عدوى المكورات العقدية Streptococcal Infections

(عدوى Strep)

حسبLarry M. Bush, MD, FACP, Charles E. Schmidt College of Medicine, Florida Atlantic University
تمت مراجعته شعبان 1444

تنجم عدوى المكورات العقدية عن أي من الأنواع العديدة للمكورات العقدية.تسبّب هذه البكتيريا الإيجابية الغرام الكروية الشكل (coccal)، انظر الشكل كيف تأخذ البكتيريا أشكالها) العديدَ من الاضطرابات، بما في ذلك التهاب الحلق والالتهاب الرئوي وعدوى الجروح والجلد وصمامات القلب وعدوى مجرى الدم.

  • يمكن لأنواع عديدة من هذه الجراثيم أن تنتشر بعدة طرق، على سبيل المثال عن طريق السعال أو العطاس، أو من خلال التماس المباشر بجرح أو قرحة تحتوي على البكتيريا، أو في أثناء الولادة الطبيعية (من الأم إلى الطفل).

  • تؤثّر هذه العدوى في مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك الحلق، والأذن الوسطى، والجيوب، والرئتين، والجلد، والأنسجة تحت الجلد، والصمامات القلبية، ومجرى الدم.

  • قد تشتمل الأعراضُ على تورم واحمرار في النسج، وقرحات متقشرة scabby sores، والتهاب حلق، وطفح جلدي، وذلك بحسب منطقة الجسم المصابة بالعدوى.

  • قد يتمكّن الطبيبُ من تشخيص العدوى بناءً على الأعراض التي يشتكي منها المريض، أما تأكيد التشخيص فيكون من خلال العثور على الجراثيم في عينة من النسج المصابة، ودعم ذلك بالصور الشعاعية.

  • تُعالج الحالة بالمضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الفم، أو عن طريق الوريد في الحالات الخطيرة.

(انظر أيضًا لمحة عن الجراثيم).

يمكن للعديد من أنواع المكورات العقدية أن تعيش في الجسم دون أن تُسبب له أي أذى.كما يمكن لبعض أنواعها المسبّبة للأمراض أن تعيش في أجسام بعض الأشخاص الأصحاء دون أن تسبب لهم أية أعراض.ولكن يُطلق على هؤلاء الأشخاص اسم حاملي العدوى carriers.

أنواع المكورات العقدية

تُقسَم المكوّرات العقدية إلى مجموعتين، وذلك بناءً على مظهرها عند زراعتها في المختبر، ومكوّناتها الكيميائية المختلفة.تميل كلّ مجموعة للتسبب بأنواع عدوى محددة.وتشتمل المجموعاتُ التي تكون أكثر ميلاً للتسبُّب بالأمراض عند الأشخاص على ما يلي:

يُنظر إلى أحد الأنواع - المُكَوَّرَة المُزْدَوِجَة الرِّئَوِيَّة Streptococcus pneumoniae (المكورات الرئوية) - كشكل منفصل عادةً (انظر عدوى المكوّرات الرئوية).

الجدول
الجدول

انتشارُ العدوى بالمكوّرات العقدية

تنتشر المجموعة الأولى من المكوّرات العقدية من خلال ما يلي:

  • استنشاق قطرات أو مفرزات الأنف أو الحلق التي تتناثر في أثناء السعال أو العطاس.

  • التماس مع الجروح أو القرحات على الجلد

لا تنتشر الجراثيم من خلال التماس الاعتيادي عادةً، ولكن قد تنتشر في الأماكن المكتظة، مثل أبنية السكن الجماعي، والمدارس، والمهاجع العسكرية.ولكن، بعد 24 ساعة من العلاج بالمضادات الحيوية، فإن الشخص يتوقف عن نشر العدوى إلى الآخرين.

تنتشر المجموعة B من المكورات العقدية إلى حديثي الولادة من خلال المفرزات المهبلية في أثناء الولادة الطبيعية.

توجد المكورات العقدية المخضّرة في أفواه الأشخاص الأصحاء، ولكنها قد تغزو المجرى الدموي، وخاصة عند الأشخاص المصابين بالتهاب النسج الداعمة للأسنان periodontitis، وتُصيب الصمامات القلبية (مُسببة التهاب الشغاف endocarditis).

أعراض عدوى العقديات

وتختلف أعراضُ عدوى المكورات الرئوية تبعًا لموقع العدوى:

  • التهاب النسيج الخلوي: يُصبح الجلد بلون أحمر، وتتورم النسج الواقعة دونه، مسببًا الألم.

  • القوباء impetigo: عادةً ما تكون بشكل قرحات متقشرة-صفراء.

  • التهاب اللفافة الناخر necrotizing fasciitis: تُصيب العدوى النسج الضامة التي تغلف العضلات (اللفافة fascia).يعاني المريض من قشعريرة مفاجئة، وحمى، وألم شديد، وألم بالجس في المنطقة المصابة.قد تبدو البشرة طبيعية ما لم تكن العدوى شديدة.

  • التهاب الحلق (التهاب البلعوم): تحدث هذه العدوى عادةً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-15 عامًا.نادرًا ما يُصاب الأطفال الذين تقلّ أعمارُهم عن 3 سنوات بالتهاب الحلق.غالبًا ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ.يُصبح الحلق مؤلمًا.قد يعاني الأطفال أيضًا من قشعريرة، وحمى، وصداع، وغثيان، وقيء، وشعور عام بالمرض (توعك).يكون لون الحلق أحمر اللون، وتتورم اللوزتان، مع أو من دون بقع قيحية.غالبًا ما تتورم العقد اللمفية في الرقبة، وتُصبح مؤلمة بالجس.قد لا يعاني الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات من هذه الأعراض.وقد لا يعاني هؤلاء الأطفال سوى من سيلان أنفي.إذا اشتكى الشخصُ المصاب بالتهاب الحلق من سعال، أو احمرار في العينين، أو بحة في الصوت، أو إسهال، أو سيلان أنفي، فغالبًا ما يكون سبب العدوى فيروسيًا، وليس ناجمًا عن المكورات العقدية.

  • الحمّى القرمزية: يظهر أولًا طفح جلدي على الوجه، ثم ينتشر إلى الجذع والأطراف.يبدو الطفح الجلدي مثل ورق الصنفرة الخشن.يكون هذا الطفح الجلدي أكثر سوءًا في الطيات الجلدية، مثل الثنية بين الفخذ والجذع.ومع تلاشي الطفح الجلدي، تتقشّر البشرة.تظهر انتفاخاتٌ حمراء على اللسان، وتكون مغطاة بطبقة رقيقة بيضاء مصفرة.تتقشّر هذه الطبقةُ لاحقًا، ويبدو اللسان بلون أحمر.

الحمّى القرمزية غير شائعة اليوم، ولكن الفاشيات لا تزال تحدث.وهي تميل إلى الانتشار عندما يكون الأشخاص على اتصال وثيق مع بعضهم بعضًا - على سبيل المثال، في المدارس أو مراكز الرعاية النهارية.تحدث الحمّى القرمزية عند الأطفال بشكل رئيسي، بعد التهاب الحلق بالعقديات عادةً، ولكن بعدَ عدوى الجلد بالمكورات العقدية في بعض الأحيان.

مضاعفاتُ العدوى بالمكورات العقدية

قد يؤدي عدم علاج العدوى بالمكورات العقدية إلى حدوث مضاعفات.تنجم بعضُ تلك المضاعفات عن انتشار العدوى إلى النسج المجاورة؛فعلى سبيل المثال، يمكن لعدوى الأذن أن تنتشر إلى الجيوب، مسببة التهاب الجيوب، أو إلى العظم الخشائي mastoid bone (العظم البارز خلف الأذن)، مُسببةً التهاب الخشاء matoiditis.

وقد تحدث مضاعفات أخرى في الأعضاء البعيدة؛فعلى سبيل المثال، قد يعاني بعض الأشخاص من التهاب كلوي (التهاب كُبيبات الكلى أو الحمى الروماتويدية rheumatic fever).

تسبّب متلازمة الصدمة التسمّمية أعراضًا شديدة تتفاقم بشكل سريع، وتتضمّن الحمى، والطفح الجلدي، وانخفاض ضغط الدم، وفشل عدة أعضاء.وهي تنجم عن السموم التي تنتجها المكورات العقدية من المجموعة أ أو العُنْقودِيَّةُ الذَّهَبِيَّة Staphylococcus aureus.

تشخيص عدوى العقديات

  • بالنسبة لالتهاب الحلق، تُجرى اختبارات سريعة و/أو زرع عينة مأخوذة من الحلق في المختبر

  • وبالنسبة لالتهاب النسيج الخلوي والقوباء، غالبًا ما يكفي تقييم الطبيب

  • أما بالنسبة لالتهاب اللفافة الناخر necrotizing fasciitis، فيُجرى اختبار تصوير (مثل التصوير المقطعي المحوسب)، وزرع عينة في المختبر، والجراحة الاستكشافية غالبًا

تُشخّص اضطرابات المكورات العقدية المختلفة بطرق متباينة.

التهابُ الحلق بالعقديات Strep throat

يشتبه الطبيب بإصابة المريض بالتهاب الحلق بناءً على مايلي:

  • الحُمَّى

  • تضخم العقد اللمفية وشعور المريض بالألم عند جسها

  • ملاحظة قيح على اللوزيتن أو داخلهما

  • غياب السعال

يكون السببُ الرئيسي لتشخيص التهاب الحلق هو تقليل خطر ظهور مضاعفات (مثل الحمّى الروماتيزمية) باستخدام المضادات الحيوية.وبما أنَ أعراضّ التهاب الحلق الناجم عن المجموعة A من المكورات العقدية غالبًا ما تكون مشابهة لأعراض العدوى الناجمة عن الفيروسات (التي ينبغي عدم علاجها بالمضادات الحيوية)، فإن إجراء زرع مخبري لعينة من الحلق أو إجراء اختبار آخر يكون ضروريًا لتأكيد التشخيص، وتحديد مدى الحاجة لعلاج العدوى.

يمكن إجراء العديد من الاختبارات التشخيصية (يُطلق عليها اسم الاختبارات السريعة) في غضون دقائق.ولعمل ذلك، يقوم الطبيبُ بأخذ عينة من حلق المريض.إذا أشارت نتائج هذه الاختبارات إلى وجود عدوى، يتأكد تشخيص التهاب الحلق، ولا يكون من الضروري إجراء زرع مخبري عينة من الحلق، والذي قد يكون عملية طويلة.ولكن، قد تشير نتائجُ الاختبارات السريعة أحيانًا إلى وجود عدم عدوى في الوقت الذي تكون فيه موجودة (نتيجة كاذبة).إذا أظهر الاختبار نتيجة سلبية عند الأطفال والمراهقين، فينبغي إجراء اختبار الزرع.تُؤخَذ عيّنة من الحلق بواسطة مسحة وتُرسل إلى المختبر، حيث يمكن زرعها وملاحظة تكاثر المورات العقدية من المجموعة A في أثناء الليل، في حال وجودها.أما عند البالغين، فلا تتطلب النتيجة السلبية للاختبار تأكيدًا عن طريق اختبار الزرع، وذلك لأن خطر الإصابة بعدوى المكورات العقدية والحمى الروماتويدية عند البالغين ضئيل للغاية.

وفي حال العثور على مكورات عقدية من المجموعة A، فقد يُجرى اختبار آخر لمعرفة أي المضادَّات الحيوية تكون فعالة ضدها (اختبار الحساسية susceptibility testing).

ينبغي تحرِّي المخالطين الوثيقين للشخص المصاب بعدوى المكوَّرات العقديَّة بالنسبة للجراثيم إذا كان لديهم أعراض أو سبق أن عانوا من مُضَاعَفات بسبب عدوى المكورات العقدية.

هل تعلم...

  • لا يمكن للطبيب التفريق بين التهاب الحلق الناجم عن العدوى الفيروسية أو العدوى بالمكورات العقدية بمجرد معاينته بالنظر.يكون من الضروري إجراء استنبات للعقديات.

التهابُ النسيج الخلوي والقوباء Cellulitis and impetigo

غالبًا ما يمكن تشخيصُ القوباء والتهاب النسيج الخلوي بناءً على الأعراض، على الرغم من أن زراعة عينة مأخوذة من قرحات القوباء قد يساعد الطبيب على تحري الكائنات الدقيقة الأخرى التي قد تكون مسؤولة عن الحالة، مثل العُنْقودِيَّة الذَّهَبِيَّة Staphylococcus aureus.

التهابُ اللفافة الناخر necrotizing fasciitis

لتشخيص التهاب اللفافة الناخر، يلجأ الطبيب إلى استخدام التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب CT، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI، والزرع المخبري.غالبًا ما يستدعي الأمر إجراء جراحة استكشافية لتأكيد التشخيص.

علاج عدوى العقديات

  • المضادات الحيوية (البنسلين عادة)

  • الجراحة، بهدف استئصال النسج المتموتة في التهاب اللفافة الناخر

الْتِهابُ الحَلْقِ بالعِقْدِيَّات

يتعافى التهابُ الحلق من تلقاء نفسه عادة في غضون أسبوع إلى أسبوعين من دون علاج.

ولكن، تساعد المضاداتُ الحيوية على تقصير مدة الأعراض عند الأطفال الصغار، إلا أن تأثيرها يكون محدودًا في الأعراض عند المراهقين والبالغين.ومع ذلك، تُعطى المُضادات الحيوية للمساعدة على منع انتشار العدوى إلى الأذن الوسطى، أو الجيوب، أو العظم الخشائي mastoid bone، بالإضافة إلى الوقاية من انتشار العدوى إلى أشخاص آخرين.كما تُساعد المعالجة بالمضادات الحيوية على الوقاية من الحمى الروماتويدية، على الرغم من أنها قد لا تقي من الالتهاب الكلوي (التهاب الكبيبات الكلوية).ليس من الضروري عادةً البدء بتناول المضادات الحيوية بشكل فوري.حيث إنّ الانتظارَ مدة يوم إلى يومين ريثما تظهر نتائج اختبار الزرع البكتيري لا يزيد من خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية.ولعلّ الاستثناء من ذلك هو وجود أحد أفراد العائلة المصابين بحمى روماتويدية.في هذه الحالة، ينبغي علاج كل حالة عدوى بالمكورات العقدية عند أي من أفراد العائلة بأقصى سرعة ممكنة.

يَجرِي عادةً إعطاء البنسلين أو الأموكسيسيلين عن طريق الفم لمدة 10 أيام.يمكن إعطاءُ حقنة واحدة طويلة الأمد من البنسلين (بينزاثين) بدلًا عن ذلك.إذا كان المريضُ لا يستطيع أخذ البنسلين، فيمكن الاستعاضة عنه بالإريثرومايسين، أو الكلاريثرومايسين، أو الكلينداميسين عن طريق الفم لمدة 10 أيام، أو الإزيثرومايسين لمدة 5 أيام.

لم تكن الجراثيمُ المُسبّبة لالتهاب الحلق مقاومة للبنسلين يومًا ما.في المقابل، فإن 5-10% من هذه الجراثيم تكون مقاومة للإريثرومايسين والمضادات الحيوية ذات الصلة (مثل أزيثرومايسين، وكلاريثرومايسين)، وقد ترتفع النسبة لأكثر من 10% في بعض البلدان.

يمكن علاج الحمى، والصداع، والتهاب الحلق باستخدام الأسيتامينوفين أو الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والتي تُقلل من الألم والحمى.ولكن، ينبغي عدم إعطاء الأطفال دواء الإسبرين، لأنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي Reye syndrome.

ليس من الضروري عزل المريض أو الطلب منه الاستراحة في السرير.

الأنواع الأخرى من عدوى المكوّرات العقدية

العلاج الفوري بالمضادات الحيوية يمكن أن يمنع عدوى المكورات العقدية من الانتشار السريع والوصول إلى الدم والأعضاء الداخلية.ونتيجة لذلك، غالبًا ما يُعالج الالتهابُ الخلوي تحت الجلد دون القيام بزرع لتحديد الجراثيم المسبّبة له.وفي هذه الحالات، يستخدم الأطباء المضادَّات الحيوية الفعَّالة ضدّ العقديَّات والمكوّرات العنقوديَّة معًا (مثل ديكلوكساسيلين dicloxacillin أو سيفاليكسين cephalexin).

يمكن للأشكال الخطِرة من عدوى المكورات العقدية (مثل التهاب اللفافة الناخر necrotizing fasciitis، والتهاب شغاف القلب endocarditis، والحالات الشديدة من التهاب النسيج الخلوي cellutitis) أن تستدعي العلاج بالبنسلين عن طريق الوريد، وأحيانًا بالمشاركة مع أنواع أخرى من المضادات الحيوية.

يُعالج المصابين بالتهاب اللفافة الناخر في وحدة العناية المركزة.ينبغي إجراءُ استئصال جراحي للنسج المُصابة بالعدوى والمتموّتة في سياق علاج التهاب اللفافة الناخر.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): الداء الذي تسببه المجموعة A من العقديات (GAS): معلومات حول الأمراض التي تُسببها المجموعة A من العقديات

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID