قصور الغدة الدرقية عند الرُّضع والأطفال

حسبAndrew Calabria, MD, The Children's Hospital of Philadelphia
تمت مراجعته شوّال 1445

يُعرف قصور الغدة الدرقية hypothyroidism بأنه النقص في إنتاج الهرمون الدرقي.

  • قد يحدث قصور نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال عندما تكون الغدة الدرقية غائبة، أو غير نامية على نحو كافٍ، أو ظهرت في المكان الخاطئ، أو عندما يؤدي اضطراب آخر إلى التهاب الغدة الدرقية.

  • تعتمد الأعراض على عمر الطفل، ولكنها تتضمن تأخر النمو والتطور.

  • يستند التشخيص إلى اختبارات التحري عند حديثي الولادة، والاختبارات الدموية، واختبارات التصوير الشعاعي.

  • تُعالج الحالة بوصف أدوية مُعيضة عن الهرمون الدرقي.

(انظر أيضًا قصور الغدة الدرقية عند البالغين).

الغدة الدرقية هي واحدة من الغدد الصماء التي تتوضع في الرقبة.تطرح الغدد الصماء هرموناتها في مجرى الدم مباشرةً.الهرمونات هي مواد كيميائية تؤثر في نشاط أجزاء أخرى من الجسم.

تحديد موقع الغُدَّة الدرقية

تقوم الغدة الدرقية بإفراز الهرمون الدرقي.يتحكم الهرمون الدرقي في معدل الاستقلاب في الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وكيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته.إذا لم تُنتج الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمون الدرقي، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ تلك الوظائف.

قد يحدث قصور الغدة الدرقية عند الجنين في طور النمو أو حديث الولادة أو في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

هناك نوعان من قصور الغدة الدرقية عند الأطفال:

  • قصور الغدة الدرقية الخلقي: تكون هذه الحالة موجودة منذ الولادة

  • قصور الغدة الدرقية المكتسب: يحدث بعد الولادة

قصور الغدة الدرقية الخلقي

يكون قصور الغدة الدرقية الخلقي موجودًا منذ الولادة

يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي عندما لا تتطور الغدة الدرقية أو لا تعمل بشكل صحيح قبل الولادة.يحدث هذا النوع من قصور الغدة الدرقية بنسبة 1 لكل 2,000 إلى 4,000 حالة ولادة حية.تحدث معظم الحالات بشكل عفوي، إلا أن حوالى 10-20% منها تكون موروثة.

تحدث أكثر من نصف الحالات الخلقية من قصور الغدة الدرقية بسبب غياب الغدة الدرقية، أو عدم تطورها بشكل كافٍ، أو توضعها في مكان خاطئ.وفي حالات أقل شيوعًا، قد تتطور الغدة الدرقية بشكل طبيعي ولكنها لا تقوم بإنتاج الكميات الاعتيادية من الهرمون الدرقي.

في بعض البلدان، يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي عندما لا تحصل الأم على كميات كافية من اليود في طعامها (عوز اليود) في الوقت الذي يحتاج فيه جسد المرأة للمزيد من اليود عندما تكون حاملًا.يُعدُّ نقص اليود من الحالات النادرة في مناطق العالم التي يُضاف فيها اليود إلى ملح الطعام، ولكنه أكثر شُيُوعًا في المناطق التي لا يحصل فيها الأشخاص على كمية كافية من اليود في نظامهم الغذائي.

وفي حالات نادرة، يمكن لأنواع محددة من الأجسام المضادة عند الأم أو الأدوية التي تأخذها الأم وتقلل من إنتاج الغدة الدرقية للهرمون الدرقي أن تعبر المشيمة وتُسبب قصور الغدة الدرقية الخلقي بشكل مؤقت.

وفي حالات نادرة أخرى، قد يحدث خلل في تشكل الغدة النخامية وتفشل في تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات الدرقية.يُسمى ذلك قصور الغدة الدرقية المركزي.كما يمكن أن يحدث هذا النمط من الشذوذات الدرقية عند الأطفال الذين يتناولون أدوية معينة (مثل الأدوية المضادة للاختلاج والأدوية التي تساعد الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها) أو الذين يعانون من أمراض معينة.بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعانون من مرضٍ، تستعيد الغدة الدرقية وظيفتها الطبيعية بعد تعافي المرض.

يواجه الأطفال المصابون بمتلازمة داون خطرًا متزايدًا للإصابة بقصور الغدة الدرقية الوراثي.

قصور الغدة الدرقية المُكتسب

يحدث قصور الغدة الدرقية المكتسب بعد الولادة؛

في الولايات المتحدة، غالبًا ما ينجم قصور الغدة الدرقية المكتسب عن التهاب الغدة الدرقية بحسب هاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي).في التهاب الغدة الدرقية بحسب هاشيموتو، يهاجم الجهاز المناعي للجسم خلايا الغدة الدرقية مُسببًا التهابًا مزمنًا فيها، وهو ما يؤدي إلى تناقص إنتاج الهرمون الدرقي.يكون لدى حوالى 50٪ من الأطفال المصابين تاريخ عائلي للإصابة بداء الغدة الدرقية المناعي الذاتي.من الشائع حدوث التهاب الغُدَّة الدرقية بحسب هاشيموتو في أثناء مرحلة المراهقة، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا عند الأطفال الأصغر سنًا، عادةً بعد السنوات القليلة الأولى من الحياة.يواجه الأطفال المصابون بمتلازمة داون أو متلازمة تيرنر خطرًا متزايدًا للإصابة بالتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي.يكون الأطفال الذين يعانون من حالات وراثية أخرى (مثل متلازمة دي جورج أو متلازمة برادر-ويلي) أكثر عرضة لخطر قصور الغدة الدرقية المكتسب غير المناعي الذاتي.

حول العالم، يكون السبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية هو عوز اليود، ولكن هذا السبب نادرٌ في الولايات المتحدة.ولكن، يمكن للنساء الحوامل في الولايات المتحدة أن يُصبن بعوز طفيف في اليود لأن أجسامهن تحتاج إلى المزيد منه في أثناء الحمل.قد لا يتناول الأطفال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا مقيدًا بسبب الحساسية الغذائية المتعددة أو الذين يحصلون على الغذاء من خلال أنبوب وريدي (تغذية كاملة بالحقن) ما يكفي من الأطعمة المناسبة، وبذلك يُصابون بعوز اليود.

تشمل الأسبابُ الأخرى الأقل شُيُوعًا لقصور الغُدَّة الدرقية المكتسب على المُعالجة الشعاعيَّة للرأس والرقبة لبعض أنواع السرطان، واستخدام بعض الأدوية (مثل ليثيوم أو أميودارون).كما يحدث قصور الغدة الدرقية نتيجة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو نتيجة لسرطان الغُدَّة الدرقية.

أعراض قصور الغدة الدرقية عند الرُّضع والأطفال

تتباين أعراض قصور الغدة الدرقية بحسب عمر الطفل.

حديثو الولادة والرُّضَّع

في البداية، عادةً ما يعاني الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية الناجم عن مشكلة في الغدة الدرقية من أعراض قليلة أو معدومة لأن بعضًا من هرمون الغدة الدرقية من الأم يعبر المشيمة.حالما تنفد كمية الهرمون الدرقي الواصلة من الأم، تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، ويصبح المرض قابلاً للكشف عند إجراء اختبارات التحري عند حديثي الولادة.

ولكن، إذا لم يُكتشف السبب المُستبطن وراء قصور الغدة الدرقية، فلن تُشخّص الحالة أو تعالج، وبالتالي سوف يتباطأ نمو الدماغ بشكل متوسط إلى شديد.يمكن للمولود أن يصبح خاملاً (كثير النوم) وقد يفقد شهيته للطعام، وتميل بشرته للاصفرار (يرقان)، وتضعف مقويته العضلية، وينخفض معدل ضربات القلب، ويُصاب بالإسهال، مع زيادة في حجم اليوافيخ القحفية (المسافات بين عظام الجمجمة)، ويفقد السمع، ويبقى فمه مفتوحًا بشكل طفيف مع تضخم اللسان، ويكون صوته مبحوحًا، وتتبارز محتويات البطن عبر السرّة (يُسمى الفتق السرّي).إذا كان الطفل حديث الولادة يعاني من تضخم في الغدة الدرقية (دُراق ولادي)، فقد تضغط الغدة الدرقية على الرغامى وتؤثر في تنفس الطفل.

وفي نهاية المطاف، قد يُعاني الأطفال الرضع من جفاف، وبرودة، وتبقع في الجلد، وخشونة في ملامح الوجه (مثل تسطح وزيادة عرض جسر الأنف وتنفخ الوجه)، وضيق فتحة الفم، وتضخم اللسان.

في حالات نادرة، يمكن لتأخير تشخيص وعلاج الحالات الشديدة من قصور الغدة الدرقية أن يُؤدي إلى إعاقة ذهنية وقصر قامة.

في حال حدوث عوز اليود في وقت مبكر جدًا من الحمل، فقد يعاني الأطفال حديثو الولادة من فشل شديد في النمو، وسمات وجهية غير طبيعية، وإعاقة ذهنية، وتصلب العضلات بحيث يُصبح من الصعب تحريكها والتحكم بها (فرط توتر تشنجي spasticity).

الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين

تكون بعض الأعراض عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقن مشابهة لأعراض قصور الغدة الدرقية عند البالغين (مثل زيادة الوزن، والإرهاق، والإمساك، وتقصّف الشعر وجفافه، وجفاف الجلد وتشققه وزيادة سماكته).

تتضمن الأعراض التي تظهر فقط عند الأطفال تباطؤ النمو، وتأخر تطور الهيكل العظمي، وتأخر البلوغ.

تشخيص قصور الغدة الدرقية عند الرُّضع والأطفال

  • اختبارت التحري عند حديثي الولادة

  • الاختبارات الدموية

  • اختبارات التصوير

نظرًا لأن الأطفال الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية عند الولادة لا تظهر عليهم أي أعراض غالبًا، ولأن العلاج المبكر يمكن أن يمنع حدوث الإعاقة الذهنية، فإن الأطباء يجرون اختبارات تحرٍّ روتينية لجميع الأطفال حديثي الولادة في المستشفى بعد الولادة لتقييم وظيفة الغدة الدرقية.في حال كانت نتائج اختبارات التحري إيجابية، تُجرى اختبارات أخرى لتحديد مستويات الهرمونات الدرقية في الدم (اختبارات وظيفة الغدة الدرقية) لتأكيد تشخيص قصور الغدة الدرقية.في حال تأكيد التشخيص، ينبغي علاج حديثي الولادة بسرعة للوقاية من تأخر النمو.

حالما يجري تشخيص قصور الغدة الدرقية الخلقي، فقد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات تصوير شعاعي مثل التصوير بالنوكليدات المشعة أو التصوير بتخطيط الصدى لتحديد حجم وموضع الغدة الدرقية.

كما تُجرى اختبارات الغدة الدرقية أيضًا عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، والذين قد يشتبه الأطباء بإصابتهم بقصور الغدة الدرقية.البيوتين هو مكمل شائع يمكن صرفه بدون وصفة طبية، ويمكن أن يتداخل مع اختبارات وظائف الغدة الدرقية من خلال التسبب بقراءات خاطئة لهرمونات معينة.ينبغي التوقف عن استخدام البيوتين لمدة يومين على الأقل قبل إجراء الاختبارات.كما قد يُجرى التصوير بالأمواج فوق الصوتية عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين إذا بدت الغدة الدرقية غير متناظرة أو تحسس الطبيب وجود نامية (عقيدة) في الغدة الدرقية.

يقوم الطبيب بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والغدة النخامية عند الأطفال الذين يعانون من قصور غدة درقية لنفي الأسباب الدماغية المحتملة الأخرى.

علاج قصور الغدة الدرقية عند الرُّضَّع والأطفال

  • المُعالجة المعيضة بالهرمون الدرقي

عادةً ما يُعطى الأطفال المصابون بقصور الغدة الدرقية الخلقي أو المكتسب مُعالجة بالهرمون الدرقي الصُنعي ليفوثيروكسين.عادةً ما يُعطى ليفوثيروكسين بشكل أقراص للأطفال.بالنسبة إلى الرضع ، يمكن سحق الأقراص، وخلطها بكمية صغيرة من الماء (1-2 ميليلتر)، أو حليب الثدي، أو الحليب الاصطناعي غير المعتمد على الصويا، وتُعطى عن طريق الفم بواسطة محقنة.ينبغي عدم إعطاء الهرمون الدرقي الصُنعي بالتزامن مع حليب الصويا، أو مع مكملات الحديد أو الكالسيوم، لأن هذه المكملات قد تُقلل من امتصاص الليفوثيروكسين.على المستوى التجاري، تتوفر المستحضرات السائلة للأطفال في أي عمر، ولكن هناك خبرة محدودة في استخدام هذه المستحضرات في علاج قصور الغدة الدرقية الخلقي.

عادةً ما يحتاج معظم الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الخلقي لتناول المعالجة المُعيضة بالهرمون الدرقي طوال الحياة.ولكن، يمكن لبعض الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الخلقي (الذين لا يحتاجون إلى زيادة الجرعة بعد مرحلة الرضاعة عادةً) أن يتوقفوا عن العلاج بعد بلوغهم عمر 3 سنوات.

يستمر الطبيب في مراقبة الطفل عن طريق إجراء الاختبارات الدموية بفواصل ثابتة بحسب عمره.يُراقب الأطفال بشكل مكثف أكثر في السنوات الأولى من الحياة.

يُعالج قصور الغدة الدرقية من قبل طبيب متخصص في أمراض الغدد الصم عند الأطفال.

مآل قصور الغدة الدرقية عند الرُّضع والأطفال

يستعيد معظم حديثو الولادة الذين عُولجوا السيطرة الطبيعية على الحركة، وبالتالي النمو الذهني.

من الجدير ذكره بأن حتى لو جرى تقديم العلاج بشكل سريع، فإن القصور الخلقي الشديد في الغدة الدرقية قد يُسبب مشاكل خفيّة في نمو الطفل، وقد يؤدي إلى نقص السمع.قد يكون نقص السمع بسيطًا جدًا بحيث لا يمكن اكتشافه في أثناء اختبارات التحري الروتينية، ولكن مع ذلك فقد يؤثر في تعلم اللغة عند الطفل.وللكشف عن نقص السمع الخفي، قد يجري فحص الأطفال مجددًا عندما يكبرون قليلاً.

يحقق معظم الأطفال الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، والذين يتناولون أدويتهم بشكل صحيح، نماءً ونموًا طبيعيين.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID