عدوى فيروس العَوَز المَناعيّ البشري (HIV)

حسبEdward R. Cachay, MD, MAS, University of California, San Diego School of Medicine
تمت مراجعته رجب 1444

العدوى بفيروس العوز المناعي البشري (HIV) هي عدوى فيروسية تؤدي إلى تخريب تدريجي لكريات دم بيضاء معينة، ويمكن علاجها بالأدوية المضادة للفيروسات.في حال عدم علاجها، فيمكن أن تسبب متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز AIDS).

  • ينتقل فيروس العَوَز المَناعي البَشَري HIV عن طريق تبادل سوائل الجسم (السَّائِل المنوي، والسوائل المهبلية، والدم، وحليب الثدي) مع شخص مصاب، ويكون ذلك عادةً عن طريق الجنس المهبلي أو الشرجي، أو مشاركة إبر الحقن، أو من الأم إلى الطفل (في أثناء الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة الطبيعية).

  • يستطيع فيروس عوز المناعة البشري HIV تدمير أنواع محددة من الكريات البيضاء، وإضعاف الجهاز المناعي للجسم بمواجهة حالات العدوى والسرطان.

  • عند التقاط العدوى بالفيروس، تظهر على الشخص في البداية أعراض مثل الحمى، والاندفاعات الجلدية، وتورم العقد اللمفية، والإرهاق، وقد تدوم تلك الأعراض لعدة أيام أو أسابيع، وبعد ذلك قد لا تظهر لديهم أية أعراض لأكثر من عقد من الزمن.

  • يمكن للاختبارات الدموية التي تتحرى وجود الأجسام المضادة لفيروس HIV وتقيس مستويات فيروس HIV في الدم أن تؤكد التشخيص.

  • تتوفر اختبارات التحري عن فيروس HIV للبالغين والمراهقين، وخاصة النساء الحوامل، بغض النظر عن عوامل الخطر لديهم.

  • يمكن لأدوية فيروس HIV (الأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقريَّة) أن تمنع تكاثر فيروس HIV، وتسمح بتقوية الجهاز المناعي، وبذلك تسمح للأشخاص بالعيش بدون حالات عدوى شديدة أو سرطانات مرتبطة بفيروس HIV.

  • يُصاب معظم الأشخاص غير المعالجين في النهاية بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز)، والتي تتظاهر بحالات عدوى خطيرة وسرطانات.

(انظر أيضًا العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري عند الأطفال).

يمكن لعدوى فيروس العوز المناعي البشري HIV أن تنجم عن واحد أو اثنين من الفيروسات التقهقرية retroviruses، وهما HIV-1 أو HIV-2.يُسبب فيروس HIV-1 معظم حالات عدوى فيروس العوز المناعي البشري البشري في جميع أنحاء العالم، في حين يُسبب فيروس HIV-2 العديد من حالات عدوى فيروس العوز المناعي البشري في غرب أفريقيا.

تكون العدوى بنوع آخر من الفيروسات القهقرية، وهو الفيروس المنمي للمفاويات التائية البشرية (HTLV)، أقل شُيُوعًا، ولكن يُمكنها أن تُسبب أيضًا مرضًا خطيرًا.

ما هو الفيروس التقهقري Retrovirus؟

ينتمي فيروس عوز المناعة البشري HIV إلى زمرة الفيروسات التقهقرية، والتي تحتفظ بمادتها الوراثية على شكل حمض ريبي نووي RNA وليس على شكل حمض ريبي نووي منزوع الأُكسِجين DNA، شأنه في ذلك شأن معظم أنواع الفيروسات، وبخلاف معظم الكائنات الحية الأخرى التي تحتفظ بمادتها الوراثية على شكل DNA.

عندما يدخل فيروس HIV إلى الخلية البشرية، فإنه يحرر المادة الوراثية الخاصة به RNA، بالإضافة إلى إنزيم يُدعى الُمنتسخة العكسية reverse transcriptase، والتي تقوم بتصنيع نسخة DNA من مادته الوراثية التي تكون على شكل RNA.وبالنتيجة، فإن المادة الوراثية للفيروس والتي أصبحت بشكل DNA، تتداخل ضمن المادة الوراثية للخلية المُصابة.تكون هذه العملية معاكسة للعملية التي تحدث في الخلايا البشرية، حيث يصنع الجسم نسخة RNA من DNA.ولذلك، يُطلق على فيروس HIV اسم فيروس تقهقري reterovirus، وذلك لأنه يعكس عملية النسخ (نحو الخلف أو القهقرى).

وبخلاف الفيروسات القهقرية، فإن الفيروسات الرنوية الأخرى RNA viruses (مثل فيروسات شلل الأطفال، والأنفلونزا، والحصبة) لا تُصنع نسخاً من DNA بعد غزوها للخلايا.وإنما ببساطة، تقوم بتصنيع نسخ RNA من المادة الوراثية الخاصة بها (والتي تكون بشكل RNA).

في كل مرة تنقسم فيها خلية مُصابة بعدوى فيروس HIV، فإنها تصنع نسخة جديدة من المادة الوراثية DNA الخاصة بفيروس HIV، بالإضافة إلى جيناتها الخاصة.يمكن لنسخة DNA لفيروس عوز المناعة البشري أن تكون واحدة من اثنتين:

  • غير نشطة (هاجعة): حيث يكون الفيروس موجودًا دون أن يُسبب أضرارًا.

  • نشطة: حيث يسيطر الفيروس على وظائف الخلية المصابة، فيدفعها لإنتاج وتحرير العديد من نسخ HIV، والتي تقوم بدورها بغزو خلايا أخرى.

يدمر فيروس العوز المناعي البشري تدريجيًا أنواعًا معينة من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية CD4+.تُساعد الخلايا اللمفية على الدفاع عن الجسم ضد الخلايا الأجنبية، والكائنات الدقيقة المُسببة للعدوى، والسرطانات.وبالتالي، فعندما يقوم فيروس HIV بتدمير الخلايا اللمفاوية CD4+، فإنه يجعل الشخص عُرضة للهجوم من قبل الكائنات الدقيقة الأخرى المُسببة للعدوى.غالبًا ما تنجم الكثير من مضاعفات عدوى HIV، بما في ذلك الوفاة، عن حالات العدوى الثانوية، وليس بشكل مباشر عن عدوى فيروس HIV.

يعود أصل الفيروس HIV-1 إلى مناطق وسط أفريقيا في أواسط القرن العشرين، عندما أصابت البشر عدوى فيروس مشابه جدًا يوجد في قردة الشمبانزي.وقد بدأ الانتشار العالمي لفيروس HIV-1 في فترة متأخرة من نهاية سبعينيات القرن الماضي، وجرى التعرف على الفيروس لأول مرة في العام 1981.

في العام 2021، تقريبًا

  • كان هناك نحو 38 مليون مصاب بعدوى فيروس العوز المناعي البشري البشري حول العالم، من بينهم 1.7 مليون طفل دون سن 15 عامًا، وكان ثلثيهم (25.6 مليون) يعيشون في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.

  • توفي 650,000 شخصًا بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز في جميع أنحاء العالم، مقارنةً بـ 1.9 مليونًا في عام 2004 و 1.4 مليونًا في عام 2010.

  • سُجلت 1.5 مليون حالة عدوى جديدة بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، منها حوالى 860,000 (57٪) في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.

  • كان 85٪ من المصابين بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري في عام 2021 يدركون إصابتهم به، وكان 75 ٪ منهم يحصلون على العلاج.

اعتبارًا من العام 2021، أثمرت الجهود الدولية في حصول نحو 28.7 مليون شخصًا مصابين بفيروس العوز المناعي البشري على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (مقارنةً بـ 8.8 مليون في عام 2010)، مما قلل بشكل كبير من الوفيات وانتقال العدوى في العديد من البلدان.

في نهاية عام 2019، قُدر عدد المصابين بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري في الولايات المتحدة بـ 1,189,700 شخصًا يبلغون من العمر 13 عامًا أو أكثر، بما في ذلك نحو 158,500 (13٪) من الأشخاص الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالعدوى.في عام 2020، جرى تشخيص أكثر من 30,600 حالة عدوى بفيروس العَوَز المَناعي البشري في الولايات المتحدة، كانت 20,758 حالة منها ناجمة عن الاتصال الجنسي بين ذكرين.ينبغي تفسير بيانات عام 2020 بحذرٍ بسبب تأثير وباء كوفيد-19 على إمكانية الوصول إلى اختبارات التحري عن فيروس HIV، والخدمات ذات الصلة بالرعاية، وأنشطة رصد الحالات.

متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز AIDS)

يُعد الإيدز أشد أشكال العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري.تُعد عدوى فيروس HIV كإصابة بالإيدز عندما تحدث واحدة على الأقل من المضاعفات الخطيرة للمرض أو تتراجع أعداد الخلايا اللمفية CD4+ بشكل كبير.

عندما يُصاب الشخص بعدوى فيروس HIV بمرض خطير، فيُعد ذلك تشخيصًا لمتلازمة عوز المناعة المكتسب AIDS.تتضمن الأمراض المُشخصة لمتلازمة عوز المناعة المكتسب كلاً مما يلي

انتقال عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري

يتطلب انتقال عدوى فيروس HIV تماساً لسطح مفتوح (مثل جرح) عند الشخص غير المصاب مع سوائل الجسم الحاوية على الفيروس أو الخلايا المصابة بالعدوى.يمكن أن تظهر فيروسات HIV في جميع سوائل الجسم تقريبًا، ولكن تحدث العدوى بشكل رئيسي عن طريق الدم، أو المني، أو السائل المهبلي، أو حليب الثدي.وعلى الرغم من أن الدموع، والبول، واللعاب قد تحتوي على تراكيز ضعيفة من فيروس HIV، إلا أن انتقال العدوى عن طريق هذه السوائل نادر جدًّا، أو ربما معدوم.

لا تنتقل عدوى فيروس HIV عن طريق الاحتكاك العرضي الذي لا ينطوي على تبادل سوائل الجسم (مثل الملامسة، أو المصافحة، أو القبل الجافة)، أو التماس غير الجنسي (كملامسة سطح أو جسم).لم تُعزَ حتى الآن أية إصابة بعدوى الإيدز نتيجة استنشاق ذرات العطاس أو السعال من شخص مصاب، أو لدغة بعوضة.كما إن انتقال العدوى من طبيب بشري أو طبيب أسنان مُصاب إلى المريض هو حالة نادرة جدًا.

عادةً ما تنتقل العدوى بفيروس الإيدز بالطرق التالية:

  • الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، عندما يكون الغشاء المخاطي المُبطن للفم، أو المهبل، أو القضيب، أو المستقيم مُعرضًا لسوائل الجسم مثل المني، أو السوائل المهبلية الحاوية على فيروسات HIV، تمامًا كما يحدث عند ممارسة الجنس دون استخدام واقيات

  • حقن دم ملوث، كما يحدث في حال التشارك بإبرة واحدة لحقن المخدرات، أو تعرض أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية لوخزة بإبرة ملوثة بفيروس HIV

  • انتقال العدوى من الأم المصابة إلى الطفل قبل الولادة، أو في أثناء الولادة، أو بعد الولادة من خلال حليب الثدي

  • الإجراءات الطبية، مثل نقل الدم الحاوي على فيروسات HIV، أو الإجراءات الطبية بواسطة أدوات غير معقمة جيدًا، أو زراعة عضو من متبرع مُصاب

يزداد احتمال انتقال العدوى بفيروس HIV في حال كان كان الغشاء المخاطي ممزقًا أو متضررًا، حتى وإن كان بشكل محدود.في أثناء ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي، قد تحدث جروح صغيرة في الأعضاء التناسلية أو الجلد المحيط، حتى لو لم يكن الشخص على علم بحدوث الجرح.

تنتقل مُعظمُ حالات العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري من خلال الاتصال الجنسي المتغاير، ولكن تختلف عوامل الخطر باختلاف المنطقة الجغرافية.على سبيل المثال، يكون انتقال العدوى بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال الطريقة الأكثر شُيُوعًا عادةً لحدوث العدوى في البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكن الأشخاص الذين يتعاطون العقاقير عن طريق الحقن يتأثرون بشكل غير متكافئ في جنوب آسيا.

في المناطق التي يكون فيها انتقال العدوى من خلال الاتصال الجنسي المتغير بشكل رئيسي، تتبع عدوى HIV مسارات التجارة، والمواصلات، والهجرة الاقتصادية إلى المدن وتنتشر بشكلٍ ثانويٍّ إلى المناطق الريفية.

من الممكن الوقاية بشكل كامل من انتقال العدوى بفيروس HIV بالطرق الأكثر شيوعًا لانتشاره، وهي الاتصال الجنسي أو التشارك في الحقن.

هل تعلم...

  • لم تُسجل حالات من انتقال العدوى بفيروس HIV عن طريق السعال، أو العطاس، أو لدغات البعوض.

من خلال الاتصال الجنسي

يكون خطر انتقال عدوى HIV أعظميًا في أثناء الجنس المهبلي أو الشرجي مع عدم استخدام واقي ذكري أو استخدامه بشكل خاطئ.كما يمكن أن تنتقل عدوى HIV عن طريق الجنس الفموي، على الرغم من خطر ذلك يكون أقل من خطر الانتقال عن طريق الجنس المهبلي أو الشرجي.

يتزايد خطر عدوى HIV عندما تحتوي السوائل المهبلية أو المني على كميات كبيرة من فيروس HIV و/أو عند وجود تقرحات أو جروح، حتى وإن كانت صغيرة، في البشرة أو الغشاء المخاطي المبطن للأعضاء التناسلية، أو الفم، أو المستقيم.وهكذا، فإن انتقال العدوى يكون أكثر احتمالاً في الحالات التالية:

  • الأسابيع الأولى بعد التقاط العدوى، بسبب احتواء سوائل الجسم والدم على كميات كبيرة من فيروس HIV

  • الاتصال الجنسي العنيف الذي يُلحق الضرر بالبشرة أو الأغشية المخاطية المبطنة للأعضاء التناسلية، أو الفم، أو المستقيم

  • الاتصال الجنسي عندما يكون أي من الشريكين الجنسيين يعاني من عدوى بالهربس التناسلي، أو الزُهري، أو غيرها من أنواع العدوى المنتقلة بالجنس التي قد تُسبب تقرحات أو تشققات في البشرة، أو التهابًا في الأعضاء التناسلية

يمكن للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أن تُقلل من أعداد فيروسات HIV في المني والسوائل المهبلية.وبالتالي، يمكن لعلاج العدوى بواسطة هذه الأدوية أن يُقلل بشكل واضح من احتمال انتقال العدوى.

تنطوي الأنشطة الجنسية التي يمكن أن تضر بالأغشية المبطنة للأعضاء التناسلية أو الفم أو المستقيم على إدخال معظم أو كامل قبضة اليد في المستقيم أو المهبل، واستخدام الألعاب الجنسية.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري الذين يُعالجون بمضاد الفيروسات القهقرية ولديهم حمل فيروسي غير قابل للاكتشاف (كبت فيروسي) لا ينقلون الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي إلى شركائهم.

الجدول
الجدول

من خلال الإبر أو غيرها من الأدوات

يواجه عمال الرعاية الصحية الذين تعرضوا لوخزة بإبرة ملوثة بفيروس HIV خطرًا بحدود 1 من أصل 300 للإصابة بعدوى HIV مالم تُعالج الحالة بأسرع وقت ممكن.يمكن لهذا العلاج أن يُقلل من الاحتمال إلى أقل من 1 لكل 1500 حالة.يزداد الخطر إذا دخلت الإبرة بشكل عميق في الأنسجة، أو إذا كانت الإبرة مجوفة واحتوت على دم ملوث بالفيروس داخلها (كما هيَ الحال في الإبر المتسخدمة لتعاطي المخدرات)، وليس مجرد وجود بقايا دموية على سطحها (كما هيَ الحال في الإبر المستخدمة لإجراء قطع في الجلد).

انتقال العدوى من خلال رش سوائل تحتوي على الفيروسات على الوجه ضئيل، ولا يزيد عن 1 بالألف.

من خلال الأم إلى الطفل

لقد أدت الزيادة في أعداد النساء في سن الإنجاب المصابات بعدوى HIV إلى زيادة أعداد الأطفال المصابين بالعدوى ذاتها.

يمكن لعدوى فيروس العوز المناعي البشري أن تنتقل من الأم المصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري إلى الطفل بالطرق التالية:

  • في أثناء الحمل، إلى الجنين من خلال المشيمة

  • في أثناء الولادة، إلى المولود في أثناء عبوره من خلال قناة الولادة

  • إلى الرضيع في أثناء الرضاعة من حليب الثدي

يتراوح الخطرُ التراكمي الإجمالي لانتقال العدوى من الأم إلى الطفل بدون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بين 35-45٪.

يمكن لعلاج النساء المصابات بالعدوى باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أن يُقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى.ينبغي على النساء الحوامل والمصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري أن يخضعن للعلاج في أثناء الثلث الثاني والثالث من الحمل، وفي أثناء الولادة، وفي أثناء الإرضاع.تُقلل العملية القيصرية وعلاج الطفل لعدة أسابيع بعد الولادة من خطر انتقال العدوى.

يُطرح فيروس العوز المناعي البشري في حليب الثدي.ينبغي على الأمهات المصابات بعدوى فيروس العوز المناعي البشري تجنب إرضاع الطفل من حليب الثدي إذا كُن يعشن في مناطق يتوفر فيها حليب الأطفال بنوعية جيدة.أما في المناطق التي تنتشر فيها الأمراض المعدية وسوء التغذية، فقد لا يتوفر حليب الأطفال الجيد بأسعار معقولة، وهنا تنصح منظمة الصحة العالمية بالعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مع الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرًا على الأقل.ففي هذه الحالة، يمكن الموازنة بين الوقاية التي يوفرها حليب الثدي الطبيعي ضد أنواع العدوى القاتلة المحتملة مع خطر انتقال العدوى بفيروس HIV.

وبما أن العديد من النساء المصابات بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري وأطفالهنّ الرضع يعالَجوا أو يستعملوا أدوية للوقاية من عدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري؛ فقد انخفض تعداد الأطفال الذين يُصابوا بالإيدز في العديد من البلدان.

من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء

في الوقت الحالي، يمكن لعدوى فيروس العوز المناعي البشري أن تنقل في حالات نادرة عن طريق نقل الدم أو زرع الأعضاء.

اعتباراً من العام 1985، أصبح الدم المُتبرع به يخضع لاختبار تحري وجود عدوى HIV في جميع الدول ذات الموارد المرتفعة، كما قد تُجرى معالجة بعض كميات الدم بالحرارة للقضاء على أي احتمال لوجود عدوى HIV.وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تراجع خطر حدوث العدوى بفيروس العوز المناعي البشري بسبب نقل الدم إلى أقل من حالة واحدة لكل مليونين حالة، حيث يجري فحص الدم المُتبرع منه للتحري عن وجود عدوى فيروس العوز المناعي البشري وغيره من الفيروسات المنتقلة عن طريق الدم.أما في البلدان ذات الموراد المنخفضة، فإن عينات الدم ومشتقاته قد لا تخضع دائمًا لاختبارات التحري عن فيروس HIV بنفس الدرجة من الصرامة.وبالتالي، فإن خطر انتقال العدوى عن طريق نقل الدم يكون عاليًا.

كما جرى تسجيل حالات انتقال عدوى HIV عند زرع أعضاء من متبرعين مصابين بعدوى HIV دون العلم بذلك.من غير الشائع انتقال عدوى HIV عند زرع القرنية أو النسج المُعالجة بطريقة خاصة (مثل العظام).

الإمناء الاصطناعي

من المحتمل أيضًا انتقال عدوى HIV عند أخذ نطاف من متبرع مصاب بالعدوى لتخصيب امرأة سليمة.ولكن في الولايات المتحدة، جَرَى اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه المخاطر.حيث توقف استخدام النطاف الطازجة لإجراء التخصيب الصناعي.وإنما تُجمد النطاف لمدة 6 أشهر أو أكثر قبل استخدامها.وبعد ذلك يجري إعادة فحص النطاف المُتبرَّع بها قبل استخدامها.

إذا كان المُتبرع بالحيوانات المنوية مصابًا بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، فإن غسل الحيوانات المنوية يُعد وسيلة فعالة لإزالة الفيروس من الحيوانات المنوية.

آلية انتقال العدوى بفيروس HIV

حالما يصل فيروس HIV إلى الجسم، فإنه يرتبط بعدة أنواع من كريات الدم البيضاء.ولعل النوع الأكثر أهمية هو الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة (الخلايا التائية).تقوم الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة بتفعيل بقية خلايا الجهاز المناعي والتنسيق معها.تمتلك هذه الخلايا على سطحها مستقبلات تُدعى CD4، تمكن فيروسات HIV من الارتباط بها.وهكذا، فإن هذه الخلايا اللمفاوية تكون موسومة بـ CD4+.

ينتمي فيروس HIV إلى زمرة الفيروسات القهقرية retrovirus.ويعني ذلك، أنه يقوم بتخزين معلوماته الوراثية بشكل حمض ريبي نووي (RNA).حالما يصل الفيروس إلى داخل الخلية اللمفاوية CD4+، فإنه يقوم باستخدام إنزيم خاص يُدعى المُنتسخة العكسية reverse transcriptase لإنتاج نسخة من مادته الوراثية RNA، ولكن بصيغة حمض ريبي نووي منزوع الأكسجين (DNA).يتكاثر فيروس HIV بسهولة عند هذه النقطة، لأن إنزيم المنتسخة العكسية يكون عرضة لارتكاب أخطاء (طفرات) في أثناء تحويل المادة الوراثية RNA إلى صيغة DNA.تجعل هذه الطفرات فيروس HIV أكثر صعوبة للتحكم، لأن العديد من الطفرات تزيد من فرصة إنتاج فيروسات قادرة على مقاومة هجوم الجهاز المناعي للجسم و/أو مضادات الفيروسات القهقرية.

يجري دمج المادة الوراثية DNA للفيروس ضمن المادة الوراثية DNA للخلية اللمفاوية المصابة.ومن ثم تقوم الآليات الجينية في الخلية اللمفاوية المصابة بإعادة إنتاج الفيروس.وفي نهاية المطاف، تتخرب الخلية اللمفاوية المصابة.تقوم كل خلية لمفاوية مصابة بإنتاج آلاف الفيروسات، والتي تقوم بدورها بنقل العدوى إلى خلايا لمفاوية جديدة، وتدمرها أيضًا.في غضون أيام أو أسابيع، يصبح الدم والسوائل التناسلية حاوية على عدد ضخم جدًا من فيروسات HIV، وقد يتراجع عدد الخلايا اللمفاوية CD4+ بشكل كبير.وبما أن مستويات الفيروس HIV في الدم والسوائل التناسلية يكون ضخمًا جدًا بعد العدوى بفيروس HIV، فإن الأشخاص المُصابين حديثًا بعدوى HIV ينقلون العدوى إلى أشخاص آخرين بسهولة كبيرة.

تبسيط دورة حياة فيروس العَوَز المَناعي البَشَري HIV

كما هيَ الحال بالنسبة لجميع الفيروسات، فإن فيروس HIV يتكاثر باستخدام الآلية الجينية للخلايا المصابة، وخاصة الخلايا اللمفاوية CD4+.

  1. يرتبط الفيروس أولًا إلى الخلية، ويتغلغل إلى داخلها.

  2. يقوم فيروس HIV بتحرير المادة الوراثية الخاصة به RNA داخل الخلية المصابة.ولكي يتمكن الفيروس من التكاثر، فلا بد من تحويل المادة الوراثية الخاصة به من صيغة RNA إلى صيغة DNA.تتم هذه العملية عن طريق إنزيم يُدعى المُنتسخة العكسية reverse transcriptase (وهو إنزيم ينتجه الفيروس نفسه).يتكاثر فيروس HIV بسهولة عند هذه النقطة، لأن إنزيم المنتسخة العكسية يكون عرضة لارتكاب أخطاء (طفرات) في أثناء تحويل المادة الوراثية من صيغة RNA إلى صيغة DNA.

  3. تدخل المادة الوراثية بصيغة DNA إلى نواة الخلية.

  4. وبمساعدة إنزيم آخر يُطلق عليه اسم الإنزيم المُدمِج integrase (إنزيم يُنتجه الفيروس أيضًا)، تُصبح المادة الوراثية DNA للفيروس مندمجة مع المادة الوراثية DNA للخلية.

  5. تقوم المادة الوراثية للخلية المصابة بإنتاج المادة الوراثية RNA بالإضافة إلى البروتينات الضرورية لتركيب فيروس HIV جديد.

  6. يجري تجميع فيروس جديد من خلال مادة وراثية RNA وقطعة صغيرة من البروتين.

  7. يقوم الفيروس الوليد (برعم) بالخروج عبر غشاء الخلية المصابة، مغلفًا نفسه في أثناء خروجه بقطعة من غشائها.

  8. ولكي يتمكن الفيروس الوليد من إصابة خلية جديدة، فلا بد من أن ينضج أولاً.ويُصبح الفيروس البرعم ناضجًا عندما يقوم إنزيم فيروسي آخر (بروتياز HIV) بتقطيع البروتينات في الفيروس، مُسببًا إعادة ترتيبها.

جرى تطوير الأدوية المُستخدمة في علاج عدوى HIV بناءً على دورة حياة الفيروس.تقوم هذه الأدوية بتثبيط الإنزيمات الثلاثة (المُنتسخة العكسية، الإنزيم المدمج، وإنزيم بروتياز) التي يستخدمها الفيروس للتكاثر أو الارتباط بالخلايا والولوج إلى داخلها.

عندما تتمكن عدوى HIV من تدمير الخلايا اللمفاوية CD4+، فإنها تُضعف الجهاز المناعي للجسم، ويُعرضها بالتالي للإصابة بأنواع كثيرة من العدوى والسرطانات.ويُعد ذلك السبب في عدم قدرة الجسم على التخلص من فيروس HIV حالما يدخل إلى الجسم.ولكن، يكون بوسع الجهاز المناعي للجسم القيام باستجابة مناعية أخرى.ففي غضون شهر أو اثنين بعد العدوى، يقوم الجسم بإنتاج خلايا لمفاوية وأجسام مضادة تساعد على خفض أعداد فيروسات HIV في الدم، والسيطرة على العدوى.ولهذا السبب، فقد لا تُسبب عدوى HIV أية أعراض، أو مجرد أعراض خفيفة لمدة وسطية تبلغ 10 سنوات (تتراوح من 2-15 سنة)

كما يُصيب فيروس العَوَز المَناعي البَشَري خلايا أخرى أيضًا، مثل خلايا الجلد والدماغ والسبيل التناسلي والقلب والكلى، مُسببًا المرض في تلك الأعضاء.

تعداد الخلايا اللمفاوية CD4

يُساعد معرفة تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ في الدم على معرفة ما يلي:

  • مدى فعالية الجهاز المناعي في وقاية الجسم من العدوى

  • شدة الضرر الذي ألحقته عدوى HIV بالجسم

يكون تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ عند معظم الأشخاص السليمين بحدود 500-1000 خلية بكل 1 ميكروليتر من الدم.وبشكل عادي، فإن تعداد الخلايا اللمفية CD4+ يتراجع في الأشهر الأولى من الإصابة بالعدوى.وبعد 3-6 أشهر، فإن تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ يصبح ثابتًا، ولكن في حال عدم علاج العدوى، فإن تعدادها يستمر بالتراجع بوتيرة بطيئة أو سريعة.

إذا تراجع تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ إلى ما دون 200 خلية في كل 1 ميكروليتر من الدم، فإن الجهاز المناعي يُصبح أقل قدرة على مكافحة العدوى (مثل الالتهاب الرئوي بالمُتَكَيِّسَةُ الرِّئَوِيَّة الجيروفيسيَّة).تكون معظم هذه الأنواع من العدوى نادرةً عند الأشخاص الأصحاء.ولكنها تكون شائعة عند الأشخاص المصابين بضعف في الجهاز المناعي.يُطلق على مثل هذه الأنواع من العدوى اسم العدوى الانتهازية، لأنها تستغل ضعف الجهاز المناعي وتهاجم الجسم.

إذا انخفض تعداد الخلايا اللمفاوية CD4+ إلى ما دون 50 خلية في كل 1 ميكروليتر من الدم، فإن ذلك يكون مؤشرًا أكثر خطورة، لأن المزيد من حالات العدوى الانتهازية يمكن أن تحدث بسرعة، وتُسبب انخفاضًا شديدًا في الوزن، وفقدان البصر، أو تُفضي إلى الوفاة في حالات كثيرة.تتضمن هذه الأنواع من العدوى كلاً من:

الحِمل الفيروسي Viral load

يُطلق على تعداد فيروسات HIV في الدم (وخاصةً عدد نسخ المادة الوراثية RNA من فيروس HIV) بالحِمل الفيروسي viral load.

يُعبر الحِمل الفيروسي عن مدى سرعة فيروسات HIV في التكاثر.في بداية الإصابة بالعدوى، يرتفع مؤشر الحمل الفيروسي بسرعة.وبعد حوالى 6 أشهر، ينخفض مؤشر الحمل الفيروسي، ويبقى في مستوى ثابت (وهو ما يُسمى نقطة التضبيط set point).يتباين هذا المستوى بشكل كبير من شخص لآخر، إذ يمكن أن يتراوح بين بضع مئات إلى أكثر من مليون نسخة في كل 1 ميكروليتر من الدم.

كما يُقدم مؤشر الحمل الفيروسي معلومات عن:

  • شدة عدوائية العدوى (قدرتها على الانتشار وإصابة أشخاص جدد)

  • معدل تراجع أعداد الخلايا اللمفاوية CD4

  • مدى سرعة ظهور الأعراض

كلما ارتفعت نقطة التضبيط للحِمل الفيروسي، كلما تراجع تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 بسرعة إلى المستويات المنخفضة التي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الانتهازية (أقل من 200)، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض.

تساعد المعالجة الناجحة على تراجع مؤشر الحمل الفيروسي إلى مستويات ضئيلة جدًا أو لا يمكن قياسها (أقل من 20-40 نسخة في كل 1 ميكروليتر من الدم).ولكن تبقى البراعم الفيروسية الهاجعة ضمن الخلايا، وفي حال توقف العلاج، تبدأ فيروسات HIV بالتكاثر مجددًا ويرتفع مؤشر الحمل الفيروسي.

في حال حدوث زيادة في مؤشر الحمل الفيروسي في أثناء العلاج، فإن ذلك يعني واحدًا مما يلي:

  • استطاع فيروس HIV من تطوير مناعة ضد الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.

  • لا يتناول الشخص الدواء الموصوف له.

  • كلا الاحتمالين السابقين

هل تعلم...

  • يبقى بعض الأشخاص مصابين بعدوى HIV لسنوات طويلة قبل أن تظهر عليهم أية أعراض.

أعراض عدوى فيروس HIV

العدوى الأولية

لا تترافق العدوى الأولية بأعراض ملموسة عند الكثير من الأشخاص، إلا أنه وبعد 1-4 أسابيع، قد يعاني الشخص من حمى، أو طفح جلدي، أو التهاب حلق، أو تورم في العقد اللمفية، أو إرهاق، أو مجموعة متنوعة من الأعراض غير الشائعة.تدوم الأعراض الرئيسية للعدوى الأولية بفيروس HIV عادةً لمدة تتراوح بين 3-14 يومًا.

فترة التناوب بين الأعراض الخفيفة وعدم وجود أعراض

بعد تلاشي الأعراض الأولية، حتى ولو بدون علاج، فإن معظم الأشخاص يمرون بمرحلة من عدم وجود الأعراض أو أعراض خفيفة بين حين وآخر.تستمر فترة التناوب بين ظهور أعراض خفيفة وعدم وجود أية أعراض لمدة تتراوح بين 2-15 سنة.تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا التي تظهر في هذه المرحلة كلاً مما يلي:

  • تورم العقد اللمفية، حيث يشعر بها المريض على هيئة كتل صغيرة غير مؤلمة في الرقبة، أو تحت الإبط، أو أعلى الفخذ

  • بقع بيضاء في الفم (سُلاق) بسبب داء المُبيضات (عدوى خمائر)

  • القوباء shingles

  • الإسهال

  • الإرهاق

  • حمى مترافقة بتعرّق في بعض الأحيان

  • الفقدان التدريجي للوزن

  • فقر الد

يفقد بعض الأشخاص أوزانهم تدريجيًا ويعانون من حمى خفيفة أو إسهال.

يمكن لهذه الأعراض أن تنجم عن عدوى بفيروس HIV أو من حالات عدوى انتهازية تتطور بسبب إضعاف فيروس HIV للجهاز المناعي.

الأعراض الأكثر شدة

بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن الأعراض الأولى تكون تلك المتعلقة بالإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) AIDS

يُعرّف الإيدز بأنه تطور أعراض عدوى انتهازية خطيرة جدًا أو إصابة سرطانية، مماثلة لتلك التي تحدث عند الأشخاص الذين يعانون من تراجع تعداد الخلايا اللمفية CD4 لأقل من 200 خلية في كل 1 ميكروليتر من الدم.

يمكن لأنواع العدوى الانتهازية والسرطانات التي تحدث أن تُسبب الكثير من الأعراض.تحدث هذه الأعراض بشكل أكثر، أو تكون أكثر شدة عند الأشخاص المصابين بعدوى HIV بالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين بهذه العدوى.

يمكن لحالات العدوى الانتهازية الخطيرة أن تُسبب أعراضًا متنوعة بناءً على العضو المصاب:

  • الرئتين: حمى، أو سعال، أو ضيق تنفس

  • الدماغ: صداع، أو ضعف، أو فقدان التنسيق الحركي، أو تدهور القدرات الذهنية

  • السبيل الهضمي: ألم، أو إسهال، أو نزف

كما يمكن لعدوى فيروس HIV أن تُسبب أعراضًا عندما تُصيب النسج أو الأعضاء بشكل مباشر، كما في الأمثلة التالية:

  • الدماغ: تضرر دماغي مع فقدان ذاكرة، صعوبة في التفكير والتركيز، أو كلاهما، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالخرف إذا لم تُعالج عدوى فيروس العوز المناعي البشري، بالإضافة إلى الضعف، أو الرجفان، أو صعوبة المشي

  • الكليتين: فشل كلوي مترافق بتورم في الساقين والوجهن، وإرهاق، وتغيرات في البول، ولكن غالبًا ما لا تظهر هذه الأعراض إلا عندما تشتد العدوى

  • القلب: فشل قلبي مترافق مع ضيق في التنفس، وأزيز تنفسي، وإرهاق (غير شائع)

  • الأعضاء التناسلية: تراجع مستويات الهرمونات الجنسية، والذي يؤدي إلى إرهاق، وخلل الأداء الجنسي عند الرجال

قد يكون فيروس HIV مسؤولاً بشكل مباشر عن فقدان كبير في وزن الجسم عند بعض الأشخاص (هزال الإيدز)كما قد ينجم الهزال عند المصابين بالإيدز عن سلسلة من إصابات العدوى، أو عن عدوى السبيل الهضمي المستمرة وغير المعالجة.

الجدول
الجدول

السرطانات الشائعة لدى الأشخاص المصابين بعدوى HIV

ساركومة كابوزي، سرطان ينجم عن عدوى بفيروس الهربس الذي ينتقل بالجنس، ويتظاهر بشكل بقع جلدية غير مؤلمة، يتراوح لونها بين الأحمر والقرمزي، ومرتفعة قليلاً.تحدث العدوى بشكل رئيسي عند الرجال المثليين.

قد تحدث سرطانات في الجهاز المناعي (أورام لمفية lymphomas، وعادةً ما تكون أورام لمفية لا هدجكونية non-Hodgkin lymphoma)، وقد تكون بداية ظهورها أحيانًا في الدماغ.عند إصابة الدماغ، يمكن لهذه السرطانات أن تُسبب ضعفًا في الذراع أو الساق، أو صداعًا، أو تشويشًا ذهنيًا، أو تغيرات في شخصية الشخص.

تزيد الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) من خطر هذه السرطانات.تشتمل هذه السرطانات على سرطان عنق الرحم، وسرطان الشرج، وسرطان الخصية، وسرطان الرئة، بالإضافة إلى الورم الميلاني melanoma وغيره من السرطانات الجلدية.يكون الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال عرضة للإصابة بسرطان المستقيم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يُسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء.

سبب الوفاة

عادةً ما تنجم الوفاة عن التأثيرات التراكمية للعدوى الانتهازية، أو السرطانات، أو الهزال، أو الخرف، أو مزيج من ذلك كله.

تشخيص عدوى فيروس HIV

  • اختبارات للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس HIV في عينة من الدم أو اللعاب

  • اختبارات لتحري المادة الوراثية RNA لفيروس HIV في عينة من الدم

يُعد التشخيص المبكر لعدوى HIV ضروريًا، لأنه يساعد على علاج الحالة بشكل مبكر.وبدوره، يزيد العلاج المبكر من احتمال أن يعيش الشخص حياة طبيعية أطول، وأن يكون أقل عرضة لنقل عدوى HIV لأشخاص آخرين.

عادةً ما يستفسر الأطباء عن عوامل الخطر لعدوى HIV (مثل التعرض المحتمل للفيروس في مكان العمل، أو القيام بممارسات جنسية عالية الخطورة، أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن) والأعراض التي يشتكي منها المريض (مثل الإرهاق، والاندفاعات الجلدية، وخسارة الوزن).

يُجري الطبيب أيضا فحصًا سريريًا شاملًا للمريض للتحري عن أية علامات لعدوى انتهازية، مثل تورم العقد اللمفية، أو وجود بقع بيضاء داخل الفم (بما يُشير إلى الإصابة بالسلاق)، أو علامات إصابة بساركومة كابوزي على الجلد أو الفم.

اختبارات التحري والتشخيص

إذا اشتبه الطبيب بتعرض المريض لعدوى HIV، فسوف يقوم بإجراء اختبارات لتحري فيروس HIV.يقترح الأطباء إجراء اختبار التحري عند جميع البالغين والمراهقين، وخاصة النساء الحوامل، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود عوامل الخطورة لديهم.كما يمكن لأي شخص يشتبه بالتقاطه عدوى فيروس HIV أن يطلب إجراء اختبار تحري الفيروس.تكون نتائج مثل هذه الاختبارات سرية وغالبًا ما تُجرى مجانًا.

اختبار مختبري

يتحرى اختبار التحري المُركب الحالي (الجيل الرابع) عن أمرين يُشيران إلى عدوى HIV:

الأجسام المُضادَّة هي بروتيناتٌ يُنتِجُها الجهازُ المَناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد أيِّ هجوم، مثل هجوم فيروسات HIV.المُستضدَّاتُ Antigens هي موادّ أجنبية يُمكنها أن تُحرِّض استجابة مناعيَّة.

يستغرق الجسم عدة أسابيع لإنتاج ما يكفي من الأجسام المضادة التي يمكن للاختبار اكتشافها، لذلك تكون نتائج اختبار الأجسام المضادة سلبية في الأسابيع القليلة الأولى بعد دخول الفيروس إلى الجسم (تُعرف باسم "فترة النافذة" window period لعدوى HIV الحادة)ولكن، يمكن أن تكون نتائج اختبار المستضد p24 إيجابية في غضون أسبوعين من العدوى الأولية.يمكن إجراء الاختبارات المركبة بسرعة من قبل المختبر.كما يمكن إجراء أحد أنواع هذه الاختبارات في عيادة الطبيب أيضًا (تسمى الاختبارات قرب السرير).إذا كانت النتائج إيجابية، فسوف يقوم الأطباء بإجراء اختبار للتمييز بين HIV-1 و HIV-2 واختبار للكشف عن كمية الحمض النووي RNA لفيروس HIV في الدم (الحِمل الفيروسي).

يتميز اختبار التحري المركب بأنه أكثر سرعةً وأقل تعقيدًا من اختبارات التحري القديمة التي تستخدم مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس HIV، ومن ثم تأكيد النتائج الإيجابية باستخدام اختبار منفصل أكثر دقة، مثل اختبار لطخة ويستيرن Western blot test.

كما تتوفر أشكالٌ أُخرى قديمة وسريعة من الاختبارات التي تجرى في العيادة (قرب السرير).يمكن إجراء هذه الاختبارات بواسطة عينة من الدم أو اللعاب.إذا كانت نتائج اختبارات التحري السريع هذه إيجابية، فيتم تأكيدها عن طريق مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) (مع أو من دون لطخة ويستيرن) أو عن طريق تكرار واحد أو أكثر من الاختبارات السريعة الأخرى.

إذا أظهر الاختبار نتيجة سلبية عند شخص من ذوي الخطر المنخفض للإصابة بعدوى HIV، فلا داعٍ لتكرار الاختبار ما لم يطرأ تغيير على عوامل الخطورة لديه.إذا كان الشخص من ذوي الخطورة المرتفعة للإصابة بعدوى HIV وكانت نتيجة الاختبار إيجابية (وخاصةً إذا كان الشخص نشيط جنسيًا، ولديه عدة شركاء جنسيين، أو لا يمارس الجنس بطرق أكثر أمنًا)، فينبغي تكرار الاختبار بعد 6 إلى 12 شهرًا.

يمكن لاختبار HIV RNA أن يؤكد النتائج الإيجابية لاختبار الأجسام المضادة أو يكشف دليلًا على عدوى HIV إذا كانت نتيجة اختبار الأجسام المضادة سلبية.عادةً ما تستخدم اختبارات HIV RNA تقنياتٍ لإنتاج نسخ عديدة من المادة الوراثية للكائن الدقيق (تضخيم الحمض النووي).يمكن لهذه الاختبارات اكتشاف المقادير الضئيلة جدًا من المادة الوراثية RNA لفيروس HIV في الدم، وتكون دقيقة جدًا.

المراقبة

في حال تشخيص العدوى بفيروس HIV، فينبغي إجراء الاختبارات الدموية بانتظام لقياس ما يلي:

  • تعداد الخلايا اللمفاوية CD4

  • الحِمل الفيروسي

إذا كان تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 منخفضًا، فيكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى خطيرة، ومضاعفات أخرى للعدوى بفيروس HIV، مثل أنواع محددة من السرطانات.يساعد مؤشر الحِمل الفيروسي على توقع معدل انخفاض تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 عبر السنوات القليلة التالية.

يساعد هذان الاختباران الأطباء على تحديد ما يلي:

  • متى ينبغي البدء بإعطاء الأدوية المضادة للفيروسات

  • مدى الفعالية المتوقعة للعلاج

  • مدى الحاجة لاستخدام أدوية أخرى للوقاية من العدوى

يساعد العلاج الناجح على خفض مؤشر الحِمل الفيروسي بشكل كبير جدًا في غضون بضعة أسابيع، وعودة تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 إلى مستوياته الطبيعية بشكل تدريجي.

تشخيص متلازمة العوز المناعي المكتسب AIDS

يجري تشخيص متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) عندما يهبط تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 إلى أقل من 200 خلية لكل 1 ميكروليتر من الدم، أو عندما يُصاب المريض بهزال شديد، أو بحالات عدوى انتهازية أو سرطانات محددة خطيرة.

تشخيصُ الحالات المرتبطة بفيروس العوز المناعي البشري

يمكن إجراء اختبارات متنوعة للتحري عن الحالات التي قد تُرافق عدوى فيروس العوز المناعي البشري.وتنطوي هذه الاختبارات على:

  • بزل أو خزعة النقي العظمي: لمزيد من التقييم لانخفاض تعداد خلايا الدم (بما في ذلك فقر الدم)، والذي قد يكون ناجمًا عن الأورام اللمفاوية، والسرطانات، وحالات العدوى الانتهازية

  • التصوير المقطعي المحوسب مع عامل التباين أو التصوير بالرنين المغناطيسي: للتحقق من وجود ضرر في الدماغ أو الحبل الشوكي

علاج عدوى فيروس HIV

  • الأدوية المُضادة للفيروسات القهقرية

  • في بعض الأحيان الأدوية التي تقي من العدوى الانتهازية

  • الأدوية في بعض الأحيان لتخفيف الأعراض

(انظر أيضًا العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لعدوى فيروس العوز المناعي البشري.)

يُنصح باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية عند جميع المصابين بعدوى HIV، لأن العدوى قد تؤدي إلى الإصابة بمضاعفات كثيرة في حال عدم استخدامها من جهة، ولأن الأجيال الجديدة من هذه الأدوية أصبحت أقل سمية من سابقاتها.بالنسبة لمعظم الأشخاص، يمكن الحصول على أفضل النتائج عند البدء بالعلاج باكرًا.أظهرت الدراسات بأن الأشخاص الذين يعالجون بسرعة بمضادات الفيروسات القهقرية يكونون أقل عرضة للإصابة بمضاعفات متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) والموت بسببها.

لا يمكن للعلاج التخلص من الفيروس في الجسم، على الرغم من أن مستويات الفيروس HIV غالبًا ما تتراجع بشكل كبير بحيث لا يمكن اكتشافها في عينات الدم أو غيره من سوائل أو أنسجة الجسم.أهدافُ العِلاج هي

  • خفض تعداد فيروسات HIV إلى مستويات غير قابلة للكشف

  • استعادة التعداد الطبيعي للخلايا اللمفاوية CD4

في حال توقف العلاج، فإن مستوى فيروسات HIV يعود للارتفاع، ويبدأ تعداد CD4 بالانخفاض.وبالتالي، يحتاج الأشخاص إلى تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية طوال حياتهم.

قبل البدء بالنظام العلاجي، ينبغي إطلاع الأشخاص على ضرورة القيام بما يلي:

  • تناول الأدوية تماماً وفق الخطة المرسومة

  • عدم تخطي أي جرعات

  • تناول الدواء حتى بقية حياتهم

يُعد تناول الدواء طيلة العمر أمرًا ضروريًا.قد يقوم بعض الأشخاص بتجاوز بعض الجرعات أو التوقف عن تناول الدواء لفترة معينة (تُسمى إجازة من الدواء).تُعد مثل تلك السلوكيات ممارسة خطيرة، لأنها تُمكن فيروس HIV من تطوير مقاومة تجاه الدواء.

وبما أن تناول أدوية HIV بشكل غير منتظم يؤدي غالبًا إلى حدوث مقاومة للدواء، فسوف يقوم ممارسو الرعاية الصحية بالتأكد من أن الأشخاص راغبون باستخدام الدواء والالتزام ببرنامجه العلاجي.ولتبسيط البرنامج العلاجي، ومساعدة الأشخاص على الالتزام به، فإن الأطباء غالبًا ما يصفون العلاج الذين يشارك بين اثنين أو أكثر من الأدوية في دواء واحد، وبمعدل مرة واحدة في اليوم.

التحصين

ينبغي على المرضى المصابين بعدوى HIV أخذ اللقاحات التالية (للمزيد من المعلومات، انظر توصيات التطعيم الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها [CDC]):

  • لقاح المكورات الرئوية المقترن PCV20 وحده، أو لقاح PCV15 متبوعًا بلقاح PPSV23 بعد 8 أسابيع على الأقل، إذا لم يحصلوا على لقاح المكورات الرئوية المقترن من قبل

  • لقاح الأنفلونزا كل سنة

  • لقاح التهاب الكبد B في حال لم يأخذه المريض من قبل، أو في حال لم يكمل سلسلة جرعاته الثلاث

  • لقاح التهاب الكبد A في حال كان المريض من ذوي الخطورة العالية للإصابة بالمرض، أو رغب بوقاية نفسه منه

  • لقاح فيروس الورم الحليمي البشري HPV للوقاية من سرطانات الفم والحلق، سرطانات عنق الرحم، وسرطان القضيب المرتبطة بفيروس HPV (تُعطى للإناث والذكور في الأعمار الموصى بها)

  • لقاح المكورات السحائية إذا لم يحصل البالغون على اللقاح من قبل (تُعطى الجرعات بفارق 8 أسابيع على الأقل ويُعاد التطعيم مرة كل 5 سنوات)

  • هذه الجرعة تتبعها جرعة معززة من لقاح الكزاز-الخناق (Td) كل 10 أعوام.ينبغي على الأشخاص الذين لم يتلقوا أو لم يكملوا سلسلة اللقاحات الأولية بما لا يقل عن 3 جرعات من لقاح الكزاز والخناق أن يبدأوا أو يكملوا السلسلة، وينبغي استبدال لقاح الكزاز-الخناق-السعال الديكي (Tdap) بجرعة معززةل للقاح الكزاز والخناق (Td) إذا لم يسبق لهم الحصول على لقاح Tdap.ينبغي على الأشخاص الذين أكملوا السلسلة الرئيسية ولكنهم لم يتلقوا لقاح Tdap من قبل، أن يتلقوا جرعة لقاح Tdap عند حلول موعد جرعة Td التالية.

  • لقاح الهربس النطاقي المأشوب

  • لقاح الحماق، عند أشخاص معينين يبلغ تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 لديهم أكثر من 200 خلية لكل 1 ميكروليتر من الدم.

مآل عدوى فيروس العوز المناعي البشري

لا يؤدي التعرض إلى فيروس HIV إلى العدوى دائمًا، وقد يتعرض الشخص لأكثر من مرة للفيروس في أثناء حياته ولا يُصاب بالعدوى.وعلاوةً على ذلك، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يُعالجون بالأدوية المُضادَّة للفيروسات القهقرية التعامل مع عدوى فيروس HIV على أنها مرض مزمن، ولا يُصابوا بالإيدز.مع المعالجة الفعالة، قد تتراجع مستويات المادة الوراثية RNA لفيروس HIV إلى درجة لا يمكن قياسها مخبريًا، ويرتفع تعداد الخلايا اللمفاوية CD4 بشكل واضح، ويمكن للشخص أن يعيش حياة طبيعية نشيطة.قد يتراجع خطر المرض والوفاة، ولكنه يبقى عمومًا أعلى من خطره عند الأشخاص السليميين من نفس الفئة العمرية.ولكن، في حال لم يتمكن الشخص من تحمل العلاج أو تناوله بشكل مستمر، فقد تتفاقم عدوى HIV وعوز المناعة، مما يُسبب مضاعفات وأعراضًا خطيرة.

ويبقى العديد من المصابين بعدوى HIV وغير المعالجين بصحة جيدة لأكثر من عشر سنوات.بقي عدد قليل جدًا من المصابين بعدوى HIV وغير المعالجين بصحة جيدة لأكثر من 20 سنة.ولا يزال من غير المفهوم لماذا تتراجع صحة بعض المصابين بالعدوى بشكل أسرع من سواهم، ولكن يبدو بأن عددًا من العوامل الجينية تؤثر في كل من الأهبة لالتقاط العدوى وتفاقمها إلى متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) بعد العدوى.

في حال عدم علاج الأشخاص المصابين بالعدوى، فإن معظمهم يُصاب بالإيدز لاحقًا.ولكن تختلف سرعة تناقص عدد الخلايا اللمفاوية CD4 وتفاقم عدوى HIV إلى مرض الإيدز بشكل كبير من شخص لآخر.بشكل عام، يُقدر الخبراء أنه في حال عدم تقديم العلاج للمصابين بالعدوى، فإن معدلات حدوث الإيدز ستكون على النحو التالي:

  • في السنوات الأولى بعد الإصابة بالعدوى: 1-2% كل سنة

  • كل سنة بعد ذلك: 5-6%

  • في غضون 10-11 سنة: 50%

  • في نهاية المطاف: أكثر من 95%، إذا عاشوا عمرًا كافيًا

لا تُسبب عدوى HIV الوفاة بشكل مباشر عادةً.ولكن بدلًا من ذلك، فإنها تُسبب خسارة كبيرة في الوزن (هزال)، وعدوى انتهازية، وسرطانات، وغير ذلك من الاضطرابات التي تُفضي إلى الوفاة.

يُعتقد حتى الآن بأن الشفاء من هذه العدوى هو أمر مستحيل، على الرغم من أن الأبحاث المكثفة مستمرة لمعرفة كيفية التخلص من جميع فيروسات HIV الهاجعة في أجسام المصابين بالعدوى.

مسائل نهاية الحياة

بما أن الوفاة نادرًا ما تحدث بشكل مفاجئ عند المصابين بالإيدز، فغالبًا ما يمتلك الشخص وقتًا كافيًا لاعتماد وصيته حول الرعاية الصحية في حال ساءت حالته.بأية حال، ينبغي على الأشخاص تدوين مثل هذه الرغبات بشكل رسمي وقانوني، وأن يتضمن ذلك تعليمات واضحة حول نوع الرعاية الصحية التي يرغبون بها (توجيهات مسبقة).

يعاني الكثير من الأشخاص من الألم وغيره من الأعراض (مثل الهياج) وغالبًا ما يفقدون شهيتهم للطعام.في البلدان ذات الدخل المرتفع تكون برامج رعاية المحتضرين مصممة خصيصًا بحيث يمكنها التعامل مع مثل هذه المشاكل.ويمكن لهذه البرامج توفير الدعم الشامل الذي يُركز على تدبير الأعراض، ومساعدة المُحتضرين على الاحتفاظ باستقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم قدر الإمكان، ودعم مزودي الرعاية لهم.

الوقايَةُ من عدوى HIV

حتى يوم لا يتوفر لقاح فعال ضد فيروس HIV يقي من الإصابة بالعدوى أو يُبطئ من تفاقم متلازمة العوز المناعي المكتسب عند المصابين بالعدوى.ولكن علاج الأشخاص المصابين بعدوى HIV يُقلل من خطر نقلهم للعدوى إلى أشخاص آخرين.

يمكن الوقاية من انتقال عدوى فيروس HIV من طرق انتشاره الأكثر شيوعًا (مثل الاتصال الجنسي أو مشاركة الحقن) بشكل كامل تقريبًا.ولكن المشكلة تكمن في أن الإجراءات المطلوبة للوقاية (مثل تعديل السلوكيات الجنسية أو استخدام الواقيات الذكرية بشكل مستمر واستخدام إبر معقمة لتعاطي المخدرات) لا تكون شائعة أو متبعة بشكل دائم في الوسط الاجتماعي.إذ يجد الكثير من الأشخاص صعوبة بالغة في تعديل سلوكياتهم الجنسية أو الإدمانية، وبالتالي يعرضون أنفسهم بشكل مستمر لالتقاط العدوى بفيروس HIV.كما إن العدوى قد تنتقل حتى من خلال الممارسات الجنسية الأكثر أمنًا.على سبيل المثال، يمكن للعدوى أن تنتقل في حال تمزق الواقي الذكري أو حدث فيه تسريب.

استراتيجيات الوقاية من نقل العدوى بفيروس HIV

  • الامتناع عن ممارسة الجنس.

  • استخدام واقٍ ذكري مطاطي (من اللاتكس) عند كل ممارسة جنسية يكون أحد طرفيها مصابًا بعدوى HIV أو عند عدم معرفة حالة الشريك (مع العلم بأن المواد القاتلة للنطاف والاسفنجات المانعة للحمل لا تقي من انتقال عدوى HIV).

  • بالنسبة للرجال الذين يمارسون الجنس الفموي، ينبغي سحب القضيب من الفم قبل القذف.

  • الختان بالنسبة للذكور (حيث يُقلل ختان القضيب الذكري من خطر الإصابة بعدوى HIV في أثناء الجنس المهبلي التقليدي بين ذكر سليم وامرأة مصابة بالعدوى).

  • أما بالنسبة للأزواج المتعددين المرتبطين حديثًا بشريك واحد، فينبغي تحري الإصابة بعدوى HIV وغيره من أنواع العدوى المنتقلة بالجنس قبل البدء بالممارسات الجنسية غير الآمنة.

  • عدم تشارك الإبر أو المحاقن بشكل نهائي.

  • ارتداء قفازات مطاطية (يُفضل أن تكون من اللاتكس) عند ملامسة سوائل الجسم لشخص آخر.

  • في حال التعرض لسوائل تحتوي على فيروس HIV (عن طريق وخز عرضي بإبرة ملوثة مثلًا)، فينبغي طلب المعالجة الفورية بالمضادات الفيروسية للوقاية من العدوى.

توفر الواقيات الذكرية المصنوعة من اللاتكس الحماية القصوى ضد عدوى فيروس HIV (بالإضافة إلى غيره من أنواع العدوى الشائعة المنتقلة بالجنس)، إلا أنها ليست آمنة في حال عدم استخدامها بصورة صحيحة.ينبغي عدم استخدام المُزلقات ذات الأساس الزيتي (مثل هلام البيتروليوم أو الفازلين)، لأنها قد تؤدي إلى حل اللاتكس، وتُقلل من فعالية الواقي الذكري.

يمكن لإجراءات أخرى أن تكون مفيدة أيضًا.بالنسبة للرجال، يساعد الختان، وهو إجراء آمن وغير مكلف، على تقليل خطر الإصابة بعدوى HIV في أثناء الممارسة الجنسية المهبلية مع امرأة مصابة بنسبة 50%.ولكن من غير الواضح ما إذا كان الختان يُقلل من خطر الإصابة بعدوى HIV في أنواع أخرى من الممارسات الجنسية.وبما أن الختان لا يوفر سوى وقاية جزئية من عدوى HIV، فينبغي على الأشخاص المختونين استخدام إجراءات إضافية للوقاية من العدوى، وعدم الاكتفاء بالختان وحسب.على سبيل المثال، إذا كان أي من الشريكين الجنسيين مصابًا بعدوى HIV أو مرض آخر منتقل بالجنس، فينبغي علاجه، وينبغي على الشريك الذكر استخدام الواقي الجنسي بشكل صحيح ودائم.

الاحتياطات الوقائية العامة

ينبغي على الأشخاص الذين يحتمل تماسهم مع دم أو سوائل بشرية أخرى ارتداء قفازات واقية، أو أقنعة، أو واقيات للعينين.وينبغي اتباع هذه الاحتياطات عند التعامل مع جميع السوائل البشرية، سواءً كانت لأشخاص HIV أو غيرهم، ولذلك فهي تُسمى بالاحتياطات الوقائية العامة.ينبغي اتباع إجراءات الوقاية العامة لسببين:

  • قد لا يعلم الشخص المُصاب بعدوى HIV أنه مُصاب بهذه العدوى

  • يمكن للفيروسات التي تُسبب اضطرابات خطيرة أخرى (مثل التهاب الكبد B و C) أن تنتقل من خلال سوائل الجسم.

يمكن تنظيف وتعقيم الأسطح الملوثة بفيروس HIV بسهولة عن طريق الحرارة والمطهرات الأخرى الشائعة، مثل بيروكسيد الهيدروجين والكحول.

وبما أن عدوى فيروس HIV لا تنتقل عن طريق الهواء أو التواصل العرضي (مثل الملامسة، أو العناق، أو التقبيل الجاف)، فإن المستشفيات والعيادات لا تعزل الأشخاص المصابين بعدوى HIV مالم يكونوا مصابين بمرض معدٍ آخر.

الوقاية من انتقال عدوى HIV عن طريق نقل الدم وزرع الأعضاء

تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تجنب انتقال العدوى بفيروس HIV عن طريق نقل الدم أو زرع الأعضاء، وذلك من خلال:

  • تحري عوامل خطر الإصابة بعدوى HIV عند المتبرعين بالدم أو الأعضاء

  • إجراء اختبارات دموية لتحري الإصابة بعدوى HIV

يتراجع خطر انتقال العدوى بشكل أكبر عند الطلب من الأشخاص من ذوي الخطورة المرتفعة للإصابة بعدوى HIV بأن يمتنعوا عن التبرع بالدم أو الأعضاء، بغض النظر عن نتيجة اختبار تحري عدوى HIV لديهم.

أما في البلدان ذات الموارد المنخفضة، فقد لا تجرى اختبارات تحري عدوى HIV عند المتبرعين بشكل دائم.ونتيجة لذلك، فإن الخطر لا يزال قائمًا لانتشار العدوى عند التبرع بالأعضاء.

منع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل

يمكن للأم المصابة بعدوى HIV أن تنقل العدوى إلى طفلها حديث الولادة.

يمكن للإجراءات التالية أن تساعد على الوقاية من انتقال عدوى HIV من الأم إلى الطفل الوليد:

  • اختبار النساء الحوامل لتحري إصابتهن بعدوى HIV

  • في حال التأكد من الإصابة بالعدوى، فينبغي علاج الأم الحامل بالمضادات الفيروسية في أثناء الحمل والمخاض (إعطاء المضاد الفيروسي في أثناء المخاص مهم للغاية)

  • توليد الطفل بعملية قيصرية وليس ولادة طبيعية (مهبلية)

  • بعد الولادة، علاج المولود الجديد بدواء زيدوفودين، والذي يُعطى عن طريق الوريد لمدة 6 أسابيع

  • استخدام الحليب الصناعي عوضًا عن حليب الثدي (يمكن لعدوى HIV أن تنتقل عن طريق حليب الثدي)

المعالجة الوقائية قبل التعرض

يمكن لتناول دواء مضاد للفيروسات قبل التعرض لفيروس HIV أن يساعد على تقليل خطر انتقال العدوى به.يُسمى هذا الإجراء العلاجي الوقائي بالعلاج الوقائي ما قبل التعرض preexposure prophylaxis (PrEP).ولكن هذا العلاج مكلفٌ، ولا يكون فعالاً إلا عند الأشخاص الذين يتناولون الدواء يوميًا.وهكذا، يُوصى بالإجراءات الوقائية ما قبل التعرض PrEP فقط للأشخاص الذين لديهم خطر مرتفع للإصابة بالعدوى، مثل الأشخاص الذين لديهم شريك مُصاب بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري، والأشخاص الذين يمارسون سلوكيات جنسية تزيد بشكل كبير من خطر إصابتهم بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري، والأشخاص الذين يحقنون أنفسهم العقاقير ويقومون بممارسات حَقن تجعلهم معرضين بشكل كبير لخطرٍ الإصابة بعدوى HIV.

قد يكون من الممكن وصف العلاج الوقائي ما قبل التعرض PrEP للأشخاص الذين يقومون بممارسات جنسية عالية الخطورة، مثل:

  • الرجال الذين يمارسون الجنس الشرجي مع رجال آخرين دون استخدام الواقي الذكري

  • ممارسة الجنس بين الذكور والإناث دون استخدام واقي جنسي في الوقت الذي تكون فيه حالة أحد الشريكين غير معروفة، ومن ذوي الخطورة العالية للإصابة بعدوى HIV

ينبغي على الأشخاص الذين يستخدمون العلاج الوقائي ما قبل التعرض PrEP استخدام وسائل أخرى للوقاية من عدوى HIV، بما في ذلك الاستخدام المستمر للواقيات الذكرية، وعدم تشارك الإبر أو المحاقن.

العلاج الوقائي بعد التعرض للعدوى

يتراجع خطر الإصابة بعدوى HIV عند الأشخاص الذين تعرضوا للفيروس بسبب لطخة دم، أو وخز بإبرة ملوثة، أو تواصل جنسي مع شخص مصاب إذا تناولوا المضادات الفيروسية لمدة 4 أسابيع.تكون هذه المضادات أكثر فعالية عند البدء بتناولها بأسرع وقت بعد التعرض للفيروس.يوصى حاليًا بأخذ دوائين أو أكثر.

ويحدد الحاجة لتناول هذه الأدوية الوقائية كل من الطبيب والشخص الذي تعرض للفيروس.يستند قرار أخذ هذه الأدوية على تقييم خطر التقاط العدوى، والتأثيرات المحتملة للأدوية.إذا لم يكن ممكنًا التأكد من وجود العدوى بالفعل في المصدر المحتمل، فيجري تقييم خطر وجودها في ذلك المصدر.ولكن، حتى فيما لو تأكد وجود الفيروس في المصدر المحتمل للعدوى، فإن خطر انتقالها يتباين بحسب طبيعة التعرض.على سبيل المثال، يكون خطر انتقال عدوى HIV جراء التعرض لرذاذ دموي يحتوي على الفيروس أقل من الوخز بإبرة ملوثة بالفيروس.

يعتمد الإجراء الفوري المُتخذ بعد التعرض لفيروس HIV مباشرةً على نوع التعرض:

  • إذا تعرَّض الجلد، يَجرِي تنظيفه بالصابون والماء.

  • تُنظف الجروح الواخزة العميقة باستخدام مادة مطهرة.

  • إذا تعرضت الأغشية المخاطية للفيروس، فيجري غسلها بكميات كبيرة من الماء.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مكتب أبحاث الإيدز: معلومات من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، تتضمن قاموسًا للمصطلحات المرتبطة بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري وقاعدة بيانات دوائية

  2. جدول التطعيمات الصادرعن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) 2022: جدول تطعميات البالغين الموصى بها منظمة بحسب الحالة الطبية والاستطبابات الأخرى

  3. مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC: الوقاية بعد التعرض (PEP): موارد تتعلق باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بعد التعرض لحادثة واحدة شديدة الخطورة لوقف فيروس HIV

  4. المؤسسة الأمريكية لأبحاث الإيدز: الموارد المتعلقة بدعم أبحاث الإيدز، والوقاية من فيروس العوز المناعي البشري، والتثقيف في مجال العلاج، والمنافحة عن المرضى

  5. الرابطة الأمريكية للصحة الجنسية: معلومات حول الصحة الجنسية

  6. مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): HIV/AIDS: معلومات عامة حول فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز، بما في ذلك معلومات حول الاختبارات المنزلية ووسائل تقليل الخطر

  7. أزمة صحة الرجال المثليين: معلومات عامة عن صحة الرجال، بما في ذلك اختبارات فيروس العَوَز المَناعي البَشَري

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID