بالنسبة إلى الجنين، تتخلق الخصيتان في داخل البطن؛وبعد تخلقهما، ولكن قبل الولادة عادةً (في الثلث الأخير من الحمل)، تنزلان من خلال نفق من البطن إلى الأُربِيَّة (النَّفَقُ الأُربِيّ) ومن ثم إلى الأسفل إلى كيس الصفن؛
وبعد نزولهما، تنغلق الفتحة في جدار البطن عادةً.إذا لم يغلق النفق بالكامل، قد يحدث الفتق الأربي inguinal hernia،ونادرًا ما يُسبب الفتق الأربي أعراضًا، ولكن يستطيع الأطباء التعرف إليه عن طريق الجس غالبًا.
وفي بعض الأحيان، يتراكم السَّائِل من البطن حول الخُصيَتين ويعلَق في كيس الصفن بعد إغلاق النفق،ويشكل هذا السائل العالق كتلةً طريةً تُسمَّى القَيلَة hydrocele، وهي تزول في العام الأول من الحياة عادةً.(انظر أيضًا تورُّم الصَّفن).
الخُصيَتان غير النازلتين
تحدث الخصية غير النازلة عند نحو 3 من كل 100 ألف ولَدٍ وُلِدوا بعد تمام الحمل (9 أشهُر)؛ولكن، يحدث هذا العيب عند نحو 30 من كل 100 ولد وُلِدوا خُدَّجًا.كما يكون الأولادُ الذين كان لدى أفراد عائلاتهم خصية غير نازلة أكثر ميلاً لأن تحدث هذه الحالة لديهم أيضًا.لا تتمكن خصية واحدة من النزول عادةً، ولكن تُصاب الخصيتان معًا عند نحو 10% من الأطفال.
تكون الخصية غير النازلة في القناة الأربية (عند المنطقة أعلى الفخذ) عادةً، ولكن في بعض الأحيان تكون داخل البطن.بالنسبة إلى نحو ثلثي حالات الخصية غير النازلة، تنزل الخصية من تلقاء ذاتها عندما يبلغ عمر الرضيع الذي وُلِد بعد تمام الحمل 4 أشهر، أو بالنسبة إلى الخُدَّج، في عمر 4 أشهر من بعد موعد ولادتهم في حال لم يُولَدوا خدَّجًا.تكون الخصيتان اللتان تبقيان في البطن عند الولادة أقل ميلاً بكثير لأن تنزلا من تلقاء ذاتهما.
الخُصيَة غَير النازِلَة Undescended Testis
نادرًا ما تسبب الخُصيَتان غير النازلتين أعراضًا؛ولكن يمكنهما أن تُضعفا إنتاج النطاف في وقت لاحق من الحياة، وتزيدا من خطر الإصابة بسرطان الخصية.يمكن أن تُصبِح الخصيتان النازلتان في البطن ملتويتين (التواء الخصية)، ممَّا يُسبب ألمًا شديدًا.يكون عندَ معظم حديثي الولادة الذين لديهم خصى غير نازلة فتق أربي أيضًا.
© Springer Science+Business Media
يقوم الأطباء بفحص سريري لكيس الصفن للكشف عن الخصيتين عند الولادة وفي كل زيارة سنوية من الزيارات التفقدية للطفل السليم.إذا لم يتمكنوا من تحسس واحدةٍ من الخصيتين أو كليهما، فسوف يتأكدون ما إذا كانت الخصيتان قد تراجعتا ببساطة إلى القناة الأربية (انظر الخصيتان المنكمشتان).إذا لم يتمكن الأطباء من تحسس كِلا الخصيتين عند حديثي الولادة، فسوف يقومون بإجراء اختبارات دموية واختبارات أخرى لتحديد ما إذا كان لدى الطفل اضطراب يؤثر في النمو الطبيعي للأعضاء التناسلية.يُشخَّص مُعظمُ الأولاد بالخصى غير نازلة في مرحلة الرضاعة، ولكن قد يجري تشخيص بعضهم في مرحلة لاحقة من الطفولة بعد طفرة النمو عادةً.إذا لم تكن الخصيتان في كيس الصفن، ينبغي فحص الأطفال من قبل اختصاصي الجهاز البولي (طبيب اختصاصي في السبيل البولي والجهاز التناسلي الذكري).ويستخدم الأطباء في حالات نادرةٍ التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
إذا لم تنزل الخصية بعمر حوالى 6 أشهر عند الأطفال الذين أكملوا مدة الحمل الطبيعية وبعمر سنة واحدة عند الأطفال المولودين باكرًا، تكون هناك حاجة إلى الجراحة.واستنادًا إلى موضع الخصية، قد يجري إنزالها إلى كيس الصفن عن طريق إجراء جراحيّ من خلال شق مفتوح أو عن طريق تنظير البطن (حيث يقوم الطبيب بمُعاينة التجويف البطني باستخدام منظار داخلي).إذا كان الرضيع يعاني من فتق أربي، فينبغي إصلاحه أيضًا.
نظرًا إلى أنَّ الأطفال الذين لديهم خصية غير نازلة يُواجهون زيادةً في خطر الإصابة بسرطان الخصية، ينبغي على جميع الذكور أن يفحصوا خصيتيهم كل شهر للتحري عن كتل بعد البلوغ.
الخصيتان المنكمشتان
الخصية المنكمشة (الخصية مفرطة الحركة) هي خصية نازلة تتحرك بسهولة للخلف والأمام بين كيس الصفن والقناة الأربية.وترجع الخصية كاستجابة انعكاسية للَّمس أو درجة الحرارة أو الخوف أو الضحك.وتُعدُّ مثل هذه الاستجابة شائعة، خُصوصًا عند الرضع والأطفال.لا تؤدي الخصية المنكمشة إلى السرطان أو مضاعفات أخرى.
يقوم الأطباء بفحص الخصية في أثناء زيارات الطفل السليم، للتأكد من أنها في موضع صحيح في كيس الصفن مع نمو الطفل.تتوقف الخصية القافزة عن التراجع إلى الأربية عند سنّ البلوغ عادةً، وذلك لأن حجمها يُصبح أكبر،
لا تحتاج الخصيتان المنكمشتان إلى الجراحة أو مُعالَجةٍ أخرى.
