انتصاب مستمر

(القُساح)

حسبGeetha Maddukuri, MD, Saint Louis University
تمت مراجعته جمادى الأولى 1444

يكون الانتصابُ المستمرُّ (القُساح) مؤلمًا ومستمرًّا، ذلك أنَّه حالة غير طبيعيَّة وغير مترافقة مع رغبة أو إثارة جنسيَّة.ويكون أكثرَ شُيُوعًا عند الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 5-10 سنوات، وعند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20-50 عامًا.(انظر أيضًا لمحة عامة عن أعراض المسالك البولية).

يتكوَّن القضيبُ من ثلاثة أحيازٍ أسطوانية (جيوب) من الأنسجة التي يمكن أن يجري الدَّم من خلالها (تسمَّى النسيج الانتصابي).يوجد الجيبان الكبيران وهما الجسمان الكهفيَّان corpora cavernosa بجوار بعضهما بعضًا.بينما يُحيط الجيب الثالث (الجسم الإسفنجى corpus spongiosum) بالإحليل، وينتهي على شكل نهاية مخروطية للقضيب (حشفة القضيب glans penis)؛فعندما تمتلئ هذه الجيوب بالدَّم يزداد حجم القضيب وقساوته (ينتصِب)؛ثمَّ يحدث شدٌّ في العضلات المُحيطة بالأوردة المغبنية، ممَّا يمنع جريان الدَّم من القضيب ويُحافظ على انتصابه.

هل تعلم...

  • يمكن أن يستمرّ الانتصاب لمدةٍ أطول ويصبح مؤلمًا.

  • يجب على الصبي أو الرجل الذي يُعاني من الانتصاب المؤلم لمُدَد طويلةٍ أن يُراجعَ الطبيب مباشرةً.

القُساح الإقفاري Ischemic priapism

تنطوي معظمُ حالات الانتصاب المستمرّ على فشل جريان الدَّم خارج القضيب؛مما يحول دون دخول الدَّم الجديد الغني بالأكسجين إلى القضيب.ونتيجةً لذلك، قد يصبح القضيبُ مُتعطِّشًا للأكسجين.وتُعرف هذه الحالةُ بالقُساح الإقفاري أو المنخفض الجريان.يحدث ألمٌ شديدٌ إذا استمرَّ الانتصابُ لمدةٍ تزيد على 4 ساعات.ويمكن أن يكونَ القضيب منتصبًا في حين أنَّ حشفة القضيب قد تكون ليِّنة.وقد يؤدي القُساح الطويل الأمد إلى حدوث خللٍ في الوظيفة الانتصابيَّة أو حتى إلى موت نسيج القضيب.

القساح المُتقطِّع Stuttering priapism هو شكلٌ دوريٌّ من القُساح الإقفاري تحدث فيه نوباتٌ من الانتصاب بالتناوب مع فترات لا يكون فيها القضيب منتصبًا.

القُساح غير الإقفاري Nonischemic priapism

وهو من الحالات الأقل شيوعًا، حيث ينجم القُساح عن جريانٍ غير مضبوط للدَّم نحو القضيب.وينجم هذا الجريان غير الطبيعي للدَّم عادةً عن وجود إصابة في أحد الشرايين في المنطقة أعلى الفخذ (المغبن).ويُعرَفُ القُساحُ غير الإقفاري بالقُساح المرتفع الجريان أيضًا.وهويتسبَّب بألمٍ أقل من القُساح الإقفاري ولا يؤدي إلى موت الأنسجة.يكون القضيب منتصبًا دون أن يكون شديد القساوة.تكون فرصة حدوث خلل لاحق في وظيفة الانتصاب أدنى بكثير من فرصة حدوثها عند الإصابة بالقُساح الإقفاري.

أسباب الانتصاب المستمرّ

قد يكون القُساح ناجمًا عن وجود تشوُّهات في الأوعية الدَّمويَّة أو في كريّات الدَّم الحمر أو في الأعصاب التي تُسبِّبُ احتباس الدَّم في النسيج الانتصابي للقضيب.يعجز الأطبَّاء عن تحديد سبب حدوث القُساح في بعض الأحيان.

الأسباب الشائعة

تختلف الأَسبَابُ باختلاف العمر إلى حدٍّ ما.

يكون السبب الأكثر شيوعًا عند الرجال هو:

يمكن أن تتسبَّب الأدويةُ التي تُستَعمل لدعم الانتصاب، بما فيها تلك التي تُستَعملُ عن طريق الفم (أفانافيل وسيليندافيل وتادالافيل وفاردينافيل) وتلك التي تُحقنُ في القضيب (مثل ألبروستاديل)؛ في حدوث القُساح.

بينما تكون الأَسبَابُ الأكثر شيوعًا عند الأولاد هي

الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا

تشمل الأَسبَاب الأقل شيوعًا على ما يلي:

تقييم الانتصاب المستمر

يمكن للمعلومات التالية أن تساعدَ الأشخاصَ على تحديد مدى حاجتهم إلى مراجعة الطَّبيب وتوقُّع ما سيحدث في أثناء التَّقييم.

العَلاماتُ التَّحذيريَّة

في الأولاد والرجال المصابين بالقساح، هناك بعض الأَعرَاض والخصائص التي تكون مدعاةً للقلق.وهي تشتمل على ما يلي:

  • الألم الشديد

  • العمر أقلّ من 10 سنوات

  • وجود إصابة حديثة في القضيب أو منطقة أعلى الفخذ

  • الحمَّى والتعرُّق الليلي

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب على جميع الأولاد والرجال المُصابين بالقساح مراجعة الطبيب مباشرةً للحصول على العلاج.وقد يكون من الضروري إجراءُ تقييمٍ إضافيٍّ في حالة وجود علامات تحذيرية، وذلك لتحديد ما إذا كان سبب القُساح أمرًا غير طبيعي أو خطيرًا.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطباءُ في البداية عن الأَعرَاض والتاريخ الصحِّي، ثُمَّ يُجرون الفَحص السَّريري.وتُشير نتائج تحرِّيهم خلال الحصول على التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري غالبًا إلى سبب القساح وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب القساح وملامحه).

يستفسر الأطبَّاء عمَّا يلي:

  • طول مدَّة الانتصاب

  • وجود ألم

  • وجود إصابة في القضيب أو منطقة أعلى الفخذ

  • وجود حالاتٍ (مثل داء الكريَّات المنجليَّة) قد تتسبّب بحدوث القُساح

  • معرفة الأدوية التي جرى استعمالها، بما فيها أدويةُ معالجة خلل وظيفة الانتصاب والأدوية الترويحية

ورغم تركيز الأطبَّاء في أثناء الفحص السَّريري على الأعضاء التناسليَّة للكشف عن وجود علامات لحدوث إصابة أو سرطان، إلَّا أنَّهم يفحصون البطن ويُجرون المسّ الشَّرجي أيضًا.كما يمكن للأطباء إجراء فحصٍ عصبيٍّ للتَّحرِّي عن علامات وجود اضطراب في الحبل الشوكي.

الجدول
الجدول

الاختبارات

تعتمد الحاجةُ إلى إجراء الاختبارات على ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحرِّي التاريخ الطبِّي للشَّخص.يكون نوع القُساح (الإقفاري أو غير الإقفاري) وسببه واضحين غالبًا، مثل استعمال دواء في معالجة خلل وظيفة الانتصاب.قد يلجأ الأطبَّاء عند عدم تمييز نوع القُساح (إقفاري أو غير إقفاري) إلى سحب عيِّنةٍ دمويَّةٍ من القضيب للتَّحرِّي عن وجود الأكسجين والغازات الأخرى (قياس غاز الدَّم الشرياني).كما يمكن إجراءُ تخطيط الصدى المُضاعف duplex ultrasonography للقضيب (تخطيط الصدى الذي يقيس جريان الدَّم ويُظهر بنية الأوعية الدَّمويَّة التي يجري الدَّم من خلالها)تساعد هذه الاختباراتُ على التمييز بين نوعي القُساح الإقفاري وغير الإقفاري.كما قد يُظهرُ تخطيط الصدى أنواع جريان الدَّم في القساح والعيوب التشريحيَّة التي تُسهمُ في حدوث القساح.ويلجأ الأطبَّاء عند تعذُّر معرفة السبب إلى إجراء اختبارٍ لاضطرابات الدَّم وحالات عدوى السبيل البولي.يتضمَّن الاختبارات ما يلي:

  • تعداد الدَّم الكامل

  • تحليل البول وزرع البول

  • اختبار الرَّحلان الكهربائي للهيموغلوبين في بعض الأحيان، وخصوصًا عند الأولاد والرجال من أصلٍ إفريقي أو متوسِّطي

الرَّحلان الكهربائي للهيموغلوبين هو اختبارٌ دمويٌّ يُجرى للتَّحرِّي عن الهيمُوغلُوبين غير الطبيعي (البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدَّم الحمر) مثلما يحدث عند الإصابة بداء الكُريَّات المنجليَّة.

ونظرًا لاحتمال شعور بعض الأولاد والرجال بالحرج من الاعتراف باستعمالهم الأدوية الترويحية، فإنَّ الأطبَّاءَ يُوصون في بعض الأحيان بإجراء اختبار تحرِّي المخدِّرات.كما يُجرى في بعض الأحيان تصويرٌ بالرنين المغناطيسي أو تصوير مقطعي محوسب.

علاج الانتصاب المستمرّ

تنطوي الإجراءاتُ البسيطة التي يمكن استعمالها مباشرةً على تطبيق الثلج أو صعود السلالم أو كليهما؛إلَّا أنَّ القُساح يُعدُّ من الحالات الطارئة.وينبغي البدءُ بمعالجته في أقرب وقت ممكن، ويفضل أن يكون من قبل اختصاصي أمراض الجهاز البولي في قسم الطوارئ.

يوصي الأطبَّاءُ باستعمال مُسكِّن للألم عندَ الأولاد والرجال الذين يُعانون من ألمٍ شديد.ويكون من الضروري اللجوءُ إلى إجراءاتٍ أخرى عادةً عندما يكون القساح إقفاريًّا.قد يلجأ الأطبَّاءُ بعد تخدير القضيب باستعمال مُخدِّر موضعي إلى حقنه بدواءٍ يؤدي إلى حدوث تضيُّقٍ في الأوعية الدَّمويَّة التي تنقل الدَّم إلى القضيب (مثل الفينيليفرين phenylephrine)، ممَّا يحدُّ من جريان الدَّم إليه ويؤدِّي إلى زوال التَّورُّم.كما يمكن للأطباء سحب الدَّم من القضيب باستعمال الإبرة والمحقن (الشفط).يساعد سحبُ الدَّم على تقليل الضغط والتَّورُّم.كما يقوم الأطباءُ في بعض الأحيان بغسل أوردة القضيب بمحلولٍ مائيٍّ ملحيٍّ (محلول ملحي) للمساعدة على استبعاد الدَّم المستنفد للأكسجين أو جلطات الدَّم.

ويمكن تكرارُ هذه التدابير.ويمكن للأطباء عندَ فشل الإجراءات السابقة إحداثُ تحويلةٍ جراحيَّة.التحويلة هي ممرٍّ يجري إدخاله جراحيًّا في القضيب لتحويل جريان الدَّم الزائد والسماح للدورة الدَّمويَّة في القضيب بالعودة إلى الوضع الطبيعي.

نقاط رئيسية

  • يُعدُّ القساحُ من الحالات الإسعافيَّة التي تحتاج إلى تقييمٍ وعلاجٍ مُستعجَلَين.

  • تُعدُّ الأدوية، بما فيها الأدوية المُستعملة في معالجة خلل وظيفة الانتصاب وداء الخلية المنجلية، من الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا.

  • تنطوي المعالجةُ عادةً على حقن الأدوية في القضيب وسحب الدَّم الزائد منه.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID