القيء عند الرُّضَّع والأطفال

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

القيء هو قذفٌ قويٌّ ومزعج وغير إرادي للمواد الغذائيَّة.عند الرُّضَّع، يجب تمييز القيء من البُصاق.يبصق الرُّضَّع كميات صغيرة خلال الرِّضاعة أو بعدها بفترة وجيزة غالبًا- في أثناء التَّجشُّؤ عادةً.يمكن أن يحدث البصق نتيجة سرعة تناول الرُّضَّع لغذائهم أو ابتلاع الهواء أو الإفراط في كميَّة الغذاء المُتناولة، ولكنَّه قد يحدث دون سببٍ واضح.ينجم القيء عن اضطرابٍ عادةً.يستطيع الأهل ذوو الخبرة التفريق بين البصق والقيء عادةً، ولكنَّهم قد يحتاجوا في البداية إلى التَّواصل مع الطبيب أو المُمرِّضة.

يمكن للقيء أن يتسبب بحدوث نقصٍ كبيرٍ في سوائل الجسم (التجفاف).يتعذَّر على الأطفال في بعض الأحيان شرب ما يكفي لتعويض السوائل المفقودة- وذلك إمَّا لأنَّهم مستمرُّون في التقيُّؤ أو لأنََّّهم لا يريدون الشُّرب.يرفض الأطفال الذين يتقيَّؤون تناول الطعام عادةً، ولكن من النَّادر أن يتسبَّب هذا النَّقص في الشهية في حدوث مشكلة.

(انظر أيضًا الغثيان والقيء عند البالغين).

أسباب القيء عند الرُّضَّع والأطفال

يمكن أن يكون التقيُّؤ مفيدًا عندما يُساعد على التَّخلُّص من المواد السَّامة التي جَرَى ابتلاعها.إلَّا أنَّ القيءَ ينجم عن اضطرابٍ في معظم الحالات.يكون الاضطراب غيرَ ضارٍّ بشكلٍ نسبيٍّ عادةً، ولكنَّ التقيُّؤ يكون علامةً على وجود مشكلةٍ خطيرةٍ في بعض الأحيان، مثل وجود انسداد في المعدة أو الأمعاء أو زيادة الضغط داخل الجمجمة (فَرطُ الضَّغطِ داخِلَ القِحف).

الأسباب الشَّائعة

تختلف الأسباب المُحتملة لحدوث القيء باختلاف عمر الطِّفل.

تشتمل الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث القيء عند حديثي الولادة والرُّضَّع على ما يلي:

أمَّا السَّبب الأكثر شيوعًا لحدوث القيء عند الأطفال الأكبر سِنًّا فهو:

  • التهاب المَعدة والأمعاء النَّاجم عن فيروس

الأَسبَاب الأقلُّ شيوعًا

عند حديثي الولادة والرُّضَّع تكون بعض الأسباب مُهمَّةً لأنَّها قد تُهدِّد الحياة، رغم أنَّها أقلُّ شيوعًا، مثل:

  • تضيُّق أو انسداد ممرُّ الخروج من المعدة (تضيُّق الَبوَّاب) عند الرُّضَّع الذين تتراوح أعمارهم بين 3 - 6 أسابيع.

  • انسداد الأمعاء النَّاجم عن عيوبٍ خِلقيَّة، مثل التواء (انفتال) أو تضيُّق الأمعاء

  • انزلاق أحد أجزاء الأمعاء في جزءٍ آخر (انغلاف) عند الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 3- 36 شهرًا

كما قد يؤدي عدم تحمُّل الطعام والحساسيَّة لبروتين حليب البقر وبعض الاضطرابات الاستقلابيَّة الوراثيَّة غير الشَّائعة إلى حدوث القيء عند حديثي الولادة والرُّضَّع.

وتشتمل الأسباب النَّادرة عند الأطفال الأكبر سِنًّا والمراهقين على حالات العدوى الخطيرة (مثل عدوى الكلية أو التهاب السَّحايا) أو التهاب الزائدة الحاد أو الاضطراب الذي يزيد الضَّغط داخل الجمجمة (مثل ورم الدِّماغ أو الإصابة الخطيرة في الرَّأس).كما تنطوي أسباب حدوث القيء عند المراهقين على داء الارتجاع المِعَدي المريئي، ومرض القرحة الهضميَّة، والحساسيَّة للطعام، والقيء الدَّوري، وبُطء تفريغ المعدة (خَزَلُ المَعِدَة)، والحمل، واضطرابات الأكل، وابتلاع مادَّة سامَّة (مثل كميات كبيرة من أسيتامينوفين أو الحديد أو الكحول)، والاستعمال المتكرر للقنب (الماريجوانا).

تقييم القيء عند الرُّضَّع والأطفال

بالنسبة للأطبَّاء، يكون هدفهم الأوَّل هو تحديد ما إذا كان الأطفال مُصابين بالتَّجفاف وما إذا كان القَيء ناجمًا عن اضطرابٍ مُهدِّدٍ للحياة.

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون الأَعرَاض والملامح التالية مدعاةً للقلق:

  • الخمول والفُتور

  • عند الرُّضَّع، صعوبة إرضائهم أو تهيُّجِهم وبروز بقعٍ رخوة (اليوافيخ) بين عظام الجمجمة

  • عند الأطفال الأكبرَ سِنًّا، الصُّدَاع الشديد وتيبُّس الرَّقبة الذي يجعل خفض الذقن إلى الصَّدر صعبًا والحساسيَّة للضَّوء والحُمَّى

  • ألم أو تورُّم البطن أو كليهما

  • القيء المُستمر عند الرُّضع الذين لم يحدث عندهم نموٌّ أو تقدُّم كما هو متوقع

  • البُراز المُدمَّى

  • قيء أخضر فاتح أو مدمَّى

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب أن يحصل الأطفال الذين لديهم علاماتٌ تحذيريَّة على تقييم الطبيب مباشرةً، وكذلك بالنسبة للأطفال حديثي الولادة والأطفال الذين حدث عندهم قيءٌ مُدمَّى يشبه حُبيبات القهوة أو ذو لونٍ أخضرَ فاتحًا؛ والأطفال الذين تعرَّضوا لإصابةٍ حديثةٍ في الرَّأس (في غضون أسبوع).إذا بدا الانزعاج على الأطفال حتى عند عدم حدوث القيء مع استمرار انزعاجهم لأكثر من بضع ساعات، فمن المحتمل أن يتمَّ تقييمهم من قِبَل الطبيب.

أمَّا بالنسبة للأطفال الآخرين، فإنَّ علامات التَّجفاف ولا سيَّما تراجع التَّبوُّل وكمية السَّوائل التي يشربونها تساعد على تحديد مدى سرعة الحصول على تقييم الطبيب.وتختلف الحاجة المُلحَّة إلى حدٍّ ما باختلاف العمر وذلك لأنَّ الرُّضَّع والأطفال الصِّغار قد يُصابوا بالتَّجفاف بسرعةٍ أكبرَ من الأطفال الأكبر سِنًّا.وبشكلٍ عام، يجب أن يحصلَ الرُّضَّع والأطفال الصغار الذين لم يتبوَّلوا لأكثر من 8 ساعات أو الذين لم يرغبوا في الشرب لأكثر من 8 ساعات على تقييم الطبيب.

يجب الاتصال بالطبيب إذا حدث عند الأطفال أكثر من 6- 8 نوباتٍ من القيء أو إذا استمرَّ القيء لأكثر من 24 - 48 ساعة أو إذا ظهرت أعراضٌ أخرى (مثل السعال أو الحُمَّى أو الطَّفح الجلدي).

ومن النَّادر أن يحتاج الأطفال الذين اقتصرت معاناتهم على عددٍ قليلٍ من نوبات القيء (مع أو بدون الإسهال) أوالذين يشربون كميَّةً قليلةً من السوائل أو الذين لا يبدو أنهم مصابون بمرضٍ شديدٍ؛ إلى مراجعة الطبيب.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن أعراض الطفل وعن تاريخه الطِّبِّي.ثمَّ يقومون بإجراء الفحص السَّريري.يمكن لوصف أعراض الطفل ولفحصه السَّريري الكامل أن يُساعدا الأطباء على تحديد سبب القيء عادةً (انظر الجدول بعض أسباب وسمات التقيؤ عند الرضع، والأطفال، والمراهقين).

يستفسر الأطبَّاء عن الأمور التالية:

  • موعد بَدء القيء

  • عدد مرَّات حدوثه

  • مظهر القيء (بما في ذلك لونه)

  • ما إذا كان قويًّا (قذفيًّا)

  • كميَّة القيء

يمكن أن يؤدي تحديد نمط القيء- يحدث في أوقاتٍ معيَّنةٍ من اليوم أو بعد تناول أطعمة مُعيَّنة- إلى مساعدة الأطبَّاء على تحديد الأسباب المُحتملة.كما أنَّ معرفة معلوماتٍ عن الأَعرَاض الأخرى (مثل الحُمَّى وألَم البَطن) والتَّبرُّز (تكراره وقوامه) والتَّبوُّل؛ يمكن أن تساعدَ الأطبَّاء على تحديد السَّبب.

كما يستفسر الأطبَّاء عن السَّفر الحديث والإصابات وعن النَّشاط الجِّنسي عند المراهقات وعن استعمال وسائل منع الحمل.

يُجرى الفَحص السَّريري للتَّحرِّي عن وجود أدِلَّةٍ على الأَسبَاب المحتملة.يقوم الأطبَّاء بمراقبة ما إذا كان نمو الأطفال كما هو مُتوقَّع.

الجدول
الجدول

الاختبارات

يقوم الأطباء بانتقاء الاختبارات بناءً على الأَسبَاب المُشتبه بها والتي تُشير إليها نتائج الفحص.لا يحتاج معظم الأطفال إلى الخضوع لاختبارات.ولكن، تُجرى اختبارات التصوير عادةً عند الاشتباه في وجود حالات شذوذٍ في البطن.وعند الاشتباه في وجود إصابةٍ باضطرابٍ استقلابيٍّ وراثيٍّ، فإنَّه تُجرى اختباراتٌ دمويَّة محددة للتحرَّي عن هذا الاضطراب.

وعند الاشتباه في وجود إصابةٍ بالتَّجفاف، يتمُّ إجراء اختباراتٍ دمويَّة لقياس مستويات الشَّوارد (المعادن الضَّروريَّة للمحافظة على توازن السَّوائل في الجسم) في بعض الأحيان.

علاج القيء عند الرُّضَّع والأطفال

إذا كان القيء ناجمًا عن اضطرابٍ مُعيَّن، فينبغي معالجة هذا الاضطراب.يتوقَّف القيء النَّاجم عن التهاب المَعدة والأمعاء من تلقاء نفسه عادةً.

السوائل

من الضَّروري ضمان حصول الطفل على كفايته من السوائل.يتمُّ إعطاء السَّوائل عن طريق الفم عادةً (انظر التَّجفاف عند الأطفال).يجري استعمال محاليل تعويض السَّوائل (الإمهاء) الفمويَّة المحتوية على نِسَب متوازنة صحيحة من الشَّوارد.في الولايات المتَّحدة، تكون هذه المحاليل مُتوفِّرةً على نطاقٍ واسعٍ دون الحاجة إلى وصفةٍ طبيَّةٍ من معظم الصيدليَّات والأسواق المركزيَّة.تحتوي المشروبات الرِّياضيَّة والمشروبات الغازِيَّة والعَصائر والمشروبات المماثلة على كميَّةٍ زهيدةٍ من الصُّوديوم وعلى الكثير من الكربوهيدرات وينبغي عدم شربها.

حتى الأطفال الذين يتقيَّؤون بشكلٍ مُتكرِّرٍ فإنَّهم قد يتحمَّلون تناول كميَّاتٍ صغيرةٍ من المحاليل التي تُوصف عادةً.تُعطى ملعقة صغيرة (5 مل) كلَّ 5 دقائق عادةً.فإذا حافظ الأطفال على هذه الكميَّة ولم يتقيَّؤوها، فإنَّه تجري زيادة الكميَّة المُقدَّمة تدريجيًّا.مع الصبر والتشجيع، يمكن أن يحصل معظم الأطفال على حاجتهم من السوائل عن طريق الفم لتجنُّب تسريب السوائل عن طريق الوريد (السَّوائل الوريديَّة).ولكن، قد يحتاج الأطفال المُصابون بالتَّجفاف الشديد وأولئك الذين لا يشربون ما يكفي من السَّوائل عن طريق الفم إلى تسريبها عن طريق الوريد.

الأدوية المُعالجة للقيء

يجري استعمال الأدوية التي يتكرَّر استعمالها عند البالغين لتدبير الغثيان والقيء بنسبةٍ أقل عند الأطفال نظرًا لعدم التَّأكُّد من فائدة استعمالها عندهم.بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الأدوية أن تسبب تأثيرات جانبية تتضمن النعاس، والدوخة، والصداع، والإمساكولكن، إذا كان الغثيان أو القيء شديدًا أو مُستمرًّا، فيمكن للأطباء إعطاء بروميثازين promethazine أو بروكلوربيرازين prochlorperazine أو ميتوكلوبراميد metoclopramide أو أوندانسيترون ondansetron للأطفال الذين تجاوزت أعمارهم السنتين.

النِّظام الغذائي

ينبغي استعمال نظامٍ غذائيٍّ مناسب لأعمار الأطفال بمجرَّد حصولهم على ما يكفي من السوائل دون حدوث القيء.يمكن أن يتغذَّى الرُّضَّع على حليب الأمِّ أو على الحليبِ الاصطناعي.

النُّقاط الرئيسيَّة

  • يحدث القيء عادةً بسبب التهاب المَعدة والأمعاء النَّاجم عن العدوى بفيروس ولا يتسبَّبَ في حدوث مشاكل طويلة الأمد أو خطيرة.

  • يُعدُّ القيء علامةً على الإصابة باضطرابٍ خطير في بعض الأحيان.

  • وإذا تزامن الإسهال مع القيء، يكون السَّبب على الأرجح هو التهاب المَعدة والأمعاء.

  • يجب الحصول على تقييم الطبيب مباشرةً في حال استمرار القيء أو عند وجود أيِّ علاماتٍ تحذيريَّة (مثل الخمول، أو التَّهيُّج، أو الصُّداع الشديد، أو ألم، أو تورُّم البطن، أو القيء المُدمَّى أو الأخضر الفاتح، أو البراز المُدمَّى).

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID