التعرُّقُ المُفرط

يكُون محلول كلوريد الألومنيوم بقوَّة يصفها الطبيب والذي يُطبَّق على الجلد أقوى من مُضاد التعرق التجاري، وغالبًا ما يكون ضروريًا لعلاج فرط التعرُّق، خُصوصًا في راحة اليد أو باطن القدم أو الإبطين أو منطقة الأعضاء التناسلية.

وفي الليل، يقوم الشخصُ أولاً بتجفيف المنطقة المُتعرِّقة، ومن ثمَّ يُطبِّق المحلول،وفي الصباح، يقوم بغسل المنطقة.في بداية المُعالجة، ينبغي على الشخص تطبيق المحلول لمرَّاتٍ عديدة إلى أن يجري ضبط التعرُّق،ثم يُصبِحُ تطبيق المحلول لمرَّةٍ او مرَّتين في الأسبوع كافيًا للحفاظ على الراحة كلَّما اقتضى الأمر ذلكَ.

لا ينبغي تطبيقُ المحلول على الجلد المُلتهِب أو المُتهتِّك أو الرطب أو الذي جرت حلاقته مُؤخَّرًا.

كما يقوم الأطباء أحيانًا بإعطاء الشخص دواءً مضادًا للفعل الكوليني ليأخذه عن طريق الفم أيضًا (انظر أدناه)، والذي يمكن أن يسبب تأثيرات جانبية مضادة للفعل الكوليني.

الغليكوبيرولات والأوكسيبوتينين هي أدوية مُضادَّة للكولين يمكن تناولها عن طريق الفم.في بعض الأحيان يطلب الأطباء من الأشخاص الذين يعانون من التعرق المفرط تناول هذه الأدوية قبل تطبيق محلول كلوريد الألومنيوم لمنع العرق من شطف المحلول.ولكن يُمكن أن يُسبب الغليكوبيرولات والأكسيبوتينين تأثيرات جانبية تُسمَّى تأثيرات مُضادَّة للفعل الكوليني.يُمكن أن تنطوي التأثيرات المُضادَّة للفعل الكوليني على تغيُّم الرؤية وجفاف الفم وصعوبة التبوُّل.يمكن لهذه التأثيرات الجانبية أن تمنع الأشخاص من استعمال الأدوية المُضادَّة للفعل الكوليني (انظر الشريط الجانبي مُضَادّ للفِعلِ الكوليني: ماذا يعني ذلك؟).

الغليكوبيرونيوم توسيلات هو دواء آخر مضاد للفعل الكوليني يُستخدم للتقليل من التعرق المفرط تحت الإبطين عند الأشخاص الذين يبلغون من العمر 9 أعوام أو أكثر.ولمرَّة واحدة في اليوم، يأخذ الأشخاص منشفة واحدة فقط تكون مبللة بالدواء ويستخدمونها لمسح كل إبط لمرة واحدة.يمكن أن يُسبِّبُ الغليكوبيرونيوم توسيلات تأثيرات مُضادَّة للفعل الكوليني.

بروميد غليكوبيرونيوم، وبروميد سوفبرونيوم، وأوكسي بوتينين هي أدوية أخرى مُضادَّة للكولين قد تُعطى على شكل هلام أو غيرها من المستحضرات التي يمكن تطبيقها على الجلد لعلاج التعرق المفرط.

يمكن للكلونيدين الذي يؤخذ عن طريق الفم أن يعود بالفائدة على بعض الأشخاص.تُستخدم غالبًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكنها تقلل أيضًا من التعرق عن طريق تثبيط تأثيرَ الجزء الوُدِّي، وهو جزء الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يمكنه إحداث رِدَّة فعلٍ سريعة تجاه الشدة.

يمكن حقن ذيفان الوشيقية من النوع A مباشرةً في الإبطين أو راحة اليد أو الجبين لتعطيل الأعصاب التي تُحرِّضُ التعرق،وهو يمنع التعرُّق لحوالي 5 أشهر استنادًا إلى الجرعة.

وهذه الحقن فعَّالة، ولكن يمكن أن تُؤدِّي إلى ضعف العضلات والصداع، وهي مؤلمة، وغالية الثمن.بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تكرارُ المعالجة 2 إلى 3 مرات سنويًا.

نظرًا إلى أنَّ ذيفان الوشيقية من النوع A يمكن أن يستخدم فقط على الإبطين المُتعرِّقين بشكلٍ مُفرطٍ، قد لا يُغطِّي التأمين الطبي استخدامَه في مواقع أخرى.

كما يمكن تطبيق ذيفان البوتولينوم من النوع A على شكل رهيم أيضًا.قد يكون هذا خيارًا علاجيًا بالنسبة لبعض الأشخاص.

يُستخدَم الإرحال الأيونيّ للماء العادي أحيانًا، وهو عملية يَجرِي فيها تطبيق تيار كهربائي ضعيف على المناطق المُتعرِّقة (راحة اليد وباطن القدم عادةً)، وذلك لفترةٍ تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقةً.يجري استخدام هذا الإجراء يوميًا لفترة أسبُوع، ومن ثم يُكرر أسبوعيًا أو حوالى مرتين في الشهر.

على الرغم من أنَّ المُعالجات عادةً ما تكون فعالة، إلا أنها تستغرق وقتاً طويلاً وتكون مرهقةً إلى حد ما، وقد يتعب بعض الأشخاص من الروتين.

جهاز خاص يعمل بالأمواج القصيرة يستخدم الحرارة لتدمير الغدد العرقية بشكل دائم.قد يستفيد الأشخاص من اثنتين من المعالجات بفاصل 3 أشهر على الأقل بينهما.تدوم النتائج لأشهر قليلة.

جرى استعمال أجهزة الليزر في علاج التعرق المفرط عن طريق إلحاق الضرر ببُنى الجلد التي تُسبِّب التعرق.كما قد يستخدم الليزر لتعزيز العلاج بمحلول ذيفان الوشيقية من النوع A.

قد يُحاوِلُ الأطباء استخدام الإجراءات الجراحية لضبط التعرق الشديد إذا لم تكن المُعالجَات الأخرى فعالة.

وفي بعض الأحيان، تجري مُعالجة التعرُّق الشديد الذي يقتصر على الإبطين عن طريق استئصال الغدد العرقية جراحيًا أو بشفط الدُّهون lipusuction.

يُمكن مُعالجة فرط التعرُّق الذي يقتصِر على راحة اليد عن طريق إجراء يُسمَّى قطع الودِّي بطريق الصدر التنظيري ( endoscopic transthoracic sympathectomy)، حيث يتم قطع الأعصاب المؤدية إلى الغدد العرقية (تقع هذه الأعصاب بالقرب من العمود الفقري في الصدر).ولكن، يُمكن لقطع الودي أن يسبب مُضَاعَفات دائمة مثل التعرق الشَّبحي (إحساس بالتعرُّق ولكن من دون وجود عرق)، والتعرق المُعاوِض (زيادة في التعرق في الأجزاء غير المعالجة من الجسم)، والتعرق الذوقي، وألم الأعصاب، ومتلازمة هورنر.يُعدُّ التعرُّق المُعاوِض أكثر شُيوعًا من بعد قطع الودِّي بطريق الصدر التنظيري، وهو يُصِيبُ حوالى 80% من الأشخاص، ويُمكن أن يُسبِّب العجز، وهو أسوأ من المشكلة الأصلية بكثير.