التهاب القولون التَّقرُّحي

حسبAaron E. Walfish, MD, Mount Sinai Medical Center;
Rafael Antonio Ching Companioni, MD, HCA Florida Gulf Coast Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1445

التهاب القولون التقرُّحي Ulcerative colitis هو داءٌ معويٌّ التهابيٌّ مزمن تصبح فيه الأمعاء الغليظة (القولون) ملتهبة ومتقرِّحة (منخورة أو متآكلة)، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث هجماتٍ من الإسهال الدَّموي ومغص البطن والحُمَّى.يكون خطر الإصابة بسرطان القولون على المدى الطويل أعلى مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي.

  • مازال السبب الدَّقيق لحدوث هذا المرض غير معروف.

  • تنطوي الأَعرَاض النموذجية خلال حدوث الهجمات على الشُّعور بمغصٍ في البطن وبالحاجة إلى التَّبرُّز والإسهال (دموي عادةً).

  • يعتمد وضع التَّشخيص على التنظير السيني أو في بعض الأحيان على تنظير القولون.

  • يكون الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التَّقرُّحي منذ فترة طويلة أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.

  • تهدف المعالجة إلى ضبط الالتهاب وتقليل شدَّة الأَعرَاض وتعويض السوائل والمُغذِّيات المفقودة.

(انظر أيضًا نظرة عامة على داء الأمعاء الالتهابي).

يمكن أن يبدأ التهاب القولون التَّقرُّحي في أيِّ عمرٍ ولكنَّه يبدأ عادةً قبل سنِّ الثلاثين، وذلك في المرحلة العمريَّة ما بين 14-24 عامًا.وتكون بداية الهجمات عند مجموعةٍ صغيرةٍ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 70 عامًا.

يبدأ التهاب القولون التَّقرُّحي في المستقيم (التهاب المستقيم التَّقرُّحي) عادةً.قد يبقى الالتهاب مقتصرًا على المستقيم أو قد يمتدُّ مع مرور الوقت ليشمل كامل القولون.تحدث الإصابة في معظم الأمعاء الغليظة في نفس الوقت عند بعض الأشخاص.

لا يُصيب التهابُ القولون التَّقرُّحي كامل سماكة جدار الأمعاء الغليظة عادةً، وبالكاد يُصيب الأمعاء الدقيقة.تتشكَّل قرحات سطحيَّة (تقرُّحات) في الأجزاء المُتضرِّرة من الأمعاء.وخلافًا لداء كرون، لا يتسبَّب التهاب القولون التَّقرُّحي في حدوث نواسير أو خراجات.

مازال سبب حدوث التهاب القولون التَّقرُّحي غير معروف بشكلٍ مؤكَّد، إلَّا أنَّه يبدو أنَّ الوراثة وردَّة الفعل المناعية المفرطة في الأمعاء تُعَدَّان من العَوامِل المُسهِمة في حدوثه.أمَّا تدخين السجائر، والذي يبدو أنه يُسهم في حدوث الهجمات الدَّوريَّة لداء كرون، فإنَّه يبدو كذلك بأنَّه يحدُّ من خطر التهاب القولون التَّقرُّحي.إلَّا أنَّه من غير المستحسن التدخين للحدِّ من خطر التهاب القولون التَّقرُّحي في ضوء الكثير من المشاكل الصحيَّة التي يمكن أن يُسبِّبَها.

أعراض التهاب القولون التقرحي

تظهر أعراض التهاب القولون التَّقرُّحي عند حدوث هجمات.في بعض الأحيان تكون الهجمة مفاجئةً وشديدة، تتسبَّبُ في حدوث إسهالٌ شديدٌ يحتوي عادةً على المخاط والدَّم مع حمَّى شديدة وألَمٍ في البَطن وحدوث التهابٍ في الصفاق (التهاب بطانة تجويف البطن، مما يُسبب ألمًا شديدًا عبر كامل البطن).يُعاني الشخص من مرضٍ شديدٍ خلال هذه الهجمات.تبدأ الهجمات بشكلٍ تدريجيٍّ في كثيرٍ من الأحيان، حيث يشعر الشخص بالحاجة إلى التَّبرُّز مع مغصٍ خفيفٍ في أسفل البطن وملاحظة وجود دم ومخاط في البراز.يمكن أن تستمرَّ الهجمات لأيام أو لأسابيع وقد تتكرَّر في أيِّ وقت.

يمكن أن يكون البراز طبيعيًّا أو قاسيًا أو جافًّا عندما تكون الإصابة مقتصرةً على المستقيم والقولون السيني.ولكن، تخرج مفرزاتٌ مخاطيَّة تحتوى على أعدادٍ كبيرةٍ من خلايا الدَّم الحمراء والبيضاء من المستقيم في أثناء التَّبرُّز أو بعده.يُحتملُ أن يعاني الأشخاص من أعراضٍ عامَّة خفيفة من المرض، مثل الحُمَّى.

يؤدي انتشار الالتهاب إلى خارج الأمعاء الغليظة إلى زيادة رخاوة البراز وقد يضطرُّ الشخص إلى التَّبرُّز أكثر من 10 مرَّات يوميًّا.وغالبًا ما يُعاني الشخص من مغصٍ وألمٍ شديدين في البطن مع تشنُّجاتٍ مؤلمة تتزامن مع الرَّغبة في التَّبرُّز.لا تخفُّ شدَّة الحالة خلال الليل.قد يكون البراز مائيًّا أو يحتوي على مخاط.يتكوَّن البراز بالكامل تقريبًا من الدَّم والقيح في كثير من الأحيان.كما قد يُعاني الشخص من الحُمَّى وضَعف الشَّهيَّة وقد ينقص وزنه.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

تشتمل المُضَاعَفات الرئيسيَّة الخطيرة لالتهاب القولون التَّقرُّحي على ما يلي:

  • النَّزف

  • التهاب القولون الخاطف (التهاب القولون السُّمِّي).

  • سرطان القولون

يُعدُّ النَّزف أكثر المُضَاعَفات شيوعًا والذي يُسبِّبُ غالبًا الإصابة بفقر الدَّم النَّاجم عن نقص الحديد.

كما أنَّ التهاب القولون الخاطف (الذي يُسمَّى التهاب القولون السُّمِّي أيضًا) هو أكثر المُضَاعَفات شدَّةً.تصبح النوبة الأولى السَّريعة التَّقدُّم شديدة للغاية، مع حدوث نزفٍ غزيرٍ أو تمزُّقٍ (ثقب) في القولون أو عدوى منتشرة، وذلك عند حوالى 10 ٪ من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي.يُؤدِّي الضرر الذي لحقَ بأعصاب وعضلات جدار الأمعاء إلى حدوث العِلَّوص ileus (وهي حالة تتوقف فيها حركات التَّقلُّص الطبيعيَّة في جدار الأمعاء مؤقَّتًا)، وبالتالي لا يجري دفع محتويات الأمعاء.حدوث توسيع (تمدُّد) في البطن.

ومع تفاقم التهاب القولون الخاطف، تفقد الأمعاء الغليظة قوَّة عضلاتها وخلال أيام -أو حتى ساعات- تبدأ في التَّوسع (حالةٌ يشار إليها أحيانًا باسم تضخُّم القولون السُّمِّي).قد تُسبِّبُ هذه المُضَاعَفات حدوثَ ارتفاعٍ في درجة الحرارة وألَمٍ في البَطن.يمكن أن يحدث انثقابٌ في الأمعاء الغليظة في بعض الأحيان وقد يُصابُ الشخص بالتهاب الصِّفاق.قد تُظهِرُ صور الأشعَّة السِّينية للبطن التَّوسُّع الحاصل في الأمعاء ووجود الغاز داخل جدار الأجزاء المشلولة من الأمعاء.

بدأت الإصابة بسرطان القولون في أن تصبح أكثر انتشارًا بعد حَوالى سبع سنين من بدء الإصابة بالتهاب القولون التقرحي عند الأشخاص المصابين بالتهاب القولون المُنتشر.يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون مع ازدياد حجم المنطقة المصابة بالتهاب القولون التَّقرُّحي من الأمعاء الغليظة ومع طول فترة الإصابة.يُصاب ما بين 7-10% من الأشخاص بسرطان القولون بعد 20 عامًا من بدء إصابتهم بالتهاب القولون التَّقرُّحي، وتصل النسبة إلى 30% بعد مرور 35 عامًا.لكنَّ الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي والتهاب الأقنية الصفراوية (التهاب الأقنية الصفراويَّة المُصلِّب الأوَّلي) يكونون أكثرَ عُرضةً لخطر الإصابة بسرطان القولون بدءًا من وقت تشخيص التهاب القولون.

ويُنصحُ بإجراء تنظير القولون (فحص الأمعاء الغليظة باستعمال أنبوب مشاهدة مرن) كل 1 - 2 سنة للأشخاص الذين مضى على إصابتهم بالتهاب القولون التَّقرُّحي أكثر من 8 - 10 سنوات أو المصابين بالتهاب الأقنية الصفراويَّة المُصلِّب الأوَّلي.تُستأصلُ عيناتٌ نسيجيَّةٌ من مناطق مختلفة من الأمعاء الغليظة خلال تنظير القولون وذلك لفحصها تحت المجهر والتَّحرِّي عن علاماتٍ تحذيريَّة مبكِّرة للإصابة بالسرطان (خلل تنسُّج).يُسمَّى استئصال وفحص النسيج عادةً بالاختزاع.وعند استعمال نوعٍ جديدٍ من تنظير القولون يسمى التنظير الداخلي الصِّبغي chromoendoscopy، يجري إدخال الصبغات في القولون في أثناء التنظير لإظهار المناطق السرطانية (الخبيثة) والمُحتملة التَّسرطن، وقد يساعد الأطباء على تحديد مناطق استئصال العينِّات بشكلٍ أفضل.

ويمكن أن تحدثَ مُضَاعَفاتٌ أخرى كما هي الحال في داء كرون.عندما يتسبَّبُ التهاب القولون التَّقرُّحي في حدوث هجمةٍ للأعراض المَعديَّة المِعويَّة، فقد يكون الأشخاص يُعانون أيضًا ممَّا يلي:

عندما لا يتسبَّب التهاب القولون التقرحي في ظهور أعراض الجهاز الهضمي، فقد تستمرُّ معاناة الأشخاص من مضاعفاتٍ تحدث بالكامل دون علاقة بالدَّاء المعوي، مثل الحالات التَّالية:

رغم أنَّ الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي يعانون عادة من ضَعفٍ طفيفٍ في وظائف الكبد، إلَّا أن حوالى 1 - 3٪ فقط يعانون من أعراض أمراض الكبد، والتي تتراوح بين الخفيفة إلى الشَّديدة.يمكن أن تشتمل أمراض الكبد الشديدة على التهاب الكبد (التهاب الكبد المزمن النَّشِط) والتهاب القنوات الصَّفراويَّة (التِهابُ الأَقنِيَةِ الصَّفراوِيَّةِ المُصَلِّب الأوَّلي) والتي تضيق وتُغلَق في نهاية المطاف وتحوُّل نسيج الكبد الوظيفي إلى نسيج مُتندِّب (تشمُّع الكبد).قد يحدث التهاب القنوات الصفراويَّة قبل سنواتٍ كثيرة من ظهور أيِّ عَرضٍ مِعويٍّ لالتهاب القولون التَّقرُّحي.يزيد الالتهاب بشكلٍ كبيرٍ من خطر الاصابة بسرطان القنوات الصفراويَّة كما يبدو أنَّه يترافق مع زيادة شديدة في خطر الاصابة بسرطان القولون.

تشخيص التهاب القولون التقرحي

  • اختبارات البراز

  • التنظير السيني

  • الاختبارات الدموية

  • اختبارات التصوير

يشتبه الأطباء في وجود إصابة بالتهاب القولون التَّقرُّحي عند الأشخاص الذين يعانون من إسهالٍ دمويٍ مُتكرِّر مترافق مع مغص ورغبة مُلحَّة في التَّبرُّز، ولاسيَّما عند معاناة الشخص من مُضَاعَفاتٍ أخرى، مثل التهاب المَفاصِل أو مشاكل في الكبد أو تاريخ لهجمات مماثلة.

يفحص الأطباء البراز للتَّحرِّي عن الطفيليَّات، واستبعاد حالات العَدوَى البكتيرية، وتقييم الالتهاب.

يُؤكِّد التنظير السيني (فحص القولون السيني باستعمال أنبوب مشاهدة مرن) تشخيصَ التهاب القولون التَّقرُّحي.يُتيحُ هذا الإجراء قيام الطبيب باستطلاع شدة الالتهاب مباشرةً والحصول على عيِّناتٍ من المخاط أو البراز لزرعها واستئصال عيِّنات الأنسجة من المناطق المصابة للفحص تحت المجهر (يُسمَّى اختزاع).ومن النَّادر أن تظهر الأمعاء بحالتها الطبيعيََّة بشكلٍ كامل حتى خلال الفترات الخالية من الأَعرَاض ويُظهرُ فحص عينات الأنسجة المُستأصَلة تحت المجهر وجود التهابٍ مزمنٍ عادةً.ليس من الضروري إجراءُ تنظيرٍ للقولون عادةَ، ولكن قد يحتاج الأطباء إلى إجراء تنظيرٍ للقولون إذا كان الالتهاب مُمتدًّا إلى منطقةٍ لا يصلُها المنظار السيني.

لا تُؤكِّد الاختبارات الدَّمويَّة تشخيص التهاب القولون التَّقرُّحي ولكنها قد تكشف إصابة الشخص بفقر الدَّم أو بازدياد أعداد خلايا الدَّم البيضاء (عند وجود التهاب) أو انخفاض مستوى ألبومين البروتين أو ارتفاع مُعدَّل ترسيب كريَّات الدَّم الحمراء (ESR) أو مستوى بروتين سي التَّفاعلي، والتي يُشيرُ أيضًا إلى وجود التهاب نَشِط.وقد يقوم الطبيب باختبارات للكبد.

قد تشير صورة الأشعَّة السينيَّة للبطن المأخوذة بعد استعمال الباريوم بواسطة حقنة شرجية (تسمى حقنة الباريوم) إلى شِدَّة وانتشار المرض ولكنَّها لا تُجرى خلال فترة نشاط المرض، كما هي الحال خلال فترة الهجمة، وذلك بسبب خطر تسبُّبها بحدوث انثقاب.كما يمكن أخذ صورٍ أخرى بالأشعَّة السينيَّة للبطن.

الأَعرَاض المُتكرِّرة أو الشديدة لالتهاب القولون التَّقرُّحي

يقوم الأطباء بفحص الأشخاص عند عودة أعراضهم النَّموذجيَّة، لكنَّهم لا يوصون بإجراء الاختبارات دائمًا.يؤدي تكرار ظهور الأعراض أو استمرارها لفتراتٍ أطول من المعتاد إلى احتمال دفع الأطباء لإجراء تنظيرٍ سينيٍّ أو تنظير للقولون أو اختبار تعداد الدَّم.كما قد يوصي الأطبَّاء بإجراء اختباراتٍ أخرى للتَّحرِّي عن العدوى أو عن الطفيليَّات.

يجب نقل الأشخاص إلى المستشفى عندما تكون الأَعرَاض شديدة.يستعمل الأطباء التَّصوير بالأشعَّة السينيَّة للتَّحرِّي عن توسُّع أو انثقاب الأمعاء.

علاج التهاب القولون التقرحي

  • الخضوع لنِّظام غذائي واستعمال لوبيراميد

  • الأمينوساليسيلات

  • الستيرويدات القشرية

  • الأدوية المعدلة للمناعة

  • العوامل البيولوجية والعوامل المرتبطة بها

  • عوامل الجزيء الصغير

  • إجراء الجراحة في بعض الأحيان

تهدف معالجة التهاب القولون التَّقرُّحي إلى ضبط الالتهاب وتقليل الأَعرَاض وتعويض السوائل والمُغذِّيَّات المفقودة.

تختلف المعالجة النَّوعيَّة باختلاف شدَّة الأعراض التي يُعاني منها الشخص.

التَّدبير العام لالتهاب القولون التَّقرُّحي

قد يؤدي استعمال مُكمِّلات الحديد إلى تعويض فقر الدَّم النَّاجم عن فقد الدَّم المستمرِّ في البراز.

ينبغي على الأشخاص الذين يُعانون من تورُّمٍ في الأمعاء الغليظة أن يعتادوا اتِّباع نظام غذائي فقيرٍ بالألياف (وخصوصًا، تجنَّب تناول أطعمة مثل المُكسَّرات والذرة المُقشَّرة والفواكه الطَّازجة والخضروات) للحدِّ من إصابة بطانة الأمعاء الغليظة المُلتهبة.إلا أنه ينبغي استئناف النظام الغذائي الغني بالألياف بعد تعافي نوبة الداء المعوي الالتهابي.

قد يُقلل اتِّباع النظام الغذائي الخالي من منتجات الألبان الأعراضَ وهو يستحق المحاولة ولكن لا توجد حاجةٌ إلى الاستمرار فيه عندما لا يُلاحَظ حدوث أيِّ فائدة.

يجب على الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي استعمالَ مكملات الكالسيوم وفيتامين D.

وتُستَعملُ جرعاتٌ صغيرةٌ من لوبراميد لتدبير الإسهال الخفيف بشكلٍ نسبي.بينما قد يحتاج تدبير الإسهال المِعوي الأكثر شدَّةً إلى استعمال جرعاتٍ أكبر من لوبراميد.إلَّا أنَّه يجب على الأطبَّاء في الحالات الشديدة أن يُراقبوا الشخص الذي يستعمل هذه الأدوية المضادَّة للإسهال مراقبةً دقيقة بسبب خطر حدوث التهاب القولون الخاطف.

من الضروري الالتزام بالتدابير الروتينية المُحافِظة على الصحَّة وخصوصًا اللقاحات وتحرِّي السرطان.

هل تعلم...

  • في أثناء نوبات التهاب القولون التقرحي، ينبغي على الأشخاص الاقتصار على حمية غنية بالألياف للحدِّ من أذيّة البطانة الملتهبة في الأمعاء الغليظة.وبمجرد تعافي النوبة، فيمكنهم العودة لتناول الأطعمة الغنية بالألياف.

الأمينوساليسيلات

الأمينوساليسيلات هي مجموعة من الأدوية التي تُستعمل لخفض شدَّة التهاب القولون التَّقرُّحي ومنع حدوث هجماتٍ للأَعرَاض.تُعد أدوية مثل سلفاسالازين، وأولسالازين، وميسالامين، وبالسالازيد من أصناف الأمينوساليسيلات.يجري أخذ هذه الأدوية عن طريق الفم عادةً، ولكن يمكن استعمال ميسالامين على شكل تحاميل أو حقنة (شرجيًّا) أيضًا.سواءٌ كانت هذه الأدوية تُستَعملُ عن طريق الفم أو المستقيم، فهي في أفضل الأحوال فعالةٌ في معالجة الحالات الخفيفة أو المتوسِّطة من المرض النشيط، ولكنَّها أشدُّ فعاليَّةً عند استعمالها لمنع ظهور الأعراض (الحفاظ على الهدأة).

الستيرويدات القشريَّة

يأخذ الأشخاص المصابون بمرضٍ متوسِّط الشِّدَّة الستيرويدات القشريَّة (مثل بريدنيزون) بجرعات عالية نسبيًا، التي تحفز تهدئة الحالة بشكل سريع.ويمكن بعد أن تنجح الستيرويدات القشرية في السيطرة على الالتهاب في التهاب القولون التَّقرُّحي، غالبًا ما تُعطى أدوية مثل سلفاسالازين، أو أولسالازين، أو ميسالامين، أو دواء مُعدِّل للمناعة، أو عامل حيوي، أو توفاسيتينيب أو أوزانيمود للمحافظة على التَّحسُّن.يَجرِي خفض جرعة بريدنيزون تدريجيًّا، ثمَّ يُوقَفُ استعماله في نهاية المطاف.

بوديسونيد هو أحد الستيرويدات القشريَّة التي يمكن استعمالها.حيث يتميَّز بأنَّ التَّأثيرات الجانبيَّة لاستعماله تكون أقل من مثيلاتها بالنسبة للبريدنيزون، ولكنَّه لا يعمل بنفس السرعة وهو يُستَعملُ في الحالات المرضيَّة الأقلُّ شدَّةً عادةً.

تؤدي المعالجة طويلة الأمد بالستيرويدات القشريَّة إلى ظهور تأثيرات جانبيَّة غالبًا (انظر الشريط الجانبي الستيرويدات القشرية: الاستعمالات والآثار الجانبية).

قد يُفيد استعمال الحقن أو التحاميل الشرجيَّة مع الستيرويدات القشريَّة أو الميسالامين عندما تقتصر الإصابة الخفيفة أو المتوسِّطة بالتهاب القولون التَّقرُّحي على الجزء السفلي من الجانب الأيسر من الأمعاء الغليظة (القولون السيني) والمستقيم.يجري تقليل المعالجة بالستيرويدات القشريَّة وتُوقفُ تدريجيًّا على مدى عدة أسابيع.

يستدعي تفاقم شدَّة المرض نقلَ الشخصِ إلى المستشفى واستعمال الستيرويدات القشريَّة والسوائل عن طريق الوريد.مع إمكانيَّة الاستمرار في استعمال ميسالامين.وقد تحتاج حالة الأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ شديدٍ في المستقيم إلى إجراء نقلٍ للدَّم.

الأدوية المعدلة للمناعة

تعمل الأدوية المُعدِّلة للمناعة على تعديل عمل جهاز المناعة في الجسم، ممَّا يُقلِّل من تأثيره.وقد استعملت أدوية مثل آزاثيوبرين وميركابتوبورين للحفاظ على الهدأة عند الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي والذين كانوا بحاجة إلى علاجٍ طويل الأمد بالستيرويدات القشريَّة.تُثبِّط هذه الأدوية وظيفة الخلايا التَّائية، والتي تُعدُّ مُكوِّنًا مُهمًّا في جهاز المناعة.إلَّا أنَّ تأثير هذه الأدوية يكون بطيئًا ولا يمكن ملاحظة فائدة استعمالها إلَّا بعد 1-3 أشهر.كما أنَّ وجودَ احتمالٍ لظهور تأثيرات جانبيَّة خطيرة يتطلَّب خضوع الشخص لمراقبة طبيَّة دقيقة.

وقد جرى استعمالسيكلوسبورين عند بعض الأشخاص الذين عانوا من هجماتٍ شديدة ولم يستجيبوا للعلاج بالستيرويدات القشريَّة.يستجيب معظم أولئك الأشخاص في البداية إلى العلاج بالسيكلوسبورين، ولكن يبدو أنَّه لا بدُّ من استعمال العلاج الجراحي عند بعضهم في نهاية المطاف.

يُعطى تاكروليموس عن طريق الفم.وقد جرى استعمال هذا الدواء كعلاجٍ قصير الأمد للأشخاص الذين يصعب علاج التهاب القولون التَّقرُّحي عندهم وذلك عندما تبدأ معالجتهم باستعمال آزوثيوبرين وميركابتوبورين.يمكن أن يُفيد استعمال تاكروليموس في الحفاظ على الهَدأَة.

العَوامِل الحيويَّة

العَوامِل الحيويَّة هي الأدوية التي تُشكِّلها الكائنات الحيَّة.

إنفليكسيماب، وهو دواءٌ مشتقٌّ من الأجسام المُضادَّة وحيدة النسيلة لعامل نخر الورم (يُسمَّى مثبِّط عامل نخر الورم) ويُستَعمل عن طريق الوريد لمساعدة بعض الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التَّقرُّحي.قد يُعطى هذا الدواء للأشخاص الذين لا يستجيبون للستيرويدات القشريَّة أو الذين يعانون من أعراضٍ عند خفض جرعاتها، رغم الاستعمال الأمثل للأدوية المُعدِّلة للمناعة الأخرى.يكون استعمال إنفليكسيماب وأداليموماب وغوليموماب مفيدًا عند الأشخاص الذين تَصعبُ معالجة التهاب القولون التَّقرُّحي عندهم أو الأشخاص الذين يعتمدون على استعمال الستيرويدات القشريَّة.

تنطوي التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تحدث عند استعمال إنفليكسيماب على تفاقم العدوى الجرثوميَّة غير المضبوطة حاليًّا وإعادة تنشيط داء السل أو التهاب الكبد B وزيادة خطر بعض أنواع السرطان.تظهر ردَّات فعلٍ عند بعض الأشخاص مثل الحُمَّى أو القشعريرة أو الغثيان أو الصُّداع أو الحِكَّة أو الطفح الجلدي في أثناء التسريب (تسمى ردَّات فعل التسريب).وينبغي قبل بدء المعالجة باستعمال إنفليكسيماب أو مُثبِّطات عامل نخر الورم الأخرى مثل أداليموماب وغوليميماب إجراء اختبارٍ لداء السل وحالات عدوى التهاب الكبد B.

يُستعمل فيدوليزوماب في معالجة (1) الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي المتوسط إلى الشديد وغير المستجيب لمثبِّطات عامل نخر الورم أو الأدوية المُعدِّلة للمناعة الأخرى أو (2) الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل هذه الأدوية.تُعدُّ زيادة القابلية للعدوى أخطر التأثيرات الجانبية التي يُسبِّبُها.يوجد خطرٌ نظريٌّ لاستعمال فيدوليزوماب وهو حدوث عدوى خطيرة في الدماغ تسمى اعتِلالُ بَيضاءِ الدِّماغِ العَديدُ البَؤَرِ المُتَرَقِّي لأنه لُوحظَ الإصابة بهذه العدوى بالتَّزامن مع استعمال دواء آخر يُسمَّى ناتاليزوماب.

يُعطى أوستيكينوماب، وهو نوع آخر من العوامل الحيوية، لمعالجة المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي المتوسط إلى الشديد وغير المستجيب لمثبِّطات عامل نخر الورم أو الأدوية المُعدِّلة للمناعة الأخرى أو عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل هذه الأدوية.تعطى الجرعة الأولى عن طريق الوريد ثم عن طريق الحقن تحت الجلد كل 8 أسابيع.تشتمل التأثيرات الجانبية على التفاعلات في موقع الحقن (الألم، الاحمرار، التورم)، والأعراض الشبيهة بالزكام، والقشعريرة، والصداع.

الجدول
الجدول

عوامل الجزيء الصغير

توفاسيتينيب دواء يُعطى عن طريق الفم مرَّتين يوميًّا للبالغين المصابين بالتهاب القولون التقرحي المتوسط إلى الشديد.يُعد هذا الدواء أحد مثبطات يانوس كيناز (JAK).وهو ليس عاملًا بيولوجيًّا في الواقع، لأنَّه يُنتَجُ من خلال العمليات الكيميائية بدلًا من الكائنات الحيَّة.ولكنَّها تشترك في الكثير من الخصائص مع العوامل البيولوجية، بما في ذلك الكثير من تأثيراتها الجانبية.يتداخل ■توفاسيتينيب■ في الاتصالات بين الخلايا التي تنسق الالتهاب من خلال تثبيط إنزيم (يانوس كيناز).تشمل الآثار الجانبية الخطيرة زيادة التعرض للعدوى، والجلطة الدموية (كما هي الحال في الخثار الوريدي العميق أو الانصمام الرئوي)، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية.

أوباداسيتينيب هو دواء يُعطى عن طريق الفم مرَّتين يوميًّا للبالغين المصابين بحالة متوسطة إلى شديدة من التهاب القولون التقرحي.كما أنَّه أحد مثبطات يانوس كيناز (المذكورة أعلاه).بشكل عام، تكون الآثار الجانبية مماثلة لتلك التي تسببها مثبطات يانوس كيناز الأخرى (مثل توفاسيتينيب).

أوزانيمود هو دواء يُعطى عن طريق الفم للبالغين المصابين بحالات متوسطة إلى شديدة من التهاب القولون التقرحي الفاعل.لا ينبغي أن يستخدم هذا الدواء من قبل الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية، أو ألم في الصدر (ذبحة صدرية غير مستقرة)، أو سكتة دماغية، أو سكتة دماغية صغرى (نوبة إقفارية عابرة TIA)، أو أنواع معينة من فشل القلب في الأشهر الستة الماضية.كما ينبغي عدم استعمال هذا الدواء من قبل الأشخاص الذين لديهم تاريخ للإصابة بأنواع معينة من اضطراب النظم القلبي التي لم تُصحح بناظمة قلبية، أو الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس الشديد في أثناء النوم، أو الأشخاص الذين يستعملون مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOI - مثل سيليجيلين، وفينيلزين، ولينزوليد).يمكن لأوزانيمود أن يزيد من خطر العدوى، ويبطئ معدل ضربات القلب، ويقلل من عدد كريات الدم البيضاء، ويلحق الضرر بالكبد.

شِدَّة الأَعرَاض

يجري استعمال حقن ميسالامين الشَّرجيَّة في معالجة مرضى التهاب المستقيم التقرحي أو بالتهاب القولون الذي تقتصر الإصابة به على جزء القولون القريب من المستقيم.تُستعمل الحقن الشرجيَّة المحتوية على الستيرويدات القشريَّة والبوديسونيد عند الأشخاص الذين لم يستفيدوا أو لم يستطيعوا تحمُّل استعمال ميسالامين.

بينما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالةٍ مرضيَّةٍ متوسِّطة أو شديدة إلى استعمال ميسالامين عن طريق الفم بالإضافة إلى الحقن الشرجية.ويستعمل الأشخاص الذين يعانون من أعراضٍ شديدة والأشخاص الذين استمرَّت معاناتهم من الأعراض خلال فترة استعمالهم للميسالامين عادةً الستيرويدات القشريَّة الفمويَّة مثل بريدنيزون.يؤدي استعمال جرعات مرتفعة نسبيًّا من بريدنيزون إلى حدوث هدأة دراماتيكيَّة في كثيرٍ من الأحيان.وبعد ضبط البريدنيزون لالتهاب القولون التَّقرُّحي ينبغي استعمال سلفاسالازين أو أولسالازين أو ميسالامين غالبًا للحفاظ على التَّحسُّن.يَجرِي خفض جرعة البريدنيزون تدريجيًّا إلى أن يُوقَف استعماله في نهاية المطاف وذلك لأنَّ استعمال الستيرويدات القشريَّة لفترات طويلة يؤدي دومًا إلى ظهور تأثيرات جانبيَّة.

يحتاج الأشخاص الذين تعود أعراضهم عند خفض جرعة البريدنيزون إلى استعمال دواء مُعدِّلٍ للمناعة (آزاثيوبرين أو ميركابتوبورين) في بعض الأحيان.بالإضافة إلى استفادة بعض الأشخاص من استعمال إنفليكسيماب أو أداليموماب، أو فيدوليزوماب، أو غوليميماب، أو أوستكينوماب، أو توفاسيتينيب، أو أوزانيمود.

يجب إدخال مرضى التهاب القولون الشديد إلى المستشفى، وتقديم جرعة مرتفعة من الستيرويدات القشريَّة والسوائل عن طريق الوريد.يمكن أن يُوصي الأطبَّاء باستمرار استعمال الميسالامين.قد يحتاج الأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ غزيرٍ من المستقيم إلى إجراء نقلٍ للدَّم.قد يُعطى الأشخاص الذين لا يستجيبون لهذه المُعالجَات في غضون 3 - 7 أيام إنفليكسيماب عن طريق الوريد، أو فيدوليزوماب، أو سايكلوسبورين أو قد يحتاجون إلى إجراء عمليَّة جراحيَّة لاستئصال القولون.قد يُعطى دواء تاكروليموس للمصابين بالتهاب قولون شديد أو صعب العلاج ولكنهم لا يحتاجون إلى التنويم في المستشفى.

التهاب القولون الخاطف (التهاب القولون السُّمِّي)

ينبغي معالجة الأشخاص الذين حدث عندهم المرض بشكلٍ مفاجئٍ وسريعٍ مع الشعور بألمٍ شديد أو الأشخاص الذين قد يكون لديهم التهاب قولون سُمي في المستشفى.حيث يجري إيقاف استعمال جميع الأدوية المضادَّة للإسهال وعدم تناول الطعام أو الشراب أو استعمال الأدوية عن طريق الفم، ويقوم الأطبَّاء بتمرير أنبوبٍ عن طريق الأنف إلى المعدة أو إلى الأمعاء الدَّقيقة لسحب محتوياتها.يجري تقديم السوائل والكهارل وجرعات مرتفعة من الستيرويدات القشريَّة أو سيكلوسبورين عن طريق الوريد.كما يُوصي الأطباء باستعمال المضادَّات الحيويَّة.قد يُعطى إنفليكسيماب للمرضى.

يخضع الأشخاص لمراقبةًٍ دقيقة وذلك للتَّحرِّي عن ظهور علاماتٍ لحدوث عدوى أو انثقاب.يحتاج الأشخاص الذين لا تتحسَّن حالتهم خلال 24 - 48 ساعة إلى جراحةٍ فوريَّة لاستئصال الأمعاء الغليظة أو معظمها.

نُظُم الصِّيانة

يستمرُّ الأشخاص في استعمال الميسالامين عن طريق الفم أو على شكل حقنة شرجية إلى أجلٍ غير مُسمَّى وذلك لمنع عودة ظهور الأَعرَاض (أي الحفاظ على الهَدأَة)، حيث إنَّ إيقاف استعمال نُظم الصيانة هذه يسمح بعودة المرض (يُسمَّى الانتكاس) في كثيرٍ من الأحيان.وتشير الدراسات إلى أن استعمال توليفةٍ من العلاج الفموي والشرجي بالميسالامين يكون أشدُّ فعاليَّةً بكثير من الاقتصار على استعمال كلِّ شكلٍ دوائيٍّ منفردًا.

يُعالَجُ الأشخاص الذين لا يمكنهم إيقاف استعمال الستيرويدات القشريَّة من خلال استعمال الأدوية المُعدِّلة للمناعة (آزاثيوبرين أو ميركاتوبيرين) أو مثبِّطات عامل نخر الورم (إنفليكسيماب، أو أداليموماب، أو غوليموماب) أو توفاسيتينيب، أو أوباداسيتينيب، أو فيدوليزوماب، أو أوستيكينوماب، أو أوزانيمود أو مشاركة من الأدوية المعدلة للمناعة ومثبطات عامل نخر الورم.

الجراحة

يحتاج حَوالى 30٪ من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التَّقرُّحي الشديد إلى العلاج الجراحي.قد يكون من الضروري إجراء جراحة إسعافيَّة عند حدوث هجمات مفاجئة مُهدِّدة للحياة متزامنة مع وجود نزفٍ غزيرٍ أو انثقابٍ أو التهاب قولون خاطف.

قد يكون من الضروري إجراء عمليَّة جراحيَّة في بعض الأحيان حتى عند عدم وجود سبب إسعافي لإجرائها.تنطوي هذه الحالات على التهاب القولون المزمن الذي لا يمكن استعمال الستيروئيدات القشريَّة في علاجه أو الذي يحتاج الاستمرار في استعمال جرعات مرتفعة منها أو السرطان أو تضيُّق الأمعاء الغليظة أو تأخُّر النُّمو عند الأطفال.

يؤدي استئصال الأمعاء الغليظة والمستقيم والشَّرج (استئصال كُلِّي للمستقيم والقولون) إلى حدوث شفاء نهائي من التهاب القولون التَّقرُّحي ويُعيد حياة الشَّخص إلى وضعها الطبيعي ويستبعد خطر الإصابة بسرطان القولون.ولكن، يحدث الالتهاب في الأمعاء الدقيقة عند حوالى 25٪ من الأشخاص بعد الجراحة حتى وإن لم تتأثر الأمعاء الدقيقة لديهم سابقًا.بما أن المستقيم والشرج قد استُئصلا، فينبغي أن يخضع الأشخاص لفغر لفائفي دائم.يقوم الجرَّاح عند إجراء فغر اللفائفي بإخراج نهاية الجزء السفلي من الأمعاء الدَّقيقة (اللفائفي) من خلال فتحةٍ في جدار البطن (فُغرة).يجب أن يعتاد الأشخاص الذين لديهم فغر اللفائفي على تثبيت كيسٍ بلاستيكيٍّ (كيس فغر اللفائفي) على الفتحة لجمع البراز الذي يخرج.يُعدُّ استعمال فغر اللفائفي الثمن التقليدي لهذا العلاج.

ولكن، تتوفر الآن إجراءات بديلة مختلفة، وأكثرها شيوعًا هو إجراء يسمى استئصال المستقيم والقولون مع مفاغرة الجيبة الشرجيَّة اللفائفيَّة (IPAA).وللقيام بهذا الإجراء، يجري استئصال الأمعاء الغليظة ومعظم المستقيم، ويَتمُّ إنشاء مستودع صغير (جيبة) من الأمعاء الدقيقة الذي يُعلَّق على ما تبقَّى من المستقيم فوق الشَّرج.ونتيجة لعدم استئصال عضلات الشرج (المَصرَّة الشرجية)، فإنَّ هذا الإجراء يُتيحُ للأشخاص المحافظةَ على ضبط أمعائهم (حَصر).إلَّا أنَّه ونتيجةً لاحتمال بقاء جزءٍ صغيرٍ من نسيج المستقيم، فإنَّ خطر الإصابة بالسرطان ينخفض بشكلٍ ملحوظٍ دون استبعاده بشكلٍ كامل.يُعدُّ التهاب المستودع (التهاب الجيبة) هو أكثر المضاعفات شيوعًا لاستئصال المستقيم والقولون مع مفاغرة الجيبة الشرجيَّة اللفائفيَّة.يوصي الأطبَّاء باستعمال المضادَّات الحيويَّة في معالجة التهاب الجيبة pouchitis.يمكن ضبط معظم حالات التهاب الجيبة باستعمال الأدوية، ولكن لا يمكن ضبط نسبةٍ صغيرةٍ منها.ولتدبير هذه الحالات، يقوم الأطبَّاء بتكوين فغر اللفائفي لتصحيح المشكلة.

من النَّادر استعمال العلاج الجراحي في معالجة التهاب المستقيم التَّقرُّحي مع استمرار الأشخاص في حياتهم بشكلٍ طبيعي.ورغم ذلك، فقد تكون معالجة الأعراض عند بعض الأشخاص شديدة الصُّعوبة.

مآل التهاب القولون التقرحي

يكون التهاب القولون التَّقرُّحي مزمنًا عادةً مع تكرُّر الهجمات وحالات الهدأة (فترات من عدم وجود أيِّ أعراض).يتقدَّم الهجوم الأوَّلي بسرعة ويؤدي إلى حدوث مضاعفاتٍ خطيرة عند حَوالى 10% من الأشخاص.ويتعافى 10% آخرون من الأشخاص بشكلٍ كامل بعد تعرُّضهم لهجومٍ واحدٍ فقط.بينما يُعاني ما تبقََّّى من الأشخاص من درجةٍ مُعيَّنة من تكرُّر المرض.

ويكون مآل الأشخاص المصابين بمرض في المستقيم فقط (التهاب المستقيم التَّقرُّحي) هو المآل الأفضل.ومن غير المحتمل حدوث مُضَاعَفات شديدة.إلَّا أنَّ هذا المرض ينتشر في نهاية المطاف إلى الأمعاء الغليظة (وبالتالي يتحوَّل إلى التهاب القولون التَّقرُّحي) عند 20-30% من الأشخاص.ومن النَّادر إجراء جراحة بشكلٍ ضروريٍّ للأشخاص المصابين بالتهاب المستقيم التقرحي غير المنتشر ولا تزداد مُعدَّلات الإصابة بالسَّرطان ويبقى مُعدَّل الأعمار المتوقَّع ضمن الحدود الطَّبيعيَّة.

سرطان القولون

يبلغ مُعدَّل البقاء على قيد الحياة لفترة زمنيَّة طويلة بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان القولون النَّاجم عن التهاب القولون التَّقرُّحي حوالى 50 في المائة.يبقي معظم الأشخاص على قيد الحياة إذا جرى تشخيص الحالة في مراحلها الأولى وجرى استئصال القولون في الوقت المناسب.

للمزيدِ من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Crohn's and Colitis Foundation of America: معلومات عامة عن داء كرون والتهاب القولون التقرحي، بما في ذلك الحصول على خدمات الدعم

  2. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK)—Ulcerative Colitis: معلومات عامة عن أمراض الكلى، بما في ذلك الاكتشافات البحثية والإحصائيات وبرامج صحة المجتمع والتواصل

  3. جمعيات الفغر المتحدة الأمريكية (UOAA): معلومات وموارد دعم للأشخاص الذين يعيشون مع حالة فغر

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID