تتكون مُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس locked-in syndrome من شللٍ كاملٍ تقريبًا.ولكن، لا يتأثر الإدراكُ والوظيفة العقلية أو الذهنية.يتعذَّر على المرضى إظهار تعابير الوجه أو الحركة أو التحدث أو التواصل من تلقاء أنفسهم، ولكن يمكنهم تحريك أعينهم نحو الأعلى والأسفل والتَّرميش.
تنجم متلازمة المُنحَبِس عادة عن السكتة الدماغية، ولكنها قد تكون ناجمة عن متلازمة غيلان باريه أو السرطان الذي يصيب جزءًا معيّنًا من الدماغ.
يتعذَّر على المرضى المُصابين بمُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس تحريك الجزء السفلي من الوجه أو المضغ أو البلع أو التحدث أو تحريك أطرافهم أو تحريك أعينهم من جانبٍ إلى آخر، لكنَّهم يرون ويسمعون ويحرِّكون أعينهم إلى الأعلى والأسفل ويرمشون عادة.
وللتعرُّف إلى هذه المتلازمة، يقوم الأطبَّاءُ بفحص الأشخاص الذين لا يتحركون، ويبدون غير مستجيبين، بأن يطلبوا منهم فتح أعينهم وإغلاقها، ويطلبون اختبارات تصويرية لتحديد السبب.
تنطوي المعالجةُ على مُعالَجَة السبب (في حال تحديده)، وتوفير التغذية الجيدة، والوقاية من المشاكل الناجمة عن عدم القدرة على الحركة (مثل قرحات الضغط)، وتوفير التدريب على التواصل.
يمكن أن تحدث مُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس بسبب سكتة.ولكن، قد تحدث بسبب
أيِّ اضطراب (مثل سرطان دماغي، أو عدوى، أو إصابة في الرأس) يُخرِّب الجزء الأوسط من جذع الدماغ دون أن يُؤثِّر في أجزاء الدماغ التي تتحكَّم في الوعي والوظيفة العقلية (الجزء العلوي من جذع الدماغ والمخ، وهو الجزء الأكبر من الدماغ)
بعض المواد السامة، مثل المبيدات الحشرية، أو الإفراط في استخدام المواد الأفيونية
وفي حالاتٍ نادرة، يحدث شللٌ كامل للأعصاب والعضلات المحيطية بشكلٍ مشابهٍ لما ينجم عن الإصابة الشديدة بمُتلازمة غيلان باريه Guillain-Barré syndrome أو عن السرطان الذي يُصيبُ الجزء الأوسط من جذع الدماغ أو المنطقة المحيطة به
أعراض متلازمة المُنحبس
يتعذَّر على المرضى المُصابين بمُتَلاَزِمَة المُنحَبِس تحريك الجزء السفلي من الوجه أو المضغ أو البلع أو التحدث أو تحريك أطرافهم أو تحريك أعينهم من جانبٍ إلى آخر.وقد تكون لديهم صعوبةً في التنفُّس، ولكن يمكنهم النظر والسمع.
وتشبه متلازمة المُنحَبِس Locked-in الذُّهول أو الغيبوبة، لأنه ليس للأشخاص طريقة واضحة للاستجابة على الرغم من أنَّهم في كامل وعيهم؛إلَّا أنَّه يمكن لمعظمهم تحريك أعينهم نحو الأعلى والأسفل ويمكنهم التَّرميش.وإذا لم يلاحظ مقدّمو الرعاية حركات العينين، فقد يَعتقدون خطأً أنَّ الأشخاص المُصابين بمُتَلاَزِمَة المُنحَبِس غيرَ مدركين لما يحيط بهم وغيرَ قادرين على التفكير أو التواصل.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من متلازمة المنحبس تعلّم التواصل من خلال فتح وإغلاق أعينهم ردًّا على الأسئلة.كما يمكن لبعض الأشخاص المُصابين بمُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس أن يتعلموا التواصل باستخدام جهاز حاسوب يفسِّر نشاطَ الدماغ، ويجري التحكُّم فيه من خلال حركات العين، أو وسائل أخرى أحيانًا.
هل تعلم...
|
تشخيص متلازمة المُنحبس
تقييم الطبيب
إجراء اختبارات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي
نتيجةً لإمكانيَّة الخَلط خطأً بين متلازمة المُنحَبِس والذّهول أو الغيبوبة، يقوم الأطبَّاء بفحص الأشخاص الذين لا يتحرّكون، ويبدون غير مستجيبين، بأن يطلبوا منهم فتح أعينهم وإغلاقها.
إجراء اختبارات التصوير للدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) لتحديد السبب، وخصوصًا للتَّحرِّي عن وجود أيَّة اضطرابات قابلة للعلاج يمكن أن تُسهِمَ في حدوث المشكلة.
وعندَ عدم التَّأكُّد من التَّشخيص، قد يقوم الأطباء بإجراء اختبارات تصويرٍ أخرى، مثل تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، (PET)، أو التَّصوير المقطعي المُحوسَب بالإصدار أحادي الفوتون (SPECT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، أو الاستجابات المثارة.
مآل متلازمة المُنحبس
يعتمد حدوثُ الشِّفاء على سبب المتلازمة وشدّتها، كما في الأمثلة التالية:
إذا كان السببُ هو سكتة دماغية صغيرة ولا يُعاني الأشخاص من شللٍ كامل، فقد يكون شفاؤهم كاملًا إلى الدَّرجة التي تُتيح لهم أداء مهامِّهم اليوميَّة بأنفسهم، مثل تناول الطَّعام والتَّحدُّث.
وإذا كانت السكتةُ الدماغية كبيرة، فإنَّ معظم الأشخاص يحتاجون إلى رعاية تشخصيَّة مستمرَّة بدوامٍ كامل.
إذا كان السببُ هو مُتلازمة غيلان باريه، فقد يتحسن الأشخاص في غضون عدة أشهر، ومن النَّادر أن يكون التَّعافي كاملًا.
أما إذا كان السببُ اضطرابًا مُتقدِّمًا مثل السرطان، فإنَّه يؤدي إلى الوفاة عادةً.
علاج متلازمة المُنحبس
التدابير الوقائيَّة للمشاكل النَّاجمة عن عدم الحركة
التَّغذية الجيدة
التدريب على التواصل
تنطوي المعالجةُ المُبكِّرة على تصحيح أيَّة حالات قد تُسهِمُ في حدوث هذه المُتلازمة.وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من صعوبةٍ في التنفس إلى مساعدة في التنفُّس، مثل استخدام التهوية الميكانيكية.
الرِّعايَة الطويلة الأمد
كما هيَ الحال عند الأشخاص الذين هم في حالة غيبوبة، يحتاج الأشخاص المُصابون بمُتَلاَزِمَةِ المُنحَبِس إلى الرعاية الشاملة.
من الضروري توفير التغذية الجيّدة (الدَّعم الغذائي).تكون تغذية المرضى من خلال إدخال أنبوب عن طريق الأنف إلى المعدة (يُسمى التغذية الأنبوبية).وتكون تغذيتهم في بعض الأحيان من خلال أنبوب يُدخَلُ إلى المعدة أو الأمعاء الدقيقة مباشرةً من خلال شقٍّ في البطن.كما يمكن إعطاءُ الأدوية من خلال هذه الأنابيب.
تحدث الكثير من المشاكل نتيجة العجز عن الحركة، ولذلك من الضروري اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوثها؛حيث يمكن أن يحدث ما يلي على سبيل المثال:
قرحات الضَّغط: يمكن أن يؤدي الاستلقاءُ في وضعيَّة واحدة إلى قطع التَّغذية الدَّمويَّة إلى بعض مناطق الجسم، ممَّا يتسبَّبُ في تشقُّق الجلد وتشكُّل قرحات الضغط.
ضعف العضلات وضرر الأعصاب: تضمر العضلات وتصبح ضعيفة عندما لا تُستخدم.يمكن أن يُؤدِّي البقاءُ في وضعية واحدة في السرير، لفترة طويلة، إلى الضغط على أحد الأعصاب بما يكفي لتضرُّره،
التَّقفُّعات: يمكن لقلَّة الحركة أن تؤدي أيضًا إلى حدوث تيبُّسٍ دائمٍ في العضلات، ممَّا يُسبِّبُ حدوث انحناءٍ دائمٍ في المفاصل.
الجلطات الدَّمويَّة: تزيد قلَّة الحركة من احتمال تشكُّل جلطاتٍ دمويَّة في أوردة الساقين.
يمكن الوقايةُ من قرحات الضغط من خلال التغيير المتكرّر لوضعية الشخص، ووضع وسادات وقائية تحت أجزاء الجسم التي تلامس السرير، مثل الكعبين، لحمايتها.
للوقاية من حدوث ضعف العضلات وتضرُّر الأعصاب والتَّقفعات، يقوم المعالجون الفيزيائيون بتحريك مفاصل الشخص بلُطفٍ في جميع الاتجاهات (تمارين لافاعلة ضمن مجال الحركة passive range-of-motion exercises) أو المفاصل المجبَّرة في وضعيات معيّنة.
تنطوي الوقاية من الجلطات الدَّموية على استخدام الأدوية وضغط أو رفع ساقي الشخص.كما قد يساعد تحريكُ الأطراف، مثلما يحدث في التمارين اللافاعلة ضمن مجال الحركة، على منع حدوث الجلطات الدموية.
ينبغي المحافظة على نظافة وجفاف جلد الأشخاص المُصابين بالسَّلَس.يمكن عند عدم قيام المثانة بوظيفتها وحدوث احتباسٍ للبول وضعُ أنبوبٍ (قثطار) في المثانة لتصريفه.ويجري تنظيف القثاطير بدقَّة، وفحصها بانتظام، للوقاية من حدوث حالات عدوى في المسالك البولية.
التدريبُ على التواصل
يمكن للمرضى المُصابين بمُتَلاَزِمَةُ المُنحَبِس أن يتعلموا التواصل باستخدام جهاز حاسوب يجري التحكُّم به من خلال حركات العين.ويمكن للأجهزة الأخرى اكتشاف توقيت قيام الأشخاص بشمٍّ بسيط.كما يمكن توصيلُ هذه الأجهزة بجهاز كمبيوتر واستخدامها للتواصل.وقد يساعد اختصاصيو علاج النطق الأشخاص على وضع رمزٍ للتواصل باستخدام رمشات العين أو الشم.وإذا استعاد المرضى استخدام جزء آخر من الجسم (مثل الإبهام أو الرقبة)، يمكنهم التواصل بطرائق أخرى؛
إلَّا أنَّ هذه الأساليب مُتعِبة وبطيئة.لذلك يَجرِي تطويرُ أساليب أخرى باستخدام الأقطاب الكهربائية التي ترتبط بفروة الرأس أو تُزرَع في الدماغ.ويمكن للأقطاب الكهربائية الكشف عن الإشارات الكهربائية الصَّادرة عن الخلايا العصبية.وتُرسل هذه الإشارات إلى جهاز الحاسوب لمعالجتها.ويمكن استخدامُها لتحريك المُؤشِّرات على شاشة الكمبيوتر وتشغيل ذراع الرَّجل الآلي وإصدار الكلام الذي يجري إنتاجُه بواسطة الحاسوب.
قضايا أخرى
يجب على الأشخاص اتخاذ قرارات رعايتهم الصِّحِّية، لأنَّهم قادرون على التواصل عادةً؛إلَّا أنَّ الأشخاص المُصابين يكونون شديدي الاكتئاب، وقد يحتاجون إلى استشارة ممارس صحِّي نفسي ودود، لاسيَّما عندما يضعون في اعتبارهم التَّدخُّلات الطِّبيَّة المستقبلية وتدابير دعم الحياة.
ويُعالج الاكتئاب إن كان موجودًا.
