درجة مئويَّة خطيرةًٌ في حدِّ ذاتها رغم أنَّها نادرة الحدوث.

يمكن أن تكون الحُمَّى مفيدةً في مساعدة الجسم على مكافحة العدوى.ويعتقد بعض الخبراء أنَّ خفض شدَّة الحُمَّى يمكن أن يُطيلَ أمدَ بعض الاضطرابات أو قد يؤثِّر في ردَّة فعل الجهاز المناعي للعدوى.وبالتالي، فرغم أنَّ الحُمَّى مُزعِجة، إلا أنَّها لا تحتاج دائمًا إلى معالجةً عند الأطفال الأصِحَّاء.ولكن قد تتسبَّبُ الحمَّى عند الأطفال المُصابين باضطرابٍ في الرئة أو القلب أو الدِّماغ في حدوث مشاكل لأنَّها تزيد مُتطلَّبات الجسم (من خلال زيادة مُعدَّل ضربات القلب على سبيل المثال).لذلك فمن الضَّروري خفض درجة الحرارة عند أولئك الأطفال.

يكون الرُّضَّع الذين يعانون من الحُمَّى مُتهيِّجون عادةً وقد لا ينامون أو يتناولون طعامهم بشكلٍ جيد.يفقد الأطفال الأكبرُ سِنًّا اهتمامهم باللعب.فكلَّما ارتفعت درجة الحرارة، أصبح الأطفال أكثرَ تهيُّجًا وفتورًا عادةً.ولكن يمكن أحيانًا أن يبدو الأطفال الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة بصحَّةٍ جيِّدة تمامًا.يمكن أن تحدث اختلاجاتٌ عند الأطفال عند ارتفاع حرارتهم أو يسقطون بسرعة (تُسمَّى الحالة اختلاجات حُمَّوِيَّة febrile seizures).وفي حالاتٍ نادرة، ترتفع درجة الحرارة بحيث يصبح الأطفال خاملين ويشعرون بالنُعاس وغيرَ مستجيبين.

(انظر أيضًا الحُمَّى عند البالغين).

طريقة قياس درجة حرارة الطفل

يمكن قياس درجة حرارة الطفل من المستقيم أو الأذن أو الفم أو الجبين أو الإبط.ويمكن قياسها باستعمال ميزان الحرارة الرَّقَمي.تُوفِّر موازين الحرارة الرقمية سهولةً أكبر في الاستعمال وتُعطي قراءاتٍ أسرعَ بكثير (وهي تُعطي إشارةً عندما تكون جاهزة عادةً).لم يَعد يُوصى باستعمال موازين الحرارة الزجاجيَّة المحتوية على الزئبق لأنَّها يمكن أن تُكسَر وتُعرِّضَ الأشخاص للزئبق.

تُعدُّ درجات الحرارة المستقيمَّة الأكثر دِقَّة.حيث تكون نتيجة قياسها أقرب إلى درجة حرارة جسم الطفل الدَّاخليَّة الحقيقيَّة.ولقياس درجة الحرارة المستقيميَّة، يجب أن تكون بصلة ميزان الحرارة مطليَّة بمادَّة مُزلِّقة.ثم يَجرِي إدخال ميزان الحرارة بلطفٍ لمسافة تتراوح بين 1.25- 2.5 سم في المستقيم بينما يكون الطفل مُستلقيًا على بطنه.وينبغي منعُ الطفل من الحركة.

تُقاس درجات الحرارة عن طريق الفم من خلال وضع ميزان حرارة ٍٍرقميٍّ تحت لسان الطفل.توفِّر درجات الحرارة عن طريق الفم قراءاتٍ موثوقةٍ ولكن يَصعُبُ قياسها عند الأطفال الصغار.حيث يواجه الأطفال الصغار صعوبةً في الحفاظ على فمهم مغلقًا بلطفٍ حول مقياس الحرارة، وهو أمرٌ ضروريٌّ للقراءة الدَّقيقة.يختلف عمر قياس درجات الحرارة الفمويَّة بشكل موثوق بين طفلٍ وآخر، ولكنَّه يكون بعد سنِّ الرَّابعة عادةً.

يجري قياس درجات حرارة الحُفرَةُ الإِبطِيَّة من خلال وضع ميزان الحرارة الرَّقمي في الحفرة الإبطيَّة عند الطفل وعلى الجلد مباشرةً.نادرًا ما يستعمل الأطباء هذه الطريقة لأنَّها أقلُّ دِقَّةً من الطُّرق الأخرى (تكون القراءات شديدة الانخفاض عادةً ومختلفةً بشكلٍ كبير).ولكن، إذا كان مقدمو الرِّعاية غيرَ مرتاحين عند قياس درجة حرارة المستقيميَّة ولا يتوفَّر لديهم جهازٌ لقياس درجة حرارة الأذن أو الجبين، فقد يكون قياس درجة حرارة الحفرة الإبطيَّة أفضل من عدم قياس درجة الحرارة على الإطلاق.

تُقاسُ درجات الحرارة الأُذنيَّة من خلال استعمال جهازٍ رَقميٍّ يقيس الأشعَّة تحت الحمراء (الحرارة) من طبلة الأذن.لا يمكن الاعتماد على مقياس حرارة الأذن عند الرُّضَّع دون سن 3 أشهر.للحصول على درجة حرارة الأذن، يُوضَع مسبار الحرارة حول فتحة الأذن بحيث يجري تشكيل سدَّادة، ثم يتمُّ الضغط على زرِّ البدء.تُشير القراءة الرقميَّة إلى درجة الحرارة.

تُقاس درجات حرارة الجَّبين (درجات حرارة الشَّريان الصُّدغي) من خلال استعمال جهازٍ رقميٍّ يقيس الأشعَّة تحت الحمراء من الشِّريان في الجبين (الشَّريان الصُّدغي).للحصول على درجة حرارة الجبين، يُحرَّك رأس مقياس الحرارة برفقٍ عبر الجبهة من خط الشَّعر إلى خط الشَّعر مع الضغط على زرِّ المَسح الضوئي.تُشير القراءة الرَّقميَّة إلى درجة الحرارة.لا تكون درجة حرارة الجبين مماثلةً لدِقَّة درجات الحرارة المستقيميَّة، ولاسيَّما عند الرُّضَّع الذين لم تتجاوز أعمارهم 3 أشهر.

أسباب الحُمَّى عند الرُّضَّع والأطفال

تحدث الحُمَّى كردَّة فعلٍ على العدوى أو الإصابة أو الالتهاب ولها الكثير من الأسباب.تعتمد الأَسبَاب المُحتملة للحُمَّى على ما إذا كانت قد استمرَّت 14 يومًا أو أقل (حاد) أو أكثر من 14 يومًا (مزمن) وكذلك على عمر الطفل.تكون حالات الحُمَّى حادَّةً عادةً.

الحُمَّى الحادَّة

عادةً ما تنجم حالات الحُمَّى الحادة عند الرُّضَّع والأطفال عن عدوى.لا يؤدي التَّسنين إلى حدوث ارتفاعٍ في درجة الحرارة لأكثر من 38.3° مئوية (1.1° فهرنهايت).

الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للحُمَّى الحادَّة هي:

يكون الأطفال حديثو الولادة والرُّضَّع الصغار أكثرَ عُرضة للإصابة ببعض حالات العدوى الخطيرة نتيجة عدم تطوُّر جهازهم المناعي بشكلٍ كامل.قد يتمُّ التقاط حالات العدوى هذه قبل الولادة أو في خلالها وتشتمل على إنتان الدَّم sepsis (عدوى خطيرة في الدَّم) والالتهاب الرِّئوي (عدوى الأكياس الهوائيَّة الصَّغيرة في الرئتين) والتهاب السَّحايا meningitis (عدوى الأنسجة التي تُغلِّفُ الدِّماغ).

توجد عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 3 سنوات والذين يُعانون من الحُمَّى (لاسيَّما إذا كانت درجة حرارتهم 39 درجة مئويَّة أو أعلى) بكتيرياٌ في مجرى الدَّم (تَجَرثُمُ الدَّم bacteremia) في بعض الأحيان.وخلافًا للأطفال الأكبر سنًّا، فإنَّهم يكونوا مصابين بتجرثم الدَّم في بعض الأحيان دون أن تظهر عندهم أعراضٌ إلى جانب الحُمَّى (تسمَّى الحالة تجرثم الدَّم الخَفي occult bacteremia).تستعمل حاليًّا تطعيمات روتينيَّة مضادَّة للبكتيريا التي تُسبِّبُ عادةً الإصابة بتجرثم الدَّم الخفي (العِقدِيَّةُ الرِّئَوِيَّة والنَّمط b من المُستَدمِيَةُ النَّزلِيَّة) وذلك على نطاقٍ واسعٍ في الولايات المتحدة وأوروبا.ونتيجة لذلك، فإنَّ هذه اللقاحات قد قضت تقريبًا على تجرثم الدَّم الخفي عند الأطفال في هذه الفئة العُمريَّة.

وتنطوي الأسبابُ الأقلُّ شُيُوعًا لحالات الحُمَّى الحادَّة على التأثيرات الجانبيَّة للُّقاحات وبعض الأدوية وحالات العَدوَى الجُرثومِيَّة في الجلد (التِهابُ الهَلَل [الالتهاب الخلوي]) أو المَفاصِل (التهاب المَفاصِل الإنتاني)، أو حالات العدوى الفيروسيَّة أو البكتيرية في الدماغ (التهاب الدماغ)، أو الأنسجة التي تُغطي الدِّماغ (التهاب السَّحايا) أو الاضطرابات التي يحدث فيها التهاب لعدة أجزاء من الجسم (داء كاواساكي أو المتلازمة الالتهابية متعددة الأجهزة عند الأطفال [MIS-C]).تُسبِّبُ ضربة الشَّمس ارتفاعًا شديدًا في درجة حرارة الجِّسم.

تستمر الحُمَّى النَّاجمة عن التطعيم من بضع ساعات إلى يوم بعد إعطاء اللقاح عادةً.إلَّا أنَّه يمكن لبعض اللقاحات أن تتسبَّب في حدوث الحُمَّى لمدَّةٍ تتراوح بين 1- 2 أسبوع بعد استعمال اللقاح (كما هيَ الحال في لقاح الحصبة).مازال بإمكان الأطفال الذين يُعانون من الحمَّى عند حلول موعدٍ لتلقِّي اللقاح الحصول عليه إذا كانت الحُمَّى منخفضة ولا يُعانون من أيِّ مرضٍ خطير.

الحُمَّى المزمنة

تُعدُّ الحُمَّى المزمنة أكثرَ شُيُوعًا وهي تنجم عن:

  • الإصابة بمرض فيروسي لمدَّة طويلة

  • الإصابة بأمراض فيروسيَّة متتالية، ولاسيَّما عند الأطفال الصغار

كما قد تنجم الحُمَّى المزمنة عن الكثير من الاضطرابات المُعدِيَة وغير المُعدِيَة الأخرى.

تشتمل الأَسبَاب المُعدية للحُمَّى المزمنة على:

وتنطوي الأَسبَاب غير المُعدِيَة للحُمَّى المزمنة على:

وفي بعض الأحيان، يتظاهر الأطفال أنَّهم مُصابون بالحُمَّى أو يَدَّعي مُقدِّمو الرِّعاية الصِّحيََّة وجود حرارةٍ عند الطفل الذي يَرعَونه في حين أنه ليس كذلك.ولا يَتمُّ تحديد السَّبب في بعض الأحيان.

تقييم الحُمَّى عند الرُّضَّع والأطفال

يُعدُّ اكتشاف وجود الحُمَّى أمرًا سهلًا، ولكنَّ تحديد سَببَها قد يكون صعبًا.

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاض مدعاةً للقلق.وهي تنطوي على:

  • حدوث حُمَّى عند الرُّضَّع الذين تَقلِّ أعمارهم عن 3 أشهر

  • الخمول أو الفتور

  • المظهر غير الجيِّد

  • صعوبة التَّنفُّس

  • حدوث نزفٍ في الجلد، والذي يبدو على شكل نقاط صغيرة أرجوانيَّة مُحمرَّة (نمشات) أو بقع (فُرفُرِيَّة)

  • البكاء المستمرُّ عند الرَّضيع أو الطفل في بداية المشي "الطفل الدَّارج" (مرحلة صعوبة إرضاء الطفل)

  • الصُّدَاع وتيبّس الرَّقبة والتَّخليط الذهنِي أو توليفة منها عند الأطفال الأكبر سنًّا

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب أن يحصل الأطفال الذين يُعانون من الحُمَّى على تقييم الطَّبيب مباشرةً عند وجود أيِّ علاماتٍ تحذيريَّة أو إذا لم تتجاوز أعمارهم 3 أشهر.

يجب أن يخضع الأطفال الذين ليست لديهم علاماتٌ تحذيريَّة والذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و 3 سنوات إلى فحصٍ طِبيٍّ إذا كانت درجة الحرارة 39 درجة مئويَّة أو أعلى، وذلك عند عدم وجود أيِّ عدوى واضحة في السبيل التَّنفُّسي العلوي (أي أنَّ الأطفال يعطسون و/أو لديهم سيلان واحتقان في الأنف) أو إذا استمرَّت الحُمَّى لأكثر من 5 أيَّام.

أمَّا بالنسبة للأطفال الذين ليست لديهم علامات تحذيريَّة وتزيد أعمارهم عن 3 سنوات، فإنَّ الحاجة إلى تَقيِيم الطَّبيب وتوقيت حدوثه يعتمدان على أعراض الطفل.وبالنِّسبة للأطفال الذين يُعانون من أعراضٍ في السَّبيل التنفُّسي العُلوي ولكنَّهم خلافًا لذلك يبدون بصحَّة جيِّدة؛ فقد لا يحتاجون إلى المزيد من التَّقييم.أمَّا الأطفال الذين تزيد أعمارَهم عن 3 سنوات والذين يُعانون من استمرار الحُمَّى لأكثر من 5 أيام فعليهم مراجعة الطَّبيب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسرُ الأطبَّاء في البداية عن أعراض الطفل وعن تاريخه الطِّبِّي.ثمَّ يقومون بإجراء الفحص السَّريري.عادةً ما يساعد وصف أعراض الطفل والفحص الشامل الأطباء على تحديد سبب الحمى (انظر الجدول بعض الأسباب والسمات الشائعة للحمى عند الأطفال).

يقوم الأطبَّاء بقياس درجة حرارة الطفل.حيث يجري قياسها عن طريق المستقيم عند الرُّضَّع والأطفال الصِّغار للتَّأكُّد من دقَّتها.وتتمُّ مراقبة مُعدَّل التنفُّس.ويَجرِي قياس ضغط الدَّم عند الأطفال الذين يبدو عليهم المرض.أمَّا عند الأطفال الذين يُعانون من مشاكل في السُّعال أو التنفُّس، فيتمُّ تثبيت مِجَسٍّ على الإصبع أو على شحمة الأذن لقياس تركيز الأكسجين في الدَّم (قِياسُ التَّأَكسُج النبضي).

ويقوم الأطبَّاء عند فحصهم للأطفال بالتَّحرِّي عن علامات تحذيريَّة (مثل المظهر غير الجيِّد والخمول والتململ والانزعاج)، مع التَّدقيق بشكلٍ خاص على طريقة استجابة الأطفال للفحص - كأن يكون الأطفال خاملين وسلبيين أو شديدي الانفعال.

يمكن للحُمَّى نفسها أن تَتسبَّب في ظهور بعض العلامات التَّحذيريَّة عند الأطفال في بعض الأحيان، بما في ذلك الخمول والفتور والمظهر غير الجيِّد.قد يعطي الأطباءُ الأطفالَ الأدوية الخافضة للحمَّى (مثل ايبوبروفين) وتتمّ إعادة تقييمهم بمجرَّد انخفاض الحُمَّى.وممَّا يبعث على الاطمئنان أنَّ الأطفال الخمولين يعودون إلى نشاطهم ومرحهم بمجرَّد انخفاض الحُمَّى.ومن ناحية أخرى، من المثير للقلق استمرار الأطفال الذين يظهرون بشكل سيء على حالتهم رغم أنَّ درجة حرارتهم طبيعيَّة.

الجدول
الجدول

الاختبارات

تعتمد الحاجة إلى الاختبارات على عمر الطفل، ومظهره العام، وحالة التطعيم، وما إذا كانت الحُمَّى حادة أو مزمنة.كما قد يقوم الأطباء بإجراء اختباراتٍ لاضطرابات معيَّنة يشتبهون فيها ( انظر جدول: بعض الأَسبَاب الشائعة وملامح الحُمَّى عند الأطفال).

اختبار الحمى الحادة

بالنسبة للحُمَّى الحادَّة، يقوم الأطباء بإجراء اختبارٍ للتحري عن الأسباب العدوائية وفقًا لعمر الطفل.ويُجرون تقييمًا شاملًا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، حتى أولئك الذين لا يبدون مرضى جدًا، والذين يبدو أن لديهم مصدرًا للعدوى (على سبيل المثال، عدوى في الأذن).يحتاج الأطباء إلى استبعاد وجود عدوى بكتيرية خطيرة، مثل التهاب السحايا، أو الإنتان/تجرثم الدم، أو عدوى في السبيل البولي.يُعدُّ إجراء الاختبار ضروريًّا بشكل خاص عند الرضع، نتيجة صعوبة تحديد مصدر الحُمَّى لديهم ولأنَّ جهازهم المناعي غيرَ النَّاضج يُعرِّضهم لخطر الإصابة بعدوى خطيرة.

الاختبارات المعملية للحمى عند الأطفال
اختبار مختبري

الحُمَّى عند الرَّضع دون الشهر الأول من العمر

يجري إدخال الأطفال من هذه الفئة العمرية الذين يعانون من الحمى إلى المستشفى للاختبار والعلاج لأن احتمال إصابتهم بعدوى خطيرة مرتفع.تشتمل الاختبارات عادةً على اختباراتٍ دمويَّة وبوليَّة والبَزل النخاعي (البزل القطني) وإجراء صورة بالأشعَّة السينيَّة للصَّدر في بعض الأحيان.تُجرى اختبارات البراز لدى الأشخاص الذين يعانون من الإسهال.

الحُمَّى عند الرُّضَّع بين عمر 1 إلى 3 أشهر

ينبغي إدخال الأطفال إلى المستشفى إذا كانوا ينتمون إلى هذه الفئة العمرية ويبدون مرضى (بمعنى أنهم يبكون بطريقة غير طبيعية، أو يبدون خاملين، أو غير ذلك من أنواع السلوك غير الطبيعي) أو إذا كانت لديهم عوامل خطر للإصابة بعدوى بكتيرية خطيرة (مثل أولئك الذين لديهم عيوب خلقية شديدة أو خديج أو غير مُلقحين).يخضع هؤلاء الأطفال لاختبارات دموية، واختبارات بولية، وتصوير بالأشعة السينية للصدر، وبزل شوكي لتحري تجرثم الدم، وعدوى المسالك البولية، والتهاب السحايا.

يخضع الأطفال الذين يُعانون من الحُمَّى في هذه الفئة العمرية ويبدون جيِّدين أيضًا إلى اختبارات الدَّم والبول، ولكن قد لا يخضعون للبزل الشوكي.و لا يجري إدخالهم إلى المستشفى في بعض الأحيان.

الحمى عند الأطفال بين 3 أشهر و3 سنوات

قد لا يحتاج الأطفال المصابين بالحمى في هذه الفئة العمرية ولكنهم يبدون جيِّدين ويمكن مراقبتهم عن كثب، إلى إجراء اختبارات، وخاصة إذا عثر الأطباء على مصدر الحمى.إذا كانت الأَعرَاض تُشير إلى وجود إصابةٍ بعدوى مُعيَّنة، فينبغي على الأطباء إجراء الاختبارات المناسبة.

إذا لم يكن لدى الأطفال أيُّ أعراضٍ تشير إلى اضطرابٍ معيَّنٍ ولكنهم يبدون مريضين، أو لديهم عوامل خطورة للإصابة بعدوى بكتيرية خطيرة، أو أنَّ درجة حرارتهم تبلغ 39 درجة مئويَّة أو أكثر؛ فمن المعتاد إجراء اختباراتٍ دمويَّةٍ وبوليَّة.يُجرى البزل النخاعي في بعض الأحيان

تعتمد الحاجة إلى العلاج في المستشفى على حالة الأطفال، ونتائج أية اختبارات التي أجريت، وإمكانيَّة خضوع الأطفال لفحوصٍ متابعة في الوقت المناسب.

الحمى عند الأطفال الذين تزيد أعمارَهم عن 3 سنوات

لا يخضع الأطفال في هذه الفئة العمرية للاختبارات عادةً ما لم يكن لديهم أعراض محددة تشير إلى اضطراب خطير أو إذا لم يُعثر على مصدر للحمى.

اختبارات الحمى المزمنة

تُجرى الاختبارات عند وجود حُمَّى مزمنة غالبًا.إذا كان الأطباء يشتبهون في الإصابة باضطرابٍ مُعيَّن، فإنَّهم يُجرون اختباراتٍ لهذا الاضطراب.تُجرى اختبارات مسحٍٍ إذا كان السَّببُ غيرَ واضح.تشتمل اختبارات المسح على اختبار تعداد خلايا الدَّم الكامل وتحليل وزرع البول واختبارات دمويَّة للتَّحرِّي عن الالتهاب.وتنطوي اختبارات الالتهاب على اختبار قياس سُرعَةُ تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر erythrocyte sedimentation rate (ESR) وقياس مستويات البروتين C التَّفاعلي measurement of C-reactive protein (CRP) levels.تتضمن الاختبارات الأخرى التي يقوم بها الأطباء أحيانًا عند عدم وجود سبب واضح كلًا من اختبارات البراز، وزرع الدم أو اختبارات مستويات الأجسام المضادة في الدم للكشف عن البكتيريا أو الفيروسات، واختبار السل الجلدي أو مقايسة إطلاق إنترفيرون-جاما، أو تصوير الصدر بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب (CT) للجيوب، وتصوير العظام.

تستمرُّ الحُمَّى في حالاتٍ نادرة، حيث يعجز الأطبَّاء عن تحديد السَّبب حتَّى بعد إجراء اختباراتٍ شاملة.يُسمَّى هذا النوع من الحُمَّى بالحُمَّى المَجهولة المنشأ.قد يحتاج الأطفال الذين يُعانون من حُمَّى مجهولة المنشأ من اختبار إضافي وتقييم.

علاج الحُمَّى عند الرُّضَّع والأطفال

إذا كانت الحُمَّى ناجمةٌ عن اضطراب، تتمُّ معالجة هذا الاضطراب.تُركِّز معالجات الحُمَّى الأخرى على جعل الأطفال يشعرون بالتَّحسُّن.

تدابير عامَّة

تنطوي طُرق مساعدة الأطفال المُصابين بالحُمَّى على الشعور بالتَّحسُّن دون استعمال الأدوية.

  • إعطاء الأطفال الكثير من السوائل لتفادي حدوث التَّجفاف

  • تطبيق الكمَّادات الباردة والرَّطبة على الجبين والمِعصمين والرَّبلتين

  • وضع الأطفال في حمَّامٍ دافئ (برودته أخفض قليلًا من درجة حرارة الطفل)

ولأنَّ الارتعاش قد يزيد درجة حرارة الطفل بشكلٍ فعليّ، فينبغي عدم استعمال الطُّرق التي قد تُسبِّبُ الارتعاش، مثل تجريد الطفل من ملابسه والحمَّامات الباردة.

ينبغي عدم تدليك الطفل بالكحول أو بماء الهاماميليس لأنَّ الكحول يمكن أن يُمتصَّ من خلال الجلد ويُسبِّبَ الضَّرر.توجد الكثير من العلاجات الشَّعبيَّة الأخرى غير المفيدة والتي تتراوح بين المُعالجات غير الضَّارَّة (مثل وضع البصل أو البطاطا في جوارب الطفل) إلى المعالجات المزعجة والتي يحتمل أن تكون ضارة (مثل الكشط بالقطع النَّقديَّة أو الحِجامة).

الأدوية الخافضة للحرارة

ليس من الضروري معالجة الحُمَّى عند الأطفال الأصحَّاء.ولكن، قد يؤدي استعمال الأدوية الخافضة للحرارة إلى جعل الأطفال يشعرون بالتَّحسُّن من خلال خفض درجة الحرارة.ليس لهذه الأدوية أيّ تأثيرٍ في العدوى أو في أيِّ اضطرابٍ آخر يُسبِّبُ الحُمَّى.ومع ذلك، إذا كان الأطفال يعانون من اضطرابات مزمنة معينة أو تاريخ من الاختلاجات المثارة بالحمى، فقد يوصي الطبيب باستخدام هذه الأدوية لأنها تقلل من الإجهاد الإضافي على الجسم بسبب الحمى.

يجري استعمال الأدوية التالية عادةً:

  • أسيتامينوفين، يجري استعماله عن طريق الفم أو من خلال تحميلة

  • إيبوبروفين، يُعطى عن طريق الفم

غالبًا ما يكون الأسيتامينوفين هو العلاج المُفَضَّل.قد يؤدي استعمال الإيبوبروفين لفترةٍ طويلة إلى تهييج بطانة المعدة.يمكن الحصول على هذه الأدوية من دون وصفةٍ طبيَّة.يكون مقدار الجُّرعة المُوصى باستعمالها مُدوَّنًا على العبوة أو قد يقوم الطبيب بتحديدها.من الضروري استعمال الجُّرعة الصَّحيحة بفواصل زمنيَّة صحيحة.لا يكون للأدوية تأثيرٌ عند استعمال كميةٍ زهيدةٍ منها أو عند استعمال كميَّةٍ غير كافيةٍ منها في كثيرٍ من الأحيان.ورغم أنَّ استعمال هذه الأدوية آمنٌ نسبيًّا، إلَّا أنَّ استعمال كميةٍ كبيرةٍ من الدَّواء أو تكرار استعماله بشكلٍ مفرطٍ يمكن أن يؤدي إلى استعمال جرعةٍ زائدة.

وفي حالاتٍ نادرة، يجري استعمال أسيتامينوفين أو إيبوبروفين للوقاية من الحُمَّى، كما هيَ الحال بُعيد تطعيم الرُّضَّع.

جرى إيقاف استعمال الأسبرين لخفض الحُمَّى عند الأطفال لأنه يمكن أن يتداخلَ مع بعض حالات العدوى الفيروسيَّة (مثل الأنفلونزا أو الجُدَري) وأن يُسبِّبَ اضطرابًا خطيرًا يُسمَّى مُتلازمة راي.

النُّقاط الرئيسيَّة

  • تنجم الحُمَّى عن عدوى فيروسيَّة عادةً.

  • تختلف الأسباب المُحتملة للحُمَّى والحاجة إلى إجراء اختبارٍ باختلاف عمر الطفل.

  • يحتاج الرُّضَّع الذين تقلُّ أعمارهم عن 3 أشهر والذين وصلت درجة حرارتهم إلى 100.4° فهرنهايت (حوالى 38° مئوية) أو أعلى إلى تقييم الطبيب.

  • ويحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و3 سنوات والذين يُعانون من الحُمَّى دون وجود أعراضٍ تشير إلى اضطرابٍ مُعيَّن مع أنَّهم يَبدُون مرضى أو تبلغ حرارتهم 102.2° فهرنهايت (39° درجة مئوية) أو أعلى؛ إلى تقييمٍ فوري من قِبَل الطبيب.

  • لا يتسبَّبُ التَّسنين في حدوث حُمَّى شديدة.

  • قد يؤدي استعمال الأدوية التي تُخفِّض درجة الحرارة إلى جعل الأطفال يشعرون بتحسُّنٍ دون أن تُؤثِّر في الاضطراب المُسبِّب لحدوث الحُمَّى.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID