التغذية الوريدية

(التغذية الوريدية)

حسبDavid R. Thomas, MD, St. Louis University School of Medicine
تمت مراجعته شعبان 1443

تُستَخدمُ التغذية الوريديَّة عندما يعجز السبيل الهضمي عن امتصاص كميَّة كافية من المُغذِّيات، كما يحدث عند الإصابة باضطرابات سوء الامتصاص الشديدة.كما أنّها تستخدم عندَ الاضطرار إلى تفريغ السبيل الهضمي مؤقَّتًا من الطعام، كما هو مطلوب خلال مراحل معيّنة من التهاب القولون التقرّحي.

يمكن أن يوفِّرَ الغذاء المُقدَّم وريديًّا جزءًا من احتياجات الشخص الغذائيَّة (التغذية الوريدية الجزئية partial parenteral nutrition)، لإتمام التغذية المُعطاة عبر الفم؛أو قد توفر جميعَ الاحتياجات الغذائية للشخص (تغذية وريدية كاملة total parenteral nutrition).

تتطلَّب التغذية الوريدية استعمالَ أنبوبٍ وريديٍ كبير.يجب إدخالُ الأنبوب (الذي يسمى قثطارًا وريديًَا مركزيًا) في وريدٍ كبير، مثل الوريد تحت الترقوة.يمكن استخدامُ التغذية الوريدية في المنزل أو في المستشفى.

قد تكون هناك ضرورة إلى استعمال التغذية الوريدية الكاملة عند الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية:

لوحظَ أنَّ التغذية الوريديَّة تُسبِّبُ مضاعفاتٍ أكثر من التغذية بالأنبوب عند المقارنة بينهما، فاتغذية الوريديَّة لا تحافظ على بنية ووظيفة السبيل الهضمي بالإضافة إلى أنَّها أكثر تكلفة.لا تُعدُّ التغذية الوريديَّة الخيارَ الأول للدعم الغذائي عندما يقوم السبيل الهضمي بوظيفته عادةً.

إجراء التغذية الوريدية

يوجد خطرٌ لحدوث حالات عدوى نتيجةً ضرورة بقاء القثطار الوريدي المركزي في مكانه لمدة زمنيَّة طويلة.وللحدِّ من المخاطر، يستخدم ممارسو الرعاية الصحّية تقنيات شديدة التعقيم عند إدخال القثطار وصيانته؛فعلى سبيل المثال، يقوم الممارسون بالإجراءات التالية:

  • تنظيف الجلد عندَ موضع دخول القثطار قبل إدخاله

  • تغيير الأنابيب التي تربط القثطار بالكيس المحتوي على التركيبة يوميًّا

  • تغيير الضمادات التي تُثبِّتُ القثطارَ في مكانه كلّ يومين

كما يساعد استخدام القثطار للتغذية الوريديَّة فقط على تقليل خطر العدوى أيضًا.

لوضع القثطار، يُدخلُ الأطباءُ الإبرة من خلال الجلد في الوريد، ثم يُمرِّرون الدليل من خلال الإبرة.تُسحَبُ الإبرة، ويَجرِي تمريرُ القثطار فوق السلك الدليل، الذي يُسحَبُ لاحقًا.يمكن استخدامُ جهاز صغير للموجات فوق الصوتية للتوجيه خلال وضع القثطار، كما يمكن بعد ذلك إجراء صورة بالأشعَّة السِّينية للتأكد من وضع القثطار في المكان الصحيح.يُوضَع القثطارُ في الوريد تحت الترقوة غالبًا.قد يَجرِي إدخال القثطار في وريدٍ في الرقبة إذا اقتصر استعماله على مدة إقامة المريض في المستشفى.

قثطار في أحد أوردة الصدر للتغذية

يُظهر هذا الشكلُ الوعاءَ الدموي (الوريد تحت الترقوة) في الصدر، والذي يمكن استخدامه للتغذية الوريدية.

يجب على فريق التغذية المتعدّد التخصّصات (المكوَّن من الطبيب واختصاصي التغذية والصيدلاني والممرضة)، إن وجد، مراقبة تقدُّم حالة الشخص؛حيث ينبغي قياس وزن الجسم بانتظام، ومراقبة عدد خلايا الدَّم (تعداد الدَّم الكامل) ومستويات الكهارل والمعادن الأخرى، وسكر الدم، واليُوريا (وهي من الفضلات التي تُطرحُ عادةً عن طريق الكلى).كما يقومون بإجراء اختبارات الدم لتقييم مستويات البروتين ووظائف الكبد (اختبارات الكبد) ومراقبة حجم السوائل التي يتناولها الشخص وحجم البول الذي يطرحه.يُجرى تقييم غذائي كامل، بما فيه حساب مؤشر كتلة الجسم وتحليل لتركيبة الجسم البنيوية، كلّ أسبوعين.

إذا استُعملت التغذية الوريدية الكاملة خارج المستشفى، يُعلَّم الشخص طريقة تمييز أعراض العدوى، وتقوم الممرضات بزيارته في المنزل بانتظام للتحرِّي عن وجود مشاكل.

التركيبات أو المستحضرات

توفِّر الكربوهيدرات معظمَ السُّعرات الحراريَّة في التركيبات القياسية للتغذية الوريديَّة.كما يمكن أن تحتوي التركيباتُ على الماء والبروتين والدهون والفيتامينات والمعادن.وتُضاف الأحماض الأمينية الأساسية (مُكَوِّنات البروتينات) والأحماض الدهنية الأساسية (مُكَوِّنات الدهون) أيضًا.وتسمّى هذه المُغذِّيات بالأساسية بسبب عجز الجسم عن تصنيعها من المُغذِّيات الأخرى.وبذلك، ينبغي الحصول عليها من النظام الغذائي؛

إلَّا أنَّه يمكن استخدامُ التركيبات المختلفة بناءً على نتائج الاختبار وعلى الاضطرابات الأخرى الموجودة وعمر الشخص وعوامل أخرى، وذلك على النحو الآتي:

  • بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي وفي فترات عدم إجراء غَسل الكُلى أو بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فشل الكبد: تُعدَّل التركيبة بحيث تحتوي على نسبةٍ أقل من البروتينات ولكنها تحتوي على نسبة مرتفعة من الأحماض الأمينية الأساسية

  • أمَّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فشلٍ قلبيٍّ أو كلوي: فتكون نسبة السوائل في التركيبة أقلّ

  • وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فشلٍ تنفُّسي: تُعدَّل التركيبة بخفض نسبة الكربوهيدرات وزيادة نسبة الدهون، حيث تُضاف لتوفير الكمية المطلوبة من السعرات الحرارية (معالجة الرئتين للدهون أسهل من معالجتها للكربوهيدرات)

  • بالنسبة لحديثي الولادة: تُعدَّلُ التركيبة بخفض نسبة السكّر

  • بالنسبة للأشخاص البدينين: تُعدَّلُ التركيبة بخفض نسبة الدهون

مضاعفات التغذية الوريدية

يمكن أن تُسبِّبَ التغذيةُ الوريديَّة مشاكلَ متعلِّقة بالقثطار الوريدي المركزي أو بالتركيبة، بالإضافة إلى مشاكلَ أخرى.لماذا يكون سبب حدوث بعض المشاكل مجهولًا؟

قد تحدثإصابةٌ في أثناء إدخال القثطار؛فعلى سبيل المثال، قد تُصاب الأوعية الدموية أو العصب أو الرئة.

يزداد احتمال الإصابة بحالات عدوى عندَ إجراء شقٍّ في الجلد، ويكون إجراؤه ضروريًّا لإدخال القثطار، وخصوصًا عند تركه في موضعه لمدة زمنيَّة طويلة.(يساعد الجلد على منع دخول الكائنات الحية المُسبِّبة للعدوى إلى الجسم عادةً)قد تنتشر العدوى إلى مجرى الدَّم - وهي حالة خطيرة تسمى الإنتان sepsis.ويمكن أن يساعد استعمال أساليب معقَّمة على الوقايَة من العَدوَى.

تتشكَّل جلطةٌ دمويةٌ في الوريد الذي أُدخلَ فيه القثطار في بعض الأحيان.

يمكن أن تحدث حالات نقص غذائي وخلل شاردي غذائي في أثناء التغذية الوريديَّة.يُعدُّ حدوث ارتفاع (فرط سكر الدم hyperglycemia) شديد في مستويات السكر (الغلُوكُوز) في الدَّم أو انخفاض شديد (نقص سكر الدم hypoglycemia) من الحالات الشائعة نسبيًّا.ولكن، من النادر حدوثُ حالات نقصٍ لفيتامينات أو لمعادن معيَّنة.ولمعرفة هذه المشاكل، يوصي الأطباءُ بإجراء اختبارات دمويَّة لقياس مستويات السكّر والمعادن (الكهارل)؛ثمَّ يقومون بتعديل التركيبة بحسب الضرورة وإعادة التحقُّق بشكلٍ دوري من مستويات السكر والكهارل.

وقد يُعطى الكثير من الماء (تحميل حجمي مفرط) أو القليل جدًّا منه.يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الماء (فرط الإماهة) إلى تجمُّع السوائل في الرئتين، مما يُسبِّبُ صعوبةً في التنفس.ويؤدي شرب كميةٍ قليلةٍ جدَّا من الماء إلى الإصابة بالتجفاف.وهكذا، يراقب الأطباء بانتظامٍ وزنَ الشخص وحجم البول الذي يطرحه.يمكن لاختبارات الدَّم المُجراة لقياس اليوريا أن تساعدَ الأطباء على كشف الإصابة بالتجفاف.يمكن أن تشير المستويات المرتفعة بشكل غير متناسب إلى الإصابة بالتجفاف.قد يحاول الأطباءُ حسابَ كمية الماء المطلوبة قبل بدء التغذية، وذلك للحدِّ من مخاطر حدوث حالات عدم توازن الماء.

تحدث في بعض الأحيان مشاكل ناجمة عن التركيبات المحتوية على نسبة زائدة من الدهون وعلى نسبة أقلّ من الكربوهيدرات (تسمّى مستحلبات دهنيَّة lipid emulsions).وتشتمل هذه المشاكلُ على المعاناة من صعوبة في التنفُّس وحدوث ردَّات فعل تحسُّسيَّة والغثيان والصُّدَاع وألَم الظَّهر والتعرُّق والدوخة.قد تزداد مستوياتُ الدهون في الدَّم بشكل مؤقَّت، وخصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من فشلٍ كلويٍّ أو كبدي.يمكن أن يتضخَّم الكبد أو الطحال في وقتٍ لاحق، وقد يصبح النزفُ أو التكدُّم أكثرَ سهولةً عند الأشخاص أو تزداد فرص إصابتهم بالعدوى.ويكون الخُّدَّج المصابون بمُتلازمة الضائقة التنفُّسية أو غيرها من اضطرابات الرئة مُعرَّضين بشكلٍ خاص للإصابة بهذه المشاكل.قد يعمد الأطباء لإبطاء تسريب التركيبة بشكلٍ مؤقَّت أو دائم أو بإيقاف استعمالها، في محاولةٍ منهم لمنع أو تقليل حدوث هذه المشاكل.

يمكن أن تحدث مشاكل الكبد عندَ الأشخاص في أيِّ عمر، ولكنها أكثر شُيُوعًا عند الرضع وخصوصًا الخُّدَّج (حيث يكون الكبد غيرَ ناضج).يطلب الأطباء اختباراتٍ دمويَّة لقياس مستويات إنزيمات الكبد، ومن ثَمّ تقييم كفاءة الوظيفة الكبدية.قد يكون مفيدًا تقليلُ كمية البروتينات في التركيبة.ينبغي تقليلُ كمّية الكربوهيدرات عندَ حدوث تضخُّم في الكبد وتسبُّبَه بحدوث ألم.يمكن أن تتراكمَ الأمونيا في الدم عندَ حدوث مشاكل كبديَّة عندَ الرُّضَّع.وقد يؤدي تراكمها إلى ظهور أعرَاض كالكسل والاختِلاجَات والتشنُّجات العضليَّة.استعمال مكمّلات الأحماض الأمينية (أرجينين) عندَ الرُّضَّع قد يُعالج هذه المشكلة.

يمكن أن تنقص كثافة العظام إذا استمرَّت التغذية الوريدية أكثر من 3 أشهر.وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بهشاشة العظام أو بتلُّين العظام (النَّاجم عن نقص الفيتامين D).ومع تفاقم الحالة، قد تُسبِّبُ هذه الاضطرابات شعورًا بألمٍ شديدٍ في المَفاصِل والساقين والظهر.

ويمكن أن تظهر مشاكل المرارة أو تتفاقم عندما يتوقَّف نشاطها، مثلما قد يحدث في أثناء التغذية الوريديَّة.قد تتراكم المواد (مثل الكوليسترول) التي تَجرِي معالجتها ونقلها من خلال المرارة عادةً، لتُشكِّلَ حصى المرارة أو الكُدارة المراريّة.يمكن أن تسدَّ الحصويت القناة، مُسبِّبةً حدوثَ التهاب (التهاب المرارة).قد ينبِّه زيادة كمية الدهون في التركيبة وعدم تناول السكر لعدة ساعات في اليوم تقلصات المرارة، وبذلك تساعد على تحريك المواد المتراكمة في طريقها.كما أنَّ إعطاءَ الطعام عن طريق الفم أو من خلال أنبوب يُدخَلُ في الأنف قد يكون مفيدًا أيضًا.يمكن استخدام الأدوية، مثل ميترونيدازول أو حمض أورسوديوكسيكوليك ursodeoxycholic أو فينوباربيتال أو كوليسيستوكينين، لتنبيه نشاط المرارة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID