وجود الدم في البول

حسبGeetha Maddukuri, MD, Saint Louis University
تمت مراجعته جمادى الأولى 1444

يمكن أن يؤدّي وجود الدَّم في البول (بيلة دمويَّة) إلى تغيير لونه إلى الوردي أو الأحمر أو البني، وذلك باختلاف كميَّة الدَّم ومدَّة وجوده في البول ودرجة حموضة البول.وقد يكون بالإمكان اكتشاف كمية صغيرة جدًّا من الدَّم تغيّر لون البول (بيلة دمويَّة مجهريَّة) من خلال الاختبارات الكيميائية أو الفحص المجهري.ويمكن اكتشاف بيلة دمويَّة مجهريَّة عندَ إجراء اختبار البول لسببٍ آخر.

وقد تظهر عندَ الأشخاص الذين يعانون من بيلةٍ دمويَّةٍ أعراضٌ أخرى اضطرابات المسالك البولية، مثل الألم في الجانب أو الظهر (الخاصرة) أو ألم في أسفل البطن أو الحاجة المُلحَّة للتَّبوُّل أو صعوبة التَّبوُّل، وذلك وفقًا لسبب وجود الدَّم في البول.ويمكن أن تتشكَّل جلطةٌ دمويَّة في البول إذا كانت كمية الدَّم الموجودة فيه كافيةً.تستطيع الجلطة إيقافَ جريان البول بشكلٍ كامل، ممَّا يتسبَّب في حدوث ألمٍ شديدٍ مفاجئٍ مع العجز عن التَّبوُّل.ينجم النَّزفُ الشديد الذي يكفي إلى تشكُّل مثل هذه الجلطة عادةً عن إصابةٍ في السبيل البولي.

لا ينجم البول الأحمر دائمًا عن خلايا الدَّم الحمر.كما قد يكون سبب تغيُّر اللون إلى الأحمر أو الأحمر البنِّي أحدَ الأَسبَاب التالية:

  • الهيمُوغلُوبين (الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدَّم الحمر) في البول بسبب انحلِال تلك الخَلايا

  • بروتين العضلات (الميوغلوبين) في البول بسبب انحلِال الخَلايا العضلية

  • البُرفيرِيَّة Porphyria (وهي اضطراب ناجم عن وجود حالات عوز في الإنزيمات المشاركة في إنتاج الهيم، وهو المركب الكيميائي المحتوي على الحديد ويُعطي الدَّم لونه الأحمر)

  • الطعام (مثل، الشوندر والرَّاوند، وأحيَانًا مُلوِّنات الطعام)

  • الأدوية (فينازوبيريدين phenazopyridine وهو أكثرها شيوعًا، ولكن يجري في بعض الأحيان الكاسكارا وديفنيلهيدانتوين وميثيل دوبا وريفامبين وفيناسيتين والفينوثيازينات والسنا)

أسباب وجود الدَّم في البول

قد يكون وجودُ الدَّم في البول ناجمًا عن وجود مشاكل في أي مكانٍ من السبيل البولي بدءًا بالكُلى إلى الحالبين أو المثانة أو الإحليل.بينما يظهر الدَّمُ في البول عندَ بعض النساء بمجرَّد حدوث خطأ أدَّى إلى حدوث نزفٍ مهبلي.

الأسبابُ الشائعة

تختلف معظمُ الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا إلى حدٍّ ما باختلاف عمر الشخص، ولكنَّها بشكلٍ عام تكون كما يلي:

الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا

تنطوي الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا على ما يلي:

قد تؤدي الإصابة بالسرطان وبفرط تنسُّج البروستات الحميد إلى ظهور الدَّم في البول.تُشكِّل هذه الاضطراباتُ مصدر قلقٍ رئيسيٍّ عند الذين تجاوزت أعمارهم 50 عامًا، رغم احتمال حدوث السرطان عند الأشخاص الأصغر سنًّا والمُعرَّضين لعوامل خطر (التدخين أو التاريخ العائلي أو التعرُّض للمواد الكيميائية).

ويمكن أن تكونَ اضطرابات الأوعية الدَّموية المجهرية في الكلى (الكبيبات) هي السبب، بغضِّ النظر عن العمر.

وقد تكون اضطراباتُ الترشيح الكُلوي (الاضطرابات الكُبيبيَّة) جزءًا من اضطراب الكُلى، أو قد تحدث نتيجة وجود اضطرابٍ في مكانٍ آخر من الجسم.تكون هذه الاضطرابات أكثر احتمالاً إذا كان البول يحتوي على بروتين، أو كتل من خلايا الدم الحمراء (تُسمى اسطوانات الكريات الحمر)، أو خلايا الدم الحمراء المشوهة.وتشتمل هذه الاضطرابات على حالات العدوى (مثل عدوى صمام القلب) أو اضطرابات النسيج الضام (مثل الذئبة الحماميَّة الجهازيَّة) أو التهاب الأوعية الدَّمويَّة أو اضطرابات الدَّم (مثل داء المصل serum sickness) أو اضطرابات مزمنة معينة (مثل داء السكَّري).كما أنَّ حدوثَ أيِّ ضرر في الكلية تقريبًا يمكن أن يؤدّي إلى ظهور كميَّات صغيرة من الدَّم في البول.

وقد تؤدي الإصاباتُ الخطيرة، مثل السقوط أو حادث سيَّارة، إلى إلحاق الأذى بالكُلى أو بالمثانة مؤدِّيًةً إلى حدوث نزف.كما يُمكن للعديد من الإجراءات والعمليات الجراحية أن تسبب النزف (مثل إدخال قثطار أو أخذ خزعة من البروستات أو الكلى).

البِلهارسِيَّةُ الدَّمَوِيَّة هي دودةٌ طفيلية تُسبِّبُ مرضًا يُسمى داء البلهارسيات في أفريقيا وبدرجةٍ أقل في الهند وأجزاءٍ من الشرق الأوسط.يمكن لهذه الدودة أن تغزو السبيل البولي وتسبب ظهور الدم في البول.لا يأخذ الأطباء الإصابة بالبلهارسيَّة الدَّمويَّة بعين الاعتبار إلَّا إذا أمضى الأشخاصُ وقتًا في المناطق التي توجد فيها الدودة.وقد تُؤدي الإصابة بالسلِّ إلى ظهور الدَّم في البول أيضًا.

تنطوي الأَسبَاب الأخرى لظهور الدم في البول على التهاب المثانة الناجم عن العلاج الشعاعي في منطقة الحوض، واستعمال أدوية مُعيَّنة، و اضطرابات الأوعية الدموية في الكلية.

تقييم الدَّم في البول

يحاول الأطباءُ في البداية إثبات أن النَّزف هو سبب تلوُّن البول باللون الأحمر؛ثمَّ يجري التَّحرِّي عن سبب النَّزف، بما فيه موضع حدوثه من السبيل البولي (أو في مكانٍ آخر في بعض الأحيان).يمكن للمعلومات التالية أن تساعدَ الأشخاص على تحديد مدى الحاجة إلى مراجعة الطَّبيب، وتوقُّع ما سوف يحدث خلال التقييم.

العَلاماتُ التَّحذيريَّة

تكون بعضُ الأَعرَاض والخصائص مدعاةً للقلق عند الأشخاص الذين يعانون من ظهور الدَّم في البول.وهي تشتمل على ما يلي:

  • كمية كبيرة من الدَّم في البول

  • العمر فوق 50 عامًا

  • تورُّم في القدمين أو الساقين، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدَّم

متى ينبغي مراجعةُ الطبيب

يجب على الأشخاص الذين يُلاحظون وجود دمٍ في بولهم أن يُراجعوا الطبيب خلال يومٍ أو يومين.ولكن، يجب على الذين يمرِّرون كمية كبيرة من الدم أو الذين لا يستطيعون التبوُّل أو الذين يعانون من ألم شديد أن يُراجعوا الطبيب مباشرةً.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقوم الأطبَّاءُ في البداية بالاستفسار عن الأعراض التي يُعاني منها الشخص، وتحرّي تاريخه الصحِّي، ثم يبدأون بفحصه سريريًّا.تُشير نتائجُ التحرِّي في التاريخ الصحي والفَحص السَّريري غالبًا إلى سبب وجود الدَّم في البول والاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وجود الدم في البول وملامحه).

ويستفسر الأطباء عن طول فترة ملاحظة الدَّم في البول وعن حدوث عوارض نزفية في وقتٍ سابق.كما يستفسرون عن الحمَّى أو نقص الوزن أو عن أعراض حدوث انسداد بولي، مثل صعوبة بَدء التَّبوُّل أو العجز عن إفراغ المثانة بشكلٍ كامل.يُعدُّ الألم أو الانِزعَاج من الموجودات المهمَّة.ويُشير وجود حرقةٍ في أثناء التَّبوُّل أو ألمٍ كليلٍ في أسفل البطن فوق عظم العانة مباشرةً إلى وجود عدوى في المثانة.يُعاني الرجالُ من ألمٍ خفيفٍ إلى متوسِّطٍ في أسفل الظهر أو الحوض يكون ناجمًا على الأغلب عن عدوى البروستات.الشعور بألمٍ شديدٍ يكون ناجمًا عادةً عن وجود حصاة أو جلطة دمويَّة تُعيق جريان البول؛

ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.ويُعدُّ فحص الحوض ضروريًّا عندَ النساء عادةً.قد يستدعي وجود دمٍ في المهبل عند المرأة إدخال قثطارٍ في المثانة لمعرفة ما إذا كان مصدر الدَّم هو المثانة أو المهبل.بينما يقوم الأطبَّاء بإجراء فحص المسِّ الشرجي عند الرجال عادةً لفحص البروستات.

الجدول
الجدول

الاختبارات

يستطيع الأطباءُ وضعَ التشخيص اعتمادًا على الأعراض ونتائج الفَحص السَّريري في بعض الأحيان؛إلَّا أنَّه في كثيرٍ من الأحيان، ونتيجةً لتداخل أعراض الكثير من الاضطرابات، يكون من الضروري إجراء اختبار لتحديد سبب وجود الدَّم في البول.يكون تحليل البول هو الاختبار الأول الذي يُجرى.يمكن أن يكشف تحليل البول عن احتوائه على دم (مؤكِّدًا أن اللون الأحمر في البول بسبب الدَّم)؛ وقد يُظهرُ دليلاً على وجود اضطراب في الترشيح الكلوي.يُجرى زرعٌ للبول عادةً عندَ الاشتباه في العدوى.

يستعمل الأطبَّاءُ أنبوبَ مشاهدةٍ مرنًا لاستطلاع الجزء الداخلي من المثانة (تنظير المثانة) لتحديد سبب النَّزف عادةً وذلك عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا وعند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بالسرطان.

تُجرى للأشخاص من جميع الأعمار غير المصابين بعدوى أو باضطراب في ترشيح الكلية كسببٍ لوجود الدَّم في البول دراساتٌ تصويريَّةٌ عادةً، مثل التصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بتخطيط الصدى أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن والحوض.بينما لا يحتاج الأشخاصُ الذين تقلُّ أعمارهم عن 50 عامًا، والذين تقتصر معاناتهم على حدوث بيلة دمويَّة مجهريَّة دون وجود شذوذات أخرى مُكتَشفَة في أثناء الفَحص السَّريري أو الاختبارات الدَّمويَّة أو تحليل البول؛ إلَّا إلى تكرار بسيطٍ لتحليل البول كل 6 أو 12 شهرًا.يؤدي استمرارُ وجود الدَّم إلى إجراء المزيد من الاختبارات.

يُوصي الأطبَّاء عادةً بإجراء اختبارات دمويَّة لتقييم وظائف الكُلى وإلى خزعة الكلية في بعض الأحيان عند الاشتباه في وجود اضطرابٍ في ترشيح الكلية (وفقًا لنتائج تحليل البول)،قد يكون من الضروري إجراءُ اختباراتٍ للتَّحرِّي عن داء الكريَّات المنجليَّة عند الأشخاص المنحدرين من أصولٍ أفريقيَّة أو متوسطيَّة والذين لا يعرفون أنَّهم مصابون بالدَّاء.

يقيس الأطباءُ مستوى المُستَضِد النَّوعي للبروستات في دم الرجال الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر عادةً.

علاج وجود الدَّم في البول

تجري معالجة سبب حدوث النَّزف.وبغضِّ النظر عن السبب، إذا جرى إيقافُ جريان البول نتيجة وجود جلطات الدَّم ، يقوم الأطباء عادةً بإدخال أنبوب مرن إلى المثانة (قثطار بولي) في محاولة لإزالة الجلطة الدَّموية.

نقاط رئيسية

  • لا يحدث البول الأحمر دائمًا بسبب الدَّم.

  • الكثير من أسباب وجود الدَّم في البول ليست خطيرة.

  • يزداد خطر المرض الخطير مع تقدم العمر ومدة ظهور البول المُدمَّى.

  • تقتصر الحاجة إلى إجراء اختبارٍ للسرطان على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا أو الأشخاص الأصغر سنًّا الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بالسرطان.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID