لمحة عامة عن حالات العدوى الفيروسيَّة

حسبLaura D Kramer, PhD, Wadsworth Center, New York State Department of Health
تمت مراجعته شعبان 1444

يتكوّن الفيروس من حمض نووي، DNA أو RNA، مُحاط بطبقة من البروتين.وهو يحتاج إلى خلية حيَّة لكي يتكاثر فيها.يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية إلى طيف من الأعراض، بدءًا من غياب الأعراض (أو أعراض غير واضحة) إلى المرض الشديد.

  • قد يلتقط الأشخاص العدوى بالفیروسات عن طریق بلعها أو استنشاقھا، أو من خلال التعرّض للدغات الحشرات، أو عن طریق الاتصال الجنسي، أو ولاديًا (تُمرر من الأم الحامل إلى الجنين).

  • تشتمل حالاتُ العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا على الأنف والحلق والجزء العلوي من المسالك التَّنفُّسيَّة، أو على أجهزة أخرى كالجهاز العصبي والهضمي والتناسلي.

  • يمكن أن يعتمد الأطباءُ عندَ وضع التَّشخيص على الأَعرَاض أو الاختبارات الدَّمويَّة أو الزرع أو فحص الأنسجة المصابة بالعدوى.

  • قد تتداخل الأدوية المُضادَّة للفيروسات في تكاثر الفيروسات أو تعزيز الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسيَّة.

الفيروسُ هو كائنٌ حيٌّ صغيرٌ مُعدٍ - أصغر بكثير من الفطريات أو الجراثيم - يجب أن يغزو خلية حيَّة للتكاثر (الاستنساخ).يلتصق الفيروسُ بخلية (تسمّى الخلية المضيفة)، ويدخلها ويُحرِّر حمضه الرِّيبِيّ النَّوَوِي المَنزُوع الأكسِجين DNA أو حمضه النَّوَوِيِّ الرِّيبِي RNA داخلها.الحَمضُ الرِّيبِيُّ النَّوَوِي المَنزُوع الأكسِجين DNA أو الحَمضُ النَّوَوِيِّ الرِّيبِي RNA للفيروس هو المادةُ الوراثيَّة التي تحتوي على المعلومات الضروريَّة لنسخ الفيروس.تتحكَّم المادةُ الجينية للفيروس في الخلية المضيفة، وتجبرها على نسخ الفيروس.وتموت الخلية المصابة بالعدوى عادةً، لأن الفيروسَ يُعيقها عن أداء وظائفها الطبيعية.وعندما تتموت الخلية المضيفة المصابة بالعدوى، فإنها تحرر فيروسات جديدة، تستمرُّ في إصابة خلايا أخرى بالعدوى.

تصنَّف الفيروساتُ على أنها فيروساتُ الحَمض الرِّيبِيّ النَّوَوِي المَنزُوع الأكسِجين DNA أو فيروسات الحَمض النَّوَوِيِّ الرِّيبِي RNA، وذلك اعتمادًا على ما إذا كانت تستخدم أحد الحَمضين للتكاثر.تتضمن فيروسات الحمض النووي DNA فيروسات الهربس.تشتمل فيروسات RNA على فيروس سارس-كوف-2، الذي يُسبب كوفيد-19.كما تشتمل فيروساتُ RNA أيضًا على الفيروسات القَهقَرِيَّة، مثل فيروس HIV (فيروس العَوَز المَناعي البَشَري).تكون فيروسات الحَمض النَّووي RNA، ولاسيَّما الفيروسات القهقرِيَّة، عُرضةً للتطفر، ممَّا يعني أنَّ مجموعة التعليمات الوراثيَّة التي تحتوي على جميع المعلومات التي يحتاجها الفيروس لكي يعمل يمكن أن تتغير مع انتشار الفيروس.

لا تقتل بعضُ الفيروسات الخلايا التي تصيبها بالعدوى، بل تُغيِّر من وظائفها الخلوية.تفقد الخليةُ المصابة بالعدوى السيطرةَ على الانقسام الخلوي الطبيعي في بعض الأحيان، وتصبح سرطانية.

يمكن لبعض الفيروسات، مثل فيروس التهاب الكبد B أو التهاب الكبد C، أن تسبّب عدوى مزمنة.ويُمكن أن يستمرّ التهابُ الكبد المزمن لِسَنواتٍ، وحتّى عقود؛حيث يكون خفيفًا جدًّا عند كثيرٍ من الأشخاص، ولا يُسبِّبُ ضررًا كبيرًا في الكبد؛إلَّا أنَّه يؤدي عندَ بعض الأشخاص إلى تشمُّع الكبد في نهاية المطاف (تندُّب شديد في الكبد) وفشل كبدي، وسرطان الكبد في بعض الأحيان.

هل تعلم...

  • يُسيطرُ الفيروسُ على الخلية التي يصيبها بالعدوى، ويدفعها لإنتاج المزيد من الفيروسات.

تصيبُ الفيروساتُ نوعًا معيَّنًا من الخلايا عادةً؛فعلى سبيل المثال، يقتصر استهدافُ فيروسات الزُّكام بالعدوى على خلايا السبيل التنفُّسي العلوي.بالإضافة إلى ذلك، لا تصيب معظمُ الفيروسات بالعدوى سوى عددٍ قليل من أنواع النباتات أو الحيوانات.تقتصر إصابةُ بعضها على الإنسان فقط.

من الشَّائع أن تُصيبَ الكثير من الفيروسات الرُّضَّع والأطفال بالعدوى.

أنماط حالات العدوى الفيروسية

غالبًا ما تكون حالات العدوى التنفُّسيَّة العليا (حالات عدوى الأنف والحلق والمَسالِك الهَوائيَّة العليا والرئتين) العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا.

تُعدُّ حالاتُ عدوى السبيل التنفسي العلوي أكثرَ حالات العدوى التنفُّسيَّة شيوعًا، بما في ذلك التهاب الحلق والتهاب الجيوب والزُّكام.وتنطوي حالاتُ العدوى التنفُّسيَّة الفيروسيَّة الأخرى على الأنفلونزا والالتهاب الرئوي وفيروسات كورونا، بما في ذلك سارس-كوف-2 (الفيروس المسبب لعدوى كوفيد-19).

وعندَ الأطفال الصغار، تُسبّب الفيروساتُ الإصابة بالخانوق croup عادةً (وهو التهاب في المسالك الهوائية العلوية والسفلية، يُسمّى اِلتِهاب الحَنجَرَةِ والرُّغامَى والقَصَبات laryngotracheobronchitis) أو في المسالك الهوائية السفلية (التهاب القُصيبات).

من المُرجَّح أن تُسبِّبَ حالاتُ العدوى التنفسية ظهورَ أعراضٍ شديدة عند الرَُّضَّع وكبار السنِّ والأشخاص المصابين باضطراب في الرئة أو القلب.تنتشر فيروسات الجهاز التنفُّسي عادةً من شخصٍ إلى آخر عن طريق التماس مع قطيرات الجهاز التنفُّسي الحاملة للعدوى.

تُصيبُ فيروساتٌ أخرى أجزاءً نوعية أخرى من الجسم بالعدوى:

تُصيبُ بعض الفيروسات الكثيرَ من أجهزة الجسم عادةً.وتشمل هذه الفيروساتُ على الفيروسات المعوية (مثل الفَيروسَةُ الكُوكساكِيَّة coxsackieviruses والفَيروسَة الإيكُوِيَّة echoviruses) والفيروسات المُضخِّمة للخلايا cytomegaloviruses.

انتشارُ الفيروسات

تنتشر الفيروساتُ أو تنتقل بطرائقٍ مختلفة.قد يَكون ذلك كما يلي:

  • الابتلاع

  • الاستنشاق

  • الانتشار من خلال لدغات الحشرات، مثل البعوض أو بعض أنواع الذباب أو القُراد.

  • ينتشر عن طريق الجنس (في العدوى المنقولة بالجنس)

  • الانتشار بنقل الدَّم المُلوَّث

  • الانتشار خلقيًا في أثناء الحمل

تتطور فيروسات بشرية جديدة في بعض الأحيان عن الفيروسات التي تصيب الحيوانات عادة (مثل سارس-كوف و سارس -كوف-2).ويحدث ذلك عندما مخالطة الحيوانات المضيفة بشكل وثيق مع البشر المعرضين للإصابة؛

فالكثير من الفيروسات، التي كان وجودها مقتصرًا على أجزاء قليلة من العالم، تنتشر حاليًّا.تشتمل هذه الفيروساتُ على فيروس شِيكُونغُونيا chikungunya، وفيروس حمى القرم والكونغو النزفية Crimean-Congo hemorrhagic fever virus وفيروس التهاب الدماغ الياباني Japanese encephalitis virus وفيروس حمى الوادي المتصدّع Rift Valley Fever virus وفيروس غرب النيل West Nile virus وفيروس نهر روس Ross River virus، وفيروس زيكا وفيروسُ الدَّاء القَفزِيّ louping ill virus.تنتشر هذه الفيروساتُ لأن تغّيُرات المناخ من جهة قد أدّت إلى زيادة المناطق التي يمكن للبعوض أو القراد الذي ينقل عدوى الفيروسات أن يعيشَ فيها؛كما قد يُصابُ المسافرون بالعدوى من جهة أخرى، ثمّ يعودون إلى وطنهم حيث يلدغهم البعوضُ الذي ينشر الفيروسَ إلى أشخاصٍ آخرين.

الوقايَة من الفيروسات

يوجد في الجسم عددٌ من وسائل الوقاية من الفيروسات:

  • الحواجز الفيزيائية، مثل الجلد، التي تثبط سهولة الدخول

  • الدفاعات المناعية للجسم، التي تهاجم الفيروس

عندما يدخل الفيروسُ الجسم، فإنَّه يُحفِّز دفاعات الجسم المناعية.تبدأ هذه الدفاعاتُ بكُرَيَّات الدَّم البيض، مثل الخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) والوحيدات، التي تتعلم مهاجمة وتخريب الفيروس أو الخلايا التي أُصيبت بالعدوى .إذا نجا الجسمُ من هجوم الفيروس، فإن بعضَ خلايا الدم البيض تتذكّر العامل الغازي، وتكون قادرةً على القيام بردَّة فعلٍ سريعة وفعَّالة بشكلٍ أكبر للعدوى اللاحقة بالفيروس نفسه.وتسمّى ردَّة الفعل هذه بالمناعة immunity.كما يمكن الحصولُ على المناعة من خلال استعمال اللقاح.

الفيروساتُ والسرطان

تُغيِّرُ بعضُ الفيروسات الحَمضَ الرِّيبِيّ النَّوَوِي المَنزُوع الأكسِجين DNA للخلايا المضيفة لها بطريقة تساعد على حدوث السرطان.تترك بعضُ الفيروسات، مثل الفَيرُوسَات الهِربِسِيَّة وفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، موادها الجينيَّة في الخلية المضيفة، حيث تبقى المواد هاجعةً لمدةٍ طويلة (تسمَّى العَدوَى الهاجعة)،يمكن أن يبدأ الفيروسُ بالتكاثر مرّة أخرى، ويُسبِّبَ المرضُ عند حدوث اضطرابٍ في الخلية.

ويوجد عددٌ قليل من الفيروسات التي يُعرَفُ عنها أنها تُسبِّبُ السرطان، ولكن قد يوجد غيرها.

تشخيص العدوى الفيروسيَّة

  • تقييم الطبيب

  • بالنسبة لحالات العدوى التي تحدث في الأوبئة، وجود حالات أخرى مماثلة

  • بالنسبة لبعض حالات العدوى، تُجرى الاختباراتُ الدَّمويَّة والزرع

يمكن تشخيصُ حالات العدوى الفيروسية الشائعة (مثل الحصبة أو الحصبة الألمانيَّة أو جدري الماء) بناءً على الأَعرَاض.

وبالنسبة لحالات العدوى التي تحدث في الأوبئة (مثل الأنفلونزا)، فإن وجودَ حالات أخرى مماثلة قد يساعد الأطباء على تحديد عدوى معينة.يُعد التَّشخيصُ المختبري مهمًا للتمييز بين الفيروسات المختلفة التي تسبب أعراضًا مشابهة، مثل: كوفيد -19 (SARS-CoV2) والأنفلونزا.

أمّا بالنسبة لحالات العدوى الأخرى، فيمكن إجراء الاختبارات الدَّمويَّة والزرع (زرع الكائنات الحية الدقيقة في المختبر من عيِّنات الدَّم أو سوائل الجسم، أو غيرها من المواد المأخوذة من المنطقة المصابة بالعدوى).يمكن استخدامُ تقنيات التفاعلَ التسلسلي للبوليميراز (PCR) لنسخ كمية كبيرة من المادة الوراثية الفيروسية.تُسهل تقنياتُ تفاعل البوليميراز المتسلسل التسلسلي (PCR) على الأطباء تحديد الفيروس بسرعة ودقّة.قد يُجرى اختبارٌ دموي للتَّحرِّي عن أضداد للفيروسات أو عن المستضدات (بروتينات موجودة على الفيروسات أو ضمنها تقوم بتحفيز دفاعات الجسم).كما قد تُجرى اختباراتٌ دموية لتحرّي وجود أجسام مضادة للفيروسات.(الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد أيِّ هجومتُجرى الاختبارات عادةً بسرعة - خاصةً عندما تُشكِّل العدوى تهديدًا خطيرًا للصحّة العامة أو عندما تكون الأعراضُ شديدة.

ويجري في بعض الأحيان فحصُ عيِّنة من الدّم أو الأنسجة الأخرى باستخدام المجهر الإلكتروني، الذي يوفر تكبيرًا شديدًا وبدقَّةٍ واضحة.

علاج حالات العدوى الفيروسية

  • معالجة الأَعرَاض

  • استخدام الأدوية المُضادَّة للفيروسات في بعض الأحيان

معالجةُ الأَعرَاض

لا توجد مُعالجَاتٌ نوعيَّة للكثير من الفيروسات.ولكن، يمكن للكثير من الأشياء أن تساعدَ على تخفيف بعض الأعراض، مثل ما يلي:

  • التَّجفاف: تناول الكثير من السوائل، التي تُعطى عن طريق الوريد في بعض الأحيان

  • الإسهال: دواء مضاد للإسهال في بعض الأحيان، مثل لوبيراميد

  • الحمّى والأوجاع: أسيتامينوفين Acetaminophen أو مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة

  • الغثيان والقيء: اتّباع نظام غذائي سائل، وفي بعض الأحيان استعمال دواء مضاد للقيء (مضاد للغَثَيان)، مثل أوندانسيترون

  • الطفح الجلدي: تطبيق كريمات مُهدِّئة أو مرطبة، ومضادَّات الهيستامين لتدبير الحِكَّة أحيَانًا

  • سيلان الأنف: مضادَّات احتقان الأنف في بعض الأحيان، مثل فينيل إيفرين phenylephrine أو فينيل بروبانولامين phenylpropanolamine

  • التهاب الحلق: في بعض الأحيان، أقراص المص لتخدير الحلق، وهي تحتوي على بنزوكايين benzocaine أو ديكلونين dyclonine

لا يحتاج جميعُ الأشخاص الذين تحدث عندهم هذه الأعراض إلى معالجة.وإذا كانت الأعراضُ خفيفة، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتّى تزولَ من تلقاء نفسها.قد تكون بعضُ المُعالجَات غيرَ مناسبة للرُّضَّع والأطفال الصغار.

الأدويةُ المُضادَّة للفيروسات

تُسمَّى الأدوية التي تقاوم حالات العدوى الفيروسية الأدويةَ المُضادَّة للفيروسات.لا تتوفر مضادات فيروسية فعالة لعلاج العديد من حالات العدوى الفيروسية.ولكن، يوجد عدد من الأدوية لمعالجة عدوى الأنفلونزا وتدبير عدوى فيروس هربسي أو أكثر (انظر الجدول بعضُ الأدوية المُضادَّة للفيروسات المُستَعملة في معالجة حالات عدوى فيروسات الهربس)، والكثير من الأدوية المُضادَّة للفيروسات لمعالجة عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، والتهاب الكبد C، والتهاب الكبد B، وكوفيد-19، الذي ينجم عن فيروس سارس-كوف-2.

تؤثِّر الكثير من الأدوية المُضادَّة للفيروسات من خلال إعاقة تَنَسُّخ الفيروسات؛وتعمل معظمُ الأدوية المستخدمة لعلاج عدوى فيروس العوز المناعي البشري (HIV) بهذه الطريقة.ونظرًا لصِغَر حجم الفيروسات وتتَنَسُّخها داخل الخلايا باستخدام وظائف الاستقلاب الخاصة بالخلايا، فإنَّه لا يوجد سوى عدد محدود من الوظائف الاستقلابيَّة التي يمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تستهدفها.وخلافًا لذلك، تُعدُّ الجراثيمُ كائنات حيَّة كبيرة نسبيًّاً، تتكاثر من تلقاء نفسها خارج الخلايا عادةً، ولديها الكثير من الوظائف الاستقلابيَّة التي يمكن للأدوية المضادَّة للجراثيم أن تستهدفها (المضادات الحيويَّة).لذلك، يَصعُبُ تطويرُ الأدوية المُضادَّة للفيروسات مقارنةً بإمكانيَّة تطوير الأدوية المُضادَّة للجراثيم.كما أنَّه، وخلافًا للمضادات الحيويَّة التي تكون فعَّالة ضد الكثير من أنواع الجراثيم المختلفة عادةً، فإنَّ معظم الأدوية المضادة للفيروسات تكون فعَّالة ضد فيروس واحد فقط (أو عدد قليل جدً منها) عادةً.

كما يمكن أن تكونَ الأدوية المُضادَّة للفيروسات سامَّةً للخلايا البشريّة.وقد تُصبِح الفيروساتُ مُقاومةً للأدويَة المُضادَّة لها أيضًا.

يمكن استعمالُ معظم الأدوية المُضادَّة للفيروسات عن طريق الفم.كما يمكن استعمالُ بعضها عن طريق الحقن في الوريد أو في العضل.ويجري تطبيق بعضها كمراهم أو كريمات أو قطرات عينيَّة أو يجري استنشاقها كمسحوق.

يكون استعمالُ المضادَّات الحيوية غيرَ فعَّالٍ في معالجة حالات العدوى الفيروسية؛ ولكن إذا كان الشخص مُصابًا بعدوى جرثوميَّة بالإضافة إلى العدوى الفيروسية، فغالبًا ما يكون من الضروري استخدامُ المضادَّات الحيويَّة.

أدوية الإنترفيرون هي نسخ مُطابقة للمواد الطبيعية التي تُبطئ أو تُوقف التكاثر الفيروسي.يَجرِي استخدامُ هذه الأدوية لمُعالَجة حالات العدوى الفيروسية، مثل

قد يكون للإنترفيرونات تأثيرات جانبية، مثل الحمّى والقشعريرة والضعف وألم العضلات.تبدأ هذه التأثيراتُ عادةً بعدَ 7-12 ساعة من الحقن الأول، وتستمر حتى 12 ساعة.

تستعمل الأجسام المُضادَّة من دم الشخص الذي تعافى من العدوى الفيروسية (مصل الناقهين convalescent serum) والأضداد التي تُصنّع في المختبر من الخلايا الحية التي خضعت للتعديل لإنتاج الأجسام المضادة المطلوبة (أضداد وحيدة النسيلة) بهدف علاج بعض أنواع العدوى الفيروسية بما في ذلك (على سبيل المثال، عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وداء الكَلب)

الوقاية من العدوى الفيروسيَّة

قد تشتمل الوقاية من عدوى الفيروسات على

يُمكّن التمنيعُ الجسمَ من الدفاع عن نفسه بشكل أفضل ضد الأمراض التي تسببها بعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات.تُسمَّى عملية تقوية دفاعات الجسم التمنيع.

التدابير العامة

يمكن للأشخاص المساعدة على الوقاية من العديد من حالات العدوى الفيروسية من خلال اتخاذ تدابير روتينية لحماية أنفسهم والآخرين (تدابير الوقاية الشخصية).تختلف هذه التدابيرُ باختلاف طريقة انتشار الفيروس.وتنطوِي التَّدابيرُ على التالي:

  • غسل اليدين بالصابون بشكل متكرّر وشامل

  • تناول المواد الغذائية والسوائل التي جرى تحضيرها أو معالجتها بشكل مناسب فقط

  • تجنُّب مخالطة الأشخاص المصابين وملامسة السطوح الملوَّثة

  • العطاس والسعال في مناديل (ينبغي التخلص منها) أو في الذراع، بحيث يغطي الفم والأنف بشكل كامل

  • استخدام ممارسات الجنس الآمن

  • الوقاية من لدغات القراد والبعوض والمفصليات الأخرى

  • ارتداء قناع وجهي

  • التباعد الجسدي عند الضرورة (على سبيل المثال، للوقاية من كوفيد-19)

اللقاحات

تعمل اللقاحات من خلال تحفيز آليات الدفاع الطبيعي في الجسم (يُسمَّى ذلك التمنيع الفعّال).تُعْطَى اللقاحات قبل التَّعرُّض للفيروس للوقاية من العدوى.

وتشتمل اللقاحات الفيروسية الشائعة الاستعمال على ما يلي:

تتوفر لقاحات الفيروس الغدي، والجدري، وجدري القردة ولكن يقتصر استخدامُها على الأشخاص الذين يُواجهون خطرًا مرتفعًا للإصابة بالعدوى، مثل بعض العسكريين.

يمكن التخلص من الأمراضُ الفيروسية باللقاحات الفعالة.فالجدري أمكنَ القضاء عليه سنة 1978.أدت حملات التطعيم المكثفة إلى القضاء على شلل الأطفال بشكل كامل تقريبًا حول العالم، إلَّا أنَّه لا تزال تحدثُ حالاتٌ في مناطقٍ لم يكتمل فيها التطعيم، مثل جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وجنوب آسيا.كما جرى القضاء على الحصبة تقريبًا في بعض أجزاء العالم، مثل الأمريكيّتين.ولكن، بما أنَّ الحصبة مُعدية بشكلٍ كبير، ولأن تغطية التطعيم غير مكتملة حتى في المناطق التي تُعدُّ خالية منها، فمن غير المحتمل أن يتحقّق القضاء عليها بشكلٍ كاملٍ قريبًا.

الغلُوبُوليناتُ المناعية

هي محلولٌ معقمٌ للأضداد (يطلق عليها immunoglobulins أيضًا) يُجمَع من دم مجموعة من الأشخاص.تُعطى الغلوبولينات المناعية للشخص مباشرة (يسمّى ذلك التمنيع اللافاعل passive immunization).

يمكن جمعُ الغلوبولينات المناعية من الدم عن طريق:

  • الأشخاص الذين يتمتعون بصحّة جيدة بشكلٍ عام (تُسمَّى هذه الغلوبولينات المناعية الغلوبولين المناعي البشري المجمَّع)

  • الأشخاص الذين لديهم العديد من الأجسام المُضادَّة التي تكافح كائنًا حيًا مُعْديًا، ويرجع ذلك غالبًا إلى أنهم أُصيبوا بهذا الكائن الحي (تُسمَّى هذه الغلوبولينات المناعية الغلُوبُولين المفرط المناعة)

يتوفر الغلوبولين المفرط المناعة لحالات قليلة فقط من الأمراض المعدية، مثل التهاب الكبد البائي، وداء الكلب والكزاز وجدري الماء "الحُماق".وهي تُعطى عادةً بعد تعرُّض الأشخاص إلى كائنٍ حي، ولكن قبل أن يُصابوا بالمرض؛فعلى سبيل المثال، يُعطَى الأشخاص الذين تعرَّضوا إلى العضّ من قبل حيوانٍ قد يكون مصابًا بداء الكلب الغلوبولين المفرط المناعة لداء الكلب على الفور.

وفي بعض الأحيان، يَجرِي إعطاء الغلوبُولينات المناعيَّة عن طريق الحقن في العضل أو الوريد.تستمر المناعة بالغلوبُولينات المناعيَّة لأيام أو أسابيع قليلة فقط، إلى أن يتخلص الجسمُ من الأجسام المُضادَّة المحقونة.

كما يجري استعمالُ بعض الغلوبُولينات المناعيَّة وبعض اللقاحات معًا أحيانًا، كتلك الخاصة بداء الكلب والتهاب الكبد (ب)، وذلك بعدَ التعرض للفيروس، للمساعدة على الوقاية من العدوى أو خفض شدّتها.

كما قد تساعد الغلُوبُوليناتُ المناعيَّة على مُعالَجَة بعض حالات العدوى؛فعلى سبيل المثال، يمكن إعطاؤها للأشخاص الذين لا يستجيب جهازهم المناعي بشكل مناسب للعدوى (انظر استبدال الأجزاء المفقودة من الجهاز المناعي).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID