تَشخيصُ الأمراض المُعدِيَة

حسبMaria T. Vazquez-Pertejo, MD, FACP, Wellington Regional Medical Center
تمت مراجعته ربيع الأول 1444 | المعدل جمادى الأولى 1444

تنجُم الأمرَاضُ المُعدِية عن الكائنات الدقيقة، مثل البكتيريا، والفيروسَات، والفطريات، والطفيليَّات.

ويشتبه الأطباءُ بالعدوى استنادًا إلى الأعراض عند الشخص ونتائج الفحص البدنيّ وعوامِل الخطر،ويقومون أولاً بالتأكُّد من أن الشخص يُعاني من عَدوى، وليس من نوع آخر من الأمرَاض؛فعلى سبيل المثال، قد يُعاني الشخص الذي يسعُل ولديه صُعوبة في التنفُّس من الالتهاب الرئويّ pneumonia (عَدوى في الرئة).ولكن، قد يُعاني الشخص بدلًا من ذلك من الرَّبو أو فشل القلب، وهما حالتان لا تنجُمان عن عَدوى.وفي مثل هذا الشخص، يُمكن أن يُساعد التصوير بالأشعَّة السينيَّة الأطباء على التمييزِ بين الالتهاب الرئويّ والاضطرابات المُحتَملة الأخرى.

حالما يُؤكِّد الأطباء أنَّ الشخص لديه عَدوى، سيحتاجُون عادةً إلى معرفةِ ما هُو المكروب المُحدَّد الذي يُسبِّبُ العَدوى.هناك أنواع عَديدة ومُختلفة من المكروبات التي يُمكن أن تُسبِّبَ عَدوى مُعيَّنة؛فعلى سبيل المثال، يُمكن أن ينجُم الالتهاب الرئويّ عن فيروساتٍ أو بكتيريا أو فطريَّات في حالاتٍ نادرة.تختلِفُ المُعالَجة استنادًا إلى كل مكروب،

ويُمكن التعرُّف إلى المكروبات عن طريق عددٍ من الأنواع المختلفة للفحوصات المخبريَّة،حيث يستخدِمُ الأطباء عيِّنة من الدَّم أو البول أو البلغَم أو سائلٍ آخر أو نسيجٍ من الجسم.قد تكُون هذه العيِّنة:

  • جرى تلوينها وتفحُّصها تحت المجهر

  • جرى استنباتها (وُضِعَت في شروطٍ تُشجِّعُ على نموّ المكروبات)

  • جرى اختبارها حول الأجسام المضادة (الجُزيئات التي يُنتجها الجهاز المناعيّ للشخص في استجابة منه للمكروب)

  • جرى اختبارُها حول مستضدات antigens المكروب (جزيئات من المكروب يُمكنها أن تُحرِّض استجابةً مناعيَّة في الجسم)

  • جرى اختبارها حول المادة الجينيَّة (مثل الحمض النووي الوراثي DNA أو الحمض النووي الرَّيبي RNA) من المكروب

لا يُوجَد اختبارٌ واحد يستطيع التعرُّف إلى كل مكروب، والاختبارات التي تنجح بشكلٍ جيِّد في التعرُّف إلى مكروب مُعيَّن لا تنجح في التعرُّف إلى مكروب آخر غالبًا.ينبغي على الأطباء اختيار الاختبار استنادًا إلى أيَّة مكروبات يرون أنَّها أكثر ميلاً للتسبُّب في الاضطراب،

وفي بعض الأحيان، يقُومون بعدة اختبارات مختلفة وذلك في ترتيب مُعيَّن عادة، واستنادًا إلى نتائج الاختبار السَّابق.يجعل كل اختبار دائرةَ الاحتمالات تضيق أكثر فأكثر؛وإذا لم يقوموا بالاختبار الصَّحيح، قد لا يتعرَّف الأطباء إلى سبب العَدوى.

عندما يَجرِي التعرُّف إلى مكروبٍ، يستطيع الأطباء حينئذٍ إجراء اختباراتٍ لتحديدِ ما هي الأدوية الأكثر فعَّالية ضدَّهُ (اختبارات الحساسيَّة أو الاستجابة للأدوية)، ويُمكن البدء بالمُعالَجة الفعَّالة مباشرةً.

عينات للاختبار

يجري أخذ عيِّنة من منطقة في جسم الشخص من المُحتَمل أنَّها تحتوي على المكروب الذي يشتبه الأطباء في أنَّه يُسبب العدوى.وقد تنطوي العيِّناتُ على:

  • الدَّم

  • البلغَم

  • البول

  • البراز

  • النسيج

  • السائل النخاعي، السَّائِل الدِّماغي الشوكي

  • المُخاط من الأنف أو الحلق أو منطقة الأعضاء التناسليَّة

تحتوي بعضُ العيِّنات التي يجري إرسالها إلى المختبر، مثل البلغم، والبراز، والمخاط من الأنف أو الحلق، على العديد من أنواع البكتيريا التي لا تُسبِّبُ المرضَ عادةً.ويحتاجُ الأطباءُ إلى التمييزَ بين هذه الأنواع من البكتيريا والأنواع التي يُمكن أن تُسبِّب المرض.

تأتي عيِّنات أخرى من مناطق من الجسم لا تحتوي بشكلٍ طبيعيّ على أيَّة مكروبات (عقيمة)، مثل البول أو الدَّم أو السائل الدماغي النخاعيّ (السائل الذي يُحيطُ بالدِّماغ والحبل الشوكيّ)،يكون العثور على أية بكتيريا في مثل هذه العينات غير طبيعي طالما أن المنطقة التي أُخذت منها العينة قد جرى تنظيفها أولًا بمطهر للوقاية من التلوث.

التلوينُ والفحص باستخدام المجهر

يستطيعُ الأطباءُ التعرُّف إلى مكروب أحياناً عن طريق مُجرَّد تفحُّصه تحت المجهر،

وتجري مُعالجة مُعظم العيِّنات بالمُلوِّنات،وهي أصباغ خاصَّة تُلوِّنُ المكروبات، وتجعلها تبدو ظاهرة بالنسبة إلى الخلفيَّة.بالنسبة إلى بعض المكروبات، تكون أحجامها وأشكالها مُميَّزةً، وتتلوَّن بألوان تمكِّنُ الأطباءَ من التعرُّف إليها،

ولكن، تبدو العديد من المكروبات مُتشابهةً، ولا يُمكن التمييز بينها باستخدام المجهر،كما ينبغي أيضًا أن تكُون أعدادها كافيةً وأحجامها كبيرة بما يكفي لمُشاهدتها عن طريق المجهر؛فعلى سبيل المثال، لا يمكن التعرفُ إلى الفيروسات باستخدام المجهر، لأنها صغيرة جدًّا.

بالنسبة إلى البكتيريا، يقُوم الأطباء أولاً باستخدام مُلوِّن غرام Gram stain عادةً (صباغ بلون بنفسجيّ).تُصنَّفُ البكتيريا كالتالي:

  • إيجابيَّة الغرامGram-positive (تبدُو زرقاء اللون لأنَّها تحتفظ بصباغ غرام البنفسجيّ)

  • سلبية الغرامGram-negative (تبدُو حمراء اللون لأنَّها لا تحتفظ بالصباغ)

يستطيع الأطباءُ تحديدَ المضادات الحيوية التي سيستخدمونها بناءً على ما إذا كانت البكتيريا إيجابية الغرام أو سلبية الغرام.تميل البكتيريا إيجابية الجرام وسلبية الجرام إلى أن تكون حساسة لمجموعات مختلفة من المضادات الحيوية.

وبالإضافة إلى ملوِّن غرام، يُمكن استخدام أصباغ أخرى وذلك استنادًا إلى نوع المكروب الذي يشتبه الطبيب في وجوده.

استنباتُ أو زرع المكروبات

يحتوي العديد من العيِّنات على عددٍ قليلٍ جدًا من المكروبات، بحيث تصعب مُشاهدتها عن طريق المجهر أو التعرُّف إليها باستخدام اختباراتٍ أخرى،ولذلك، يُحاوِلُ الأطباءُ عادة زرع المكروبات في المُختَبر (يُسمَّى استنبات) حتى تُصبِح أعدادها كافية للتعرُّف إليها.

يجري وضعُ العيِّنة على طبق مُعقَّم أو في أنبوب اختبار يحتوي على مواد مُغذِّية مُعيَّنة، ممَّا يُشجِّعُ على نموّ المكروبات،كما يجري استخدَامُ موادّ مُغذِّية مُختلفة، وذلك استنادًا إلى المكروبات التي يشتبهُ الأطباءُ في أنَّها تُسبب العَدوى.ويُضيِفُ الأطباءُ موادّ إلى الطبق أو أنبوب الأختبار غالبًا لإيقاف نموّ المكروبات التي لا تُسبِّبُ المرضَ الذي يشتبهون فيه.

يستطيعُ العديدُ من المكروبات، مثل البكتيريا التي تُسبِّبُ عَدوى السبيل البوليّ أو التهاب الحلق بالعقديات strep throat، أن تنمُو بسهولة في المُستنبت،بينما لا يُمكن استنبات بعض البكتيريا على الإطلاق، مثل البكتيريا التي تُسبِّبُ السفلس (الزُّهري).بالنسبة إلى أنواع أخرى من البكتيريا، مثل التي تُسبِّبُ السلّ، والفطريات فيُمكن استنباتها، ولكنها تحتاج إلى أسابيع حتى تنمُو.يُمكن استنباتُ بعض أنواع الفيروسَات ولكن لا يُمكن هذا بالنسبة إلى العديد منها.

بعد استنبات المكرُوبات، تُجرى اختبارات للتعرُّف إليها ولتحديد الاستعدَاد والحساسية للأدوية المُضادَّة للمكروبات.

اختبارات تأثر وحساسية المكرُوب للأدوية المُضادَّة للمكرُوبات

مع أنَّ الأطباءُ يعرفون بشكلٍ عامّ أيَّة أدوية مُضادَّة للمكرُوبات تكون فعَّالةً ضدَّ أنواع مُختلفة من المكروبات، ولكن تستمرُّ المكروبات في تطوير القُدرة على مُقاومة الأدوية التي كانت فعَّالة في السَّابق،ولذلك، يقوم الأطباء باختبارات الاستعداد لتحديد مدى فعَّالية العديد من أنواع الأدوية المُضادة للمكروبات تجاه مكروب مُحدَّد يُصيب الشخص بعدوى.يساعد هذا الاختبار الأطباءَ على تحديد أي دواء يُعطونه لمُعالَجة عَدوى مُعيَّنة عند الشخص (انظر اختيار المضاد الحيوي).

يجري استخدام الزروع لاختبار الاستعداد أو الاستجابة غالبًا؛وحالما ينمو المكروب في المستنبت، يُضيفُ الأطباءُ مُضادَّات للمكروبات مُختلفة لمعرفة أيَّة منها تقتل هذا المكروب.كما يختبرُ الأطباء أيضًا مدى حساسيَّة المكروب للدواء، أي ما إذا كانت هناك حاجة إلى كمية صغيرة أو كبيرة منه لقتل المكروب (اختبار الحساسيَّة).وإذا كانت هناك حاجة إلى كمية كبيرة لقتل المكروب في المختبر، لا يستخدِمُ الأطباءُ هذا الدواء عادة.

ويُمكن استخدَام الاختبارات الجينيّة أحيانًا للتحرِّي عن جيناتٍ في المكروب تُسبِّبُ مُقاومةً لأدوية مُعيَّنة من مُضادَّات المكروبات؛فعلى سبيل المثال، يُمكن التعرُّف إلى المكوَّرات العنقوديَّة الذهبية المُقاوِمة للميثيسيلين methicillin-resistant Staphylococcus aureus، عن طريق اختبار للتحري عن جين mecA.

ونظرًا إلى أنَّه يجري القيام باختبارات الاستعداد في المُختبر، لا تُطابِقُ النتائج دائمًا ما يحدُث في جسم الشخص عندما يُعطى دواء مُعيَّنًا.يُمكن أن تُؤثِّر العوامل المرتبطة بالشخص الذي يتلقَّى الدواء في مدى فعَّالية الدواء (انظر أيضًا لمحة عامة عن الاستجابة للأدوية).وتنطوي هذه العواملُ على الآتي:

  • مُستوى أداء الجهاز المناعيّ عند الشخص

  • عُمر الشخص

  • ما إذا كان الشخص يُعاني من اضطرابات أخرى

  • كيفية امتصاص جسم الشخص للدواء ومُعالجته

الاختباراتُ التي تتحرَّى عن الأجسام المُضادَّة أو مُستضدَّات المكرُوبات

لا يُمكن استنباتُ أو زرع بعض أنواع المكروبات، مثل البكتيريا التي تُسبِّبُ السفلس؛ولتشخيص مثل هذه الأنوَاع من العَدوى، قد يستخدِمُ الأطباءُ مجموعة مُتنوِّعة من الاختبارات تُسمَّى الاختبارات المَناعِيَّة immunologic tests؛حيث تتحرَّى هذه الاختبارات عن واحدةٍ من الاستجابات المناعية الآتية:

اختباراتُ الأجسام المضادَّة (الأضداد)

يُجري الأطباء اختبارات الأجسام المُضادَّة على عيِّنةٍ من دم الشخص عادةً، لأن الأجسام المضادة تجول في الدم.كما يُمكن إجراءُ هذه الاختبارات على عيِّنةٍ من السائل الدماغيّ النخاعيّ أو سوائل أخرى من الجسم.

الأجسام المُضادَّة هي موادّ ينتجها الجهاز المناعيّ للشخص للمُساعدة على الدِّفاع ضدّ العَدوى،ويجري إنتاج هذه الأجسام المُضادَّة من قبل أنواع مُعيَّنة من كريات الدَّم البيضاء عندما تُواجهُ هذه الكريَّات مادَّة أو خليَّة أجنبيَّة،ويحتاجُ إنتاج هذه الأجسام المُضادَّة إلى عدَّة أيَّام عادةً.

يقوم الجسمُ المُضادَّ بالتعرُّف إلى المادَّة الأجنبية المُحدَّدة (المُستضدّ) التي حرَّضت على إنتاجه، ويستهدفها؛ ولذلك، يكون كل جسم مُضادّ فريدًا من نوعه ويختصّ بنوعٍ مُحدَّد (صنف) من المكروبات.إذا كان لدى الشخص أجسام مُضادَّة لمكروب مُحدَّد، يعني هذا أنَّ الشخص تعرَّض إلى هذا المكروب وأنتج استجابة مناعيَّة.ولكن، نظرًا إلى أنَّ العديد من الأجسام المُضادَّة تبقى في مجرى الدَّم لفترة طويلة بعد الشفاء من العدوى، لا يعني وجود أجسام مُضادَّة للمكروب بالضرورة أنَّ الشخصَ لا يزال مُصابًا بالعدوى؛فقد تبقى الأجسَام المُضادَّة من عَدوى سابِقة.

قد يقوم الأطباءُ باختبارات تجاه العديد من الأجسَام المُضادَّة، وذلك استنادًا إلى العَدوى التي يرونها مُحتَملة؛وفي بعض الأحيان، يقوم الأطباء فقط باختبار ما إذا كان الجسم المُضادّ موجودًا أم لا،ولكنَّهم يُحاوِلون تحديد كمية الجسم المُضادّ الموجود عادةً.يُحدِّدُ الأطباءُ كميَّة الجسم المُضادّ عن طريق التخفيفِ diluting من العيِّنة إلى النصف بشكلٍ مُتكرِّرٍ إلى أن تُظهر الاختبارات عدم وجود الجسم المُضادّ،وكلَّما احتاج الحُصول على نتيجة سلبية إلى المزيد من التخفيف، ازدادت أعداد الجسم المُضادّ في العيِّنة المأخوذة من الشخص المُصاب.

يحتاجُ الجهاز المناعيّ إلى أيامٍ وأسابيع عديدة حتى يُنتِج ما يكفي من الجسم المُضادّ بحيث يُمكن كشفه، ولهذا السبب قد يتأخَّر تشخيصُ العدوى.تكُون اختبارات الجسم المُضادّ التي تُجرَى مُباشرةً من بعد أن يُصبِح الأشخاص أشخاص، سلبيةً غالبًا.ولذلك، قد يأخذ الأطباء عيِّنةً واحدةً بشكلٍ مباشر ومن ثمَّ يأخذون عيِّنة أخرى بعد مرور عدَّة أسابيع، وذلك لمعرفة ما إذا ازدادت مُستوياتُ الجسم المُضادّ.إذا كانت مُستوياتُ الجسم المُضادّ مُنخفضةً استنادًا إلى نتائج الاختبار الأوَّل من بعد الإصابة بالعدوى، يُشيرُ اكتشاف زيادة في مُستويات الجسم المُضادّ بعد مرور عدَّة أسابيع إلى عَدوى نشطة، أو حاليَّة أو حديثة (أكثر من كونها عَدوى سابقة).

هل تعلم...

  • لا يعني وجودُ أجسام مُضادَّة في دم الشخص بالضرورة أنَّه لا يزال مُصابًا بالعَدوى، وذلك لأنَّ الأجسام المُضادَّة قد تبقى من عَدوى سابِقة.

اختباراتُ المُستضدّ

المُستضدَّاتُ Antigens هي موادّ يُمكنها أن تُحرِّض استجابة مناعيَّة في الجسم،وتمتلك المكروبات (والخلايا) مُستضدَّات على سطوحها وفي داخلها.يمتلك كل نوع من الكائنات الحية الدقيقة مستضدات مختلفة وفريدة من نوعها.وهكذا، فإن العثور على أحد تلك المستضدات يعني وجود نوع محدد من الكائنات الدقيقة.تكشف اختبارات المُستضدَّات وُجودَ المكروب مُباشرةً، ولذلك يستطيع الأطباء تشخيصَ العدوى بسرعة ومن دُون الانتظار حتى يُنتِج جسم الشخص أجسامًا مُضادَّةً في استجابةٍ للمكروب.كما يُمكن استخدَامُ هذه الاختبارات أيضًا لدى المصابين الذين لا تستطيع أجهزتهم المناعيَّة إنتاجَ العديد من الأجسَام المُضادَّة، مثل المصابين الذين خضعوا مُؤخرًا إلى زراعة نقيّ العظام أو المصابين بالإيدز.

ولإجراء اختبارات المُستضدّ، يأخذُ الأطباءُ عيِّنةً من الشخص ويمزجونها مع جسم مُضاد اختباري للمكروب الذي يشتبهون فيه،إذا كانت هناك مُستضدَّات من المكروب في عيِّنة الشخص، سوف تلتصق بالجسم المضاد الاختباريّ.ويُمكن استخدَام طرائق مُختلفة للتحرِّي عن توليفة المُستضدّ والجسم المُضادّ،ولكن، بغضِّ النظر عن الطريقة المُستخدَمة، يعني وُجود مُستضدّ أنَّ المكروب موجودٌ، وربَّما هُو السَّبب في العَدوى.

الاختباراتُ التي تكشف المادَّة الجينيَّة في المكروبات

تُسمَّى الاختبارات التي تتحرَّى عن المادَّة الجينيَّة من المكروبات

  • الاختبارات المُستنِدة إلى الحمض النووي Nucleic acid–based tests

إذا كان من الصَّعب استنبات مكروب أو التعرُّف إليه بطرائق أخرى، يستطيع الأطباء القيام باختباراتٍ للتعرُّف إلى قِطع من المادَّة الجينيَّة للمكروب،وتتكوَّن المادَّة الجينيَّة للأحماض النووية من الحَمض النَّووي الرِّيبي منزوع الأكسجين deoxyribonucleic acid أو الحمض النووي الرَّيبيّ ribonucleic acid.تكون بعض أجزاء الحَمض النووي DNA وRNA في كلِّ كائن حيّ فريدةً وخاصة بذلك الكائن.وهكذا ، فإن العثور على جزء من هذا الحمض النووي DNA أو RNA يعني وجود ذلك الكائن الدقيق.

يُعدُّ التفاعُل التسلسلي للبوليميراز polymerase chain reaction من الأمثلة على هذا النَّوع من الاختبارات.يجري استخدَام التفاعُل التسلسلي للبوليميراز لإنتاج العديد من النسخ لجينٍ من المكروب، ممَّا يجعل التعرُّف إليه أكثر سُهولةً.

يكون كلُّ اختبار جينيّ مُحدَّد لمكروب مُعيَّن فقط،أي أنَّ الاختبار الجينيّ لفيروس التهاب الكبد سي يكشف هذا الفيروس فقط، وليس أي فيروس آخر؛ولذلك يقوم الأطباء بهذه الاختبارات فقط عندما يشتبِهون في مرض مُحدَّد.

جرى تصميمُ مُعظَم الاختبارات المُستنِدة إلى الحمض النووي للتعرُّف إلى وُجود مكروب مُعيَّن (تُسمَّى الاختبارات النَّوعِيَّة)،ولكن بالنسبة إلى حالات عدوى مُعيذَنة، مثل فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد C، يمكن للاختبارات أيضًا قياس الكمية الموجودة من المادة الوراثية للمكرُوب (تسمى الاختبارات الكمية)، وبالتالي تحديد مدى شدة العدوى.كما يُمكن استخدامُ الاختبارات الكميَّة لمراقبة فعَّالية المُعالَجة أيضًا.

يُمكن أن تُستخدَم الاختبارات المُستنِدة إلى الحمض النووي أحيانًا لتحرِّي الجينات أو الطفرات الجينيَّة التي تجعل المكروب مُقاوِمًا لدواء ما،ولكن تبقى هذه الاختبارات غير دقيقة بشكلٍ كاملٍ، لأنَّه لا تُعرَفُ جميع الطفرات المُقاوِمة،وبذلك لا تستطيعُ الاختبارات تفحُّص جميع الجينات المسبِّبة للمُقاوَمة التي قد تكون موجودةً.كما أنَّ هذه الاختبارات مُكلِفة وغير مُتاحة بشكل واسع، وهي مُتاحة لعددٍ قليلٍ من المكروبات فقط.

الاختباراتُ الأخرى المُستخدَمة للتعرُّف إلى المكرُوبات

في بعض الأحيان، تُسمَّى الاختباراتُ التي تتعرَّف إلى خصائص أخرى مُعيَّنة وفريدة للمكروبات

  • اختبارات التعرُّف غير المُستنِدة إلى الحمض النَّووي

ويعُود السببُ في هذه التسمية لهذه الاختبارات إلى أنَّها لا تستنِدُ إلى التعرُّف إلى المادَّة الجينيَّة للمكروب والتي تتكوَّن من الحمضين النووين (الحَمض النَّووي الرِّيبي منزوع الأكسجين DNA والحمض النووي الريبيّ RNA)؛

فعلى سبيل المثال، يُمكن القيام بالاختبارات للتعرُّف إلى:

  • الموادّ التي يستطيع المكروب النموّ فيها أو ينمو فيها بشكلٍ أفضل عند استنباتهِ

  • الإنزيمات التي تنتجها المكروبات (والتي تساعد المكروب على إصابة الخلايا بالعَدوى أو الانتشار عبر النُّسج بشكلٍ أسرَع)

  • الموادّ الأخرى في المكروب (مثل البروتينات والأحمَاض الدهنيَّة) التي تُساعِدُ على التعرُّف إليه

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID