التَّهويةُ الميكانيكيَّة Mechanical Ventilation

لا يحتاج بعضُ الأشخاص إلى دعمٍٍ كاملٍ في أثناء التنفس.ويمكن معالجة أولئك الأشخاص من خلال استخدام قناعٍ مُحكَمٍ ومناسبٍ فوق الأنف أو فوق الأنف والفم؛ثم يجري دفع مزيج الأكسجين والهواء تحت الضغط من خلال القناع.يساعد هذا الضغطُ جهودَ التنفُّس الذاتية للشخص، ويمنع إجهاد العضلات التنفسية.عندَ حوالى نصف الأشخاص المصابين بفشلٍ تنفسي، يمكن لهذه التقنية (تسمّى الضغط الهوائي الإيجابي الثنائي المستوى أو الضغط الهوائي الإيجابي المستمرّ) أن تتجنبَ الحاجة إلى تنبيب الرُّغامى.

يمكن أن يفيدَ استخدام ضغط المجرى التنفس الإيجابي الثنائي المستوى خلال الليل الأشخاصَ المُصابين بفشلٍ تنفسيٍّ بسبب ضعف العضلات، وذلك لأنَّ عضلات الجهاز التنفسي تكون قادرة على العمل بفعاليَّة أكبر خلال النهار بعدَ الراحة في الليل.

يمكن أن يؤدي دفعُ الهواء إلى الرئتين تحت ضغطٍ كبير أو بحجمٍ كبيرٍ إلى حدوث تمطُّطٍ مفرطٍ في الرئتين، ممَّا يُلحق الضَّررَ بالرِّئة.تتمزّق الأسناخُ الهشة (الأَكياسُ الهَوائِيَّة الصغيرة في الرئتين) في بعض الأحيان، ممَّا يسمح للهواء بالتَّجمُّع في محيط الرئة مؤدِّيًا إلى انخماصها، وهي حالةٌ تُسمَّى استرواح الصدر.ولتفادي هذه المشاكل، يحاول الأطباءُ الحَدَّ من حجم وضغط الهواء الذي تعطيه المُنفسة.ومن ناحية أخرى، فإن القليلَ من الضغط والحجم قد لا يُحرِّكان ما يكفي من الهواء للداخل والخارج، ممّا يتسبب في ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم بشكل كبير، فيؤدي إلى إغلاق المسالك الهوائية الصغيرة والحويصلات الهوائية.يقوم الأطباءُ باستمرارٍ بمراقبة وتعديل تواتر وحجم الأنفاس المدفوعة بواسطة المُنفسة، وكذلك ضغط المُنفسة لتحقيق توازنٍ دقيق.

رغم حاجة معظم الأشخاص الذين يخضعون للتهوية الميكانيكية إلى أكسجينٍ إضافيّ، إلا أنَّ فرطَ إعطاء الأكسجين يمكن أن يُلحق الضَّرر بالرئتين.يراقب الأطباءُ مستوى الأُكسِجين الذي يُدفع للشخص للتأكُّد من حصوله على حاجته فقط من الأكسجين.

وقد يتعرَّض المرضى الذين يخضعون للتهوية الميكانيكية، لاسيَّما من خلال التنبيب بالرغامى، إلى الهياج الشديد الذي يمكن أن يضبطه الأطباءُ بواسطة أدوية مُهدّئة، مثل البروبوفول propofol أو لورازيبام lorazepam أو ميدازولام midazolam أو المواد الأفيونية مثل المورفين morphine أو الفنتانيل fentanyl.كما يمكن لهذه الأدوية أن تساعد على تخفيف عُسر التَّنَفُّس.

وعندما يَجرِي تنبيب الرُّغامى، قد تدخل الجراثيم من الأنف والفم بسهولة إلى الرئتين، مُسبِّبةً عدوى خطيرة.ينبغي تشخيصُ حالات العدوى هذه ومعالجتها في أسرع وقت ممكن.

ونظرًا لعجز الأشخاص الذين يستخدمون المُنفّسة عن تناول الطعام، لذلك يجري توفير الدَّعم الغذائي من خلال إعطاء مكمّلات سائلة عبر أنبوب يصل إلى المعدة عادةً (أنبوب التغذية).

ومع تعافي الشخص من الاضطراب الذي أدى إلى خلل في وظيفة الرئة، يحاول الأطباءُ تقليل دعم التنفس.وقد يقفون تشغيل جهاز التنفس الصناعي مؤقتًا لمعرفة ما إذا كانت رئتا الشخص قادرتين على العمل دون دعم.تُجرى هذه المحاولات تحت مراقبة دقيقة بحيث يمكن إعادة تشغيل المنفّسة بسرعة عندَ الضرورة.