لِمفومَة لاهودجكين

على الرغم من أنَّ سببَ معظم لِمفومَات لاهُودجكِين غيرُ معروف، تدعم الأدلَّةُ بقوَّة دورَ الفيروسات في بعض الأنواع الأقلّ شيوعًا.وهناك نوعٌ نادر من لِمفومَة لاهُودجكين المُتفاقمة بسُرعَة، والذي يحدث في جنوبي اليابان ومنطقة البحر الكاريبي، قد ينجم عن العدوى بالفَيروس المُنَمِّي للِّمفاوِيَّاتِ التَّائِيَّةِ البَشَرِيَّة1 ، وهو فيروسٌ قَهقَري مماثل لفيروس العَوَز المَناعي البَشَري (الإيدز).يرتبط فيروسُ إيبشتاين بار مع لِمفومَة بوركيت ، وهي نوعٌ آخر من لِمفومَة لاهُودجكين.تتضمن الأَسبَابُ الفيروسية الأخرى المشتبه على فيروس التهاب الكبد C، وساركومة كابوزي، وفيروس الهربسكما يواجه المصابون بفيروس العوز المناعي البشري HIV خطرًا أعلى للإصابة ببعض أنواع لمفومات لاهودجكين.كما تزيد البكتيريا مثل الملوية البوابية Helicobacter pylori من خطر اللمفومة أيضًا، وخصوصًا في المعدة.

تتضمن الفئات الأخرى من الأشخاص الذين يواجهون خطر الإصابة بلمفومة لاهودجكين المصابين بما يلي

• متلازمات العوز المناعي الموروثة مثل رنح توسع الشعيرات، ومُتلازمة كلاينفيلتر، ومُتلازمة تشيدياك هيغاشي، ومُتلازمة فيسكوت آلدريك

• حالات العوز المناعي المكتسبة، والتي تنجم عن اضطرابات مثل عدوى فيروس العوز المناعي البشري أو استخدام الأدوية بعد زرع الأعضاء

• وجود قريب مباشر مصاب باللمفومة اللاهودجكينية

غالبًا ما تكون الأَعرَاضُ الأولى سريعةً بشكل تَضخُّم غير مؤلم في العُقَد اللِّمفِية في الرقبة، أو تحت الذراعين، أو في أعلى الفخذ (المنطقة المغبنيَّة) عادة.قد يضغط تضخُّم العُقَد اللِّمفِية داخل الصدر على المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية، ممَّا يسبِّب السُّعال وصعوبة التنفُّس؛ أو على الأوعية الدموية في الصدر، ممَّا يتسبَّب في تورُّم الوجه والرقبة والذراعين (مُتلازمة الوريد الأجوف العلوي superior vena cava syndrome).كما قد تضغط العُقَدُ اللِّمفِية العَميقة داخل البطن على أعضاء مختلفة، ممَّا يتسبَّب في نقص الشهية أو الإمساك أو ألم البطن أو التورُّم التَّدريجي في السَّاقين.

لِمفومَة لاهُودجكين

الصورة

DR P.MARAZZI/SCIENCE PHOTO LIBRARY

قد تظهر بعض الأورام اللمفية في مجرى الدم ونقي العظام.

قد تؤثر خلايا الورم اللمفي في نقي العظام في قدرة نقِي العِظام على إنتاج ما يكفي من خلايا الدَّم الطبيعية.

• قد تشير الحمَّى والتعرُّق المفرط إلى العَدوى، والتي قد تنجم عن النقص الشديد في عدد خلايا الدم البيضاء الطبيعية.

• قد تنجم أعراضُ الضعف والتعب والشحوب عن النقص الشَّديد في خلايا الدَّم الحمراء (فقر الدم).وفي بعضِ الأشخاص، قد تحدث زيادة في معدَّل ضربات القلب أو ألم في الصدر.

• سهولة حدوث الكدمات والنَزف، والتي تكون بشكل نزف من الأنف أو نزف من اللثة أحيَانًا، والتي قد تنجم عن النقص الشَّديد في الصُّفَيحات الدَّمويَّة (قلة الصفيحات).وفي بعض الحالات، قد ينزف الأشخاص داخل الدماغ أو البطن.

يمكن أن تغزو الأورام اللمفاوية غير الهودجكينية السبيلَ الهضمي والجلد، والجهاز العصبي أحيَانًا، ممَّا يتسبَّب في أعراض مختلفة.يكون لدى بعض الأشخاص حمَّى مستمرة دون سببٍ واضح، وهذا ما يُسمَّى الحمَّى مجهولة السبب.ويدلُّ هذا النوعُ من الحمَّى على مرحلة متقدِّمة من المرض عادة.

في الأطفال، من المرجَّح أن تكونَ الأَعرَاضُ الأولى - فقر الدم والطفح الجلدي والأَعرَاض العصبية، مثل الضعف والإحساس غير الطبيعي - ناجمةً عن ارتشاح خلايا اللمفومة في نقِي العِظام والدم والجلد والأمعاء والدماغ والحبل الشوكي.تكون العُقَد اللِّمفِية التي تتضخَّم عميقة عادة، ممَّا يؤدِّي إلى ما يلي:

• تراكم السَّوائل حولَ الرئتين، ممَّا يسبِّب صعوبةً في التنفُّس

• الضغط على الأمعاء، والذي يسبِّب نَقص الشَّهية أو التقيُّؤ

• انسداد الأوعيَة اللِّمفيَّة، الذي يتسبَّب في احتباس السَّوائل بما يُسمّى الوذمة اللمفية، لاسيَّما في الذراعين والساقين

• خزعة من العقدة اللمفية

يشتبه الأطباءُ بلِمفومَة لاهُودجكِين عندما يحدث لدى شخصٍ غير مصاب بعدوى واضحة تَضخُّم مستمرّ وغير مؤلم في العُقَد اللِّمفية، ويدوم ذلك عدَّةَ أسابيع.وفي بعض الأحيَان، تُكتَشف عُقَد لمفيَّة متضخِّمة عميقة داخل الصدر أو البطن بشكل غير متوقَّع عند إجراء تصوير بالأشعَّة السِّينية أو تصوير مقطعي محوسب (CT) للصدر لسببٍ آخر.

يأخذ الأطباءُ خزعةً من عُقدَةٍ لمفيَّة متضخِّمة لتشخيص اللمفومات اللاهودجكينيَّة، وتمييزها عن لِمفومَة هُودجكِين وغيرها من الاضطرابات التي تسبِّب تضخُّم العُقَد اللِّمفِية.

يعتمد نوعُ الخزعة على العقدة المتضخّمة وكمية الأنسجة المطلوبة.يجب على الأطبّاء إزالة ما يكفي من الأنسجة حتى يتمكّنوا من التمييز بين اللمفومة اللاهودجكينية والاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تسبب تضخم العقد اللمفية، بما في ذلك اللمفوماتُ الهودجكينية أو العدوى أو الالتهاب، أو أنواع السرطان الأخرى.وأفضل طريقة للحصول على ما يكفي من الأنسجة هو أخذ خزعة استئصالية (شق صغير يُجرى لاستئصال قطعة من العُقدَة اللِّمفَية).في بعض الأحيان، عندما تكون العُقدَة اللِّمفيَّة المتضخِّمة قريبةً من سطح الجسم، يمكن الحصولُ على كمية كافية من الأنسجة عن طريق إدخال إبرة جوفاء (عادة تحت توجيه الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية) من خلال الجلد نحوَ العُقدَة اللِّمفيَّة (الخزعة اللبّية بالإبرة).عندما تكون العُقدَةُ اللِّمفيَّة المتضخِّمة عميقة داخل البطن أو الصدر، قد تكون هناك حاجةٌ لعملية جراحية للحصول على قطعة من الأنسجة.

على الرغم من أنَّ هناك أكثر من 50 اضطرابًا مختلفًا يمكن أن يُسمَّى اللمفومات اللاهودجكينيَّة، لكنَّ الأطباءَ في بعض الأحيان يصنَّفونها إلى فئتين واسعتين.

تتميز الأورام اللمفاوية الخاملة تتميَّز بما يلي:

• فترة البقاء على قيد الحياة طويلة (سنوات عديدة)

• الاستجابة السريعة لعددٍ من المعالجات

• فترات مُتغيِّرة من الهَدأَة مع عدم الشفاء بالعلاجات المعيارية الحالية

الأورام اللمفاوية العدوانية التي تتميَّز بما يلي:

• التفاقم السَّريع إذا لم تُعالَج

• معدَّلات شفاء مرتفعة بالمُعالجة الكِيميائيَّة القياسية، لكن البُقيا قصيرة عندما لا يتحقّق الشفاء

على الرغم من أنَّ لِمفومَات لاهُودجكِين هي أمراض تحدث في منتصف العمر وكبار السن عادة، لكن قد يُصاب بها الأطفال والشباب؛وتُعدُّ الأورامُ اللمفاوية (اللِمفومَات) التي تحدث في الأطفال والشباب من الأنواع الفرعية العدوانية عادة.

• اختبارات التصوير

• خزعة نِقي العَظم

• الاختبارات الدَّمويَّة (بما فيها اختبارات وظائف الكبد والكُلَى)

في كثيرٍ من الأشخاص الذين يعانون من لِمفومَة لاهُودجكِين، يكون المرضُ قد انتشر عندَ التَّشخيص.ولكن، في 10 إلى 30٪ فقط من الأشخاص، يقتصر المرضُ على منطقة واحدة.يخضع الأشخاصُ الذين يعانون من هذه الأورام اللمفاوية لإجراءات عندَ تحديد المرحلة مماثلة للأشخاص الذين يعانون من لمفومة هودجكين.

يعد تحديد المرحلة أمراً هامًا لأن العلاج والمَآل يستندان على المرحلة.وتُستخدَم عدَّة إجراءات لتحديد مرحلة لِمفومَة لاهُودجكين أو تقييمها؛تُجرى اختبارات دمويَّة، بما في ذلك تعداد الدَّم الكامِل (CBC) واختبارات الوظيفة الكبدية والكلوية جنبا إلى جنب مع اختبارات فيروس عوز المناعة البشري (HIV)، والتهاب الكبد B، وعدوى التهاب الكبد C.

يُعد التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني المشترك مع التصوير المقطعي المحوسب (PET-CT) التقنية الأكثر حساسية لتحديد موقع وحجم الآفات السرطانية ومدى نشاط الخلايا السرطانية.وفي حال عدم توفُُّّر التصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET-CT، يتمُّ إجراء الأشعَّة المقطعية الظليلة CT للصدر والبطن والحوض.تُجرى اختبارات أخرى، مثل تصوير الدماغ أو الحبل الشوكي بالرنين المغناطيسي (MRI)، إذا وُجُدت أعراض في الجهاز العصبي.

كما قد تُجرى خزعة نِقي العَظم، وخاصة عندما تُظهِر اختبارات الدَّم وجود فقر دم أو انخفاض عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة.وفي بعض أنواع لِمفومَة لاهُودجكين، يُمكن أن يكشف التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني المشترك مع التصوير المقطعي المحوسَب PET-CT بشكلٍ موثوق إصابة نِقي العَظم، لذلك قد لا تكون خزعة نِقي العَظم ضرورية دائمًا.ولكن، في الأنواع الأخرى من لِمفومَة لاهُودجكين، لا يمكن أن يكشف التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني المشترك مع التصوير المقطعي المحوسَب PET-CT بشكلٍ موثوق اكتناف نقي العظم، ولذلك قد يكون من الضروري إجراء خزعة لنقي العظم إذا كان تحديد المرحلة سيغير الخطة العلاجية.

يُصنَّف المرضُ إلى أربع مَراحِل على أساس مدى انتشاره (الأولى والثانية والثالثة والرابعة).وكلَّما زاد رقم المرحلة، كان سرطانُ العُقَد اللِّمفِية أكثرَ انتشارًا.

تُصنف المرحلتان الأولى والثانية على أنهما من المراحل الأولية للمرض؛ في حين تُصنف المرحلتان الثالثة والرابعة على أنهما من المراحل المتقدمة للمرض.في المرحلتين الأولى والثانية، إذا كانت اللِمفومَة اللاهُودجكينية موجودة في عضو خارج النظام اللمفي، يجري تصنيفها على أنها المرحلة IE (الأولى E) أو IIE (الثانية E).الدَّاء الضَّخم هو المصطلح المُستخدَم عند وجود كتلة ورمية في الصدر، والتي قد يتفاوت حجمها بحسب الأنواع المختلفة من اللمفومات.

• المُعالجة الكِيميائيَّة أو المُعالجة الشعاعيَّة أو كلاهما

• العلاج المناعي (الأدوية التي تتكوّن من الأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا السرطانية)، مع أو من دون العلاج الكيميائي

• زرع الخلايا الجذعية أحيَانًا

تختلف معالجةُ لِمفومَة لاهُودجكين اختلافًا كبيرًا استنادًا إلى النوع الفرعي.

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من الأورام اللمفاوية الخاملة، لا حاجةَ للعلاج عند بداية تشخيص اللمفومة؛تُشير الدراساتُ إلى أنّ الانتظار لا يؤثر سلبًا في النتائج، بل يمنع الشخص من التعرّض للآثار الجانبية للعلاج بشكل أبكر من الضروري.ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأورام اللمفاوية الخاملة، فإنَّ العلاجَ، عندَ الحاجة إليه، يطيل الحياة ويخفِّف من الأعراض لسنوات عديدة.

ويكون الشفاءُ ممكنًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأورام اللمفاوية العدوانية. ولذلك لا يُلجأ إلى الانتظار من دون معالجة عادة.

تعتمد احتماليةُ الشفاء أو البقاء على المدى الطويل على نوع لمفومة لاهودجكين والمرحلة التي يبدأ فيها العلاج.ومن الُمفارقات إلى حد ما أنَّ اللمفومات الخاملة تستجيب عادة بسهولة للعلاج عن طريق الدخول في هَدأَة (يكون فيها المرض تحت السيطرة)، وغالبًا ما يتبع ذلك بقاء على قيدة الحياة على المدى الطويل، ولكنَّ هذا المرض لا يَشفى عادة.وعلى النقيض من ذلك، يكون للِمفومَة لاهُودجكين العدوانيَّة، والتي تتطلب مُعالَجَة مكثفة جدًّا لتحقيق الهدأة عادة، فرصةٌ جيِّدة للشفاء.

نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

1. جمعية اللوكيميا واللمفومة: اللمفومة اللاهودجكينية: معلومات شاملة عن لمفومة لا هودجكن، بما في ذلك التشخيص، والعلاج، والدعم