عدوى المجاري البولية عند الأطفال

حسبGeoffrey A. Weinberg, MD, Golisano Children’s Hospital
تمت مراجعته صفر 1443 | المعدل جمادى الأولى 1444

عدوى المجاري البولية urinary tract infection (UTIs) هي عدوى بكتيرية تصيب المثانة (التهاب المثانة)، أو الكلى (التهاب الحويضة والكلية)، أو كليهما.

  • تنجم عدوى المجاري البولية عن بكتيريا.

  • ولكن، يمكن في بعض الأحيان أن تكون لدى الرُّضع والأطفال الصغار المصابين بعدوى المجاري البولية شذوذات تشريحية في الجهاز البولي تزيد من خطر إصابتهم بعدوى المجاري البولية.

  • قد لا يعاني المواليد الجدد والأطفال الرضع من أية أعراض غير الحمى، في حين يعاني الأطفال الأكبر سنًا من ألم أو حرقة في أثناء التبول، وألم في منطقة المثانة، والرغبة المتكررة بالتبول.

  • يستند التشخيص إلى الفحص السريري وأخذ عينات من البول.

  • يمكن لتدابير الصحة الجيدة أن تقي من عدوى المجاري البولية.

  • تُعطى المضادات الحيوية للقضاء على العدوى.

(بالنسبة للبالغين، انظُر لمحة عامة عن حالات عدوى السبيل البولي.)

تُعد عدوى المجاري البولية من الحالات الشائعة عند الأطفال.تنجم معظم حالات عدوى المجاري البولية عن بكتيريا تدخل إلى فتحة الإحليل urethra (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم) وتنتقل باتجاه الأعلى وصولاً إلى المثانة، وأحيانًا إلى الكلى.يمكن في الحالات الشديدة والنادرة أن تنتقل البكتيريا من الكلى إلى مجرى الدم، وتسبب عدوى في مجرى الدم (إنتان sepsis) أو عدوى في أعضاء أخرى من الجسم.

يكون الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بعدوى المجاري البولية في مرحلة الرضاعة.أما في المراحل اللاحقة، فتكون الإناث أكثر عرضة للإصابة بعدوى المجاري البولية.ويعود السبب لانتشار الإصابة بعدوى المجاري البولية بنسبة أكبر عند الإناث مقارنةً مع الذكور إلى قصر طول الإحليل عند الإناث، مما يُسهل على البكتيريا الوصول إلى المجاري البولية في الأعلى.كما يزداد خطر عدوى المجاري البولية عند الأطفال الذكور غير المختونين (بسبب تراكم البكتيريا حول جلد القلفة)، والأطفال الخدج، والأطفال الصغار المُصابين بإمساك شديد (لأن الإمساك قد يؤثر في تدفق البول بشكل طبيعي).

هل تعلم...

  • يمكن للإمساك الشديد أن يزيد من خطر عدوى المجاري البولية عند الأطفال.

تخلتف عدوى المجاري البولية عند الأطفال بعمر المدرسة الأكبر سنًا والمراهقين عن عدوى المجاري البولية عند البالغين (انظر لمحة عامة عن عدوى المجاري البولية).ولكن، من الشائع أن تكون لدى الأطفال الرضع الأقل عمرًا والأطفال الصغار المصابين بعدوى المجاري البولية شذوذات تشريحية في الجهاز البولي تزيد من خطر إصابتهم بعدوى المجاري البولية.تتضمن هذه الشذوذات التشريحية كلاً من الجزر المثاني الحالبي، وهو شذوذ تشريحي في الحالب (الأنبوب الذين يصل بين الكلى والمثانة) ويؤدي إلى السماح للبول بالتدفق نحو الأعلى من المثانة باتجاه الكلى، بالإضافة إلى عدد من الحالات التي تعيق جريان البول.تكون الشذوذات التشريحية موجودة عند حوالى 50% من الأطفال حديثي الولادة المصابين بعدوى في المجاري البولية، وحوالي 20-30% من الأطفال بعمر المدرسة المصابين بعدوى في المجاري البولية.

السَّبيلُ البَوليّ (المَسالِك البوليَّة)

تشير الإحصائيات إلى أن حوالى 50% من الأطفال الرضع والأطفال دون سن المدرسة المصابين بعدوى في المجاري البولية (وخاصةً المُصابين بحمى أيضًا) يكونون مصابين بعدوى في المثانة وعدوى في الكلى معًا.إذا كانت الكلية مُصابة بالعدوى بشكل متكرر، وكان الجَزر شديدًا، فإن حوالى 5-20% من الأطفال سوف يُصابون بتندب في الكلى.أما إذا كان الجَزر بسيطًا أو غير موجود، فإن نسبة قليلة من الأطفال سوف تُصاب بتندب في الكلى.يُعد تندب الكلى من الحالات المثيرة للقلق لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتعطل وظائف الكلى في سنوات الرشد.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن العدوى البكتيرية عند الأطفال.)

أعراض عدوى المجاري البولية عند الأطفال

قد لا يعاني حديثو الولادة المصابين بعدوى في المجاري البولية من أية أعراض سوى الحمى.وفي بعض الأحيان قد تنخفض شهيتهم للطعام، أو يتراجع نموهم، أو يبدو عليهم الخمول، أو يصابون بالتقيؤ أو الإسهال.يمكن أن يُصاب الأطفال حديثو الولادة بعدوى معممة في الجسم (إنتان) بعد الإصابة بعدوى في المجاري البولية.

قد يعاني الأطفال الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين المصابين بعدوى في المجاري البولية من حمى، أو تقيؤ، أو إسهال، أو ألم بطني، أو رائحة بول كريهة.

أما الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين والمصابين بعدوى في المجاري البولية فيشتكون من الأعراض النموذجية لعدوى المثانة أو الكلية عند البالغين.

عادةً ما يشكو الأطفال المصابين بعدوى في الكلية من ألم أو حرقة في أثناء التبول، والرغبة المتكررة بالتبول، والألم في منطقة المثانة.وقد يعانون من صعوبة في التبول أو حبس البول (سلس بول).قد تكون رائحة البول كريهة.

عادةً ما يشتكي الأطفال المصابين بعدوى في الكلية (التهاب الحويضة والكلية pyelonephritis) من ألم في جانب الجسم أو منطقة الظهر فوق الكلية المصابة، وحمى شديدة، وقشعريرة، وشعور عام بالتوعك.

أما الأطفال الذين يعانون من شذوذات تشريحية في المجرى البولي فقد تكون لديهم كتلة في البطن، أو تضخم في الكلى، أو تشوه في فتحة الإحليل، أو شذوذات محتملة في أسفل العمود الفقري.أما الأطفال الذين يكون تدفق البول لديهم ضعيفًا، فقد يكون لديهم انسداد في أحد الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة (الحالبين ureters) أو قد يكونون غير قادرين على التحكم بالمثانة بسبب مشكلة عصبية.

هل تعلم...

  • يمكن لعدوى المجاري البولية عند الأطفال الرضع والأطفال الصغار أن تتباين أعراضها وأسبابها بشدة عن عدوى المجاري البولية عند البالغين.

تشخيص عدوى المجاري البولية عند الأطفال

  • اختبارات البول

  • تصوير المجاري البولية

  • اختبارات الدم في بعض الأحيان

اختبارات البول

يقوم الطبيب بتشخيص عدوى المجاري البولية عن طريق فحص البول (تحليل البول urinalysis) وإرسال عينة منه للزرع البكتيري وتحري أية بكتيريا موجودة فيه.

يمكن للطفل المتدرب على استخدام المرحاض أن يستخدم وعاءً معقمًا لجمع عينة من البول فيه (clean-catch method).في هذه الطريقة، يجري أولًا تنظيف فتحة الإحليل بواسطة ضماد صغير مُشرّب بمادة معقمة.وبعد ذلك يقوم الطفل بطرح كمية صغيرة من البول في المرحاض لغسل الإحليل.وبعد ذلك يتوقف الطفل عن التبول في المرحاض، ويستمر في التبول ضمن الوعاء المعقم.

أما الأطفال الأصغر سنًا والأطفال الرضع فتؤخذ عينة البول منهم عن طريق إدخال أنبوب مُعقم رفيع ومرن من خلال فتحة الإحليل إلى داخل المثانة.وتسمى هذه العملية بالقَثطَرة catheterization.

قد يكون جلد القلفة ضيقًا جدًا عند بعض الأطفال الرضع وحديثي الولادة، بحيث يصعب سحبها نحو الخلف وإبعادها عن رأس القضيب، وبالتالي يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة البول من المثانة مباشرةً بواسطة إبرة يجري غرزها من خلال الجلد فوق عظم العانة.

وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب بربط كيس في المنطقة بين الفتحة التناسلية والشرج بهدف جمع عينة البول وإجراء الاختبار عليها.لا تكون عينة البول المأخوذة بهذه الطريقة صالحة لتشخيص عدوى المجاري البولية، لأن البول يكون قد تلوث بالبكتيريا أو المواد الأخرى الموجودة على الجلد.

تزيد عدوى المجاري البولية من مستويات الكريات البيض والبكتيريا في البول.ولتحري مستويات الكريات البيض والبكتيريا في البول، يقوم فني المختبر بفحص البول تحت المجهر وإجراء عدة اختبارات كيميائية.كما يقوم فني المختبر بإجراء زرع بكتيري للبول لتحري أية بكتيريا موجودة فيه.يُعد الزرع البكتيري الاختبار الأكثر أهمية بين هذه الاختبارات.

اختبارات التصوير الشعاعي

يمكن تحري وتشخيص العديد من شذوذات الجهاز البولي قبل الولادة عند الجنين في أثناء التصوير بتخطيط الصدى قبل الولادة.ولكن، قد يتعذر أحيانًا اكتشاف الشذوذات التشريحية باستخدام التصوير بتخطيط الصدى في أثناء الحمل.ولذلك، يجب أن يخضع الذكور من جميع الأعمار، والإناث اللواتي تقل أعمارهن عن 3 سنوات والذين أصيبوا بعدوى واحدة على الأقل في المجاري البولية للمزيد من الاختبارات لتحري أية شذوذات تشريحية في الجهاز البولي.أما الفتيات اللواتي يعانين من عدوى ناكسة في المجاري البولية فقد يحتجن إلى المزيد من الاختبارات أيضًا.

تتضمن هذه الاختبارات:

  • التصوير بتخطيط الصدى للكلية والمثانة

  • تصوير المثانة والإحليل الإفراغي voiding cystourethrography (VCUG) في بعض الأحيان

  • تصوير المثانة بالنوكليدات المشعة radionuclide cystography (RNC) أو تصوير الكلية بالنوكليدات المشعة radionuclide kidney scans في بعض الأحيان

يُستخدم تخطيط الصدى ultrasonography لتحري الشذوذات التشريحية وانسداد الكلى أو المثانة.

يُستخدم تصوير الإحليل والمثانة الإفراغي لتحري المزيد من الشذوذات في الكليتين، أو الحالبين، أو المثانة، وتحديد ما إذا كان البول يتدفق جزئيًا باتجاه معاكس (قلس أو جزر reflux).ولإجراء تصوير الإحليل والمثانة الإفراغي، يجري إدخال قثطرة من خلال الإحليل إلى داخل المثانة، وتؤخذ صور شعاعية قبل وبعد تبول الطفل.قد يُجرى تصويرُ الإحليل والمثانة الإِفراغِيّ إذا أظهر التصوير بتخطيط الصدى نتيجة غير طبيعية، أو إذا تكررت إصابة الطفل بعدوى المجاري البولية.

يكون تصوير المثانة بالنوكليدات المشعة مشابهًا لتصوير الإحليل والمثانة الإفراغي ما عدا أنه تُستخدم مواد مشعة داخل المثانة، وتؤخذ صور باستخدام جهاز تصوير نووي nuclear scanner.يتميز هذا الإجراء بأنه يُعرض خصيتي الطفل أو مبيضي الطفلة لكمية أقل من الإشعاع بالمقارنة مع تصوير الإحليل والمثانة الإفراغي.ولكن تصوير المثانة بالنوكليدات المشعة يكون مفيدًا في مراقبة شفاء الجَزر (ارتجاع reflux) أكثر من فائدته في تشخيصه، وذلك لأن البنى التشريحية لا تكون واضحة الحدود كما هيَ الحال عند استخدام تصوير الإحليل والمثانة الإفراغي.

وفي نوع آخر من التصوير النووي، تُستخدم مادة مشعة (يُطلق عليها اسم حمض ثنائي ميركابتوسكسينيك dimercaptosuccinic acid أو DMSA) تُحقن في داخل الوريد وتدخل إلى الكلية.يجري الكشف عن هذه المادة بواسطة أجهزة تصوير خاصة تلتقط صورًا للبنى داخل الكلية.قد يُستخدم التصوير بواسطة مادة DMSA لتأكيد تشخيص التهاب الحويضة والكلية وتحري تندبات الكلية.يكون هذا النوع من التصوير مفيدًا بشكل أكبر عند الأطفال المصابين بحالات شديدة من عدوى المجاري البولية، أو ناجمة عن بكتيريا محددة.

اختبار مختبري

الاختبارات الدموية

تساعد الاختبارات الدموية والاختبارات التي تكشف عن وجود الالتهاب (اختبار البروتين C التفاعلي واختبار سرعة تثفل الكريات الحمر) عندما لا تنجح الاختبارات البولية في تأكيد التشخيص، وقد تُستخدم لمساعدة الطبيب على تشخيص عدوى في الكلية بالإضافة إلى عدوى في المثانة.

يُستخدم الزرع البكتيري لعينة من الدم عند الأطفال الرضع المصابين بعدوى في المجاري البولية، وعند الأطفال الدارجين الذين تتراوح أعمارهم بين 1-2 سنة ويعانون من توعك شديد.

مآل عدوى المجاري البولية عند الأطفال

من النادر حدوث فشل كلوي (عدم قدرة الكلى على تنقية الدم من فضلات الاستقلاب) في حال حصول الطفل على معالجة مناسبة، وذلك ما لم تكن الشذوذات التشريحية في المجرى البولي غير قابلة للعلاج.ولكن تكرار الإصابة بعدوى المجاري البولية، وخاصةً عند الأطفال الذين يعانون من حالات شديدة من الجَزر المثاني الحالبي VUR، قد يُسبب تندب الكلى، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض كلوية مزمنة.

الوقايَة من عدوى المجاري البولية عند الأطفال

قد يكون من الصعب الوقاية من عدوى المجاري البولية، ولكن تدابير النظافة الشخصية قد تكون مفيدة في هذا الصدد.ينبغي تدريب الفتيات على مسح المنطقة التناسلية جيدًا من الأمام باتجاه الخلف (وليس العكس) بعد التغوط والتبول، وذلك للتقليل من احتمال دخول البكتيريا من فوهة الإحليل.تجنب حمام الرغوة المتكرر (الذي قد يُهيّج البشرة المحيطة بفتحة الإحليل عند الذكور والإناث) بهدف التقليل من خطر عدوى المجاري البولية.يساعد ختان الأطفال الذكور على التقليل من خطر عدوى المجاري البولية في مرحلة الإرضاع.حيث تشير الإحصائيات إلى أن الذكور المختونين يتراجع خطر إصابتهم بعدوى المجاري البولية بنسبة 90% بالمقارنة مع الذكور غير المختونين، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الفائدة بمفردها كافية للتوصية بختان جميع الذكور.من شأن التبول والتغوط بانتظام، وعلاج حالات الإمساك الشديد، أن يساعد على الحدّ من خطر عدوى المجاري البولية.

علاج عدوى المجاري البولية عند الأطفال

  • المضادَّات الحيوية

  • الجراحة في بعض الأحيان

تُعالج عدوى المجاري البولية باستخدام المضادَّات الحيوية.تُعطى المضادات الحيوية للأطفال الذين يبدون متوعكين بشدة أو الذين تُظهر الاختبارات الأولية إصابتهم بعدوى في المجاري البولية، وذلك قبل ظهور نتيجة اختبار الزرع البكتيري.أما في خلاف ذلك، فينتظر الطبيب ظهور نتائج اختبار الزرع لتأكيد أو نفي تشخيص عدوى المجاري البولية.تُعطى المضادات الحيوية عن طريق الحقن (العضلي أو الوريدي) لجميع الأطفال المتوعكين بشدة وجميع الأطفال حديثي الولادة.في حين تُعطى المضادات الحيوية عن طريق الفم لباقي الأطفال.يستمر العلاج لفترة تتراوح بين 7-10 أيام تقريبًا.غالبًا ما يستمر الأطفال الذين يحتاجون إلى إجراء المزيد من الاختبارات لتحري الشذوذات التشريحية في الجهاز البولي بأخذ المضادات الحيوية إلى حين اكتمال الاختبارات وظهور نتائجها.

يحتاج بعض الأطفال المصابين بشذوذات تشريحية في المجاري البولية إلى عمليات جراحية لتصحيح تلك الشذوذات.في حين يحتاج أطفال آخرون إلى تناول المضادات الحيوية بشكل يومي للوقاية من العدوى.غالبًا ما يحتاج الأطفال المصابون بالجَزْر المثاني الحالبي VUR إلى إجراء عمل جراحي لتصحيح ذلك وتناول المضادات الحيوية ريثما يخضعون للعمل الجراحي.يُراقب الأطفال الذين يعانون من حالات غير شديدة بالجزر المثاني الحالبي عن كثب، وقد تُوصف لهم المضادات الحيوية.

يمكن لحالات محددة خفيفة إلى متوسطة من الجزر المثاني الحالبي أن تتعافى من تلقاء نفسها بدون علاج.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID