الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار

حسبRichard J. Schwab, MD, University of Pennsylvania, Division of Sleep Medicine
تمت مراجعته شوّال 1443

إن المشاكل المرتبطة بالنوم الأكثر شيوعًا هي الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار.

  • يُعرّف الأرق بأنه صعوبة النوم أو البقاء نائمًا، أو الاستيقاظ في وقت مبكر، أو تدني جودة النوم التي تجعل النوم يبدو غير كافٍ أو غير منعش.

  • يُشير مصطلح فرط النعاس في أثناء النهار إلى النعاس غير الطبيعي أو النوم العفوي في أثناء ساعات النهار.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن النوم).

يمكن للأرق أن يكون اضطرابًا أو عرضًا لاضطرابات أخرى.لا يُعدُّ فرط النعاس في أثناء النهار اضطرابًا، بل هو عرض لمجموعة متنوعة من الاضطرابات المرتبطة بالنوم.

تُعد صعوبة النوم والحفاظ على النوم والاستيقاظ في وقت مبكر أكثر من الطبيعي أعراضًا شائعة عند كبار السن.تشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 10٪ من البالغين يعانون من حالات أرق مزمنة، وحوالي 30 إلى 50٪ منهم يعانون من الأرق من حينٍ لآخر.

هل تعلم...

  • حوالى نصف الأشخاص سبق لهم الشكوى من حالة أرق في وقت ما

  • لا تُعدُّ الأدوية المُساعدة على النوم خيارات جيدة لعلاج الأرق (سواءً تلك التي يحتاج صرفها إلى وصفة طبية، أو تلك التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية وتحتوي على ديفينهيدرامين diphenhydramine).

  • إن أفضل علاج للأرق هو العلاج المعرفي السُّلُوكي، والذي يتضمن إدخال تعديلات سلوكية لتحسين النوم.

في حال اضطراب النوم، فقد لا يتمكن الشخص من القيام بمهامه بصورة طبيعية في أثناء النهار.يعاني الأشخاص المصابون بالأرق أو فرط النعاس في أثناء النهار من النعاس، والتعب، وتعكر المزاج في أثناء النهار، وصعوبة التركيز والقيام بالمهام المختلفة.قد يغفو الأشخاص الذين يُعانون من فرط النعاس في أثناء النهار بشكل عفوي في أثناء العمل أو قيادة السيارة.

هناك أنواع مختلفة من الأرق:

  • صعوبة النوم (أرق بداية النوم): عادةً ما يواجه الشخص صعوبة في النوم عندما لا يسترخي ذهنه قبيل النوم، ويواصل التفكير والقلق.كما إن الجسم لا يكون أحيانًا مستعدًا للنوم في ما يُعدّ الوقت الطبيعي للنوم.وهنا تكون الساعة الداخلية للجسم غير متزامنة مع دورة الضوء والظلام في الأرض، وهو ما يمكن أن يحدث في سياق الإصابة بالعديد من اضطرابات النوم المتعلقة بالنظم اليوماوي circadian rhythm sleep disorder، مثل تأخر دورة النوم delayed sleep phase disorder، واضطراب تبدل وقت العمل، واضطراب النوم الناجم عن الرحلات الجوية الطويلة.

  • صعوبة البقاء نائمًا والاستيقظ في وقت أبكر من المطلوب (أرق الحفاظ على النوم): يستطيع الأشخاص المصابون بهذا النوع من الأرق النوم عادة، ولكنهم يستيقظون بعد عدة ساعات، ولا يتمكنون من العودة إلى النوم مجددًا بسهولة.قد ينتاب البعض حالة من عدم الراحة والنوم غير المُرضي.يكون أرق الحفاظ على النوم أكثر شُيُوعًا بين كبار السن بالمقارنة مع الشباب.وقد يحدث هذا النوع من الأرق عند الأشخاص الذين يستخدمون مواد محددة (مثل الكافيين، أو الكحول، أو التبغ) أو الذين يتناولون أدوية معينة، أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نوم محددة (مثل انقطاع التنفُّس في أثناء النوم أو اضطراب حركة الأطراف الدورية limb movement disorde).قد يكون هذا النوع من الأرق علامة على الاكتئاب في الأشخاص من جميع الفئات العمرية.

أسباب الأرق و النعاس المفرط في أثناء النهار

قد ينجم الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار عن حالات داخل أو خارج الجسم.تُسبب بعض الحالات الأرقَ وفرطَ النعاس في أثناء النهار، في حين تسبب بعض الحالات واحدًا منهما.يعاني بعض الأشخاص من أرق مزمن لا يرتبط بأي سبب واضح، أو لا يرتبط إلا بدرجة قليلة.وقد يكون للعَوامِل الجينية دورٌ أيضًا.

أسباب شائعة

ينجم الأرق في معظم الأحيان عن

  • عادات النوم السيئة، مثل تناول المشروبات الحاوية على الكافيين في فترة متأخرة من بعد الظهر أو المساء، وممارسة التمارين الرياضية في وقت متأخر من الليل، أو وجود جدول زمني غير منتظم للنوم

  • اضطرابات الصحة النفسية، وخاصةالاكتئاب، والقلق، وتعاطي المواد المخدرة

  • بعض الاضطرابات الأخرى، مثل اضطرابات القلب والرئة، أو الاضطرابات التي تؤثِّر في العضلات أو العظام، أو الألم المزمن

  • الشدة النفسية، والتي تنجم مثلًا عن دخول المستشفى، أو خسارة عمل، أو حادثة وفاة في العائلة (تسمى أرق التكيّف)

  • القلق المفرط حول النعاس ومواجهة يوم آخر من التعب (الأرق النفسي الفيزيولوجي)

يمكن للنوم في ساعة متأخرة من الليل أو القيلولة النهارية للتعويض عن ساعات النوم الضائعة في الليلة الماضية أن يجعل النوم خلال الليلة القادمة أكثر صعوبة.

ينجم النعاس المفرط في أثناء النهار في معظم الأحيان عن

تترافق معظم اضطرابات الصحة النفسية بالأرق وفرط النعاس في أثناء النهار.وتشير الإحصائيات إلى أن حَوالى 80٪ من المصابين بالاكتئاب الكبير يعانون من والأرق وفرط النعاس في أثناء النهار، وحوالي 40٪ من المصابين بالأرق المزمن يعانون من اضطراب في الصحة النفسية، وعادة ما يكون اكتئابًا أو ■اضطراب قلقٍ■.

يمكن لأي اضطراب يسبب الألم أو الانِزعَاج، وخاصة إذا ازداد الألم مع الحركة، أن يسبب الاستيقاظ لفترات وجيزة وأن يؤثر في النوم.

الأَسبَاب الأقل شيوعًا

يمكن للأَدوِيَة أن تُسبب الأرق وفرط النعاس في أثناء النهار، سواءً عند استخدامها لفترة طويلة أو عند التوقف عن استخدامها (السحب withdrawal).

يمكن للعديد من الأدوية النفسية أن تُسبب حركات غير طبيعية في أثناء النوم وقد تُفسد النوم.المهدئات التي تُوصف عادة لعلاج الأرق قد تُسبب التهيج واللامبالاة وقلة التنبه.وإذا جرى أخذ المهدئ لأكثر من بضعة أيام، فإن إيقافه قد يزيد من سوء مشكلة النوم الأساسية بشكل مفاجئ.

قد يكون السبب أحيَانًا هو اضطراب النوم.

غالبًا ما يُكتشف انقطاع التنفُّس المركزي أو الانسدادي في أثناء النوم لأول مرة عندما يبلغ الأشخاص عن أرق أو اضطراب نوم أو عدم الشعور بالانتعاش بعد الاستيقاظ من النوم.كما تُلاحظ نفس الأعراض عند الأشخاص الذين يعانون من حالات أخرى (مثل مشاكل القلب) أو الذين يتناولون أدوية معينة.يُسبب انقطاع التنفس المركزي أو الانسدادي في أثناء النوم ضيق التنفُّس أو توقفه لعدة مرات في أثناء الليل.

الخدار النومي (أو التغفيق أو السبات) هو أحد اضطرابات النوم التي تتميز بالنعاس المفرط في أثناء النهار مع نوبات لا يمكن السيطرة عليها من النوم العفوي والمفاجئ في أثناء ساعات الاستيقاظ، مع نوبات مؤقَّتة من الضعف العضلي الجُمدة.

يمكن لاضطراب حركة الأطراف الدورية أن يُفسد النوم لأنه يسبب تقلص أو انتفاض عضلات الساق بشكل متكرر في أثناء النوم.ونتيجة لذلك، قد يشعر الشخص بالنعاس في أثناء النهار.عادة ما لا يشعر الأشخاص المصابون باضطراب حركة الأطراف الدورية بتلك الحركات والاستيقاظ الذي يتبعها.

يمكن لمُتلازمة تململ الساقين أن تجعل الدخول في النوم والحفاظ عليه أمرًا صعبًا لأن الأشخاص يشعرون برغبة لتحريك أرجلهم، وأيديهم في حالات أقل، عندما يجلسون بلا حراك أو يستلقون.كما يشعر المرضى بإحساس تنميل في الساقين.

الجدول
الجدول

تقييم الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار؟

عادة ما يمكن تحديد سبب الأرق بناء على وصف الشخص للمشكلة الحالية ونتائج الفَحص السَّريري.يعاني الكثير من الأشخاص من مشاكل واضحة، مثل عادات النوم السيئة، أو الشدة النفسية، أو العمل بنظام الورديات.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأَعرَاض أن تكون مدعاةً للقلق:

  • النوم العفوي في أثناء القيادة أو القيام بمهام خطيرة تتطلب اليقظة والانتباه

  • النوم العفوي بدون سابق إنذار

  • انقطاع التنفُّس في أثناء النوم أو الاستيقاظ مع شهيق مفاجئ أو اختناق (يُلاحظ ذلك من قبل شريك السرير أو غرفة النوم)

  • التحرك بعنف أو إصابة النفس أو الآخرين في أثناء النوم

  • المشي في أثناء النوم

  • اضطراب قلبي أو رئوي غير مستقر

  • هجمات من الضعف العضلي (نوبات جُمدة)

  • التعرض لسكتة دماغية مؤخرًا

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على الأشخاص استشارة الطبيب فورًا إذا كانت لديهم أي من العلامات التحذيرية أو إذا أثرت الأَعرَاض التي يشكون منها في أنشطتهم اليومية.

إذا اشتكى الأشخاص من أعراض مرتبطة بالنوم لفترة قصيرة (أقل من أسبوع أو أسبوعين)، دون أن تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية، فيُنصحون بتجريب تعديل السُّلُوكيات التي يمكن أن تساعد على تحسين النوم .إذا لم تُفلح هذه التغييرات في حل المشكلة بعد أسبوع أو نحو ذلك، فيجب على الأشخاص زيارَة الطَّبيب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يسأل الطبيب عن ما يلي:

  • أنماط النوم

  • العادات قبُيل موعد النوم

  • استخدام العقاقير (بما في ذلك العقاقير الترويحية)

  • استخدام مواد أخرى (مثل الكحول والكافيين والتبغ)

  • درجة الشدة النفسية

  • التاريخ الطبي (بما في ذلك الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر في النوم)

  • مستوى النشاط البدني

تشمل الاضطرابات التي تؤثر في النوم كلًا من الداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD)، والرَّبو، وفشل القلب، وفرط نشاط الغدة الدرقية)، والارتجاع المعدي المريئي، والاضطرابات المؤلمة (مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي)، والاضطرابات التي تسبب سلس البول أو كثرة التبوُّل، واضطرابات الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب (وخصوصًا الاضطرابات الحركية).

قد يطلب الطبيب من المريض تدوين سجل لنومه.ينبغي أن يحتوي هذا السجل على وصف مفصل لعادات النوم، ومواعيد النوم الاستيقاظ (بما في ذلك الاستيقاظ في أثناء الليل)، والقيلولات، وأي مشاكل في النوم.وعند تحرّي الأرق، يضع الطبيب في اعتباره أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى النوم بشكل أقل من الآخرين.

إذا كان الشخص يشتكي من فرط النعاس في أثناء النهار، فقد يطلب منه الطبيب الإجابة عن استبيان، يشير فيه الشخص إلى مدى احتمالية أن ينام في حالات ووضعيات مختلفة.يمكن للطبيب أن يطلب من شريك السرير أو غرفة النوم وصف أي أشياء غير طبيعية أو مشاكل تحدث مع المريض في أثناء نومه، مثل الشخير أو انقطاع التنفُّس في أثناء النوم.

يقوم الطبيب بإجراء الفَحص السَّريري للتحقق من الاضطرابات التي يمكن أن تسبب الأرق أو فرط النعاس في أثناء النهار، وخاصة انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم.

الاختبارات

لا حاجة لإجراء الاختبارات في حال وجود سبب واضح مثل عادات النوم السيئة، أو الشدة النفسية، أو تبديل أوقات ساعات العمل، أو متلازمة تململ الساقين (رغبة لا تقاوم بتحريك الساقين أو الذراعين قبيل النوم أو في أثنائه).

قد يقوم الطبيب بإحالة الشخص أحيانًا إلى اختصاصي اضطرابات النوم لتقييم الحالة في مختبر النوم.يمكن أن يلجأ الطبيب إلى ذلك في حال:

  • عدم التأكد من تشخيص الحالة

  • الاشتباه في اضطرابات محددة (مثل انقطاع التنفُّس في أثناء النوم، أو اضطراب نوبي، أو الخدار النومي (التغفيق)، أو اضطراب حركة الأطراف الدورية)

  • في حال استمرار الأرق أو فرط النعاس في أثناء النهار على الرغم من اتخاذ التدابير الأساسية لتصحيح ذلك (تغيير السُّلُوك لتحسين النوم وتناول الأدوية المساعدة على النوم لفترة قصيرة)

  • وجود علامات تحذيرية أو أعراض أخرى، مثل الكوابيس وتقلص الساقين أو الذراعين في أثناء النوم

  • الاعتماد على الأدوية المساعدة على النوم

يتكون التقييم من اختبار دراسة النوم polysomnography ومراقبة أي تحركات غير مَألوفَة في أثناء النوم لليلة كاملة (وفي بعض الأحيان تسجيل فيديو للمريض في أثناء نومه).كما يمكن إجراء بعض الاختبارات الأخرى أيضًا.

يُجرى اختبار دراسة النوم polysomnography على مدى ليلة كاملة في مختبر النوم، والذي قد يكون موجودًا في المستشفى، أو عيادة الطبيب، أو غرفة فندق، أو أي مكان مجهز بسرير، وحمام، وأجهزة المراقبة.يجري وضع أقطاب على فروة الرأس ووجه المريض لتسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ (تخطيط كهربية الدماغECG) وكذلك حركات العين.يكون تطبيق هذه الأقطاب غير مؤلم.وتساعد التسجيلات على تزويد الأطباء بمعلومات عن مراحل النوم.كما يجري توصيل أقطاب أخرى إلى مناطق أخرى من الجسم لتسجيل معدل ضربات القلب (تخطيط كَهربيَّة القلب)، والنشاط العضلي (تخطيط العضلات الكهربائي)، ومعدل التنفُّس.يجري توصيل ملقط غير مؤلم إلى إصبع المريض أو أذنه لتحري مستويات الأكسجين في الدم.تساعد دراسة النوم على الكشف عن اضطرابات التنفُّس (مثل انقطاع التنفُّس الانسدادي أو المركزي في أثناء النوم)، والاضطرابات النوبية، والخدار النومي، واضطراب حركة الأطراف الدورية، والحركات والسلوكيات غير الاعتيادية في أثناء النوم (الخطل النومي).تُجرى دراسة النوم polysomnography حاليًا في المنزل لتشخيص انقطاع التنفُّس الانسدادي في أثناء النوم، ولكن ليس أي اضطرابات نوم أخرى.

يُجرى اختبار كمون النوم المتعدد multiple sleep latency test والتمييز بين الارهاق البدني وفرط النعاس في أثناء النهار، وتحري الخدار النومي narcolepsy.يُمضي الأشخاص يومًا كاملًا في مختبر النوم.يُمنحون الفرصة لأخذ خمس قيلولات بفاصل ساعتين بين الواحدة والأخرى.يستلقون في غرفة مظلمة ويُطلب منهم أخذ قيلولة.يستخدم اختبار النوم كجزء من هذا الاختبار لتقييم سرعة دخول الأشخاص في النوم.يساعد هذا الاختبار على تحديد الوقت الذي يحتاجه الأشخاص للدخول في النوم، ويُستخدم لمراقبة المراحل المختلفة للنوم في أثناء الغفوات.

يُستخدم اختبار القدرة على البقاء مستيقظًالتحديد مدى قدرة الشخص على البقاء مستيقظًا في أثناء الجلوس في غرفة هادئة.يساعد هذا الاختبار على تحديد مدى شدة النعاس في أثناء النهار، وما إذا كان بوسع الشخص القيام بالأنشطة اليومية المعتادة بأمان (مثل قيادة السيارة).

وقد تُجرى اختبارات لتقييم القلب والرئتين والكبدعند الأشخاص الذين يعانون من فرط النعاس في أثناء النهار إذا كانت الأَعرَاض أو نتائج الفَحص السَّريري تشير إلى أن اضطرابًا آخر هو السبب.

علاج الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار

يعتمد علاج الأرق على سببه وشدته ولكنه يشتمل عادةً على مزيج مما يلي:

  • مُعالجة أيّ اضطراب يزيد من خطر الأرق

  • عادات النوم الجيِّدة

  • العلاج السُّلُوكي المعرفي

  • الأدوية المُساعدة على النوم

إذا كان الأرق ناجمًا عن اضطرابٍ آخر، فينبغي معالجة هذا الاضطراب.وقد تُحسِّنُ مثل هذه المعالجة النوم.على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من الأرق والاكتئاب، فإن معالجة الاكتئاب غالبًا على ما تساعد على تخفيف الأرق.تمتلك بعض الأدوية المُضادَّة للاكتئاب تأثيرات مهدئة تساعد على النوم إذا جرى تناول الأدوية قبل وقت النوم.ولكن، يمكن لهذه الأدوية أيضًا أن تُسبب النعاس في أثناء النهار، وخاصة عند كبار السن.

تُعد عادات النوم الجيدة أمرًا مهمًا مهما كان السبب وغالبًا ما تكون العلاج الوحيد الذي يحتاجه المرضى الذين يعانون من مشاكل خفيفة.

إذا حدث النعاس النهاري والإرهاق عند الشخص، وخاصة إذا أثرا في قيامه بالمهام اليومية، فإن العلاج الإضافي يكون مبررًا تمامًا، ويشمل الاستشارة (العلاج المعرفي السلوكي) وفي بعض الأحيان الأدوية المُساعدة على النوم التي يحتاج صرفها إلى وصفة طبية أو الأدوية المُساعدة على النوم التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية.إذا كان الشخص يفكر في أخذ مُساعدات النوم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فيجب عليه أولاً استشارة طبيبه لأن هذه الأدوية قد تترك آثارًا جانبية كبيرة.

لا يُعدُّ الكحول من الوسائل المُساعدة على النوم، كما إنه قد يتداخل مع النوم.حيث يُؤدِّي إلى نومٍ غير منعش مع الكثير من حوادث الاستيقاظ في أثناء الليل.

عادات النوم

تُركِّز العناية بالنوم على تبني تغييرات سلوكية تساعد على تحسين النوم.وتنطوي هذه التغييرات على الحدّ من مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير، ووضع جدول منتظم للنوم والاستيقاظ، والقيام بأشياء تساعد على الاسترخاء قبل الذهاب إلى الفراش (مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ).يهدف الحدّ من مقدار الوقت الذي يقضيه المريض في السرير إلى المساعدة على التخلص من فترات الاستيقاظ الطويلة في منتصف الليل.

الجدول
الجدول

العلاج السُّلُوكي المعرفي

يمكن للعلاج المعرفي السُّلُوكي، الذي يقوم به معالج نوم مدرَّب، أن يساعد المصابين بالأرق عندما تتأثر نشاطتهم اليومية سلبًا، وعندما لا تكون التغييرات السُّلُوكية الهادفة إلى المساعدة على تحسين النوم (عادات النوم الجيدة) فعالة بمفردها.يُجرى العلاج المعرفي السُّلُوكي عادةً في أربع إلى ثماني جلسات فردية أو جماعية، ولكن يمكن إجراؤه عن بعد عبر الإنترنت أو الهاتف.قد تمتد تأثيرات هذا العلاج لفترةٍ طويلةٍ بعد انتهاء العلاج.

يساعد المعالج الأشخاص على تغيير سلوكهم بهدف تحسين نومهم.في البداية سوف يطلب المعالج من الشخص تسجيل بيانات النوم الخاصة به.في هذه المفكرة، يسجل الشخص جودة ومدة النوم، وكذلك أي سلوك قد يتداخل مع النوم (مثل تناول الطعام أو ممارسة في وقت متأخر من الليل، واستهلاك الكحول أو الكافيين، والشعور بالقلق، أو عدم القدرة على التوقف عن التفكير عند محاولة النوم).

قد يوصي المعالجون بتقليل مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير بحيث يمضي وقتًا أقل في الاستلقاء في السرير ومحاولة النوم دون جدوى.

يمكن للعلاج المعرفي السُّلُوكي أن يساعد الأشخاص على فهم مشكلتهم، والتخلي عن عادات النوم السيئة، والقضاء على الأفكار غير المفيدة، مثل الحاجة إلى القلق حول عدم القدرة على النوم أو مهام وأعمال اليوم التالي.يتضمن هذا العلاج أيضًا تقنيات الاسترخاء، مثل التخيل البصري، وإرخاء العضلات التدريجي، وتمارين التنفُّس.

تناول الأدوية المُساعدة على النوم التي لا يمكن صرفها إلا بموجب وصفة طبية

عندما يتداخل اضطراب النوم مع الأنشطة العادية ويُقلل من جودة الحياة، فقد يكون من المفيد أحيانًا تناول الأدوية المساعدة على النوم التي يستلزم صرفها وصفة طبية (وتسمى أيضًا المنومات أو الحبوب المنومة) لمدة تصل إلى بضعة أسابيع.

نذكر من بين الأدوية المُساعدة على النوم الأكثر شُيُوعًا كلًا من المهدئات ،المهدئات الصغرى، والأدوية المضادة للقلق .

تتطلب معظم مساعدات النوم وصفة طبية لأنها قد تسبب مشاكل للمريض.

  • فقدان الفعالية: حالما يعتاد الشخص على استخدام الحبوب المنومة، فقد تصبح غير فعالة.ويسمى هذا التأثير بالتحمُّل tolerance.

  • أعراض السحب: إذا تناول المريض الحبوب المنومة لأكثر من بضعة أيام، ثم توقف فجأة عن تناولها، فقد يُفاقم ذلك من مشكلة النوم الأساسية (مما يُسبب الأرق الناكس) وقد يزيد من شدة القلق.وبالتالي، ينصح الأطباء بتقليل الجرعة تدريجيًا على مدى عدة أسابيع إلى أن يتوقف المريض بشكل كامل عن تناول الحبوب المنومة.

  • الاعتياد أو إمكانية الإدمان: إذا استخدم الشخص أنوعًا محددة من الحبوب المُساعدة على النوم لأكثر من بضعة أيام، فقد يشعر أنه لا يستطيع النوم بدونها.وإن التوقف عن تناول تلك الحبوب قد يُسبب القلق، أو حدة الطباع، أو التهيج، أو رؤية الكوابيس.

  • احتمال الجرعة الزائدة: إذا تناول المريض الحبوب المنومة (وخاصة الحبوب المنومة من الأجيال القديمة) بجرعات أعلى من الجرعات الموصى بها، فقد تُسبب التشوش الذهني، والهذيان، وتباطؤ التنفس بصورة خطيرة، وضعف النبض القلبي، وتحول الشفاه وأصابع اليدين إلى اللون الأزرق، وربما الموت.

  • الآثار الجانبية الخطيرة: إن معظم الأدوية المُساعدة على النوم، حتى عند أخذها بحدود الجرعات الموصى بها، قد تُشكل خطرًا على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنفُّس، وذلك لأن الأدوية المُساعدة على النوم تميل إلى تثبيط مناطق الدماغ التي تتحكم في التنفُّس.كما يمكن لبعض الأدوية المُساعدة على النوم أن تقلل من تنبه المريض في أثناء النهار، مما يجعل قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الضخمة مهمة خطيرة.وتُشكل الأدوية المساعدة على النوم خطرًا بشكل خاص عندما تؤخذ مع المواد أو الأدوية الأخرى التي يمكن أن تسبب النعاس في أثناء النهار وتُثبط التنفُّس، مثل الكحول، أو المواد الأفيونية (المخدرات)، أو مضادَّات الهيستامين، أو مضادَّات الاكتئاب.يكون الأثر التآزري لتلك الأدوية أكثر خطورة.يمكن في حالات نادرة، وخاصة عند أخذ جرعات من الحبوب المنومة أعلى من الجرعات الموصى بها، أو تناولها بالتزامن مع المشروبات الكحولية، أن تدفع الأشخاص للمشي أو حتى قيادة السيارة في أثناء النوم، وقد تُسبب ردات فعل تحسسية شديدة لديهم.تزيد الأدوية المُساعدة على النوم من خطر السقوط ليلاً.

تُعد البنزوديازيبينات benzodiazepines الأدوية المساعدة على النوم الأكثر شُيُوعًا.تتميز بعض البنزوديازيبينات (مثل الفلورازيبام flurazepam) بطول زمن مفعولها بالمقارنة مع أنواع أخرى (مثل التيمازيبام temazepam و تريازولام triazolam).يحاول الأطباء تجنب وصف البنزوديازيبينات ذات المفعول الطويل لكبار السن.وذلك لأن أجسام كبار السن لا تستطيع استقلاب وطرح تلك الأدوية كما تفعل أجسام الشباب.وبالتالي بالنسبة لهم، فإن أخذ هذه الأدوية قد يزيد من احتمال تعرضهم للنعاس في أثناء النهار، وتلعثم الكلام، والسقوط، و والارتباك بين الحين والأخر.

لا تنتمي الأدوية الأخرى المساعدة على النوم إلى زمرة البنزوديازيبينات، ولكنها تؤثِّر في نفس مناطق الدماغ التي تؤثر فيها البنزوديازيبينات.تكون هذه الأدوية (مثل إزوبيكلون eszopiclone، زاليبلون zaleplon، زولبيديم zolpidem) ذات مفعول أقصر من معظم البنزوديازيبينات، وأقل احتمالًا للتسبب بالنعاس في أثناء النهار.كما يتوفر الزولبيديم Zolpidem بشكل مديد المفعول (تحرر مديد extended-release) وشكل قصير المفعول جدًا (جرعة منخفضة).

يتمتع دواء راملتيون ramelteon، وهو أحد الأدوية الجديدة المُساعدة على النوم، بنفس مزايا الأدوية ذات المفعول الأقصر.وبالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن استخدامه لفترة أطول من البنزوديازيبينات دون أن يفقد فعاليته أو يُسبب أعراض السحب.ولا يُسبب الاعتياد أو الإدمان، ولا يبدو أنه يشكل خطرًا عند تناوله بجرعات زائدة.إلَّا أنَّه لا يكون فعَّالًا عند الكثير من الأشخاص.يُؤثِّر دواء راملتيون في نفس المنطقة من الدماغ التي يؤثر فيها الميلاتونين (هرمون يساعد على النوم)، ولذلك يُطلق عليه اسم ناهض مستقبلات الميلاتونين melatonin receptor agonist.

يمكن استخدام ثلاثة أدوية جديدة نسبيًّا لعلاج الأرق (داريوركسانت، ليمبوركسانت، سوفوريكسانت).وهي تساعد الأشخاص على الدخول في النوم والحفاظ عليه.تعمل هذه الأدوية على حصر (تعطيل) مستقبلات الأوركسين في الدماغ والتي تساهم في التحكم بالنوم.ولذلك، تسمى هذه الأدوية حاصرات مُستقبِلات الأوركسين (ناهضات).وهي تُستَعمل عن طريق الفم مرَّة واحدة في اليوم قبل فترة قصيرة من الذهاب إلى السرير.ولكن هذه الأدوية ليست فعالة بشكل كبير في علاج الأرق.التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا هو النعاس

مساعدات النوم التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية

تحتوي بعض مُساعدات النوم التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية على مضادات الهيستامين (مثل دوكسيلامين وديفينهيدرامين)ولكن، ينبغي عدم استعمال الأدوية الحاوية على مضادات الهيستامين لعلاج الأرق.يمكن لمضادات الهيستامين أن تترك تأثيرات جانبية واضحة، مثل النعاس النهاري أو حدة الطباع، أو صعوبة التبول، أو السقوط، أو التشوش الذهني، وخاصةً عند كبار السن.

والميلاتونين هو هرمون يساعد على تعزيز النوم وينظم دورة الاستيقاظ والنوم.وقد يستخدم في علاج الأرق.قد يكون الميلاتونين فعالًا عندما تنجم مشاكل النوم عن الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في وقت متأخر بشكل مستمر (على سبيل المثال، الذهاب إلى النوم الساعة 3 صباحًا والاستيقاظ في الساعة 10 صباحًا أو في وقت لاحق) - وهو ما يُسمى اضطراب طور النوم المتأخرولكي يكون فعالًا، ينبغي أن يؤخذ الميلاتونين عندما ينتجه الجسم بشكل طبيعي (في بداية المساء في وقت مبكر لمعظم الناس).يُعد استخدام الميلاتونين لعلاج الأرق محط جدل، ولكن نظرًا إلى أن تأثيراته الجانبية قليلة، فهو آمن للاستخدام.تتضمن التأثيرات الجانبية كلًا من الصداع، والدوخة، والغثيان، والنعاس.يمكن للميلاتونين أن يكون فعالًا على المدى القصير (حتى بضعة أسابيع)، ولكن آثار استخدامه على المدى الطويل لا تزال مجهولة.ومن جهةٍ أخرى، فإن منتجات الميلاتونين لا تخضع لتنظيم رقابي، وبالتالي فإن نقاء ومحتوى المنتج قد لا يكون مضمونًا.يجب على الطبيب الإشراف على استخدام الميلاتونين.

تحتوي الماريجوانا (القنب) على العديد من المواد الكيميائية مثل:

  • الكانابيديول (CBD)، الذي يسبب النعاس ولكن لا يسبب النشوة

  • تتراهيدروكانابينول (THC)، الذي يسبب النشوة، ويقلل من الألم والغثيان، ويؤثر في مراحل النوم

  • الكانابينول (CBN)، الذي يُسبب النعاس، ويُقلل الألم، ويزيد من الشهية

درونابينول، وهو نسخة تصنيعية يُستخدم لعلاج الغثيان والتقيؤ المرافق للعلاج الكيميائي للسرطان ويُستخدم لتعزيز الشهية لدى مرضى الإيدز.

تتوفر العديد من الأعشاب الطبية والمكملات الغذائية، مثل الاسقوتلارية skullcap والناردين valerian في مخازن الأغذية الصحية، ولكن تأثيرها على النوم وآثارها الجانبية لا تزال غير مفهومة جيدًا بعد.

مضادَّات الاكتئاب

يمكن لبعض مضادَّات الاكتئاب (مثل باروكستين، ترازودون ، تريميبرامين) أن تحد من الأرق وتمنع الاستيقاظ في الصباح الباكر عندما تعطى بجرعات أقل من تلك المستخدمة في علاج الاكتئاب.يمكن استخدام هذه الأدوية في الحالات النادرة عندما لا يتمكن الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب من تحمل الأدوية المُساعدة على النوم الأخرى.ولكن، والآثار الجانبية لتلك الأدوية، مثل النعاس في أثناء النهار، قد تكون مشكلة، وخاصة عند كبار السن.

يمكن استخدام دوكسيبين، الذي يُوصف كمضادَّ اكتئاب عندما يُعطى بجرعات عالية، وسيلة مساعدة فعالة للنوم عند إعطائه بجرعات منخفضة جدًا.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار

بما أن أنماط النوم تتدهور مع تقدم الإنسان في العمر، فإن كبار السن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأرق بالمقارنة مع الشباب.مع تقدم الشخص في العمر، فإنه يميل إلى النوم بشكل أقل، والاستيقاظ لعدد مرات أكبر في أثناء الليل، والشعور بالنعاس في أثناء النهار وأخذ قيلولات.تصبح فترات النوم العميق الأكثر انتعاشًا أقصر وتختفي في النهاية.عادة، لا تكفي هذه التغييرات وحدها للإشارة إلى وجود اضطراب في النوم عند المسن.

يمكن للمسنين الذين يعانون من تقطع في النوم الاستفادة مما يلي:

  • أوقات النوم العادية

  • التعرض لضوء النهار عدة مرات في اليوم

  • ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة

  • النوم لساعات أقل في أثناء النهار (لأن القيلولة قد تزيد من صعوبة النوم الهانئ ليلاً)

العديد من كبار السن مع الأرق لا يحتاجون إلى أخذ الأدوية المساعدة على النوم.ولكن في حال الحاجة لذلك، فينبغي أن نضع في اعتبارنا أن هذه الأدوية قد تُسبب لهم المشاكل.على سبيل المثال، يمكن أن تُسبب الأدوية المساعدة على النوم التَّخليط الذهنِي، وتحد من من التنبه في أثناء النهار، مما يجعل قيادة السيارة أمرًا خطيرًا.وبالتالي، فالحذر مطلوب دائمًا.

النقاط الرئيسية

  • تُسبب عادات النوم السيئة، والشدة النفسية، والظروف التي تُفسد الساعة الداخلية للجسم ودورة النوم والاستيقاظ (مثل العمل بنظام الورديات) العديد من حالات الأرق وفرط النعاس في أثناء النهار.

  • ولكن السبب في بعض الأحيان قد يكون حالة مرضية، مثل انقطاع التنفُّس الانسدادي في أثناء النوم، أو مرض نفسي.

  • يُنصح بإجراء اختبار دراسة النوم في مختبر النوم أو في المنزل عندما يشتبه الأطباء بأن السبب هو انقطاع التنفُّس الانسدادي في أثناء النوم أو اضطراب نوم آخر، أو عندما يكون التَّشخيص غير مؤكد، أو عندما لا تُجدي التدابير العامة نفعًا في تحسين نوم المريض.

  • إذا كان الأرق خفيفًا، فيمكن لتغييرات السلوك (عادات النوم الجيدة)، مثل اتباع جدول نوم منتظم، أن تكون كافية.

  • إذا كانت التغيُّرات في السُّلُوك غير فعَّالة، يكون العلاج المعرفي السُّلُوكي هو الخطوة التالية عادةً، ويمكن عند الضرورة التفكير في استعمال مُساعدات النوم على المدى القصير (حتى بضعة أسابيع).

  • يمكن للحبوب المساعدة على النوم أن تُسبب بعض المشاكل عند كبار السن، وقد تزيد من خطر السقوط على الأرض.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID