انفِتاق الدماغ

حسبKenneth Maiese, MD, Rutgers University
تمت مراجعته شوّال 1443

يحدث انفتاق الدماغ عندما يزداد الضغط داخل الجمجمة (الضغط داخل القحف)، فيدفع الدماغ إلى الجوانب والأسفل من خلال الفتحات الطبيعية في الطبقات النسيجية الصلبة نسبيًا التي تُقسم الدماغ إلى أحياز.يُعد انفتاق الدماغ حالة طبية طارئة.

  • قد يحدث انفتاق الدماغ عندما يُسبب الورم الدماغي، أو النزف في الدماغ، أو كتلة أخرى، أو اضطراب (مثل الفشل الكبدي أو الكلوي) زيادة مفرطة في الضغط داخل الجمجمة.

  • تختلف الأَعرَاض اعتمادًا على جزء الدماغ الذي يتعرض للضغط، ويمكن أن تشمل التنفس غير الطبيعي، والتقلصات العضلية غير الطبيعية، ومشاكل العين، واعتلال الوظيفة الذهنية، والغيبوبة.

  • يُجرى التصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص انفتاق الدماغ.

  • يقوم الأطباء بمُعالَجة الأسباب إن كان ذلك ممكنًا، ويتخذون تدابير لدعم التنفس (مثل التهوية الميكانيكية) ولتقليل الضغط المتزايد داخل الجمجمة.

يمكن لكتلة كبيرة، مثل ورم دماغي، أو تجمع للدم (ورم دموي)، أو تورم أن يدفع الدماغ بمواجهة الطبقات النسيجية الصلبة نسبيًا التي تقسم الدماغ إلى أحياز.ونتيجة لذلك، فقد يتضرر النسيج الدماغي.إذا كان الضغط يُطبق على مناطق الدماغ التي تتحكَّم في الوعي، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث الذُهول أو الغيبوبة.وإذا كان الضغطُ مرتفعًا بما فيه الكفاية، فقد يُدفَع الدماغ من خلال الفتحات الطبيعية الصغيرة الموجودة في هذه المُقسّمات.ويُسمَّى هذا الاضطرابُ المُهدِّد للحياة انفتاقَ الدِّماغ brain herniationيمكن للانفِتاق أن يزيدَ من تضرُّر أنسجة الدماغ، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة السيِّئة.

هناك نوعان شائعان من الانفتاق.جرت تسمية كل نوع على اسم البنية التي يُدفَع الدماغ من خلالها:

  • انفتاق خلال الخيمة: حيث يبرز الجزء العلويّ من الدِّمَاغ (المخ) عبر الثُّلمة الخيمية tentorial notch، التي تفصل المخّ عن الأجزاء السفليَّة من الدِّماغ (المخيخ وجذع الدِّماغ).وينخفض الوعي عندَ الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الانفتاق،وقد يُصبِح جانب الجسم المُقابل للورم مشلولًا.قد تكُون حدقة العين على جهة الانفتاق متسعة، وقد لا تتضيَّق استجابة للضوء.

  • الانفتاق اللوزيّ: كتلة (ورم أو نزف) في الجزء السفليّ من الدماغ يدفع الجزء الاسفل من المخيخ (اللوزتان المخيخيتان cerebellar tonsils) عبر الفتحة في جذر الجمجمة (الثُّقبة العُظمى foramen magnum)؛ونتيجةً لذلك، يحدُث انضغاط وخلل وظيفيّ في جذر الدِّماغ الذي يضبط التنفُّس ومعدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم،

انفتاق الدماغ: الدماغ تحت الضغط

يمكن أن يُسبِّبَ النزف أو التَّورُّم في الدماغ زيادة الضغط داخل الجمجمة.قد يدفع الضغط الدماغ إلى جوانب وأسفل الجمجمة من خلال فتحة طبيعية صغيرة في طبقات صلبة نسبيًا من الأنسجة التي تقسم الدماغ إلى أحياز.تكون النتيجة هي انفِتاق الدماغ.هذه التقسيمات هي امتداد للطبقة الخارجية من الأنسجة التي تُغطي الدِّماغ (الأم الجَّافية).يقوم الفتق بضغط أنسجة الدِّمَاغ، وبذلك يُلحقُ الضَّرر بها.

ينجم انفتاق الدماغ عن اضطرابات يمكنها التسبب بزيادة الضغط في داخل الجمجمة.وتشتمل على

  • كتل في الدماغ، مثل: الأورام الدماغية، أو مناطق من التورم (وذمة)، أو تراكم الدم (ورم دموي) ، أو جيب قيحي (خراج)

  • تورم واسع الانتشار ناجم عن فشل كبدي أو كلوي

  • زيادة الضغط في الأوردة التي تحمل الدَّم بعيدًا عن الدماغ (مثل الأوردة الوداجية)

  • عدم تصريف السائل النُّخاعي (السائل الذي يتدفق عبر الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي ويملأ المسافات ضمن الدماغ).

قد ينجم ارتفاع الضغط في الأوردة التي تحمل الدَّم من الدماغ عن فشل قلبي، أو انسداد في الأوردة، أو خُثار الجيب الوريدي (جلطة دمويَّة في الأوردة الكبيرة التي تُصرف الدَّم من الدماغ).

أعراض انفتاق الدماغ

قد يعاني الأشخاص المصابون بانفتاق الدماغ من أعراض الاضطراب الذي سبب المشكلة.وقد يعانون أيضًا من أعراض متنوعة بحسب جزء الدماغ الذي يتعرض للضغط.وتنطوي هذه الأَعرَاضُ على:

  • نمط تنفسي غير طبيعي

  • تقلصات عضلية غير مقصودة (لا إرادية): فمثلًا، يميل الرأسُ إلى الخلف، وتكون الساقان والذراعان في وضعيَّة البسط - وهي وضعيّة تُسمى صَمَلُ فَصلِ الدِّماغ.أو قد تنحني الذراعان مع بسط الساقين - وهي وضعيّة تُسمى وَضعِيَّة صمل مَنزُوع القِشرَة decorticate rigidity؛أو يمكن أن يرتخي الجسمُ بأكمله.

  • مشاكل عينية: قد تتوسَّع إحدى الحدقتين أو كلتيهما، كما يمكن ألَّا تتضيق استجابةً للضوء.أو قد تكون الحدقتان صغيرتين جدًا.وقد لا تتحرّك العينان، أو قد تتحركان بطرائقٍ غير طبيعية.

  • ضعف الوعي، بما في ذلك الذهول والغيبوبة

قد تتضمن الأَعرَاضُ الأخرى الغثيان، والتقيؤ، وتيبس الرقبة، والصداع، وزيادة النعاس.

إذا لم يَجرِ تشخيص الانفتاق ومعالجته على الفور، فقد تكون له عواقب كارثية، بما في ذلك الشلل، وعدم انتظام ضربات القلب، وصعوبة التنفس.قد يتوقف التنفُّس (فشل تنفُّسي)، ويتوقَّف القلب عن ضخ الدم (نوبة قلبية)، مما يُفضي إلى الموت.

تشخيص انفتاق الدماغ

  • اختبارات التصوير

يُعدُّ انفتاق الدماغ حالات طارئة.وإن اكتشافه بشكل فوري يُعد أمرًا حاسمًا لجعل المعالجة المنقذة للحياة ممكنة.

يستطيع الأطباء عادةً تحديد اعتلال الوعي بناءً على مراقبة الشخص والفحص السريري، مع التركيز على الجهاز العصبي (يُسمَّى الفحص العصبي).قد تقترح الموجودات السريرية بأن الضغط داخل الجمجمة (الضغط داخل القحف) قد ازداد قبل حدوث الانفتاق.إذا اشتبه الأطباء في حدوث تلك الزيادة، فسوف يلجؤون إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بشكل فوري للتحقق من الأسباب المحتملة، بما في ذلك التورم، أو النزف، أو الشذوذات البنيوية، أو وجود كتلة في الدماغ (مثل الورم، أو تراكم الدَّم، أو خراج).وإذا أشارت نتائج الاختبار إلى ازدياد الضغط، فقد يقوم الأطباء بحفر ثقب صغير في الجمجمة وإدخال جهازٍ في أحد الأحياز المملوءة بالسوائل (البُطينات) في الدماغ.يُستخدم هذا الجهاز لخفض الضغط ومراقبته في أثناء العلاج.

يمكن للتصوير المقطعي المحوسَب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أن يظهر أيضًا انفتاق الدماغ ويؤكد التشخيص.

علاج انفتاق الدماغ

  • إجراءات لمُساعدة الأشخاص على التنفُّس

  • علاج السبب

  • إجراءات لتخفيض الضغط الزائد داخل الجمجمة

يُعد العلاج الفوري لانفتاق الدماغ أمرًا حاسمًا.يجب معالجةُ الشخص الذي حدث عنده تراجعٌ سريعٌ في تيقّظه، وازدادت صعوبة استثارته مباشرةً، قبلَ التمكن من تحديد السبب في كثيرٍ من الأحيان.

يكون العلاج شبيهًا بعلاج الغيبوبة.يُعالج سبب انفتاق الدماغ إذا كان ذلك ممكنًا.

المُعالجة الفورية

تكون الخطواتُ الأولى في المعالجة، التي تُجرى من قِبَل موظَّفي الرِّعاية الطبيَّة الإسعافيَّة في بعض الأحيان، هي التَّحرِّي عن الحالات التالية وعلاجها إن كان ذلك ممكنًا:

  • ما إذا كان السبيل التنفُّسي مفتوحًا

  • مدى كفاءة التَّنفُّس

  • ما إذا كانت حالة النبض وضغط الدَّم ومُعدَّل ضربات القلب طبيعية (للتأكد من وصول الدَّم إلى الدِّماغ)

يُعالج المرضى في قسم الطوارئ في البداية، ثمَّ يجري إدخالهم إلى وحدة الرِّعاية المُركَّزة في المستشفى.تقوم المُمرِّضاتُ في القسمين بمراقبة مُعدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم ودرجة الحرارة ومستوى الأكسجين في الدَّم.ويجري تصحيحُ أيَّة شذوذاتٍ في هذه القياسات مباشرةً لمنع حدوث المزيد من الضَّرر في الدِّماغ.يُعطى الأكسجين مباشرةً في كثيرٍ من الأحيان، ويجري إدخال أنبوب إلى الوريد (خط وريدي) بحيث يمكن إعطاء الأدوية أو السكر (الغلوكوز) بسرعة.

وينبغي، عندَ معاناة الأشخاص من ارتفاع أو انخفاضٍ شديدين في درجة حرارة الجسم، اتخاذ إجراءات لتبريدهم (معالجة ضربة الحرارة) أو لتدفئتهم (معالجة انخفاض الحرارة).وتُعالج أيَّة اضطراباتٍ أخرى (مثل اضطرابات القلب أو الرئة) إن وُجِدت.

معالجةُ لضبط التنفُّس

إذا اشتبه الأطباء في زيادة الضغط داخل الجمجمة، يجري إدخال أنبوب التنفُّس من خلال الفم بحيث يمكن استعمال التهوية الميكانيكية للتأكُّد من أن كمية كافية من ثاني أكسيد الكربون يجري زفرها وللحفاظ على مستويات كافية من الأكسجين في الدَّم.يحتاج معظم المصابين بانفتاق الدماغ إلى جهاز تنفس اصطناعي يقوم بالتنفس عنهم.تُستخدم التهوية الميكانيكية أيضًا لخفض الضغط بسرعة في داخل الجمجمة.

يُدخَل أنبوبُ التنفُّس عبر الفم إلى الرغامى - يُسمَّى ذلك التنبيب الرغامي.يُمرر الأكسجين إلى الرئتين مباشرةً من خلال الأنبوب.كما يمنع الأنبوب الأشخاص من استنشاق محتويات المعدة بعد التقيؤ.قبل إدخال الأنبوب، قد يرش الأطباء حلق الشخص برذاذ مخدر أو يعطونه دواءً لمنع تقلص العضلات بشكل لا إرادي (دواء شللي).يجري وصل أنبوب التنفس بعد ذلك إلى ■جهاز التهوية الميكانيكية■.

يمكن للتهوية الميكانيكية أن تُسبب التهيج، والذي يمكن معالجته باستخدام عمهدئ.

علاج ارتفاع الضغط داخل الجمجمة

إذا ارتفع الضغط داخل الجمجمة (الضغط داخل القحف)، فيمكن اتخاذ التدابير التالية لخفضه:

  • يمكن رفع رأس السرير.

  • تُستخدم التهوية الميكانيكية لجعل الأشخاص يتنفسون بشكلٍ أسرع (يُسمى فرط التهوية).يزيد التنفُّسُ السريع من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تخرج من الرئتين، وينقِص مستواه في الدم.ونتيجة لذلك، تتضيّق الأوعية الدموية في الجزء غير المتضرّر من الدماغ، وتصل كمّية أقلّ من الدَّم إلى الدماغ.يؤدي هذا الإجراءُ إلى خفض الضغط داخل الجمجمة بسرعة ولكن بشكل مؤقت، ويوقف الانفتاق بشكل مؤقت.يستمر التأثير المفيد لفرط التهوية لحوالي 30 دقيقة.يستخدم الأطباء هذا الوقت لبدء العلاجات التي يمكنها إيقاف الانفتاق، مثل الأدوية والعمليات الجراحية، والتي تستغرق وقتًا أطول.

  • يمكن استعمالُ مُدرَّات البول أو أدوية أخرى لتقليل كميَّة السوائل في الدماغ وبقية الجسم؛حيثُ تُساعد مُدرَّاتُ البول على طرح السوائل الزائدة من خلال جعل الكلى تطرح المزيد من الصوديوم والماء في البول.

  • يمكن استعمالُ المُهدِّئات للتَّحكُّم في التقلصات العضليَّة اللاإرادية الزائدة، أو التهيج الناجم عن التهوية الميكانيكية.يمكن لهذه المشاكل أن تزيد الضغط داخل الجمجمة.

  • يُخفض ضغط الدم إذا كان مرتفعًا جدًّا.

  • يقوم الأطباء في بعض الأحيان بإدخال مُصرِّف (تحويلة) في بطينات الدماغ لتصريف السَّائِل النخاعي.يمكن للتخلص من السائل الزائد أن يساعد على خفض الضغط داخل الجمجمة.

قد يكون من المفيد معالجةُ ارتفاع الضَّغط النَّاجم عن وجود ورم أو خُراج في الدِّماغ من خلال استعمال الستيرويدات القشريَّة، مثل ديكساميثازون؛ في تخفيف الضَّغط؛إلَّا أنَّ الستيرويدات القشريَّة لا تُستعمل عندما يكون ارتفاع الضَّغط ناجمًا عن اضطراباتٍ أخرى، مثل النَّزف داخل الدِّماغ، أو السكتة الدِّماغيَّة، لأنَّ استعمالَ الستيرويدات القشريَّة قد يُفاقم هذه الحالات.

وعند فشل التدابير الأخرى، قد يجري تجريب ما يأتي:

  • عندما يزداد الضغطُ داخل الجمجمة بعدَ إصابة في الرأس أو توقُّف القلب، قد تُتخذ تدابير لخفض درجة حرارة الجسم.يمكن لهذه التدابير أن تفيد بعض الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية.ولكن هذا الإجراء محط جدل.

  • يمكن استعمالُ بنتوباربيتال (أحد الباربيتورات) للحدّ من جريان الدَّم إلى الدماغ ومن نشاطه.يمكن لهذه المعالجة أن تُحسِّن المآل عندَ بعض الأشخاص.ولكنه لا يفيد كل المرضى، وقد يُسبّب تأثيرات جانبية، مثل انخفاض ضغط الدَّم واضطرابات نظم القلب؛

  • قد تُفتَح الجمجمةُ جراحيًّا عند فشل الإجراءات الأخرى، ممَّا يُوفِّر حيِّزًا أوسع للدماغ المُتورِّم، وبذلك يقلّ الضغط على الدماغ.يمكن لهذا العلاج أن يمنع الوفاة، ولكنّه قد لا يحسّن قدرة الشخص على استعادة الوظيفة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID