لمحة عامة عن أورام الدماغ

حسبSteven A. Goldman, MD, PhD, Sana Biotechnology
تمت مراجعته شوّال 1444

يمكن للورم الدِّمَاغي أن يكون غير سرطاني (حميد)، أو سرطانيّ (خبيث).وَقد ينشأ هذا الورم في الدِّماغ، أو ينتقل إلى الدِّماغ من جزءٍ آخر في الجسم.

  • قَد تنطوي الأَعرَاضُ على الصُّدَاع، وتغيُّراتٍ في الشخصية (مثل أن يُصبِح الشخص مكتئبًا أو قلقًا أو متحرِّرًا من كل الضوابط)، والضعف، والإحساسات غير الطبيعية، وضعف التوازن ومشاكل التركيز والنوبات الصرعية وعدم التنسيق.

  • يمكن لفُحوصات التصوير أن تكشف أورام الدِّماغ، ولكن غالبًا ما يكون من الضروري أخذ خزعة من الورم للتأكد

  • قَد تنطوي المُعالَجة على الجراحة والمُعالجة الشعاعيَّة والمُعالجة الكِيميائيَّة أو توليفةٍ من هذه المُعالَجات.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن أورام الجهاز العصبي، وبعض أورام الدماغ النوعيَّة، ولمحة عامة عن أورام الدماغ والحبل الشوكي عند الأطفال).

تُعدُّ أورام الدماغ أكثر شُيُوعًا بعضَ الشيء عند الرِّجال، بالمُقارَنة مع النساء،بينما تكون الأورام السحائية وحدها أكثر شُيوعًا عند النِّساء، وهي عادةً غير سرطانيَّة.يمكن أن تحدث الأورام الدماغية في أي عمر.من الملاحظ أن النوع الأكثر خطورة من الورم الدماغي، الورم الأرومي الدبقي، قد أصبح أكثر شيوعًا بين كبار السن مع الزيادة في أعمار السكان.

يُمكن أن تُؤدِّي أورامُ الدِّمَاغ سواء كانت سرطانية أم غير سرطانية، إلى مشاكل خطيرة، وذلك لأنَّ الجمجمة صلبة ولا تحتوي على حيِّزٍ ينمو فيه الورم،وأيضًا، إذا حدثت أورام بالقرب من أجزاء الدماغ التي تضبط وظائف حيوية، فقد تسبب مشاكل، مثل الضعف وصعوبة المشي وفقدان التوازن وفقدان جزئي أو كامل للرؤية وصعوبة في فهم أو استخدام اللغة، ومشاكل في الذاكرة.

يُمكن أن تُؤدِّي أورَام الدِّماغ إلى مشاكل بالطرائق التالية:

  • عن طريق غزو وتخريب نسيج الدِّماغ مباشرةً

  • عن طريق الضغط على النسيج المُجاور مُباشرةً

  • عن طريق زيادة الضغط في داخل الجمجمة (الضغط داخل القحف intracranial pressure)، وذلك لأنّ الورم يأخذ حيِّزًا ولا تستطيع الجمجمة التوسُّع لاحتواء الورم.

  • عن طريق جعل السائل يتراكم في الدماغ

  • عن طريق التسبُّب في انسداد الدوران الطبيعيّ للسائل النخاعيّ عبر الأحياز في داخل الدِّمَاغ، مما يُسبب توسع هذه الأحياز

  • عن طريق التسبب في النَّزف

تَصنيف أورَام الدِّماغ

هناكَ نوعان رئيسيان لأورام الدِّماغ

  • الأوَّلية: حيث تنشأ هذه الأورَام في الخلايا ضمن الدِّماغ أو بالقرب منه،وقَد تكُون سرطانية أو غير سرطانيَّة.

  • الثانويَّة: وهي أورام نقيليَّة،أي أنَّها تنشأ في جزءٍ آخر من الجسم، وتنتقل إلى الدِّمَاغ،ولذلك فهي سرطانية دائمًا.

الأورام الأوَّلية

تتضمن حالات الأورام الأولية الأكثر شيوعًا ما يلي:

تُشكِّلُ الأورَام الدبقيَّة نسبة 65% من جميع أورام الدِّماغ الأوَّلية.

تجري تسمية الأورام غير السرطانية وفقًا للخلايا أو النسج المحدَّدة التي تنشأ فيها؛فعلى سبيل المثال، تنشأ الأورام الأروميَّة الوعائية في الأوعية الدموية (تُشير مفردة الدَّم "hema" إلى الأوعية الدمويَّة، والأرومات الوعائيَّة hemangioblasts هي الخلايا التي تظهر داخل نسيج الأوعية الدمويّة).تنشأ بعضُ الأورام غير السرطانية في خلايا الجنين (الخلايا الجنينية embryonic)، وذلك في وقت مُبكِّر من تخلُّق الجنين،وقد تكون هذه الأورامُ موجودةً عند الولادة.

هل تعلم...

  • تكون الأورام التي تنتشر (تنتقل) إلى الدماغ من أماكن أخرى من الجسم أكثر شيوعًا بكثير من الأورام التي تبدأ في الدماغ.

الأورام الثانوية

تُعدُّ الأورامُ النقيلية في الدماغ أكثرَ شُيُوعًا من الأورام الأولية بكثير.ويكون هناك أكثر من ورم نقيلي عند أكثر من 80% من المصابين بالأورام النقيليَّة في الدِّماغ.

قد تنتشر النَّقائل من أجزاء أخرى من الجسم إلى جزء واحدٍ من الدِّماغ أو في العديد من الأجزاء المختلفة.يمكن للعديد من أنواع السرطان أن تنتشر إلى الدماغ،وهِيَ تنطوي على:

أصبحت لمفومات الدِّماغ أكثر شُيوعًا عند المصابين الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعيّ (مثل المصابين بالإيدز)، وعندَ كبار السنّ، ولأسبَاب غير معروفة، عندَ من لديهم جهاز مناعيّ طبيعيّ.بعض اللمفومات التي تنشأ في الدماغ (تسمى لِمفوماتُ الجهاز العصبي المركزي الأولية).تنشأ لِمفوماتٌ أخرى في مكانٍ آخر من الجسم وتنتشر إلى الدماغ (لِمفوماتٌ نقيليَّة).

الجدول
الجدول

أعراض أورام الدماغ

يمكن أن تحدث الأَعرَاض سواءٌ أكان الورم الدماغي غيرَ سرطانيّ أم سرطانيًّا.تنمُو الأورام السرطانية ببطءٍ، وقد تُصبِح كبيرةً جدًا قبل أن تُسبِّب أعراضًا،عادةً ما تنمو الأورام السرطانية بسرعة.

ويمكن أن يُؤدِّي الورم في الدِّمَاغ إلى العديد من الأَعرَاض المختلفة، وقد تحدث الأَعرَاض فجأة أو بشكلٍ تدريجيّ.يُمارس حجمُ الورم ومُعدَّل نموّه وموضعه دورًا في تحديد أيَّة أعراض ستظهر أولًا، وكيف ستحدُث؛وفي بعض أجزاء الدماغ، يُمكن أن يُؤدِّي مُجرَّد ورم صغير إلى تأثيرات مُدمِّرة؛وفي أجزاء أخرى من الدماغ، يمكن أن تُصبح الأورَام كبيرةً نسبيًا قبل أن تظهر أيَّة أعرَاض.عندما ينمُو الورم، يقوم بدفع وتمطيط النسيج العصبيّ ولكنَّه لا يُخرِّبه عادةً، ويستطيع هذا النسيج التعويض عن هذه التغيُّرات بشكلٍ جيدٍ جدًا؛ولذلك قد لا تظهر الأعراض في البِداية.

ينجُم العديدُ من الأَعرَاض عن زيادة الضغط في داخل الجمجمة:

  • الصُّدَاع

  • تراجُع الوظيفة الذهنية

  • مشاكل بسبب الضغط على بنى محدَّدة في الدماغ أو بالقرب منه، مثل عصب العين (العصَب البصريّ)

يُعدُّ الصُّدَاع العرض الأكثر شُيُوعًا، وغالبًا ما يكون العرض الأوَّل،ولكن لا يحدُث الصداع عندَ بعض أشخاص أورام الدِّماغ، ولا تنجم معظمُ حالات الصُّدَاع عن أورام الدِّماغ؛حيث يتكرَّر الصُّدَاع الناجم عن ورم في الدماغ بشكلٍ أكثر عادةً وذلك مع مرور الزمن.يتفاقم الصُّدَاعُ عندما يستلقي الشخص غالبًا،وقد يكون الصُّدَاع أكثر شدة عندما يستيقظ الأشخاص من النوم، ثُمَّ يخفّ في وقت لاحق من اليوم.وإذا بدأ الصُّدَاع الذي يحمل هذه السِّمات عند أشخاص لم يحدث لهم صُداع من قبل، قد يكُون السبب هُو ورم في الدِّماغ.

كما تُؤدِّي زيادة الضغط في داخل الجمجمة إلى تراجع في الوظيفة الذهنية وإلى تفاقم المزاج غالبًا،وقد تحدث تغيُّرات في شخصية الشخص؛فعلى سبيل المثال، قد يُصبح الشخص انطوائيًا ومزاجيًا، وغالبًا غير كفؤ في العمل،وقد يشعر بالنعاس والتخليط الذهني وعدم القدرة على التفكير؛وغالبًا ما تكُون هذه الأعراض أكثر وُضوحًا بالنسبة إلى أفراد العائلة أو زملاء العمل، بالمُقارنة مع الشخص نفسه.قد يكون الاكتئاب والقلق من الأعراض المُبكِّرة لورمٍ في الدِّماغ، خُصوصًا إذا حدث أيّ منهما بشكلٍ مُفاجئ.قد يتصرف المرضى بطريقةٍ غريبةٍ،وقد يخلو سلوكُهم من أي رادعٍ أو يتصرَّفون بطريقةٍ لم يقوموا بها من قبل مُطلقًا.بالنسبة إلى كبار السنّ، تُؤدِّي أورام معيَّنة في الدِّماغ إلى أعرَاض قد يجري الخلط بينها وبين أعرَاض الخرف.

ولاحقًا مع زيادة الضغط في داخل الجمجمة، قد يحدُث غثيان وتقيُّؤ وخُمول وزيادة في النعاس وحُمَّى مُتقطِّعة وحتى غيبوبة.وقد تتغيَّم الرؤية فجأةً عندما يُغير الأشخاص مواضعهم.

استنادًا إلى منطقة الدماغ التي تتأثر بالحالة (انظر صفحة الخلل الوظيفي للدماغ حسب الموضع)، يُمكن أن يُسبب الورم أيًا من المشاكل الآتية:

  • يُؤدِّي إلى ضعفٍ أو شللٍ في ذراعٍ أو ساقٍ أو جانبٍ واحد من الجسم

  • يُؤدِّي إلى إضعاف القُدرة على الشعور بالحرارة أو البرودة أو الضغط أو اللمس الخفيف أو الأجسام الحادَّة

  • يجعل الأشخاص غيرَ قادرين على التعبير عن اللغة أو فهمها

  • يزيد أو يُقلِّل من النبض ومعدَّل التنفُّس إذا كان الورم يضغط على جذع الدِّماغ

  • يُقلِّل من اليقظة

  • يُضعِفُ القدرة على السَّمع أوالشمّ أو الرؤية (ممَّا يَتسبَّب في أعراض مثل الرؤية المُزدَوجة وضعف الرؤية)؛

فعلى سبيل المثال، قَد يضغط ورم الغُدَّة النخامية على الأعصاب البصرية القريبة (الأعصاب القحفية الثانية) والتي تُسهِمُ في الرؤية، وبذلك يُضعِفُ الرؤية المُحيطيَّة.تُشيرُ أيّة من الأَعرَاض المذكورة آنفًا إلى اضطراب خطير، وهي تحتاج إلى رعاية طبية مُباشَرة.

تنطوي الأَعرَاض الشائعة الأخرى لورم الدِّمَاغ على الدوار وفقدان التوازن وعدم التنسيق.تُؤدِّي بعضُ أورام الدِّماغ، وهي الأورام الأوليَّة عادةً، إلى الاختلاجات.

إذا أدَّى الورمُ إلى انسداد في تدفقّ السَّائِل النخاعيّ عبر الأحياز في الدَّماغ (البطينات)، قد يتراكم السَّائِل في البطينات ويجعلها تتضخَّم أو تتوسَّع (حالة تُسمَّى استسقاء أو مَوَه الرأس hydrocephalus)،ونتيجة لهذا، يزداد الضغطُ داخل الجمجمة؛وبالإضافة إلى أعراض أخرى لزيادة الضغط، يجعل مَوه الرأس توجيه النظر إلى أعلى صعبًا؛وبالنسبة إلى الرُّضَّع والصغار، يتضخَّم الرأس.

إذا ازداد الضغط في داخل الجمجمة بشكلٍ كبيرٍ، قد يندفع الدِّماغ للأسفل، لأنَّ الجمجمة لا يُمكن أن تتوسَّع،وقد يحدث انفتاقٌ في الدَّماغ.هناك نوعان شائعان للانفتاق هُما:

  • انفتاق خلال الخيمة: حيث يخرج الجزء العلويّ من الدِّمَاغ (المخ) عبر الفتحة الضيِّقة (الثُّلمة الخيمية tentorial notch) في النسيج الصلب نسبيًا الذي يفصل المخّ عن الأجزاء السفليَّة للدِّماغ (المخيخ وجذع الدِّماغ)؛وينخفض الوعي عندَ الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الانفتاق،وقد يُصبِح جانب الجسم المُقابل للورم مشلولًا.

  • الانفتاق اللوزيّ: يقوم الورمُ الذي ينشأ في الجزء السفليّ من الدماغ بدفع الجزء الاسفل من المخيخ (اللوزتان المخيخيتان cerebellar tonsils) عبر الفتحة في جذر الجمجمة (الثُّقبة العُظمى foramen magnum)؛ونتيجةً لذلك، يحدُث انضغاط وخلل وظيفيّ في جذر الدِّماغ الذي يضبط التنفُّس ومعدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم،وإذا لم يجر تشخيصُ ومُعالجة الانفتاق اللوزيّ مباشرةً، يُؤدِّي إلى الغيبوبة والوفاة بسرعة.

بالنسبة إلى المرضى الذي يُعانون من سرطانات انتقلت إلى الدماغ، قد تظهر لديهم أعراض ترتبط بالسرطان الأصليّ أيضًا؛فعلى سبيل المثال، إذا نشأ السرطانُ في الرئتين، قد يخرج مع السُّعَال مُخاط مُدمَّى.من الشائع أن يحدث نقصٌ في الوزن مع النقائل،

وتتفاقم الأَعرَاضُ مع مرور الزمن إلّا إذا جرت مُعالَجَة الورم؛ومع المُعالَجة، خُصوصًا للأورام الحميدة، يحدث شفاء كامل عند بعض الأشخاص،بينما يُصبِح مدى العمر قصيرًا، وإلى درجة كبيرة عندَ مرضى آخرين أحيانًا؛ويستنِدُ المآلُ إلى نوع الورم وموضعه.

استعراض الدماغ

يتكوَّن الدماغُ من المخ، وجذع الدماغ، والمخيخ.وينقسم كلُّ نصف (نصف الكرة الدماغية) في الدِّمَاغ إلى فصوص.

تشخيص أورام الدماغ

  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب

  • في بعض الأحيان بزل قطني

  • الخزعة

يأخذ الأطباءُ في اعتبارهم احتِمالَ وجود ورمٍ في الدِّماغ عند الأشخاص الذين عانوا من نوباتٍ صرعية لأوَّل مرَّة، أو الذين لديهم أعراض مُحدَّدة؛وعلى الرغم من أن الأطباء يستطيعون غالبًا التحرِّي عن خلل في وظائف الدماغ في أثناء الفحص، تبقى هناك حاجة إلى إجراءاتٍ أخرى لتشخيص وَرمٍ في الدِّمَاغ؛

ويُعدُّ التصويرُ بالرنين المغناطيسي أفضل فحص تصويريّ للتعرُّف إلى أورَام الدِّماغ.كما يُعدُّ التصوير المقطعيّ المُحوسَب خيارًا جيِّدًا،حيث يُمكنه أن يُساعدَ على التعرُّف إلى مُعظِم أورَام الدِّماغ.قبل هذه الاختبارات، يجري حقن مادة تُسهِّلُ رؤية الورم (عامل تباين في التصوير بالرنين المغناطيسي أو عامل تباين ظليل للأشعة) في أحد الأوردة.تُبيِّنُ هذه الفُحوصاتُ التصويرية حجم الورم وموضعه الدَّقيق بتفاصيل كثيرة،وعندما يَجرِي التحرِّي عن ورم في الدماغ، يقُوم الأطباء بالمزيد من الإجراءات التَّشخيصية لتحديد النوع المُحدَّد لهذا الورم.

يستخدم الأطباءُ البزل النخاعيّ أحيانًا (البزل القطني) للحُصول على السَّائِل النخاعيّ لتفحُّصه تحت المجهر.ويستخدمون هذا الإجراءَ عندما يشتبهون في أنَّ الورم غزا طبقات النُّسج التي تُغطِّي الدماغ (السَّحايا)،حيثُ قد تحول هذه الأورَام دُون امتِصاص السَّائِل النخاعيّ.قَد يكُون البزل النخاعيّ مُفيدًا عندما لا يكونُ التَّشخيص أو نوع الورم واضحين.قد يحتوي السَّائِلُ النخاعي على خلايا سرطانية،ولكن، لا يُمكن إجراء البزل النخاعيّ عندَ الأشخاص الذين لديهم أورام كبيرة تزيدُ من الضغط في داخل الجمجمة،وبالنسبة إلى هذه الشريحة من الأشخاص، قد يؤدِّي سحب السَّائِل النخاعيّ في أثناء البزل النخاعيّ إلى تحرُّك الورم، ممَّا يُسبب انفتاقَ الدِّماغ.

يُمكن أن تُساعد فحوصاتٌ متخصِّصة على وضع التشخيص أحيانًا؛فعلى سبيل المثال، قد يَجرِي أيضًا اختبار الدَّم والسائل النخاعيّ للتحري عن مواد أفرزها الورم (تسمى واسِمات الورم markers) وعن شذوذات في الجينات، والتي تُعدُّ من سِمات أورام مُعيَّنة.يُمكن أن يُساعدَ التعرُّف إلى شذوذات جينية مُعيَّنة على التنبُّؤ بطرائق المُعالَجة الأكثر فعَّالية؛

تؤخذ خزعة من الورم (استئصال عينة من الورم لفحصها تحت المجهر) عندما لا تنجح نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والاختبارات الأخرى في تحديد نوع الورم بشكل قاطع وما إذا كان سرطانيًا أم لا.قد يأخذ الأطباءُ الخزعةَ في أثناء الجراحة، والتي تنطوي على استئصال الورم بأكمله أو جزء منه.أو إذا كان من الصعب الوصول إلى الورم، قد يأخذ الأطباء خزعةً بالتصويب المُجسَّم stereotactic biopsy.ويحتاج هذا الإجراءُ إلى وضع إطارٍ على الجمجمة،حيث يُؤمِّنُ هذا الإطار نقاطًا مرجعيَّةً يُمكن التعرُّف إليها عند التصوير بالرنين المغناطيسيّ أو التصوير المقطعيّ المُحوسَب،وتُمكِّنُ هذه النقاط المرجعيَّة الأطباءَ من توجيه إبرة الخزعة بشكلٍ دقيقٍ نحوَ الورَم.

علاج أورام الدماغ

  • الجراحة، والعلاج الشعاعي، والأدوية (مثل المعالجة الكِيميائية أو المعالجة المناعية) أو في معظم الأحيان مزيج من ذلك كله

  • الأدوية أحيانًا للتقليل من الضغطِ في داخل الجمجمة، وعادةً ما تكون الستيرويدات القشرية

  • الأدوية المضادة للاختلاج لعلاج الاختلاجات

تستَندُ مُعالَجةُ ورم الدِّماغ إلى مَوضعه ونوعه؛

المُعالجَات النوعيَّة لأورام الدماغ

قد تنطوي مُعالَجات أورام الدِّماغ على الآتي:

  • بَضع القحف Craniotomy (جراحة الدماغ)

  • المُعالجة الشعاعيَّة

  • الطعوم

  • التحويلات Shunts

  • التقنيات التجسيمية أو المُصوَّبَة Stereotactic

يُستخدَم بضع القحف (الاستئصال الجراحي للورم) عند الإمكان،وينطوي هذا الإجراء على فتح الجمجمة.يمكن استئصالُ بعض أورام الدماغ مع ضَرر بسيطٍ في الدماغ أو من دُون أيّ ضرر،ومع ذلك، ينمو العديد من الأورَام في مناطق تجعل الإزالة بالجراحة التقليدية صعبة أو مستحيلة من دون تدمير البنى الأساسية.

وللقيام ببضع القحف، يجري حلق جزء من فروة الرأس.ومن ثمّ يجري إحداث شقّ عبر الجلد؛يُستخدَمُ مثقبٌ بسرعة عالية ومنشارٌ خاصّ لإزالة قطعة صغيرة من العظم فوق الورم،ويجري تحديدُ موضع الوَرم واستئصاله باستخدام واحدة من الطرائق التالية:

  • قد يجري استخدامُ المبضع لقطع الورم.

  • قد يجري استخدام الليزر لتبخير الورم.

  • قد يجري استخدام جهاز يُصدِرُ أمواجاً فوق صوتية لتفتيت الورم إلى أجزاء يُمكن شفطها aspirated.

يجري استخدامُ أجهزة الليزر والأمواج فوق الصوتية لاستئصال الأورام التي يصعُب قطعها،ويَجرِي استبدال العظم بعد ذلك عادةً، ويُغلَق الشقّ عن طريق الغرز.

تُؤدِّي الجراحة التقليدية أحيانًا إلى ضَرَر في الدماغ يمكن أن يُسبب أعراضًا، مثل الشلل الجزئي والتغيّرات في الإحسَاس والضعف والاضطراب الوظيفة الذهنية،ولكن، يُعدُّ استئصال الورم، سواء أكان سرطانيًا أم غيرَ سرطانيّ، أساسيًا إذا كان نموُّه يُشكل تهديدًا لبنى مهمَّة في الدِّماغ؛وحتى عندما يكون العلاج مستحيلًا، قد تكون الجراحة مفيدةً للتقليل من حجم الورم والتخفيف من الأَعرَاض ومُساعدة الأطباء على تحديد ما إذا كانت المُعالجَات الأخرى، مثل المُعالجَة الشعاعيَّة أو المُعالجة الكِيميائيَّة، مضمونةً.

تنطوي المعالجة الشعاعية على ما يلي:

  • تشعيع كامل الدماغ

  • التشعيع التجسيمي (stereotactic radiation) الذي يستهدف الورم (يُرمز له اختصارًا بـ SRS)

يُوصل تشعيع كامل الدماغ الأشعة إلى كامل الدماغ.وهو يُستخدم في معظم الأحيان عند الأشخاص المصابين بسرطان نشأ في أعضاء أخرى وانتشر إلى الدماغ.تكون لدى معظم المصابين بسرطان الدماغ النقيلي نقائل متعددة.يكون تشعيع كامل الدماغ مصممًا للقضاء على الخلايا السرطانية.إلَّا أنَّه قد يُؤثِّر في خلايا الدماغ الطبيعية ولذلك يُعطى بجرعات صغيرة على مدى 2 إلى 3 أسابيع.

تستخدم الجراحة الشعاعية تقنيات تجسيمية لتحديد موضع الورم بشكل دقيق.ثم تُستخدم حزم مركزة من الأشعة (أشعة غاما أو حزم من الفوتونات) لتدمير الورم.الجراحة الشعاعية: لا تُعدُّ جراحةً فعلية، وذلك لأنَّها لا تحتاج إلى إحداث شقّ.يمكن إجراء الجراحة الشعاعية باستخدام سكين غاما أو مُسرّع خطي.وكلاهما يستخدم إشعاع الفوتون.

  • عندما تُستخدَمُسكين غاما، يجري وصل إطار تصويري بجمجمة الشخص،ويستلقي الشخص على سريرٍ منزلقٍ، وتُوضَعُ خوذة كبيرة ذات ثقوب على الإطار،ثم ينزلق رأس السرير إلى داخل جسم كرويّ يحتوي على كوبالتٍ مُشعّ،ويمر الإشعاع عبر الثقوب في الخوذة ليستهدِف الورم بشكلٍ دقيقٍ.

  • عند استخدام مسرع خطي يُثبت الرأس في إطار ثابت أو قناع مصبوب.يُستخدَم التصويرُ المقطعي المحوسَب لتشكيل خريطة ثلاثية الأبعاد للورم بحيث يمكن توجيه الإشعاع المنبعث من زوايا مختلفة بحيث يتطابق بشكل دقيق مع شكل الورم (يُسمَّى التشعيع التطابقي).

بشكلٍ تقليدي، تُجرى الجراحة الشعاعية عندما يكون لدى الشخص أربعة أورام أو أقل، ويُجرى تشعيع كامل الدماغ عندما يكون لدى الشخص 5 أورام أو أكثر.ولكن، تقترح بعض الأدلة الحديثة أن الجراحة الشعاعية يمكن إجراؤها عندما يكون لدى الشخص ما يصل إلى 10 أورام.تكون الجراحة الشعاعية مفيدة أيضًا في علاج النقائل الدماغية.

يحدث في بعض الأحيان ضرر ناجم عن الإشعاع، وذلك على الرغم من جهود الطبيب لمنع حدوثه.

كما يمكن استعمال التقنيات التجسيمية للقيام بما يلي:

  • تحديد موضع للخزعة

  • تحديد مكان إدخال الطعوم المشعة أو توجيه الليزر لتدمير خلايا الوَرم

يجري استخدامُ أجهزة الحاسُوب لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد،ويمكن الحصولُ على الصورة ثلاثية الأبعاد عن طريق وصل إطار تصوير معدنيّ خفيف الوزن بسلسلةٍ من القضبان إلى جمجمة الشخص.يُعطَى مخدر موضعي لتخدير المنطقة، وتُوضع دبابيس على الجمجمة لثقب الجلد.يُبيِّنُ التصويرُ المقطعي المُحوسب القضبان على شكل نقاط، ممَّا يُؤمِّنُ نقاطًا مرجعيَّة تُساعد على تحديد موضع الورم.وفي إجراءٍ مماثل، يَجرِي استخدام إطار بلاستيكي، ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة مكان الورم.

وبدًلًا عن الإجراءات السابقة، قد يجري استخدام تقنيات لا تنطوي على وصل إطارٍ.فعلى سبيل المثال، يمكن وضع واسِمات خاصة على الجمجمة لتوفير نقاط مرجعية.يجري إدخال موضع هذه الواسمات في جهاز حاسُوب يحتوي على صور لورم الدِّماغ.

يجري إدخال طُعومات أحيانًا في داخل الدِّماغ.تتكون الطعوم من رُقاقاتٍ مُشبَعة بأحد عقاقير المعالجة الكيميائيَّة، ومن بعد أن يجري استئصال الورم وقبل إغلاق الجمجمة والشقّ الجراحي، قد تُوضَع هذه الرقاقات في الحيِّز الذي كان فيه الوَرم.وعندما تذوب الرقاقات تدريجيًا، تُطلِقُ الدواءَ الذي يعمل على تخريب أيَّة خلايا سرطانية مُتبقِّيَة.

قد يجري تثبيتتحويلات عن طريق الجراحة إذا كان الورم يسبب زيادةً في الضغط في داخل الجمجمة.التحويلة هِيَ قطعة رفيعة من أنبوب يجري إدخالها في أحد أحياز الدماغ (البطينين) أو أحيانًا في الحيِّز حول الحبل الشوكي الذي يحتوي على السائل النخاعي (الحيِّز تحت العنكبوتية).يجري مدّ الطرف الثاني من الأنبوب تحت الجلد من الرأس عادةً إلى داخل البطن،وبذلك يجري تصريفُ السَّائِل النخاعيّ من الدِّماغ إلى البطن، حيث يجري امتصاصه.تحتوي التحويلة على صمام أحادي الاتجاه يفتح عندما يكون هناك الكثير من السَّائِل في الدماغ؛وقَد تكُون التحويلة مُؤقَّتةً (إلى أن يجري استئصال الوَرم)، أو دائمةً.

الأورَامُ غير السَّرطانيَّة

يُعدُّ الاستئصال الجراحيّ آمنًا غالبًا، ويُؤدِّي إلى شفاء الشخص،ولكن يُمكن الإبقاء على الأورام الصغيرة جدًا والأورام عندَ كبار السن في أمكنتها ما دام أنَّها لا تُسبِّبُ أيَّة أعرَاض.يَستخدم الأطباءُ المُعالجَة الشعاعيَّة من بعد الجراحة أحيانًا، وذلك لتخريب أيَّة خلايا باقية للورم.

تُعدُّ الجراحة الشعاعية باستخدام التقنيات التجسيمية فعالةً في علاج الأورام غير السرطانية مثل الأورام السحائية والأورام الشفانية الدهليزية.كثيرًا ما تُستخدم عوضًا عن الجراحة التقليدية من أجل تلك الأورَام.

أورامُ الدماغ السَّرطانية

يجري استخدام توليفة من المُعالجة الشعاعيَّة والمُعالجة الكِيميائيَّة عادةً،ويَجرِي استئصال ما يُمكن من الورم بشكلٍ آمنٍ، ومن ثمَّ تبدأ المُعالجة الشعاعيَّة،وتستمرُّ المعالجة الشعاعية أسابيعَ عَديدة.يجري استخدام الجراحة الشعاعية عندما لا يُمكن استخدام الجراحة التقليدية، خُصوصًا لمُعالَجة الأورام النقيلية.

بالنسبة إلى الأورام العدوانية جدًّا، يَجري استخدَام المُعالجة الكِيميائيَّة مع المُعالجة الشعاعيَّة،ومن النادر أن تُؤدِّي المُعالجة الشعاعيَّة مع المُعالجة الكِيميائيَّة إلى الشفاء، ولكنهما قَد تجعلان الورم يتقلَّص بما يكفي لضبطه لأشهر عديدة أو حتى لسنواتٍ.

بعدَ المُعالجة الشعاعيَّة،يجري استخدَام المُعالجة الكِيميائيَّة المستمرة لعلاج بعض أنواع أورام الدِّماغ السرطانية،وتبدُو المُعالجة الكِيميائيَّة فعَّالةً خُصوصًا في مُعالَجَة أورام الدبقيات القليلة التغصُّن الكشميَّة anaplastic oligodendrogliomas.

زيادة الضغط في الجُمجمة

تحتاجُ هذه الحالة الشديدة الخطورة إلى عناية طبية فوريَّة؛وإذا كان الأشخاص في حالة غيبوبة أو لديهم صعوبة في التنفُّس، فقد يكون الانفتاق الدماغ في طور النمو.ولمُساعدة هؤلاء الأشخاص على التنفُّس، يقوم الأطباءُ بإدخال أنبوبٍ بلاستيكيّ عبر الأنف أو الفم إلى داخل الرغامى trachea، ويصلونه بجهاز التهوية (إجراء يُسمَّى التَّنبيب الرغاميّ endotracheal intubation).فضلاً عن مساعدة الأشخاص على التنفس، يُساعد هذا الإجراء أيضًا على التقليل من الضغط داخل الجمجمة إلى أن يُصبِح في الإمكان استخدَام مُعالجَات أخرى.يجري عادةً إعطاء أدوية مثل مانيتول mannitol والستيرويدات القشريَّة عن طريق الحقن للتقليل من الضغط والوِقاية من الانفتاق،حيث تُقلِّل هذه الأدوية من الانتفاخ أو التورُّم حولَ الورم.يُمكن أن يُؤدِّي استخدام الستيرويدات القشريَّة لبضعة أيام أو لساعاتٍ أحيانًا إلى استعادة الوظائف التي أصابها الخلل بسبب الوَرم، ويُمكن أن يخفّ الصُّدَاع والأعراض الأخرى.

إذا كان الورم يحُول دون تدفُّق السَّائِل النخاعيّ عبر الأحياز في داخل الدِّماغ، قد يستخدم الأطباء جهازاً لتصريف هذا السَّائِل وبذلك ينخفض خطر الانفتاق،ويتكون الجهاز من أنبوب صغير (قثطار) موصول بمقياس يعمل على قياس الضغط في داخل الجمجمة.يَجري إدخال الأنبوب عبر فتحةٍ صغيرةٍ يقوم الاطباء بإحداثها في الجمجمة،وقد يجري استخدامُ مخدِّر موضعي (بالإضافة إلى مهدِّئ عادةً) أو مخدر عام.تجري إزالة الأنبوب أو تحويله إلى تصريفٍ دائم (تحويلة) بعد بضعة أيام،وفي أثناء هذا الوقت، يقوم الأطباءُ باستئصال كل الورم أو جزء منه عن طريق الجراحة، أو يَستخدمون الجراحة الإشعاعية أو العلاج الشعاعي لكامل الدماغ للتقليل من حجمه، وبذلك يخفّ الانسِداد.

النَّقائل Metastases

تَستندُ المعالجة بشكلٍ كبيرٍ إلى الموضع الذي نشأ فيه السرطان؛وغالبًا ما يَستخدم الأطباءُ المُعالجةَ الشعاعيَّة المُوجَّهة إلى النقائل في الدِّماغ.قد يكون الاستئصالُ الجراحيّ قبل المعالجة الشعاعيَّة مفيدًا للأشخاص الذين لديهم سرطان نقيليّ واحد،وفي بعض الأحيان يَجرِي استخدامُ الجراحة الإشعاعيَّة.يمكن للعلاجين الكيميائي والمناعي أن يساعدا على علاج النقائل من أنواع معينة من السرطان.

مسائل نهاية الحياة

يكون متوسِّط العمر محدودًا عندَ المرضى الذين يُعانون من أورام سرطانية في الدِّماغ، ويكُونون أكثرَ ميلًا لعدم القدرة على اتخاذ قرارات حول الرعاية الطبية،ولذلك، ينصح الأطباء بوضع توجيهات مُسبَقة،حيث يُمكن أن تُساعد هذه التوجيهات المُسبقة الأطباءَ على تحديد نوع الرعاية التي يحتاج إليها الأشخاص إذا أصبحوا غيرَ قادرين على اتخاذ قراراتٍ حَول الرعاية الطبية.قد يكون العلاجُ الذي يُركِّز على تخفيف الأَعرَاض بشكل كامل قدر الإمكان (الرعاية التلطيفية)، بدلاً من التركيز على شفاء الشخص، أكثرَ ملاءمة.

تُقدِّم العديدُ من مراكز السرطان، خُصوصًا التي تشتمل على خدمات الرعاية التلطيفية ومرافق لإيواء المرضى، المشورة والخدمات الصحية المنزلية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID